• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / فقه وأصوله
علامة باركود

كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي؟ من تمام المنة

رامي حنفي محمود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/12/2012 ميلادي - 2/2/1434 هجري

الزيارات: 84111

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلى؟ من

المختصر البسيط لكتاب تمام المنة

في فقه الكتاب وصحيح السنة

لفضيلة الشيخ عادل العزازي أثابه الله [1]


• قال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: (صَلُّوا كما رأيتموني أصلي)[2].


وإليك الآن تلخيص صفة صلاة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم مُرَتّبَة، بأسلوب بسيط، مع ذِكر بعض الملاحظات الهامّة في مواضعها:

1 - القيام للصلاة (يعني يصلي قائماً)، فلا ينتقل المُصَلِّي إلى القعود - في صلاة الفريضة - إلا بعد عدم القدرة على القيام، أو على الأقل بعد وجود المشقة الشديدة التي تُذهِبُ التركيز أثناء القيام، ويكونُ له الأجر كاملاً، أمَّا النافلة فيَجُوز له أنْ يصلِّيَ قاعدًا مع قدرته على القيام، ويكون له نصف أجر القائم، كما يَجُوز صلاة النافلة على الراحلة (كالسيّارة وغيرها)، وتكون صلاته بالانحناء أثناء الركوع والسجود.

 

• واعلم أنَّ السُنَّة حالَ القيام أنْ يَرمي ببصره إلى مَوْضِع سجوده، واعلم أيضاً أنه يُشترَط في القيام: انتصابُ الجسد، فليس له أنْ يقف مائلاً إلى أحد جانبيه، أو مُنحنيًا إلى حدِّ الراكعين، ولكن يَجُوز لمَن به عُذر أنْ يعتمد على عصًا أو حائط، ويُلاحَظ أنه يُكْرَه أنْ يلصق القدمَيْن، بل يُستَحَبّ التفريق بينهما بصورةٍ معتدلة، فهو لا يلْصِقهُما، ولا يفتحهما فتحًا يزيد عن حدِّه، كما يُكْرَه أنْ يقدِّم إحداهما على الأخرى، وكذلك يُستَحَبّ أنْ يوجِّه أصابعهما إلى القبلة.

 

2 - ثم ينوي الصلاة بقلبه (فلا يقل بلسانه: نويتُ أنْ أصلي صلاة....).


3 - ويبدأ بتكبيرة الإحرام (وذلك بأنْ يقول بلسانِهِ: (اللهُ أكبر)، فلا يَقُلْ: (الله أكبَار)، ولا (الله أجبَر)، ولا يَقُلْ: (الله وأكبَر) بإضافة (واو)، وكذلك لا يَمُدّ لفظ الجلالة (الله) مَدّاً زائداً عن الحَدّ)، ويُلاحَظ أنه يَجِب أنْ يأتي بتكبيرة الإحرام وهو قائمٌ كامِلَ الاعتدال، فأنْ أتى بِحَرفٍ منها في غير حال القيام، لم تَنْعقد صلاته، ولذلك يَجِب على المأموم - إذا أتى المسجد وَوَجَدَ الإمام راكعاً - أنْ يأتي بتكبيرة الإحرام وهو قائمٌ كامِلَ الاعتدال (وذلك حتى لا تبطُل صلاته)، ثم يأتي بتكبيرة الانتقال إلى الركوع ويركع، حتى وإنْ أدَّى ذلك إلى عدم إدراك الركوع مع الإمام، المُهِمّ ألاّ تبطُل صلاته، واعلم أنه لا يُكَبِّر المأموم حتَّى يَفرُغ الإمام من تكبيره.

 

4 - ويرفع يَدَيْهِ مع التكبير (بحيث تكون أصابعه مضمومة وموازية للكتفين أو الأذنين، غير ملاصقة لهما).

 

5 - ثم يضع يَدَهُ اليُمْنَى على اليُسرَى على صدره.


6 - ثُم يقول دعاء الاستفتاح بأي الصِيَغ الواردة، وأسهل الصِيَغ حِفظاً: (سبحانكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِك، وتباركَ اسْمُك، وتعالى جَدُّك، ولا إلهَ غيْرُك).

 

7 - ثم يستعيذ، وذلك بأنْ يقول: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، من هَمْزِه ونفخِهِ ونَفْثِهِ)، أو (أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، مِن همزه ونفْخِهِ ونفثِه)، ويَجُوز أنْ يقتصر على: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) فقط.

 

8 - ثم يقرأ الفاتحة: وهي رُكْن من أركان الصَّلاة، لا تَصِحّ الصلاة إلا بها، ويَجِب قراءتها في كل ركعة على كل مُصَلٍّ باتفاق العلماء، إلا المأموم.. فقد اختلف العلماء في وجوب قراءَتها عليه، والراجح أنَّ قراءتها واجبة عليه أيضاً في كل ركعة، سواء كانت الصلاة سرية أو جهريَّة، وسواء ترك له الإمام فرصة لقراءتها أو لا، ويجب أنْ يُراعِي المُصَلّي نُطق الشَدَّة في كلمة: ﴿ إيَّاك ﴾.

 

9- ثم يقول: "آمين": وهو عبارة عن تأمينٌ على دعاء: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ [الفاتحة: 6]، ومعناها: (اللهُمَّ استَجِب)، ويُستَحَبّ التأمين للمأموم حتى لو تركه الإمامُ، ويُستَحَبّ كذلك أنْ يقع تأمين المأموم مع تأمين الإمام، لا قبله ولا بعده - قدر ما يستطيع - لأنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((إذا أمَّنَ الإمامُ فأمِّنُوا، فإنه مَن وافقَ تأمينُه تأمينَ الملائكة، غُفِرَ له ما تقدَّمَ مِن ذنبه))[3]، أمّا بالنسبة لِنُطق كلمة "آمِين": فإنَّ المَقطَع: (مِين) (الذي في آخر الكلمة) يُمَدّ حسب مَدّ الإمام لِخواتيم الآيات، أما المقطع: (آم) (الذي في أول الكلمة) فيُقصَر حركتين فقط، (يعني لا يُمَدّ مَدّاً زائداً عن الحَدّ كما يفعل أكثرُ الناس).

 

10 - ثم يقرأ سورةً بعد الفاتحة:

ويُلاحَظ أنه إذا بدأ قراءته مِن وسط السُّورة فإنه لا يقرأ البسملة (يعني يستعيذ ثم يقرأ مباشرة)، واعلم أنَّ السُنَّة الوقوف عند كلِّ آية، واعلم أيضاً أنه يَجُوز أنْ يقرأ أكثرَ من سورة في نفس الركعة الواحدة، ويُلاحَظ أنَّ السُنَّة إطالةُ الرَّكعة الأولى على الثَّانية في القراءة، ويُلاحَظ أيضاً أنَّ المأموم لا يقرأ خلف إمامه في الجهريَّة إلاَّ فاتحة الكتاب فقط، إلا إذا كانت الصلاة سرِّية، أو كان لا يَسْمع قراءة الإمام في الجهرية، واعْلَم أنَّ القراءة لا تتحقَّق إلاَّ مع تَحْريك اللسان والشَّفتَيْن بالحروف، وأما ما يفعله بعض المُصَلِّين من الوقوف صامتين فإنه لا يَصِحّ، ولا تَصِحّ قراءتهم فيما يُجْرونَها على قلوبِهم.

 

11 - ثم يُكَبِّر للركوع رافعًا يَدَيْهِ كما رفعهما عند تكبيرة الإحرام:

والرَّاجح أنه يقول كلمة: (الله أكبر) أولاً، ثم ينزل إلى الركوع مسرعاً، وكذلك عند النزول إلى السجود فإنه يقول: (الله أكبر)، ثم ينزل إلى السجود مسرعاً، وذلك حتى لا يسبقه أحد من المأمومين، أما إذا كان الإمام بطيء الحركة لِكِبَرٍ في السِن أو لِسِمنَةٍ أو غير ذلك فلهُ أنْ يأخذ بالرأي الآخر وهو أنْ يَمُدّ كلمة (الله أكبر) حتَّى ينتهي إلى آخِر الرُّكن لكي لا يسبقه أحد، ولكن الخطأ هو أنْ يصل إلى نهاية الركن أولاً ثم يُكَبِّر، مثل مَن يُمكِّن جبهته للسُّجود أولاً ثم يُكَبِّر، وهذا خطأ، والأوْلَى أنْ يُعَلِّمَ الناسَ السُنَّة حتى ينتظروا نزوله ولا يتعجلوا النزول قبله، ويُستَحَبّ للإمام الجَهْر بالتكبير؛ لِيُسمع المأمومين، فإنْ لم يَبْلُغْهم صوتُه استُحِبَّ لبعض المأمومين رَفْعُ صوته ليسمعهم.

 

12 - ثم يركع، والرُّكوع ركْن، وهيئة الركوع أنْ ينحنِيَ ويضع يَدَيْهِ على رُكْبَتَيْهِ، ويفرِّج بين أصابعه كالقابض علَيْهما، وأنْ يقيم صلْبَه - قدر ما يستطيع - بحيث يكون مستويًا، وكذلك لا يرفع رأسه وهو راكع، ولا يخفضها خفضاً كبيراً، ولكن بين هذا وذاك، ويُكْرَه أنْ يضع يَدَيْهِ بين فخذيْه أثناء الركوع، وكذلك يراعِي ألاّ يثني رُكْبَتَيْهِ أثناء الركوع، بل ينصبهما قدر المستطاع، ويُلاحَظ أنه يَحْرُم قراءة القرآن في الرُّكوع والسجود.

 

13 - ويَطمئِنَّ في ركوعه، والاطمئنان في الرُّكوع ركن عند جُمهور أهل العلم، واعلم أنَّ أقلُّ الطمأنينة: أنْ يَمْكُث في هيئة الرُّكوع حتَّى تستقرَّ أعضاؤه، ويرى بعض العلماء أنَّ أقل الطمأنينة أنْ يسبح تسبيحة واحدة بتمهل.


14 -  ثم يرفع رأسه من الركوع، قائلاً: (سمع الله لِمَن حَمِده، ربنا ولك الحمد)، رافعًا يَدَيْهِ كما رفعهما عند تكبيرة الإحرام، وقد أخبر النبي صلَّى الله عليه وسلَّم الرَجُل الذي قال: ((ربَّنا لك الحمد حَمْدًا كثيرًا طيِّبًا مبارَكًا فيه)) أنه رأى بضعًا وثلاثين ملَكًا يبتدِرونَها أيُّهم يكتبها أوَّلاً.

 

15 - ثم يطمئن في اعتداله، وأما عن طريقة وضع اليَدين أثناء الاعتدال فهو مُخيَّر بين إرسالِهما وبين وَضْع اليُمْنَى على اليُسرَى.

 

16 - ثم يُكَبِّر (تكبيرة النزول للسجود)، ثم يَهْوي إلى السجود ويسجد:

وأما عن طريقة النزول للسجود:

فالراجح أنه يضع يَدَيْهِ قبل رُكْبَتَيْهِ؛ وسواء نزل على قبضته أو نزل على كفيه، ولكن ينبغي ألاّ نُنكِر على مَن ينزل برُكْبَتَيْهِ أوّلاً، لأن الأمر محل خلاف بين العلماء، واعلم أنَّ السجود ركن من أركان الصلاة وكذلك الطُّمَأنينة فيه ركن أيضاً، ويُلاحَظ أنَّ السجود يكون على سبعة أعضاء، وهي: (وجْهه - (بالجبهة والأنف معاً) -، وكفَّاه، ورُكْبتاه، وقدَماه).

 

وهيئة السُّجود:

أنْ يُمكِّن هذه الأعضاءَ السبعة من الأرض، ويضمَّ أصابع يَدَيْهِ ويوجِّههما إلى القِبْلة، ويجعل كفَّيْه على الأرض بحيث تكون بحذاء (يعني توازي) كتفيه (كما هو الحال في صفة رفع اليَدين عند التكبير)، ويجعل أطراف أصابع رجْلَيْهِ مستقبلة القبلة (يعني يثني أصابع رجْلَيْهِ وهو ساجد)، ويضم عَقِبَيْه (يعني يلصق عقبي رجْلَيْهِ ببعضهما) (والعقب هو مؤخر القدم، وهو الذي يُعرَف عند كثير من الناس بـ (الكعب) وهذا خطأ، والصواب أنَّ الكعبان هما العظمتان البارزتان على جانِبَي الرِّجل عند التقاء كَفّ القدم بالساق)، ويَرْفع ذراعيه عن الأرض (يعني لا يلصقهما بالأرض)، وكذلك يباعدهما عن جنبَيْه (يعني لا يلصق ذراعيه بجنبيه).

 

وكان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول في الركوع: (سبحان ربي العظيم) (ثلاثاً)، ويقول في السجود: (سبحان ربي الأعلى) (ثلاثاً)، وكان يقول أيضاً في ركوعه وسجوده: (سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، ربُّ الملائكةِ والرُّوح).

 

17 - ثم يُكَبِّر ويجلس (بين السجدتين)، ويطمئن في جلسته: واعلم أنَّ الطُّمأنينة في هذه الجلسة واجبة، وأما عن صفة هذا الجلوس: فذلك بأنْ يفترش قدمَه اليُسرَى جالسًا عليها، وينصب قدمه اليُمْنَى موجِّهًا أصابعَها إلى القبلة (يعني يثني أصابع رجله اليُمْنَى أثناء جلوسِهِ قدر ما يستطيع، وإنْ لم يستطع أنْ يثنيها فلا شيئ عليه)، واعلم أنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم كان يقول بين السجدتين:    ((رَبِّ اغفر لي، رب اغفر لي)

.

18 - ثم يُكَبِّر، ويسجد السجدة الثانية: وذلك بأنْ يُكَبِّر، ثم يسجد على نَفْس صِفَة السجدة الأولى.

 

19 - ثم يرفع رأسه من السجود مكبِّرًا، ويجلس جلسة خفيفة قبل القيام للركعة الثانية: وهذه الجلسة تسمَّى جلسة الاستراحة، (والراجح أنها مستحبة)، ثم يقوم مُعْتمدًا على يَدَيْهِ (سواء اعتمد على قبضته أو على كفه)، ويُلاحَظ أنه يُكَبِّر مع قيامه من السُّجود، ثم ينهض من غير تكبير آخَر (سواء جلس للاستراحة أو لا).

 

20 - ثُم يقوم للثانية، ويصلِّي الركعة الثانية كالأولى.


21 - فإذا صلَّى ركعتَيْن جلس للتشهد الأول: وصفة هذا الجلوس: (الافتِراش) كما تقدَّم في صفة الجلوس بين السجدتَيْن (وذلك بأنْ يفترش قدمَه اليُسرَى جالسًا عليها، وينصب قدمه اليُمْنَى موجِّهًا أصابعَها إلى القبلة).

 

وأما وضْع اليَدين في هذا الجلوس، فهو كالتالي:

(أ) بالنسبة لأصابع اليَد اليُسرَى:

تكون مبسوطة على الفخذ (إذا كانت أصابع اليَد اليُمْنَى على الفخذ)، أو تكون على الرُّكبة (إذا كانت أصابع اليَد اليُمْنَى على الركبة).

 

(ب) أما بالنسبة لأصابع اليَد اليُمْنَى فلها أكثر من وَضع، نذكرُ أشهرَهُم:

الوضع الأول: أنْ يَقْبض الأصابع كلها ويشير بالسبابة.

الوضع الثاني: أنْ يقبض الخنصر والبنصر، ويمسك الوسطى بالإبهام (كأنها حلقة)، ويشير بالسبابة.

 

ويُلاحَظ في وضع اليَد اليُمْنَى أنَّ عظمة المرفق الأيمن تكون على فخذه اليُمْنَى.

 

• اعلم أنه يَجُوز تَحْريك الأصبع في التشهد، كما يَجُوز تثبيته؛ والأفضل التحريك، واعلم أيضاً أنَّ التحريك - أو التثبيت - يكون من أول ما يقول: (التحيات لله) حتَّى السلام، ويُلاحَظ أنَّ الإشارة تكون بالأصبع في اتجاه القِبْلة، ويرمي بِبَصره إليها، ويُلاحَظ أيضاً أنه لا يَجُوز الإشارة بالسبَّابتَيْن (اليُمْنَى واليُسرَى معا)، وإنَّما الإشارة تكون بسبَّابةِ اليُمْنَى فقط.

 

22 – ثم يتشهد (يعني يقول التشهد بإحدى الصِيَغ الواردة)، ونذكر أشهر الصِيَغ وأصَحّهَا، وهو تشهد ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، وصِيَغته: (التحيَّات لله، والصَّلَوات والطيِّبات، السَّلام عليك أيُّها النبِيُّ ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أنْ لا إله إلا الله، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله)، وفي تشهُّد أبي موسى الأشعري وابن عمر رضي الله عنهما زيادة: (وحده لا شريك له)، بعد قول: (أشهد أنْ لا إله إلا الله).

 

• واعلم أنه يَجُوز أنْ نقول (السلام على النبيِّ) كما يَجُوز أنْ نقول: (السلام عليك أيُّها النبي)، وإنْ كان الأوْلَى أنْ نقول: (السلام على النبيِّ) لِفِعْل الصحابة رضي الله عنهم، وذلك بعد موت النبي صلَّى الله عليه وسلَّم.

 

23 - ثم يصلي على النبي صلَّى الله عليه وسلَّم بعد أنْ يقول التشهد الأول: فقد ذهب الشافعيُّ رحمه الله إلى مشروعية الصلاة على النبِيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بعد التشهُّد الأول، وأنه سُنَّة، والجمهور على أنه لا يشرع، وما ذهب إليه الشافعي أرْجَح.

 

وقد وردت أكثر من صِيَغة للصَّلاة على النبِيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، نذكرُ أشهَرَهَا:

(1) ((اللهُمَّ صلِّ على مُحمَّد وعلى آل محمَّد، كما صلَّيْتَ على آل إبراهيم، وبارك على محمَّد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، في العالَمِين إنك حميدٌ مَجِيد)).

 

(2) ((اللهُمَّ صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مَجيد، اللهُمَّ بارك على محمَّد وعلى آل محمدٍ، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد)).

 

24 - ثم يقوم إلى الركعة الثالثة مكبِّرًا رافعًا يَدَيْهِ، كما رفعهما عند تكبيرة الإحرام:

• واعلم أنه يَجُوز أنْ يكون التكبير (يعني قول كلمة: الله أكبر) قبل القيام من التشهد، كما يَجُوز أنْ يكون بعد القيام منه، وإنْ كان الأَصْرَح في ذلك أنْ يُكَبِّر أوَّلاً قبل القيام، ويَجُوز أيضاً أنْ يكون رفع اليَديْن قبل القيام من التشهد، كما يَجُوز أنْ يكون بعد القيام منه، (فلا يُنكِر أحد على أحد).


وعلى هذا فالمواضع التي تُرْفَع فيها اليَدان أثناء الصلاة هي:

أ- عند تكبيرة الإحرام.

ب- عند تكبيرة الرُّكوع.

جـ - عند القيام من الرُّكوع.

د- عند القيام بعد التشهُّد الأول.


25 - فإذا صلى الثالثة (في المغرب) أو الرابعة (في الصلوات الرباعية) جلس مُتَوَرِّكًا:

وهذا الجلوس ركنٌ من أركان الصلاة، وهذه الجلسة تكون إذا كانت الصلاة فيها أكثر من تشهُّد، فتكون جلسة التَوَرُّكَ في التشهد الأخير، وأمَّا إذا كانت الصلاة ثنائيَّة، فيكون الجلوس بالافتراش كما تقدَّم، وأما هذه الجلسة فتُسمَّى: التَوَرُّكَ، ولَها أكثر من صفة

نذكرُ أشهرَهُم:

الصفة الأولى: أنْ يُخْرِج رجله اليُسرَى من الجانب الأيمن مفروشةً، ويَجْلس على مقعدته (يعني يلصق مقعدته بالأرض مباشرة دون أنْ يجلس على قدمه)، وتكون رجلُه اليُمْنَى منصوبةً.

 

الصفة الثانية: أنْ يَفْرِش القدمَيْن جميعًا، ويُخْرِجهما من الجانب الأيمن، ويَجْلس على مقعدته.

 

• وأما مَوْضِع اليَدين أثناء التشهد الأخير فهو على النحو السابق ذِكْرُه في التشهُّد الأول.

 

ويُلاحَظ أنَّ صفة الافتراش أثناء الجلوس بين السجدتين وفي التشهد الأول مستحبة، وكذلك صفة التَوَرُّكَ أثناء الجلوس في التشهد الأخير مستحبة، فيأتي بهما قدر المستطاع تطبيقاً للسنة، وإنْ لم يستطع فلا شيئ عليه.

 

26- ثم يتشهد (يعني يقول التشهد بإحدى الصِيَغ السابقة).


27- ويصلِّي على النبي صلَّى الله عليه وسلَّم (بإحدى الصِيَغ السابقة في التشهد الأول).


28 - ثم يتعوَّذ بالله من أربع: (من عذاب جهنَّم، ومن عذاب القَبْر، ومن فِتْنة المَحيا والممات، ومن شرِّ المسيح الدجَّال).

 

29- ثم يُسَلِّم: والتسليم رُكْن، وإنَّما الواجب في ذلك التَّسليمة الأولى فقط، أما التسليمة الثانية فهي مستحبَّة، وأما عن صفة التسليم: فالمشروع في التسليم أنْ يُسَلِّم تسليمتين؛ إحداهُما عن يَمينه، والأُخْرى عن يساره، ويَجُوز أنْ يُسَلِّم تسليمة واحدة تلقاء وجهه (كما ثبت عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم)، ويقول عن يَمينه: السَّلام عليكم ورحمة الله، وعن يساره: السلام عليكم ورحمة الله.

 

ويُلاحَظ أنه إذا سلَّمَ المُصَلِّي تكون يَدَاه مستقرتين على فخذيْه، فلا يشير بِهما يميناً وشمالاً مع التسليم، واعلم أنه يُستَحَبّ للمأموم ألا يبتدئ السَّلام حتَّى يفرغ الإمامُ من التسليمتَيْن، ويَجُوز له أنْ يسلِّم بعد فراغه من التسليمة الأولى، وكذلك يُستَحَبّ للمسبوق (الذي فاته ركعة أو أكثر) ألاَّ يقوم ليأتي بِما فاته إلاَّ بعد أنْ يسلِّم الإمام التسليمتين، ويَجُوز له أنْ يقوم بعد فراغه من التسليمة الأولى، فإنْ قام قبل شروع الإمام في التسليمة الأولى بَطُلَت صلاتُه.

 

(التلخيص على مسؤولية الكاتب)

 


[1] مُختَصَرَة من كتاب (تمام المِنّة في فِقه الكتاب وصحيح السُنَّة) لفضيلة الشيخ عادل العزّازي، لمن أراد الرجوع للأدلة، مع بعض الإضافات البسيطة التي تم مراجعتها من أحد تلاميذ الشيخ.

[2] الحديث متفق عليه.

[3] انظر صحيح الجامع حديث رقم (395).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • ملخص أحكام الوضوء من تمام المنة
  • ملخص أحكام الغسل من تمام المنة
  • ملخص أحكام الصيام من تمام المنة
  • ملخص حكم الصلاة إذا نام عنها أو نسيها من تمام المنة
  • ملخص شروط صحة الصلاة من تمام المنة

مختارات من الشبكة

  • كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ؟ من "تمام المنة"(مقالة - آفاق الشريعة)
  • النبي معلما (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم: كان صلى الله عليه وسلم رحيما بالمؤمنين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كيف نصلي كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي؟(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • كيف جبر النبي صلى الله عليه وسلم خاطرهم(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • كيف بنى النبي صلى الله عليه وسلم مسجده: وصف ميسر للمسجد مع صور تقريبية له (PDF)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يسبح؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كيف تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع المسجد الأقصى(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • كيف حج النبي صلى الله عليه وسلم؟(مقالة - ملفات خاصة)
  • سنة النبي صلى الله عليه وسلم في قيام الليل كما وكيفا وزمنا(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- الصلاة
اسامة - الجزائر 15-05-2015 08:30 PM

شكرا على المعلومات القيمة

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب