• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فضل من يسر على معسر أو أنظره
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    كونوا أنصار الله: دعوة خالدة للتمكين والنصرة
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    لا تعير من عيرك
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    من مائدة التفسير: سورة النصر
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ
علامة باركود

ملخص كتاب: المنظور الحضاري في التدوين التاريخي عند العرب

ملخص كتاب: المنظور الحضاري في التدوين التاريخي عند العرب
د. مولاي المصطفى البرجاوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 3/12/2012 ميلادي - 19/1/1434 هجري

الزيارات: 38343

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص لكتاب

المنظور الحضاري في التدوين التاريخي عند العرب


الملخص:

يُمثل كتاب "المنظور الحضاري في التدوين التاريخي عند العرب" للدكتور سالم أحمد محل، سلسلة "كِتاب الأمة" - أنموذجًا من نماذج الكتابات والدِّراسات التاريخية القليلة التي سَعَت إلى تسليطِ الضَّوْءِ على الواقع التاريخي من زاويةٍ حضارية، وهو مَنهجٌ جديد قلما نعثُر عليه في كتب الأقدمين، التي كانت تحرص على تناوُل الأحداث التاريخية من زاوية سياسية.

 

لقد بدأ المنظور السياسي في التفسير التاريخي يتنحى عن مكانته إلى حَدٍّ ما، تاركًا المجالَ مفتوحًا للنظرة الحضارية الجديدة، وتفاسيرها التي بدت أقربَ إلى الحقائق من التفاسير السياسية.‏

 

لقد شهد القرنُ الثامن عشر الميلادي ميلادَ هذه التوجُّهات الجديدة في أوربا، فقد وجد بعضُ الدَّارسين الأوربيِّين أنَّ التاريخَ الأوربي في العصور الوُسطى، لا يعدو أن يكونَ تواريخَ لملوك أوربا وحروبهم، ومنازعاتِهم، وتحالفاتهم، ومعاهداتهم.‏

 

إذ إنَّ الأخبار السياسية وأخبارَ الحروب في نظر أصحابِ هذا الرأي، لا تُفصِح عن العقل الإنساني خلالَ العصور؛ يقول فولتير - صاحب فكرة فلسفة التاريخ -:‏ "ولكني بعد قراءة وصف ما بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف معركة، وبضع مئات من المعاهدات - لم أجد نفسي أكثرَ حكمةً مما كنت قبلها؛ حيث لم أتعرف إلاَّ على مجرد حوادثَ لا تستحق عناءَ المعرفة".

 

فهذا كِتاب الأمة الستون: "المنظور الحضاري في التدوين التاريخي عند العرب"؛ للدكتور سالم أحمد محل، في سلسلة "كِتاب الأمة"، التي يُصدرها مركزُ البحوث والدراسات، بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، إسهامًا في عملية استرداد شخصية المسلم، الذي يفقه الدينَ ويفهم العصر، ومُعاودة إخراج الأمة المسلمة، وتحقيق مدلول الإيمان والوحدانية بأبعاده المتعددة في النفوس، بعد أن لَحِقَ به الكثير من التأويلات والتفسيرات، التي أشاعها مناخُ التخلُّف والاستخزاء الثقافي.‏

 

فالقرآن هو مصدر المعرفة التاريخيَّة، ومصدر الوعي التاريخي في وقتٍ واحد، خاصَّة أنَّه طلب التوغُّل في التاريخ، ودعا إلى السير في الأرض، ولفت النظرَ إلى أهميةِ الاعتبار بأحوال الأمم السابقة، وأتى على نماذجَ منها؛ مما دفع الإنسانَ المسلم للبحث والتنقيب التاريخي؛ لمعرفة هذه الأحوال، والخروج من عهدة التكليف الشرعي بتحقيق العِظَة والعِبْرة والوقاية الحضارية؛ قال -تعالى-: ﴿ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ * هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 137 - 138]، وقال: ﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [يوسف: 111]، وقال: ﴿ وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [هود: 120]، حتى لقد جُعلتِ المعرفة التاريخية ومسالك الأنبياء مع أقوامهم مصدرَ تبيُّن واهتداء، ومنهجَ اقتداء للمُوحَى إليه؛ ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ﴾ [الأنعام: 90]، ﴿ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ﴾ [الأحقاف: 35]، ولئن كانت هذه المحركات للنُّزوع التاريخي، بالنسبة للمُوحى إليه، المستغني عنها بالوحي، فهي بالنسبة للمُسلم المسترشد بالوحي - بعد توقفه - أشد لزومًا.‏

 

ولم يقتصرِ القرآنُ على ذكر الحدث التاريخي، أو القصة التاريخية وتسجيلها كما وردت، وهذا يمثل نصفَ الطريق في البحث التاريخي، وإنَّما تجاوَزَها إلى التقويم والنقد، أو التفسير التاريخي في ضوء السنن الفاعلة في الحياة والقيم المعيارية المُوحى بها؛ ليمتلكَ المسلمُ الأبجديةَ المطلوبة لقراءة التاريخ وتفسيره، فلا يضل ولا يَشْقَى، فيذهب إلى التاريخ بلا معيار، ويعجز عن العودة للتعامُل مع الحاضر.‏

 

ويُمكن القول:

إنَّ عمليةَ النقد والتقويم والمراجعة - على حد تعبير الكاتب - كانت تسير في القرآن جنبًا إلى جنب مع تسجيل الحدث التاريخي؛ مما يوحي بأنَّ النقد والتقويم التاريخي يُعَدُّ جزءًا من صناعة التاريخ أو البناء التاريخي، الأمر الذي يؤكد ما يراه بعضهم من أنَّ النقد والتقويم يبقى دائمًا جزءًا لا يتجزأ من عملية البناء الفكري والتربوي والأدبي والثقافي، وأنَّ الناقد والمنتج شريكان في العمل.‏

 

والكتاب تم تشريحه إلى مناطقَ بَحثية تالية:

• تقديم بقلم عمر عبيد حسنة.

• مقدمة.

• الفصل الأول: الوعي التاريخي عند العرب:

أ - مرحلة ما قبل الإسلام.

ب - عصر الرسالة.

• الفصل الثاني: نشأة التدوين التاريخي، والمنظور الحضاري.

• الفصل الثالث: المنظور الحضاري في التدوين التاريخي عند ابن خلدون.

 

تقديم بقلم عمر عبيد حسنة:

بادئَ ذي بَدْء، حاول "عمر عبيد حسنة" في هذا التقديم تناوُل بعضِ القضايا التي تهم التاريخ الإسلامي، فالفردُ المسلم - في نظره - ليس معزولاً، ولا يعاني القطيعة والانفصال عن التاريخ الإنساني، بل هو جزء منه.

 

فالمسلم الحقُّ يقوده استيعابه إلى فَهمِ التاريخ البشري بكُلِّ إيجابِيَّاتِه وسلبياتِه، في مُحاولة التعرف على وسائل النهوض والسُّقوط ومُمارسة التغيُّر، والاستجابة لأمر الله - سبحانه وتعالى - الذي ناط عمليات التغيير، وصُنْعَ التاريخ بإرادة الإنسان وقدرته، فقال -تعالى-: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11]، وأشار القرآنُ أيضًا إلى مرحلةِ بَدْءِ الفعل التاريخي؛ ﴿ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ﴾ [العنكبوت: 20].

 

وأضاف أيضًا أنَّ التاريخَ ليس مُجرد دراسة الماضي بكلِّ مكوناته المتفاعلة (الإنسان والزمان)؛ وإنما يعني كذلك بعثًا للماضي وإحياءَه في وجدان الحاضر.

 

وحقيقة أخرى يَجب الإشارة إليها؛ أنَّ التاريخَ إذا اقتصر على الجانب السياسي (التاريخ السياسي)، وترَك البُعد الثقافي والحضاري، يكون مجرد مضيعة للوقت.

 

المقدمة:

قبل ولوج الموضوع - الذي يُعَدُّ اقتباسًا من أطروحةٍ في التاريخ الإسلامي، حصل بها المؤلف على درجة الدكتوراه من جامعة الموصل في العراق عام 1992م - تناولَ الكتابُ الجانبَ اللغويَّ لكلٍّ من:

• المنظور: من الفعل "نَظَر"، والنَّظر والنظران: تأمُّل الشيء بالعين، ورجل منظور معين، ورجل منظور: يُرْجَى فضلُه وترمقُه الأبصار.

 

• الحضارة من "حضر"، والحضر خلاف البدو، والحاضرة ضد البادية، وهي المدن والقرى، والريف والبادية ضدهما.

 

والحضارة هي: "التقدم الروحي والمادي للأفراد والجماهير على السواء".

 

• الوعي: وهو الحفظ والإدراك.

 

• أما الأُمَّة، فهي الجماعة، والأمة: الطريقة والدين، يقال: فلان لا أُمَّةَ له: لا دين له ولا نِحْلَة.

 

الفصل الأول: الوعي التاريخي عند العرب:

أ- مرحلة ما قبل الإسلام وغياب الوعي التاريخي:

تَميَّز بما يلي:

تأخر الوعي التاريخي والتحضر في منطقة نجد والحجاز؛ لأسباب، منها:

• البيئة الصحراويَّة القاسية في نجد والحجاز، التي لم تساعد على الاستقرار (الأيام والأنساب).

• عدم وجود دولة واحدة تضم العرب وتوحِّدهم قبل الإسلام.

• غياب الوحدة الدينية والسياسية.

 

• اهتمام العرب بنهاية التاريخ؛ يقول امرؤ القيس:

 

تِلْكَ الْمَنَايَا فَمَا يُبْقِينَ مِنْ أَحَدٍ
يَأْخُذْنَ حُمْقًا وَمَا يُبْقِينَ أَكْيَاسَا

 

ب- عصر الرسالة، وظهور الوعي التاريخي:

إنَّ ظهور الإسلام يعدُّ منعطفًا خطيرًا في حياة العرب، فقد غير مسارَ حياتِهم، وأُسُس تفكيرِهم، واستبدل بعقائدِهم المنحرفة الضالَّة عقيدةً واضحة، فكوَّن بذلك القاعدةَ الفكريةَ اللاَّزمة لتوحُّدهم بعد حياةِ التبعثُر والشتات، التي كانوا يعيشونها في ظِلِّ القبلية، وما فرضته طبيعتُها عليهم من مخاصمات وحروب ودماء.‏

 

وبقدر تعلُّق الأمر بالوعي التاريخي، فإنَّ القرآنَ الكريم قد استفزَّ العقل العربي في المحاور الأربعة التالية، التي يرى الكاتب أنَّها كانت المشكاة التي أضاءت الطريق لمسيرة علم التاريخ العربي الإسلامي:

إنَّ القرآن الكريم أضاء له الطريقَ في مسيرة علم التاريخ العربي الإسلامي عبر عِدَّة أبعاد:

1- فكرة المصير في القرآن الكريم وأثرُها في الوعي الحضاري؛ يعني: هذا التاريخ الإنساني لا ينتهي بالنِّهاية المحزنة التي يطويها العدم، وإنَّما تستمر في عالم آخر بعد الموت.

 

2- البُعد الحضاري في القرآن الكريم، ويتجلى في فكرةِ الاستخلاف في الأرض، الذي ينطوي على دعامتين، هما: الإيمان بالله والعمل الصالح، وتجنب كل ما هو من شأنه الإفساد في الأرض؛ يقول -تعالى-: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾ [النور: 55].

 

3- أخبار الأمم الماضية في القرآن الكريم، وأثرها في الوعي التاريخي عند العرب المسلمين:

قَصَّ القرآنُ أخبارَ بعضِ الأمم السابقة لرسالة الإسلام المحمدية، مثل أمم (نوح، وإبراهيم، وعاد، وموسى...)؛ ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ * قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ ﴾ [الشعراء: 69 - 71].

 

4- وحدة الرِّسالات السماوية، كما جاء في القرآن الكريم، وأثرها في الوعي التاريخي (ص 65)، وتتجلى وحدة الرسالات السماوية في قوله - تعالى -: ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ... ﴾ [البقرة: 285].

 

الفصل الثاني: نشأة التدوين التاريخي والمنظور الحضاري:

فقد كان القرآنُ الكريم المحفز لدراسة التاريخ العربي القديم إلى جانب التاريخ العام، في حين كان الحديث النبوي الشريف المحفز للاهتمام بجمع وتدوين التاريخ الإسلامي.

 

تعريف التاريخ:

• لغة: يقول الرازي: "التاريخ والتوريخ: تعريف الوقت، أرَّخ الكتاب بيوم كذا و"ورخه" بمعنى واحد"، وقيل: اشتقاقه من الأرخ؛ يعني: بفتح الهمزة وكسرها، وهي صغار الأنثى من بقر الوحش؛ لأنه شيء حدث كما يحدث الواحد.

 

• اصطلاحًا: يعني "الوقت" قال خليفة بن خياط: "وبالتاريخ عرف الناس أمرَ حجهم وصومهم، وانقضاء عِدَد نسائهم، ومحل ديونهم"، فالتاريخ عند الكافيجي (تعريف الوقت)، والتاريخ عند السفاري (الإعلام والوقت).

 

ويعني أيضًا الأخبار المتعلقة بجيل؛ يقول ابنُ خَلدون: "ذكر أخبار العصر أو الجيل"، ويتحول التاريخ أيضًا إلى "التاريخ الحضاري" في تعريف حاجي خليفة، و"طاش كبرى زاده"، ويتجلى دلك من خلال التعريف التالي لكليهما للتاريخ، (وهو: معرفة أحوال الطوائف وبُلدانهم ورسولهم، وعادتهم ومنائع أشخاصهم، وأنسابهم، ووفياتهم...).

 

• وموضوع التاريخ: الإنسان، والزمان، والحضارة؛ لأنَّ الإنسانَ كائن حضاري، مبدع، صانع، مفكر.

 

• أمَّا الفرق بين الخبر والتاريخ، فالخبر قبل الإسلام يعتمدُ الرِّواية الشفوية، ولم يظهر بمظهر كتابي إلاَّ في النقوش، والخبر: واحد الأخبار... وخبَرَ الأمر: علِمه... والخُبر بالضم هو العلم بالشيء... والخبير: العالم؛ ص76.

 

والتاريخ: يقصد به كتب التاريخ أو التدوين التاريخي + الوقت.

 

والخبر كان سائدًا قبل الإسلام، لكن مع دخول الإسلام ذاعَ مُصطلح التاريخ؛ لذلك فإنَّ الخبر أسبقُ من التاريخ بين العرب.

 

بدايات التدوين في التاريخ الإسلامي:

• نشأة التدوين التاريخي: وُلد ونشأ التدوين التاريخي في كنف الإسلام، وتَجلَّى ذلك في مصدرين:

• القرآن الكريم: نزل منجمًا وبالتدريج، بعض آياته نسخ، وبعضها استقر.


• الحديث النبوي الشريف: يشمل أفعالَ وأقوالَ الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقد كان عاملاً آخر بالنسبة للمسلمين في مجال التاريخ؛ إذ أخد المسلمون بجمعه؛ للاستعانَةِ على تفسير القرآن الكريم، وقد كانت السنةُ الأساسَ الذي قامت عليه فيما بعدُ كتبُ السيرة والمغازي.

 

بدايات التدوين: السيرة والمغازي:

إنَّ بزوغ التدوين التاريخي عند العرب يشير إلى وجود اتجاهين في الدراسة الإسلامية:

الأول: وهو اتجاه ديني تخصصي، يتمثل في اهتمام وعناية أهل الحديث بالدِّراسات التاريخية التي ارتبطتْ مند ظهورها بسيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومغازيه.

 

الثاني: هو اتجاه قبلي أو اتجاه (الأيام)، وهو استمرار للتُّراث القبلي، الذي كان سائدًا قبل الإسلام، وقد تركز هذا التيار على الأغلب في الكوفة والبصرة.

 

الفصل الثالث: المنظور الحضاري في أوساط التدوين التاريخي حتى عصر ابن خَلدون.

عن استقرار أنماط التدوين التاريخي عند العرب المسلمين، يفرض على الباحث تناوُلها بمنهجية تقوم بدراستها على طريقتين:

• الطريقة العمومية: هي أن المؤرخ يبتدئ التاريخ مند بَدء الخليقة، أو الطوفان، أو مند الميلاد، أو ظهور الإسلام حتى ينتهي بعصره.


• الطريقة الأفقية: هي الدِّراسة التاريخية التي تتوزع على المكان أكثرَ من توزُّعها على الزمان؛ أي: إنَّها تدرس شرائحَ منتخبة من الناس موزعة على المجتمع العربي الإسلامي في امتداداته العمريَّة حتى ينتهي بعصره.

 

فالنمط العمودي يتمثل في:

1- التواريخ العامة أو تواريخ العام:

يركز هدا النمط على الفرد في التفسير الحضاري للتاريخ؛ أي: إنَّ هذا الأخير والحضارة من صنع الفرد، ومن بين الكتَّاب المهتمين بهذا المجال (الدينوري، المسعودي، حمزة الأصفهاني...).

 

2- الطبقات والتراجم:

ظهر فنُّ التأليف في الطبقات والتراجم نتيجةً لحاجة العلماء المعنيين بتدوين الحديث، ومعرفة سير رجال الأسانيد، أو رواة الحديث؛ بهدف التحقق من صدقهم طبقًا لمنهج "الجرح والتعديل" الذي اتبعه المحدِّثون، فظهرت في طبقة المحدثين.

 

3- التواريخ المحلية، والإقليمية والمنظور الحضاري:

وهي تواريخ المدن، من بين من اهتم بهذا المجال: ابن زبالة "أخبار المدينة"، ابن عساكر "تاريخ دمشق".

 

ابن خلدون وفلسفة التاريخ:

في هذا المحور حاول الكاتِبُ أنْ يقفَ عند مصطلح فلسفة التاريخ من حيث المنشأ والذُّيوع:

إذ يعد ابنُ خلدون مُنشئ فلسفة التاريخ على صَعيد الفكر الإنساني، بدراسة العُمران؛ حيث قال: إنَّ الأمم تقوم على ركائز أو شروط حضارية، إِنِ اختفى شرطٌ منها، انتقلت إلى مرحلة البداوة، وإذا تمسكت بزمام الحضارة، عادت إلى عِزَّتِها وعظمتها، وهكذا دواليك.

 

أما فولتير - الذي يُعَدُّ أولَ مَنْ أطلق مُصطلح "فلسفة التاريخ" - فعرَّفها كما يلي: دراسة التاريخ الحضاري للأمم من وجهة نظر عقلية ناقدة.

 

خلاصة القول:

هذه الدراسة تُمثِّل نبعًا وإنتاجًا تاريخيًّا رصينًا، حاول من خلالِها الكاتب أن يسلطَ الضوء على الفكر التاريخي الإسلامي، الذي قلَّل من شأنه أبناؤه، والتصقوا بثقافة الجنس الأبيض الممسوخة، فاتبعوها حذو القُذَّة بالقُذَّة، فتخربت عقولهم، فأصبحوا مثل الغراب الذي أراد تقليدَ الحمامة، لا هو أتقن مشيتها، ولا هو حافظ على مشيته، ولا حول ولا قوة إلا بالله العَلِيِّ العظيم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • ملخص كتاب : مساءلة ضمير
  • كتاب الاستيعاب في أسماء الأصحاب لابن عبدالبر (ت 463هـ / 1071م)
  • أهمية دراسة التاريخ
  • التدوين وكيفيته
  • ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي
  • ملخص كتاب: جوانب من الحياة الاجتماعية لمصر من خلال كتابات الجبرتي (ج 1)
  • علم التاريخ في الحضارة الإسلامية
  • ملخص كتاب: الاستشراف النبوي وأثره في بث الأمل وقت الأزمات
  • أسباب ظهور التدوين الحر
  • ملخص كتاب: جلب السعادة عبادة
  • ملخص كتاب: كيف يكون قلبي سليما؟
  • ملخص كتاب: المجملات النافعات في مسائل العلم والتقليد والإفتاء والاختلافات - الثاني: العلم

مختارات من الشبكة

  • ملخص كتاب علم مناهج التربية من المنظور الإسلامي (عرض تقديمي)(كتاب - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • إدارة الوقت من المنظور الإسلامي والإداري (ملخص ثان)(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • إدارة الوقت من المنظور الإسلامي والإداري (ملخص أول)(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • إدارة الوقت من المنظور الإسلامي والإداري (الكتاب الناطق)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • ملخص بحث: مكافحة الفساد الإداري والاجتماعي من منظور إسلامي(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: الديموقراطية من منظور إسلامي(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • طبيعة العلم من المنظور الإسلامي(مقالة - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • السماوات بين المنظور العلمي والقرآن (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هل تتوافق خدمات الشركات لمتقاعديها مع المنظور والتطبيق الحديث للتقاعد وحياة المتقاعد؟(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • القيم الخلقية في المنظور السلفي (PDF)(رسالة علمية - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب