• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

أبو المعين النسفي وآراؤه في التوحيد عرضا ونقدا على ضوء عقيدة السلف

صالح بن درباش بن موسى الخزمري الزهراني

نوع الدراسة: Masters
البلد: المملكة العربية السعودية
الجامعة: جامعة أم القرى
الكلية: كلية الدعوة وأصول الدين
التخصص: قسم العقيدة
المشرف: أ. د. أحمد بن عبداللطيف العبداللطيف
العام: 1420هـ

تاريخ الإضافة: 9/4/2013 ميلادي - 28/5/1434 هجري

الزيارات: 39935

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص الرسالة

أبو المعين النسفي وآراؤه في التوحيد عرضًا ونقدًا

على ضوء عقيدة السلف


المقدمة

الحمد لله وحدَه، والصلاة والسلام على مَن لا نبيَّ بعده، نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه.

 

أمَّا بعدُ:

فإنَّه لا سبيل للنُّهوض بالأمة المسلمة اليوم إلا بالعودة إلى النَّبْع الصافي والمنهل الشافي، الذي كان عليه سلَف الأمَّة وأئمَّتها من القُرون الثلاثة المفضَّلة التي شَهِدَ لها النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بالخيريَّة، ولن يصلح آخِر هذه الأمَّة إلا بما صلح به أوَّلها، وما تفرَّقت الأمَّة شِيَعًا وأحزابًا إلا بِبُعدِها عن ذلك المصدر واتِّباعها سننَ الذين من قبلها، مع ما وقَر في النُّفوس من الهوى وحبِّ الدنيا وإيثارها على الآخِرة.

 

وفي سبيل الإصلاح يحتاج المصلحون إلى بَيان عقيدة السلف الصالح بيانًا ناصعًا وتوجيه الناس إليها وتربيتهم عليها، كما يحتاجون إلى دِراسة الفِرَق المخالفة لأهل السنَّة وبالأخص مَن يدَّعِي منها الانتسابَ إلى أهل السنة وذلك بعرض آراء تلك الفرق ومعتقداتها على عقيدة السلف؛ ليعلم مدى صِدق ادِّعائهم مذهب أهل السنَّة، ولا عبرة بالرَّواج والانتشار إنْ كان على غير أساسٍ سليمٍ.

 

وقد قام أهل السنَّة من أصحاب المعتقد السلفي بهذا الواجب؛ أعني: بيان مذهب السلف الصالح والرد على الخُصوم وذلك من عهد الأئمَّة المتقدِّمين، فألَّفوا الكتب ونصروا السنة؛ من أمثال الأئمة مالك والشافعي وأحمد، وابنه عبدالله والدارمي وابن بطة العكبري والكناني والخلال وابن خزيمة وأصحاب كتب الحديث؛ كالبخاري ومسلم، وأصحاب السنن والمسانيد وغيرهم من الأئمة الآخَرين؛ كاللالكائي والآجُرِّي والبربهاري وابن أبي شيبة، وغيرهم ممَّن لا يحصيهم إلا الذي خلقهم.

 

ثم جاء بعدَهم مَن شرح مذهب السلف وانتصر له ودافع عنه من أمثال ابن تيميَّة وابن القيِّم وابن أبي العز الحنفي، وغيرهم ممَّن سار على نفس النهج واقتفى أثرهم، ولا يخلو الزمان من قائمٍ لله بحجة.

 

وإنَّ من أخطر ما يُواجِه المسلمين اليوم أمرين هما:

الأمر الأول: خطر العلمانيين الذين يريدون إبعادَ الدِّين عن حياة الناس.

 

الأمر الثاني: خطر أهل البِدَع من أصحاب الكلام والتصوُّف ونحوهم، والذين شوَّهوا عقيدة السلف الصالح بما أحدثوا من مناهج وطرق لدراسة العقيدة باعدَتْ بين الناس وبين عقيدة السلف الصالح.

 

وإنَّ الناظر اليوم في واقع المسلمن لَيَرَى هذه الأمور ماثلةً أمام عينَيْه؛ إذ يرى العلمانيين يسعَوْن جاهِدِين في زحزحة الدين عن حَياة الناس، كما يرى الفرق المبتدِعة من أصحاب الكلام والتصوُّف ونحوها تشوِّه جمال العقيدة وتكدِّر صفاءَها وتَحُول بين الناس وبين ما كان عليه أصحاب القرون المفضَّلة من سلف هذه الأمَّة.

 

ومن تلك الفِرَق الكلاميَّة الحيَّة المنتشرة في عصرنا الحاضر المدرسة الماتريديَّة والتي تُنسَب للإمام أبي منصور الماتريدي الحنفي ت 333هـ والتي يَزعُم أصحابها أنهم أهل السنَّة والجماعة وأهل الحق، وإنْ كانوا في الغالب لا يمانعون من كون هذا الوصف لغيرهم كالأشعريَّة مثلاً، وأصبح الحال عند كثيرٍ من المؤلِّفين والمؤرِّخين والكُتَّاب أنَّ أهل السنَّة والجماعة هما طائفتا: الماتريديَّة والأشعريَّة؛ ذلك أنَّ هاتين الطائفتين - وهي في سبيل مخاصمتها ومحاجَّتها للمعتزلة على وجْه الخصوص - كانوا ينتسبون لأهل السنَّة، ويحاجُّون خُصوم أهل السنَّة، وانتسبوا إلى الأئمَّة الكبار من أهل السنَّة كالأئمة الأربعة؛ فذاع وانتشر أنهم أهل السنَّة، مع أنَّ الواقع أنَّ مذهبهم لا يُمثِّل مذهب أهل السنَّة الحقيقي.

 

وفي عصرنا الحاضر قام كثيرٌ من أهل العلم والباحثين بدِراسة آراء الفرق المخالِفة لأهل السنَّة والرد عليها.

 

إلاَّ أنَّنا نلاحظ أنَّ الماتريديَّة لم تَحظَ من الدراسة بما حظي به غيرها كالأشعريَّة مثلاً مع أنها جديرةٌ بذلك؛ إذ هي صِنْوُ الأشعريَّة وإنْ كان بينهما فروق عديدة وصلتْ في بعض الأحيان إلى العداوة الشديدة، بل ربما إلى التكفير؛ حتى وجد مَن يفتي بعدم جواز نكاح شافعي (= أشعري) من حنفيَّة (= ماتريديَّة)؛ لأنَّ الأشعري يستثني في الإيمان والاستثناء في الإيمان - عند الماتريديَّة - شك، والشك كفر، والكافر لا يجوز نكاحه مؤمنةً.

 

ثم إنَّ الماتريديَّة منتشرة في كثيرٍ من بلاد المسلمين وبخاصَّة بين أتْباع المذهب الحنفي للتلازُم بين الحنفيَّة والماتريديَّة.

 

ثم إنه ظهرت في العصر الحاضر بعض البحوث والكتابات تؤيِّد أنَّ الماتريديَّة من أهل السنَّة والجماعة؛ وذلك مثل كتاب: "إمام أهل السنَّة والجماعة أبو منصور الماتريدي"؛ لعلي عبدالفتاح المغربي، وهو عبارة عن رسالةٍ علميَّة تقدَّمَ بها الباحث لنَيْل درجة الدكتوراه من جامعة القاهرة، وكذلك الشيخ أبو زهرة في كتابه "تاريخ المذاهب الإسلامية"، وأحمد أمين في كتابه "ظهر الإسلام"، وأبو الخير محمد أيوب علي في كتابه: "عقيدة الإسلام والإمام الماتريدي"، بل وجُلُّ كتابات المعاصِرين - ممَّن لا ينتهج النهج السلفي في كتاباته - تذهب إلى ذلك، وعندما كنت أقدِّم خطَّة بحثي إلى القسم نُشِرَ مقال في إحدى الصحف المحليَّة بعنوان "الماتريديَّة من أهل السنَّة وليسوا أعداء للعقيدة السلفية"، زعم فيه صاحبُه أنهم من أهل السنَّة، وردَّ على مَن يمنع عنهم هذا الاسم، وهناك كتاباتٌ كثيرة غير هذه تؤيِّد نفس الفكرة وتدعو إليها، وتصف مذهب السلف بأنَّه مذهب المجسِّمة والحشويَّة؛ فكان لزامًا على المتخصِّصين في العقيدة تجلية الحقيقة وبيان مذهب الماتريديَّة والكشف عن مَدَى صحَّة ادِّعاء أصحابه أنهم على عقيدة أهل السنَّة، وذلك بعرض مذهبهم على ما كان عليه السلف من الاعتقاد لنرى هل هم صادقون في دعواهم أو لا؟

 

ولَمَّا كنت مسبوقًا بدراسة الماتريديَّة كفرقةٍ - وإن كانت لا تزال بحاجةٍ أكثر إلى الدراسة - اتجهت لدراسة علم من أعلام هذه المدرسة لنيل درجة التخصُّص الأولى (الماجستير)، فوقع الاختيار على الإمام أبي المعين ميمون بن محمد المكحولي النسفي ت 508هـ وكانت الرسالة بعنوان "أبو المعين النسفي وآراؤه في التوحيد، عرضًا ونقدًا على ضوء عقيدة السلف".

 

والذي دفعني لاختيارهذا الموضوع - إضافة لما سبق - هو ما لأبي المعين وكتبه من أهميَّة كبرى في المدرسة الماتريديَّة؛ إذ يُعَدُّ أكبر متكلِّم على طريقة أبي منصور، وهو أحدُ أعلام المذهب الكبار، وإليه يرجع الفضل في جمْع شَتاته والدِّفاع عن عقيدة أسلافه، فهو في الماتريديَّة كالباقلاَّني في الأشعريَّة، والقاضي عبدالجبار في المعتزلة، بل هو المدافع الأوَّل عن آراء شيخ المذهب أبي منصور، وكتابه "تبصرة الأدلة" يعتبر ثاني كتاب عند الماتريديَّة بعد "كتاب التوحيد"؛ لأبي منصور، وإنْ كانوا لا يكادون يذكرون كتاب التوحيد، وإنما غالبًا ما يذكرون "التبصرة النسفية" فليس لهم مرجع يوازي كتاب "التبصرة" في ضخامته وسعته وشموله، ومَن يطالع مثل "إشارات المرام"؛ للبياضي، يَرَى صدق هذه الدعوى؛ إذ قام بذكر مصادره في كتابه على كلِّ مسألة تقريبًا، فكان يُكثِر من ذكر "التبصرة" في غالب مسائله، ولم أظفرْ - حسب اطِّلاعي القاصر - على ذكره لتوحيد الماتريدي في كتابه، وما ذلك - في نظري - إلا لأنَّ التبصرة النسفية عبارة عن شرح وتفصيل وتوضيح لتوحيد الماتريدي، فهو متضمِّن لكتاب الماتريدي وزيادة، وهو كثيرًا ما يشيد بكتاب التوحيد ويحيل عليه في تبصرته، ولا يعني هذا عدم تميُّز أبي المعين واستقلاليَّته في "التبصرة" عن كتاب "التوحيد"؛ للماتريدي، بل إنَّ نظرة سريعة للمقارنة بينهما تُبيِّن مدى فضل النسفي على أبي منصور في تدعيم آرائه ونشرها من خلال تبصرته؛ لذا كان لا مناص لِمَن يدرس الماتريديَّة من الرُّجوع إلى التبصرة النسفية بالدرجة الأولى لفهم آراء أبي منصور؛ وذلك نظرًا لصعوبة كتاب "التوحيد" واستغلاقه أحيانًا، فقام أبو المعين بشرح آراء أبي منصور وبسطها في تبصرته.

 

ومن ناحيةٍ أخرى يُعتَبر أبو المعين أستاذًا لعمر النسفي صاحب أشهر متنٍ في العقائد عند الماتريديَّة، والذي نال من الحظوة والعناية والشُّهرة ما لم ينَلْه كتاب آخر عندهم؛ إذ بلغت شُرُوحهم وحَواشيهم عليه أكثر من مائة كتاب، ويُعتَبر متن العقائد هذا فهرسًا لمسائل "التبصرة النسفية".

 

كما أنَّ أبا المعين عمدةُ مَن جاء بعدَه من الماتريديَّة؛ إذ اعتمد عليه عمر النسفي في متنه في العقائد حتى كأنَّ متنه فهرسٌ لتبصرة النسفي، ثم إنَّ نور الدين الصابوني (ت 580هـ) كان يعتمد على تبصرة أبي المعين في مناظراته مع الفخر الرازي فيما وراء النهر، بل اعتمد عليه في كتبه التي ألَّفها؛ كـ"البداية والهداية"، إضافةً إلى ما نجده عند البياضي في "إشاراته"، وصاحب "نظم الفرائد"؛ إذ كثيرًا ما يعتمدان عليه ويحيلان على كتبه؛ ممَّا يدلُّ على عظيم مكانته عندهم.

 

ونجد الإمام ابن أبي العز الحنفي في شرحه للطحاوية يذكر أحيانًا أبا المعين ويردُّ عليه كما في مسألة الإيمان وغيرها، وتخصيصه بالذكر دون غيره من المخالفين يدلُّ على خطر الرجل وأهميَّته.

 

كما نجدُ زعيم فرقة الأحباش في لبنان ينقل عن أبي المعين بالصفحات، وذلك في شرحه على الطحاوية.

 

وفي العصر الحاضر برزت العناية بأبي المعين أكثر من ذي قبلُ، فحُقِّق ما وُجِدَ من كتبه إمَّا في رسائل علميَّة جامعيَّة، وإمَّا خارج النِّطاق الجامعي، كما كُتِبتْ رسائل عن حياة النسفي وآرائه وأفكاره الكلامية، وذلك في كلٍّ من مصر وتركيا، وقد حرصتُ على الحصول على هذه الرسائل والبحوث فسافرت إلى كلٍّ من مصر وتركيا، وتمكَّنت - بحمد الله - من الحصول على بعض تلك الرسائل، إلا أنَّني بعد الاطِّلاع عليها وجدتها تسير على غير المنهج السلفي؛ إذ يغلب على أصحابها التأثُّر بعلم الكلام، وعدم نقد آراء أبي المعين على ضوء عقيدة السلف ممَّا شجعني للمُضِيِّ قُدُمًا في البحث.

 

وهده الرسائل هي:

أولاً: باللغة العربية:

أ- أوَّل رسالة بحثَتْ اراء أبي المعين النسفي كانت في كلية الآداب بجامعة القاهرة عام 1969م، قام بها عبدالحي قابيل وأشرف عليها د. أحمد فؤاد الأهواني رئيس قسم الدراسات الفلسفية وقتَها بعنوان "أبو المعين النسفي وآراؤه الكلامية"، ولي على هذه الرسالة بعض الملاحظات:

أ- لم يَسِرْ الباحث في دراسته لآراء النسفي على منهج السلف الصالح.

 

ب- يخرج أحيانًا كثيرة عن موضوع البحث (= أبو المعين) إلى غيره، ويحصر أبا المعين في زاوية ضيِّقة حتى ليُخيَّل إلى القارئ أنَّ الرسالة ليست في أبي المعين، وإنما هو مجرد مثال على ما يقول الباحث.

 

ويمكن أنْ يمثل لذلك بمسألة وجود الله، ومسألة الاسم والمسمَّى.

 

ج- عنوان رسالة الباحث يوحي بأنها شاملة لجميع آراء النسفي الكلاميَّة، مع أنَّ الواقع غير ذلك؛ فقد ترك الباحث بعض الموضوعات لم يتطرَّق إليها مع أنَّ النسفي بحَثَها بتوسُّع؛ كمسألة الرؤية والإيمان وغيرها، ولم يُشِرِ الباحث إلى منهجه في ذلك.

 

د- ليس له عنايةٌ بتخريج الأحاديث النبوية.

 

هـ- يرى أنَّ أهل السنَّة ثلاث طوائف: ماتريديَّة وأشعريَّة وطحاويَّة، وأنَّ الجميع يلتقون على مائدة واحدة، ويقصد بالطحاوية المتَّبِعين لمذهب السلف والذين يعتمدون من ضِمنَ ما يعتمدون عليه في دراستهم متن "العقيدة الطحاوية"؛ لأبي جعفر الطحاوي الحنفي ت 321هـ، فكلُّ الطوائف الثلاث عند الباحث على حق، وإنما تعدَّدت طرق الحق في الوصول إليه.

 

و- نسب للسلف وبالأخصِّ للإمام أحمد التوقُّف في القرآن، فلا يُقال: مخلوق ولا غير مخلوق، وهذا محض افتراء؛ إذ المشمهور عن الإمام أحمد انكاره للتوقُّف في القرآن.

 

ز- وقد نُسِبَ لما يُسمِّيه بالطحاوية القول بثمان صفات كالماتريديَّة وهذا محض خطأ؛ إذ ظن أنَّ الطحاوي يقول بصفة التكوين إضافةً إلى الصفات السبع الذاتيَّة، وهذا ما زعمه النسفي نفسه وتَمَّ الرد عليه في محله من هذا البحث، مع العلم أنَّ الطحاوي أثبتَ صفاتٍ أخرى غير الثمان، ومَن راجع متنه عرف ذلك.

 

هذه بعض الملاحظات على رسالته وليس من غرضي تتبُّع كلِّ ما قال، وإنما مجرد التمثيل فقط.

 

2- قام الدكتور محمد الأنور بتحقيق "تبصرة الأدلة" كرسالة علمية بكلية أصول الدين بالأزهر عام 1397هـ، وأشرف عليه د. محمد شمس الدين إبراهيم، وقدم الباحث بمقدمة لَخَّصَ فيها آراء النسفي في تبصرته وهي مقدمة مختصرة لا تعطي فكرة واضحة عن النسفي، وعذره أنَّ رسالته ليست في دراسة آراء أبي المعين وإنما في تحقيق كتابه.

 

3- وقامت منال سمير الرافعي بكتابة رسالة علمية عن النسفي بعنوان "أبو المعين وآراؤه الاعتقادية"، وتقدَّمتْ بها إلى كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة، ونالتْ بها درجة الدكتوراة عام 1406هـ وأشرف عليها د. عوض الله جاد حجازي ود. عبدالسلام محمد عبده، ولم تخلُ أيضًا من ملاحظات منها:

أ- أنها لم تَعرِض آراء النسفي على عقيدة السلف، وإنما سارتْ على نفس المنهج الذي سار عليه عبدالحي قابيل، وذلك ظنًّا أنَّه لا خلاف بين السلف والخلف، فالمحصلة واحدة وإنما تعدَّدت الطرق الموصلة إلى النتيجة.

 

ب- رسالتها وصفيَّة - في الغالب - وليست نقديَّة.

 

جـ- جعلت التفويض مذهب السلف، كما جعلت مذهب النسفي هو التفويض، وذلك ليس صحيحًا كما بيَّنتُه في هذا البحث.

 

د- عنوان رسالتها يوحي بشُموليَّتها لآراء النسفي، فقد بحثت مسائل لم يبحَثْها عبدالحي قابيل؛ كالرؤية والإيمان، وتركت قضايا لم تبحَثْها مثل مسائل: الصحابة والإمامة والخلافة، وتميَّز قابيل ببحثها، ولم تُشِرْ هي أيضًا في مقدمة بحثها إلى منهجها هل هو الشمول أم الانتقاء؟

 

هـ- في الترجمة قلَّدت - غالبًا - د. محمد الأنور فيما كتَبَه في تحقيقه لتبصرة الأدلة، فوقعت في نفس الأخطاء التي وقع فيها تقريبًا.

 

و- وعلى كلٍّ فيمتاز بحثها عن بحث قابيل بأنَّه أشمل منه، ولا يَكاد يخرج عن آراء النسفي وأفكاره إلا قليلاً، مع التركيز على الخطوط العريضة في فكره دُون الدخول إلى عُمق أفكاره؛ لذا نجدها تختصر الكلام في مسائل مع أنَّ النسفي وسَّع فيها الكلام، وقد كان يجب عليها إبراز فكره وتحليله.

 

أمَّا رسالة قابيل فهي أجود من حيث قوَّة العرض وجودة الصياغة وفهْم كلام النسفي.

 

4- قام حبيب الله حسن بتحقيق كتاب "التمهيد"؛ للنسفي في رسالة علمية، وتقدَّم بها لكلية أصول الدين بالأزهر، ونال بها درجة الماجستير عام 1406هـ.

 

وكانت بإشراف د. محمد ربيع جوهري، وقدَّم الباحث لرسالته بمقدمة لَخَّصَ فيها آراء النسفي في كتابه "التمهيد" (= موضوع التحقيق) وكان تلخيصه جيدًا، لكنه ليس دراسة عميقة متخصصِّة.

 

5- قام د. علي عبدالفتاح المغربي بدراسة آراء النسفي في كتابه "الفرق الإسلامية" في قرابة 45 صفحة ونشرها، لكنَّها ليست بكافية، وفيها بعض الأخْطاء العلميَّة والمنهجيَّة؛ كاعتباره النسفي ممثِّلاً لأهل السنَّة، ونحو ذلك.

 

ثانيًا: باللغة التركية:

1- قام محمد أولوسان بكتابة رسالة علميَّة عن النسفي بعنوان "أبو المعين النسفي ومكانته في علم الكلام" بجامعة سلجوق بتركيا عام 1990م، ونال بها درجة الماجستير بإشراف د. محمد شرف الدين كولجوك.

 

2- كما قام زكي صاري توبراك بكتابة بحث بعنوان "صفات التكوين عند أبي المعين النسفي"، ونال بها درجة الماجستير من جامعة مرمرة عام 1985م بإشراف د. بكر طوبال أوغلو.

 

3- وقام عبدالغفار أرسلان بإعداد بحثٍ بعنوان "مسألة الحسن والقبح في علم الكلام عند الباقلاني وأبي المعين النسفي والقاضي عبدالجبار"، ونال بها ماجستير عام 1991م من جامعة دوكوز أيلول بإشراف أ. د. ع وني الخان.

 

4- وقام سعيد أوزرفارلي بإعداد بحث بعنوان "مصادر كتاب تبصرة الأدلة"، ونال به درجة الماجستير من جامعة مرمرة عام 1988م بإشراف أ. د. بكر طوبال أوغلو.

 

وقد حرصتُ على الحصول على هذه البحوث التركيَّة، إلا أنَّني لم أفلح في ذلك، كما أنها مكتوبةٌ باللغة التركية وتحتاج إلى مترجِمين مُتخصِّصين أُمَناء، فشكَّل ذلك عائقًا آخَر في طريق الاستفادة منها، فأعرضت عنها، ثم إنَّ المظنون بها أنها لن تعدو ما كُتِبَ عنه باللغة العربية؛ وذلك لأنَّ المنهج السائد في تركيا هو المنهج الماتريدي بحكم مذهبهم الحنفي، والله أعلم.

 

هذا، وقد قمت - بحمد الله - بكتابة هذا البحث مُتَّبِعًا المنهج التالي:

1- حصرتُ موضوع البحث في الخطَّة المقدَّمة للقسم في قضايا التوحيد فقط دون غيرها من القضايا؛ ذلك أنَّ دراسة كلِّ ما أورَدَه النسفي من آراء يطول جدًّا ويُشتِّت الجهد، وبخاصَّة أنَّني لا أكتفي بمجرَّد عرض آرائه بل أنقدها أيضًا.

 

2- سِرتُ في بحثي مُستخدِمًا الطريقة الوصفيَّة والطريقة النقديَّة؛ حيث أقوم أولاً بعرض رأيه في المسألة وأجعله في مبحثٍ مستقل، ثم أُعقِّب عليه سلبًا أو إيجابًا في مبحث آخَر منطلقًا في تعقيبي عليه من عقيدة السلف التي أدينُ الله بها.

 

وقد أُمهِّد لآرائه - أحيانًا وحسب الحاجة - بتمهيدٍ يسير كمدخلٍ إلى الموضوع.

 

3- رجعتُ إلى كُتُبِه مباشرة بدون واسطة، بل إنَّني قد أرجع إلى المخطوط عند الحاجة إلى ذلك، وأستخلص رأيه في المسألة، ولا أعتمد على غيري في معرفة رأي النسفي، بل إنَّني أبدأ أولاً بقراءة كتب النسفي، ثم أرجع إلى مَن كتب عنه لأرى هل وصل إلى ما وصلتُ إليه من استنتاجٍ أم لا؟

 

4- قارنتُ قدر الإمكان آراءه بآراء أبي منصور الماتريدي.

 

5- كما قمتُ بتوثيق الآراء التي ينسبها إلى غيره - كآراء المعتزلة والأشعريَّة - إلى مصادرها المعتمدة، وذلك في الغالب إلا ما ندر حسب وسعي وطاقتي.

 

6- ترجمت للأعلام الذين رأيت أنَّ الحاجة تمسُّ إلى معرفتهم، والمسألة نسبيَّة.

 

7- خرَّجتُ الآيات من المصحف بذِكر اسم السورة ورقم الآية في الهامش.

 

8- كما خرَّجت الأحاديث، فإذا كان الحديث في الصحيحين أو أحدهما اكتفيتُ بذلك.

 

أمَّا عن الخطَّة التي سِرتُ عليها في بحثي فقد جاءتْ في مقدمة وتمهيد وبابين وخاتمة وفهارس، فكانت كالتالي:

المقدمة: بينت فيها أهمية الموضوع وأسباب اختياري له، مع عرضٍ سريع للدراسات السابقة عليه.

التمهيد: فقد جعلته عن نشأة الماتريديَّة وانتشارها وأشهر رجالها مع مقارنتها بالأشعريَّة والمعتزلة.

 

الباب الأول: خصَّصته لعصر النسفي وحياته فجاء في فصلين:

الفصل الأول: عن عصره، وفيه ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: الحالة السياسية.

المبحث الثاني: الحالة الاجتماعية.

المبحث الثالث: الحالة العلمية.

 

الفصل الثاني: عن حياته الشخصية والعلمية، وفيه مبحثان:

المبحث الأول: حياته الشخصية.

المبحث الثاني: حياته العلمية.

 

الباب الثاني: وهو أطول البابين ولُبُّ الرسالة في الوقت نفسه، وجعلته في أحد عشر فصلاً:

الفصل الأول: في إثبات وجود الله، وفيه مبحثان:

المبحث الأول: إثبات وجود الله عند النسفي.

المبحث الثاني: التعقيب على رأيه في إثبات وجود الله.

 

الفصل الثاني: توحيد الربوبية والألوهية، وفيه ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: توحيد الربوبية.

المبحث الثاني: التعقيب على رأيه في توحيد الربوبية.

المبحث الثالث: توحيد الألوهية.

 

الفصل الثالث: التنزيهات، وفيه مبحثان:

المبحث الأول: آراء النسفي في التنزيهات.

المبحث الثاني: التعقيب على آرائه في التنزيهات.

 

الفصل الرابع: أسماء الله، وفيه مبحثان:

المبحث الأول: آراء النسفي في أسماء الله.

المبحث الثاني: التعقيب على آرائه في أسماء الله.

 

الفصل الخامس: الصفات الذاتية، وفيه خمسة مباحث:

المبحث الأول: تقسيم الصفات.

البحث الثاني: علاقة الذات بالصفات.

المبحت الثالث: أزلية صفات الذات ووحدتها.

المبحث الرابع: طرق إثباتها.

المبحث الخامس: صفات (القدرة والعلم والحياة والسمع والبصر).

 

الفصل السادس: صفة الكلام، وفيه مبحثان:

المبحث الأول: آراء النسفي في صفة الكلام.

المبحث الثاني: التعقيب على آرائه في صفة الكلام.

 

الفصل السابع: صفة الإرادة، وفيه مبحثان:

المبحث الأول: آراء النسفي في صفة الإرادة.

المبحث الثاني: التعقيب على آرائه في صفة الإرادة.

 

الفصل الثامن: صفة التكوين، وفيه مبحثان:

المبحث الأول: آراء النسفي في صفة التكوين.

المبحث الثاني: التعقيب على آرائه في صفة التكوين.

 

الفصل التاسع: الصفات الخبرية، وفيه مبحثان:

المبحث الأول: آراء النسفي في الصفات الخبرية.

المبحث الثاني: التعقيب على آرائه في الصفات الخبرية.

 

الفصل العاشر: الاستواء والعلو، وفيه مبحثان:

المبحث الأول: رأي النسفي في الاستواء والعلو.

المبحث الثاني: التعقيب على رأي النسفي في الاستواء والعلو.

 

الفصل الحادي عشر: رؤية الله تعالى، وفيه مبحثان:

المبحث الأول: رأي النسفي في رؤية الله تعالى.

المبحث الثاني: التعقيب على رأيه في رؤية الله تعالى.

 

الخاتمة: وفيها خلاصة ما توصلت إليه في بحثي مع بعض التوصيات والمقترحات.

 

الفهارس: وقد عملت فهرسين؛ أحدهما للمراجع، وقد بلغت - بحمد الله - أكثر من ثلاثمائة مرجع، والثاني للموضوعات.

 

وإنَّني في خِتام عرضي هذا أتقدَّم بالشكر الجزيل إلى الله تعالى الذي يسَّر لي من السبل ما تمكَّنت به من إتمام بحثي، ثم أشكُر الوالدين الكريمين اللذين ربَّياني صغيرًا ورعياني كبيرًا ووقَفَا معي ولا يزالان في كلِّ أمر، فالله المسؤول أنْ يجزيهما عنِّي خير ما جزى به والدًا عن ولده، وأشكر جامعة أم القرى ممثَّلةً في قسم العقيدة؛ حيث أتاحت لي الفرصة لمواصلة تحصيلى العلمى.

 

وأشكر كلَّ أساتذتي ومشايخي الذين علَّموني وأفادوني، وأشكُر جميع زملائي وإخواني وكلَّ من أعانني برأي أو كتاب أو دعوة، فللكلِّ مني جزيل الشكر ووافر الثناء، كما أشكُر الأسرة الكريمة على صبرهم وتحمُّلهم طيلة فترة البحث التي شُغِلتُ فيها عنهم.

 

وختامًا: فهذا جهد المقلِّ أسأل الله قبوله، وأنْ يجعله في ميزان الحسنات، وألاَّ يجعله حجَّة عليَّ، إنَّه سميع مجيب.

 

وصلَّى الله على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه.

 

• • •

الخاتمة

بعد أنْ وصلنا إلى هذه المرحلة من البحث أرى لِزامًا عليَّ تدوين ما وصلت إليه من نتائج، وسأجعلها في فقراتٍ مرقَّمة كما يلي:

1- اليقين التامُّ بأنَّه لن يصلح آخِر هذه الأمَّة إلا بما صلح به أوَّلها.

 

2- أهميَّة دراسة الفِرَق المخالفة لعقيدة السلف من باب (وبضدها تتميَّز الأشياء) وباب (والضد يُظهِر حسنَه الضد)، مع التركيز على أعلامها البارزين.

 

3- أهميَّة دراسة الماتريديَّة على ضوء عقيدة السلف؛ لبيان مَدَى صحَّة دعواهم أنهم من أهل السنَّة والجماعة.

 

4- ظهر لي من خِلال البحث أهميَّة أبي المعين النسفي في المدرسة الماتريديَّة؛ إذ يُعتَبر حلقة وصل بين أبي منصور وبين المتأخِّرين من أتباعه؛ ذلك أنهم يرجعون إليه أكثر ممَّا يرجعون إلى أبي منصور.

 

5- الإمام النسفي من كبار التكلمين، ولا أدلَّ على ذلك من موسوعته الضخمة "تبصرة الأدلة".

 

6- وهو شديد التعصُّب لمذهبه وشيوخ مذهبه، حتى ليصل أحيانًا إلى إطلاق بعض الألفاظ غير اللائقة في حق مخالفيه.

 

7- يرى النسفي أنَّ معرفة الله نظريَّة وليست فطريَّة، ويوجب على جميع المكلَّفين الاستدلال على وجود الله وأنَّه لا عذر لأحدٍ في تركه.

 

8- ويرى أنَّ إيمان المقلِّد صحيح، وإنْ كان عاصيًا بترك الاستدلال.

 

9- ويرى أنَّ الطريق إلى معرفة الله هو العالَم نفسه، فلا بُدَّ من إثبات حدوثه فإذا ثبت حدوثُه ثبت احتياجُه إلى محدثٍ أحدثه، وهو الله.

 

10- وقد سلك في إثبات حدوث العالم طريقة الأعراض والجواهر المشهورة لدى المتكلِّمين، وقدَّمَها على غيرها، بل رآها كافيةً ولم ينكر غيرها.

 

11- وقد دلَّل على وجود الله بحدوث العالم وبدلالة التخصيص المبنيَّة على حدوث العالَم وحاجته إلى مُخصِّص خصَّه بجانب الوجود على جانب العدم، كما استدلَّ بدليل النظام والاتِّساق في الكون على وجود خالق مبدِع حكيم قادر أوجَدَه.

 

12- أمَّا مفهوم التوحيد عنده فغير شامل لتوحيد الألوهية (= التوحيد العملي) بل هو اعتقادي فقط.

 

13- وقد دلَّل على وحدانيَّة الله بدليل التمانُع المشهور، واستدلَّ بوقوعه في القدرة والإرادة.

 

14- ثم أعقَبَه بالتنزيهات؛ وهي ما يُعرَف بالصفات السلبيَّة، وقد قدَّمَها على مباحث الصفات لأنها في العادة تسبقها.

 

15- وفي مباحث التنزيهات تعرَّض لتنزيه الله عن الجسميَّة، وأدخَلَ تحتها الصفات الخبريَّة، ونَفاها بحجَّة أنها تُؤدِّي إلى التجسيم والتشبيه.

 

16- كما تعرَّض في تنزيه الله عن المكان والجهة لصفتي العلو والاستواء فنفاهما؛ لأنَّ إثباتهما يُؤدِّي إلى القول بالمكان والجهة - في نظره - وذلك من صفات الأجسام عنده، وأوَّلَ النصوص الواردة في الاستواء بالاستيلاء.

 

17- وفي مبحث نفي التشبيه عن الله بَحَثَ مسألة أسماء الله تعالى، وأثبَتَها، وقال بالتوقيف فيها، وردَّ على مَن يزعُم أنَّ إثباتها يقتضي المشابهة.

 

18- أمَّا عن تقسيم الصفات إلى ذاتية وفعلية فإنَّه وإنْ أقرَّ بتقسيمها إلى قسمين إلا أنَّه لا يرى فائدةً من التقسيم؛ إذ الجميع عنده أزلي - كما يقول.

 

19- كما يرى أنَّ الصفات زائدة مفهومًا عن الذات، فليست هي الذات كما يقول المعتزلة ولا غيرها.

 

20- وأثبت لله من الصفات ثمانيًا هي: (القدرة والعلم والحياة والكلام والإرادة والسمع والبصر والتكوين)، وقد خصَّ الكلام والإرادة والتكوين بمزيدِ بحثٍ ودراسةٍ.

 

21- قال بأزليَّة جميع الصفات وأنه لا تجدُّد فيها.

 

22- وأمَّا صفات الفعل فأرجَعَها إلى صفةٍ واحدة سمَّاها التكوين، وقال بأزليَّة التكوين وحدوث المكونات، وردَّ على القائلين بعدم التغايُر بين التكوين والمكون، وأطال النفَس فيها جدًّا لتفرُّد أصحابه بها، وقد تبيَّن لنا من خِلال البحث أنَّ الخلاف فيها مع الأشاعرة لفظي.

 

23- وفي صفة الكلام أثبت الكلام النفسيَّ وقال بأزليَّته وقِدَمِه وحُدوث اللفظ، وأنكر تعلُّق الكلام بالمشيئة والقدرة وأنْ يكون بحرفٍ وصوت، وأقرَّ بموافقة المعتزلة في القول بخلق القرآن العربي.

 

24- وأثبت رؤية الله في الآخِرة بأدلَّة شرعيَّة وعقليَّة، وقدَّم الاستدلال بالشرعيَّة على العقليَّة، ويرى أنَّ دلالة الشرع على الرؤية كافية؛ ذلك أنَّ إثباتها لا يتوقَّف عليه إثبات الصانع ووحدانيَّته وصفاته، بل هي متوقِّفة على ذلك، فإذا ثبت ما سبقها بالعقل وثبت صدق الرسول، فلا مانع من إثباتها بما جاء به الرسول، وذكر أنَّ ذلك مذهب الماتريديَّة، ومع ذلك أقام عليها دليلين عقليين هما: دليل القيام بالذات، ودليل الوجود.

 

25- أمَّا عن موقفه من الفِرَق الأخرى فقد كان كما يلي:

أ- أمَّا المعتزلة فكان شديدًا عليهم، وقاسيًا في عباراته لهم، وكتابه "التبصرة" مليء بآرائهم ومناقشاته لهم، ويمكن استخلاص بعض آراء أئمَّتهم منه، هذا مع أنَّه يُوافِقهم في كثيرٍ من الأصول والمسائل كموافقته لهم في إيجاب النظَر والاستدلال على وُجود الله بدليل الحدوث ونفيه؛ لقيام الفعل بذات الله بمشيئته واختياره، وكموافقته لهم في نفي الاستواء والعلوِّ، وتأويل الاستواء بالاستيلاء، والقول بخلق القرآن العربي، ونفي الصفات الخبرية، وتقديم العقل على النقل، ورفض الاحتجاج بالحديث في العقيدة... وغير ذلك ممَّا هو منثورٌ في أثناء البحث ممَّا لا أرى حاجةً لذِكره هنا.

 

ب- وأمَّا الأشعريَّة فقد حاول النسفي أنْ يُميِّز مذهبه عن مذهبهم في غالب الأحيان، إلا أنَّه كان يعتمد عليهم في قضايا كثيرة، وينقل عن الأشعري أحيانًا كثيرة، إلا أنه قد يُخطِّئه ويردُّ عليه في بعض المسائل كما ردَّ عليه في تحديد معنى الجوهر، ومسألة التفريق بين التكوين والمكون وغيرها، وقد يوافقه كما ارتضى تعريفه للعلم وتبنَّاه ووافقه في الدليل العقلي على الرؤية وإنْ لم يُشِرْ إليه.

 

كما يعتمد على بعض أتْباعه الآخَرين؛ مثل: أبي الحسن الباهلي تلميذ الأشعري، وابن فورك، والباقلاني كثيرًا، وكذا عبدالقاهر البغدادي وأبو إسحاق الاسفراييني، وغيرهم.

 

واعتماده عليهم لما بين الذهبين من تقارُب؛ إذ أصولهما مشتركة، لكنَّ هذا لم يمنعْه من أنْ يقسو عليهم أحيانًا في بعض المسائل ويُشنِّع آراءهم؛ كما في مسألة إيمان المقلد، ومسألة التكوين والاستطاعة والقدرة وغيرها؛ ممَّا يجعل كتابه "التبصرة" مَعِينًا لِمَن أراد دراسة الفروق بين الماتريديَّة والأشعريَّة.

 

جـ- وأمَّا الماتريديَّة فهي مذهبه، وإليها ينتمي، ولها يتعصَّب، وعنها ينافح ويكافح، وماتريديَّته ظاهرة في كتبه بلا مِراء، وتعظيمه لأبي منصور أوضح من الشمس في رابعة النهار؛ فهو ينقل عنه ويشرح آراءه، ويجعله أعلم الناس بمذهب أبي حنيفة، بل يصلُ به الحال إلى التِماس العذر له وتأويل كلامه إذا لم يكن مقنعًا له أو كان خطأً، وهذا ما لم يفعله مع خصومه.

 

إلا أنَّني لم أجده يُطلِق على مدرسته اسم الماتريديَّة، وإنما يكثر من قوله (أصحابنا) و(مشايخنا) و(قدماء الأصحاب) ونحوها، ولا يقصد بهم سوى الماتريديَّة الحنفية؛ لأنَّه يرى أنَّ مذهبهم هو مذهب أبي حنيفة أصولاً وفروعًا، ثم إنَّ الماتريديَّة كمصطلحٍ لم يكن اشتهر بعدُ كاشتهار الأشعريَّة.

 

د- وأمَّا مذهب السلف فهو بعيدٌ عنه - عفا الله عنه - بل إنَّه جاهلٌ به فقد وجدته ينسب للسلف ما هم منه برآء؛ كنسبة التفويض في الصفات الخبريَّة إليهم مع أنَّه لا يستطيع هو ولا غيره أنْ يأتي بنصٍّ واحدٍ عن أحدٍ من السلف المعتبرين يُثبِت فيه أنهم مُفوِّضة في معاني نصوص الصفات.

 

كما أنَّه خالَف السلف في أمورٍ كثيرة منهجيَّة وعلميَّة؛ فقد خالفهم في منهج دراسة العقيدة؛ فالسلف مصدرهم الكتاب والسنَّة، والنسفي مصدره العقل، وصرَّح بذلك في كتابه.

 

كما خالَفَهُم في معرفة الله؛ هل هي نظرية أم فطرية؟ فبينما نجد السلف يقولون بفطريَّتها إذا بالنسفي متابعًا لبقيَّة أهل الكلام يقول بنظريَّتها، كما خالفهم في حصْر التوحيد في الاعتقاد دون العمل، وأوَّلَ الصفات الخبريَّة التي يُثبِتها السلف بناءً على منهج التلقِّي عنده، كما خالفَهُم في إثبات أهمِّ الصفات التي كانت مثار نزاعٍ بينهم وبين المعتزلة؛ كالعلو والاستواء والكلام؛ أمَّا العلو فقد نفاه، وأمَّا الاستواء فقد أوَّلَه كتأويل المعتزلة، وأمَّا الكلام فإنَّه وإنْ أثبت المعنى النفسي، إلا أنَّه خالَف السلف ووافق المعتزلة في القول بخلق القرآن العربي المنزَّل على محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم.

 

وفي الصفات الفعليَّة مع أنَّه اقترب من السلف إلا أنَّه بَقِيَ على عقيدته الكلامية من منْع قيام الفعل بذات الله بمشيئته وقدرته؛ بحجَّة امتناع حُلول الحوادث بذاته تعالى، فهو وإنْ قال بأزليَّة الفعل، لكن لا يثبته كما يثبته السلف؛ فالسلف قالوا بأزلية الفعل (= النوع) وتجدُّده (= الأفراد)، أمَّا النسفي فقد قال بمنْع تجدُّد الفعل في ذات الله تعالى مع قوله بأزليَّة مبدأ الفعل وحُدُوث المفعولات.

 

ومع موافقته للسلف في إثبات الصفات المعنوية إلا أنَّ إثباته لها ليس كإثبات السلف؛ فهو يثبتها معنًى أزليًّا دون تجدُّد شيء من أفرادها، وقد بيَّنتُ ذلك في موضعه من البحث.

 

كما إنَّه في صفة الإرادة فَعَلَ الشيء نفسه؛ فقال بقدم الإرادة دُون تجدُّد شيءٍ منها (= أي: أفرادها)، كل ذلك بحجة منع حلول الحوادث.

 

وفي الرؤية فهو وإنْ أثبَتَها إلا أنَّه نفى عنها شُروط الرؤية في الشاهد؛ ممَّا جعلها مزيد علم فقط، وهو إنْ أنكر أنْ تكون الرؤية من قبيل العلم إلا أنَّ لازم مذهبه يُؤدِّي إلى ذلك ممَّا يُقرِّب شقَّة الخِلاف مع المعتزلة؛ لذا لم يجد المتأخِّرون حَرَجًا من التصريح بأنها مزيد علم، وأنَّه لا فرق بين المعتزلة وبين المثبِتين من أشعريَّة وماتريديَّة.

 

ومن المسائل الرائعة التي استوقفَتْني كثيرًا تقريره لطريقة الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأتباعه في قبول إيمان آحاد الناس؛ حيث بيَّن بيانًا شافيًا - مُوافِقًا للسلف - أنَّ الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - وخُلَفاءه والأئمَّة من بعدهم كانوا يقبَلُون من المؤمن إيمانه دون أنْ يطلبوا منه الاستدلال على حدوث العالَم وإثبات الصانع ووحدانيَّته وصفاته، بل قبلوا من كلِّ مَن ثبت عنده صِدقُ الرسول فاتبعه ولم يسألوه عما وراء ذلك، ولم يُقِيموا له مُتكلِّمًا يعلِّمه صناعة الكلام والجدل... إلى آخِر كلامه الرائع، وليته قفَا أثَر السلف في باقي أصول العقيدة ومسائلها!

 

وفي التعقيبات التي كنتُ أُلحِقها بآرائه بيان مذهب السلف ومدى قُرب النسفي منه أو بُعده فأغنى عن التفصيل هنا؛ إذ ذِكرُه هنا تحصيل حاصل.

 

أهم المقترحات والتوصيات:

نظرًا لأنَّ بحثي خاصٌّ بمدرسة معيَّنة، بل بشخصٍ واحد من أئمَّتها، فستكون توصياتي ومقترحاتي مقصورةً على هذا الجانب كما يلي:

1- ينبغي لِمَن أراد دراسة أيِّ فرقة مخالِفة لمعتقد السلف أنْ يكون مُلِمًّا أولاً بعقيدة السلف، بل ضَلِيعًا قدر الإمكان فيها.

 

2- وينبغي له دراسة الفرقة من مصادرها الأصليَّة مباشرةً دون واسطة، إلا في حُدود الضرورة والحاجة.

 

3- وإذا كانت الدراسة في شخصيَّةٍ مثل النسفي فإنَّ الباحث يحتاج مع ما سبق إلى ما يلي:

أ- أنَّ يعرف ولو بشكلٍ مجمل المدرسة التي ينتمي إليها ذلك الشخص؛ بحيث يقرأ ما كُتِبَ عنها من دراسات قدر الإمكان.

 

ب- أنْ يحاول أنْ يقرأ ما كُتِبَ عن شخصيَّات مماثلة لتلك الشخصية من المتكلِّمين، ويعرف كيف تناوَلَ الباحثون تلك الشخصيَّات، ويفضل أنْ تكون الأولويَّة للكتابات التي تنتهج المنهج السلفي.

 

جـ- لا يستعجل في قراءة ما كُتِبَ عن الشخص الذي يريد البحث عنه؛ لأنَّ ذلك يُؤدِّي - في نظري - إلى وقوعه تحت سَيْطرة أفكار مَن سبَقَه؛ فيصبح مُردِّدًا لما كتبوا دون وعيٍ منه أو شعور، وإنما يتَّجِه إلى كتب الشخص نفسه مباشرةً فيقرؤها ويُحاوِل فهمها أوَّل الأمر، ويُعِيد قراءتها ويُكرِّرها ولا يسأم ولا يملُّ، وأنْ تكون الغاية الأولى من قراءته لها هو فهْم ما يقوله صاحبه، وألاَّ يجعل فكرة النقد تُسَيطر عليه منذ البداية، بل يجعل الفهم سابقًا للنقد.

 

د- ثم بعد ذلك يبدأ بتلخيص أفكاره في نقاطٍ وعناصر، تكون عبارة عن استنتاجات توصَّل إليها.

 

هـ- ثم يولِّي وجهه شطر مَن كتب عنه، فيرى هل يتَّفق معه أو يختلف؟ وهل أتى بجديدٍ يُضِيفه على مَن سبقه أم لا؟ وهل استنتاج مَن سبقه صحيح أم لا؟ ويُدوِّن كلَّ ذلك.

 

و- ثم تأتي مرحلة المقارنة بالسابِقين عليه واللاحِقين به؛ ليرى مَدَى تأثره وتأثيره، ومَدَى أصالته من تقليده.

 

ز- ثم ينطلق في صِياغة أفكاره وينقدها على ضوء المعطيات السابقة - وقد فرضنا سابقًا إلمامه بعقيدة السلف - بهذا - والله أعلم - أظنُّ أنَّ الدراسة ستُؤتِي ثمارها وأكُلَها.

 

وهذه تجارب مرَرْت بها أُدوِّنها ولا أدَّعي أنني التزمتُها لم أَحِدْ عنها لأنَّني - بِحُكم قُصوري - لم أفِ بالبحث كما يجب وينبغي، ولم تتكشَّف لي هذه التوصيات والنتائج إلا بعد الانتهاء من البحث، فلم أشأ أنْ أحبسها في نفسي؛ فلعلها تجد مَن يُقوِّمها ويُصحِّح معوجها لأستفيد منها في دراساتي المستقبلية، ولينتفع بها مَن شاء اللهُ من عباده.

 

والله الموفِّق والهادي إلى سواء السبيل.

 

• • •

فهرس الموضوعات

الموضوع

الصفحة

المقدمة

1

التمهيد

13

بداية نشأة الفرق

14

نشأة الماتريديَّة وانتشارها

23

أشهر رجال الماتردية

27

المقارنة بين الماتريديَّة والأشعريَّة

33

السمات العامة للمدرستين

43

الفروق الفكرية بين المدرستين

47

نماذج لمسائل الخلاف

49

المقارنة بين الماتريديَّة والمعتزلة

53

بعض مسائل الخلاف

54

أهم مسائل الاتفاق

58

الباب الأول: حياته وعصره

60

الفصل الأول: عصره

61

المبحث الأول: الحالة السياسية

62

المبحث الثاني: الحالة الاجتماعية

67

المبحث الثالث: الحالة العلمية

69

الفصل الثاني: حياته

73

المبحث الأول: حياته الشخصية

76

أ- اسمه ونسبته

76

ب- كنيته

77

جـ- لقبه

77

د- مولده

78

هـ- بلده

78

و- أسرته

80

ز- وفاته

82

المبحث الثاني: حياته العلمية:

83

أ- شيوخه

83

ب- تلاميذه

85

جـ- مؤلفاته

89

د- مذهبه الفقهي والاعتقادي

105

هـ- مكانته العلمية

107

الباب الثاني: آراؤه في التوحيد

113

الفصل الأول: إثبات وجود الله

114

تمهيد

115

المبحث الأول: عرض رأيه في إثبات وجود الله

118

الخطوة الأولى: حكم النظر والاستدلال

118

الخطوة الثانية: إثبات حدوث العالم

124

أولاً: إيضاح المصطلحات

126

ثانيًا: إثبات الأجزاء التي يتكون منها العالم

130

ثالثًا: أقاويل الناس في قدم العالم وحدوثه

135

رابعًا: تركيب مقدمات دليل حدوث العالم

135

الخطوة الثالثة: إثبات أن للعالم محدثًا هو الله (أدلة وجود الله)

144

الدليل الأول: دليل التخصيص

146

الدليل الثاني: النظام والاتساق والعناية

147

خلاصة آراء النسفي في إثبات وجود الله

150

المبحث الثاني: التعقيب على رأيه في إثبات وجود الله

151

أولاً: نقد إيجابه لبيان حدوث العالم

160

ثانيًا: نقد أصول دليل الحدوث

161

ثالثًا: الملاحظات الإجمالية على دليل الحدوث

173

رابعًا: موقف السلف من طريقة المتكلمين

179

الفصل الثاني: توحيد الربوبية والألوهية

182

تمهيد

183

المبحث الأول: توحيد الربوبية

185

المبحث الثاني: التعقيب على رأيه في توحيد الربوبية

190

المبحث الثالث: توحيد الألوهية

201

الفصل الثالث: التنزيهات (الصفات السلبية)

209

المبحث الأول: آراء النسفي في التنزيهات

210

القدم والبقاء

210

مخالفة الحوادث

211

تحديد معنى التشبيه والتمثيل عند النسفي

211

الأمور التي ينزه الله عنها

214

أولاً: تنزيه الباري عن العرضية

214

ثانيًا: تنزيه الله عن الجوهرية

216

ثالثًا: تنزيه الله عن الجسمية

219

الطائفة الأولى من المجسمة

219

الطائفة الثانية من المجسمة

225

رابعًا: تنزيه الله عن الصورة واللون والطعم

228

خامسًا: تنزيه الله عن المائية والكيفية

228

سادسًا: نفي المكان والجهة عن الله

230

المبحث الثاني: التعقيب على آرائه في التنزيهات

232

أولاً: النسفي لم يعتمد على منهج القرآن في التنزيه

232

ثانيًا: استخدامه لألفاظ مجملة

233

ثالثًا: اعتماده في التنزيه على نفي التشبيه والتجسيم

235

رابعًا: مناقشته في الصورة

245

خامسًا: الكيفية

246

سادسًا: المائية

246

سابعًا: الجهة والمكان

247

الفصل الرابع: أسماء الله

249

المبحث الأول: آراؤه في أسماء الله

250

المبحث الثاني: التعقيب على آرائه في أسماء الله

253

الفصل الخامس: الصفات الذاتية

262

المبحث الأول: أقسام الصفات عند النسفي

263

الميحث الثاني: علاقة الصفات بالذات

265

المبحث الثالث: أزلية الصفات ووحدتها

274

الميحث الرابع: طرق إثبات الصفات

278

أولاً: المسلك السمعي

280

ثانيًا: المسلك اللغوي

280

ثالثًا: المسلك النظري

282

التعقيب

288

المبحث الخامس: صفات القدرة والعلم والحياة والسمع والبصر

299

التعقيب

303

الفصل السادس: صفة الكلام

306

تمهيد

307

المبحث الأول: آراء النسفي في صفة الكلام

318

أولاً: حقيقة الكلام عند النسفي وأدلته عند ذلك

318

ثانيًا: مسألة الحرف والصوت

320

ثالثًا: أزلية كلام الله وقدمه وقيامه بالذات

322

رابعًا: وحدة كلام الله

326

خامسًا: عدم تعلقه بالقدرة والمشيئة

328

سادسًا: مذهبه في القرآن الكريم

329

سابعًا: سماع كلام الله

331

المبحث الثاني: التعقيب على آرائه في صفة الكلام

333

أولاً: نقد الكلام النفسي

333

ثانيًا: نقد رأيه في مسألة الحرف والصوت

339

ثالثًا: نقد رأيه في مسألة قدم كلام الله

343

رابعًا: نقد رأيه في وحدة كلام الله

347

خامسًا: نقد رأيه في مسألة تعلق كلام الله بالمشيئة والقدرة

350

سادسًا: نقد رأيه في مسألة سماع كلام الله

352

سابعًا: نقد مذهبه في القرآن

355

الفصل السابع: صفة الإرادة

361

المبحث الأول: آراء النسفي في صفة الإرادة

362

أولاً: مفهوم الإرادة عنده

362

ثانيًا: كون الإرادة قائمة بذات الباري

365

ثالثًا: أزلية الإرادة

367

رابعًا: وحدة الإرادة

369

خامسًا: عموم الإرادة

369

المبحث الثاني: التعقيب على آرائه في صفة الإرادة

378

الفصل الثامن: صفة التكوين (الصفات الفعلية)

389

تمهيد

390

المبحث الأول: آراء النسفي في صفة التكوين

392

المسالة الأولى

394

المسألة الثانية

394

المسألة الثالثة

400

المسألة الرابعة

404

المبحث الثاني: التعقيب على آراء النسفي في صفة التكوين

406

1- التفريق بين التكوين والمكون

406

2- أزلية التكوين

407

3- هل التكوين صفة مستقلة أم لا

409

4- مذهب السلف في إثبات صفات الفعل لله تعالى

411

5- مناقشته في نسبة القول بالتكوين إلى ما قبل أبي منصور

416

الفصل التاسع: الصفات الخبرية

418

تمهيد

419

المبحث الأول: رأي النسفي في الصفات الخبرية

420

المبحث الثاني: التعقيب على رأيه في الصفات الخبرية

426

الرد على الشبهة الأولى

427

الرد على الشبهة الثانية

428

الرد على الشبهة الثالثة

430

الرد على الشبهة الرابعة

435

الرد على الشبهة الخامسة

439

الفصل العاشر: الاستواء والعلو

449

المبحث الأول: عرض رأي النسفي في الاستواء والعلو

450

المبحث الثاني: التعقيب على رأيه في الاستواء والعلو

457

مناقشة شبهاته في الاستواء

463

دليل الفطرة في إثبات العلو

472

دليل العقل في العلو

476

الفصل الحادي عشر: رؤية الله تبارك وتعالى

482

المبحث الأول: عرض رأي النسفي في رؤية الله تبارك وتعالى

483

أدلة النسفي على إثبات الرؤية

485

الأدلة العقلية على إثبات الرؤية

493

مذهب المعتزلة في الرؤية

502

المبحث الثاني: التعقيب على رأي النسفي في مسألة الرؤية

512

الخاتمة

526

فهرس المراجع

534

فهرس الموضوعات

560





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • الشيخ محمد أبو زهرة وآراؤه الاعتقادية عرضًا ونقدا(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • أبو علي السكوني وآراؤه الكلامية لعبداللطيف تلوان(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أبو السعود وآراؤه الكلامية(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • معين المرشد المعين على الضروري من علوم الدين (أدلة مسائل منظومة ابن عاشر) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • ابن كمال باشا وآراؤه الاعتقادية (دراسة نقدية على ضوء عقيدة السلف)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • أبو موسى وعمه أبو عامر الأشعريان وقصة عجيبة دروس وعبر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المناظرات الفقهية بين فقهاء العراق: أبو إسحاق الشيرازي وأبو عبدالله الدامغاني نموذجا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ابن منده صاحب كتاب الإيمان وأبناؤه أبو القاسم وأبو عمرو ويحيى بن منده(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • من تراجم الشعراء (ابن الرومي - ابن النديم - أبو تمام - أبو العتاهية)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • من تراجم الشعراء (المتنبي - أبو فراس الحمداني - أبو الحسن الأنباري - ابن دريد - البحتري)(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 


تعليقات الزوار
2- آراء العلماء في التوحيد
عبدالكريم فوفانا - غينيا كوناكري 01-07-2017 02:34 AM

من الموضوعات القيمة المفيدة النافعة في جميع المجالات

1- نسخة
عبد الواجد - سوريا 03-04-2015 11:44 PM

بارك الله بجهودكم وجزاكم الله خيرا
هل أستطيع الحصول على نسخة إلكترونية

سكرتير التحرير:

شكرا للتعليق ونفيدكم أننا لم نحصل سوى على الملخص فقط، ولا يوجد تواصل مع صاحب الرسالة.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب