• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

الشرك أعظم الذنوب

الشرك أعظم الذنوب
علي محمد سلمان العبيدي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/5/2014 ميلادي - 18/7/1435 هجري

الزيارات: 177002

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الشرك أعظم الذنوب


والشرك أعظم الذنوب، وذلك لأمور:

1- لأنه تشبيه للمخلوق بالخالق، والظلم هو وضع الشيء في غير موضعه.

2- وأنه لا يُغفَر لمن لم يتب منه.

3- وأنه حَرَّم الجنة على المشرك، وأنه خالد مخلَّد في نار جهنم.

4- والشرك يُحبِط جميع الأعمال.

5- وأن المشرك حلال الدم والمال.

6- وأن الشرك أكبر الكبائر.

 

والشرك أعظم الذنوب، وذلك لأمور:

1- لأنه تشبيه للمخلوق بالخالق، والظلم هو وضع الشيء في غير موضعه.

قال تعالى: ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13].


2- وأنه لا يغفر لمن لم يتب منه.

قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [النساء: 48].


3- وأنه حرم الجنة على المشرك، وأنه خالد مخلد في نار جهنم.

قال تعالى: ﴿ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴾ [المائدة: 72].


4- والشرك يُحبِط جميع الأعمال، ومعنى "حبط" في اللغة:

الحبطُ وجعٌ يأخُذُ البعِير في بطنِه، حبِطت تحبطُ حبطًا، وإذا عمِل الرجُلُ عملاً فأفسده قيل: حبِط عملُه حُبُوطًا، وأحبطه صاحِبُه، وحبط ماءُ البِئر قلَّ، وحبِط دمُ الرجُلِ بطَل وذهب، والحِبطةُ بقِيةُ الماءِ في الحوضِ، وحبِط الجُرحُ يحبطُ إذا بقِيت له آثارٌ بعد البُرءِ.


قال في تهذيب اللغة:

ولا أرى حَبط العَمَل وبُطلانه مأخوذًا إلا من حَبط البَطْن؛ لأن صاحب الحَبَط يَهْلِك، وكذلك عَمَل المنافق والمُشرك يَحْبط.


قال في إصلاح المنطق: والحبط مصدر حَبِطَ عمله يحبط حبطًا وحبوطًا، والحَبَط مصدر حبطت الشاة تحبط حبطًا، وهو أن ينتفخ بطنها عن أكل الذرق، وهو الحندقوقى، والمرط النتف.


قال في الفروق اللغوية: الفرق بين الإحباط والتكفير: أن الإحباط هو إبطال عمل البِر من الحسنات بالسيئات، وقد حبط هو، ومنه قوله تعالى: ﴿ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا ﴾ [هود: 16].


قال تعالى: ﴿ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الزمر: 65].


5- وأن المشرك حلال الدم والمال.

قال تعالى: ﴿ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ ﴾ [التوبة: 5].


6- وأن الشرك أكبر الكبائر.

قال صلى الله عليه وسلم: ((ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟)) قلنا: بلى يا رسول الله، قال: ((الإشراك بالله وعقوق الوالدين))؛ الحديث.


ومعنى العقوق في اللغة:

ورجلٌ عَقٌّ: مُر بئيس، ويقال أعقى الشيء فهو يعقي إعقاء، إذا اشتدت مرارته.


وَعَقَّ أيضًا: في معنى عاق، ولا أعاقُّه: أي لا أشاقه، والعَق: الشَقُّ، ومنه عُقوق الوالدين، عَقَّ والدَه يَعُقُّ عقوقًا ومَعَقَّةً.


وأن الشرك تنَقُّص وعيب نَزَّه الله سبحانه نفسه عنهما، فمن أشرك بالله فقد نسب لله ما نَزَّه نفسه عنه، وهذا غاية المحادَّة، والمعاندة والمشاقة لله.

 

والتنزيه في اللغة:

قال الفيروز آبادي: التنزهُ: التباعُدُ، والاسمُ: النزهةُ بالضم، ومكانٌ نزِهٌ ككتِفٍ ونزِيهٌ وأرضٌ نزهةٌ وتُكسرُ الزايُ، ونزِيهةٌ: بعيدةٌ عن الريفِ، وغمقِ المِياهِ، وذِبانِ القُرى، وومدِ البِحارِ، وفسادِ الهواءِ، نزُه ككرُم وضرب نزاهةً ونزاهِيةً، والرجُلُ: تباعد عن كل مكروهٍ فهو نزِيهٌ. ورجُلٌ نزهُ الخُلُقِ وتُكسرُ الزايُ ونازِهُ النفسِ: عفيفٌ مُتكرمٌ، يحُل وحده ولا يُخالِطُ البُيوت بنفسِه؛ انتهى.


قال في لسان العرب:

والنزاهةُ البعد عن السوء، وإن فلانًا لنزِيهٌ كريمٌ، إذا كان بعيدًا من اللؤمِ، وهو نزِيهُ الخُلُقِ وفلان يتنزهُ عن ملائمِ الأخلاق؛ أي: يترفعُ عما يُذم منها؛ الأزهري: التنزهُ رفعُه نفسه عن الشيء تكرمًا ورغبة عنه، والتنزِيهُ تسبيح الله عز وجل وإبعادُهُ عما يقول المشركون، وتنزِيهُ الله تبعيدُه وتقديسُه عن الأنداد والأشباه.


والمحادة في اللغة: الميل والعدول.


قال الفيروز آبادي: حاد عنه يحِيدُ حيدًا وحيدانًا ومحيدًا وحُيودًا وحيدةً وحيدودةً: مال.


قال في تهذيب اللغة: والحيدُ ما شخص من الجبل واعوجَّ، وكل ضلع شديد الاعوجاجِ حيدٌ، وكذلك من العظم، وجمعه: حُيُودُ.


والرجل يحيد عن الشيءِ إذا صد عنه خوفًا وأنفةً، مصدره: حيدودةً وحيدًا وحيدانًا، وما لك محِيدٌ عن ذلك.


قال ابن الأثير: حاد عن الشيء والطرِيق يحِيد إذا عدَل.


والعناد في اللغة: معرفة الحق والإعراض عنه.


قال في لسان العرب: [عَنَدَ] قال الله تعالى: ﴿ أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ﴾ [ق: 24]، قال قتادة: العنيدُ المُعْرِضُ عن طاعة الله تعالى، وقال تعالى: ﴿ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ﴾ [إبراهيم: 15]، عَنَدَ الرجلُ يَعْنُد عَنْدًا وعُنُودًا وعَنَدًا: عتا وطَغَا وجاوزَ قَدْرَه، ورجل عَنِيدٌ عانِدٌ، وهو من التجبُّرِ.


قال الحافظ ابن كثير: عنيد: معاند للحق، معارض له بالباطل، مع عِلمِه بذلك.


والشِّقاق في اللغة: هو العداوة والمخالفة.


قال في لسان العرب: والمُشاقَّةُ والشِّقاق: غلبة العداوةِ والخلاف، شاقَّهُ مُشاقَّة وشِقاقًا خالَفَه، وقال الزَّجَّاج في قوله تعالى: ﴿ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ﴾ [الحج: 53]: الشِّقاقُ العداوةُ بين فريقين، والخلافُ بين اثنين، سمي ذلك شِقاقًا؛ لأن كل فريق من فِرْقَتَي العداوة قَصَدَ شِقًّا؛ أَي: ناحية غير شِقِّ صاحبه، وشَقَّ أمْرَه يَشُقُّه شَقًّا فانْشَقَّ: انْفَرَقَ وتبدَّد اختلافًا، وشَقَّ فلانٌ العصا؛ أي: فارق الجماعة، وشَقَّ عصا الطاعة فانْشَقَّت، وهو منه، وأما قولهم: شَقَّ الخوارجُ عصا المسلمين، فمعناه: أَنهم فرَّقوا جَمْعَهم وكلمتَهم، وهو من الشَّقِّ الذي هو الصَّدْع؛ انتهى.


قال الطبري في تفسيره: قال ابن زيد: ﴿ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ ﴾ [البقرة: 137]، قال: الشقاق: الفِراقُ والمحاربة، إذا شَاقَّ فقد حارب، وإذا حَارب فقد شاقَّ، وهما واحدٌ في كلام العرب، وقرأ: ﴿ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ ﴾ [النساء: 115].


قال أبو جعفر: وأصل (الشقاق) عندنا - والله أعلم - مأخوذٌ من قول القائل: شَقَّ عليه هذا الأمر، إذا كرَبه وآذاه، ثم قيل: (شاقَّ فلانٌ فلانًا)، بمعنى: نال كل واحد منهما من صاحبه ما كرَبه وآذاه، وأثقلته مَساءَته، ومنه قول الله تعالى ذكره: ﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا ﴾ [النساء: 35]؛ بمعنى: فِراقَ بينهما.


قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾ [النساء: 115].


قال الشوكاني: ﴿ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى ﴾ المشاققة: المعاداة والمخالفة، وتَبَيُّنُ الهدى ظُهورُه بأن يعلم صحة الرسالة بالبراهين الدالة على ذلك، ثم يفعل المشاققة؛ انتهى.


وقال ابن كثير: وقوله: ﴿ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى ﴾؛ أي: ومن سلك غير طريق الشريعة التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم، فصار في شق، والشرع في شق، وذلك عن عَمْدٍ منه بعد ما ظهر له الحق وتبين له واتضح له، وقوله: ﴿ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾، هذا ملازم للصفة الأولى، ولكن قد تكون المخالفة لنص الشارع، وقد تكون لما أجمعت عليه الأمة المحمدية، فيما عُلِم اتفاقهم عليه تحقيقًا، فإنه قد ضُمِنت لهم العصمة في اجتماعهم من الخطأ؛ تشريفًا لهم وتعظيمًا لنبيهم صلى الله عليه وسلم.


ولهذا توعد تعالى على ذلك بقوله: ﴿ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾؛ أي: إذا سلك هذه الطريق جازيناه على ذلك، بأن نُحَسِّنَها في صدره، ونُزَيِّنَها له استدراجًا له؛ كما قال تعالى: ﴿ فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [القلم: 44]، وقال تعالى: ﴿ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ﴾ [الصف:5]، وقوله: ﴿ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ [الأنعام: 110].


وجعل النار مصيره في الآخرة؛ لأن من خرج عن الهدى لم يكن له طريق إلا إلى النار يوم القيامة؛ كما قال تعالى: ﴿ احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ * مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ ﴾ [الصافات: 22، 23]، وقال: ﴿ وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا ﴾ [الكهف:53].


عن أبي هُرَيْرَةَ قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((قَالَ اللهُ تبارك وتعالى: أنا أغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ، من عَمِلَ عملاً أَشْرَكَ فِيهِ مَعِيَ غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ)).


وعن أبي ذَرٍّ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال: ((يا عبادي، إني حَرَّمتُ الظُّلمَ على نفسي، وجعلتُه بينكم محرَّمًا، فلا تَظَالَموا، يا عبادي، كُلُّكم ضالٌّ إلا مَنْ هَدَيتُه، فاسْتَهدُوني أهْدِكم، يا عبادي، كُلُّكم جائع إلا مَنْ أطعمتُهُ، فاستطعِموني أُطْعِمْكم، يا عبادي، كُلُّكم عارٍ إلا مَنْ كَسوْتُه، فاستكْسُوني أكْسُكُمْ، يا عبادي، إنكم تُخطئون بالليل والنهار، وأنا أَغْفِرُ الذُّنوبَ جميعًا، فاستغفروني أغفِرْ لكم، يا عبادي، إنَّكم لن تبلغُوا ضرِّي فتَضُرُّوني، ولن تبلغوا نَفْعي فتنفعوني، يا عبادي، لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم وإنْسَكم وجِنَّكم، كانوا على أتْقَى قلب رجل واحدٍ منكم، ما زاد ذلك في مُلْكي شيئًا، يا عبادي، لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم، وإنسَكم وجِنَّكم، كانوا على أفجرِ قلب رجل واحد منكم، ما نقص ذلك من ملكي شيئًا، يا عبادي، لو أنَّ أوَّلكم وآخرَكم، وإنسَكم وجِنَّكم، قاموا في صعيد واحد، فسألوني، فأعطيتُ كُلَّ إنسان مسألتَهُ، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما يَنْقُص المِخْيَطُ إذا أُدِخلَ البحرَ، يا عبادي، إنما هي أعمالُكم أُحصيها لكم، ثم أُوفِّيكم إيَّاها، فمن وَجَدَ خيرًا فليَحْمَدِ الله، ومن وجد غير ذلك فلا يَلُومَنَّ إلا نَفْسَهُ))؛ أخرجه مسلم.


والشرك نوعان: شرك أكبر يُخْرِج صاحبه من الملة، ويخلِّده في النار إذا مات ولم يتب منه، وهو صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله؛ كدعاء غير الله، والتقرب بالذبائح والنذور لغير الله من القبور والجن والشياطين، والخوف من الموتى أو الجن أو الشياطين أن يضروه، ورجاء غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله من قضاء الحاجات وتفريج الكربات.


وشرك أصغر لا يُخْرِج من الملة، لكنه يَنْقُص التوحيدَ؛ كالحَلِف بغير الله.

 

قال تعالى: ﴿ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ﴾ [يونس: 18].


قال تعالى: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ * وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ﴾ [الأنعام: 40، 44]، يخبر تعالى أنه الفعَّال لما يريد، المتصرف في خلقه بما يشاء، وأنه لا مُعقِّب لحكمه، ولا يقدر أحد على صرف حكمه عن خلقه، بل هو وحده لا شريك له، الذي إذا سئل يجيب لمن يشاء؛ ولهذا قال: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ ﴾؛ أي: أتاكم هذا أو هذا ﴿ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾؛ أي: لا تدعون غيره؛ لعلمكم أنه لا يقدر أحد على دفع ذلك سواه؛ ولهذا قال: ﴿ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾؛ أي: في اتخاذكم آلهة معه.


﴿ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ ﴾؛ أي: في وقت الضرورة لا تدعون أحدًا سواه، وتذهب عنكم أصنامكم وأندادكم؛ كما قال: ﴿ وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ ﴾ [الإسراء: 67].


وقوله: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ ﴾ يعني: الفقر والضيق في العيش، ﴿ وَالضَّرَّاءِ ﴾: وهي الأمراض والأسقام والآلام، ﴿ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ ﴾؛ أي: يدعون الله ويتضرعون إليه ويخشعون.


قال الله تعالى: ﴿ فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا ﴾؛ أي: فهلاَّ إذِ ابتليناهم بذلك تضرعوا إلينا وتمسكنوا إلينا، ﴿ وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ ﴾؛ أي: ما رَقَّتْ ولا خشعت، ﴿ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾؛ أي: من الشرك والمعاصي.


﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ ﴾؛ أي: أعرضوا عنه وتناسَوه وجعلوه وراء ظهورهم، ﴿ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ ﴾؛ أي: فتحنا عليهم أبواب الرزق من كل ما يختارون، وهذا استدراج منه تعالى وإملاء لهم، عياذًا بالله من مَكْرِه؛ ولهذا قال: ﴿ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا ﴾؛ أي: من الأموال والأولاد والأرزاق، ﴿ أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً ﴾؛ أي: على غفلة، ﴿ فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ﴾؛ أي: آيِسون من كل خير.


قال الوالبي، عن ابن عباس: الْمُبْلِس: الآيس.


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((قاتل اللهُ اليهودَ؛ اتَّخذُوا قبورَ أنبيائهم مساجدَ))، وفي رواية: ((لعن الله اليهود والنصارى...))؛ الحديث أخرجه البخاري، ومسلم وأبو داود، وأخرج النَّسائي الرواية الأولى، وقال: ((لعن اللهُ...)).


وعن عائشة رضي الله عنها : قالت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي لم يَقُمْ منه: ((لعن الله اليهودَ والنصارى؛ اتَّخذُوا قبور أنبيائهم مساجدَ))، قالت: ولولا ذلك أُبرِزَ قبرُه، غير أنه خشيَ أن يُتَّخَذَ مسجدًا.


النوع الثاني من أنواع الشرك: الشرك الأصغر:

وهو كل ما كان ذريعة إلى الشرك الأكبر ووسيلة للوقوع فيه، أو ما جاء في النصوص تسميته شِرْكًا ولم يصل إلى حد الأكبر، وهو يقع في هيئة العمل وأقوال اللسان، وحكمه تحت المشيئة كحُكْم مرتكب الكبيرة.

 

ومن أمثلته ما يلي:

1- يسير الرياء، والدليل ما رواه الإمام أحمد وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن أخوف ما أخاف عليكم الشِّرْكُ الأصغر))، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: ((الرياء، يقول الله تعالى يوم القيامة إذا جازى الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاءً))؛ رواه الإمام أحمد، وقال الْمُنْذري: إسناده جيد.


2- قول: [ما شاء الله وشِئْتَ]، روى أبو داود في سننه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء الله، ثم شاء فلان))؛ رواه أبو داود.


3- قول: [لولا الله وفلان]، أو قول: [لولا البط لأتانا اللصوص]، ونحو ذلك، روى ابن أبي حاتم في تفسيره عن ابن عباس رضي الله عنهما في معنى قوله تعالى: ﴿ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 22]، قال: "الأنداد هو الشرك أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل، وهو أن تقول: والله وحياتِكِ يا فلانة، وحياتي، وتقول: لولا كلبه هذا لأتانا اللصوص، ولولا البط في الدار لأتى اللصوص، وقول الرجل لأصحابه: ما شاء الله وشئتَ، وقول الرجل: لولا الله وفلان، لا تجعل فيها فلانًا، هذا كله به شرك.


الفرق بين الشرك الأكبر والأصغر:

بين الشرك الأكبر والأصغر فروقٌ عديدة، أهمها ما يلي:

1- أن الشرك الأكبر لا يغفر الله لصاحبه إلا بالتوبة، وأما الأصغر فَتَحْتَ المشيئةِ.


2- أن الشرك الأكبر مُحبِط لجميع الأعمال، وأما الأصغر فلا يحبط إلا العمل الذي قارنه.


3- أن الشرك الأكبر مُخرِج لصاحبه من ملة الإسلام، وأما الشرك الأصغر فلا يخرجه منها.


4- أن الشرك الأكبر صاحبُه خالد في النار، ومُحَرَّمةٌ عليه الجنةُ، وأما الأصغر فكغيره من الذنوب.


وقال في أعلام السنة المنشورة:

هو يسير الرياء الداخل في تحسين العمل المراد به الله تعالى؛ قال الله تعالى: ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر))؛ رواه أحمد والبغوي في شرح السنة، فسئل عنه فقال: ((الرياء))، ثم فسره بقوله صلى الله عليه وسلم: ((يقوم الرجل فيصلي فيُزَيِّن صلاته؛ لما يرى من نظر رجل إليه))؛ رواه ابن ماجه، ومن ذلك الحلفُ بغير الله؛ كالحلف بالآباء والأنداد والكعبة والأمانة وغيرها، قال صلى الله عليه وسلم: ((لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالأنداد))؛ رواه أبو داود، والنسائي، وقال صلى الله عليه وسلم: ((لا تقولوا: والكعبةِ، ولكن قولوا: وربِّ الكعبةِ))؛ رواه النسائي، وقال صلى الله عليه وسلم: ((لا تحلِفوا إلا بالله))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((من حلف بالأمانة فليس منا))؛ رواه أبو داود، وقال صلى الله عليه وسلم: ((من حلف بغير الله، فقد كفر أو أشرك))؛ رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي، والحاكم، والبيهقي، وقد سكت عنه الإمام أبو داود، وقال الإمام الترمذي: هذا حديث حسن، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يُخَرِّجاه، ووافقه الذهبي، وقد صححه أيضًا الألباني، وفي رواية: ((وأشرك)).


ومنه قوله: ما شاء الله وشئت، وقال النبي صلى الله عليه وسلم للذي قال ذلك: ((أجعلتَنِي لله نِدًّا؟ بل ما شاء الله وحده))؛ رواه أحمد وابن ماجه، والنسائي في الكبرى.


ومنه قول: لولا الله وأنت، وما لي إلا الله وأنت، وأنا داخل على الله وعليك، ونحو ذلك، قال صلى الله عليه وسلم: ((لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء الله، ثم شاء فلان))؛ رواه أحمد، وأبو داود، والبيهقي، قال أهل العلم: ويجوز: لولا الله ثم فلان، ولا يجوز لولا الله وفلان.

 

الفرق بين الواو وثُمَّ في هذه الألفاظ؟

أن العطف بالواو يقتضي المقارنة والتسوية، فيكون من قال: ما شاء الله وشئت قارنًا مشيئة العبد بمشيئة الله، مُسَوِّيًا بها، بخلاف العطف بـ: "ثُمَّ" المقتضية للتبعية، فمن قال: ما شاء الله ثم شئت، فقد أقر بأن مشيئة العبد تابعة لمشيئة الله تعالى، لا تكون إلا بعدها؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ﴾ [الإنسان: 30]، وكذلك البقية.


كتاب: اتباع مناهج أهل السنن والآثار .. شرح سواطع الأنوار لمعرفة عقيدة سيد الأبرار





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • موانع المحبة (الكفر والشرك والحلف بغير الله تعالى)
  • بيان الكبائر وكون الشرك أقبح الذنوب
  • إن الشرك لظلم عظيم
  • في التحذير من الشرك والتطير
  • الشرك الأكبر والشرك الأصغر والفرق بينهما
  • خطبة عن خطر الشرك
  • بيان خطر الشرك ووجوب التحذير منه والتنفير عنه

مختارات من الشبكة

  • من نواقض الإسلام: الشرك في عبادة الله (3)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح كتاب الدروس المهمة - الدرس التاسع- أقسام الشرك (الشرك الأصغر)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • شرح كتاب الدروس المهمة الحلقة الثامنة- أقسام الشرك (الشرك الأكبر)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • الشرك الأصغر وتعريفه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الرد على شبهة: تبرير الشرك(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • {إن الشرك لظلم عظيم} (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الشرك أعظم الذنوب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الشرك الأكبر (س/ج)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أضرار الشرك الأكبر (س/ج)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نفي الشرك بالله (س/ج)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب