• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل معاوية والرد على الروافض
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    ما جاء في فصل الشتاء
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرحمن، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    اختر لنفسك
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون (خطبة) - باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / أخلاق ودعوة
علامة باركود

وعدا بني إسرائيل.. المعاني والدلالات

سيد ولد عيسى

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 27/4/2011 ميلادي - 23/5/1432 هجري

الزيارات: 26256

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وعدا بني إسرائيل.. المعاني والدلالات

 

تقديم:

جاء في سورة الإسراء قوله تعالى: ﴿ وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيرًا * فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولًا * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا * إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا * عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا ﴾ [الإسراء: 4-8].

 

وقد قدم المفسرون جهودا كبيرة في تفسير هذين الوعدين في هذه الآيات، فهل يمكن أن يعتبر ما قدموه نهائيا ودقيقا؟ أم أنه ما زال هناك ما يقال في الآيات؟ وما مدى استناد ما قدموه إلى حقائق التاريخ؟ وهل المعاني التي قدموها من الإحكام والترابط بحيث لا يمكن الزيادة عليها ولا نقدها؟ أم أن في التفسيرات التي قدموا خللا وضبابية وتناقضا أحيانا؟؟

هل المناهج التفسيرية المعتمدة هي كل ما يمكن أن يحتذي وكل ما يمكن أن يبتدع؟ أم أنها ككل ما ليس من عند الله يوجد فيها اختلاف كثير؟؟

وعلى كل فهل هناك مقاربة تفسيرية يمكن أن تحسم المعنى وتحدده بشكل دقيق؟

أو على الأقل هل يمكن أن نجد خطوطا عريضة للمنهج الذي يمكن التعامل به مع هذه الآيات فهما وتنزيلا، ثم مع باقي الآيات القرآنية من ورائها؟

 

أسئلة أشبة بالاستثارة والتحفيز.. يحاول هذا العرض أن يسير في ظلالها ولا يدعي أنه سيجيب إجابات حاسمة وقاطعة على كل هذه الأسئلة، ولا على كل ما يرد من أسئلة داخل العرض...

والعرض يحاول مقاربة الموضوع من خلال المحاور التالية:

المحور الأول: المفردات في الآيات من خلال المدونات التفسيرية

المحور الثاني: الوعدان والإفسادان في مدونات التفسير

المحور الثالث: خلاصات وملاحظات سريعة.

 

المحور الأول

المفردات في الآيات من خلال المدونات التفسيرية

1- وقضينا إلى بني إسرائيل:

• أخبرنا[1].

• القضاء هنا بمعنى الإخبار[2].

• وفرغ ربك إلى بني إسرائيل فيما أنزل من كتابه على موسى صلوات الله وسلامه عليه بإعلامه إياهم وإخباره لهم "لتفسدن"...[3]

• "أعلمنا وأوحينا" ويشهد لهذا المعنى قوله تعالى: ﴿ وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاء مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ ﴾ [الحجر66][4].

• أعلمناهم وأوحينا إليهم  في التوراة[5].

ورغم اختلاف عبارات المفسرين في معنى القضاء فإن المراد منه على ما يبدو متحد في المعنى، وإن اختلف التعبير عنه، وهو أنه أوحى إليه وأعلمهم وأخبرهم يقول الفخر الرازي: "وقضينا أي أعلمناهم وأخبرناهم بذلك وأوحينا إليهم"[6]

 

2- في الكتاب:

• أم الكتاب وسابق علمه[7].

• ما أنزل من كتابه على موسى[8].

• التوراة[9].

• اللوح المحفوظ[10].

وجدير بالذكر أن الخلاف هنا حول الكتاب هل هو اللوح المحفوظ، أو التوراة، قريب من الخلاف الوارد في "الزبور" في قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ﴾ [الأنبياء: 105]، وكأن الموضوع واحد.

 

3- لتفسدن:

• لتعصن الله يا معشر بني إسرائيل ولتخالفن أمره...[11]

 

4- في الأرض:

• أرض مصر[12].

• أرض الشام[13] وبيت المقدس[14].

• أرض الله و"بلاده" دون تحديد[15].

 

فالأرض إذن غير محددة ولا معروفة بشكل قاطع عند المفسرين، وإن كان الأكثرون على أنها أرض الشام وبيت المقدس، فإن توقف ابن جرير الطبري فيها يثير أكثر من سؤال! وعلى كل، فإن الخلاف فيها قريب من الخلاف في قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُواْ حَتَّى جَاءهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾ [يونس: 93]؛ إذ العلماء اختلفوا في "مبوأ الصدق" هذا وقال الأكثرون إنه بيت المقدس وأرض الشام[16]، والأرض في القرآن (خاصة حين تتعلق ببني إسرائيل) تحتاج دراسة مفهومية، (أسأل الله أن يوفقني لإكمالها)؛ إذ ارتبط ذكرهم بالأرض ارتباطا عجيبا، خاصة أن لديهم في كتبهم "الأرض الموعودة"، وقد ورد في القرآن الكريم الإشارة إلى أن الله كتب عليهم دخول الأرض المقدسة  ﴿ يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ ﴾ [المائدة: 21]، ولكن القرآن لم يقل إنها خالصة لهم من دون الناس، ولا أنها دائمة لهم كما يدعون.

 

5- ولتعلن علوا كبيرا:

• لتعلن الناس علوا[17].

• لتستكبرن على الله باجترائكم عليه استكبارا شديدا[18].

• لتعظمن في الطاعة[19].

• بمعنى أنه يكون استعلاؤكم على الناس بغير حق استعلاء عظيما[20].

وأيضا فالعلو هنا مختلف فيه بين نقيضين، أولهما: أن يكون في خير، (في طاعة الله) والثاني: أن يكون استكبارا على الناس وظلما لهم بغير وجه حق، ولا يخفى ما بين المعنيين من اختلاف[21].

 

6- بعثنا عليكم:

• وجهنا إليكم[22].

• خلينا بينكم وبينهم[23]، يقول الفخر الرازي: "أرسلنا عليكم، وخلينا بينكم وبينهم خاذلين إياكم"[24] ويستدل من قال بهذا التأويل بقوله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ﴾ [الأنعام: 129][25]، ورغم أن الرازي ذكر هذه التخلية فإنه بعد ذلك ردها وجعل التأويل بها غير صحيح مستدلا بأن "التخلية" "ترْك"، و"البعث" "فِعْل"، "فتفسير البعث بالتخلية تفسير لأحد الضدين بالآخر وإنه لا يجوز"[26]

• يحتمل أن يكون برسول يأمر الملِك، وأن تكون بإلهام يكون في قلب الملك، قال ابن عطية: "يحتمل أن يكون الله بعث إلى ملك تلك الأمة رسولا يأمره بغزو بني إسرائيل فتكون البعثة بأمر ويحتمل أن يكون عبر بالبعث عما ألقي في نفس الملك الذي غزاهم"[27]

• نزعنا الرعب عن قلوب أعدائكم (المجوس) منكم[28]، بمعنى أن بعث أعدائهم إليهم كان بنزع مهابتهم من قلوب أعدائهم، فسمي بعثا مجازا.

تبدو التفسيرات أيضا مضطربة في هذه الكلمة؛ ولعل مرد ذلك الاضطراب إلى القصص الداعمة لتلك التفسيرات.

 

7- عبادا لنا:

• جالوت

• بخت نصر

• العمالقة.

• قوم مؤمنون "بعثهم الله وأمرهم بغزو بني إسرائيل، ولم يضفهم إلى نفسه إلا بعد أن كانوا مؤمنين"[29].

 

ونحن وإن كنا سنعود إلى هذه الأقوال، المتعلقة بمن بُعث على بني إسرائيل في المرة الأولى، فإننا لا بد أن نؤكد على أن الاستدلال على إيمان هؤلاء المبعوثين بإضافتهم إلى الله[30] في قوله: ﴿ عِبَاداً لَّنَا ﴾ لا يمكن تسليمه قبل التأكد من أن الإضافة إلى الله مؤذنة بالتشريف دائما، وهو ما لم أجد -رغم قصر اليد في البحث وكثرة المشاغل- ما يدل عليه؛ إذ إن نظرة سريعة إلى القرآن تؤكد أن إضافة العباد إلى الله قد لا تكون دليل تشريف وإنما دليل ملك وخلق وعبودية؛ إذ كل شيء في هذا الوجود لله، ومن أمثلة ما ذُكر قوله تعالى: ﴿ إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً ﴾ [مريم: 93]، فالعباد هنا أضيفوا لاسم الجلالة "الرحمن"، ومعلوم أن من عباد الله في الأرض من هو عدو لله يستحق عقوبته وعذابه كما تطفح بذلك الأدلة، ومن ذلك قوله أيضا: ﴿ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاء أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴾ [الفرقان: 17]، وقوله: ﴿ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾ [سبأ: 13] والضالون، والذين لا يشكرون الله قطعا ليسوا بمشرفين، وإن أضيفوا إلى الله تعالى فإضافتهم إضافة ملك لا إضافة تشريف..

هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن التفسيرات الواردة في العباد المبعوثين على بني إسرائيل تتراوح بين أن يكونوا مؤمنين -كما تقدم- وأن يكونوا "أبغض خلق الله إليه"[31]، والأكثرون على أنهم كفار، والقول بأنهم مؤمنون قول من "غرائب وعجائب التفسير"[32]!

 

8- أولي بأس شديد:

• بطش في الحروب شديد[33].

 

9- فجاسوا:

• مشوا فقتلوهم ذاهبين وجائين[34].

• طافوا خلال الديار ينظرون هل بقي أحد لم يقتلوه[35].

• مشوا[36]

 

10- رددنا لكم الكرة عليهم:

• أدلنا لكم -يا بني إسرائيل- على هؤلاء[37].

• الدولة[38].

• بأن قتل داود جالوت[39]

• رددنا لكم أيها المؤمنون الكرة على فارس والروم[40].

وعلى هذا الرأي الأخير (رأي الشيخ محمد الحسن ولد الددو) يكون الله وعد اليهود بدولتين فكانت الأولى أيام داود وسليمان، والثانية هذه التي نعايشها، بمعنى أن أحد الوعدين قد تحقق والثاني في طريقه إلى التحقق.

وأيضا على هذا الرأي فإن في الخطاب التفاتا، إذ كان المخاطب في بداية الآية اليهود، وهم المحكي عنهم، ثم تحول الخطاب إلى المسلمين ووعدوا بأن ترد لهم الكرة ليس على اليهود وإنما على من انتصر على اليهود وهم الروم وفارس.

وما دامت الآية ليس لها تفسير مجزوم بصحته فاللفظ يحتمل أن يكون المخاطب بالآيات كلها المسلمون فيكون المعنى أن الله أخبر اليهود في التوراة أن المسلمين سيفسدون في الأرض مرتين.. ويكون التفسير التاريخي لذلك أن العباد الأولين: "الاحتلال الصليبي لبيت المقدس" والعباد الثانين: اليهود في احتلالهم الحالي له، ثم تكون رحمة الله لنا بنصرنا على اليهود...

 

11- أمددناكم بأموال وبنين:

• زدنا فيما أعطيناكم من الأموال والبنين[41].

 

12- وجعلناكم أكثر نفيرا:

• عددا وأنصارا[42].

• عددا

• عدد نافر.

• أربعة آلاف (قاله سفيان)[43].


13- إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم:

• أطعتم الله وأصلحتم أمركم[44].

 

14- وإن أسأتم:

• عصيتم الله وركبتم ما نهاكم عنه[45].

• ويحتمل أنه خوطب به بنو إسرائيل في زمن محمد صلى الله عليه وسلم أي عرفتم استحقاق أسلافكم العقوبة على العصيان، فارتقبوا مثله.

• أو يكون خطابا لمشركي قريش على هذا الوجه[46].

 

15- فلها:

• إليها[47]، بدليل قوله تعالى: ﴿ بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا ﴾ [الزلزلة: 5][48]، واستغربه الكرماني[49]

• على أنفسكم يقع الوبال[50].

• عليها[51].

• لها الجزاء والعقاب.

• لها رب يغفر الذنوب[52]، وهذا التفسير الأخير شبه منفصل عن السياق؛ ومخالف لأسلوب القرآن في الجمع بين الوعد والوعيد، وإن كان معناه لو بتر من السياق صحيحا؛ إذ الله تعالى يغفر الذنوب جميعا كما أخبر بذلك في قوله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53] وقوله:﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً ﴾ [النساء: 48].

 

ولا بد من إدراك أن المخاطبين بهذا الخطاب (﴿ إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ﴾ [الإسراء: 7]) غير متفق علي تحديده؛ فعلى التأويل الأول يكون المخاطبون هم لليهود، وعلى الثاني يكون المخاطبون هم المسلمين، وعلى كل حال فهو يتناول كلية من كليات التشريع الإسلامي تنطبق على الجميع إذ إن الله قضى: ﴿ أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى * وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى ﴾ أنه: ﴿ لاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾ [الأنعام: 164] وأنه: ﴿ لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ﴾ [البقرة: 286] وسيان في هذا الأمم والأفراد فالله يقول عن الأمم: ﴿ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 134].

 

16- وعد الآخرة:

•• المرة الآخرة من مرتي الإفساد[53].

 

17- ليسوؤوا وجوهكم:

• ليسوء العباد أولوا البأس الشديد الذي يبعثهم الله عليكم وجوهكم فيكون تقدير الكلام: "فإذا جاء وعد الآخرة ليسوء وجوهكم جاء"[54].

• ليسوء مجيء ذلك الوعد للمرة الآخرة وجوهكم فيقبحها[55].

• ليسوء ساداتكم[56].

• ليسوء الله وجوهكم، والتقدير: "فإذا جاء وعد الآخرة بعثناهم ليسوء الله وجوهكم"[57].

• ليسوء اليهود وجوه المسلمين[58].

• لتسوء هي[59].

فالتأويل الأول على القراءة بالجمع "ليسوؤا"، والتأويلات الأربع التي تليه انطلاقا من: قراءة الكلمة بالإفراد: "ليسوء وجوهكم" بدل الجمع "ليسوؤوا"، وأما التأويل الخامس، فانطلاقا من إبدال الياء تاء على صيغة الإفراد "تسوء" بدل "يسوؤوا".

مع أن التأويل السادس للكلمة "ليسوء اليهود وجوه المسلمين" منطلق من رؤية أخرى غير التي تنطلق منها التأويلات الأخر كما تقدم.

 

18- ليدخلوا المسجد:

• مسجد بيت المقدس، الأقصى[60].

 

19- وليتبروا:

• يفسدوا[61].

• يخربوا[62].

• يدمروا ويهلكوا، بدليل قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَاراً ﴾ [نوح: 28] أي هلاكا[63].

 

20- ما علوا:

• مدة علوهم[64] (فتكون ما مصدرية نائبة عن ظرف الزمان)[65].

• ما علوا عليه من الأرض واحتلوه (فتكون ما موصولا اسميا حذفت صلتها، والعائد محذوف تقديره "ما علوه")[66].

• حال علوهم[67].

 

21- عسى ربكم أن يرحمكم:

• بمحمد صلى الله عليه وسلم[68].

• فيستنقذكم من أيديهم، وينتشلكم من الذلّ الذي يحله بكم، ويرفعكم من الخمولة التي تصيرون إليها، فيعزّكم بعد ذلك[69].

• يعني مما حل بكم من الانتقام منكم[70]

• وعدٌ لنا بقيام الخلافة الراشدة في آخر الزمان[71].

 

22- وإن عدتم عدنا:

• وإن عدتم إلى الجهاد في سبيل الله عدنا إلى ما عودناكم من النصر[72].

• فعادوا فسلط الله عليهم المؤمنين[73].

• فعادوا فبعث الله عليهم محمدا صلى الله عليه وسلم فهم يعطون الجزية عن يد وهم صاغرون[74].

• ﴿ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنا ﴾ قال: عاد القوم بشرّ ما يحضرهم، فبعث الله عليهم ما شاء أن يبعث من نقمته وعقوبته، ثم كان ختام ذلك أن بعث الله عليهم هذا الحيّ من العرب، فهم في عذاب منهم إلى يوم القيامة؛ قال الله عزّ وجلّ في آية أخرى ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ﴾ [الأعراف: 167][75].

• وقد ذكر القشيري في هذه الآية ستة أوجه هي:

"1- إن عدتم إلى الزّلّة عدنا إلى العقوبة.

2- وإن استقمتم في التوبة عدنا إلى إدامة الفضل عليكم والمثوبة.

3- ويقال إن عدتم إلى نقض العهد عدنا إلى تشديد العذاب.

4- ويقال إن عدتم للاستجارة عدنا للإجارة.

5- ويقال إن عدتم إلى الصفاء عدنا إلى الوفاء.

6- ويقال إن عدتم إلى ما يليق بكم عدنا إلى ما يليق بكرمنا"[76].

 

وهذه الأوجه كلها تؤكد أن المعنى في الآية غير معلوم يقينا، وإنما تؤول حسب ما توحي به قواعد اللغة العربية.

 

المحور الثاني

الوعدان والإفسادان في مدونات التفسير

فساد المرة الأولى:

أ- الإفساد الأول:

• قتلهم زكرياء عليه السلام، فغزاهم النبط، ثم تقووا فاستنقذوا سباياهم من النبط (وكان بخت نصر هو الواشي بهم)[77].

• قتلهم يحيى فسلط الله عليهم بخت نصر[78].

• قتل للأنبياء بدون تحديد، فسلط الله عليهم بخت نصر فعذبوا وفيهم الأنبياء وأبناؤهم مائة سنة ثم عادوا...[79].

• مخالفة أحكام التوراة وقتل شعيا أو قتل أرميا[80]

• فساد مطلق دون تحديد نوعه[81].

ومن خلال هذه الأقوال يتضح أنه ليس هناك مرجع يرجع إليه في تحديد الفساد لا في تاريخ وقوعه، ولا في نوعه، إلا الاستعانة بالتاريخ، ومحاولة إسقاط الآية عليه، كل من زاويته التي يرى منها.

 

ب- العقاب الأول:

• غزو النبط لهم [إثر قتلهم زكرياء][82].

• غزو ملك فارس "ذو الأكتاف" لهم [إثر قتلهم زكرياء أيضا][83]

• سبي "بختنصر" لهم [بسبب قتلهم شعياء][84]

• محاولة "سنحاريب" السيطرة عليهم[85].

• تسليط "جالوت" عليهم[86].

• غزو بخت نصر لهم وقتله سبعين ألفا منهم إثر قتلهم يحيى، وقد أعانه الروم على تخريب بيت المقدس...[87]

• محاولة فاشلة "لبختنصر" ضدهم[88].

• محاولة من فارسيين مجهولين (جواسيس كان من بينهم بخت نصر) ولم يكن فيها قتال![89].

وفي هذا الشق، يزداد الخلاف حول العقاب ونوعه، لأن الإفساد أصلا لم يحدد بشك جازم من ناحية، ولأن العقاب أيضا لم يحدد، فاستصحب الحديث عن العقاب الاضطراب الذي كان في الحديث عن الجزاء وزاد عليه...

 

ت- رجوع الكرة:

• قوة بني إسرائيل وإرجاعهم السبي من العدو[90].

• إطلاق الملك الذي غزاهم ما بيديه من أسراهم[91].

• نصر الله إياهم على جالوت[92].

• استنقاذهم سباياهم من النبط[93].

• الرجوع من سبي "بختنصر البابلي لهم، بسبب الملك "كورس" أحد ملوك فارس، وكان مؤمنا[94].

• هزيمة جالوت وجيشه أمام داود[95].

ونفس الإشكال الذي كان في تحديد الإفساد وعقوبته ها هو يعود في "رد الكرة"، إذ يراها المفسرون خروجا من المأزق الذي دخله هؤلاء، والمأزق مجهول...

 

فساد المرة الآخرة:

أ- الإفساد:

• قتل يحيى[96].

• قتل يحيى وقصد قتل عيسى بن مريم[97]

• قتل زكرياء ويحيى، وأن زكرياء قتل بعد يحيى[98].

• فساد غير محدد النوع[99].

ونفس الإشكال ما زال حاضرا، فهذه الأحداث وهذه الإفسادات تقارب تلك التي ذكرت سابقا على أنها هي المقصود بما في الآية، بل أكثر من ذلك فإن الطبري، ذكر الاتفاق في هذا الأمر على مسألة واحدة، هي أن الفساد الثاني كان "قتل يحيى"، وأن الخلاف إنما هو في العقاب، ولا يخفى أن ذلك غير مسلم، خاصة من خلال الأقوال التي مرت بنا...

 

ب- العقاب:

• تسليط "أنطيا خوس" عليهم وسبيه لهم[100].

• تسليط "بختنصر" عليهم حيث سباهم لوحده[101].

• تسليط "بختنصر" عليهم بأمر من ملك فارس[102].

• تسليط "شهربادان" وهند بادان وآخر (فارسيون) عليهم[103].

• تسليط "خَرْدُوشْ" البابلي عليهم.[104].

• تسليط الفرس والروم عليهم بملكيهما: "خَرْدُوشَ" و"طِيطوسَ"[105].

تتميز هذه العقابات بأن فيها ما لم يذكر في السابق، ولكن أغلبها ذكر سابقا على أنه عقاب على فساد تقدم...

 

ت- ما بعد العقاب:

• عادوا للفساد فسلط عليهم ملك رومية "طيطوس بن سبانيوس" فسباهم وأحرق بيت المقدس[106].

• لم يزالوا يعودون فيعاقبون ولن يزالوا كذلك حتى القيامة؛ "وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب[107].

• عادوا فسلط الله عليهم العرب[108].

• عادوا فانتقم منهم "قسطنطين" ملك رومية[109].

• عادوا فسلط الله عليهم سابور ذا الأكتاف[110].

ما زال الاضطراب حاضرا، وما زال الاختلاف في أشده فلا شيء من هذا جازم ولا مؤكد على ما يبدو.

 

ولعل من أدق ما عبر به عن هذا الاضطراب ما قاله المفسر أحمدُ بن أحمذي في تفسيره لهذه الآيات:

وليسوءُوا عَلَّلَتْ بعثنا
دلت لها تلك التي قدَّمنا
فأما الأولى فلجالوت تُرَى
وهذه الأخرى لبخت نصرا
وقيل: غير ذا، وذا شيء مضى
زمانُ أهلهِ تولَّى وانقضى
وكثرت فيه الأقاويل؛ فلا
[تكاد أن ترى التباسه انجلى] [111]

 

المحور الثالث

خلاصات واستنتاجات

1- تناقض القصص وتضاربها: فهذه القصص فيها من التناقض والتضارب ما لا يتصور، وهي هنا جاءت ملخصة غاية التلخيص، أما في أمهات التفسير فيمكن لو جمعت لوحدها أن تشكل جزءا ضخما من الصفحات..

والتناقض فيها يأخذ مستويات عدة، من قبيل مصادمتها للحقيقة التاريخية، وضعف سندها من حيث الرواية، وعدم إفادتها منهجيا في معرفة المقصود من كلام الله تعالى؛ وقد نبه إلى ذلك -قديما- كل من: ابن كثير وابن عطية والفخر الرازي، فابن كثير يقوم أولا بهدم "الأثر الوحيد" المرفوع في هذه القصص، ثم يثني بتفنيدها (أو الدعوة إلى تركها بحجة عدم الحاجة إليها وربما، أيضا لعدم القدرة على تمييز الصحيح والسقيم منها) يقول ابن كثير في هذا الصدد: " وقد روى ابن جرير في هذا المكان حديثا أسنده عن حذيفة مرفوعا مطولا وهو حديث موضوع لا محالة، لا يستريب في ذلك من عنده أدنى معرفة بالحديث! والعجب كل العجب كيف راج عليه مع إمامته وجلالة قدره! وقد صرح شيخنا الحافظ العلامة أبو الحجاج المزي، رحمه الله، بأنه موضوع مكذوب، وكتب ذلك على حاشية الكتاب.

وقد وردت في هذا آثار كثيرة إسرائيلية لم أر تطويل الكتاب بذكرها؛ لأن منها ما هو موضوع، من وضع [بعض] زنادقتهم، ومنها ما قد يحتمل أن يكون صحيحا، ونحن في غنية عنها، ولله الحمد"[112].

ويسير ابن عطية في نفس الطريق فيقول: "وقد ذكر الطبري في هذه الآية قصصا طويلا منه ما يخص الآية وكأكثره لا يخص، وهذه المعاني ليست بالثابت فلذلك اختصرتها"[113]، فهو هنا ينبه على أمر منهجي مهم، هو أن أغلب هذه القصص التي ذكرها الطبري (ونقلها عنه كثير من المفسرين وزادوا على ما ذكر أحيانا) لا يختص أغلبها بالآية الكريمة، وإنما هي (لو صحت) ثقافة أخرى.. وأما إذ لم تصح فلا ينبغي التطويل بها.

وأما الفخر الرازي، فيتقدم على سابقيْه أشواطا، ويجزم أن: "التاريخ يشهد بأن "بختنصر" كان قبل وقت عيسى عليه الصلاة والسلام ويحيى وزكريا عليهما الصلاة والسلام بسنين متطاولة، ومعلوم أن الملك الذي انتقم من اليهود بسبب هؤلاء ملك من الروم يقال له: "قسطنطين الملك"، والله أعلم بأحوالهم، ولا يتعلق غرض من أغراض تفسير القرآن بمعرفة أعيان هؤلاء"[114]، فالرازي هنا وإن بدا تعليقه منصبا على "بختنصر" فإنه يشمل البقية؛ إذ إن بختنصر  من أكثر هذه الأسماء تكررا، ويذكر في كل مرحلة تقريبا، والأهم فيما ذكره الفخر الرازي أن هذه القصص لا يتعلق بها غرض من أغراض التفسير، واللافت في هذا الكلام أن الإمام الرازي من أكثر المفسرين استطرادا واستعانة بمختلف العلوم في تفسير القرآن حتى قال بعضهم إن في كتابه: "مفاتيح الغيب" كل شيء إلا التفسير[115]، فحين يقول إن هذه القصص لا تساعد على التفسير فمعناه أنها كذلك.

 

2- النكبات الماضية لليهود أكثر بكثير مما صُوِّر، فمن خلال هذه الإطلالة السريعة في كتب غير متخصصة وجدنا هذا الكم الهائل من النكبات الذي يذكره المفسرون عن اليهود، فإن كانت كلها نكبات صحيحة، فهي أكثر من نكبتين بكثير من ناحية، ومتقاربة الأحجام من ناحية أخرى بحيث يصعب تنزيل الآيات علي اثنتين منها دون الباقيات، وإن كانت غير صحيحة فلا معول عليها ولا يمكن أن يعتمد عليها في تفسير ولا في غيره، وإن كان بعض منها صحيحا وبعض منها ليس كذلك، فيجب التوقف فيها حتى يتم التمييز بين الصحيح والسقيم؛ إذ لا معنى للاعتماد على ما لا يميز صحيحه من سقيمه.

 

3- بعض الاحتمالات يكذبها التاريخ، ككون أي من الإفسادين كان بقتل يحيى أو زكريا – عليهما السلام- (هذا مع القول بأن المنتقم لمقتلهما "بختنصر")[116]؛ إذ كان السبي البابلي[117] لهم على يد بختنصر عام: 587 قبل الميلاد[118] ومعلوم أن زكريا كان كافل مريم عليها السلام، كما في قوله تعالى: ﴿ وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ﴾ [آل عمران: 37]، ومعلوم أيضا أن يحيى كان معاصرا لعيسى -عليهما السلام- كما في آية: ﴿ هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء ﴾ [آل عمران: 38]، وتشهد لذلك كتب التاريخ[119].

 

إلى ذلك فإن محطات تاريخ اليهود في هذه المرحلة والنكبات التي تعرضوا لها يمكن تلخيصها فيما يلى:

• توفي سليمان نبي الله تعالى عليه السلام سنة: 931ق.م.

• بشكل سريع -في نفس العام تقريبا- انقسمت المملكة إلى شقين: جنوبي وشمالي...

• سقطت مملكة الشمال علي يد الآشوريين سنة: 721 ق م.

• سقطت مملكة الجنوب مع السبي البابلي سنة 587ق م.

• عادت الأفواج الأولى من اليهود من السبي سنة: 538 ق م.

• لم تستطع تلك الجماعات العائدة إقناع الذين لم يطلهم السبي بضرورة إعادة الهيكل.. حتى عادت باقي الأجيال، فتم بناء السور سنة: 445، وفيها أيضا تمت إعادة كتاب الأسفار الموسوية (الخمس الأولى) من العهد القديم بعد ضياعها زمن السبي.

• قضى تيتوس بن اسبانيوس (الروماني) على الدولة اليهودية سنة: 74 للميلاد.

• في عام 135م قضت الدولة الرومانية بشكل نهائي على الوجود اليهودي في أور شليم[120].

فهذه الأحداث على كل حال تؤكد نقص الدقة في كثير مما تم ذكره...

 

وينضاف إلى ما سبق ما جاء في العهد القديم نفسه في هذا الأمر حيث جاءت فيه لائحة الملوك بعد سليمان على النحو التالي:

1- رحبعام بن سليمان، وفي زمنه احتل "شقيق" ملك مصر "أور شليم"[121] وخلفه:

2- أبيا بن رحبعام، (وقد بدأ الحرب -التي كانت بوادرها زمن أخيه- مع عمه: "يربعام") ثم خلفه:

3- أسا بن أبيا، (وفي أيامه حاول "زارح" الكوشي غزوهم، ولكنهم هزموه)[122]، وخلفه:

4- يهوشافاط بن أسا: وكانت بينه وبين إخوته حروب، ثم خلفه:

5- يهورام بن يهوشافاط[123] وكان سفاحا، قتل كل إخوته، فاحتل العرب والفلسطينيون بلدته، ثم خلفه:

6- أحزيا بن يهورام، ثم خلفه:

7- يواش بن أحزيا، ثم:

8- أمصيا بن يواش، ثم:

9- عزريا بن أمصيا، ثم:

10- يوثام بن عزريا، ثم:

11- أحاز بن يوثام، ثم:

12- حزقيا بن أحاز، وفي أيامه جاءت محاولة سنحاريب لاحتلال بيت المقدس، إلا أنها باءت بالفشل، ثم:

13- منسي بن حزقيا، ثم:

14- أمون بن منسي، ثم:

15- يوشيا بن أمون، ثم:

16- يهوحاز بن يوشيا، ثم:

17- يهوياقيم بن يهوحاز، وهو الذي في أيامه جاء السبي البابلي على يد: "نبوخذ ناصر" (ولم يذكر العهد القديم هنا الشر الذي كان سبب هذا السبي)[124].

 

وهذه المعطيات تنفي كون السبي البابلي كان في زمان زكرياء ويحيى وعيسى إذ ليس قريبا من ذلك إطلاقا، وهي تؤكد أحداثا مهمة ونكبات كثيرة يمكن أن نوجزها فيما يلي:

1- احتل "شقيق" ملك مصر "أور شليم" أيام رحبعام بن سليمان عليه السلام.

2- حاول زارح الكوشي غزوهم أيام "أسا" بن "أبيا"، ولكن هزمه الله.

3- احتل العرب والفلسطينيون المنطقة أيام "يهورام" بن "يهوشافاط".

4- حاول "سنحاريب" الفارسي احتلال بيت المقدس أيام "حزقيا" بن "أحاز".

5- سبا "نبوخذ ناصر"[125] اليهود في زمن "يهو ياقيم" بن "يوشا".

6- خرب الكلدانيون ما تركه البابليون في بيت المقدس، وأسرفوا في الدماء زمن "صدقيا" بن "يهوياقيم".

فهذه النكبات الست كيف يمكن التعامل معها؟ هل نختار منها اثنتان نعتبرهما هما المقصودتين أم ماذا؟ إن الانتقاء بين هذه النكبات أمر صعب..

 

ومع ذلك فإن نظرة سريعة في العهد الجديد تؤكد ما مر من استحالة أن يكون السبي البابلي ناتجا عن قتل أي من النبيين يحيى وزكريا عليهما السلام، ففي العهد الجديد يمكن أن نلحظ:

1- أن السبي البابلي كان زمن "يكنيا" وإخوته، وهم أبناء "يوشيا"[126].

2- أن بين المسيح عليه السلام، والسبي البابلي: أربعة عشر جيلا.

ومع هذا يستحيل أن يكون الإفسادان وعقوبتاهما ذوا علاقة بالأنبياء عيسى ويحيى وزكرياء عليهم السلام أجمعين.

 

4- أن التفسير يأخذ من كل العلوم، فتفسير هذه الآيات يتوقف بالأساس –أو هكذا وقع- على معرفة تاريخ اليهود، ونحن رغم الجهد الذي بذلنا فلم نستطع -بعامل عدم التخصص- التدقيق في كثير من الأحداث، خاصة أن التاريخ في العهد القديم يكتب بطريقة مختلفة تحتاج إلى تدقيق وتمحيص.. وعلي كل فرغم أن التفسير يأخذ من كل العلوم، فذلك ليس مبررا لأن يُأخذ عشوائيا بل يجب أن تكون استفادة المفسر من العلوم (أيا كانت تلك العلوم) استفادة واعية، من ناحية ومن ناحية أخرى، مما يصح تسميته علوما، وأي حدث تاريخي ليس محققا ومدققا لا يمكن الاعتماد عليه بشكل كامل في هذا المجال.

 

5- قد يكون في السياقين العام والخاص الحل؛ حيث ندرس الآية في سياقها الخاص داخل السورة وفي سياقها العام داخل القرآن كله الذي أكد أن الأرض يرثها العباد الصالحون، ومن شبه المؤكد أنهم المسلمون؛ حيث يشهد التاريخ بتملكهم فيها ألفا وثلاث مائة سنة، وسيبقون فيها بحول الله، كما تؤكده أحاديث كثيرة...

 

وباختصار فإن النظرة لهذه الآيات في السياق الخاص بالسورة يمكن أن يتم من خلال الآيات التالية:

• ﴿ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً ﴾ [الإسراء: 12].

• ﴿ مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ﴾ [الإسراء: 15].

• ﴿ وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً ﴾ [الإسراء: 16].

• ﴿ مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً ﴾ [الإسراء: 18]، ﴿ وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً ﴾ [الإسراء: 19]، ﴿ كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُوراً ﴾ [الإسراء: 20]، ﴿ انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً ﴾ [الإسراء: 21].

• ﴿ وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً ﴾ [الإسراء: 2].

• ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَونُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُوراً * قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَـؤُلاء إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَآئِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَونُ مَثْبُوراً * فَأَرَادَ أَن يَسْتَفِزَّهُم مِّنَ الأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ جَمِيعاً * وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً * وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً ﴾ [الإسراء الآيات: 101- 105].

 

فقراءة وعدي بني إسرائيل ضمن هذه الآيات وآيات أخرى كثيرة غيرها تشكل الشخصية المتميزة لهذه السورة التي -حسب رأيي- تتحدث كلها في موضوع واحد هو "الحضارة.. عناصر الحيوية فيها وأسباب فنائها"، مقيمة ذلك على دعائم:

1- التوحيد وهيمنة الوحي كما في الآيات التي أشير إليها في بداية السورة وفي نهايتها.

 

2- العدالة سر البقاء، وهنا تحضر الوصايا العشر كلها محشورة بين قوله تعالى: ﴿ لاَّ تَجْعَل مَعَ اللّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَّخْذُولاً ﴾ [الإسراء الآية: 22] وقوله: ﴿ كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيٍّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً * ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ اللّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَّدْحُوراً ﴾ [الإسراء الآيات: 38-39]، فما بين ها تين الآيتين (22-38) اشتمل على كليات مهمة جدا لأي حضارة تريد أن تقوم.

 

3- المسؤولية ذات بعدين: ذاتي وأممي، فالسورة تؤكد  في أكثر من موضع على مسؤولية الإنسان الذاتية ﴿ وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً * اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً ﴾ [الإسراء الآيات: 13-14]، بينما تشير إلى أن الإنسان مرتبط بالأمة التي ينتمي إليها، يقرؤون كتابهم (كأمة) بشكل جماعي[127]: ﴿ يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَـئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً ﴾ [الإسراء: 71]، وهذا يدفع الإنسان إلى الاعتناء بذاته حتى لا يضيع (داخل الأمة)، وبأمته (حتى يتحقق انتماؤه إليها)...

 

4- أن التفاضل أمر ثابت دائم، ولكن حسب الإنسان أن العدالة الإلهية لن تظلمه لا في الدنيا ولا في الآخرة، ففي الجزئية الأولى: "التفاضل" يأتي قوله تعالى: ﴿ كُلاًّ نُّمِدُّ هَـؤُلاء وَهَـؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُوراً ﴾ [الإسراء: 20] فهي تؤكد على أن فضل الله يسع الجميع، وقد يتفاضلون فيه حسب الوقت الذي يعيشون فيه والطريقة التي يعشيون بها فسقا أو إصلاحا.. وفي التعقيب على هذا التأكيد يأتي تأكيد الجزئية الأخرى: ﴿ انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً ﴾ [الإسراء: 21]، فالتفضيل ليس عبثيا، وإنما له شروط من تحققت فيه استحقه  ﴿ إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ﴾ [الإسراء: 7]، وبالتالي فالإنسان (=الأمة) هي التي تحدد قيمة ذاتها.

 

وأما السياق العام القرآني، فيمكن أن نرصد فيه:

أولا: سياقات التدافع الحضاري (تماما كما في السياق الخاص) كما يمكن أن ترصد فيه الآيات التالية:

1- ﴿ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ﴾ [الأنبياء: 105].

2- ﴿ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ ﴾ [آل عمران: 112].

3- ﴿ لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ ﴾ [الحشر: 14].

 

فهذه الآيات مجتمعة تساعد على فهم هذين الوعدين في سياق تدافعي حضاري، وسياق الشروط التي يمكن التمكين لو تحققت، ثم هي مفيدة في معرفة أخطاء الحضارات القاتلة التي تمنع أمة ما من القدرة على الكينونة الحضارية الصحية وعلى التحقق بشروط الاستخلاف المطلوب بشكل كامل، ولعل أبرز هذه الشروط باختصار ما يلي:

1- الصلاح والإصلاح، فالأرض لا يرثها إلا العباد الصالحون.. والإفساد مدعاة للخراب كما في آية الإسراء آنفة الذكر.

2- الاعتداء على حقوق الله وحقوق عباده سبب للذلة والمسكنة والتشرد والتيه..

3- الحسد والبغضاء والتدابر داخل الأمة سبب لتشتت كلمتها وانهزامها أمام أعدائها، ﴿ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ﴾...

4- العجز الحضاري المادي مدعاة إلى الانهزام.. فلا بد للإنسان من حصن حضاري مادي واق يلجأ إليه ﴿ قُرًى مُّحَصَّنَةٍ ﴾...

وإجمالا فلا بد من ربط بعض القرآن ببعض حيث تتضح الصورة أكثر.. كما لا بد من ربطه بالسنة النبوية الشريفة التي تبينه وتشرحه، خاصة أحاديث الملاحم والفتن، التي تؤكد قتالنا لليهود آخر الزمان، وأن النصر لنا عليهم، قبل الدجال ومعه......[128]

 

6- القراءة المستقبلية أجدى، خاصة في ظل تعذر الحمل على الماضي؛ إذ مآسي القوم أكثر من أن تحصى، وإفساداتهم أكثر من أن تعد فتعين الحمل على المستقبل؛ والأيام حبلى على ما يبدو بذلك...!

 

ومعنى هذا أن لا نحمل "الإفسادين" على ما حدث في تاريخ اليهود قديما، وإنما نحملهما على ما سيكون منهم لاحقا، حيث يكون إفسادهم الأول ما يقومون به الآن، من تخريب في الأرض المقدسة... ثم يكون العقاب قتالنا لهم، حتى ينهزموا، نحن "شرقي نهر الأردن وهم غربيه" فنحرر الأقصى "وتحريره خراب المدينة"، ثم نفتح روما، ثم يخرج الدجال "ومعه سبعون ألفا من يهود أصفهان" فيبدأ إفسادهم الثاني، فيكون الانتقام الأخير منهم ولا تبقى منهم قائمة حتى "يقول الحجر والشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي تعال فاقتله"...

وبالاستناد إلى السنة في هذا الرأي نكون قد وصلنا إلى نهاية ما أردنا  تدوينه هنا، -دون ادعاء الحصر- لأن الموضوع واسع وشاسع، وما زال يمكن أن يكتب فيه...

 

خـاتمـة

بهذه الإطلالة السريعة غير المحيطة على المدونات التفسيرية القديمة (على مؤلفيها الرحمة والمغفرة والرضوان) ندرك مدى الإشكالات المنهجية التي تقف أمام الباحثين اليوم، والتي تفرض عليهم إعادة النظر إلى القرآن الكريم، ومدونات تفسيره إعادة تبعث الحيوية والأمل لا اليأس والكسل فتأخذ المنهج القويم للتفسير وتضعه نصب عينها، ولعل أبرز السمات التي يرى هذا العرض آكديتها انطلاقا من هذه الآيات ما يلي:

1- النظر في القرآن باعتباره كتاب هداية ودستور حياة في نفس الوقت، يجب فهمه واستيعابه باستيعاب الكون الذي يتحدث عنه، والتاريخ الذي يتحدث عنه وفهم ما يهدف إليه في حياة المجتمع والإنسانية جمعاء، بنظر يستفيد من كل العلوم في خدمة الكتاب، دون أن يحول تفسير الكتاب إلى مسرح لتفاصيل العلوم "العملية" أو النظرية الأخرى، فهذا التكامل المعرفي لا بد من الانطلاق منه تنظيرا والعمل عليه واقعا.

 

2- الاعتماد إضافة لذلك في فهم القرآن على القراءة ثلاثية الأبعاد، التي تنطلق من الآية إلى:

أ- الآيات المجاورة: التي تنتمي معها لنفس السورة.

ب- الآيات المشاركة: التي تنتمي معها لنفس الموضوع في القرآن الكريم.

جـ- السنة المبينة: التي تنتمي معها لنفس المصدر  ﴿ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 3 - 4]، والاعتماد في السنة على شقيها: القولي والعملي[129]، مع تقديم ما تأكد أن العمل صحبه؛ إذ العمل أبلغ من مجرد القول.

 

وبالاعتماد في فهم القرآن على القرآن بمختلف مستوياته، ثم على السنة بمختلف مستوياتها، ثم على المعارف الأخرى التي تنير العقل وتقدم التجارب (مع ضرورة محاكمة كل تلك المعارف إلى الوحي) بهذا يكون المنهج القويم قد أبرز أهم ملامحه، ولعل في التفاصيل أشياء أخرى ليس هذا مكان بسطها.

 

والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



[1] الطبري، ابن جرير، جامع البيان، 17/ 356، تحقيق: أحمد محمد شاكر، نشر مؤسسة الرسالة، ط: 1، 2000م.

[2] الفخر الرازي، مفاتيح الغيب،(=التفسير الكبير) 4/ 25، الناشر دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط:3، 1420هـ.

[3] الطبري، 17/ 355-356، م.س.

[4] النيسابوري، إيجاز البيان، 2/ 462، تحقيق الدكتور حنيف بن حسن القاسمي، الناشر: دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط: 1، 1415هـ.

[5] الواحدي، التفسير الوسيط، 3/ 97، حقيق وتعليق: الشيخ عادل أحمد عبد الموجود، الشيخ علي محمد معوض، الدكتور أحمد محمد صيرة، الدكتور أحمد عبد الغني الجمل، الدكتور عبد الرحمن عويس، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان الطبعة: الأولى: 1415 هـ - 1994 م.

[6] الرازي، 20/ 299، م.س.

[7] الطبري، 17/ 356، م.س.

[8] نفسه.

[9] الواحدي، 3/ 97، م.س.

[10] القرطبي، الجامع لأحكام القرآن 10/ 218، تحيق أحمد البردوني وإبراهيم اطفيش، ط: 2، دار الكتب المصرية، 1964.

[11] الطبري، 17/ 356، م.س.

[12] الواحدي، 3/ 97، م.س، ومفاتيح الغيب للرازي، 20/ 302م.س.

[13] ويؤيد كونها الشام قوله تعالى حكاية عن موسى عليه السلام: "قال يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم" وأصرح من ذلك قوله في الآية الأخرى: "ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون"، يقول الإمام: أحمدو بن أحمذي معلقا على هذه الآية:

بعدية الزبور للذكر إذا
أزال الريب أن الذكر ذا
توراة موسى وعليه الأرض تي
الشام والعباد خير أمة
أو الزبور الكتب كلها التي
قد نزلت والأرض أرض الجنة
والذكر ذا أم الكتاب إذ كتب
فيها جميع ما أتانا في الكتب

انظر "مراقي الأواه إلى تدبر كتاب الله" للعلامة أحمدُ بن أحمذي الحسني،  ص: 106-107 دراسة وتحقيق وبيان للنصف الثاني، أطروحة لنيل شهادة الدكتوراة، إعداد الطالب الباحث: "محمد أحمد ولد محمد (مبارك) إشراف الأستاذ الدكتور أحمد خليفة، كلية أصول الدين تطوان.

[14] البغوي، نزهة الناظر في ذكر من حدث عن أبي القاسم البغوي من الحفاظ والأكابر، تحقيق: مشعل بن باني الجبرين المطيري، ط:1، 2002 دار ابن حزم.

[15] الطبري، 17/ 356م.س.

[16] وليراجع في ذلك: الطبري: (15/ 198-199، و12/ 283-284)، وابن أبي حاتم: 6/ 1985، والماوردي، 2/ 449، والبغوي 2/ 122، وابن عطية 2/ 142، وزاد المسير في علم التفسير 2/ 349 (وقد أورد فيه خمسة أقوال).. وغير ذلك كثير.

[17] الطبري، 17/ 365.

[18] نفسه.

[19] ابن الجوزي، زاد المسير في علم التفسير 3/ 10، تحقيق عبد الرزاق المهدي، ط: دار الكتاب العربي، بيروت، 1422هـ..

[20] الرازي، 20/ 299 م.س.

[21] نعم، قد عقب ابن الجوزي على تفسير للعلو بكونه في الطاعة بقوله: "ولتبغن" إلا أن الواضح من خلال كلامه، أن ذلك متراخ عن زمن العلو في الطاعة.. ولذلك أثبتنا له ذلك القول.

[22] الطبري، 17/ 365، م.س.

[23] بن أبي طالب حَمّوش، أبو محمد مكي بن محمد بن مختار القيسي، الهداية إلى بلوغ النهاية في علم معاني القرآن وتفسيره، وأحكامه، وجمل من فنون علومه، تحقيق: مجموعة رسائل جامعية بكلية الدراسات العليا والبحث العلمي - جامعة الشارقة ، بإشراف أ.د : الشاهد البوشيخي، الناشر: مجموعة بحوث الكتاب والسنة - كلية الشريعة والدراسات الإسلامية - جامعة الشارقة، الطبعة : الأولى، 1429 هـ - 2008 م.

[24] الرازي، 20/ 299 م.س.

[25] الزمخشري، الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، 2/ 649، ط: 3، دار الكتاب العربي بيروت، 1407هـ.

[26] الرازي، 20/ 301 م.س.

[27] ابن عطية، المحرر الوجيز، 3/ 439، تحقيق عبد السلام عبد الشافي محمد، ط: 1، دار الكتب العلمية بيروت، 1422هـ.

[28] الرازي، 20/ 299، م.س.

[29] تاج القراء الكرماني، أبو القاسم برهان الدين محمود بن أحمد بن نصر، غرائب التفسير وعجائب التأويل، 1/ 621، ط: دار الكتب الإسلامية جدة – مؤسسة علوم القرآن بيروت، دون ذكر تاريخ الطبع ولا رقم الطبعة.

[30] وقد ورد معنا قبل ما يشير إلى هذا من قول ابن عطية إن البعث يمكن أن يكون عن طريق رسول.. إذ فيه إشارة إلى أن الذين يقاتلون بني إسرائيل في هذه الفترة أمة لها رسالة ودين!!.

[31] الطبري، 17/ 377 م.س.

[32] من المعلوم أن منهج الكرماني في التفسير أن كل ما وصفه بكونه عجيبا ففيه (عنده) خلل أو نظر، (الكرماني 2/ 1413م.س).

[33] المصدر السابق، 17/ 365.

[34] نفسه 17/ 366.

[35] الزجاج، معاني القرآن وإعرابه، 3/ 277، ط: 1، 1988 عالم الكتب بيروت.

[36] الطبري، 17/ 366، م.س.

[37] المصدر السابق 17/ 370.

[38] ابن قتيبة، غريب القرآن، ص: 213، تحقيق أحمد صقر، ط: دار الكتب العلمية 1978.

[39] الواحدي، 3/ 97-98 م.س.

[40] الددو، الشيخ محمد الحسن، "أهوال القيامة"، محاضرة في إذاعة موريتانيا، بتاريخ 7/ 9/ 2008.

[41] الطبري، 17/ 370 م.س.

[42] الواحدي، 3/ 97-98 م.س.

[43] الطبري، 17/ 370 م.س.

[44] المصدر السابق، 17/ 371.

[45] نفسه.

[46] القرطبي، 10/ 218، م.س.

[47] قال ابن مالك:

للانتها حتى ولام وإلى
.............................

وقال:

واللام للملك وشبهه وفي
تعدية أيضا وتعليل قفي وزيد.....

[48] الطبري، 17/ 371 م.س.

[49] الكرماني، 1/ 622 م.س.

[50] الواحدي، 3/ 98 م.س.

[51] وتفسير اللام بعلى، تفسير غريب إذ هما ضدان، إلا أن ذلك يمكن أن يصح إذا نظرنا إلى كونه مجازا من قبيل قوله تعالى: ﴿ ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ﴾ [الدخان: 49]، ولكن هذا التأويل لا يصح إلا بنوع من التجوز.

[52] الكرماني، 1/ 622 م.س.

[53] الطبري، 17/ 371 م.س.

[54] المصدر السابق.

[55] نفسه.

[56] النيسابوري، إيجاز البيان، 2/ 496 م.س.

[57] الطبري، 17/ 371 م.س.

[58] الشيخ الددو، "أهوال القيامة" م.س.

[59] الطبري، 17/ 371 م.س.

[60] السمرقندي، 2/ 302 م.س، والطبري: 17/ 388 م.س، والددو "أهوال القيامة" م.س.

[61] الشيخ الددو "أهوال القيامة" م.س.

[62] الكرماني، 1/ 622 م.س.

[63] الطبري، 17/ 388 م.س.

[64] الكرماني، 1/ 622 م.س.

[65] الشيخ الددو، "أهوال القيامة" م.س.

[66] المصدر السابق.

[67] الكرماني، 1/ 622 م.س.

[68] ابن أبي حاتم، 7/ 2319، تحقيق أسعد محمد الطيب، نشر مكتبة نزار مصطفى الباز، المملكة العربية السعودية، 1419هـ.

[69] الطبري، 17/ 389، م.س.

[70] الماوردي، النكت والعيون، 3/ 231، السيد بن عبد المقصود بن عبد الرحيم، ط: دار الكتب العلمية، بيروت لبنان.

[71] الشيخ الددو، "أهوال القيامة"، م.س.

[72] المصدر السابق.

[73] الطبري، 17/ 389 م.س.

[74] ابن أبي حاتم، 7/ 2319، م.س.

[75] المصدر السابق.

[76] القشيري، لطائف الإشارات، 2/ 337، تحقيق: إبراهيم البسيوني، ط: 3، الهيئة العلمية العامة للكتاب في مصر.

[77] الطبري، 17/ 357 م.س.

[78] المصدر السابق.

[79] نفسه.

[80] الشربيني: "السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير"، 2/ 282، ط: مطبعة بولاق الأميرية، 1285هـ.

[81] الطبري، 17/ 357-359 م.س.

[82] المصدر السابق: 17/ 357.

[83] المصدر السابق: 17/ 362-365.

[84] المصدر السابق: 17/ 365..

[85] المصدر السابق: 17/ 367.

[86] المصدر السابق: 17/ 366.

[87] المصدر السابق: 2/ 521.

[88] المصدر السابق: 17/ 358-359.

[89] المصدر السابق: 17/ 368.

[90] المصدر السابق: 370.

[91] المصدر السابق: 17/ 370.

[92] نفسه.

[93] المصدر السابق: 17/ 357.

[94] المصدر السابق: 17/ 358.

[95] المصدر السابق: 17/ 366-377و370.

[96] البيضاوي، أنوار التنزيل وأسرار التأويل، 2/ 248، تحقيق: محمد عبد الرحمن المرعشلي، ط: 1، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1419هـ، والطبري، 17/ 373 م.س.

[97] أبو السعود، إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الحكيم، 3/ 64، دار إحياء التراث العربي، والزمخشري، 2/ 649 م.س، والشربيني: 2/ 282 م.س.

[98] القرطبي، 10/ 219 م.س.

[99] مقاتل، تفسير مقاتل بن سليمان البلخي، 2/ 522، تحقيق: عبد الله محمود شحاته، ط: 1، 1423هـ، دار إحياء التراث بيروت.

[100] المصدر السابق.

[101] عبد الرزاق،أ بو بكر بن همام بن نافع الحميري اليماني الصنعاني، تفسير عبد الرزاق، 2/ 290، تحقيق: د/ محمود محمد عبده، ط: 1، 1419هـ دار الكتب العلمية بيروت.

[102] ابن سلام، تفسير يحيى بن سلام، 1/ 166، تحقيق الدكتورة هند شبلي، ط: 1، 2004، دار الكتب العلمية، بيروت لبنان.

[103] الطبري، 17/ 389 م.س.

[104] البغوي، محيي السنة ، أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء، تفسير البغوي، 2/ 119، تحقيق: عبد الرزاق المهدي، ط: 1، 1420هـ دار إحياء التراث العربي بيروت.

[105] المصدر السابق: 3/ 122.

[106] البغوي، 3/ 120 م.س، والطبري، 17/ 358، (وإن كان الطبري سماه قاقس وليس طيطوس، والواضح أن المعني شخص واحد).

[107] المصدر السابق..

[108] الطبري، 13/ 206 م.س.

[109] الرازي، 20/ 302 م.س.

[110] الثعلبي، الكشف والبيان عن تفسير القرآن، 6/ 83، تحقيق الإمام أبي محمد بن عاشور، مراجعة وتدقيق الأستاذ: نظير الساعدي، ط:1، 2002 دار إحياء التراث العربي، بيروت.

[111] أحمد بن أحمذيه مراقي الأواه، 1/ 163، م.س.

[112] ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، 5/ 47، تحقيق: سامي بن محمد سلامة، ط: 2، 1999، دار طيبة للنشر والتوزيع.

[113] ابن عطية، 3/ 439، م.س.

[114] الرازي، 20/ 302 م.س.

[115] الزركشي، البحر المحيط في أصول الفقه، 1/ 547، ط: 1، 1994، دار الكتبي.

[116] وقد أوردنا سابقا كلام الرازي في هذا الموضوع.

[117] ليس هذا محل إجماع المؤرخين، وإن كان خلافهم قريبا من هذا، حيث يرى "برتراند رسل" في كتابه: "حكمة الغرب" (ج1، ص: 217) أن السبي البابلي كان سنة: 586ق.م.

[118] أوندرية دوبون، وسومرمارك فيلوننكو، "التوراة كتبات ما بين العهدين مخطوطات قمران البحر الميت 1- الكتب الأسنينة" ترجمة وتقديم: موسى ديب الخوري، ص: 11، الطبعة الأولى: 1998، دار الطليعة الجديدة سوريا دمشق.

[119] كما يشهد له قوله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ أَمَرَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ يَعْمَلَ بِهَا وَيَأْمُرَ بني إسرائيل أَنْ يَعْمَلُوا بِهَا، وَإِنَّهُ كَادَ أَنْ يُبْطِئَ بِهَا، فَقَالَ عِيسَى: إِنَّ اللَّهَ أَمَرَكَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ لِتَعْمَلَ بِهَا وَتَأْمُرَ بني إسرائيل أَنْ يَعْمَلُوا بِهَا، فَإِمَّا أَنْ تَأْمُرَهُمْ، وَإِمَّا أَنَا آمُرُهُمْ، فَقَالَ يَحْيَى: أَخْشَى إِنْ سَبَقْتَنِي بِهَا أَنْ يُخْسَفَ بِي أَوْ أُعَذَّبَ، فَجَمَعَ النَّاسَ فِي بَيْتِ المَقْدِسِ، فَامْتَلَأَ المَسْجِدُ وَقَعَدُوا عَلَى الشُّرَفِ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ أَعْمَلَ بِهِنَّ، وَآمُرَكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا بِهِنَّ: أَوَّلُهُنَّ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَإِنَّ مَثَلَ مَنْ أَشْرَكَ بِاللَّهِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اشْتَرَى عَبْدًا مِنْ خَالِصِ مَالِهِ بِذَهَبٍ أَوْ وَرِقٍ، فَقَالَ: هَذِهِ دَارِي وَهَذَا عَمَلِي فَاعْمَلْ وَأَدِّ إِلَيَّ، فَكَانَ يَعْمَلُ وَيُؤَدِّي إِلَى غَيْرِ سَيِّدِهِ، فَأَيُّكُمْ يَرْضَى أَنْ يَكُونَ عَبْدُهُ كَذَلِكَ؟ وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَكُمْ بِالصَّلَاةِ، فَإِذَا صَلَّيْتُمْ فَلَا تَلْتَفِتُوا فَإِنَّ اللَّهَ يَنْصِبُ وَجْهَهُ لِوَجْهِ عَبْدِهِ فِي صَلَاتِهِ مَا لَمْ يَلْتَفِتْ، وَآمُرُكُمْ بِالصِّيَامِ، فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ فِي عِصَابَةٍ مَعَهُ صُرَّةٌ فِيهَا مِسْكٌ، فَكُلُّهُمْ يَعْجَبُ أَوْ يُعْجِبُهُ رِيحُهَا، وَإِنَّ رِيحَ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ، وَآمُرُكُمْ بِالصَّدَقَةِ فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَسَرَهُ العَدُوُّ، فَأَوْثَقُوا يَدَهُ إِلَى عُنُقِهِ وَقَدَّمُوهُ لِيَضْرِبُوا عُنُقَهُ، فَقَالَ: أَنَا أَفْدِيهِ مِنْكُمْ بِالقَلِيلِ وَالكَثِيرِ، فَفَدَى نَفْسَهُ مِنْهُمْ، وَآمُرُكُمْ أَنْ تَذْكُرُوا اللَّهَ فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ خَرَجَ العَدُوُّ فِي أَثَرِهِ سِرَاعًا حَتَّى إِذَا أَتَى عَلَى حِصْنٍ حَصِينٍ فَأَحْرَزَ نَفْسَهُ مِنْهُمْ، كَذَلِكَ العَبْدُ لَا يُحْرِزُ نَفْسَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ إِلَّا بِذِكْرِ اللَّهِ "، (أخرجه الترمذي 5/ 148 تحقيق وتعليق محمد أحمد شاكر، ومحمد فؤاد عبد الباقي، وإبراهيم عطوة عوض، ط: مصطفى البابي مصر.) والشاهد فيه معاصرة يحيى لعيسى عليهما السلام، مما يؤكد نفي كون السبي البابلي كان عقوبة على قتلهم يحيى، أحرى أن تكون العقوبة الأولى على قتلهم يحيى؛ إذ يفصله عن أقربهما ما يقارب 500 سنة!!.

[120] أوندرية دوبون، وسومرمارك فيلوننكو، الصفحات: 12-20، م، س.

[121] العهد القديم، أخبار الأيام، الثاني، الإصحاح 12الآيات: 1-10.

[122] أخبار الأيام، 20، إصحاح 14، الآيات: 9-15.

[123] ويعبر عنه العهد الجديد "بيورام".

[124] أخبار الأيام الثاني: الإصحاح 36، الآيات: 1-23.

[125] وهو الذي يعبر عنه في المدونات التفسيرية عندنا ببخت نصر.

[126] وهو المعبر عنه في العهد القديم "بيوشا".

[127] ويشهد لهذا المعنى من القرآن قوله تعالى في سورة الجاثية: "وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون، هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون", كما تشهد له أحاديث وآثار من قبيل: "المرء مع من أحب" من أحب قوما حشر معهم" "من تشبه بقوم فهو منهم" من تشبه بقوم حشر معهم".....الخ

[128]- ولولا خوف الإطالة لذكرت بعضها ولكن ربما تكفي هذه الإشارة في هذا الوقت.

[129] ويدخل في الشق العملي "التقرير".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • سورة طه والموضوع الواحد
  • سورة الأنفال والموضوع الواحد
  • لسنا بني إسرائيل .. ولكننا نعيش قصتهم ..!
  • من أنبياء بني إسرائيل " أشعياء "
  • المنهج القرآني في عرض قضايا بني إسرائيل .. المرحلة المكية (1)
  • عهد الله وميثاقه مع بني إسرائيل
  • بنو إسرائيل في قوله تعالى : { وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين }
  • الرد على شبهة: لقد أورث الله الأرض لبني إسرائيل فلماذا نعصيه؟
  • تراث بني إسرائيل

مختارات من الشبكة

  • تفسير قوله تعالى: (أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أعطيته وعدا بالزواج الثاني(استشارة - الاستشارات)
  • تفسير: (لهم فيها ما يشاؤون خالدين كان على ربك وعدا مسؤولا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتيا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حكم استخدام صيغة من صيغ العقود المركبة بوعد(مقالة - موقع د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري)
  • مخطوطة كشف المعاني في شرح حرز المعاني(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب