• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المقاصد الربانية للعشر المباركة (خطبة)
    د. عبدالرزاق السيد
  •  
    وقفات مع عشر ذي الحجة (5)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    خطبة عيد الأضحى لعام 1446هـ
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    وقفات مع عشر ذي الحجة (4)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    العيد في زمن الغفلة... رسالة للمسلمين
    محمد أبو عطية
  •  
    الأضحية ... معنى التضحية في زمن الماديات
    محمد أبو عطية
  •  
    خطبة الجمعة ليوم عيد الأضحى
    عبدالوهاب محمد المعبأ
  •  
    صلاة العيد وبعض ما يتعلق بها من أحكام
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    وقفات مع عشر ذي الحجة (3)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    خطبة: أهمية اللعب والترفيه للشباب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    عيد الأضحى: فرحة الطاعة وبهجة القربى
    محمد أبو عطية
  •  
    كيف يعلمنا القرآن الكريم التعامل مع الضغط النفسي ...
    معز محمد حماد عيسى
  •  
    أحكام الأضحية (عشر مسائل في الأضاحي)
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    زيف الانشغال
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    خطبة الجمعة في يوم الأضحى
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    الأخذ بالأسباب المشروعة
    الشيخ محمد جميل زينو
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / نوازل وشبهات / شبهات فكرية وعقدية
علامة باركود

الشريعة لماذا؟ أسباب شرعية ودينية

الشريعة لماذا؟ أسباب شرعية ودينية
د. محمد يسري إبراهيم

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 3/9/2014 ميلادي - 9/11/1435 هجري

الزيارات: 9486

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الشريعة لماذا؟

أسباب شرعية ودينية


إن قضية الحكم بالشريعة الإسلامية المطهَّرة فريضة واجبة، وعقيدة لازمة؛ إذ الشريعة نفسها هي الإسلام بعينه؛ وذلك أن الشريعة المنزَّلة هي القرآن الكريم، وسنة النبي العظيم، صلى الله عليه وسلم، وفيما يلي أسباب شرعية ودينية تدعو إلى تحكيمها وتعظيمها، والانقياد لها وترك معارضتها، بعد اعتقاد تمامها وكمالها، واستواء حسنها من مختلف جهاتها.

 

أولاً: الشريعة هي الإسلام:

الشريعة هي الإسلام الذي ارتضاه الله لنا دينًا؛ قال الله تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3].

 

وهي كلُّ ما شرعه اللهُ من الدين في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم؛ قال تعالى: ﴿ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ ﴾ [الشورى: 13]، وقال تعالى: ﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا ﴾ [الجاثية: 18].

 

فكل من رضي بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولاً، فقد آمن بالشريعة وارتضاها منهجًا.

 

وفي الحديث: قال صلى الله عليه وسلم: ((ذاقَ طَعْم الإيمان مَن رضي بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولاً))[1].

 

وفي الحديث أيضًا: قال صلى الله عليه وسلم: ((مَن قال حين يسمَع المؤذِّن: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، رضيتُ بالله ربًّا، وبمحمد رسولاً، وبالإسلام دينًا، غُفر له ذنبه))[2].

 

وما أعظم جزاء من رضي بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبالشريعة منهجًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولاً!

قال صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا سعيد، مَن رضي بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد نبيًّا، وجبت له الجنة))[3].

 

ثانيًا: الشريعة هي وحي الله تعالى:

لا تخرج الشريعة في موضوعاتها العَقدية أو الأخلاقية أو التربوية أو الأحكام العملية عن أن تكون وحي الله تعالى، كتابًا وسنَّة، وقد قال الله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الشورى: 52]، وأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول للناس كافة: ﴿ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ ﴾ [الأنعام: 19]، وقال الله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ﴾ [الشورى: 7].

 

وقال الله تعالى: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 3، 4].

 

وفي الحديث: قال صلى الله عليه وسلم: ((... وإنما كان الذي أُوتيت وحيًا أوحاه اللهُ إليَّ؛ فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة))[4].

 

ثالثًا: الشريعة هي الحق المُطلَق:

الوحي هو الحق المُطلق؛ فمن آمن بالوحي الإلهي المنزَّل، فقد اعتقد أنه الحق المنزَّه عن الباطل، والمبرَّأ من الانحراف من كل وجه؛ قال الله تعالى: ﴿ وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ ﴾ [الأنعام: 66]، وقال الله تعالى: ﴿ وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ﴾ [الإسراء: 105]، وقال الله تعالى: ﴿ وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ ﴾ [الحاقة: 51]، وقال الله تعالى: ﴿ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: 41، 42].

 

ولأن الشريعة هي الحق المطلَق؛ فإن كتابها - وهو القرآن - لا يتطرق إليه خلل بوجه من الوجوه؛ قال الله تعالى: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 82]، وكما ثبَت هذا المعنى في حق كلام الله تعالى، فقد ثبت في حق كلام نبيه صلى الله عليه وسلم؛ قال الله تعالى: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 3، 4]، ولقد قرر النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى فقال: ((اكتب؛ فوالذي نفسي بيده ما خرج منه إلا حقٌّ))، وأشار بيده إلى فِيه[5].

 

وفي الحديث أيضًا: قال صلى الله عليه وسلم: ((بُعِثتُ بجوامع الكَلِمِ))[6].

 

رابعًا: الشريعة محكمة ومحفوظة:

الشريعة لم تتعرَّض لتحريف أو تغيير؛ لأن كِتابها محفوظ من الزيادة والنقصان، بحفظ ربنا الرحمن؛ قال الله تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9].

 

وهو كتاب محكم لا اشتباه فيه؛ قال الله تعالى: ﴿ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ﴾ [هود: 1]، وقال الله تعالى: ﴿ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ ﴾ [الحج: 52].

 

ولأن النبي صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين؛ فقد أُعطي معجزةً خالدةً، وهي: الوحي الذي تولى اللهُ حفظه بنفسه؛ ليَبقى حجة الله على خلقه إلى يوم القيامة.

 

ولأن هذا الشرع محفوظ بحفظ آياته وبيناته؛ فإن العلماء به يقومون بنفي كل تحريف أو تأويل باطل عن دين الله وشرعه.

 

وفي الحديث: ((يَحمل هذا العلمَ مِن كل خَلَف عدولُه، ينفون عنه تحريف الغالين، وتأويل الجاهلين، وانتحال المبطلين))[7].

 

خامسًا: الشريعة واجبة التسليم والانقياد:

وإذا كانت الشريعة المطهَّرة معصومة محفوظة، فما بقي إلا تمام الاستِسلام وكمال الانقياد لنُصوصها وأحكامها؛ قال الله تعالى: ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء: 65]؛ ولهذا نفى الله تعالى عن المؤمنين الصادقين أن يكون لهم اختيار مع أحكامها، أو رد لقضاء الله تعالى أو قضاء رسوله صلى الله عليه وسلم، ولقد قال الله تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 36]؛ ولذا فإن من رضي بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا - يَجد في قلبه حلاوة للإيمان لا يجدها غيره.

 

وفي الحديث: قال صلى الله عليه وسلم: ((ذاقَ طعمَ الإيمان: مَن رضي بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولاً))[8].

 

وكما يَنطبِق هذا الحكم على آيات الكتاب الحكيم، يَنسحِب أيضًا على سنَّة النبي الكريم، صلى الله عليه وسلم، وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: ((ألا وإنَّ ما حَرَّم رسولُ الله مِثل ما حَرَّم اللهُ))[9]، وفي الحديث أيضًا: قال صلى الله عليه وسلم: ((لا يُؤمن أحدُكم حتى يكون هواه تَبَعًا لما جئتُ به))[10].

 

سادسًا: الشريعة عبادات وعبودية لرب البرية:

حقيقة الشريعة إقامة لواجب العبودية لله تعالى ظاهرًا وباطنًا؛ قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ ﴾ [البقرة: 21]، وقال الله تعالى: ﴿ وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ﴾ [يس: 61].

 

فلا يُعبَد الله تعالى إلا بما شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: ((خُذوا عني مناسككم))[11]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((صَلُّوا كما رأيتموني أُصلي))[12].

 

ومهمَّة المسلمين من بعدُ هي هداية الخلق لدين الحق، وتعبيد العباد لرب العباد؛ قال ربعي بن عامر رضي الله عنه لرستم قائد جيش الفرس: "إنَّ اللهَ ابتعثنا لنُخرج مَن شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضِيق الدنيا إلى سَعَتها، ومَن جَوْر الأديان إلى عدل الإسلام"[13].

 

سادسًا: الشريعة واجبة الاتباع:

إذا كانت الشريعة بتلك المثابة العظيمة، فلا يجوز لأحد أن يُخالف آياتها وأحاديثها الصحيحة المُحكَمة، وقد قال الله تعالى: ﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا ﴾ [الجاثية: 18]، وقال الله تعالى: ﴿ اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ [الأعراف: 3]، وقال الله تعالى: ﴿ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ ﴾ [الأنعام: 155].

 

واتباع النبي صلى الله عليه وسلم واجب يدل على صدق المحبة لله تعالى؛ قال الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾ [آل عمران: 31].

 

ومخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم سبب للهلاك في الدنيا والآخرة؛ وفي الحديث: ((ومَا لي لا أغضبُ، وأنا آمرُ بالأمر فلا أُتَّبع؟!))[14]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((كُلُّ أُمَّتي يدخلون الجنة إلا من أبى))، قالوا: يا رسول الله، ومن يأبى؟ قال: ((من أطاعني دخل الجنة، ومَن عصاني فقد أبى))[15].

 

سابعًا: الشريعة واضحة المعاني، مفصلة البيان:

إن نصوص الشريعة في غاية من البيان والتبيان، والوضوح والإحكام؛ قال الله تعالى: ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴾ [النحل: 89]، وقال الله تعالى: ﴿ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ﴾ [فصلت: 44]، وقال الله تعالى: ﴿ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ [فصلت: 3]، وقال الله تعالى: ﴿ الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴾ [يوسف: 1]، وفي الحديث: قال صلى الله عليه وسلم: ((الحلال بَيِّنٌ، والحرام بَيِّنٌ))[16].

 

ثامنًا: الشريعة وافية بمصالح العباد:

من أهم خصائص الشريعة في نصوصها القرآنية، وأحاديثها النبوية: أنها كفيلة بمصالح العباد، في المعاش والمعاد، هادية للخلق لأقوم طريق، وأهدى سبيل؛ قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء: 9]، وقال الله تعالى: ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴾ [النحل: 89].

 

ومِن وصفِ نبينا صلى الله عليه وسلم أنه يُحلُّ لنا الطيبات ويحرم علينا الخبائث؛ وقد قال الله تعالى: ﴿ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ﴾ [الأعراف: 157].

 

وقال صلى الله عليه وسلم: ((أيها الناس، إنَّه ليس من شيء يُقرِّبكم من الجنة ويُبعدكم من النار إلا قد أمرتُكم به، وليس شيء يُقربكم من النار ويبعدكم من الجنة إلا قد نهيتكم عنه))[17].

 

وفي الحديث أيضًا: قال أبو ذر رضي الله عنه: "لقد تركَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وما طائر في السماء يُقلِّب جناحيه إلا وقد أوجد فيه علمًا"[18].

 

تاسعًا: الشريعة هوية وجنسية كل مسلم ومسلمة:

قال الله تعالى: ﴿ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الحج: 78]، وقال الله تعالى: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13].

 

وفي الحديث: ((إن أكرمكم عند الله أتقاكم، وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى))[19].



[1] أخرجه مسلم (34).

[2] أخرجه مسلم (386).

[3] أخرجه مسلم (1884).

[4] أخرجه البخاري (4981، 8274)، ومسلم (152).

[5] أخرجه أحمد (6802)، والدارمي (501)، والحاكم (187).

[6] أخرجه البخاري (2977، 7013، 7273)، ومسلم (523).

[7] أخرجه البزار في مسنده (9423، 9429)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (3884)، والطبراني في مسند الشاميين (599)، وابن بطة في الإبانة (33)، والخطيب البغدادي في شرف أصحاب الحديث (14).

[8] أخرجه مسلم (34).

[9] أخرجه أحمد (17194)، والترمذي (2664)، وابن ماجه (12، 3193)، وقال الترمذي: حديث حسن غريب.

[10] أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (15)، وابن بطة في الإبانة (279).

[11] أخرجه البيهقي في الكبرى (5 / 204)، وأخرجه مسلم (1297)، بلفظ: ((لتأخذوا مناسككم)).

[12] أخرجه البخاري (631، 6008).

[13] تاريخ الطبري (3 / 518).

[14] أخرجه أحمد (18523)، والنسائي في الكبرى (10017)، وابن ماجه (2982).

[15] أخرجه البخاري (7280).

[16] أخرجه البخاري (25، 2051)، ومسلم (1599).

[17] أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (35473)، والبغوي في شرح السنة (14 / 305).

[18] أخرجه البخاري (2977)، ومسلم (523).

[19] أخرجه أحمد (23489)، والطبراني في الأوسط (4749)، والبيهقي في الشعب (4774).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • صلاحية الشريعة لكل زمان ومكان
  • سيادة الشريعة
  • الشريعة الإسلامية وفضائلها الأخلاقية
  • الشريعة هداية الله للعالمين
  • التحاكم إلى الشريعة فرض ملزم لكل مسلم
  • الشريعة عالمية وشاملة ومفصلة
  • المستقبل للإسلام في الغرب
  • الشريعة ثابتة ومرنة ويسر كلها
  • الشريعة مثالية وواقعية
  • الشريعة لماذا؟ أسباب قانونية

مختارات من الشبكة

  • منهج ابن كثير في الدعوة إلى الشريعة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تطبيق الشريعة الإسلامية بدولة الكويت بين الشريعة والقانون (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • مقاصد الشريعة في القضاء والشهادة والعقوبات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أهمية موضوعات الشريعة وحاجة الطالبات إليها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • معاملة المدنيين في أثناء القتال في الشريعة الإسلامية والشريعة اليهودية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من مقاصد الشريعة في المعاملات المالية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نسخ الإسلام لما قبله من الشرائع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الآثار الدينية وحكمها في الشريعة الإسلامية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • موضوعات الشريعة في مقررات التربية الدينية في المرحلة الثانوية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • من مقاصد الحرية الدينية في الشريعة الإسلامية(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/12/1446هـ - الساعة: 15:27
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب