• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / نوازل وشبهات / شبهات فكرية وعقدية
علامة باركود

لماذا حركوا الأرض؟ (7)

ياسر فتحي وحسن علية

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 4/8/2011 ميلادي - 4/9/1432 هجري

الزيارات: 14506

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لماذا حركوا الأرض؟ (7)

سلسلة مقالات لحسن علية (1)

نيكولا كوبرنيك محيي العقيدة الفيثاغورية

كلنا يدرك بأن من أعوص مشاكل الحضارة السائدة حاليا هو ضحالة المعاني التي تقدمها للإنسان والحياة، حيث تم اختزال الوجود في جزئه المادي القهري، مما ضيق أفقاً كان رحباً، وأظلم سماء كانت مضيئة، والسؤال: كيف تم التحول من سعة أفق التوحيد، والزخم العظيم للمعاني التي لا تنضب إلى عدمية المادة وإلغاء الإنسان، إن المعاني التي نضفيها على حياتنا في مستوياتها المختلفة إنما نستوحيها من الثقافة التي نغذى بها عقولنا، وتترسخ في قلوبنا من خلال عملية التعلم التي يباشرها الإنسان منذ ولادته وحتى ساعة الغرغرة، إن المنظومة القيمية والأخلاقية هي أهم إفرازات الثقافة التي تقوم بإدارة وتوجيه المجتمعات منطلقة من إدارة الأفراد، لذا كانت دعوة الأنبياء تتركز على إعادة التعريف الصحيح لعلاقة الإنسان بخالقه وبالموجودات التي حوله حتى يتمكن من تأسيس واقع إيماني يمكن من خلاله أداء العبادة الخالصة لله، فهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصف جبل أحد فيقول: «هذا جبل يحبنا ونحبه»، في تعريف رائع لعلاقة المسلم بالموجودات التي خلقها الله - سبحانه وتعالى - حوله، لذا فكل حضارة لابد لها من أن تعرف الظواهر الطبيعية وعلاقة الإنسان بها تأثراً وتأثيراً، وهذا ما تم فعله في بداية حقبة الحضارة الغربية الحالية، حيث انطلقت من إعادة تعريف موضع الأرض من الكون، ومن ثم تم إعادة تعريف موضع الإنسان من الحياة، وهذا ما جاء به كوبرنيك أساساً، فاستبعاد الأرض من مركز الكون، وجعلها كوكباً لا ميزة له على غيره؛ أدى إلى إلغاء فكرة تكريم ابن آدم، وأنه يعيش في كون خلق له وسخر لخدمته، لقد كان ذلك هدماً مباشراً للعقيدة التوراتية والقرآنية المبنية على مركزية الإنسان في الحياة، وأنه يعيش في كون خلق له وسخر له من قبل حكيم عليم، حتى ينظر ماذا سيفعل، ويحاسبه على ذلك، وقد أدركت الكنيسة أبعاد هذا القول؛ لذا فقد حاربت هذه الدعوى، نظراً لإدراكها للأبعاد الحقيقية للموضوع، وما سيترتب عنه من انحرافات عقدية في غاية الخطورة، سنحاول في الأسطر التالية إلقاء الضوء على الدوافع الكامنة التي أدت بكوبرنيك إلى القول بثبات الشمس، وعلاقتها بالإطار الزماني الذي عاش فيه.

 

حقبته الزمنية:

عاش كوبرنيك في أواخر القرن الخامس عشر، وبداية القرن السادس عشر الميلادي، والذي سمي بعصر البعث، أو عصر الإحياء، أو عصر إعادة الولادة، ولنا أن نتساءل: بعث ماذا؟ وإحياء ماذا؟ والولادة الثانية لمن؟

 

الجواب بكل بساطة: هو بعث حضارة الأجداد، وإحياء ثقافة الآباء القدامى، وهي الحضارة الإغريقية والرومانية، وحتى الحضارة الفرعونية والبابلية والفينيقية إلخ...

 

فالأوروبيون في هذه الحقبة قد بلغوا حد الافتتان بكل ما هو إغريقي وروماني، في كل مجالات الحياة، وقد بالغوا إلى حد الغلو في الرفع من قيمة هؤلاء، وتخليد ذكراهم، فهؤلاء مشاهيرهم وعلماؤهم كانوا يتخذون ألقاباً يتسمون بها باللغة الإغريقية والرومانية، كما دأبوا على تسمية المكتشفات بأسماء آلهة الوثنيين القديمة، في عملية بعث حقيقية لهذه المعبودات، فمثلاً: قاليليو قاليلي سمى أقمار المشتري بأسماء عشيقات الإله زيوس (زيوس هو كبير الآلهة عند الإغريق، وهو عندهم إله السماء والرعد، قاتل والده كورونوس وانتصر عليه، كان زوجاً لأخته حيرى، والتي كانت شديدة الغيرة عليه، هكذا آلهتهم تكرس في النفس البشرية أقبح المعاني والأخلاق السافلة الوضيعة)، وهذا ريتيكوس تلميذ كوبرنيك يبدأ كتابه بعنوان "خطاب بروسيا" بالرجوع لآلهة الرومان، ويشير إلى أن الكهرمان كان هدية من الآلهة، وهذه الكواكب الجديدة المكتشفة في المجموعة الشمسية تسمى بأسماء الآلهة مثل بلوتو ونبتون، ومازال هذا دأب الغربيين إلى اليوم.

 

في البداية اصطدم هذا التوجه مع بقايا التوحيد الوافد من الشرق ضمن التعاليم المسيحية، والذي كان يأمر ببغض هؤلاء الأجداد الوثنيين، ويجرمهم، ويعدهم بالخلود في العذاب المهين، ويعتبر الوثني أدنى قيمة من الموحد.

 

لذا فكان من الضروري إعادة صياغة الوعي الغربي، والتخلص من مرجعية الوحي، بحيث يمكن إعطاء الأجداد القدامى المكانة التي يستحقونها، بحثاً عن العزة والتمكين،من خلال الاقتداء بهم، والاهتداء بهديهم، لذا أنشئت حركة الأنسنة humanism والتي تعهدت بالدفاع عن المظلومين من قبل الموحدين (سلطة الوحي) ترتكز الأنسنة على فكرة جوهرية، وهي أن شرعية الفعل البشري تستمد من ذات الفعل، ورفض أي مصدر للتقييم يأتي من خارجه.

 

وبذلك يمكن اعتبار أي شيء يصدر عن الإنسان هو شيء مقبول أو إنساني، ولا يمكن تجريمه، فالشرك والوثنية رافقت وجود الإنسان إذاً فهي فعل إنساني، ولا يمكننا تجريمه، بل يجب اعتبار الآثار المترتبة على هذه العقائد إرث إنساني يجب المحافظة عليه، وصيانته وتقديمه للأجيال القادمة على كونه جزءً أساسياً من تاريخ الإنسانية، كما أن الزنا مثلاً سلوك رافق وجود الإنسان حيث لم يقتصر -حسب زعمهم- أبداً نشاط الإنسان الجنسي على مؤسسة الزواج، إذاً فالزنا ليس جريمةً، بل هو سلوك إنساني يجب قبوله كحقيقة إنسانية، وحاجة بشرية، وإعطاؤه اسماً يليق به، مثل الحرية الجنسية.

 

والمبدأ الثاني للأنسنة: هو الحرية، فالإنسان (طبعاً الإنسان القوي والمتفوق فقط) هو السيد، وهو حر في أفعاله، لذا فهو يمنع ما يراه مضراً به، ويسمح بالفعل الذي يراه من مصلحته. وبذلك ولدت فكرة أن الأخلاق مسألة مصلحية ونفعية، ليس لها أي ثوابت، وتفتقد للمعيارية، ولكن يتم تشكيلها حسب مصالح الأقوياء في كل فترة، وتعج المؤلفات الماركسية بهذه الأفكار، وفي المدارس الأكثر اعتدالاً اعتبروا الأخلاق هي أداة يدافع بها المجتمع عن وجوده تجاه الفرد، في إطار صراعٍ الغايةُ منه قمع حرية الفرد.

 

ومن بين المقولات الحداثية الشهيرة من يقول بأن "الحداثة أسست على مبدأ موت المقدس"، فلم يعد هنالك مقدسات وثوابت أخلاقية في حياة الإنسان بل كل ما لديه هو ممنوعات ظرفية، إذاً بهذا لم يعد للأخلاق أي قدسية ولا معيارية.

 

كما كان دأب المتأنسنين على السخرية وتسفيه كل ما له علاقة بالفطرة والقيم المشتركة بين البشر، مثل: الشرف والغيرة والإخلاص والتدين، بحيث كانوا يعتبرون أنه كلما ابتعد الإنسان عن الفطرة التي جبل عليها كلما تحققت إنسانيته أكثر، وهو مِن أفظع ما أتى به المتأنسنين، فهذا يؤدي بنا إلى اعتبار الفاحشة والمنكر أفضل من العفة والاستقامة، فمثلاً: الشواذ جنسياً - حسب قولهم - أعلى في سلم الإنسانية من الأشخاص الطبيعيين، فالشواذ تمكنوا من أن يختاروا سلوكهم الجنسي ذكرياً كان أم أنثوياً، وبذلك فقد تحرروا من إرهاصات الطبيعة التي خلقوا عليها، ومن ثمة فقد تحقق فيهم معنى الإنسانية.

 

وبعد هدم مرجعية الوحي والأخلاق فلم تعد الكنيسة المكان الملائم لتكون منبر الحقيقة؛ لذا فقد تم الاستعاضة عنها بمنبر جديد استحدث لهذا الغرض سمي بالجامعات، ولم يعد الراهب الشخص الملائم لحمل الحقيقة، فتمت الاستعاضة عنه بحامل اللقب الجامعي وهو الدكتور، ولم يعد الوحي مصدراً مقبولاً للحقيقة، فتمت الاستعاضة عنه بالمنطق الرياضي، داخل المنبر الجديد للحقيقة (الجامعة) تمت صياغة مرجعية جديدة لقياس التفاضل بين البشر أفراداً وأمماً، وهي مرجعية الصراع مع الطبيعة.

 

فبالنسبة لهم: الإنسان في حالة صراع دائم ومتواصل مع قوى الطبيعة للحفاظ على البقاء، وتعتبر الحضارة نتاج مباشر لتفوق الإنسان في هذا الصراع، والدين هو رمز الهزيمة في هذا الصراع. ويمكننا من خلال مفهوم الصراع تفسير كل النشاط البشري، فالغنى هو نتيجة الصراع ضد الفقر، والصحة هي نتيجة الصراع ضد المرض، والعلم هو نتيجة الصراع ضد الجهل، والقوة هي نتيجة الصراع ضد الضعف...

 

إذاً فالمكاسب الحضارية في أي ناحية من مناحي الحياة هي غنيمة حرب يحل للغانم أن يفعل بها ما يشاء وكيف ما شاء، وليس هنالك سلطة تنازعه ثمرة انتصاراته وتعبه أو تملي عليه ما يجب فعله.

 

وبذلك فالتفاضل بين البشر يحتكم فيه أولاً وأخيراً إلى مقدار الانتصارات المحققة في هذه الحرب، وبالتالي فكل من أتى بكسب في هذه الحرب حق له تخليد ذكراه في حياة البشر.

 

ويسهل على من تبنى هذا المقياس: إثبات تفوق الوثنيين على الموحدين؛ لأن البابليين هم مَن بنى الحدائق المعلقة، وليس إبراهيم، والفراعنة هم مَن بنى الأهرام، وليس موسى، وثمود هم من جاب الصخر بالواد، وليس صالح، وعاد هم من شيدوا إرم ذات العماد، وليس هود، فهؤلاء الأقوام بالنسبة للمتأنسنين هم من عمروا الأرض، وشيدوا الصروح، وبنوا الآيات، بذلك فهم أئمة البشرية، وعلى الجميع تعظيمهم وتبجيلهم وإجلالهم.

 

أما الأنبياء والموحدون بالنسبة لهم فقد جاؤوا إيذاناً بأفول واندثار هذه الحضارات، وبذلك ففترة سيادة التوحيد هي فترة مظلمة، حيث طفئت فيها جذوة الحضارة، وشاع فيها الاستسلام لأوامر الخالق، ومن هنا جاء مصطلح الظلامية لوصف التوحيد وأصحابه، ولم يقتصر هذا المصطلح على المسيحية كما توهم البعض؛ بل شمل كل الموحدين من أتباع ملة إبراهيم عليه السلام.

 

ولقد كان كوبرنيك من أشد الناس تأثراً بدعوى المتأنسنين حيث يصفه[1] ألكسندر كوريه في كتابه الثورة الفلكية: "لابد من التأكيد على أن كوبرنيك ليس بفلكي، ولكن متأنسن، وواحد من أبرز العقول المثقفة في وقته"، وكما يصفه الدكتور ووتسن أفريكا في مقالته بعنوان: علاقة كوبرنيك بأرسترخوص وفيثاغورس[2] بقوله في الصفحة (405): " لقد تشرب التبصر العلمي للفلكيين الإيطاليين وقناعة الطليعة المثقفة بالأنسنة، والتي كان يرفع شعارها في وقته الأفلاطونيون الجدد".

 

فإلى أي مدى كان استبطان كوبرنيك لمبادئ وعقائد المتأنسنين محركاً له في ما جاء به في موضوع الفلك؟

 

كوبرنيك والأقدمون

عُرف كوبرنيك بإكباره وتعظيمه الشديد للأجداد من إغريق ورومان، حتى إن أعنف موقف اتخذه كوبرنيك كان من الفلكي ورنر الذي حاول في إحدى رسائله تسفيه بعض مقولات القدامى مما جعل كوبرنيك الحذِر والانطوائي يخرج عن طوره، ويقوم بإعداد رد جارح، حيث سفه فيه ورنر، ووصفه بأنه مهلوس، ولم يستغرق إعداد الرد من كوبرنيك سوى يوم واحد. وشخص مثل كوبرنيك لا يقدم أبداً على مثل هذا العمل إلا إذا مسه في صميم معتقده، ومما يؤكد إستنتاجنا هذا هو ما ذكر في الأثر الوحيد المنسوب لكوبرنيك "حركة الأفلاك" حيث أورد في مقدمته التي تحدث فيها على رحلته المعرفية فقال: [3] "لقد اطلعت بتمعن على كل أعمال الفلاسفة، و تمكنت من الوقوف على معرفة إذا ما كان هنالك من يعتقد في حركة القباب ما عدا المتعارف عليه في المدارس، أولاً وجدت عند [4] Cicero أن هيسيتاس[5] أدرك بأن الأرض تتحرك، وفي فترة لاحقة نقل [6] Plutarch أن آخرين تبنوا نفس الرؤية، إنني أرى أنه من المناسب اقتباس كلام Plutarch هنا "البقية يعتقدون بأن الأرض ثابتة، ولكن فيلولاوس الفيثاغوري يقول بأنها تتحرك حول نار في مدار مائل مثل الشمس والقمر، هيراقليدس Ponticus وإسفنتيوس جعلوا كذلك الأرض متحركة، ليس في الفضاء ولكن حول محورها مثل الرحى من الغرب إلى الشرق" من هنا بدأت أفكر في أرض متحركة".

 

كما أورد في نفس المقدمة ترجمة لنص رسالة إيزيس إلى هيبرخوس، والتي يتلخص موضوعها في شرح اللوائح التنظيمية الداخلية للأخويات الفيثاغورية، فهي تنص على أن من يكشف الأسرار يطرد من الأخوية الفيثاغورية، ويظهر جلياً للعيان مدى بعد موضوع الرسالة عن موضوع الفلك والرياضيات، مما جعل العديد من المهتمين بشأن كوبرنيك إلى القول بأن كوبرنيك في إيراده لهذه الرسالة لا يتحدث عن الأرض أو الشمس أو غيرهما، بل هو بصدد الحديث عن نفسه، وبذلك فهو يشير إلى أنه فيثاغوري العقيدة، ونذكر على سبيل المثال: جوزيف برتران في كتابه مؤسسي علم الفلك الحديث[7] المنشور سنة 1865 يقول حرفياً: "بعد تأثره العميق بفيثاغورس[8] أصبح الرجل يعتقد بمعزل عن كل البراهين بتناغم الكون وبساطة آلياته"، كما أن الدكتور وتسن أفريكا أفرد مقالة كاملة يبرهن فيها على كون كوبرنيك ما هو إلا أحد الفيثاغوريين[9] وأن هدفه كان تأسيس الفيثاغورية الجديدة، وليس الاهتمام بالفلك والأرصاد، وننقل عنه قوله:

 

"في مخطوطة حركة القباب بكل صراحة أعلن كوبرنيك عن إيمانه بالفيثاغورية كمذهب يعتنقه ولكنه قام بحذف الفقرة (I, xi, finis) من الطبعة الأولى، إلا أنه يعتبر الرسالة الأبوكريفاوية من ليزيس ذات دلالة كافية ليعهد بها للبابا في إهدائه".

 

كما أشار كبلر وهو من أكبر أتباع كوبرنيك لذلك عندما قال: "إن فيثاغورس هو الجد لكل الكوبرنيكيين"[10]

 

وبالتالي فالتزام كوبرنيك تجاه المعلم الأكبر يعني الالتزام حتماً بكل أقواله، وبالفعل ففيثاغورس هو أول من قال بحركة الأرض، واكتملت هذه الفكرة عند فيلولاوس[11] الفيثاغوري والذي أشار إليه كوبرنيك باسمه في مقدمته، وهو الذي يقول بدوران الأرض حول النار العظيمة، وحجته في ذلك بأن النار أكثر رفعة من الطين، لذا وجب على الطين أن يكون تابعاً للنار وليس العكس، وقد نقل أرسطو[12] القول التالي لفيلولاوس: "إن مكان الشرف لابد أن يحتله الأكثر رفعة، ولكون النار أكثر رفعة من التراب فإن الأرض تدور حول النار في حركية دائرية"، أليست هذه حجة الشيطان نفسه.

 

كوبرنيك والشمس

إن حديث كوبرنيك عن الشمس يتجاوز كثيراً وصف الموجودات أو تصنيفها حيث ينم على عاطفة عميقة، وتبجيل كبير يثير التساؤل حول حقيقة علاقة كوبرنيك بالشمس حيث يقول في الفصل العاشر من الكتاب الأول من حركة الأفلاك: "بلا شك في هذا المعبد المنير (الكون) هل يمكننا أن نضع هذه الزجاجة المشعة في مكان أفضل من الموضع الذي يمكنها من خلاله إضاءة الكل مرة واحدة؛ صدقاً البعض محق في تسميتها العقل المدبر الحاكم للكون، هرمس سماها الرب الظاهر، وsophocles في إلكترا سماها التي ترى كل شيء، إذاً الشمس متربعة على عرشها (مملكتها) تضبط عائلة الأجرام السماوية المحيطة بها".

 

ونسوق فيما يلي شرح ألكسندر كوريه لهذا القول[13] "... قد أكون مخطئاً عندما أقول بأن هذا كل شيء بالنسبة للدور الذي يعطيه كوبرنيك للشمس، حين نحصر هذا الدور حرفياً بالقول بأنها تعطي النور للكون، لأن هذا القول ذو أهمية قصوى بالنسبة لكوبرنيك، فهو ما يفسر وما يعطي شرعية للشمس للحصول على مكانها في الكون وهو المكان المركزي.

 

هنا نجد السبب –السبب الحقيقي- الذي تجلى لعقل وروح كوبرنيك، إنه ليس سبباً علمياً محضاً، إنه أكثر من ذلك بكثير، إن التقاليد القديمة وخاصة التي تخص ميتافيزيقية الضوء، والتي كانت تدرس خلال العصور الوسطى، والتي رافقت دراسة البصريات، رسائل أفلاطون والأفلاطنيون الجدد، وبعث الفيثاغوريين الجدد: "الشمس تمثل الشمس المخفية، الشمس هي المعلم، والملك للعالم المنظور، وبالتالي فهي رمز الإله، هذا التصور عبر عليه تماما [14]marsilio ficino في رسالته بعنوان كتاب الشمس.

 

هذه الموروثات وحدها قادرة على أن تفسر العاطفة التي يتحدث بها كوبرنيك عن الشمس إنه يعشقها، وفي الغالب فهو يؤلهها (يعظمها لحد العبادة)".

 

الخاتمة: إذاً فكوبرنيك ابن عصره حيث افتتن أيما افتتان بمقولات القدامى من الإغريق وخاصة فيثاغورس، واستبطن عقائده، ومن ثم بدأ في البحث على ما يسند هذا المعتقد ويبرهنه في الواقع المادي، متجاهلاً وساخراً من كل الشواهد المناقضة لهذا المعتقد، مما يثير شبهات عظيمة حول مدى الموضوعية العلمية لكوبرنيك في قوله بثبات الشمس وحركة الأرض، وهذا ما يدعو لإعادة النظر بالكامل في هذا القول وسبر أغوار هذا الغموض من خلال حركة نقد شاملة لأسس الحضارة الغربية ومخرجاتها، فالحضارة الغربية الجديدة هي دين أقرت شرائعه وأحكامه، وأخفيت معبوداته ومعتقداته، أو بالأحرى دين معبوداته للخاصة وشرائعه للعامة.

 

لمن أراد التوسع في الموضوع يمكنه الرجوع لمقال الكاتب بعنوان "كوبرنيك بين موضوعية المشاهدات وإملاء المعتقدات".

 

هل آن الأوان لنحاكم نحن جاليلي جاليلو؟

كلنا نشأنا في بيئة تثني وتطري وتمجد علماء الغرب و تصورهم على أنهم رموز النزاهة و الموضوعية العلمية، وعلى أن نتائج أعمالهم هي الحقائق الكونية الوحيدة التي يمكن لجميع البشر أن يجتمعوا عليها. وما عداها فهي مسائل غير علمية وبذلك فليس عليها أي إجماع ولا فضل لأحد فيها على غيره و من ضمنها الدين والعقائد. ومن أشهر هذه الشخصيات على الإطلاق هو جاليليو جاليلي شهيد العلم والبحث عن الحقيقة. الرجل الذي ضحى بنفسه لينير لنا الدرب، و تعرض لمظلمة تاريخية من قبل قوى الظلامية مجسدة في الكنيسة، وحتى بعد محاكمته أصر على كلمته الشهيرة التي لم يقلها "ولكنها تدور".

 

فإلى أي مدى يمكننا التسليم بهذه الرواية الرسمية الصادرة عن القائمين على الحضارة الغربية؟

سنقوم فيما يلي بسرد بعض الحقائق التي أهملت أو نسيت أو بالأحرى حقائق تم التكتم عليها لجوانب عدة من حياة جاليلي جاليلو.

 

• قاليليوا الشاب هل تعلم بأن جالييوا الشاب كان شاعرا ماجنا يصل شعره إلى حد الفحش مما حدا بعديد الرواة و الأدباء تحاشي إيراد شعره لمنافاته للأخلاق و الأدب وسنسوق فيما يلي بعض الاستشهادات لجوزيف بيرتران من كتابه (مؤسسي علم الفلك الحديث: كوبرنيك- تيكو براهي- كبلر / جوزيف بيرتران (عضو مدرسة: J-Hetzel). - باريس، J-Hetzel للنشر، 1865)) حيث يقول في الصفحة 184-185 (كان جاليلي اجتماعي كما كان دائما متحرق للذة والمتعة، حيث كان يخالط الشبان من عمره وهو يعتبر أكثرهم تميزا وكان ينشد أبيات شعر بلغة بذيئة ونحن نمتلك من كتاباته شتم هزلي حول لبس الثياب، يجب الاعتراف بربط المثال الوارد في القصيدة بالسلوك، فإن شعر قاليليو ماجن بذيء أكثر من أنه مضحك) كما يقو ل في في الصفحة 185 و 186 ومن أشهر قصائده تلك التي يصف فيها امرأة متزوجة رفضت تلبية رغبته فيها بأنها تشبه نيرون الذي أضرم النار في روما و تلذذ بمشاهدته لها وهي تحترق ويتابع سرده فيقول في الصفحة 193 (عند قدومه إلى بادوا تبعته فتاة فينيسية والتي كان فريسة لحبها وكانت علاقتهما علنية وهذه وضعية غير شرعية). فكما نلاحظ فيالها من بداية حياة مستقيمة وراشدة تبشر بكل خير و ياله من نضج مبكر ستعم ثمرته على كل البشر.

 

• قاليليو العشيق و الأب: هل تعلم بأن قاليلوا كان عازفا عن الزواج طيلة حياته؟ ولكن أتعلم؟ أنه كانت له عشيقة من فينيسا قد أنجب منها ثلاثة أبناء غير شرعيين ابن و بنتين؛ أما بالنسبة لإبنه فلم يوليه أي رعاية أبدا ولم تكن له به أي صلة على الإطلاق حتى أنه لا يوجد أحد يذكر هذا الابن الذي ذهب ضحية الأب المهمل؛ أما البنات فهو من تولى تربيتهن وكل ما قام به هو نفيهن إلى الدير نظرا لعلمه بأن معرة كونهن بنات غير شرعيات تمنعهن من الزواج وقد كتبت إحدى ابنتيه رسالة مؤثرة لوالدها الحنون تستجديه فيها أن يتكرم عليها بإحدى ستائر منزله حتى تستخدمها كغطاء تتدثر بها في ليالي الشتاء البارد في الدير.

 

فياله من أب مثالي حبه للخير و واعزه الأخلاقي العالي زاد عن حاجة عائلته ومجتمعه حتى شمل كل الإنسانية.

 

• قاليليو العالم: هل تعلم بأن قاليليو كتب مصنفا كاملا سنة 1618 لو اطلعت عليه لما تمكنت من أن تجد فيه نقطة ضعف واحدة أثبت من خلال طرح منطقي وباستخدام منهجية علمية محكمة البناء بأن المذنبات ليس لها وجود مادي وبأنها مجرد خدعة بصرية وبذلك فهذا المصنف هو أحد أفضل البراهين على أن المنطق الرياضي يمكن استخدامه في البرهنة على الباطل وقد قال فيه الفرنسي جان بيير لوشان صاحب كتاب قضية جاليليو بأن كتاب saggiatore يدحض نقطة بقطة الأدلة على وجود المذنبات، ويقدم من خلاله لخصمه الراهب grassi درسا حول المنهجية العلمية و الطريقة المثلى للاستدلال و المنطق ولكن في حالتنا هذه فإن هذه المبادئ العظيمة وضعت في خدمة أفكار خاطئة أنظر (l'affaire Galilee/jean-pierre lonchamp. – paris, 1988,. – page 48-49).

 

هل تعلم بأن تجربة برج بيزا لم تحدث مطلقا وأنها من نسج الخيال حيث أدعي بأن جاليليو قام بالصعود إلى أعلى البرج ثم قام بتجربة سقوط حر لكرة خشبية وأخرى حديدية من أعلى البرج وأثبت أنهما تصلان في نس الوقت إلى الأرض.

 

هل تعلم بأن برهان جاليليو على دوران الأرض هو حركة المد والجزر؟ وأنه كان يسخر من أي شخص يشككه في برهانه حتى أنه سخر من جوهانز كبلر نفسه (فلكي ألماني يعتبر من أكبر أنصار كوبرنيك). ولكننا نعلم بأن حركة المد و الجزر هي من تأثير القمر ولا علاقة لها بثبات أو دوران الأرض إذا فكان جاليليو قد وقع في خطئ حقيقي وليس إدعاء أنظر كتاب الحوار لصاحبه جاليلي جاليليو.

 

• الكنيسة الشريرة: هل قامت الكنيسة بقتل جاليليو أو حرقه في محاولة آثمة لمنع نور الحقيقة؟

لا لم يقتل جاليليو. إذا هل سجن وعذب عل يد الرهبان الظلاميين؟ لا لم يسجن جاليليو ولم يعذب إذا ما هو التنكيل الذي تعرض له جاليلو؟ بكل بساطة سكن جاليليو بعد محاكمته سنة 1633في فيلا فاخرة على ملك سفير فلورانسا لدى الفاتيكان في إحدى ضواحي روما ثم تم تخفيف حكم الإقامة الجبرية عليه لينتقل لسكن في منزله الشخصي الموجود في الريف حيث واصل الكتابة وتقريبا لم يمنع من شيء.

 

• المحاكمة الظالمة: هل تعلم بأن السؤال الرئيس في محاكمة جاليليو هو التالي لماذا تصر على وجوب حركة الأرض مع عدم وجود مشاهدة فلكية مباشرة تدل على ذلك؟ فعدم رصد الإنحراف النجمي (إن حركة الأرض في مدار قطره المتوسط 56 مليون كيلومتر لابد أن يؤثر على موقع النجوم في السماء على الأقل مابين الصيف و الشتاء عندما تكون الأرض على طرفي المدار) الذي كان دليل نفي قاطع لدوران الأرض إذا فالعالم النزيه لا يقطع بدوران الأرض بل يبحث عن فرضية أخرى مثل ما فعل تيكو براهي أو على الأقل يكون غير مصر على هذا القول ويرد قوله في صيغة الاحتمالات التي قد تثبت أم لا. لذا تم تقييم إصرار جاليلي على قوله مع انعدام الدليل الفلكي، و تعارضه المباشر مع ما ورد في الكتاب المقدس؛ بأنه يدخل في إطار العقائد الإيمانية المستبطنة ولا يدخل في إطار الاختلاف العلمي.

 

هل تعلم بأن جاليليو لم يقل أبدا المقولة الشهيرة " ولكنها تدور"؟ بل على العكس من ذلك فقد جثى على ركبتيه وأقسم واضعا يده على الإنجيل بأنه تراجع على القول بدوران الأرض وأنه لن يعود لذلك أبدا.

 

• حقيقة ماجاء به جاليليو: هل تعلم بأن ما جاء به جاليلوا لا علاقة له بدوران الأرض؟

فهو لم يبرهن على شيء يذكر إذا فما هو سبب كل هذا التعظيم و التبجيل الذي يناله حاليا؟

 

لمعرفة جزء من الإجابة على هذا التساؤل دعونا نستعرض سويا بعض ما كتبه عالم الاجتماع الفرنسي alain gras وهو أستاذ في جامعة باريس ومدير مركز الأبحاث الخاص بتقنيات المعرفة في مقالة تحت عنوان محاكمة جديدة لقاليليو حيث يبدأ بالقول: "العالم الجديد للعلوم التجريبية ولد، رمزيا على الأقل مع جاليليو ولكن ما يطرحه هذا الأخير، من رؤية للعالم تكون خلالها موضوعية هذا العالم حتمية ووحيدة وغير قابلة للنقاش. بسبب كون هذه الموضوعية وحيدة: فالعالم لا يمكن أن يتكون إلا بطريقة وحيدة. فالكنيسة كانت تقول ( الله أراد هذا) والعلم الحديث يجيب (الطبيعة فعلت هكذا، ولكن لا تستطيع أن تفعل إلا هكذا فقط) موضوعية ووحدانية " ويستمر آلان فيقول " جاليليو أراد أن يجدد في مجال كان في الماضي يخص الدين والأخلاق: فأصبحت الحقيقة لا يتوصل إليها بالحوار و المحاجة ولكن أصبحت بالعكس نتاج تقنية. أي البرهان يتجسد في آلة مادية، ميكانيكا تلد الحقيقة، بذلك أصبحت التقنية إديولوجيا. كما تقول isabelle stingers (العالم التصوري الذي طرحه جاليليو هو عالم لا يمكن لأي أحد أن يتساءل فيه بطريقة تخالف تساؤله هو) " ويعقب فيقول أيضا " إذا فخطاب جاليليو يحمل العديد من الأوجه. من ناحية، العالم صنع بطريقة عقلانية خارجة عن البشر، وحتى خارجة عن الله كما تدل عليه مقولة جاليليو الأولى " إذا كان الله كاملا، لا يمكنه أن يناقض قانونا، مثل ماذا يمنع العصافير أن تكون لها أجنحة قصيرة وإلا عروقها ملآنة بالزئبق! من ناحية أخرى، هذا القانون يفرض الحقيقة المطلقة للعالم، لأن العالم يتجاوز كل مخلوق من منذ أن خلق، ويصبح بالتالي بالضرورة موضوعي. ولا يخضع لا لله ولا للإنسان، ولكن للعقلانية الكونية، والتي تظهر من خلال الرياضيات."

 

في الأخير يحوصل نقده لجاليليو فيقول " في الأخير أصبح غير مسموح للإنسان بأن يبدي أي اعتراض على هذا النظام. وبالتالي فإن حالة التنور التي تعني العلم = الأنسنة، تظهر جليا كغطاء إيديولوجي يخبأ رغبة في للهيمنة المطلقة أو ما يسميه peter sloterdijk " العقلانية السينية cynique ". هذه العقلانية التي تلقي بالدين في مستنقعات الظلمات، و تلغي الإيجابيات المترتبة على التصور القديم لوضعية الإنسان في العالم، "جاليليو ليس فقط عبقري في الاكتشاف ولكن أيضا عبقري في إخفاء الأبعاد الحقيقية لما يدعو إليه... فالصراع مع الكنيسة يمكن تصويره على أنه صراع بين رؤيتين للإنسان والكون فقبل حضور جاليلي كان الإنسان قادرا على التدخل في سير الكون على الأقل من قبل الأنبياء و القدسين الذين كانت لهم علاقة مباشرة بالمقدس ولكن بعد قدوم جاليلي لم يعد حتى المقدس يمكنه أن يتدخل في سير الكون" أنظر المقالة على العنوان التالي:

http://www.tribunes.com/tribune/alliage/47/Gras_47.htm

 

في الأخير ألا يحق لنا أن نتساءل لماذا تم إخفاء كل هذه المعلومات وطمسها؟ أن يخفيها الغرب فهذا مقبول، أما أن نخفيها نحن فهذا هو العجب العجاب. هل يعقل أن ندعي بأننا نعيش في عصر الموضوعية العلمية وأن تكون الحقائق في قراطيس يبدى منها ما هو يخدم المصالح ويهمل ويغفل كل ما عداها؟


ولماذا كل هذه السلبية من قبلنا في التعامل مع التحولات الكبرى التي حصلت في العالم والوقوف منها موقف المتفرج المشدوه فارغ الفاه لا يملك إلا التصفيق و التهليل للمنتصر أيا كان المنتصر.

 

أليس من السفاهة بمكان منا نحن كمسلمين أن نناصر جاليليو ضد الكنيسة، ونصفها بأبشع النعوت ونحن بموقفنا هذا نحاكي فعل من طعن نفسه بهدف قتل رديفه فكان هو القتيل. هل تعلم ماذا ينكرون أصحاب الحضارة الغربية الحديثة على الكنيسة؟ إنهم ينكرون عليها بقايا الوحي في تعاليم المسيحية هم ينكرون عليها دعوتها للإستقامة والعفة هم ينكرون عليها جعل مشيئة الله هي التي تحكم العالم وأن يرد له سبحانه وتعالى الخلق والرزق، وأنه فاعلا فيه في كل لحظة بمطلق حريته لا يعجزه شيء فإنهم يعتبرون هذا القول هو الظلامية حيث لا يسمح بتأسيس العلم أصلا. فهم من خلال المنطق الرياضي يعتقدون بأنهم يحكمون العالم ويسيطرون عليه سيطرة مطلقة. هل تعلم ما هي الجوانب في الكنيسة التي يثني عليه بناة الحضارة الغربية الجديدة؟ هم يثنون على كل الوثنيات التي دخلت على المسيحية مثل إجازة التصوير والنحت و يعتبرونه انفتاحا من الكنيسة على الموروث الروماني وأنها إحدى الخصال التي تحتسب للكنيسة لأنها كانت راعية للفن والفنانين. وأما القول بالتثليث فلا مشكل في ذلك شرطهم الوحيد أن لا يكون لهذا الاعتقاد أي بعد اجتماعي أو بعد أخلاقي أو بعد اقتصادي لا يجب أن يقترن الاعتقاد بأوامر أو نوهي أيا كانت الأوامر والنواهي يحددها البشر والبشر فقط.

 

ألم يحن الأوان بعد لنعيد قراءة التاريخ ونعدل من مواقفنا في الصراع الذي دار بين الكنيسة وخصومها ونكون نظرة للتاريخ أكثر تجانس مع مبادئنا وعقيدتنا وأن نخرج من حالة التخبط والتناقض و الفوضى التي نعيشها الآن. فنحن لا نبحث أبدا على إلغاء الكنيسة لإلقاء العالم في ظلمات الإلحاد والكفر فالكنيسة على علتها أفضل ألف مرة من الوثنيين الجدد.

(لتحميل المادة كاملة اضغط: هنا)


[1] The Astronomical revolution : Cprenicus – Kepler - Borelli /Alexandre Koyre; trd by R. E. W. , p.22

[2] Copernicus' Relation to aristarchus and Pythagoras, Isis, Vol. 52, No. 3, (sep.,1961), pp. 403-409

[3] Thomas W. Africa, Copernicus' Relation to aristarchus and Pythagoras, Isis, Vol. 52, No. 3, (sep.,1961), pp. 403-409.

[4] Cicero ولد بروما سنة 106 ق م وتوفي سنة 43 ق م من كبار المفكرين الرومان القدامى وهو من أدخل الفلسفة الإغريقية على الدولة الرومانية، صنف من قبل الكنيسة بأنه كاتب وثني، وتم إعدام أغلب آثاره.

[5] Hicetas فيلسوف إغريقي فيثاغوري، ولد سنة400 قبل الميلاد، وتوفي سنة 335 قبل الميلاد، قال بحركة الأرض حول محورها.

[6] Plutarch كاهن معبد أبولو إله التنبؤ (الشمس)، أصله إغريقي روماني، ولد سنة 46 ميلادي، وتوفي سنة 120 ميلادي، كان يشغل منصب مفسر نبوءات خادم الشمس، كما اهتم برواية السير والتاريخ.

[7] Les fondateurs de l'astronomie moderne : Copernic, Tycho Brahé, Képler, Galilée, Newton/ Joseph Bertrand; p

[8] فيثاغورس الساموسي: فيلسوف يوناني، عاش بين القرن السادس والقرن الخامس قبل الميلاد، أنشأ عقيدة سرية عرفت بالفيثاغورية، وهي عقيدة خاصة بالرياضيين، والمتصوفة وعلماء الطبيعيات، حيث يؤمن فيثاغورس وأتباعه بأسرار الأعداد، ويدعون بأن للعدد وجود مستقل، وهو يؤثر مباشرة في الأشياء، كما كان يعتقد بتناسخ الأرواح، أغلب تعاليم هذا الدين كانت شفوية، حصل فيثاغورس على كل معارفه من كهنة مصر الفرعونية، وهو أول من قال بحركة الأرض.

[9] Wattsson Africa, Copernicus' Relation to aristarchus and Pythagoras, Isis, Vol. 52, No. 3, (sep.,1961), pp. 403-409

[10] J.Kepler,letter to Michael Mastlin, 11 June 1598 ,Geasmmelte Werke, ed.Max Caspar(Munich:Beck'sche,1955), XIII, 219.

[11]فيلولاوس الكروتوني: عاش في المنتصف الثاني للقرن الخامس قبل المسيح، ويظهر أنه أول من كتب عن معتقدات الأخوية الفيثاغورية

[12] L'histoire de l'astronomie de l'origine jusqu’a nos jours / Fernend houfar,p.110

[13] The Astronomical revolution : Cprenicus – Kepler - Borelli /Alexandre Koyre; trd by R. E. W. Maddison, 1973, p 65

[14] مارسيلو فيسينو ولد سنة 1433 و توفي سنة 1499منجم اتهم بتعاطيه السحر بعد 14 سنة من وفاته، أعلنت الكنيسة أن أفكاره عقيدة خارجة عن المسيحية، يعتبر من أكثر الشخصيات تأثيراً في فلاسفة الأنسنة خلال الفترة المبكرة للبعث. الإيطالي، وهو محيي الأفلاطونية الجديدة، الأكاديمية التي أسسها في فلورنسا كان لها عميق الأثر في توجيه البعث الايطالي ومن ثم توجيه كل الفلسفة الأوروبية.

من بين مؤلفاته "كتاب الشمس" فهو يقول في الفصل الثالث بعنوان الشمس مصدر النور: " في هذا فالشمس سيد السماء تحكم وتضبط بكل إخلاص الأجرام السماوية"، وفي الفصل السادس بعنوان تعظيم القدامى للشمس يقول: " ... دعوني أنقل لكم تسبيح orpheus: الشمس هي العين الخالدة التي ترى كل شيء، مصدر النور السماوي، حاكمة السماء والأرض، تقود تناغم العالم، سيدة السماء، إنها الجبار الذي لا يموت ...".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • لماذا حركوا الأرض؟ (1)
  • لماذا حركوا الأرض؟ (2)
  • لماذا حركوا الأرض؟ (3)
  • لماذا حركوا الأرض؟ (4)
  • لماذا حركوا الأرض؟ (5)
  • لماذا حركوا الأرض؟ (6)
  • لماذا حركوا الأرض؟ (8)
  • تجري بنا وتدور ونراها في سكون

مختارات من الشبكة

  • لماذا حركوا الأرض؟ (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • لماذا لا أدري لكن لماذا؟(استشارة - الاستشارات)
  • لمـاذا؟!(مقالة - موقع الدكتور وليد قصاب)
  • وقفة بين جيلين: سابق بالخيرات وظالم لنفسه (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لماذا أنا دون غيري؟!(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لماذا أغني (قصيدة تفعيلة)(مقالة - موقع أ. محمود مفلح)
  • فاقدو الطفولة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • همم وقمم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفة بين جيلين: سابق بالخيرات وظالم لنفسه (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لماذا نحج؟(مقالة - ملفات خاصة)

 


تعليقات الزوار
2- كتب
عبده أحمد القباطي - اليمن 20-02-2012 11:04 AM

هناك كتب لمن يريد الفائدة:
* البراهين النقلية والحسية.....للشيخ أبن باز رحمه الله.
* قصة الخلق من العرش إلى الفرش..تأليف عيد ورداني.
* نقض النظريات الكونية........للشيخ محمد الإمام.

1- حقيقة استقرار الأرض
عبده أحمد القباطي - اليمن 10-02-2012 09:02 PM

الأرض ثابتة مستقرة لا تدور حول محورها ولا حول الشمس, والشمس هي التي تجري في السماء. هذه الحقيقة يبينها لنا القرآن الكريم والسنة المطهرة, وهذا ما تؤكده لنا مداركنا الحسية فنحن لا نحس بأرض متحركة ولا نشاهد إلا شمس متحركة.
إن نظرية كوبرنيكوس الفلكية ليست نظرية علمية ولكنها نظرية أيديولوجية أسست للإلحاد في أوروبا الذي انتقل إلى بلاد المسلمين وغيرهم.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب