هاء التأنيث التي تكتب تاء مجرورة والتي تكتب هاء

هاء التأنيث

التي تكتب تاء مجرورة (مفتوحة) والتي تكتب هاء

اعلم أن كل ما ذكر في كتاب الله تعالى من هاءات التأنيث في الأسماء المفردة فهو مرسوم بالهاء نحو: "دعوة وسكرة وربوة ورسالة وقائمة" وما أشبه ذلك إلا مواضع رسمت بالتاء المجرورة يجب على القارئ معرفتها ليقف عليها عند ضيق النفس، والاختيار أو التعليم، وهي على قسمين، قسم اتفقوا على قراءته بالإفراد، وقسم اختلفوا فيه أي في قراءته بالإفراد والجمع.

المتفق عليه ثلاث عشرة كلمة المتكرر منها ست، وهي:

رحمة، ونعمة، وامرأة، وسنة، ولعنة، ومعصية.

وغير المتكرر سبعة هي: كلمت، وقرت، وبقيت، وشجرت، وجنت، وابنت، وفطرت، فأما رحمت فرسمت بالتاء المجرورة في سبعة مواضع، وهي:

وقد جمعها شيخنا المتولي في بيتين من الللؤلؤ المنظوم فقال:

يرجون رحمتَ وذِكْرُ رحمتِ ورحمتَ اللهِ قريبٌ فاثبتِ ورحمتُ الله بهودَ معْ إلى آثارِ رحمتِ كزخرفٍ كِلا

وما عدا هذه السبعة يرسم بالهاء.

وأما نعمت فرسمت بالتاء المجرورة في أحد عشر موضعاً، وهي:

وقد جمعها المتولي في اللؤلؤ المنظوم بقوله:

ونعمتَ اللهِ عليكم في البقرْ كفاطرٍ وآلِ عمرانَ اشتهرْ و الثانِ في العقودِ معْ حرفينِ جاءا بإبراهيمَ آخِرَيْنِ ثم ثلاثةٌ بنحلٍ أُخِّرَتْ وموضعُ الطورِ ولقمانٍ ثبَتْ

وما عدا هذه الأحد عشر رسمت بالهاء كالثلاثة الأول التي بالنحل، وهي:

قوله تعالى: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾.

وقوله تعالى: ﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ﴾.

وقوله تعالى: ﴿ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ﴾.

وكالأول من إبراهيم: ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ﴾.

وكالأول والثالث من العقود وهي: قوله: ﴿ وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ﴾.

وقوله: ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ﴾.

"وأما امرأة" فإذا أضيف إليها زوجها فهي مرسومة بالتاء المجرورة، وذلك في سبعة مواضع وهي:

1- ﴿ إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ ﴾ في آل عمران.

2- و﴿ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ ﴾ اثنان في يوسف.

3- و ﴿ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ ﴾ في القصص.

4- "﴿ امْرَأَتَ نُوحٍ ﴾، ﴿ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ﴾، و﴿ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ ﴾" الثلاثة في التحريم، والضابط في ذلك، أن كل امرأة تذكر مع زوجها فهي مفتوحة التاء كما قال شيخنا المتولي:

وامرأةٌ مع زوجها قد ذكرت فهاؤها بالتاء رسماً وردت

وما عدا هذه السبعة فهو مرسوم بالهاء نحو: ﴿ وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ ﴾.

وأما "سنت" فرسمت بالتاء المجرورة في خمسة مواضع، وهي:

1- ﴿ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ ﴾ بالأنفال.

2- ﴿ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ ﴾.

3- ﴿ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ﴾.

4- ﴿ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا ﴾ الثلاثة في فاطر.

5- ﴿ سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ ﴾ بغافر. وقد جمعها شيخنا المتولي في اللؤلؤ المنظوم فقال:

سنت فاطر وفي الأنفال حرف كذا في غافر ذو بال

وما عدا هذه الخمسة رسمت بالهاء نحو: ﴿ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا ﴾ بالأحزاب، وأما "لعنت" الله فرسمت بالتاء المجرورة في موضعين، الأول قوله تعالى: ﴿ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴾ بآل عمران، والثاني قوله تعالى: ﴿ وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾ بالنور، وقد أشار إليهما شيخنا المتولي فقال:

لعنت في آل عمران وهو الأول وموضع النور وليس يشكل

وما عدا هذين الموضعين فمرسومة بالهاء، نحو قوله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ ﴾ بالبقرة.

وأما "معصيت" فرسمت بالتاء لمجرورة في موضعين، وهما: ﴿ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ ﴾ كلاهما بالمجادلة، ولا ثالث لهما في القرآن.

وأما "كلمت" فرسمت بالتاء المجرورة في موضع واحد، وهو قوله تعالى: ﴿ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى ﴾ بالأعراف.

وما عدا هذا الموضع يرسم بالهاء نحو: "﴿ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ ﴾ - ﴿ كَلِمَةً طَيِّبَةً ﴾" وشبه ذلك.

وأما "بقيت" فرسمت بالتاء المجرورة في موضع واحد وهو قوله تعالى: ﴿ بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ بهود، وما عداها بالهاء نحو: ﴿ أُولُو بَقِيَّةٍ ﴾ بهود، ﴿ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى ﴾ بالبقرة. وأما "قرت" فرسمت بالتاء المجرورة في موضع واحد، وهو قوله تعالى: ﴿ قُرَّتُ عَيْنٍ ﴾ بالقصص، وما عداها بالهاء، نحو قوله تعالى: ﴿ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ ﴾ بالسجد وما شابه ذلك.

وأما "فطرت" فرسمت بالتاء المجرورة في موضع واحد، وهو قوله تعالى: ﴿ فِطْرَتَ اللَّهِ ﴾ بالروم ولا ثاني لها في القرآن.

وأما "شجرت" فرسمت بالتاء المجرورة في موضع واحد، وهو قوله تعالى: ﴿ إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ ﴾ بالدخان، وما عداها يرسم بالهاء، نحو قوله تعالى: ﴿ شَجَرَةِ الْخُلْدِ ﴾ بسورة طه.

وأما "جنت" فرسمت بالتاء المجرورة في موضع واحد، وهو قوله تعالى: ﴿ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ﴾ بالواقعة وما عداها يرسم بالهاء، نحو قوله تعالى: ﴿ أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ ﴾ بالمعارج.

وأما "ابنت" فرسمت بالتاء في موضع واحد، وهو قوله تعالى: ﴿ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ ﴾ في التحريم ولا ثاني له في القرآن. وقد جمع ذلك شيخنا المتولي فقال:

معصيت الرسول ثم فطرت قرت عين وبقيت ابنت شجرت الدخان ثم كلمت الأعراف جنت التي في وقعت

وأما القسم الثاني الذي اختلفوا في قراءته بالإفراد والجمع، فهو اثنا عشر موضعا منها قوله "كلمات" في أربعة مواضع:

أولها بالأنعام: ﴿ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ﴾ قرأها لكوفيون ويعقوب بالإفراد والباقون بالجمع، وثانيها الأولى بيونس ﴿ كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا ﴾،

وثالثها - الثانية بها أي بالأنعام: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾.

ورابعها التي بغافر: ﴿ وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ قرأنهن البصريان وابن كثير والكوفيون بالإفراد وقرأهن الباقون بالجمع.

واتفقت المصاحف على كتابة أولى يونس بالتاء أما الثانية بها وحرف غافر فقطع ابن الجزري أنهما بالتاء.

والخامس: ﴿ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ ﴾ بيوسف قرأها ابن كثير بالإفراد والباقون بالجمع.

السادس والسابع: ﴿ غَيَابَتِ الْجُبِّ ﴾ معاً بيوسف قرأهما المدنيان بالجمع والباقي بالإفراد.

والثامن: ﴿ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ ﴾ بالعنكبوت، قرأها ابن كثير وشعبة وحمز والكسائي وخلف العاشر بالإفراد وقرأ الباقون بالجمع.

والتاسع: ﴿ وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ ﴾ بسبأ - قرأها حمزة بالإفراد والباقون بالجمع.

والعاشر: ﴿ فَهُمْ عَلَى بَيِّنَتٍ مِنْهُ ﴾ بفاطر قرأها ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وحفص عاصم وحمزة وخلف بالإفراد وقرأه الباقون بالجمع.

والحادي عشر: ﴿ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا ﴾ بفصلت قرأها نافع وأبو جعفر وابن عامر وحفص بالجمع والباقون الإفراد.

والثاني عشر: ﴿ جِمَالَتٌ صُفْرٌ ﴾ قرأها حمزة والكسائي وخلف وحفص بالإفراد والباقون بالجمع.

ووقف أبن كثير وأبو عمرو والكسائي وكذا يعقوب على جميع ما تقدم من قوله: "رحمت" إلى هنا بالهاء إلا ما قرءوه بالجمع من المختلف في إفراده وجمعه، فقد وقفوا عليه بالتاء، كما أن الباقين على الجمع بالتاء.

وقد أشار إلى ذلك شيخنا المتولي في اللؤلؤ المنظوم فقال:

وكلمتُ وهو في الطَّولِ معا أنعامه ثم بيونسٍ معا والغرفت في سبأ وبينت في فاطر و ثمرت فصلت غيابت الجب وخلف ثاني يونس والطول فعِ المعاني وقف الكسائي المكي والبصري بها إلا الذي بالجمع قال انتبها

وقد رسموا بالتاء المجرورة ست كلمات، وهي:

﴿ يَاأَبَتِ ﴾، و﴿ هَيْهَاتَ ﴾، و﴿ مَرْضَاتِ ﴾، و﴿ ذَاتَ بَهْجَةٍ ﴾ ، ﴿ وَلَاتَ ﴾، و﴿ اللَّاتَ ﴾فوقف عليها جميعاً بالتاء حفص عاصم ومن وافقه.

وخرج بـ﴿ ذَاتَ بَهْجَةٍ ﴾، ﴿ ذَاتَ بَيْنِكُمْ ﴾المتفق على التاء فيه وقفا.

(تنبيه) اعلم أن كل ما ذكر في كتاب الله من الأسماء بالجمع مطلقاً فهو مرسوم بالتاء المجرورة نحو: آيات ومتبرجات والمؤتفكات والمنشآت وما أشبه ذلك.

ورسموا أيضاً ملكوت وجالوت وطالوت والتابوت والطاغوت بالتاء المجرورة ورسموا: ﴿ الْعَنَتَ مِنْكُمْ ﴾ بالنساء بالتاء المجرورة وكذا ﴿ وَعَنَتِ الْوُجُوهُ ﴾ ﴿ وَقَالَتِ اخْرُجْ ﴾ ﴿ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ ﴾  ﴿ وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ ﴾ ﴿ زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ ﴾ و ﴿ نَفَعَتِ الذِّكْرَى ﴾ و﴿ أَزِفَتِ ﴾ الأولى بالنجم، وأما الثانية فمرسومة بالهاء وكل ما فيه من لفظ "الصلاة والزكاة والحياة" فهو مرسوم بالهاء وكل ما فيه من لفظ "التوراة والقبلة والنجاة" فمرسوم بالهاء أيضاً وكذا ﴿ لومة لائم ﴾ بالمائدة و﴿ مُزْجَاةٍ ﴾ بيوسف و﴿ كَمِشْكَاةٍ ﴾بالنور ﴿ وَمَنَاةَ ﴾ بالنجم و﴿ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ ﴾ بالتحريم و﴿ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ ﴾ بسورة قريش كلها بالهاء أيضاً أهـ.

تا رحمت الثاني مع الأعراف وزخرف والروم هود كاف ونعمت الأخير بالبقرةِ عمران والثاني لدى المائدةِ كذا بإبراهيم آخرين تسع ثلاثة النحل أخيرات تقع لقمان فاطر وطور وامرأت متى تضف لزوجها بالتا أتت وسنة الأنفال كالطول أتت مع فاطر كلا وإن شجرت ولعنت النور ونجعل لعنتا وابنت مع قرت عين وفطرت بقيت الله وأيضاً معصيت معا وجنت نعيم وقعت كلمت الأعراف بالتاء أتى معا قرى قرداً وجمعاً فبتا وهود جمالت وآيات أتت بالتي في العنكبوت تأخرت مع يوسف كذا كلا غيابت والغرفات وعلى بينت وثمرات فصلت وكلمت طول والأنعام ويونس بدت لكنه رسماً بتاءاتها أتى مع غافر في الفرد ها والجمع تا