• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطر الظلمات الثلاث
    السيد مراد سلامة
  •  
    تذكير الأنام بفرضية الحج في الإسلام (خطبة)
    جمال علي يوسف فياض
  •  
    حجوا قبل ألا تحجوا (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    تعظيم المشاعر (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرفيق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (10)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    القلق والأمراض النفسية: أرقام مخيفة (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    آفة الغيبة.. بلاء ومصيبة (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الإسلام هو السبيل الوحيد لِإنقاذ وخلاص البشرية
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    خطبة: فاعبد الله مخلصا له الدين (باللغة
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    المحافظة على صحة السمع في السنة النبوية (PDF)
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    اختيارات ابن أبي العز الحنفي وترجيحاته الفقهية في ...
    عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد التويجري
  •  
    القيم الأخلاقية في الإسلام: أسس بناء مجتمعات ...
    محمد أبو عطية
  •  
    فوائد من حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ...
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    لم تعد البلاغة زينة لفظية "التلبية وبلاغة التواصل ...
    د. أيمن أبو مصطفى
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / طب وعلوم ومعلوماتية
علامة باركود

المخدرات وخطرها على المجتمع الإسلامي

المخدرات وخطرها على المجتمع الإسلامي
السيد أحمد المخزنجي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 13/7/2015 ميلادي - 26/9/1436 هجري

الزيارات: 48667

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المخدرات وخطرها على المجتمع الإسلامي


حافظ الإسلامُ على الإنسان بكلِّ طُرق المحافظة؛ ليعيش قويًّا صحيحًا، فرسم له الطريق إلى الرِّفعة، ولا يبلغ تلك المنزلة إلا بجسمه الصحيح وعقلِه الصحيح، فالعقل السليم في الجسمِ السليم؛ فحرَّم عليه كلَّ ما يهلك بدنه ويفسد عقله ﴿ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [المائدة: 90]، ويلحق بالخمر كلُّ ما يخامر العقلَ ويستره عن التفكير الصحيح، فهي تفسد البدن بكل معنى الإفساد، وتؤدِّي إلى العلَّة المستمرة أو الفناء، وبالتالي تؤدِّي إلى ذهاب العقل.

 

وعن المخدرات يحدثنا الأستاذ السيد أحمد المخزنجي فيقول:

تمهيد:

لقد استهدفَت الشريعةُ الإسلامية - كسائر الشرائع السماوية - المحافظةَ على أمورٍ خمسة، عُرفت بالكليات الخمس أو الضروريات الخمس، وهي: "الدِّين والنفس والنَّسل والعقل والمال"، إلا أن وسيلة المحافظة على هذه الأمور تندرجُ في مراتب ثلاثة حسب أهميتها وخطورتها، وهذه المراتب تُعرف لدى علمائنا بالضروريات، والحاجيات، والتحسينات.

 

ومقاصد الشرعية الإسلامية في الحقيقة تنتهي إلى حمايةِ مصالح الناس، ومصالحُ الناس التي تقصدها الشريعةُ بالحماية إنما هي المصالح التي أبان عنها كتابُ الله وسنة رسوله وإجماع الأمَّة المعتبَر، ولا عبرة بمصلحةٍ مدَّعاة تقف موقفَ المعارضة لهذه المصادر أو واحدٍ منها، ومصالح الناس لا تتعدَّى أن تكون جلب نفعٍ لهم أو دفعَ ضررٍ عنهم.

 

ولا يختلف المجتمعُ عن الفرد في هذا، فإذا توفرَت للمجتمع ضرورياتُه وحاجياته وتحسيناته، تحقَّق له ما يكفل مصلحته.

 

وفي أبواب الأخلاق وأمَّهات الفضائل قرَّر الإسلامُ ما يهذِّب الفردَ والمجتمع ويسير بالناس في أَقوم سُبل، وفي أحسن حال، قال صلى الله عليه وسلم: ((إنما بُعثتُ لأتمِّم مكارمَ الأخلاق)).

 

ومن ثمَّ ولمَّا كانت ظاهرة المخدرات قد تفشَّى خطرها، واستفحل أمرُها في عديد من البلاد والمجتمعات الإسلامية والعربية، الأمر الذي راعنا خطرُه، وأفزعَتنا عواقبُه الوخيمة على المسلمين عامَّة، والشبابِ المسلم خاصة:

فقد رأينا أن نكشف النقابَ في هذا المقال، عن مدى ما ينجم عن تلك الظاهرة من خطر وضررٍ بالغَين، كما سنبيِّن منهجَ الإسلام الأمثل في علاجه لها؛ وذلك على النحو التالي:

التعريف بالمخدرات وأنواعها:

للمخدرات تعريفان؛ تعريف علميٍّ، وتعريف قانوني.

 

والتعريف العلمي هو: "أنها مادَّة كيميائية تسبِّب النعاسَ والنوم أو غياب الوعي المصحوب بتسكين الألم"، وكلمة مخدِّر ترجمة لكلمة Narcotic المشتقَّة من الإغريقية Narkosis التي تعني: يخدر أو يجعل مخدرًا؛ لذلك لا تعتبر المنشطات ولا عقاقير الهلوسة مخدِّرة وَفق التعريف العلمي، بينما يمكننا اعتبار الخمر من المخدِّرات.

 

أما التعريف القانوني لها، فهي: "مجموعة من المواد تسبِّب الإدمان وتسمِّم الجهازَ العصبي، ويحظر تداولُها أو زراعتها أو صنعها، إلا لأغراضٍ يحدِّدها القانون، ولا تستعمل إلا بواسطة من يرخص له بذلك"[1].

 

أنواع المخدرات:

والمواد التي تخدِّر الإنسانَ وتفقده وعيَه وتغيبه عن إدراكه، ليسَت كلُّها نوعًا واحدًا؛ وإنما هي متعدِّدة، ومن ثمَّ تصنَّف حسَب مصدرها إلى: مخدِّرات طبيعية، ومخدرات تخليقية، وتشمل: الأفيون ومشتقاته، والحشيش وعقاقير الهلوسة، والكوكايين والمنشطات.

 

ويُستخرج الأفيون الخام من ثمرة نبات الخشخاش Papaver Somniferum، ومن مشتقاته النصف مصنعة الهيروين "ثاني أستيل المورفين" الذي يُحضر من المورفين، ويُستخدم الهيروين بالاستنشاق على صورة سعوط، أو بحرقِه على ورق فضِّي واستنشاق أبخرتِه، أو إذابته في الماء وحقنِه في الوريد.

 

• عقاقير الهلوسة: وهي مجموعةٌ من المواد التي تسبِّب الهلوسات والخدَع البصرية والسمعية واختلال الحواس والانفعالات، وأشهر عقاقير الهلوسة المواد "إل. إس. دي L.S.D "، وهو اختصار لحامض الليسرجيك Lysergic Acid.

 

المستنشقات والمواد المتطايرة[2]:

وتشمل هذه المواد: البنزين، الصمغ، طلاء الأظفار، مخففات الطلاء، الأستون، الترلوين، البنزين Benzene (وهو يختلف تمامًا عن بنزين الوقود)، والسائل الذي يستخدم تعبئة الولاَّعات.

 

وتحتوي كلُّ هذه المواد على فحوم مائية: Hydrocarbons تؤثِّر على المخِّ والكبد والرِّئتين، ويستنشقُها المتعاطِي فيشعر بالاسترخاء والدوخة والهلوسات أحيانًا، وهي عادةٌ منتشرة بين الأحداث والمراهقين.

 

• المنشطات: (الأمفيتامينات) Amphetamines، ويقصد بها: مجموعة المواد المخلَّقة التي تنتمي كيماويًّا وفارماكولوجيًّا إلى مجموعةٍ كبيرة من الأمنيات المنشطة للجهاز السمبتاوي[3]، وهذه المنشِّطات التي شاع تعاطيها وكثر استعمالُها تكون في الغالب على شكل أقراصٍ وكبسولات ذاتِ أشكالٍ متفاوتة، وأحجامٍ مختلفة، وألوان متعددة.

 

هذا، وهناك أنواعٌ أخرى كثيرة من المخدِّرات ليس هذا المقالُ مجال حصرها أو الحديث عنها؛ وإنما أشرنا هنا إلى أهمِّها وأشهرها شيوعًا وانتشارًا.

 

أخطار المخدرات على المجتمع الإنساني عامَّة:

لا يخفى على كلِّ ذي لُبٍّ ما تعودُ به المخدرات من أخطار وأضرار فادحَة على المجتمع الإنساني عامَّة؛ لما تحدثُه تلك المخدِّرات من آثارٍ ضارَّة؛ حيث تسبِّب الضعفَ البدني والفسادَ الخلقي، وكثرة الإصابة بالأمراض وزيادة نسبة الوفَيَات، وإحداث الآفات العصبية والأمراض العقليَّة والعيوب الخلْقية بالنسبة لمتعاطي هذه المخدرات من أفراد المجتمع.

 

وهذا من كافَّة الجوانب، وعلى كلِّ المستويات: الاقتصادية والصحية والاجتماعية عمومًا، الأمر الذي يؤثِّر على العلاقات الوديَّة بين الأفراد، ويضعف معها الإنتاج الفردي، ممَّا قد يؤثر على الإنتاج القومي في هذا المجتمع أو ذاك.

 

من ذلك مثلاً: أنَّ تعاطي المخدِّرات يمثِّل عبئًا اقتصاديًّا كبيرًا على دَخْل الأسرة؛ حيث ينفق ربُّ الأسرة جزءًا كبيرًا من دَخْله (وأحيانًا يكون الجزء الأعظم في حالة المخدرات التي تؤدِّي إلى الإدمان؛ كالأفيون والحشيش) للحصول على المخدِّر.

 

وبالنسبة للمجتمع أيضًا: فإن إدخال المواد المخدِّرة من إقليم دولة إلى إقليم دولةٍ أخرى هو إحدى عمليات التهريب التي تنظِّمها وتخطط لها وتحميها عصاباتٌ قويَّة من المهرِّبين بهدف وصول المخدر إلى التعاطي، فإن لم يكن هناك طلبٌ على المخدِّر، لما كان هناك إنتاج للمخدِّر وتجارة غير مشروعة فيه[4].

 

وكذلك يمكن استدراج من يُستطاع استدراجُه للدخول في صفقات تهريب مخدِّرات عبر الحدود، وهنا تبدأ الصفقات بتهريبِ المخدرات، الأمر الذي يمكن استغلاله بعد ذلك والانتقال مِنه لاستغلال عصاباتِ التهريب تلك في التجسُّس؛ مما يعرِّض أمنَ الدُّول والبلاد للخطر من قِبل العدو.

 

ومن ثم فإن المخدرات يمكن أن تكون سلاحًا في يد الأعداء، لا يقل فتكًا ودمارًا عن أي سلاح حديث عرفَته الحربُ الحديثة.

 

إن إدمان الخمور والمخدرات: يُخمد الفكرَ، ويضعف الإرادةَ في الإنسان، ويغيِّر الخُلق؛ فيتحول طبع السكران إلى عناد ومشاكسة وهذيان وجنون، وقد تدفع الخمور إلى الإجرام.

 

ولقد قال في ذلك الدكتور الشطي: "إن إحصاءات الطبيب ريتوفبسن تدلُّ على أن السُّكْر كان سببًا في 98% من الجنايات"[5].

 

وأمَّا دعاة المدنيَّة والتطوُّر والمقلِّدون للأوربيين الذين ينفقون آلافَ الجنيهات في حفلاتهم وفي شرابهم، فليعلموا أن المدنيَّة ليست في شرب الخمر، أو تعاطي المخدرات، أو إكرام الضيف بالخمر؛ إنما المدنية - تكون بحق - في التمسُّك بالمُثُل العليا والقيم الأخلاقية الرفيعة، والالتزام بالأخلاق الكريمة، والابتعاد عن معاقرة تلك الكؤوس أو تناول تلك الحبوب المخدِّرة.

 

وبالإضافة إلى ما تقدَّم فإنَّ الأثر السيِّئ والخطرَ الدَّاهم للمخدرات لا يقف بالمجتمع الإنساني وأفراده عند هذا الحد؛ بل يمتدُّ هذا الأثرُ إلى التناسل البشري؛ "حيث يُجمِع رجالُ الطبِّ في هذا الصدد على أنه ممَّا لا شكَّ فيه أن تعاطي المسكرات يُضعف النسلَ، ويدعو إلى كثرة الوَفَيات بين الأطفال، وقد ثبت من الإحصائيات والاستقراءات العلمية أن أبناء السِّكِّيرين يولدون ناقِصي الإدراك، ضعاف الإرادة، تغلب عليهم البَلاهة"[6].

 

هذا، وقد تعقَّب البحَّاثة الأستاذ برطهوليت Bartoholeat عدَّة أبحاث متوالية، فتوصَّل إلى أن للمسكرات تأثيرًا قاتلاً خطرًا في الحيوان المنوي الذنبي، فيفسده، ويجعله غيرَ صالح للتخلُّق، وقد أجمل مشاهداته في إحصاء كان نتيجته أن 86% من المياه التناسلية للمدمنين توجد خالية من الحيوانات الذنبية، وأن ما تفعله المسكرات في الحيوان المنوي في الرجل السِّكِّير تفعله أيضًا في المرأة السكِّيرة؛ فإن الخمر تفسِد البويضات التي هي شرطٌ لخَلق الجنين وتكوينِه.

 

على أن الدُّول المستهلكة للمخدرات ليست أسعد حالاً.

 

ففي "فيلادلفيا" على سبيل المثال: نجد أنه من بين ثلاثين ألفًا من مدمني الهيروين عام 1970م نجد 10% منهم من النساء، وما يزيد عن 10% من هؤلاء النسوة المدمنات في سنِّ الشباب، ومن الطبيعي أن من بين هؤلاء الحوامل كثيرًا ممن يبعن أجسادهن من أجل الحصول على المخدِّر، ويؤدي ذلك إلى إصابة مواليدهن بأمراض مُعدية وأمراضٍ تناسلية[7].

 

ويذكر "فوريل" أنه لاحظ أن عددًا كبيرًا من العاديِّين من حيث العاطفة الجنسية وقد تحولوا إلى ذلك الشذوذ عن العاطفة الجنسية بعد تناولهم أقلَّ كمية من الخمور.

 

بل إن الخمر تُحدث شذوذًا في العاطفة الجنسية من أيِّ نوعٍ؛ فنجد شاربَ الخمر عاهرًا أو مصابًا باللواط أو محبًّا لوطء الحيوان أو مصابًا بأحد الأمراض النفسية كمرض سادي أو سوشر ماسوك وغيرها.

 

وخلاصة القول أن المخدِّرات بكافة أنواعها تقتلُ في نفس متعاطيها العواطفَ السامية في الإنسان؛ كالحنان والعطف والواجب، وتعمل الخمرُ كذلك على إضعاف الإرادة وتعطيلها وتسلب قوَّة السيطرة على النفس، وهذا ما يُشاهد في حالات الاغتصاب والعربدة في المواخير والاتصال بنساء الطبقات الدنيا.

 

ومن هذا العرض يتَّضح لنا بجلاءٍ الحد الذي تبلغه تلك الأخطار المفزِعة والناجمة عن عادة المخدِّرات تلك على المجتمع الإنساني عامَّة، الأمر الذي حدا بالشرائع السماوية إلى تحريمها وذمِّها وذمِّ من يتعاطاها على النحو التالي:

الديانات الكتابية تحرِّم المخدِّرات عمومًا:

يقول د. عبدالعزيز شرف في كتابه "المكيفات" نقلاً عن كتاب بعنوان: "كأس الخمر حلال أم حرام؟"؛ للقسِّ لبيب ميخائيل، في فصله الأول يتساءل ويجيب على الأسئلة بإجاباتٍ دينية مُقنعة، ويثبت فيها أن الخمر محرمة تمامًا في الديانة المسيحية، وذلك ردًّا على القائلين بأن المسيحية تجيز شربَ الخمر؛ نظرًا لما ذكر في بعض آيات الكتاب المقدَّس التي أُسيء فهمُها وحدّدت معانيها، والديانة المسيحية بمعانيها ومفهومها تحرِّم الخمر وتنذر بعقاب مدمنيها...، وها هو ذا صاحب الأمثال يقول: "لا ننظر إلى الخمر إذا احمرَّت حين تظهر حبًّا بها في الكأس، وساغت مرقرقة؛ في الآخر تلسع كالحية وتلدغ كالأفعوان"، "لا تكن بين شاربي الخمر المتلِفين أجسادهم"، "وويل لمن يسقي صاحبَه سفاحًا حموك ومسكرًا أيضًا"، "لا يؤكل خمير... ولا يُرى عندك مختمر، ولا يرى عندك خمير في جميع تخومك".

 

أما في الديانة اليهودية، فيمكننا أن نشير إلى أن الخمر المسكرة، والتي وردت في اللغة العبرية باسم: "شيكار" - محرَّمة كل التحريم في ثنايا الكتاب المقدَّس بكِلا عهديه القديم والجديد؛ فاليهودية تحرِّم في مفهومها الصحيح هذا النوعَ من الخمر أو المخدرات، ونرى هذا بوضوحٍ حتى في النُّسخة العربية للكتاب المقدس؛ إذ يقول الرب لموسى: "كلِّم بني إسرائيل وقل: هلمَّ، فعن الخمر والمسكر يفترز (أي يبتعد) ولا يشرب خل الخمر ولا خل المسكر ولا يشرب من نقيع العنب، ولا يأكل من كل ما يُعمَل من جفنة الخمر من العجم حتى القشر".

 

وفي سِفْر القضاة أيضًا: "فلتحتفظ من كل ما يخرج من جفنة الخمر: لا تأكل، وخمرًا ومسكرًا لا تشرب".

 

فالمسكر، وهو الكلمة المترجمة عن كلمة: "شيكار" العبرية، يعني: أي نوع من المشروبات المختمرة حتى من غير العِنَب، وتناوُل هذه المشروبات التي يطلقون عليها ظلمًا اسم: "المشروبات الروحية" محرَّم تحريمًا باتًّا مطلقًا في الكتاب المقدس، والذي يَشرب المسكرات له الويل والشقاوة وازمِهرار العينيين والجروح بلا سبب، بل إن هناك ويلاً صريحًا لمن يسقي صاحبه مسكرًا.



[1] الإدمان - مظاهره وعلاجه -؛ للدكتور عادل الدمرداش، مطبوعات المجلس الوطني للثقافة، سلسلة (عالم المعرفة)، الكويت 1402 هـ - 1982م، ص 9 - 10.

[2] د. عادل الدمرداش، المرجع السابق، ص 17.

[3] المخدرات في رأي الإسلام؛ للدكتور حامد جامع، سلسلة (مجمع البحوث الإسلامية)، القاهرة، 1979م، ص 15.

[4] الدكتور حامد جامع؛ المرجع السابق، ص 23، ص 25 "بتصرف".

[5] المكيفات؛ للدكتور عبدالعزيز أحمد شرف، (اقرأ) دار المعارف، القاهرة، 1978م، ص 20.

[6] المسكرات بين الشرائع السماوية والقوانين الجنائية؛ تأليف إسماعيل الخطيب، رئيس المحكمة، دار الشعب، القاهرة، 1976م، ص 39 - 40.

[7] المخدرات في رأي الإسلام، المرجع السابق، ص 29 - 30.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مشكلة الإدمان والمخدرات
  • المخدرات في مجال الفقه الاسلامي
  • من أضرار الخمور والمسكرات والمخدرات
  • بلاء المخدرات والمسكرات
  • المخدرات

مختارات من الشبكة

  • القافلة.. العزم والجزم والحزم(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • ملخص بحث: دور الأسرة مع مدمن المخدرات(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث الاتفاقيات والتشريعات في مجال مكافحة المخدرات(مقالة - موقع أ. د. محمد جبر الألفي)
  • المخدرات في الفقه الإسلامي (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • ملخص بحث: الأساليب التربوية الملائمة لعلاج إدمان المخدرات في ضوء التوجيه التربوي الإسلامي(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • روسيا: الإسلام يحمي من المخدرات في داغستان(مقالة - المسلمون في العالم)
  • خطر المخدرات بأنواعها وبيان آثارها (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطر المخدرات وأضرارها المتعدية (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطر المخدرات (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطر المخدرات على الضرورات الخمس (الدين والمال والنفس والعقل والعرض)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 20/11/1446هـ - الساعة: 9:38
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب