• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / أخلاق ودعوة
علامة باركود

سلوة القلوب في فرقة المحبوب

د. شميسة خلوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/9/2012 ميلادي - 14/10/1433 هجري

الزيارات: 27570

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلوة القلوب في فرقة المحبوب


الحمد لله الذي جعل القرار والاستقرار ميزة البيت المسلم، والحبّ والرحمة والمشاعر الطيّبة زينته وأساس التعامل بين أفراده، بين الزوجين، وبين الأولاد والأبوين، وبين الإخوة والأخوات.

 

فوصَّانا تعالى خيرا بوالدينا، فقال عز وجل: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ﴾ [العنكبوت: 8]، وحثَّ على المودَّة والرحمة بين الزوجين، فقال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ [الروم: 21] ، وجعل للأبناء حقًّا على الوالدين بحسن التربية والرعاية ومنح الحب والعطف والحنان، ولسان الابن البار يلهج بالدُّعاء: ربِّ ارحمهُما كما ربَّياني صغيراً.

 

إنها رابطة الحبِّ الأسري، وما أعظمها من نعمة!

 

والحمد لله الذي جعل الصَّداقة والمحبَّة بين النَّاس، وجعل الأرواح التي تتناسب صفاتها وأخلاقها تتآلف فيما بينها، قال النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ»[1]، محبَّةٌ بين الخلّان والإخوان والأقران والأصحاب والجيران والزملاء.

 

إنها رابطة الحبِّ في الله بين الأصحاب، وما أعظمها من نعمة!

 

والحمد لله الذي جعل لنا أوطانا ننتمي إليها، وجبل أنفسنا على حبِّها، وجعلنا عمّارها، ﴿ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ﴾ [هود: 61].

 

إنها رابطة حب الأوطان، وما أعظمها من نعمة!

 

وفي كل هذه العلاقات بداية ونهاية، فسُبحان من جعل لكُلِّ لقاء افتراقا ولكُلِّ جمع تشتُّتا!

 

دارُ الدنيا لا تخلو من بليَّة، فلا عجب أن الافتراق أيضا هو سُنَّة الحياة، ومادامت الحياة مستمرَّة فالإنسانُ بين فرح وترح يتنقَّل، وبين سُرور وحُزن يتقلَّب، وبين عافية ومرض يتغيّر حاله ويتبدَّل.

 

نعم يا أخي، جعل الله لكَ والِدَيْن وأهلا وإخوانا وخِلاّنا، أمضيتَ معهم أوقات وِداد ومحبَّة، صاحبٌ أعانكَ على دينك ودُنياكَ، أخٌ صادِق الطَّوِيَّة ثابر على نُصحك، جليسٌ طيِّبُ الثَّناء قرّبك من ربّكَ، زوجةٌ شاركتكَ حياتكَ حُلوها ومُرّها، توثَّقت عُرى المصافاة بينكم، فكانوا أصفياءَك في الدُّنيا... وبعد حين كان الفراق.

 

وأنتِ يا أختي، أنْعَم الله عليكِ بأمّ وأبٍ جعلاكِ قُرَّة عين، كنتِ خير هديَّة وهبها الله لهما، وصُويحبات عفيفات أمضيتِ معهُن أمتع الأوقات وأطيبها، صديقةٌ كانت مُعينتكِ على الخير ومَحَلّ أنْسِك، جارةٌ كانت أقرب مودَّة إلى قلبك، زميلةٌ فهمتكِ من غير حديثٍ، ووَاستكِ من غير ملل أو كلل، أختٌ حفظتْ أسراركِ ولم تُفشِها، صوَّبتْ أخطائكِ ولم تُذِعها، وزوج كان لكِ السَّكن ورفيق الدرب، وبعد حين كان الفراق.

 

البُشرى لمن صبر واحتسب وعلِم أن الخيرة في ما اختارَه الله وقدّره، فرَضيَ ووكَّل أمره وفوّضهُ لله خالقه.

 

والتذكرة لمن يعيش الآن تحت مِظلَّة الفائت، يبحث عن بقايا علِقت بقلبه الموجُوع، ليبقى مربُوطا بذكرى حبيبٍ أو خلٍّ وفيّ، يُنصتُ لآهاتِه وأنينه، يتلمَّس جُرحه وهو يمجُّ وينزفُ، ليزيد همّه ويكبر... كأنَّه الموت البطيء!

وَالهَمُّ يَختَرِمُ الجَسيمَ نَحافَةً
وَيُشيبُ ناصِيَةَ الصَبِيِّ وَيُهرِمُ[2]

 

أكاد أسمع تنهيدة عميقة تتسرّبُ من الأعماق، أوَ قلَّبتُ عليكم المواجِع ولَجَّ بكُم الشَّوْق لمن غادَر وارتَحل؟

وهل أنتَ باقٍ في هذه الدنيا أبد الدَّهر؟

وهل أنتِ مخلدّة في دارِ الفناء؟

يا باكياً فُرقة الأَحبابِ عن شَحَطٍ
هَلا بكَيْتَ فِراقَ الرُّوحِ للبَدنِ![3]

 

 

تعالوا في جولة مُقتضبة بين أشواكِ الألم وأوجاع الفراق، بين دموعٍ منهملة وزفرات أليمة في ليال مدلهمَّات، لنتأمّل أثر البيْن على نُفوس المحبِّين، جولةٌ تجمعُنا بمن تكدَّر صفوُ عيشِه بعدما افترقَ عمّن أحبّهُ، وأضحى التَّنائي بديلا من التداني، فصبرَ فلانٌ، وحزن عِلاَّن!

 

بَيْنٌ بين إلفين فرّق بينهما المكان، وبَيْنٌ بين حِبَّين فرَّق بينهما الحِمام، وبَيْنٌ بين جسد وموطن عنوانه فراقُ الأوطان.

 

يُقسّم ابن حزم الأندلسي البيْن ستَّة أقسام، أوَّله بينٌ مقترن بمدة يوقِن الحبيبان بانصرامها وبالعودة عن قريب، وثانيه بيْنُ منع من اللِّقاء وحظر على المحبوب من أن يراه محبُّه، وثالثه بيْن يتعمَّده المحب بُعداً عن قول الوُشاة، وخوفاً أن يكون بقاؤه سبباً إلى منع اللِّقاء، ورابعُه بيْنٌ يولِّده المحبُّ لبعض ما يدعوه إلى ذلك من آفات الزَّمان بالرَّحيل، ورابعُه فراقُ رحيلٍ وتباعد ديار، ولا يكونُ من الأوْبة فيه على يقين ولا يحدث تلاق، ثم بيْنُ الموت وهو الذي لا يُرجى له إياب.[4]

 

يقول ابن الرومي واصفا يوم الفراق بذاك الخطْب الجَلل، لا ينفع معه الصَّبر والجَلد:

خانك الصبرُ يومَ قيلَ الرَّحيلُ
إنّ خطبَ الفراقِ خطبٌ جليلُ

 

وهو يومٌ ليس كباقي الأيام، شديدُ الوطأة على نفس المفارقِ في عُرف أبي تمام:

يَومَ الفِراقِ لَقَد خُلِقتَ طَويلا
لَم تُبقِ لي جَلداً وَلا مَعقولا
قالوا الرَحيلُ فَما شَكَكتُ بِأَنَّها
نَفسي عَنِ الدُنيا تُريدُ رَحيلا!

 

ويتساءل البارودي إن كان لعودة نفسِه بعد البيْن سبيلٌ؟

وَكَيْفَ أَمْلِكُ نَفْسِي بَعْدَ مَا ذَهَبَتْ
يَوْمَ الْفِرَاقِ شَعَاعاً إِثْرَ مَنْ رَحَلُوا؟!

 

يا لهيفَ القلب على حِبِّ غُيّب عنكَ، تذكَّر: ﴿ عَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾[البقرة: 216].

 

هذا العماد الأصبهاني يقول مودِّعا نجم الدين أيوب والد السلطان صلاح الدين:

يومُ النَّوى ليسَ مِنْ عُمْرِي بمَحْسُوب
ولا الفراقُ إلى عَيْشي بمنسُوب
ما اخْتَرْتُ بَعْدَكَ لكنَّ الزَّمَان أتَى
كُرْهًا بما لَيْسَ يا -محْبُوب- محْبُوبي
أرْجُو إيابي إلَيْكُم غَانماً عَجلاً
فَقَدْ ظَفَرْتُ بِنَجْمِ الدِّينِ أيُّوب

 

ومن صَدَع الفراق قلبه لا أجده إلا مُناديا: أيا حادي البيْن وهَن الجسم، واشتدَّ السقم!

 

يقول ابن المعتز:

وَمُتَيَّمٍ جَرَحَ الفُراقُ فُؤادَهُ
فَالدَمعُ مِن أَجفانِهِ يَتَدَفَّقُ
بَهَرَتهُ ساعَةُ فرقَةٍ فَكَأَنَّما
في كُلِّ عُضوٍ مِنهُ قَلبٌ يَخفِقُ!

 

وهذا ابن زهر الحفيد يُثير فينا شُجونا وهو يصفُ لواعج قلبه إثر فراقه لوليده:

وَلي واحِدٌ مِثل فَرخِ القَطا
صَغيرٌ تَخلَّفَ قَلبي لَدَيه
نَأَت عَنهُ داري فَيا وَحشَتي
لِذاكَ الشَخيصِ وَذاكَ الوَجيه
تَشَوَّقَني وَتَشَوَّقتُهُ
فَيَبكي عَلَيَّ وَأَبكي عَلَيه
وَقَد تَعِب الشَوق ما بَينَنا
فَمِنهُ إِليَّ وَمَنّي إِلَيه

 

إنه فراقُ الدُّنيا، فراقُ عبد لعبد، لمن درى حرَّ الوَداع وذاقَ أمرّهُ، فما بالُنا بفراق الرُّوح للجسد يوماً، ونحن سائرُون إليه حتماً ؟!

أَيُّ يَومٍ يَومُ الفِراقِ وَإِذ نَف
سُكَ تَرقى عَنِ الحَشا وَالفُؤادِ
أَيُّ يَومٍ يَومُ الفِراقِ وَإِذ أَن
تَ مِنَ النَزعِ في أَشَدِّ الجِهادِ[5]

 

آه يا مُفرِّقَ الجماعات وهادِم اللذّات، كم فجعتَ من أمٍّ بابنها، وكم أدمَيْتَ مُقلة زوجة برحيل زوجها، وكم فرّقتَ بين الإخوة والأخلاء!

 

يقول متمم بن نُويْرة اليربوعي واصفا فراقه لأخيه مالك لما حان أجله:

وكُنَّا كَنَدمَاني جذيمةَ حقبةً
من الدَّهْرِ حَتَّى قِيلَ لَنْ يَتَصَدَّعَا
فَلَمَّا تَفَرّقْنَا كَأنِّي وَمَالِكاً
لِطُولِ اجْتِمَاعِ لمْ نَبِتْ لَيْلةٌ مَعا
سَقَى الله أَرضاً حلّها قَبْرُ مالكٍ
ذهابَ الغوادي المدجناتِ فَأمرَعا

 

تصبّري يا نفسُ، إنّ العُمر مكتوبٌ والأجل مرسومٌ، وسِهام الموتِ نافذةٌ لا محالة، وسكرَتها محتومة ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ﴾ [آل عمران: 185].

 

آه يا قاصمةَ الظَّهر كم أبكيتِ من صبيّ، وكم أصبْتِ المحبِّين في مقتل، وكم فرّقتِ بين الأزواج والأحبّة!

 

هذا جرير يرثي زوجته، بكلماتٍ تُذيب القلب حسرةً، ويذكر الفراق الذي حال بينه وبينها:

لَولا الحَياءُ لَعادَني اِستِعبارُ
وَلَزُرتُ قَبرَكِ وَالحَبيبُ يُزارُ
نِعمَ القَرينُ وَكُنتِ عِلقَ مَضِنَّةٍ
وارى بِنَعفِ بُلَيَّةَ الأَحجارُ
لا يُلبِثُ القُرَناءَ أَن يَتَفَرَّقوا
لَيلٌ يَكُرُّ عَلَيهِمُ وَنَهارُ

 

تصبّري يا نفسُ، على ذا مضى النَّاس ويمضون، قدرٌ وقضاءٌ لا مفرَّ منهُ، ﴿ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ﴾ [آل عمران: 145].

 

وفي موقف الوداع الأخير يُعبِّر بهاء الدين زهير عن لوعة فراق الموت فيقول:

أَراكَ هَجَرتَني هَجراً طَويلاً
وَما عَوَّدتَني مِن قَبلُ ذاكا
وَما فارَقتَني طَوعاً وَلَكِن
دَهاكَ مِنَ المنِيَّةِ ما دَهاكا
يَعِزُّ عَلَيَّ حينَ أُديرُ عَيني
أُفَتِّشُ في مَكانِكَ لا أَراكا
وَما لي أَدَّعي أَنّي وَفِيٌّ
وَلَستُ مُشارِكاً لَكَ في بَلاكا
وَيا خَجَلي إِذا قالوا مُحِبٌّ
وَلَم أَنفَعكَ في خَطبٍ أَتاكا
وَلا زالَ السَلامُ عَلَيكَ مِنّي
يَرُفُ مَعَ النَسيمِ عَلى ذُراكا

 

ورثى عبدُ الله بن الأهتم ابنا له بقلب اعتصر ألما على فراقه فقال:

دَعوتُك يا بُنيِّ فلم تجِبْني
فَرُدّت دَعْوتي يأساً عليِّ
بموتكَ ماتَت اللّذات منّي
وكانت حَيَّة ما دُمتَ حيّاً
فيا أسفَا عليك وطُولَ شَوْقي
إليك لو أنَّ ذلك رَدّ شَيّا

 

يا من بَاتَ يَتَجَرَّعُ غُصَص الْكَرْب لمصيبة الفراق المحتوم حين غيَّب الثَّرى من أحبّ، تذكَّر: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾ [البقرة: 155-156].

 

ردّد إذن: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، وأبشر بلطف خفيٍّ، من علَّام الغيوبِ.

 

حديثٌ فيه سلوة لقلوبِ من فقدَ عزيزا، وهل مثل فلذة الأكباد عزيز؟

 

وصف أنس بن مالك رضي الله عنه حالة الحبيب المصطفى عليه الصَّلاة والسَّلام بعدما انتقل ابنه إبراهيم إلى دار القرار، فقال: « دخلنا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أبي سيف القين، وكان ظِئْرًا[6] لإبراهيم عليه السلام، فأخذ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إبراهيم، فقبَّله، وشمَّه، ثم دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيم يجود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تذرفان، فقال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: وأنت يا رسول الله؟ فقال: «يَا ابْنَ عَوْفٍ إِنَّهَا رَحْمَةٌ» ، ثم أتبعها بأخرى، فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ العَيْنَ تَدْمَعُ، وَالقَلْبَ يَحْزَنُ، وَلاَ نَقُولُ إِلَّا مَا يرضى رَبّنَا، وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ»»[7]، يا الله على هذا المشهد ورسُولنا يذْرِفُ دموعه الطَّاهرات، فِداكَ أبي وأمي يا رسُول الهدى.

 

ألا إن للفراق حُرقة، وللوداع أشجان تُطبع على القلب لا تزول، وإنها دارُ الغرور.

يا خاطِبَ الدُنيا إِلى نَفسِها
تَنَحَّ عَن خِطبَتِها تَسلَمِ
إِنَّ الَّتي تَخطُبُ غَرّارَةٌ
قَريبَةُ العُرسِ مِنَ المأتَمِ[8]

 

تعالوا إلى مشهد آخر، مشهد يُدمع المآقي ويُثير في النَّفس شوقا لرؤية خير المرسلين، مشهدُ وفاته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وليس هذا المصاب كغيره، موتٌ انقطعَ به وحيُ السَّماء عن الأرض، طبت حيًّا وميِّتا يا صفيَّ الأنام، وهل بعد فقْد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقد؟

 

كيف لا، وقد كان أمنةً للمؤمنين من الفتن والحروب واختلاف القُلوب؟ كان حبيبنا عليه الصلاة والسَّلام كثيرا ما يرفعُ رأسه إلى السّماء ويقول: «النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ، فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ، وَأَنَا أَمَنَةٌ لِأَصْحَابِي، فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ، وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي، فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ».[9]

 

رسولُ الله يُخاطبكَ يا مَن فقدتَ من أحبَبْت، قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَيُّمَا أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ، أَوْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ، فَلْيَتَعَزَّ بِمُصِيبَتِهِ بِي عَنِ الْمُصِيبَةِ الَّتِي تُصِيبُهُ بِغَيْرِي، فَإِنَّ أَحَدًا مِنْ أُمَّتِي لَنْ يُصَابَ بِمُصِيبَةٍ بَعْدِي أَشَدَّ عَلَيْهِ مِنْ مُصِيبَتِي».[10]

 

فيا مُصابا بموت عزيز، تصبّر، تأسّى بفعل الصدِّيق رضي الله عنه حين توفي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال: « من كان منكم يعبد محمدا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإن محمدا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد مات، ومن كان يعبد الله، فإن الله حيٌّ لا يموت، قال الله تعالى: ﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ﴾ [آل عمران: 144] إلى ﴿الشَّاكِرِينَ﴾ [آل عمران: 144] والله لكأنَّ الناس لم يكونوا يعلمون أن الله أنزلها حتى تلاها أبو بكر رضي الله عنه، فتلقَّاها منه الناس، فما يسمع بشر إلا يتلوها ».[11]

 

يا محزون الصدر بفقد قريب أو حبيب أو صديق، تذكَّر: قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: مَا لِعَبْدِي المؤْمِنِ عِنْدِي جَزَاءٌ، إِذَا قَبَضْتُ صَفِيَّهُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا ثُمَّ احْتَسَبَهُ، إِلَّا الجَنَّةُ»[12]، والصفيُّ هو كل من يحبُّه الإنسان ويتعلّق به، سواء كان من الأبناء أو الأهل أو الأصحاب أو الرِّفاق.

 

يا من احْتَضَركِ الهمُّ والجزع، واعْتَلَجتْ في صدركِ الآهات والأنّات بعد فقدكِ لرياحين فؤادكِ، تذكّري: قال رسول اللَّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ تُقَدِّمُ ثَلاَثَةً مِنْ وَلَدِهَا، إِلَّا كَانَ لَهَا حِجَابًا مِنَ النَّارِ» فَقَالَتِ امْرَأَةٌ: وَاثْنَتَيْنِ؟ فَقَالَ: «وَاثْنَتَيْنِ»[13].

 

يا مكروب النفس بموت أطفالك، تذكّر: قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ««لاَ يَمُوتُ لِمُسْلِمٍ ثَلاَثَةٌ مِنَ الوَلَدِ، فَيَلِجَ النَّارَ، إِلَّا تَحِلَّةَ القَسَمِ» قال أبو عبد اللَّهِ: ﴿ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ﴾[مريم: 71] »[14].

 

يا من ضَرَّمَ الحبّ أنفاسكَ، وبدّد البين صفاء الوُدّ بحليلتكَ في دار الدنيا، وفاضتْ نفس زوجتكَ إلى بارئها، تذكّر: ﴿ أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا ﴾ [النّساء: 78].

يا ربَّة العفاف، يا من تاقتْ نفسُكِ لزوج كان لكِ الأمان والسّكن، بعدما انْصَدَعَ شَمْلُكما، وانبتَّ حبْلُ الودّ الذي جمعكما في دار الدنيا بانقضاء أجلِه، تذكّري: ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [الرحمن: 26-27].

 

متى نُدركُ أن الدنيا دار ممّرٍ لا دار قرارٍ، ودار فناءٍ لا دار بقاء؟ متى نستوعب ذلك؟ هي كما قال أبو العتاهية، حلاوتُها ممزوجةٌ بمرارةٍ، كذا راحَتُها ممزوجةٌ بعَناءِ!

 

يحق أن نتساءل الآن، تُرى، ما أشدُّ ألما على نفس المفارقِ، بيْنٌ وإلفُه حيٌّ يُرزق، أو بيْنٌ فيه إلفُه تحت الثَّرى موسّد؟

 

عند بعضهم يكون الفراق أشدُّ وأعظم من الموت، فألم الرَّحيل وعزُّ الإياب بالنسبة لهم هو الموت الحقيقي، يقول ابن الرومي:

الموتُ دون تفَرُّقِ الأحبابِ
وعذابُ نأيهم أشدُّ عذابِ
لم تُبْلَ مذ خُلقتْ نفوسُ ذوي الهوى
يوماً بمثل ترحُّلٍ وذَهابِ

 

وقد يتساوى الألم عند الشَّخص من شدَّة التعلّق أو ربّما لاستحالة اللِّقاء، يقول منصور النمري معبّرا عن هذا المعنى:

إِنَّ المنيَّةَ وَالفِراقَ لَواحِدٌ
أَو تَوءَمانِ تَراضَعا بِلَبانِ

 

وقد يمثّل الموت أقسى لحظات الألم حين يُودَّع من سكن بطن الأرض غائبا لا يؤوب، شعورٌ لا يُعادله آخر.

 

يا أهل المصائب والمحن، يا من سجّل الفراق بصمة في حياته بفقْد أخ عزيز، يكفيكَ شرفا ما تناله في الآخرة من جزاء تُغبط عليه لمجرّد أنّك أحببتَ في الله، فقد أخبرنا الرَسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن مِن بين السَّبعة الذين يظلهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه :«رَجُلاَنِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ».[15]

 

فماذا عن مفارقة الدّيار والعيش بعيدا عن الأوطان؟

الوطن هو الأرض هو الأم هو الذكريات، وحبُّ الأوطان متأصّلٌ في النَّفس البشرية، يحرِّك مكامن الشُّعور، والعيش بعيدا عنه يثير في القلب حنينا إلى تُربة الصِّبا، والتغرُّب عن الأوطان كُرهًا من المحن التي يتعرَّض لها الإنسان على مرِّ الأزمان، وليس أفضل من مثال نسوقه، ما تعرَّض له نبينا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين غادر مكة مهبط الوحي وموطنه الأول، متّجها نحو المدينة المنورة، فقال: «وَاللَّهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ، وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ».[16]

 

ولأنَّ الاغتراب عن الأوطان فيه حَسرة للنُّفوس، فقد جُعل تأديباً للزَّاني، قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خُذُوا عَنِّي، خُذُوا عَنِّي، قَدْ جَعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلًا، الْبِكْرُ بِالْبِكْرِ جَلْدُ مِائَةٍ وَنَفْيُ سَنَةٍ، وَالثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ جَلْدُ مِائَةٍ، وَالرَّجْمُ»[17]

 

وكثيرا ما يُغادر الإنسان موطنه الذي درج فيه مضطرًّا، لكن حنينه يبقى يرسم صورة فراق الإنسان للأرض، مثلما تحنُّ الإبل إلى أوطانها والطيور إلى أوكارِها، إنه هوى الدِّيار، فما الحنينُ إلا لأوّل منزل!

 

قيل لبعض الأعراب: «ما الغبطة؟» قال: «الكفاية مع لزوم الأوطان، والجلوس مع الإخوان» قيل: «فما الذّلّة؟» قال: «التنقُّل في البلدان، والتنحِّي عن الأوطان»[18].

 

وقال العجم في فرقة الأوطان: «من علامة الرُّشد أن تكون النَّفس إلى مولدها مُشتاقة، وإلى مسْقَط رأسها توّاقة»[19].

 

فهذا حبُّ بغداد يستنزف العبرات من الأجفن استنزافا، يقول زكي مبارك:

أبغداد هَلْ تدرين أنِّي مُودّعٌ
وأنَّ سمومَ البيْن تلفَحُ أحْشَائي
وَرِدْتُكِ مُلْتاعاً أُصَارِعُ في الهوى
دُموع رفاقٍ وامِقين أخلّاء
لحُبِّكِ يا بغداد والحبُّ أهْوَجٌ
رأيتُ فَنائي فِيكَ مَشْرق إحْيَاء

 

وحكي أن القاضي أبا إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن أبي يغمور لما ندبه أهل الأمر لولاية القضاء بمدينة فاس خرج إليها مضطرا، وخرج الناس لوداعه، فأنشد:

عَلَيْكُمْ سَلام الله إنّي رَاحِلٌ
وعيناي من خَوْفِ التفَرُّق تَدْمعُ
فإنْ نحْنُ عِشْنَا فَهُوَ يجمَعُ بَيْنَنَا
وإنْ نحْنُ مِتْنَا فالقِيَامَةُ تجْمَعُ

 

وعن هجْر أرض الكنانة يقُول محمد سامي البارودي بلهفة المشتاق:

يَا حَبَّذَا مِصْرُ لَوْ دَامَتْ مَوَدَّتُهَا
وَهَلْ يَدُومُ لِحَيٍّ فِي الْوَرَى سَكَنُ
تَاللَّهِ مَا فَارَقَتْهَا النَّفْسُ عَنْ مَلَلٍ
وَإِنَّمَا هِيَ أَيَّامٌ لَهَا إِحَنُ

 

وكثيرا ما تتتابع الخطوب، و يجتمع فراق الوطن بفراق الأحبّة، وحينها يكون القلب موجوعا مفجوعا، وقد قال بعض أهل العلم «فَقْدُ الأحبّة في الأوطان غُرْبة، فكيف إذا اجتمعت الغربةُ وفَقْدُ الأحبّة؟»[20].

 

وداعا والقلب يقول تمهَّل وماء العين منحدر مسترسل، لا مفر هذا ديدن الحياة، من حقِّك أن تحزن، على أن لا يطول حزنك فالحياة بين فرح وحزن تمضي.

وَهَذِهِ الدارُ لا تُبقي عَلى أَحَدٍ
وَلا يَدُومُ عَلى حالٍ لَها شانُ[21]

 

ومن حقِّك أن تبكي، فلتذرف العين دمعا، فلربما أخمدت لهيب الشوق في القلوب، على أن لا يطول البكاء، كي لا تحيل حياتك جحيما يتأجّج.

 

 

لعل انحدار الدَّمع يُعْقِبُ راحةً
من الوَجْد أو يَشْفي شَجِيّ البَلاَبِل[22]

 

لكن لا بد من أن تحتسب المصيبة وتكون على يقين وثقة بجزيل الثَّواب من ربِّ الأرباب، والصبرَ الصبرَ، فلن تردَّ الغائب ولن يقع إلا ما شاء الله أن يقع.

 

أَيَّتُها النَفسُ أَجمِلي جَزَعا
إِنَّ الَّذي تَحذَرينَ قَد وَقَعا[23]

 

يا أصحاب المصائب، تعالوا نختم حديثنا –والحديث ذو شجون- بما رُوي عن شُرَيْح القاضي وهو يحمد الله على المصيبة أَربع مرَّات، فيقول: «إِنِّي لأُصاب بالمصيبة، فأَحْمَد الله عز وجلَّ عليها أربع مرَّات، أحمده إذْ لم تكن أعظم ممّا هي، وأحمده إِذْ رزقنِي الصَّبر عليها، وأحمده إِذْ وفَّقني للاسترجاع، لما أرجُو فيه من الثَّواب، وأحمده إِذْ لم يجعلها في ديني»[24].

 

ربِّ إن ابتليتنا بالفراق يوما، فرحمتك نرجو، وفي لطفك نطمع، ربِّ أفرغ علينا صبرا، اللهم اجعلنا من الذين إذا أصابتهم سراء كانوا من الشاكرين، وإذا أصابتهم ضراء كانوا من الصابرين،﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10]، والحمد لله حمدا كثيرا طيّبا مُباركا فيه.



[1] الحديث رواه البخاري عن عائشة رضي الله عنها، ينظر: صحيح البخاري، 4/133 ورواه مسلم عن أبي هريرة، ينظر: صحيح مسلم، 4/2031.

[2] شعر: الطيّب المتنبي.

[3] شعر: ابن أبي الخصال.

[4] ابن حزم الأندلسي، طوق الحمامة في الألفة والألّاف، تحقيق: إحسان عباس، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، لبنان، ط2، 1987م، 215-223.

[5] شعر: أبو العتاهية.

[6] زوج مرضعته وهي خولة بنت المنذر الأنصارية النجارية.

[7] الحديث رواه البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه، ينظر:صحيح البخاري، 2/83.

[8] شعر: أبو العتاهية.

[9] الحديث رواه البخاري عن أبي موسى الأشعري، ينظر: صحيح مسلم، 4/1961.

[10] الحديث رواه ابن ماجة عن عائشة رضي الله عنها، ينظر: سُنن ابن ماجة، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء الكتب العربية، فيصل عيسى البابي الحلبي، 1/510، الحديث صحّحه الشيخ الألباني.

[11] الحديث رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه، ينظر: صحيح البخاري، 2/71.

[12] الحديث رواه البخاري عن أبي هريرة، ينظر: صحيح البخاري، 8/90.

[13] الحديث رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري، ينظر: صحيح البخاري، 1/32.

[14] الحديث رواه البخاري عن أبي هريرة، صحيح البخاري، 2/73.

[15] الحديث رواه البخاري عن أبي هريرة، ينظر: صحيح البخاري، 1/133، ورواه مسلم عن أبي هريرة، ينظر: صحيح مسلم، 2/715.

[16] الحديث رواه الترمذي عن عبد الله بن عدي بن حمراء، ينظر: سنن الترمذي، 5/722 والحديث صحّحه الشيخ الألباني، يمظر الجامعا لصعير وزيادته (13045) والحديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين ولم يُخَرِّجاه، ينظر: الحاكم، المستدرك على الصحيحين، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1411 هـ، 1990م، 3/8.

[17] رواه مسلم عن عبادة بن الصامت، ينظر: صحيح مسلم، 1316.

[18] الجاحظ، رسائل الجاحظ، (الرسالة السابعة عشرة) تحقيق وشرح: عبد السلام محمد هارون، مكتبة الخانجي، القاهرة، 1384 هـ / 1964 م، 2/385.

[19] الجاحظ، رسائل الجاحظ، 2/385.

[20] أبو الفرج الأصبهاني، كتاب أدب الغرباء، دار الكتاب الجديد، بيروت، لبنان، 1972م، 32.

[21] شعر: أبو البقاء الرندي.

[22] شعر: ذو الرُّمة.

[23] شعر: أوس بن حجر .

[24] التنوخي، الفرج بعد الشدّة، تحقيق: عبود الشالجي، دار صادر، بيروت، 1398 هـ/ 1978م، 1/158.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • المحبوبة!
  • الشكولاتة ...
  • مهوى القلوب (قصيدة)
  • حياة القلوب ( خطبة )
  • المحبوب على حرف!

مختارات من الشبكة

  • القلوب في القرآن والسنة: غمرة القلوب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • القلوب في القرآن والسنة: القلوب المريضة بالشهوة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قلوب قلبها مقلب القلوب فأسلمت واهتدت(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة أنواع القلوب (12) تأثر القلوب الحية بمواقف اليهود العدوانية (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة أنواع القلوب(11) تأثر القلوب الحية بمواقف اليهود العدوانية(1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة أنواع القلوب (1) القلوب في القرآن الكريم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة أنواع القلوب (3) القلب الراضي (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل لين القلوب ورقتها وأسبابه(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر)
  • خطبة: اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك (باللغة النيبالية)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك (باللغة البنغالية)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
5- كانت بمثابة موعظة
نايف الخولاني - اليمن 13-01-2021 10:07 AM

جزاكم الله خير
إنني وفي هذه اللحظة أقرأ ودموعي تنهمر على فراق أخي الذي وافته المنية منذ يومين
دمعت المقل فقد ودعنا دون تجاعيد في اليد أو شيب في الرأس والحمد لله نحن مؤمنون بقضاء الله وقدره وتذكرنا الصبر فشكرنا وحمدنا الله.

4- ما أعظم كلمة التوحيد
شميسة - الجزائر 04-09-2012 09:07 PM

تلك كلمات جرى بها قلمي أسأل الله أن ينفعنا بها ويكتبها ذخرا لنا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، تلك كلمات كتبتها لتكون لقلوب المفارقين تذكرة... ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾... أسأل الله التوفيق، وعذرا إن أبكيتكم أبعد الله عنكم الفراق ولوعته...، ودمتم بخير.

3- لا إله إلا الله
متابع - المغرب العربي 04-09-2012 01:18 PM

أبكيتيني والله يا أختنا الفاضلة
فلا تعليق.

2- هذا من حسن ظنكم
شميسة - جزائرية الهوى 01-09-2012 10:34 PM

أحسن الله إليك أخي الأستاذ مثنى وأجزل لك المثوبة على تشجيعك لأختك، أخجلتم تواضعنا.... لقد حاولت وأسأل الله أن يوفقني لتوصيل أفكاري على الوجه الذي يرضي القارئ ويتقبل ما أخطه على شبكتنا المحترمة، وقبل هذا وذاك أن يجعل الله ما أختاره من مواضيع وما أكتبه في موازين حسناتي وأن يرزقني الإخلاص في الفول والعمل.
تقبلوا تحياتي أخي الفاضل.

1- كلمات تُكتب بماء الذهب
أ.مثنى النعيمي 01-09-2012 08:03 PM

مقال أكثر من رائع احتوى من الدُرر ما احتوى،، و كلمات تُكتب بماء الذهب،، بارك الله فيكم و نفع بمدادكم المتألق أختي د. شميسة ،، جعل الله ما تكتبون في موازين حسناتكم,,

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب