مرض الصرع والتشنجات (أسبابه وعلاجه)

مرض الصرع والتشنجات أسبابه وعلاجه

مرض الصَّرع:

عن عطاء بن أبي رباح، قال: قال لي ابن عباس - رضي الله عنهما -: "ألا أُريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلي، قال: هذا المرأة السوداء أتتِ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إني أُصْرَع، وإني أتكشَّف، فادْعُ الله لي، قال: ((إن شِئْت صَبَرت ولك الجنة، وإن شِئْت دعوتُ الله أن يُعافيك))، فقالت: أصْبر، فقالت: إني أتكشَّف، فادْعُ الله لي ألاَّ أتكشَّف، فدعا لها"؛ مُتفق عليه، وتلك المرأة اسْمها: أُمُّ زُفَر.

فإذا كان الصَّرع من الجن، فهل يترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجن يتلاعَب بها أو بغيرها من البشر؟ كلا وحاشا، وهو المبعوث رحمةً للعالمين!

إذًا الصرع مرض عضوي؛ ولذا طلَب منها الرسول - صلى الله عليه وسلم - الصبر، ومقابل ذلك الجنة، ولقد عالَج الرسول - عليه الصلاة والسلام - حالات السحر، مثل: حالة الصبي الذي جاءَت به أُمُّه، كما روى ابن أبي شيبة في مصنَّفه عن ابن عباس "أنَّ امرأة جاءت بابنٍ لها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله، إن ابني هذا به جنون، وإنه يأخُذه عند عشائنا وغدائنا، فيَخْبث"، قال: "فمسَح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صدرَه، ودعا له، فثَعَّ ثعَّةً، فخرَج من جوفه مثل الجرْو الأسود"!

وعالَج الصحابة - رضي الله عنهم - حالة السحر والسُّم بتلاوة القرآن العظيم، أمَّا مرض الصَّرع، والذي يُفقد صاحبه الوعي، ويَجعله يرفُس مثل الشاة المذبوحة، ويُخرج من فمه الزَّبد، ويتبوَّل لا إراديًّا، ويضرب برأسه ويديه الأشياء الصُّلبة - فهو مرَض نتيجة ضربة في الرأس أو النخاع الشوكي، وبسبب هذه الضربة تتعطَّل بعض الشعيرات الدمويَّة الصغيرة، وعندما تأتي حالة الصرع والتشنُّج، ويكون ذلك في حالة الفرح الشديد، أو الغضب الشديد، أو التعب الشديد، أو عند تلقِّي علاجات لا يَقبلها الجسم، عند ذلك يضخُّ القلب كميَّات كبيرة من الدم، وعندما يخرج الدم من الشرايين إلى الشعيرات الدمويَّة الصغيرة، يَجدها متعطِّلة أو مغلقة؛ بسبب الضربة، فيَفيض الدم في المخ أو النخاع الشوكي، وتحدث التشنُّجات؛ ﴿ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾ [الذاريات: 21].

العلاج: عبارة عن خَلطات من الأعشاب والزيوت الطبيعيَّة وعسل النحل، ورُبَّما استمرَّت فترة العلاج أكثر من ستة أشهر، كذلك يمكن العلاج عند أطباء المخ والأعصاب، وتطول مدة العلاج عند الأطباء لسنوات.

وصايا مهمَّة: ننصح أولياء المصابين بالصَّرع ألاَّ يتركوهم وحدهم، كذلك إبعادهم عن النار أو الوقوف على شاطئ النيل أو ساحل البحر، والنظر في الآبار الجوفيَّة، أو الوقوف على جسم صُلب، مثل: السبور والبلاط، ومَنْعهم من قيادة السيارات والدرَّاجات، ولا ننقل إليهم الأخبار المُفرحة ولا المُحزنة إلاَّ بعد تَهيئتهم، وإذا ظهَرت مثل هذه الحالة فجأة، وجَبَ علينا الإسراع إلى مختص المخ والأعصاب، أو استخدام زيت الزيتون والكمون، وعسل النحل، شرابًا ومَسْحًا للرأس والظهر، والمداومة على ذلك، والإكثار من الصدقة والدعاء، والتقرُّب إلى الله.

وصية مهمَّة: مرض الصَّرع غير مُعدٍ، ولا ينتقل من الشخص المصاب إلى السليم، فإذا صُرِع إنسان وأنت قريب منه، فأَمْسكه ولا تتركه يَضْرب برأسه الأرض، ثم ضَعْ له قطعة قماش في فمه؛ حتى لا يقطع لسانه.

تحذير مهم: بعض المعالجين من المتصوِّفة وأهل البدع، يقومون بضَرْب المصروع وإطعامه أكْلاً ليس فيه غذاء، ويقولون: إنهم بهذا الغذاء عديم الفائدة يؤذون الجن، فيتركون المريض، وهذه جريمة، فأمثال هؤلاء يجب نُصحهم وفَتْح بلاغات ضدهم وتقديمهم للمحاكمة العاجلة؛ لأنهم ارتكَبوا جريمة وأطاعوا الشيطان.