• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / علوم قرآن
علامة باركود

نور المصباح على أذكار المساء والصباح

نور المصباح على أذكار المساء والصباح
محمد بن عبدالحميد آل موسى

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/2/2013 ميلادي - 30/3/1434 هجري

الزيارات: 30500

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نورُ المصباح على

أذكارِ الْمَسَاءِ والصَّباح

مع شرح مفيد لكل ذكر من الأذكار

قال تعالى: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾ [البقرة: 152]


 

مقدمة:

إن أفضل ما اعتنى به المسلم في حياته، وأنفع ما قضى به المؤمن أوقاته ذكرُهُ ربَّهُ سبحانه، وملازمته دعاءَه، فإن ذلك خير ما تُصرف فيه الأوقات، وتمضى فيه الأنفاس، وتقضى فيه الأعمار، بل هو أعظم أسباب سعادة العبد وراحته وطمأنينته وفلاحه في كل أموره، وهو مفتاح لكل خير يناله العبد في الدنيا والآخرة.

 

فالذكر هو الفارق القاطع بين المحب الصادق والمحب المدَّعي، فالصادق تراه لا يفارق محبوبه حتى في أشد الأزمات، وأصعب الأحوال، لعلمه أن النجاة الحقيقية في ذكره والالتجاء إليه، وأما من ادَّعى حب محبوبه فهذا لا يعمل ولا يسعى لبرهنة حبه له بالعمل وبذكره.

 

ولا يخفى على من اتصف بصفة العقل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - الناصح لأمته قد ترك الناس بعده على محجة بيضاء، وسبيل واضحة، وطريق قويم في الذكر والدعاء، وفي غير ذلك من أمور دينهم ودنياهم، فما ترك خيرا إلا دلهم عليه، ورغبهم فيه، وحثهم على ملازمته، وما ترك شرا إلا نهاهم عنه، وحذرهم منه، وبيَّن لهم سوء عاقبته، قال تعالى: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128].

 

وقال سبحانه: ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [الجمعة: 2].

 

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبيٌّ قَبْلِي إِلاَّ كَانَ حَقّاً عَلَيْهِ أنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ، وَيُنْذِرَهُم شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ". حديث صحيح رواه مسلم في الصحيح في كتاب الإمارة (1844)، سنن النسائي كتاب البيعة (4191)، سنن أبو داود في كتاب الفتن والملاحم (4248)، سنن ابن ماجه في كتاب الفتن (3956)، مسند أحمد بن حنبل (2/191).

 

فصل: في فضل الذكر:

إن للذكر فضائل كثيرة، يجنيها الذاكر جزاء ذكره لله رب العالمين، ولكن سأذكر بعضها لأن المقام لا يسع لذكرها، ومنها:

1- أن الذاكر لله حي البدن والقلب: وأما الذي غفل عن ذكر الله فهو ميت على الحقيقة، فعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت". متفق عليه.

 

2- أن الله عز وجل يذكر من يذكره: فإن لم يكن في الذكر فضل إلا أن الله تعالى يذكر العبد الذاكر له لكفى، قال تعالى: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾ [البقرة: 152].

 

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "قال الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم". حديث متفق عليه: رواه البخاري (7455)، ومسلم (2675).

 

3- نزول السكينة والرحمة والطمأنينة على الذاكر: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده". رواه مسلم (2700).

 

4- الذاكرون هم السابقون في الدنيا والآخرة: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "سبق المفردون. قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: الذاكرون الله كثيرا والذاكرات". رواه مسلم (2676).

 

5- حصول المغفرة لهم: فمن ذكر الله تعالى غفر له ذنبه كله، والدليل قول الله تعالى: ﴿ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 35]. وكما جاء في الحديث الطويل المتفق عليه الذي يتحدث عن قوم جلسوا يذكروا الله تعالى رجاء في دخول الجنة، وخوفا من النار، فقال تعالى للملائكة: "فأشهدكم أني قد غفرت لهم". فقال ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم، إنما جاء لحاجة. فيقول الله تعالى: هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم ". رواه البخاري (6458)، ومسلم (2686).

 

6- مباهاة الله تعالى الملائكة بالذاكرين من عباده: فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد خرج على حلقة من أصحابه فقال: "ما أجلسكم؟" قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومَنَّ به علينا. فقال: "آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟". قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذاك. قال: "أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة". رواه مسلم (2701).

 

7- الذكر خير الأعمال على الإطلاق: فهي خير من إنفاق المال الكثير في سبيل الله تعالى، بل وصل الأمر في خيرية الذكر إلى أنه خير من لقاء العدو، والدليل قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق - الفضة -، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى، قال: "ذكر الله تعالى". رواه الترمذي (3377)، وابن ماجه (3790).

 

8- الذكر سبيل للتبصرة والاستبصار وعدم الغفلة: قال تعالى: ﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ ﴾ [الأعراف: 205].

 

9- الذاكر مستجيب لأمر الله: إذ أن الله تعالى قد أمر بذكره ذكرا كثيرا، ذكرا لا حدَّ له بخلاف باقي العبادات: كالصلاة والزكاة والحج، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [الأحزاب: 41، 42].

 

وقال تعالى: ﴿ فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آَبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ﴾ [البقرة: 200].

اعلم أن المراد هو: أن نذكر الله ذكرا شديدا أكثر من ذكرنا لآبائنا، ف " أو " في الآية تأتي بمعنى الإضراب، وليس بمعنى التخيير.

 

10- ذكر الله من صفات عباد الرحمن الحق: قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ ﴾ [آل عمران: 191]. فإن هناك فروقا كثيرة بين أولياء الله المتقي وبين أولياء الشيطان الضالين المضلين، ومن هذه الفروق أن المتقين الذين هم أولياء للرحمن يذكرون الله تعالى كثيرا لا يفترون عن ذكره، وأما أولياء الشيطان فلا يذكرون الله تعالى أبداً وإن ذكروا ذكروه قليلا.

 

11- أن الصلاة ما أُقيمت إلا من أجل ذكر الله تبارك وتعالى: فقال تعالى: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴾ [طه: 14]، فالذكر متعلق بالصلاة تعلقا وثيقا، ومن المعلوم أن الصلاة من أشرف العبادات على الإطلاق فإذاً من فضائل وشرف العلم تعلقه بالصلاة.

 

12- أن كل العبادات التي شرعها الشرع الكريم قد حددَّ لها زمنا ووقتا وعددا لا يصح أن نتعدَّاه أبداً، إلا الذكر فلقد جعله الإسلام مطلقا إلا في بعض الأحيان، فقال تعالى: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾ [البقرة: 152] وقال: ﴿ اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [الأحزاب: 41، 42].

 

13- ومن أهمية الذكر وفضله أنه فارق بيِّن بين المؤمنين الصادقين، وبين المنافقين الذين يدَّعون الإيمان بين الصف المسلم، فالمنافق هو رجل لا يذكر الله تعالى إلا قليلا، قال تعالى في حقهم: ﴿ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء: 142].

 

واعلم أخي الكريم بأنك إذا أردت أن تبتعد كل البعد عن مستنقع النفاق والدجل والكذب فعليك بسلاح الذكر، فإنه الحصن الذي لا يُهدم، والسد الذي لا يُخرم، والجواد الذي لا يكبو.

 

فصل: أذكار الصباح والمساء:

• أما الأذكار الواردة في الكتاب والسنة التي تقال في الصباح والمساء فهي:

1- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات، لم يضره شيء". رواه الترمذي (3388)، وقال: حسن صحيح، وأبو داود.

 

شرح هذا الذكر:

• "بسم الله": فالباء متعلقة بشيء سابق ألا وهو الاستعاذة المقدرة، فيكون المعنى: أعوذ وألتجأ وأتحصن ببسم الله من كل شر وشيطان.

 

فاسم الله تعالى مبارك عظيم، ما ذكر على شيئ إلا ولان، ولا على صعب إلا تيسير وهان، ولا على مشقة إلا وخفت، ولا على كربة إلا وانفرجت.

 

فبباسم تستنزل الرحمات، وبه وتستمطر البركات، ما دعا الله به عبد فقير إلا أغناه، ولا ضعيف هزيل إلا قواه، ولا مقطوع مظلوم إلا نصره ووقاه، ولا ولي تقي إلا كفاه.

 

• "الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء": فهذه جملة تدلل على أن هذه الكلمات تدفع عن قائلها كل ضر وسوء وشر كائنًا ما كان، وأنه لا يصاب بشيء في ليله ولا نهاره إذا قالها في الصباح والمساء.

 

ومن مفهوم أنه لا يجتمع في العادة ضدان، فالضر وهذه الكلمات لا تجتمع أبدا، فمن قالها عصم من الشر والضر، بالضبط مثل الطول والقصر، والليل والنهار.

 

• "وهو السميع العليم": وهذان اسمان من أسماء الله تعالى، فالله سميع عليم، فنحن نثبت لله تعالى الأسماء والصفات على الحقيقة من غير تأويل ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف ولا تفويض، فالله سميع ذو سمع مطلق، وعليم ذو علم مطلق، عليم لم يسبق بجهل ول يعتريه النسيان، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، فهو الذي أحاط سمعه بالأصوات كلها فلا تختلف عليه ولا تشتبه، بل يسمع ضجيجها على كثرة حاجاتها، لا يشغله سمع عن سمع، ولا تغلطه كثرة المسائل، ولا يتبرم بإلحاح ذوي الحاجات.

 

وهو الذي أحاط بصره بالمرئيات كلها، فيرى دبيب النملة السوداء على الصخرة السماء في الليلة الظلماء، فلا يعزب عن سمعه أقل الأنين، ولا يخفى عن بصره حركات الجنين.

 

فالله تبارك وتعالى سميع عليم، سميع لقول العبد، عليم بحاله، فلذلك يجب على العبد إذا علم أن الله تبارك وتعالى سميع عليم أن يخلص في عمله وقوله وحاله، فالله تعالى لا يقبل العمل الذي خالطه الرياء والشرك، قال تعالى: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ.. ﴾ [البينة: 5].

 

وعلى العبد أيضا أن يتابع النبي - صلى الله عليه وسلم - في العمل، فلا يزيد على العدد المحدد للذكر، ولا ينقص منه أيضا، وأن يتابع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في كيفية قول الذكر، فلا يصح مثلا قول الذكر جماعة بصوت عال.

 

2- قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أما لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك". رواه مسلم 2709.

 

وفي رواية للترمذي رحمه الله: "من قال حين يمسي ثلاث مرات: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره حمى تلك الليلة". رواه الترمذي (3604).

 

الحمى: لدغة كل ذي سم كالعقرب ونحوها.

 

شرح هذا الذكر:

• "أعوذ بكلمات الله التامات": أي أعتصم وألتجأ وأتحصن بكلمات الله التامات، وكلمات الله التامات تشمل كلماته الكونية والشرعية، فأما الكونية فهي: التي ذكرها الله في قوله:" إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون " فيحميك الله تعالى بكلماته الكونية فيدفع عنك ما يضرك إذا قلت هذا الكلام.


كذلك الكلمات الشرعية وهي الوحي فيها وقاية من كل سوء وشر وقاية من الشر قبل نزوله وبعد نزوله، أما قبل نزوله فقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن من قرأ آية الكرسي في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح.


وأما بعد نزول الأثر فقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أن الفاتحة إذا قرئ بها على المريض فإنه يبرأ بها حتى إن الصحابي - رضي الله عنه - لما قرأ الفاتحة على سيد القوم الذي لدغ قام كأنما نشط من عقال يعني: برأ حاله لأن القرآن شفاء قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 57].


فاحرص يا أخي المسلم إذا نزلت منزلا في بر أو بحر أو منزلاً اشتهيته للنوم وما أشبه ذلك فقل أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق فإنه لا يضرك شيء حتى ترتحل من منزلك ذلك. شرح رياض الصالحين 1/1126.

 

وقيل أن المراد بكلمات الله تعالى هو القرآن، وهذا قول معتبر وجيه، فالقرآن الكريم إذا قرأه العبد بنية الشفاء بشرط استحضار القلب حصل المقصود بعون الله والله والمستعان.

 

• "لم تضره حمى": والكلام محمول على إرادة الله ومشيئته، فإذا أراد الله وقوع ذلك وقع، لأن إرادة الله تعالى هي الغالبة، ولا تعارض في ذلك، فممكن أن تقع اللدغة وتحصل ولكن لا يحصل الضرر، فيوجد السبب، ولا يوجد المسبب.

 

ومن أحكام الحديث:

• فيه بيان واضح أن كلام الله عز وجل غير مخلوق، وهذا معتقد أهل السنة والجماعة، فلو كان كلام الله أو كلمات الله مخلوقة ما أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحدا أن يستعيذ بمخلوق، دليل ذلك قول الله عز وجل: ﴿ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ﴾ [الجن: 6].


• فيه إباحة الرقى بكتاب الله، أو ما كان في معناه من ذكر الله، والأحاديث الصحيحة الوردة في ذلك.


• وفي ذلك دليل على إباحة المعالجة والتطبب والرقى، بشرط خلوها من الشركيات والخرافات.


• استحباب عدم طلب الرقية من الغير، من أجل الدخول في السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بلا عذاب ولا حساب، فهم لا يطلبون الرقية من أحد، ولا يسترقون برقىً شركية.

 

3- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده مائة مرة، لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به، إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه". رواه مسلم (2692).

 

شرح هذا الذكر:

• "من قال حين يصبح وحين يمسي": دلَّ هذا الكلام من النبي - صلى الله عليه وسلم - على أنه لا ينال الأجر إلا من قال سبحان الله وبحمده، فمن لم يقل لن ينال الأجر والثواب المترتب على قول سبحان الله وبحمده مائة مرة.

 

• "سبحان الله وبحمده": والتسبيح يأتي من التنزيه، فإذا قلت سبحان الله أو سبحت الله أي نزهته عن كل ما لا يليق به من أسماء وصفات وأفعال وتنزه عن مشابهة ومماثلة المخلوقين، فالله علا وارتفع عن كل نقص وعيب ومحال.

 

وتسبح الله وتنزيهه واجب على العباد ليل نهار، قال تعالى: "فسبحان الله حين تصبحون وحين تمسون".

 

وأما عطف وبحمده على سبحان الله تأتي على معان فقيل أن الواو في وبِحمده للحال بِتقدير وأنا مُلْتَبِس بِحمده، وقيل للعطف أَيْ أُنَزِّههُ وَأَتَلَبَّس بِحمده، وقيل زائِدة أَيْ أُسَبِّحهُ مُلْتَبِسًا بِحمده.


أحكام الحديث وفوائده:

1- أن الشرع الحنيف قد شرع للمسلمين أن يذكروا الله تبارك وتعالى في أوقات محددة، وهي التي تسمى بالأذكار المؤقتة والمقيدة، وهي المؤقتة بزمن ومكان محدد فلا يجوز تعدي الزمن والمكان، فهذا الحديث الذي بين أيدينا يندرج تحت الأذكار المؤقتة المقيدة في مكان محدد وفي زمان معين وهي في الصباح والمساء، فأذكار الصباح بعد طلوع الفجر حتى طلوع الشمس، وأذكار المساء بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس.

 

2- وجوب تنزيه الله تبارك وتعالى عن كل عيب من أسماء وأفعال وصفات لم يثبتها لنفسه سبحانه، وتنزيه الله تبارك وتعالى عن مشابهة الخلق، قال تعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11].

 

3- يجب الوقوف على العدد المحدد في الذكر الذي حدده النبي صلى الله عله وسلم، لأن العمل لا يُقبل إلا بشرطين وهما:

الأول: الإخلاص: وهو ابتغاء وجه الله تبارك وتعالى قال تعالى: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ﴾ [البينة: 5].

 

والثاني: المتابعة: وهو موافقة النبي - صلى الله عليه وسلم - في القول والعمل، قال تعالى: "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا..".

 

وقال - صلى الله عليه وسلم -: "فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ..".

 

فلذلك من زاد على العدد المحدد فهو مبتدع في الدين، لعموم قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد" أي مردود على صاحبه.

 

4- حرص الرسول الأمين - صلى الله عليه وسلم - على أمته أشد الحرص، وهذا واضح لمن تتبع سيرة الأمين الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث أراد أن يبين للناس محطة من محطات تكفير الذنوب، وما أكثر محطات تكفير الذنوب والحمد لله، والمحطة هي قول سبحان الله وبحمده مائة مرة في الصباح والمساء، فعليك أن تحرص على هذا الذكر.

 

5- أن الله تبارك وتعالى قد أطلع نبيه - صلى الله عليه وسلم - على بعض الأمور الغيبية التي غُيبت عن الناس، فقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به، إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه " دليل على هذا الكلام، وقال تعالى:" فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول..".

 

4- وعن عبد الله بن خبيب - رضي الله عنه - قال: "خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة، نطلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليصلي لنا فأدركته، فقال: "قل". فلم أقل شيئا، ثم قال: "قل". فلم أقل شيئا، ثم قال: "قل". قلت: يا رسول الله ما أقول؟. قال: "قل: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1] والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء". رواه أبو داود (5082)، والترمذي (3575).

 

5- قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "سيد الاستغفار أن يقول: "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت" من قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة". رواه البخاري (6356).

أبوء: أي أقر وأعترف.

 

شرح هذا الحديث:

• "اللهم أنت ربي": في هذه الجملة هي جملة واضحة تبين أن الله تبارك وتعالى هي رب العالمين، فهو ربَّا جميع العالمين بنعمه، وهم عباده، فكل ما سوى الله تعالى عالم وأنا واحد من ذلك العالم، قال تعالى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2] [يونس: 10] [الزمر: 75] [غافر: 65].

 

• "خلقتني وأنا عبدك": فالله تبارك وتعالى هو خلق الجميع المخلوقات، وخلق أيضاً أعمال العباد، قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الصافات: 96].

 

وقال تعالى: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ... ﴾ [لقمان: 25].

 

وقال: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ﴾ [الزخرف: 9].

 

فالناس عبيد لله لا يملكون شيئا إلا ما أمرهم الله تبارك وتعالى به، فيأتمر العبد بما أمر الله تعالى، وينتهي العبد بما نهى الله تعالى عنه، ويقف العبد عند الحدود، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 21].

 

• "وأنا على عهدك ووعدك ووعدك ما استطعت": فأنا مقيم على الوفاء بعهد الميثاق وأنا موقن بوعدك يوم الحشر والتلاق أو بوعدك بالثواب للمؤمنين على لسان الرسل، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ﴾ [الأعراف: 172].


وهذا الوفاء بهذا الميثاق يكون على قدر استطاعتي، فالله قال: "واتقوا الله ما استطعتم..".


• "أعوذ بك من شر ما صنعت": أي ألتجأ وأتحصن بك من شر المعاصي والذنوب التي فعلتها وقمت بها، فاللهم تجاوز عن ذنوبي واغفر خطاياي.

 

• "أبوء لك بنعمتك عليَّ": أي أعترف لك بالنعم التي تفضلت بها عليَّ، فأنا أشكرك وأحمدك عليها، فالله يقول: ﴿ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴾ [البقرة: 152].

 

واعلم أن شكر النعمة يرتكز على ثلاث قواعد:

الأولى: الاعتقاد بأنها نعمة ومنة من الله تعالى.

 

الثانية: صرفها في مجالات الخير، كالتصدق على الفقراء والمساكين.

 

الثالثة: التحدث بها باللسان، قال تعالى: ﴿ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴾ [الضحى: 11].

 

• "وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت": أي أعترف بذنبي الذي اقترفته بسبب تقصيري وأصل خلقتي، فأنا غير معصوم، فاللهم إني أطلب منك أن تغفر لي وترحمني وتتجاوز عن ذنوبي، فأنت الذي يغفر الذنوب، فإن لم تغفر لي وترحمني لأكونن من الخاطئين الخاسرين.

 

فمن قال هذا الكلام بيقينٍ من القلب وصدقٍ في النية لن يكون جزاؤه إلا الجنة.

 

6- وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: "كان نبي الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أمسى قال: "أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها، رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، رب أعوذ بك من عذاب في النار، وعذاب في القبر" وإذا أصبح قال ذلك أيضا: "أصبحنا وأصبح الملك لله". رواه مسلم (2723).

 

7- قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أصبح أحدكم فليقل: اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور" وإذا أمسى فليقل: "اللهم بك أمسينا، وبك أصبحنا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك المصير". رواه أبو داود (5068)، وابن ماجه (3868).

 

8- قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: يا رسول الله مرني بكلمات أقولهن إذا أصبحت وإذا أمسيت. قال: "قل: اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه".

 

وفي رواية أخرى: "وأن أقترف على نفسي سوءا، أو أجره إلى مسلم" قال: "قلها إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك". رواه الترمذي (3392)، (3529)، وأبو داود (5067)، (083 5).

 

في لفظة شركه لفظان، الأول: بكسر الشين وتسكين الراء " شِرْكِهِ ": أي ما يدعو إليه من الشرك.

 

والثاني: بفتح الشين والراء "وشَرَكِهِ": أي: حبائله.

 

9- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح: "اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي". رواه أبو داود (074 5)، وابن ماجه (3871).

 

10- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال إذا أصبح: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل، وكتب له عشر حسنات، وحط عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان في حرز من الشيطان حتى يمسي، وإن قالها إذا أمسى كان له مثل ذلك حتى يصبح". رواه أبو داود (5077)، وابن ماجه (3867).

 

11- وعن جويرية رضي الله عنها: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح، وهي في مسجدها- المكان الذي تصلي فيه -، ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال: "ما زلتِ على الحال التي فارقتك عليها؟" قالت: نعم. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات، لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته". رواه مسلم (2726).

 

12- كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أصبح قال: "أصبحنا على فطرة الإسلام، وعلى كلمة الإخلاص، وعلى دين نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفا مسلما وما كان من المشركين". رواه أحمد (3 / 407)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (34)، وفي رواية:  "وما أنا من المشركين".

الحنيف: المائل إلى التوحيد، المبتعد عن الشرك.

 

13- وعن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول إذا صلى الصبح حين يسلم: "اللهم إني أسألك علما نافعا، ورزقا طيبا، وعملا متقبلا". رواه أحمد (6 / 322)، وابن ماجه (925).

 

14- قول: "اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت لا إله إلا أنت وأن محمدا عبدك ورسولك". تقولها أربع مرات في الصباح وفي المساء، ولكن في المساء تقول: "اللهم إني أمسيت".

 

15- قول: "اللهم إني أصبحت منك في نعمة وعافية وستر، فأم عليَّ نعمتك وسترك وعافيتك في الدنيا والآخرة". تقولها ثلاث مرات في الصباح والمساء، ولكن في المساء تقول: "اللهم إني أمسيت".

 

16- قول: "اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر".

 

17- قول: "حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم" تقولها في الصباح والمساء سبع مرات.

 

18- قول: "رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا" تقولها في الصباح والمساء ثلاث مرات.

 

19- قراءة سورة الكرسي: "الله لا إله لا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم........." في الصباح والمساء.

 

20- الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - عشر مرات في الصباح وفي المساء، وأفضل صيغة للصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام هي: الصلاة الإبراهيمية: "اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد".

 

21- قول: "يا حي يا قيوم برحمتك، أستغيث فأصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين". تقولها في الصباح والمساء.

 

22- قول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" تقولها عشر مرات في الصباح والمساء.

 

فصل: بعض التنبيهات:

إن على كل مسلم اهتم بالأذكار، وتأهب لقولها وفهمها معرفةَ هذه التنبيهات لكي لا يقع في الزلل والخطأ بدلا من الصواب والحق، وهذه التنبيهات هي:

1- اعلم أن الذكر عبادة قلبية يجني العبد من ورائها ثمرات كثيرة، لا يعرف حقيقة ثوابها إلا الله تعالى، فلذلك تحتاج إلى حضور القلب حضورا تاما عند القول بالذكر، فالقلب له حالتان، لا ثالث لهما، وهما:

الأولى: حضور القلب واستجماعه عند القول بالذكر.

 

والثانية: غيابه وغفلته.

 

2- الذكر عبادة مشروعة بالكتاب والسنة، وقد تكاثرت الأدلة في بيان الذكر وفضله وأهميته وآدابه، فلذلك تحتاج إلى شيئين لكي تُقبل، والشرطان هما:

الشرط الأول: الإخلاص: وهو تنقية العمل بصالح النية عن جميع شوائب الشرك، قال تعالى: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ﴾ [البينة: 5].

 

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى".رواه الجماعة.

 

والشرط الثاني: المتابعة: وهو أن يوافق قولك وعملك قولَ النبي - صلى الله عليه وسلم - وعملَه تماما بتمام، بلا زيادة ولا نقصان، قال تعالى: ﴿ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الحشر: 7].

 

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من عمل عملا ليس عليه أمنا فهو رد".

 

وقال الفضيل بن عياض رحمه الله: "لا يقبل الله العمل حتى يكون خالصا صوابا، فإن كان خالصا ولم يكن صوابا لم يُقبل، وإن كان صوابا ولم يكن خالصا لم يُقبل، والخالص أن يكون لله، والصواب أن يكون على السنة".

 

3- ينبغي على ذاكر أن يجني ثمار الذكر، وهذا لا يتأتى إلا بنطق صحيح، وتمهل في النطق، وتأمل في القول بحيث يزداد رجاؤك عند ذكر الجنة والمغفرة، ويزداد خوفك عند ذكر النار والعذاب، فتكون في صراع حقيقي شرعي وأنت تقول أي ذكر من الأذكار.

 

4- عليك أخي الذاكر أن تعمل على توفير الأسباب الجالبة للخشوع، إذ أن كل شيء من الأشياء سواء كانت في الدنيا والآخرة بسبب، فمن ألسباب التي تجلب الخشوع:

• اختيار المكان المتصف بالهدوء والنظافة.

 

• وتستقبل القبلة لما في ذلك من تعظيمٍ لها.

 

• وتجلس جلسة مناسبة ليست متعبة ولا مملة.

 

• وأن تجعل جوالك على وضع الصامت لكي تستغرق بالجوارح والأركان والقلب في معاني الذكر.

 

5- اعلم أن للذكر ثلاث مراتب، لا يخرج الذكر عنها، وهي:

الأولى: الذكر باللسان فقط، وهذه أدنى مرتبة من بين المراتب.

 

والثانية: الذكر بالقلب فقط، وهذه مرتبة محمودة لما فيها من استحضار القلب للذكر.

 

والثالثة: الذكر بالقلب واللسان معا، وهذه أعلى المراتب، ففيها قول صحيح، وتفكر صريح فيما يحمل الذكر من المعاني.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • هديه - صلى الله عليه وسلم - في الأذان وأذكاره
  • الصحيح المجتبى من أذكار الصباح والمساء
  • الأذكار اليومية من صحيح السنة النبوية

مختارات من الشبكة

  • مخطوطة المصباح في أذكار المساء والصباح(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • عشرون ذكرا من أذكار الصباح والمساء مع ذكر بعض فضائلها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أحاديث الصباح لشرح تحفة الفلاح لما لحفص من طريق المصباح (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة كتاب داعي الفلاح في أذكار المساء والصباح (نسخة ثانية)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة كتاب داعي الفلاح في أذكار المساء والصباح(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • أذكار الصلاة وأدبار الصلوات والصباح والمساء (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أذكار المسلم وما يتعلق به من النوافل: أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم وما بعد الصلاة، وأذكار تفريج الكربات وقضاء الدين، وأذكار المسلم اليومية ونوافل الصلاة المندوبة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • (أذكار الصباح والمساء)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أذكار الصباح والمساء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أذكار الصباح والمساء (بطاقة)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
1- أين تخريج الأحاديث 14 إلى 22 ؟
عبد الملك بن عطية - مصر 06-03-2013 10:25 PM

جزاكم الله خيرًا ..
لماذا لم تُشرح الأحاديث من 14 إلى 22 أو تُخرج ؟

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب