• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطر الظلمات الثلاث
    السيد مراد سلامة
  •  
    تذكير الأنام بفرضية الحج في الإسلام (خطبة)
    جمال علي يوسف فياض
  •  
    حجوا قبل ألا تحجوا (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    تعظيم المشاعر (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرفيق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (10)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    القلق والأمراض النفسية: أرقام مخيفة (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    آفة الغيبة.. بلاء ومصيبة (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الإسلام هو السبيل الوحيد لِإنقاذ وخلاص البشرية
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    خطبة: فاعبد الله مخلصا له الدين (باللغة
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    المحافظة على صحة السمع في السنة النبوية (PDF)
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    اختيارات ابن أبي العز الحنفي وترجيحاته الفقهية في ...
    عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد التويجري
  •  
    القيم الأخلاقية في الإسلام: أسس بناء مجتمعات ...
    محمد أبو عطية
  •  
    فوائد من حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ...
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    لم تعد البلاغة زينة لفظية "التلبية وبلاغة التواصل ...
    د. أيمن أبو مصطفى
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ
علامة باركود

أصول تسميات القرى في ديالى

أصول تسميات القرى في ديالى
أ. د. عماد عبدالسلام رؤوف

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 2/9/2018 ميلادي - 21/12/1439 هجري

الزيارات: 41151

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أصول تسميات القرى في ديالى


في تاريخ ديالى[1] جوانب عديدة غنية، جديرة بأن يقف نفرٌ من المؤرخين حياتهم من أجل استجلائها، والتنقيب في تفاصيلها، والبحث في أصولها، فهذه الأرض تتميز بقِدَم قُراها، ووثاقة علاقاتها الاجتماعية، ووفرة مياهها، وكثرة مشاريعها الإروائية، وتعدُّد مواضعها الأثرية، وما أدَّاه أهلها من أدوار تاريخية؛ مما يجعل أيًّا من هذه الجوانب موضوعًا لكتاب، أو إطارًا تستجليه جُملة من الدراسات، أو عنوانًا لدراسة جامعية، أو بحثًا ذا شأن في مجال البحوث التاريخية.

 

وكنتُ قد عُنيتُ منذ زمن ببعض هذه الجوانب، واقتَضتْ مني تلك العناية القيام بجولات عديدة في قرى تلك المحافظة وربوعها، أسجِّل ملاحظات عن هذه القرية، وأفتِّش في غيرها عما يمكن أن تخلَّف من ركام الماضين وآثارهم، وأدوِّن روايات المعمرين هنا، وأبحَث في المصادر وكتب الرحلات عما يُعد شاهدًا على وجود موضع هناك، وأقوم بجرد ما تَحتويه الوقفيات القديمة، والصكوك الشرعية، والحجج الوقفية، بحثًا عما يلقي ضوءًا على تاريخ تلك المعالم الشاخصة، والآثار المندرسة، على حد سواء، ومع أني كنتُ أخرُج بعد كل جولة من تلك الجولات بحصيلة علمية طيبة، تشجِّع المرء على المُضي في سبيل البحث والدرس، فإن صورةً فقيرةً ومؤلمة كانت تبدو لي كلما قطعتُ شوطًا في ذلك السبيل، صورة مؤرخينا وباحثينا وهم يَحجمون عن دراسة هذا الكم الهائل من الشواخص والأصول والروايات الغنية، أو إهمالهم إياها، حتى بات أكثرها مهدَّدًا بالضياع، ناهيك بما ضاع منها واندرس فعلًا، دون أن يجد له من يسجِّله ويَحفظه في دراسة أو كتاب، وربما كان سبب هذا الإحجام أو الإهمال، الوقوع تحت تأثير فكرة مُفادها أن تاريخ المدن الرئيسة في العراق - ولا سيما بغداد - يعبِّر - بشكل أو بآخر - عن تاريخ العراق بأكمله، وأن دراسة ما جرى في بغداد في القرن السادس عشر يُمثل ما حدث في العراق كله في ذلك القرن، وهي فكرة خاطئة إلى حدٍّ بعيد، كانت سببًا في إهمال دراسة الريف، بقراه ومجتمعاته وعلاقاته الإنسانية، وكأن ليس للقرية الزراعية تاريخ أصلًا جدير بالبحث والدرس.

 

والصحيح أنه لا يمكن دراسة تاريخ المدينة من أي جانب كان، دون دراسة أوسع لتاريخ ريفها، فهي القاعدة التي توجد فيها، وتمارس - من خلالها - نشاطاتها الاقتصادية والاجتماعية، وتتأثر بها، وتؤثر فيها على سبيل التفاعل الإنساني المستمر، والعجيب أن بعض الأجانب استهواه تاريخ هذه الأرض، ولم يكن من أهلها، ولم تربطه بهم أدنى صلة، فكتَب روبرت ماك آدمز - الأستاذ في المعهد الشرقي بجامعة شيكاغو - كتابًا ضخمًا سماه (أطراف بغداد - تاريخ الاستيطان في سهول ديالى)، وترجمه ثلاثة من الفضلاء إلى العربية، إلا أن هذا الباحث لم يَزُر القرى بنفسه إلا لمامًا، واعتمد على خرائط سابقة لم تكن دقيقة في معطياتها دائمًا، وهكذا فإنه وقع في أوهام مثل ظنه أن باجِسرا هي بُهرُز الحالية، مع أن كلا من الناحيتين كان معروفًا منذ عهود ما قبل الإسلام، وما زالا كذلك.

 

أما الكتب التي ظهرت في العراق، فإن جهود مؤلفيها - وهي محمودة في كل حال - استهدفت التعريف بمناطق المحافظة بوجه عام، فسجَّلت أسماء بعض القرى، وأهملت الاسماء الأخرى، وتناولت عددًا من مراكز الأقضية والقرى المهمة القريبة منها، وترَكت ما عداها، على أن بعض ما تركته له من التاريخ ما ليس لمركز القضاء نفسه، أو أنه يُضاهيه في الأقل، ومن هنا كانت عنايتي منصرفة إلى كتابة تاريخ تلك القرى التي ظلَّت بعيدة عن اهتمام الدارسين، لكنها جاثمة - في الوقت نفسه - على ركام ضخم من الماضي الزاهر.

 

ولست هنا لأعرض نتائج بحثي في هذه الجوانب، وإنما سأقتصر على واحدٍ منها فحسب، وهو المتعلق بأصول تسميات المئات من القرى التي توجد في سهول ديالى، بهدف التوصل عن طريق رصدها وتحليلها إلى طبيعة تلك التسميات ومبررات إطلاقها، ودلالاتها الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، وأظن أن كثيرين لفتت أنظارهم - كما لفتت نظري - تنوُّع تسميات هذه القرى وقِدمها، وغرابة بعض الاسماء أحيانًا، وربما ذهب بعضهم مذاهب شتى في تفسير هذا الاسم أو ذاك، لا لسبب إلا لأنه لم يجد له معنًى يفهَمه، أو تفسيرًا سهلًا يتقبَّله، ولقد اعتمدتُ في دراستي بالدرجة الأولى على القائمة المفصلة بأسماء المدن والقرى لمحافظات القطر، التي أعدتها لجنة متخصصة في وزارة الحكم المحلي الملغاة، وكنت عضوًا فيها، وقد رصَدَت هذه القائمة أسماء 642 قرية في محافظة ديالى وحدها، وأضفتُ أنا إلى هذه الأسماء ما توصَّلتُ إليه في أثناء جولاتي في المنطقة، وما سجَّلته الكتب التي صدرت للتعريف بها، بما يرفع العدد إلى نحو 700 اسم، أو أقل قليلًا، وإني سعيد أن أضعَ بين يدي القارئ الآن بعض ما جدَّ لي من ملاحظات في هذا الصدد.

 

ويُمكننا أن نحلِّل أسماء تلك المئات من القرى إلى ثلاث مجموعات رئيسة، هي القرى المنسوبة إلى أعلام الناس، والقرى المنسوبة إلى الأقوام والجماعات، والقرى المنسوبة إلى مفردات البيئة الجغرافية، وذلك على النحو الآتي:

أولًا: القرى المنسوبة إلى أعلام الناس:

وتُمثل هذه المجموعة في ديالى نسبة عالية إذا ما قارنَّاها بتسميات القرى في عدد من المحافظات الأخرى؛ حيث تصل هنا إلى نحو نصف التسميات كلها، وسنفصِّل القول في أسباب هذه الظاهرة فيما يلي، على أنه يمكن القول بأن هذه المجموعة تنقسم - هي أيضًا - إلى الفئات الآتية:

1- قرى منسوبة إلى زُرَّاع رُوَّاد:

تُنسَب هذه المجموعة إلى الأشخاص الذين كان لهم دور بارز في إعمارها وزراعتها واستيطانها؛ مما أدى إلى ارتباط أسمائهم بأرضها ارتباطًا وثيقًا أبقى عليه الزمان، مثال ذلك قرى: عبدالله الحسوني، والسيد جابر، وعبدالحميد، وشطب، وعلوان العنفوص، وصبار منهل، وزعيطر، وحسين جاعد، ومرعيد، وملا عيد، وجلوب، وجواد البشو، وحسين عناد، وأسطه أحمد، ومصطفى، وإبراهيم المذكور، وأحد الحسون، وعبدالجبار، وحسين حمادي، ومحمد رضا، وسيد عواد، وعبدالكريم، ولطيف حمدي، وأحمد مزبان، وعباس جاسم، وفارس طارش، ومشخال حمزة، وعزيز همالة، وحميد السبع، وخضيذشر عباس، وفليِّح حسن الجاري، وحامد سلمان السعدون، وسلمان وطه العلوان، وسلمان الوَروَر، وعبدالكريم جاسم، وحامد حميش، ومهدي الفتَّه، وعبدالحسن الحاجم، وحميد إبراهيم، وحسب الله الناصر، وكامل جاسم، وحمود الرشيد، وجواد كاظم ذنون، وأحمد خلف حسين، وكريم ناصر، وإبراهيم الضاحي، وحسين خليل علي، ومحمود الزكَم، وغني مساعد، وحميد محمود شناوه، وحمادي سلطان سعيد، وكريم عباس، وكيطان الدرب، وسلمان وطه العزاوي، وإبراهيم مهدي صالح، وعلي مذري، ورشيد الكيطان، وسعود ذياب، وإبراهيم يحيى، وإسماعيل محيميد، وجمال جاسم حسين، وطه جميل، وحيدر عربيد، ومحمد عبدالكريم، وغيرهم كثير.

 

وأكثر هذا النوع من التسميات يوجد في مركز قضاء مركز بعقوبة، بينما يقل في الأقضية الأخرى، وذلك لأن قسمًا من هؤلاء الزُّراع الروَّاد حصلوا على أراضيهم التي قامت عليها قراهم فيما بعد، بموجب قوانين تسوية الأراضي التي طُبِّقت في المحافظة إبان العقود الأخيرة من القرن الماضي، إلا أن ذلك يجب ألا يدفعَنا إلى تصوُّر أن هذه الظاهرة هي نتيجة تطبيق تلك القوانين وحدها؛ لأننا لاحظنا وجود الظاهرة في العصور السابقة أيضًا، وقبل العمل بالقوانين بآمادٍ بعيدة، وسبب ذلك يكمُن في تقديري في البيئة الزراعية للمحافظة، ففي منطقة يغلب عليها الإنتاج الزراعي، وتسود فيها العلاقات الزراعية، تكون للمبادرة الفردية، أو الأُسرية في أكثر تقدير، الدور الرائد في أي عمل يتعلق بذلك النوع من الإنتاج، وهذا الأمر يؤدي - من ثم - إلى استقرار ملحوظ في ملكية الأرض، ووجود قواعد مرعية لهذه المِلكية - حتى في ظل عهود الفوضى الإدارية - من شأنها أن تشجع زُرَّاعًا رُوَّادًا على استصلاح الأرض، أو إحيائها وفقًا للمصطلح الفقهي، تمهيدًا لتعميرها بالزرع وبالناس أيضًا.

 

وكانت طبيعة المنطقة المعتمدة على الري السَّيحي، والكثيفة الزرع، والحافلة بالتجمعات البشرية - تحفِّز على قيام الملكية القروية الصغيرة نسبيًّا، وهذه الملكيات تكتسب أسماءها - بسهولة - من أسماء رواد زراعتها ومنشئي تجمُّعاتها، وليس من أسماء القبائل الكبرى، كما هو الحال في مناطق أخرى من العراق، وبتقادم الزمن أصبحت ذُريَّات هؤلاء المُعمِّرين الأوائل هم سكان القرية حصرًا؛ مما خلق لدى الأحفاد نوعًا من الاعتزاز بأسماء جدودهم، التي هي في الوقت نفسه أسماء قراهم أيضًا، ومع أن أكثر هذه القرى لا يحمل إلا الاسم الأول، أو الاسمين الأوَّليَن لمؤسسيها، فإن الأسماء نفسها تدل دلالة قاطعة على أن أصحابها ينتمون جميعًا إلى القبائل التي نَزَحت إلى المنطقة خلال عهود متعاقبة، وامتهنوا الزراعة لظروف خاصة بهم، ولظروف بيئتهم الجديدة أيضًا، وكلُّ ما في الأمر أن العلاقات الزراعية بينهم غلَبت على العلاقات القبَليَّة، فلم تذكر أسماء قبائلهم بعد أسمائهم إلا قليلًا، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن قرية (بودجة) من أعمال المقدادية، والمعروفة بهذا الاسم منذ القرن التاسع للهجرة (15م)، تنسب أيضًا إلى من يُدعى (كيطان)، وليس كيطان هذا إلا اسمًا متوارثًا منذ عهود عدة، حمله في عهدٍ ما مؤسس القرية الذي هو من قبيلة خولان اليمانية التي استقرَّتْ في المنطقة منذ عهد الفتوح الإسلامية، فجميع سكان القرية هم خولانيون يمانيون، وإن لم تُنسَبْ قريتهم إلى قبيلتهم نفسها.

 

2- قرى منسوبة إلى أعلام ذوي صفات دينية:

ثمة قرى عديدة تنسب إلى أعلام كانت لهم صفات دينية، فنُسبت القرى إلى أسمائهم لشهرتها بين سكان القبائل المجاورة، وشيوع هذه الظاهرة في ديالى يثير الانتباه فعلًا، وهو دليل آخر على الطبيعة المستقرة للملكية الزراعية، وما يقوم عليها من مستوطنات، مثل قرية أبو فياض في قضاء بعقوبة، وقرية الإمام، وقرية اللقمانية، وقرية الشيخ عمر في قضاء الخالص.

 

3- قرى منسوبة إلى بعض المالكين السابقين:

نُسبت قرى عديدة في ديالى إلى أسماء بعض مالكيها السابقين، ومنهم من ترك آثاره فيها، بشق نهر، أو إحياء أرض مَوات، أو زراعة محاصيل جديدة، من ذلك مثلًا قرية بازول أحمد بك، وقرية الوزيرية، وقرية الضابطية، وهي من قرى بعقوبة، وقرى يوسف بك، ومحمد شير بك، وإبراهيم بك، وقادر بك، وصالح آغا في قضاء خانقين، وبكر آغا، وجديدة الأغوات، وكهية (وظيفة تعني نائب الوالي ومساعده)، ومخلص بك، وأمجد باشا، والمشيرية (رتبة عسكرية عثمانية) في قضاء الخالص، وتدل الألقاب الوظيفية الرسمية لهؤلاء الملاك (بك، باشا، ضابط، كهية) - على أنهم من الفئة المعروفة باسم الملاك الغائبين؛ أي: إنهم كانوا يقطنون المدن الكبيرة، ويتولى معاونونهم إدارة ما يَملِكون، بل إن بعض القرى منسوبة إلى أسر مدنية معروفة، مثل قرية السُّويدي، نسبة إلى أحد أفراد الأسرة السويدية العباسية التي انحدرت من الدور إلى بغداد في القرن الثامن عشر، وقرية الزهاوي نسبة إلى الأسرة الكردية التي قدمت من مدينة السليمانية، واستوطنت بغداد في القرن التالي، وشيوع هذه التسميات في ديالى يدل على بعض أشكال الملكية الزراعية انتشر في تقديرنا منذ منتصف القرن الثامن عشر نتيجة نمو المدن وهيمنتها الإدارية والحضارية على الأرياف المجاورة حينذاك، وتوفر حد أدنى من الأمن يكفل لذوي النفوذ فيها إدارة ممتلكاتهم خارجها مع اكتفائهم بالإقامة في مدنهم، على أنه تجب الملاحظة أن أكثر أولئك المُلَّاك كانوا من السكان المحليين كما رأينا، وحيازتهم على ألقاب إدارية أو عسكرية مما شاع استخدامه في المؤسسات العثمانية، لا يدل على أنهم ينتمون إلى أصول خارج ذلك النطاق، فمن المعلوم أن فئة الموظفين والعسكريين العثمانيين كانت - على محدودية عدد أفرادها - تتبدَّل على الدوام بغيرها؛ مما يحول دون تملُّك أكثرها الأراضي وإدارتها، لا سيما في خارج المدن التي يقطنون.

 

ثانيًا: المدن المنسوبة إلى الأقوام والجماعات:

1- قرى منسوبة إلى القبائل والعشائر والبيوتات:

نزلت سهول ديالى - منذ عهود ما قبل الإسلام، وخلال العهود الإسلامية المتعاقبة - قبائل وعشائر عديدة، كان لبعضها مساهمات جُلَّى في حركة الفتوح الإسلامية في البلاد الآسيوية التي عُرِفت فيما بعد بالمشرق الإسلامي، فمن القبائل والعشائر التي استقرت في هذه النواحي نذكر: طي، وتميم، وبني سعد، وخولان، وكنانة، وشيبان، والدليم، وقيس، وبني زيد، والجبور، وربيعة، والمعامرة، وخفاجة، وألبو جواري، والداينية، وبني لام، وبني وَيس، والنعيم، واللهيب، وآل بدير، والمهدية، والعكيدات، وبني عِز، والعُبيد، وشمَّر، والمجمَّع، فضلًا عن عدد من العشائر الأخرى.

 

وإذا كانت هذه القبائل والعشائر قد انفردت في مناطق أخرى من العراق بـ (ديرات) مستقلة، فإنها في أقسام واسعة من ديالى قد تعايشت مع غيرها من القبائل في المنطقة الواحدة، وسبب هذه الظاهرة يكمن في أمرين، أولهما: أن سهول ديالى تُعد آخر امتداد للعراق من جهة الشرق، فالقبائل التي تضطر إلى ترك مواطنها الأولى في غربي الفرات، وفي منطقة الجزيرة، إزاء دفع القبائل الأخرى القادمة من الجزيرة العربية، لا تجد أمامها إلا الانسياح في المناطق الواقعة في شرقي دجلة؛ حيث لا مفر من التعايش مع فروع القبائل التي سبقتها - للسبب نفسه - إلى هناك؛ إذ ليس بعد هذه المناطق أرض يمكن أن تنفرد بها وحدها، ومن ناحية أخرى فإن مجتمعًا يعتمد في زراعته على الري السَّيحي المنظم، لا بد له من تحقيق التعايش، بل التعاون بين السكان، بغض النظر عن انتماءاتهم القبَلية المختلفة، وهكذا فإننا نجد فروعًا من القبيلة الواحدة تتفرق في نواحي شتى من ربوع ديالى؛ حيث تساكن هناك فروعًا أخرى من قبائل غيرها، وعلى سبيل المثال فإن في قضاء بعقوبة وحده نحو عشرين عشيرة، وفي ناحية كنعان (مَهروت قديمًا) نحو أربعة عشر عشيرة، وفي قضاء الخالص خمسة عشر عشيرة، وفي ناحية المنصورية (دِلِّي عباس سابقًا) نحو سبع عشائر، وفي كل من ناحيتي هِبهِب والعظيم مثلها، وهذه المعايشة تعد إحدى أهم سمات المنطقة وخصائصها، وهي التي أكسبتها عبر العهود الماضية روحًا من التسامح والتعاون والتجانس الاجتماعي الفريد، ونظرًا لتفرُّق القبيلة في عشائر بل بيوت متعددة، فإنه لم يبق من مجال لانتساب القرى إليها، ومن هنا فإن النسبة إلى القبائل جاءت قليلة نسبيًّا، ومن أبرزها قرى: الخزارجة، والدليم، والغوالبة، والصقور، والخزرج، واللهيب، والبوجواري، والسواعد، والعوادل، والغزية، والهلالية، والحديد، والبوعكلة، والبو عواد، والغريرات، والبواديش، والجبابلة، وبنو زيد، والمراسمة، وشيبان، وغيرها.

 

2- قرى منسوبة إلى الجماعات الحِرَفية:

واشتَهرت بعض القرى بمزاولة حرفة معينة، حتى غلَبت تلك الحرفة على نشاطات السكان الاقتصادية الأخرى، فنُسِبت إليها، مثال ذلك: قرية النحَّالة، نسبة إلى نشاط سكانها في تربية النحل، وقرية الدبَّاغية، نسبة إلى ما يَمتهنه أهلها من دباغة الجلود؛ حيث تكثُر الحيوانات الصالحة لهذا الأمر، وفي الواقع فإن وجود حِرَفيين في قرية زراعية منعزلة، أمر له ما يبرره تمامًا بوصفه يحقِّق نوعًا من الاكتفاء الذاتي في بعض مجالات الصناعة والخدمات، أما أن تشتهر قرية بحرفة معينة، بحيث تغلب على نشاطاتها الأخرى، فتعرف بها، فهذا ما لم يُعهد في القرى الزراعية عادة، وهو يدل على تطور الوظيفة الاقتصادية للقرية الزراعية في ديالى بما يمثل نوعًا من التخصص.

 

بساتين في المقدادية في ديالى للفنان منير العبيدي

ثالثًا: القرى المنسوبة إلى مكونات البيئة الجغرافية والاقتصادية:

اعتاد الناس منذ عهود بالغة القِدم على تسمية مدنهم وقراهم بأسماء مكونات البيئة التي توجد فيها، من تضاريس وأنهار ونتاج زراعي وحيواني وغيرها، وفي بيئة جغرافية واقتصادية غنية بالظواهر كبيئة سهول ديالى، كان طبيعيًّا أن تنسب بعض القرى إلى مثل تلك الظواهر؛ من أنهار جارية ومندرسة، وتلول طبيعية وصناعية، ونباتات ومزروعات مختلفة، وحيوانات مستأنسة وغير مستأنسة، وذلك على النحو الآتي:

1- قرى منسوبة إلى ألوان الأرض:

تتسم أرض ديالى بالتنوع الملحوظ في مكونات تربتها؛ مما ترك آثاره على هذه الأرض بتباين ألوانها بين مكان وآخر، كما أن كثرة أنهارها وما تتركه مياهها من طمي، وتنوع ما ينبت فيها من نبات، له دور آخرُ في تلوين أرضها بأكثر من لون واحد، ولقد اكتسبت قرى عديدة في ديالى أسماءها من هذا التباين اللوني الفريد، منها مثلًا قرى: تل أسمر، وتل أحمر، وتل أبيض، والأحمر، وتل الأميلح، والأجيحل (الأكيحل)، وتل خشم الأحمر، والأسود، وصفيرة، وغير ذلك.

 

2- قرى منسوبة إلى تضاريس الأرض:

وتكتسب القرى أسماءها أيضًا من شكل تضاريس الأرض التي توجد فيها، وما يعلو سطحها من صخور وغيرها، وتكشف أسماء قرى ديالى عن أشكال الأرض على نحو بالغ الدقة، يصل إلى حد تقديم وصف مُعبِّر عن أكثر الظواهر التضاريسية في المنطقة انتشارًا، فقرية أبو حصيوة مثلًا اكتسبت اسمها من الحصى الذي يرسب في مجرى نهرها، وقرية الأرميلات منسوبة إلى ما يرسب في نهرها من رمل، أو ما يوجد على أرضها اليابسة منه، وهكذا الأمر لقرية صخر؛ حيث تكثر الصخور على أرضها، وقرى الدحلة، وعنك (أي عنق) الدحلة، والدحيلة التي اشتقت أسماؤهما من لفظ (الدحل) العربية، وهي الممر الضيق المدخل المتسع فيما بعد، والذي قد ينبت فيه شجر (السِّدر)، أو هو المدخل تحت الجُرف، كما نص على ذلك صاحب القاموس المحيط وغيره من أصحاب المعاجم، ومنها قرية (الركَّة) المأخوذة من (الرِّقة) وهي - كما في القاموس - كل أرض إلى جنب وادٍ ينبسط الماء عليها حينًا من الوقت، وقرية (الحفاير) التي يشير اسمها إلى شكل الأرض فيها، وربما عُرفت بهذا الاسم لكثرة ما يحفر فيها لاستخراج الآجر القديم قربها مما يعاد البناء به، وقرية جيزاني الجول منسوبة إلى الجول (بالجيم المثلثة وأصلها بالجيم الموحدة) وهو - لغةً - الترابُ، والأرض كثيرة التراب، وقرية (دَوخَلة) مؤلفة من كلمتين هما (الدَّو) وهو - في المعاجم - الأرض الفضاء، و(خَلا) وتعني الخالية من السكان، وقرية (قرارة) مأخوذ اسمها من القرار التي هي المطمئن من الأرض؛ أي: السهل الذي لا عوج فيه، ومثل هذا كثير، بل إن بعض الأسماء ظل تحتفظ به قرى في ديالى، بينما تُرِك استعمالُه في اللغة المتداولة بين الناس، ولم أحد يذكر معناه إلا بالبحث في معاجم اللغة.

 

وقد تنسب القرى إلى الأنهار وما تتركه في مجاريها عادة من تعرجات، وما تخلفه من تضاريس، فقرية (دورة الوقف) منسوبة إلى دوران النهر عندها، وقرية (الهُوَيرة)، سميت بذلك لوجود هور صغير عندها، وقرية (أبو دِهلاية) يدل اسمها على كثرة الدهلي، وهو الطمي المتخلف عن مجرى النهر، وقرية (الزوية) منسوبة إلى زوايا النهر الحادة، وقرية الجزيرة وقرية العويجة نسبة إلى اعوجاج مجراه، وكذا الحال بالنسبة إلى القرى المنسوبة إلى الشاخة، والبدعة، وكلاهما بمعنى النُّهير، وتلك المنسوبة إلى النهر، مثل قرى نهر سلطانية، ونهر الكبير، ونهر المجرة، ونهر حريريز، وبلدة الخالص، وقرية الخويلص (وهو تصغير للاسم الأول) منسوبتان إلى وصف لماء النهر، ويعني النقي من الشوائب، وقرية جرف الندَّاف منسوبة إلى حوافي نهرها العالية، وهكذا.

 

3- قرى منسوبة إلى المشاريع الإروائية والعمرانية:

تعبر هذه المجموعة من التسميات عن جانب من جهود الإنسان في ديالى في مجالات العمارة والبناء، فلقد شهِدت أراضي هذه المنطقة عبر التاريخ إنشاء العديد من المشاريع الإروائية المعقدة، وها هي آثار هذه المشاريع؛ من جداول دوارس، وسِداد، وجسور، وقناطر، تدل على عِظَم ما بذله أصحابها من جهد وخبرة في هذه المجالات، فليس غريبًا أن تجد من القرى ما ينسب إلى بعض تلك المشاريع، فقرية (السِّكرانات) بكسر السين، في قضاء بعقوبة منسوبة إلى جمع غير مألوف للفظ (سِكر)، وتعني - بحسب المعاجم - ما يسد به النهر، والمسناة، والقرى المسماة إحداها بـ(العبَّارة)، والمنتشرة في غير موضع من ديالى، تشير أسماؤها إلى ضرب من المجاري المائية يعبر من فوق مجرى مائي آخر، بواسطة عقود مبنية بالآجر، أو غير ذلك، وهذا الضرب من المشاريع الهندسية شاع إنشاؤه في المنطقة منذ عهود ما قبل الإسلام في الأقل، وقرية (التحويلة) منسوبة إلى مشروع لتحويل المياه من مجرى لآخر، والقرى المسماة بـ(الدولاب) و(الدواليب) تشير إلى إحدى الطرق التي اتَّبعها إنسان المنطقة في رفع المياه من المجاري العميقة إلى مستوى الأرض المزروعة، ومثلها القرى المسماة بـ(البازول)، وهي المنسوبة إلى مشاريع البزل العديدة المنتشرة هناك، والتي تدل على مدى عناية الإنسان بإصلاح أرضه، وهكذا الأمر في قرى أخرى؛ مثل: المحولة، والكهريز، وغيرها.

 

ومن ناحية أخرى فإن ثمة قرى تشير أسماؤها إلى أنواع مختلفة من أشكال الاستيطان البشري في المنطقة، وضروب من أسباب التجمعات السكانية فيها، فقرية الحويش (في قضاء الخالص)، أخذت اسمها من تصغير لفظ (حوش)، وهذا اللفظ أوردت المعاجم معناه، وهو يتراوح بين التجمع والجماعة من الناس، وقد تطور معناه حتى غدا المسكن أو القصر، وقيل الحظيرة الواسعة المسيجة التي تقع خلف جماعة من الدور يسكنها الفلاحون في أكواخ لهم، على ما أثبته (دوزي) في تكملته للمعاجم العربية، وعليه فإن اسم القرية وحده يكشف عن ظروف نشأة القرية، بأنها تجمع لدور عدد من الفلاحين حول دار أحد المُلَّاك، أو زعماء المنطقة القدماء، اتَّسع على مر الزمن ليغدو قرية زراعية قائمة بذاتها، ومثل هذا القرى المسماة بالقلعة، أو المبتدئة أسماؤها بهذا اللفظ، والقرية المسماة بـ(القصيرين) والمجاورة للحويش، ربما نُسِبت إلى قصرين كانا هناك، والقصر - لغةً - المنزل، أو كل بيت من حجر، ومثل هذا قرية (القُبة) وقرية (القُبية) اللتان يُشير اسمهما إلى ضرب من الأبنية المعقودة بالآجر، وهكذا الأمر بالنسبة إلى التسميات الأخرى.

 

4- قرى منسوبة إلى البيئة النباتية:

تَشتَهر سهول ديالى منذ عهود قديمة بالزراعة؛ حيث تتوفر فيها المياه الوفيرة والتربة الجيدة، وحفلت الكتب الجغرافية والتاريخية القديمة بإشارات مهمة إلى تميُّز ديالى بالإنتاج الزراعي، وما كانت تصدره إلى بغداد من محاصيل، وما يَنبت فيها من مختلف أنواع النبات.

 

وكان طبيعيًّا - في بيئة كهذه - أن تجد بعض القرى نسبتها إلى ما اشتَهر في أرضها من نبات، سواء أكان طبيعيًّا، أم مستزرعًا، ونظرة إلى أسماء هذه القرى توضِّح بجلاء عناصر هذه البيئة ومكوناتها، فالنخلة - وهي أشهر ما في المنطقة من شجر - كان سببًا في كثير من تلك التسميات، مثل قرى: أبو نخل، وأم التمر، والفسيلة، والشويخرات، وهو – لغةً - عذوق التمر، والأسيود، وهو التمر نفسه، والهويدر المأخوذ اسمه من (الهدر)، وهو طلع النخل؛ كما في المعاجم العربية، وقرية (كوصَري) تحرف اسمها من لفظ (قَوصَرة) وهو - كما في المعاجم - وعاء التمر.

 

وحيث تكثُر في بعض أنحاء ديالى أجَمات القصب، تجد من القرى ما اسمه (قصب) و(قُصيبة)، بل إن قرية واحدة - هي المسماة (المخيسة) - يحمِل اسمها صورة المنطقة ووظيفتها في العصور السالفة، فالمخيسة مشتقة من الخيس، وهو على ما أفاد صاحب القاموس المحيط "الشجر الملتف، أو ما كان حلفاء وقصب"، ويفهم منه أيضًا أن المخيس هي الأرض التي يكثر فيها القصب دون غيره، وهذا التعريف ينطبق على صفة القرية تمامًا، فهي كثيرة الشجر، يحف بها هور أبي صيدا بقصبه وحلفائه، ويمكننا أن نستدل من قرب بلدة أبي صيدا منها - أنه كان حوالي القرية أماكن يكثر فيها الحيوان الصالح للصيد، فأبو صيدا اسم محرف من اللفظ الآرامي القديم (باصيدا)، ويعني بيت الصيد أو مكانه، ويؤكد هذا المعنى صاحب القاموس؛ إذ يقول: إن الخيس هو موضع الأسد، فلا تعيش الأسود إلا في الأجمات الملتفة الشجر، وكان لصيدها في العصور السالفة هُواة وطُلَّاب، فهذه الإشارات اللغوية تدل جميعًا على قدم القرية وعراقتها، وقرية (العواشق) يدل اسمها على ما ينبت حولها من نبات، فالعشقة شجرة وصفها صاحب القاموس المحيط بأنها تخضر ثم تَدُق وتصفَر، وما زال هذا النبات يرى بكثرة هناك، ومثلها قرية (وادي العَوسَج)، وهو شجر شوكه معروف فيها، وقرية (البَرداية)؛ أي: البردية، وهو ضرب من القصب، وقرية (الحلفاية)؛ أي: الواحدة من الحلفاء: النبت المعروف، وقرية (أبو عاكول)، وهو الشوك الذي يكثر في براري العراق، وقرية (الشوك) وغيرها.

 

وثمة قرى تدل أسماؤها على ما يزرع في بساتينها من أنواع الفاكهة، مثل قرية (سِدر) وهو شجر النبق، وقرية (أبو تينة)، وقرية (التينة)، وقرية (أم الرمان)، وقرية (عنيبة) مصغر (عنبة)؛ حيث تكثر الكروم، وقرية (السِّندية)، وهو البرتقال الذي تَشتهر به محافظة ديالى، وربما نسبت قرى إلى محاصيل تختص بها، مثل قرية (دُخُن)، وقرية (نهر التتن)، وقرية (أبو فجل)، أو على أشجار هناك، كقرية (سيسبانة) وغير ذلك.

 

5- قرى منسوبة إلى الحيوان والطير:

وفي ديالى قرى عديدة منسوبة إلى أجناس الطير والحيوانات مما تحفل بها بيئتها الطبيعية، وأسماء هذه القرى بجملتها تشكل صورة متكاملة عما وجد في ربوعها وآجامها وبساتينها من تلك الأجناس المختلفة، سواء أكانت مستأنسةً، مثل قرى (أم جمل)، و(أم الحوالي)، و(أم الصخول)، و(الغزلانيات)، و(وادي الغزلان)، و(أبو الخنازير)، و(وادي الحصان)، أو وحشية، مثل قرى (أبو خميس)، وهو الأسد، و(أبو السباع)، و(ذابة) جمع ذئب، و(أبو ضبع)، و(خر الوحش)، أو أن تكون منسوبة إلى الطير، مثل قرى (أم الحمام)، و(أبو جراد)، و(الشقراق)، وهو نوع نادر من الطيور يمتاز بكثرة ألوانه، وغير ذلك.

 

ملاحظات عامة:

في وسعنا أن نخرج من مجموع ما تناولناه في هذا البحث بجملة من الملاحظات العامة، نجملها بما يأتي:

إن أغلب أسماء القرى مشتق من جذور لغوية قديمة، ومن ثم فإن من شأنها أن توثق مفردات غادرها التداول العادي، أو خلَت منها المعاجم، ومن هنا تأتي أهميتها.

 

ويلاحظ أن بعض قرى ديالى ونواحيها يحمل أسماء آرامية قديمة، ترقى إلى عصر ما قبل الإسلام؛ إذ كانت هذه اللغة هي السائدة في أنحاء المشرق، مثل: بعقوبة، وأبو صيدا، وأبو جسرا، وبركنية، وزاغنية، وقد تحرفت عن أصولها الآرامية: باعقوبا، وباصيدا، وباجسرا، وزغونى.

 

وقد أثبت إنسان ديالى أنه الأكثر تمسكًا باسم قريته تعبيرًا منه عن اعتزازه بشخصيته المتميزة، فقرية (العبارة) التي في قضاء بعقوبة تبدَّل موقعها خلال القرون الخمسة الأخيرة ثلاث مرات، ومع ذلك فإن أهلها احتفظوا باسمها في كل مرحلة وحتى يومنا هذا، وقرية (دَوخَلة) التي عُرِف اسمها منذ أكثر من ستة قرون، حافظت على هذا الاسم إلى اليوم، مع أنها بدلت موقعها نحو ثلاث مرات أيضًا، وهكذا الأمر بالنسبة إلى قرى عديدة، وربما توسعت القرية الواحدة، وانتقل بعض أهلها إلى موضع جديد يَسكنونه ويعمرونه، إلا أنهم لا يسمون هذا الموضع بغير اسم قريتهم القديمة نفسه، وهكذا فإن كثيرًا من القرى القديمة المندرسة تحمل أسماءها قرى أخرى تفرَّعت منها في عصر لاحق.



[1] عُرفت منطقة ديالى في العصر العباسي الأخير، وفي العصر المغولي الإيلخاني - بالأعمال الشرقية، كونها تقع في شرقي مدينة بغداد، ثم عُرفت في العهود التالية باسم (الخالص) و(خريسان)؛ نسبةً إلى ما كان يَسقي مزارعها من أنهار، وسُميتْ في عهد المملكة العراقية باسم (لواء بعقوبة) نسبة إلى مدينة بعقوبة التي تُعد أبرز مدن المنطقة، وهي تبعد عن بغداد نحو 57 كم، ثم سُميت فيما بعد بمحافظة ديالى نسبة إلى أهم أنهارها، وهي تشتهر بوفرة بساتينها وخصب أرضها.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تاريخ بجوي مصدرا لمعالم بغداد في القرون المتأخرة
  • ذيل في تاريخ مصر لمرتضى بك الدمشقي الكردي

مختارات من الشبكة

  • من قضايا أصول النحو عن علماء أصول الفقه (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • المقدمات في أصول الفقه: دراسة تأصيلية لمبادئ علم أصول الفقه (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • خصائص ومميزات علم أصول الفقه: الخصيصة (3) علم أصول الفقه علم إسلامي خالص(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خصائص ومميزات علم أصول الفقه: الخصيصة (1) علم أصول الفقه يجمع بين العقل والنقل (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • من قضايا أصول النحو عند علماء أصول الفقه (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تفصيل ثلاثة أصول من أصول العقائد (5)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفصيل ثلاثة أصول من أصول العقائد (4)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفصيل ثلاثة أصول من أصول العقائد (3)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفصيل ثلاثة أصول من أصول العقائد (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفصيل ثلاثة أصول من أصول العقائد (1)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
2- استفسار حول قرية من قرى ديالى
حيدر عباس - العراق 01-07-2024 01:46 AM

السلام عليكم ورحمة الله .
هل لديكم أي معلومة حول قرية منصورية الشط التابعة لقضاء الخالص والواقعة على ضفاف نهر دجلة، مثلا من أين جاءت تسميتها، وماهو تاريخ تأسيسها، وشكرا جزيلا.

1- قرية ساطي
د. محمد غضبان عبد - العراق 12-08-2020 01:39 PM

السلام عليكم دكتور ماذا عن تسمية قرية ساطي الواقعة في قضاء المقداديه ناحية أبي صيدا واسم العقارات التابعة الناحية تسمى مقاطعة ساطي 1و2
يقال أن أصلها عباسي تسميتها وقد ظهرت في التأريخ الجديد حين سكنها الشيخ جاسم محمد العطية التميمي في عام 1890 م.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 20/11/1446هـ - الساعة: 15:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب