• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فضل من يسر على معسر أو أنظره
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    كونوا أنصار الله: دعوة خالدة للتمكين والنصرة
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    لا تعير من عيرك
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    من مائدة التفسير: سورة النصر
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ
علامة باركود

حزن المسلمين لوفاة مسلمة بن عبد الملك

أ. حسام الحفناوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 2/4/2013 ميلادي - 21/5/1434 هجري

الزيارات: 16471

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حُزْن المسلمين لوفاة مَسْلَمَة بن عبد المَلِك رحمه الله تعالى

أضواء على شخصية الفارس الذي طواه النسيان

مسلمة بن عبد الملك بن مروان رحمه الله (16)


قد تَقَدَّمَت العديد من الدَّلائل على مَكانة هذا الأمير الكريم في قُلوب مَنْ عاصَرُوه، فلا عَجَب أن يَحْزَن المسلمون لوفاته أَشَدَّ الحُزْن، ويَتَأَلَّمُوا لفَقْده أَعْظَم الأَلَم.


وَقْعُ خَبَر وفاة مَسْلَمَة رحمه الله تعالى على مُعاصِرِيه:

روى أبو الفرج في الأغاني[1]، وابن عساكر في تاريخ دمشق[2]، عن زُهَيْر بن مُضَرِّس[3]، قال: رأيتُ هشام بن عبد المَلِك وأنا في عَسْكره يوم تُوفي مَسْلَمَة بن عبد المَلِك، وهشام في شُرْطَته، إذْ طَلَع الوليد بن يزيد[4] على الناس وهو نَشْوان[5]، يَجُرُّ مِطْرَفَ خَزٍّ عليه[6]، فوقف على هشام، فقال: يا أمير المؤمنين، إن عُقْبى[7] مَنْ بَقِي لُحُوق مَنْ مَضَى، وقد أَفْقَر بعد مَسْلَمَة الصَّيْدُ لمَنْ رَمَى[8]، واخْتَلَّ الثَّغْر، فوَهِي[9]، وعلى أَثَر مَنْ سَلَف، يَمْضِي مَنْ خَلَف، فتَزَوَّدُوا ﴿ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ﴾[البقرة:197]، فأَعْرَض عنه هشام، ولم يَحِر جَوابًا[10]، ووَجَم[11] النَّاسُ، فما هَمَس أحدٌ بشيء، قال: فمَضَى الوليد وهو يقول:

أَهيْنَمَةٌ[12] حديثُ القَوْم أم هُمْ
سُكُوتٌ بعد ما مَتَع[13] النَّهارُ
عَزيزٌ كان بينهمُ نَبِيًّا
فقَوْلُ القومِ وَحْيٌ لا يَحارُ[14]
كأنّا بعد مَسْلَمَةَ المُرَجَّى[15]
شُرُوبٌ طَوَّحتْ بهمُ عُقَارُ[16]
أوُ أَلاف هِجَانٌ[17] في قُيودٍ
تَلفَّت كلَّما حَنَّتْ ظُؤارُ[18]
فلَيْتَك لم تَمُتْ وفَدَاك قَوْمٌ
تُريح غَبِيَّهمُ[19] عنّا الدِّيَارُ
سَقِيْمُ الصَّدْر[20] أو شَكِسٌ نَكِيدٌ[21]
وآخرُ لا يَزُور ولا يُزارُ

 

يعني بالسَّقِيْم الصَّدْر يزيدَ بن الوليد[22]، ويعني بالشَّكِس هشامًا، والذي لا يَزُور، ولا يُزار مروانُ ابن محمد[23].


وكان الوليد بن يزيد قد رَثَى عَمَّه مَسْلَمة بأبيات أخرى حين وَصَلَه خَبَرُ الوفاة؛ فقد روي أبو الفَرَج[24]، عنالمَدائِنِي، قال: كان هشام بن عبد المَلِك يُكثر تَنَقُّصَ الوليد بن يزيد، فكان مَسْلَمَة يُعاتِب هشامًا، ويَكُفُّه، فمات مَسْلَمَة، فُغَّم الوليد، ورثاه[25]، فقال:

أَتانا بَرِيدانِ من واسِطٍ
يَخُبَّانِ بالكُتُب المُعَجَّمَهْ[26]
أقول وما البُعْدُ إلاَّ الرَّدَى
أمَسْلَمُ لا تَبْعدَنْ مَسْلَمَهْ
فقد كنتَ نُورًا لنا في البلاد
تُضِيء فقد أَصْبَحَتْ مُظْلِمَهْ
كتَمْنا نَعِيَك نَخْشَى اليَقِيْن
فجَلَّى اليَقينُ عن الجُمْجُمَهْ
وكَمْ من يَتيم تَلافَيْتَه[27]
بأرض العَدُوِّ وكَمْ أيِّمَهْ[28]
وكنتَ إذا الحَرْبُ دَرَّتْ دَمًا[29]
نَصَبْتَ لها رايةً مُعْلَمَهْ[30]

 

وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق[31] عن الزبير بن بكار بعض هذه الأبيات.


وروى البَلاذُرِيُّ في أَنْساب الأَشْراف[32] أن عبد اللهَ بن عبد الأعلى رَثَى مَسْلَمَة، فقال:

 

أبا سَعِيْد أَراكَ اللهُ عافِيَةً
فيها لرُوْحِك عند العُسْر تَيْسِيرُ
فقد أَقَمْتَ قَناة الحَقِّ فاعْتَدَلَتْ
إذْ أنت للدِّيْن مما نابَه[33] سُورُ

 

وروى أيضًا[34] عن ذِي الشَّامَة[35] أنه رَثَى مَسْلَمَة بقوله:

ضاق صدري وعيل صبري[36]ف
لا صبر دون ما أراه أتاكا
كل مَيْتٍ قد اغْتَفَرْتُ[37] فلم أَجْ
زَع عليه إذا جاورَ الهلاكا[38]
قبل مَيْتٍ وقبل قَبْرٍ على الخاب
ور[39]ولم أَستطع عليه اتِّراكا[40]



[1] (7/14،13).

[2] (19/126،125)، (58/45)، (60/361)، وقد اقتصر في الموضع الأخير على مطلع الخبر دون ذكر الأشعار. وانظر: شرح نهج البلاغة (7/83)، والكامل لابن الأثير (4/486)، وتاريخ ابن خلدون (3/106)، ونهاية الأرب (21/296).

[3] هو زهير بن مضرس بن منظور بن زبان بن سيار، اقتصر ابن عساكر على إخراج هذا الخبر في ترجمته بعد أن قال: وفد على هشام بن عبد الملك، حكى عنه ابنه موسى بن زهير،انتهى. وموسى هذا هو راوي الخبر المذكور عن أبيه، وعنه رواه الزبير بن بكار في نسب قريش، ومن طريقه أخرجه ابن عساكر.

[4] هو أبو العباس، الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان، ولي الخلافة بعد وفاة عمه هشام بن عبد الملك سنة خمس وعشرين ومائة، وكانت ولايته بعهد من أبيه، فمكث سنة وثلاثة أشهر، ونقم عليه الناس مجاهرته بالفسق والمجون، وإقامته على ذلك، فقتلوه، وقد اتهم بالزندقة، ولا شك أن أعداءه من بني أمية ومن غيرهم قد بالغوا في أخبار فسقه، وتهتكه، وبرأه بعض المؤرخين من كثير مما ألصق به، وذهب بعض المؤرخين إلى وجود خلل في عقله؛ لما علم من عدم تحاشيه لإظهار المجون، مع ما يعرف من عواقب ذلك من قيام الناس عليه، وخلعه. وقد كان للوليد كلام جيد، رغم ما مضى بيانه من حاله، ومنه قوله المذكور أعلاه. انظر ترجمته في: المحبر لابن حبيب (ص31،30)، وتاريخ دمشق (63/319-349)، وتاريخ الإسلام (8/287-295)، وسير أعلام النبلاء (5/370-373)، والبداية والنهاية (10/7-13)، ومورد اللطافة فيمن ولي السلطنة والخلافة لابن تغري بردي (1/100-105)، وتاريخ الخلفاء للسيوطي (ص220)، وأعلام الزركلي (8/123).

[5] النَّشْوَةُ هي السُّكْر، ورجل نَشْوان واضح النَّشْوة، وقيل: إن النَّشْوان هو من قارَب السُّكْر، دون أن يغلبه السكر، وإن الانتشاء هو أول السكر ومقدماته. انظر: تاج العروس (40/86،85).

[6] الخَزُّ من الثياب هو ما يُنسج من صوف وحرير، وما ينسج من الحرير الخالص، والمِطْرَف من الثياب: رداء من حرير مربع ذو أعلام، وقيل: الذي جعل في طرفه عَلَمان. انظر: تاج العروس (15/137،136)، (24/83)، والمعجم الوسيط (1/231).

[7] العُقبى: آخر كل شيء، وخاتمته. انظر: المعجم الوسيط (2/613).

[8] الفِقْرَة، والفَقْرَة، والفَقَارَة: واحِدَةُ فَقَارِ الظَّهْر، وقد تجمع على فِقَرات، ويقال: عمل به الفاقِرة أي الدَّاهية التي كسرت فِقارَه. ويقال: أَفْقَرَك الصَّيْدُ، فارْمِه: أي أَمْكَنَك من فِقاره، أو من جانبه، أو أنه قَرُب منك، وأَمْكَنك من رَمْيِه. وقوله: أَفْقَرَ بعد مَسْلَمَة الصَّيْدُ لِمَنْ رَمَى، أَراد به أن عمه مَسْلَمَةَ كان كثير الغزو، يحمي بَيْضَة الإسلام، ويَتَوَلَّى سداد الثُّغور، فلما مات اخْتَلَّ ذلك، وأَمْكَن الإِسْلامُ لِمَنْ يَتَعَرَّض إليه. انظر: المحكم والمحيط الأعظم لابن سيده (6/380،379)، وترتيب إصلاح المنطق لابن السكيت (ص49)، وتاج العروس (13/337-341).

[9] وَهِيَ: ضَعُف، ووهي الشيء، أي استرخى رباطه، ووهي الحائط، تَشَقَّق، ووهي الثوب، تَخَرَّق، وانْشَق، أو أصابته الثقوب. انظر: تاج العروس (40/266-269)، والمعجم الوسيط (2/1061).

[10] لم يُحِرْ جوابًا: لم يَرُدَّ، ولم يُجِب، والمحاورة هي المجاوبة، ومراجعة النطق والكلام في المخاطبة، وتحاوروا، أي تراجعوا الكلام بينهم. انظر: تاج العروس (11/108،107)، والمعجم الوسيط (1/205).

[11] وَجَم: سكت عن الكلام؛ لشدة الحُزْن، ويقال أيضًا لمن سكت على غيظ، وعَبَس، وأطرق: وَجَم. انظر: المعجم الوسيط (2/1015).

[12] الهَيْنَمَة: الكلام الخَفِيّ الذي لا يُفهم، أو الصوت الخَفِيِّ، وقيل: الحديث على هدوء. انظر: الاشتقاق لابن دريد (ص350)، والمغرب في ترتيب المعرب للمطرزي (2/390)، والتوقيف على مهمات التعاريف للمناوي (ص745)، وتاج العروس (34/126،125).

[13] متع: طال وارتفع، ومتع النهار: ارتفع غاية الارتفاع، وهو وقت ما قبل الزوال. انظر: ترتيب إصلاح المنطق (ص59)، والمخصص (3/121)، والأفعال لابن القطاع (3/162)، وتاج العروس (22/179)، والمعجم الوسيط (2/852).

[14] الوحي هو الكَلامُ الخَفِي، والصوت يكون في الناس، وأصل الوَحْي في اللغة إعْلام في خَفاء، والإيحاء أن يسر بعض الناس إلى بعض، وقيل: إن كلام الله تعالى الذي نزل به جبريل عليه السلام على الأنبياء والرسل سُمِّيَ وحيًا؛ لأن المَلَك ستره عن جميع الخَلْق، وخَصَّ به النبي المبعوث إليه. تاج العروس (40/169-172)، والمعجم الوسيط (2/1019). فالوليد يصف في عَجُز البيت تهامس الناس من شدة الدهشة والحزن في الموقف المذكور. وقد مر بيان معنى يحار في الهامش رقم (10).

[15] المرجى: الذي ترجوه، فيكون محلًا لرجائك.

[16] الشُّرُوب: جمع شارب، والرجل الشَّارِب هو المُوْلَع بالشَّراب، أو شديد الشراب، ويُقال له أيضًا: شَرُوب، وشِرِّيب، وشَرَّاب. انظر: المحكم والمحيط الأعظم (8/52)، والمخصص (3/204)، وتاج العروس (3/114)، والعُقَارُ: الخَمْر، وسُمِّيت بذلك لمُعاقَرَتها، أَي لمُلازمَتها، يُقَال: عاقَرَه، إذا لازَمه وداوم عليه، أو لعَقْرِها شاربها عن المَشْي، أو لأَنها تَعْقِر العَقْل. والمُعَاقَرَة: الإِدْمان، ومُعاقَرَة الخَمْر: إدْمان شُرْبِها. انظر: تاج العروس (13/111). وطَوَّحَتهم الخمر، أي توَّهَتهُم، وذهبت بهم هَهُنا، وهَهُنا، أو أهلكتهم. انظر: التاج (6/591،590).

[17] ألاف: جمع آلف، من ألف يألف، أي أحب، وأَنِس بما يحب، والإلاف المؤالفة. انظر: تاج العروس (24/482،481)، والمعجم الوسيط (1/24،23)، والهِجان من الأشياء: أجودها، وأكرمها أصلًا، ومن الإبل البيض الكرام، ويطلق على نوع من النُّوق خفيف الجسم، سريع السير. انظر: تاج العروس (36/275،274)، والمعجم الوسيط (2/975،974).

[18] الظُّؤار: جمع الظِّئْر، وهي التي تعطف على غير ولدها، وتُرْضِعُه، سواء كانت من الناس، أو من الإِبل. انظر: تاج العروس (12/460-462). والتَّلَفُّت هو الالتفات، وهو معروف.

[19] كذا وقع في الأغاني، وفي ترجمة زهير بن مضرس من تاريخ دمشق، ووقع في ترجمة مسلمة من تاريخ دمشق، ومختصره (تراخى بينهم).

[20] سقيم الصدر على أخيه: حاقد عليه. انظر: أساس البلاغة (1/464)، وتاج العروس (32/370)، والمعجم الوسيط (1/437).

[21] الشَّكِس: السيِّئ الخُلُق، العَسِرُ فيه، وشَاكَسَهُ، أي عاسَرَه، وشَكاسَةُ الأخلاق: شَراسَتُها، وأَصْلُ الشَّكَاسَةِ: العُسْرُ في المُعَامَلَةِ، وقد شَكِس القومُ، وتَشَاكسوا، أي تعاسَرُوا في بَيْع وشِراء، ثم كثُر ذلك، حتى سُمِّي البخيل شَكِسًا. انظر: المخصص (1/246)، وتاج العروس (16/170). والنَّكِدُ: الشحيحُ، العَسِر، القليل الخير، والنُّكْدُ بالضم: قِلَّةُ العَطاءِ، ويفتحُ، وعَطاءٌ مَنْكودٌ: نَزْرٌ قَليل، وتَناكَدا: تَعاسَرا، وناكَدَهُ: عاسَرَه، ونكد الرجل نكدًا: قَلَّل العطاء، أو لم يُعْطِ البتة. انظر: تاج العروس (9/236-239)، والمعجم الوسيط (2/951). وقد كان هشام مشهورًا بالبخل، وأفاض المؤرخون في ذكر أخباره في ذلك بما لا يخلو من مبالغة.

[22] هو يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان، تقدمت ترجمته في المقال السابق، هامش رقم (14).

[23] آخر خلفاء بني أمية، قتله عبد الله بن علي العباسي بقرية بوصير من قرى الفيوم بمصر سنة 132ه-، وكان يلقب بالحمار؛ لشدة صبره في الحروب. انظر ترجمته في: تاريخ دمشق (57/319-347)، وأعلام الزركلي (7/209،208).

[24] الأغاني (7/12،11).

[25] إن صَحَّت مُعاتَبة مَسْلَمَة لهشام في شأن الوليد - مع ما عُرِف عن أخلاق مَسْلَمَة - فقد يُسْتَدَلُّ بها على بُطْلان كثير مما نُسِب إلى الوليد بن يزيد من الإفْراط في المُجُون، والتَّلَبُّس بالزَّنْدَقَة، كما أن حُزْن الوليد الشديد على وفاة عَمِّه مَسْلَمَة يعد أنموذجًا على عظم مكانة مسلمة في قلوب معاصريه؛ وما ذاك إلا لأن مسلمة هو الذي أشار على أخيه يزيد بن عبد الملك بالعهد إلى أخيهما هشام من بعده، ثم للوليد من بعد هشام، وكان يزيد إذا رأى ولده الوليد بعدما بلغ يقول: الله بيني وبين من جعل هشامًا بيني وبينك. انظر: أنساب الأشراف (8/370،369)، وتاريخ الطبري (4/222)، والكامل لابن الأثير (4/347)، ونهاية الأرب (21/238).

[26] يطلق البريد في الأصل على الدابة التي تحمل الرسائل، ويطلق أيضًا تبعًا لذلك على الرسول الذي يحملها، وعلى الرسائل ذاتها، وذهب غير واحد إلى كونها فارسية معربة. انظر: تاج العروس (7/418،417)، والمعجم الوسيط (1/48). والمقصود بواسط هنا والله أعلم موضع آخر بخلاف مدينة واسط المشهورة التي تقع بين البصرة والكوفة، وقد ذكر ياقوت في معجم البلدان عدة مواضع تسمى بواسط، والظاهر أن المراد بها هنا قرية واسط بالخابور قرب قرقيسيا من إقليم الجزيرة، وقد ذكرها ياقوت (5/351)، أو لعل البريد وصل من الناعورة إلى مدينة واسط المشهورة، ثم جاءهم في دمشق. وقوله: يخبان: من الخَبَب، وهو نوع من العّدْو، والإسراع في السير، وقد خَبَّ يَخُبُّ إذا عَدا، وخَبَّ الفَرَس، أي جَرى. انظر: تاج العروس (2/328-331). والكتب المعجمة هي الكتب المنقوطة، وأعجم الكتاب، أي نَقَطَه، فزالت عُجْمَتُه بالنَّقْط، والعَجْم هو النقط بالسواد، كأن تضع نقطتين على التاء، ونقطة على النون، وقد يراد به عكس هذا المعنى من الالتباس، والإشكال. انظر: تاج العروس (33/59-65).

[27] أي أدركته. انظر: المعجم الوسيط (2/833).

[28] الأَيِّمة: هي المرأة التي لا زوج لها، سواء تزوجت من قبل، أو لم تتزوج. انظر: المعجم الوسيط (1/35).

[29] دَرَّ: كثر، وسال، والمراد أن ساحة الحرب قد امتلأت بالدماء التي تدفقت من المقاتلين، وتصببت من جروحهم كما يدر الضِّرْع باللبن. انظر: تاج العروس (11/278-289).

[30] أَعْلَم نَفْسَه في الحرب: جعل له علامة، وأعلم فَرَسه، أو رايته كذلك. انظر: المعجم الوسيط (2/624). وقد كان القادة الشجعان ينصبون راياتهم في الحروب، أو يرفعونها، أو ينصبون خيامهم في قلب أرض القتال، ليظهر ذلك لجنودهم، فتثبت قلوبهم بثبات قادتهم، ويلتفوا من حولهم.

[31] (58/45،44). وانظر: تاريخ الإسلام (7/470)، وتهذيب الكمال (27/564).

[32] (8/363).

[33] نابه: أصابه، ونزل به، والنائبة، والنوبة: ما ينزل من الكوارث، والمصائب، والحوادث المؤلمة. انظر: تاج العروس (4/318)، والمعجم الوسيط (2/961).

[34] (8/365).

[35] ذو الشامة هو لقب لمحمد بن عمرو بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط، وكان أبوه يلقب بأبي قطيفة؛ لكثرة شعر لحيته، ووجهه، وصدره، وقد وَلَّى مسلمةُ - بعد توليه العراق عقب هزيمة يزيد بن هبيرة - ذا الشامة الكوفة، ثم عزله ابن هبيرة سنة 103ه-. انظر: تاريخ خليفة بن خياط (ص91)، وتاريخ الطبري (4/75)، ونهاية الأرب (21/238). وقد أورد رثاءه لمسلمة المرزباني في معجم الشعراء (ص416)، والصفدي في الوافي بالوفيات (4/203)، مع اختلاف في الأبيات، وعندهما بيت رابع في آخر الرثاء قال فيه:

زائِنٌ للقُبُور فيها كما كُنْ
تَ تُزَيِّن السُّلْطان والأَمْلاكا

[36] عال الأمرُ فلانًا: مال عليه، وثقل، واشتد، وقوله: عِيْل صبري، أي نَفَذ صبري، يُقال: عالني الشيء، يعولني، أي غلبني؛ فقولهم: عِيْل صَبْرُه، أي غُلِب صَبْرُه، وقد يكون بمعنى رُفِع وغُيِّرَ عمّا كان عليه. انظر: جمهرة الأمثال لأبي هلال العسكري (2/36)، والزاهر في غريب ألفاظ الشافعي لأبي منصور الهروي (ص270)، وتاج العروس (30/72)، والمعجم الوسيط (2/637).

[37] في الأصل (اعتفرت) بالعين المهملة، واعْتَفَر الشيءَ، وعَفَرَه: مَرَّغَه في العَفَر - وهو التراب - أو دَسَّه فيه، ووقع في معجم الشعراء للمرزباني (اغتفرت) بالغين المعجمة، وغَفَر الشيء، واغْتَفَرَه بمعنى سَتَرَه، فكأنه - وفقًا لأي من الضبطين المذكورين - يقول: كل ميت وضعته في قبره. انظر: المعجم الوسيط (2/656،610).

[38] الهلاك هو الموت، فمجاورة الهلاك بمعنى الموت.

[39] في معجم الشعراء (على الحانوت) وهو اسم الموضع الذي توفي فيه مسلمة كما سيأتي، وأما الخابور، فهو اسم لنهر كبير بين رأس عين والفرات من أرض الجزيرة، وحوله بلدان وقرى كثيرة، غلب عليها اسمه، كما في معجم البلدان (2/334)، وقد ذكر الحميري في الروض المعطار (ص211) أنها مدينة لطيفة على شاطئ الفرات، لها بساتين وحدائق، وبها مات مسلمة بن عبد الملك. ومن الواضح من وصف الجغرافيين والمؤرخين للخابور أن حِصْن مَسْلَمة بالجزيرة داخل في نطاق القرى والمدن المحيطة بنهر الخابور، والتي تسمى باسمه، والحانوت، أو الحانوتة قرية كانت من أعمال حلب، قال ابن العديم في بغية الطلب (1/64): وكان لمسلمة قرى ومزارع بأعمال حلب، اتخذها، وعمرها أيام إقامته بالناحية المذكورة - يعني قصر الناعورة- منها الحانوت، وبها مات، وتسمى في زمننا الحانوتة،انتهى. وقد ذكر في غير موضع أن قصر الناعورة بنواحي حلب أيضًا. وذكر البلاذري في أنساب الأشراف (7/199) أنها من ديار مضر.

[40] الاتِّراك والترك بمعنى.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • التعريف بشخصية الفاتح العظيم الأمير مسلمة بن عبد الملك
  • إتمام التعريف بشخصية الفاتح العظيم الأمير مسلمة بن عبد الملك
  • من حكم مسلمة بن عبد الملك وجيد كلامه (1)
  • من حكم مسلمة بن عبد الملك وجيد كلامه (2)
  • مسلمة أكثر أبناء عبد الملك أهلية للخلافة
  • ثناء المؤرخين على مسلمة بن عبدالملك
  • الوليد بن عبد الملك
  • يزيد وهشام ابنا عبد الملك

مختارات من الشبكة

  • الحزن والضيق، وعلاجه في ديوان (جولة في عربات الحزن) للدكتور عبد الرحمن العشماوي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • ملازمة مسلمة بن عبد الملك لعمر بن عبد العزيز في مرض وفاته(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الحزن يتعب والدتي لوفاة جدتي، فكيف أساعدها؟!(استشارة - الاستشارات)
  • من أخلاق مسلمة بن عبد الملك ومناقبه (3)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • من أخلاق مسلمة بن عبد الملك ومناقبه (2)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • من أخلاق مسلمة بن عبد الملك ومناقبه (1)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • استهجان مسلمة بن عبد الملك اللحن وعنايته بالأدباء(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • علو كعب مسلمة بن عبد الملك في معرفة لغة العرب وآدابها (2)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • علو كعب مسلمة بن عبد الملك في معرفة لغة العرب وآدابها (1)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • صلة مسلمة بن عبد الملك بأهل العلم وروايته لحديث النبي(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب