• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / نوازل وشبهات / شبهات فكرية وعقدية
علامة باركود

لماذا حركوا الأرض؟ (5)

ياسر فتحي وحسن علية

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 4/8/2011 ميلادي - 4/9/1432 هجري

الزيارات: 13855

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لماذا حركوا الأرض؟ (5)

 

ثم حمل لواء الإلحاد والهرطقة والدوران: إسحاق نيوتن Isaac Newton (1642-1727م) ولد بعد وفاة أبيه، ضئيل الجسم جداً، في مقاطعة لنكولن الإنجليزية، ثم تزوجت أمه وهو في سن الثالثة، فأدى إهماله وفقدان حنان أمه في سن مبكرة إلى نشوء حقد دفين على أمه وزوجها، حتى همَّ بحرقهما مع البيت الذي يسكنان فيه، وهكذا تبدأ حياة العباقرة، عباقرة الفن والإلحاد، بعثته أمه إلى مدرسة كنج في جرانثام، وهناك بدأت تظهر ميوله إلى علم الميكانيك (الحركة الآلية)، فصنع لنفسه لعباً متحركة، مثل الطاحونة الهوائية وغيرها، واهتم جداً بالكتب العلمية وتحصيل العلم الذي يهواه إلا أنه كان في البداية مهملاً لدراسته، وفي أحد الأيام قام أحد زملائه بضربه عند دخول الفصل، فانتظره نيوتن عند الخروج من المدرسة، وكال له عدة لكمات مما جعل خصمه يقر بالهزيمة، ولم يكتف بذلك نيوتن بل إمعاناً في الانتقام قام بجذب أذن خصمه تحت تصفيق كل الفصل وأجبره على تقبيل الأرض عدة مرات، ومنذ ذلك الحين أصبح لديه شعور بحب التفوق، وكأنه يقول لنفسه: لماذا لا أكون متفوقاً في كل شيء [انظر: "مؤسسي علم الفلك الحديث" ص (274-275)]، وهكذا أيضاً تبدأ حياة عظمائهم بالإمعان في الانتقام من الآخرين، وانتهاز الفرص لإذلالهم، والحط من كرامتهم، وأما أنبياؤنا فقد ضربوا لنا المثل في العفو عند المقدرة، فعن أنس بن مالك، قال: كنت أمشي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعليه رداء نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجَبَذه بردائه جَبْذةً شديدةً، نظرت إلى صفحة عنق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد مُرْ لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فضحك، ثم أمر له بعطاء [أخرجه البخاري (3149و5809و6088). ومسلم (1057)]، والأمثلة على حلمه - صلى الله عليه وسلم - وعفوه كثيرة جداً ليس هذا موضع سردها، وإنما أردت بيان حال ذلك القلب الأسود المملوء حقداً وازراءً بالآخرين، ولهذا فلم يكن عنده أية غضاضة لما كبر من ممارسة السطو واللصوصية على أعمال الآخرين العلمية، مثل ما وقع له مع فلامستيد وغيره.

 

وما إن أبدى تفوقه على زملائه حتى طلبته أمه للقيام بإدارة مزرعة العائلة، حاول أن يثني عزمها لكنها أجبرته فعاش مناكداً لها لا يعير اهتماماً لما أنيط به من أمر المزرعة، لكنه في الأخير عاد لإكمال حياته العلمية، فأكمل دراسته في المدرسة، ثم التحق بكلية ترنتي في جامعة كامبردج، وفي الجامعة أكب على تعلم أفكار أفلاطون وأرسطو، ثم اهتم بأعمال كوبرنيك، وكبلر، وجاليليو، وتأثر بها جداً، حتى بدأ في نقد نظريات أرسطو، علم أن الطريق إلى الحقيقة [المزعومة] لا يكون إلا باطِّراح كل ما نزل من السماء خلف ظهره، واعتماد طريقة التجريب المعتمد على عدم الإيمان بأي شيء كان، تجرد تام، تجميع المعطيات، صوغ الفرضيات، إجراء التجارب، للوصول إلى الإلحاد التي آمن به ابتداء، بدأ يتتبع الظواهر السماوية، مذنبات، حقيقة قرص الشمس، ...، اعتمد على نفسه في تحصيله للعلوم الضرورية مثل علم الرياضيات، والفلك، في عام (1664م) انضم إلى إحدى الأخويات التي كان لها عليه أثر كبير في تبلور أفكاره، ووضوح رؤيته، وتمييز هدفه، كان شديد التعلق بالمال، حتى كأنه يعبده من دون الله، حسبما يقول هو، ولذلك فإنه بمجرد أن آلت إليه أملاك أبيه، سارع إلى الإقراض بالربا رغبة في الربح السريع، دون الاكتراث بأحوال الفقراء المعدمين، حصل على درجة البكالوريوس من الكلية، ابتكر [زعماً] في سن مبكرة حساب التفاضل والتكامل والذي ساعد على القياس الدقيق للسقوط المتسارع للأجسام، ومن ثم فقد ساعد على حساب مسار الكوكب الدوار حول الشمس، وهكذا بدأ في السعي وراء ابتكار أساليب رياضية جديدة لعلها تعين على إعطاء براهين قوية لمسألة الدوران، ثم جاءت قصة سقوط التفاحة لتكمل المسيرة، ولكي توضع فكرة الجاذبية في موضعها المناسب من البرهان، حيث يقول بأن كل جسم متحرك لو ترك حراً دون أي مؤثر فإنه سوف يتحرك في خط مستقيم، فإنا إذا قذفنا كرة في خط مستقيم نجد أنها تبدأ في الانحراف للأسفل جهة الأرض نتيجة جذب الأرض لها، فيصبح الجسم واقعاً بين تأثير قوتين: قوة الطرد المركزية، والجاذبية، لذا فإن الكواكب تسير في مسارات دائرية حول الشمس نتيجة جذب الشمس لها، لكن السؤال هنا: ما هي القوة الدافعة ابتداءً وعلى الدوام وبلا انقطاع لهذا الكوكب، بحيث لا تتناقص سرعته مع الزمن بناء على مبدأ العطالة، أو القصور الذاتي. تأثر نيوتن كثيراً بأستاذه إسحاق بارو Isaac Barrow ، أستاذ الرياضيات في الكلية، حيث استفاد منه كثيراً في الرياضيات والهندسة والبصريات، بل وفي الدين أيضاً، حيث تأثر بأفكاره التي حملها عن الفينيسيين، وكان بارو معجباً جداً بتلميذه النبيه. أجرى نيوتن تجربة على الضوء، بتمرير حزمة ضوئية خلال منشور ثلاثي، فاستطاع بذلك أن يبرهن على أن الضوء الأبيض يتألف من سبعة ألوان، حصل على درجة الماجستير بعد ذلك عام (1668)، وترقى في درجته العلمية، صنع مقراباً عاكساً قادراً على التكبير (40) مرة، والذي تم عرضه على الجمعية العلمية الملكية عام (1671)، لكنه قوبل باعتراضات كثيرة من قِبَل فلاسفة عصره فيما يتعلق بنظريته في الضوء، لا سيما روبرت هوك Robert Hooke (1635-1703)، مما أثار رد فعل عكسي لدى نيوتن، أصابه بنوع من الإحباط، والانفلات العصبي، فلم يتمالك نفسه من انتقاد بعضهم والرد عليهم رداً لاذعاً، ووصفهم بالحمق والتسرع وعدم الفهم.

 

كان لنيوتن نظرة جديدة عن طبيعة الكون تعتمد على التسليم بوجود الأثير، وهو الوسط أو العامل الذي بواسطته تتولد كثير من القوى المؤثرة في المادة في أرجاء الكون، قال بأن الأثير الذي هو أقل كثافة وأكثر مرونة من الهواء، لا يمكن رؤيته أو الشعور به [إلا من قِبَل نيوتن وحده]، وهو موجود في كل مكان، إلا أنه أقل وجوداً في الأجرام الكثيفة كالشمس والنجوم والكواكب منه في الفضاء الواسع الذي يفصل بينها، وتخيل نيوتن الأرض وسائر الأجرام السماوية وكأنها إسفنجات عملاقة، تتشرب بثبات دفقاً من مادة غير مرئية تضغط باستمرار على سطوحها، فما إن يتغلغل الأثير في باطن كوكب أو نجم حتى يتحول بطريقة ما ويعود إلى الفضاء في دورة لا نهائية، ينجم عنها ظاهرة التجاذب المتبادل بين هذه الأجرام السماوية، كُتِب الكثير من المقالات من قِبَل نيوتن ومن قبل مخالفيه أخذاً ورداً حول ما أثاره من نظريات في ذلك الحين.

 

انتقل بعد ذلك نيوتن إلى عالم الكيمياء، فقد اشترى في خريف (1669) فُرنين وبعض التجهيزات الخاصة بإجراء التجارب، اهتم اهتماماً مبالغاً فيه حتى لم يكن ليأكل إلا القليل، بل كان ينسى أحياناً الطعام حتى يرفع دون أن يطعم منه شيئاً، ولم يكن ينام إلا القليل جداً، ثلاث ساعات تقريباً، فلماذا كل هذا الاهتمام البالغ؟ نادراً ما كانت تنطفئ النار ليلاً أو نهاراً، لمدة ستة أسابيع متوالية، أحد أقاربه الأباعد همفري نيوتن كان مساعداً له، لم يكن قادراً على اكتشاف الغاية التي يسعى إليها نيوتن.

 

قيل: كان يبحث عن حجر الفلاسفة أو الإكسير الأعظم، الذي إذا ما مزج بالمعادن العادية حولها إلى ذهب أو فضة، وإذا ما شُرب وفق قاعدة معينة فإنه يعِد بالخلود، وقيل: إنه انطلاقاً من نظريته في الكون، أراد أن يتوصل إلى علاقة بين هذا الكون الكبير، وبين العناصر الأساسية في تركيب المادة، وقول ثالث: يقول بأن نيوتن كان يؤمن بالثيوصوفيا "حكمة الآلهة"، وكان يرى أن الحكمة ونفاذ البصيرة لا توجدان في كتاب الطبيعة فحسب، بل في الكتب المقدسة أيضاً، وكان له اهتمام خاص بسفر التكوين، وكتاب النبي أيوب - عليه السلام -، وسفر المزامير، وكتاب أشعيا [مع العلم بأن سفر التكوين: هو من التوراة التي لا سند لها، ولا يعرف من كتبها، وكتاب النبي أيوب - عليه السلام -: أنكر حقيقته كثير من النصارى، ومثبتوه لم يعينوا كاتبه، ولا عندهم سند متصل به، ومزامير داود: لا يُعلم على وجه التحديد مصنفها، ولا سند لها، وكتاب أشعيا: منه (27) باباً ليست من تصنيفه. انظر: إظهار الحق (1/ 112-150)].

ومن هنا كان نيوتن يرى نفسه هو الشخص المصطفى لإعادة اكتشاف الحكمة القديمة، وتوسيع نطاق المؤمنين بها، هكذا يقول عشاقه، وأنه كان يريد من وراء الكيمياء كشف أسرار عن سلوك المادة، وأثرها في كل شيء بدءاً من الذرات، وانتهاءً بالنجوم.

 

كانت كتابات نيوتن في الدين أكثر بكثير مما كتبه في أي فن، مثل الرياضيات، أو الكيمياء، أو الفيزياء، أو الفلك، كتب وهو في التاسعة عشرة في كامبردج مخاطباً إلهه، بسوء أدب، ونبرة إلحادية، وسخط على القدر، وبُغض دفين، فقال: "إنني لا أتقرب إليك بسبب عواطفي تجاهك، ولا أعيش وفقاً لمعتقدي، ولا أحبك لذاتك"، كان سيء الطوية والمعتقد فيما يتعلق بحقيقة الخالق، ومدى قدرته على تسيير الكون، فجعل نفسه حكماً على خالق الكون، يطعن فيه كيف شاء، ويتنقصه كيف شاء، منطلقاً في ذلك من خلال بحثه العلمي النـزيه، تعالى الله عما يقول الظالمون المجرمون علواً كبيراً، كما أنه رسَمَ في كتاباته الدينية مخططاً لهيكل سليمان - عليه السلام -، مما يلقي بظلاله على تعلقه بأسرار السحر، وفي بداية السبعينات من القرن السابع عشر أصبح نيوتن منكراً لفكرة التثليث التي تقوم عليها الكنيسة الكاثوليكية الرومانية.

ذهب طائفة من المفكرين إلى أن اكتشاف نيوتن لقوانين الحركة الميكانيكية "المبادئ الأساسية" قد أرسى الإطار العام للإلحاد، بحيث يمكن للبشر في العصر الحديث تصورُ كونٍ ليس بحاجة لوجود رب خالق مدبر لهذا الكون.

 

في سنة (1684) سافر إدموند هالي Edmond Halley من لندن إلى جامعة كامبردج ليلقى إسحاق نيوتن، فيتباحث معه في بعض المسائل العلمية، وعلى رأسها هذا السؤال المطروح من قِبل بعض فلاسفة العصر: "ما نوع المنحنى الذي ترسمه الكواكب؟ بافتراض أن قوة التجاذب باتجاه الشمس تبادلية، وتتناسب مع مربع المسافة بينهما؟"، نعم! هذا هو أحد أعمال كبلر، لكن المطلوب الآن هو إيجاد البرهان الرياضي على صحة قوانين كبلر.

 

كان هذا السؤال الموجه من بعض أفراد الجمعية العلمية الملكية – والتي سبق أن أشرنا إلى سبب إنشائها، ومن الذي أنشأها – كان هو الدافع الظاهري لنيوتن لكي يبدأ في تأليف كتابه الشهير: "المبادئ الرياضية للفلسفة الطبيعية"، والذي اشتهر بعدُ باسم: "المبادئ الأساسية"، والذي قام بنشره على نفقته هو هالي نفسه. يتألف كتابه هذا من ثلاثة كتب: الأول: يتناول مسائل الحركة دون احتكاك أو مقاومة، فالجسم يستمر في السكون أو الحركة في خط مستقيم بسرعة ثابتة، ما لم تؤثر عليه قوة خارجية. والثاني: يهتم بحركة السوائل وأثر الاحتكاك في حركة الأجسام الصلبة في السوائل. الثالث: وهو أهمها: وهو بعنوان: "نظام العالم".

 

وفقاً لقانونه الأول كان ينبغي على الكوكب أن يتحرك في خط مستقيم بسرعة ثابتة، تحت تأثير القوة الطاردة المركزية التي اخترعها نيوتن، لكن وتحت تأثير قانون نيوتن الثاني اضطر الكوكب لأن يحرف مساره في شكل قطع ناقص؛ تحت تأثير قوة الشمس الجاذبة للكوكب، أو قل من كليهما حسب دعواه، ثم جاء قانون نيوتن الثالث ليُحكم الفبركة؛ حيث قال: لكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار ومضاد له في الاتجاه. والحق أن نيوتن اخترع هذا القانون من قِبَل نفسه؛ ليحكم به الأجرام السماوية، لذا كان لزاماً على من صدق قوانينه التي حكم بها الكون أن يراه نبياً موحىً إليه من قِبَل خالق السماوات والأرض، أو أنه شارك خالقها وباريها في صنعها، فكان يراه بعضهم في عصره نصف إله يتحرك على الأرض، قال الله تعالى: ﴿ تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ ﴾ [المائدة (80)]، وقال تعالى: ﴿ مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً ﴾ [الكهف (51)]. فهو يقول بناءً على هذه القوانين التي أتى بها من عند نفسه ليبرهن بها على دوران الأرض حول الشمس: بأن الأرض تجذب الشمس بنفس القوة التي تجذب بها الشمس الأرض، فما الذي يضطرك لهذا القول الذي لا سند لك به، لا من قبل المشاهدة بالعين، أو السمع بالبصر، أو الإدراك ببقية الحواس، ولا من قبل خبر السماء الذي ﴿ لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت (42)]، إذ هو في الحقيقة أمر غيبي لا يدرك بالحواس، فمن ذا الذي أطلعك على كون الشمس تنبعث منها قوة جاذبة قاهرة تجاه كواكبها، ويتبع ذلك رد فعل من جميع ما حولها بنفس القوة وفي عكس الاتجاه، مع أنك لو طبقت هذا الهراء على وجه الأرض لثبت بطلان قانونك، ولخرج عنه أفراد كثيرة لا ينطبق عليها، ولا نطيل في الرد على قوانين نيوتن فإن لذلك فصل مستقل إن شاء الله تعالى. ولا أشك في أنه قد أنفق وقتاً طويلاً لكي يصل إلى هذا القانون الآخر، شأنه في ذلك شأن كبلر في قانونه الثالث، يقول نيوتن: "يؤثر أي جسم على جسم آخر بقوة جذب تتناسب طرداً مع حاصل ضرب كتلتيهما، وعكساً مع مربع المسافة بينهما".

 

وبناءً على قوانين نيوتن هذه، وامتداداً لها، فلم يعُد البشر بحاجة إلى اللجوء إلى الله - سبحانه وتعالى -، والتضرع إليه، والخوف من عقابه، والتوبة من الذنوب والمعاصي، إذا دهمهم ما هو خارج عن قدرتهم وإدراكهم، مثل الزلازل والبراكين، والبرق والرعد، ونزول المطر الغزير، والفيضانات والأعاصير والكوارث الطبيعية، والكسوف والخسوف، فإذا قحطوا ومنعوا القطر من السماء فبدلاً من عزو ذلك إلى ذنوبهم ومعاصيهم، فيرجعوا ويتوبوا، فإنهم يعزون ذلك إلى الأسباب الطبيعية لعدم نزول المطر، من عدم وجود الحرارة الكافية لتبخر مياه البحار، ثم عدم توفر الظروف الجوية الملائمة لهطوله، ونحو ذلك، معرضين عن حقيقة تصرف الله تعالى في إنزال المطر وقتما شاء، أينما شاء، وعلى من شاء، قال الله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ ﴾ [النور (43)]، وقال تعالى حاكياً عن نبيه هود - عليه السلام -: ﴿ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ ﴾ [هود (52)]، وقال تعالى حاكياً عن نوح- عليه السلام - : ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً ﴾ [نوح (10و11)]، فالاستغفار سبب في نزول المطر بعد القحط بإذن الله تعالى، وقد شهدت البشرية بذلك دهوراً، حتى جاء ملحدو عصرنا فاستخفوا بذلك، وفي صحيح مسلم (2984)، من حديث أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "بَيْنَا رَجُلٌ بِفَلاةٍ من الأرض، فَسَمِعَ صَوْتاً في سَحَابَةٍ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلانٍ، فَتَنَحَّى ذلك السَّحَابُ؛ فَأَفْرَغَ مَاءَهُ في حَرَّةٍ، فإذا شَرْجَةٌ من تِلْكَ الشِّرَاجِ قد اسْتَوْعَبَتْ ذلك الْمَاءَ كُلَّهُ، فَتَتَبَّعَ الْمَاءَ فإذا رَجُلٌ قَائِمٌ في حَدِيقَتِهِ يُحَوِّلُ الْمَاءَ بِمِسْحَاتِهِ، فقال له: يا عَبْدَ اللهِ! ما اسْمُكَ؟ قال: فُلانٌ، لِلاسْمِ الذي سمع في السَّحَابَةِ، فقال له: يا عَبْدَ اللهِ لِمَ تَسْأَلُنِي عن اسمي؟ فقال: إني سمعتُ صَوْتاً في السَّحَابِ الذي هذا مَاؤُهُ يقول: اسق حَدِيقَةَ فُلانٍ، لاسْمِكَ، فما تَصْنَعُ فيها؟ قال: أَمَّا إِذْ قُلْتَ هذا؛ فَإِنِّي أَنْظُرُ إلى ما يَخْرُجُ منها، فَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثِهِ، وَآكُلُ أنا وَعِيَالِي ثُلُثاً، وَأَرُدُّ فيها ثُلُثَهُ"، فالصدقة على المساكين سبب في نزول المطر، واختصاص أرض دون أرض بإذن الله تعالى، خلافاً لما أراده هؤلاء الملاحدة من تفسير ظاهرة المطر، كذلك فإنهم يعزون ظاهرة البرق والرعد إلى التقاء الشحنات الموجبة والسالبة في السحاب، صارفين بذلك قلوب العباد عن ربهم، فإذا أيقن الإنسان بذلك، وانصرف تصوره إليه وحده، فما الذي يدعوه إلى الخوف من رؤية البرق الخاطف، وسماع صوت الرعد المرعب، فيتذكر غضب الجبار المنتقم من المجرمين، وتتطلع نفسه لما عند الله من خير نازل بسبب المطر الذي هذا مقدمته، قال الله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ * وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ ﴾ [الرعد (12و13)]، فهم ما أتوا بتفسير هذه الظواهر من أجل إسعاد البشرية - زعموا - ولكن من أجل صرف قلوب العباد عن التعلق بخالقها - سبحانه وتعالى -، خوفاً من غضبه وعقابه أن يصيبهم بهذه الصواعق فتحرقهم، أو يحول هذه الأمطار إلى فيضانات مدمرة فتهلكهم، ويقال مثل هذا أيضاً في هبوب الريح، وما ثبت عن النبي في ذلك، ففي الصحيحين [البخاري (3206و4829). ومسلم (899)] من حديث عائشة، أنها قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا عَصَفَتِ الرِّيحُ، قال: "اللهم إني أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ ما فيها، وَخَيْرَ ما أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ من شَرِّهَا، وَشَرِّ ما فيها، وَشَرِّ ما أُرْسِلَتْ بِهِ" قالت: وإذا تَخَيَّلَتِ السَّمَاءُ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ، وَخَرَجَ وَدَخَلَ، وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، فإذا مَطَرَتْ سُرِّيَ عنه، فَعَرَفْتُ ذلك في وَجْهِهِ، قالت عَائِشَةُ: فَسَأَلْتُهُ؟ فقال: "لَعَلَّهُ يا عَائِشَةُ كما قال قَوْمُ عَادٍ: ﴿ فلما رَأَوْهُ عَارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قالوا هذا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا ﴾". وفي رواية: أنها قالت: ما رأيت رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مُسْتَجْمِعاً ضَاحِكاً حتى أَرَى منه لَهَوَاتِهِ، إنما كان يَتَبَسَّمُ، قالت: وكان إذا رَأَى غَيْماً أو رِيحاً عُرِفَ ذلك في وَجْهِهِ، فقالت: يا رَسُولَ اللهِ! أَرَى الناس إذا رَأَوْا الْغَيْمَ فَرِحُوا رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ فيه الْمَطَرُ، وَأَرَاكَ إذا رَأَيْتَهُ عَرَفْتُ في وَجْهِكَ الْكَرَاهِيَةَ؟ قالت: فقال: "يا عَائِشَةُ ما يُؤَمِّنُنِي أَنْ يَكُونَ فيه عَذَابٌ، قد عُذِّبَ قَوْمٌ بِالرِّيحِ، وقد رَأَى قَوْمٌ الْعَذَابَ فَقَالُوا: ﴿ هذا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا ﴾". وكذلك فعله - صلى الله عليه وسلم - عند رؤية الكسوف، خلافاً لما نسمعه من تصرف جهلة عصرنا من خروجهم لرؤية الكسوف، وكأنهم في نزهة، يتداعون لذلك بفرح وسرور، بسبب ركونهم إلى ما تعلموه على أيدي هؤلاء، وأما النبي - صلى الله عليه وسلم - فإنه لما كسفت الشمس في حياته - صلى الله عليه وسلم - فزع لذلك فزعاً شديداً حتى أخطأ فأخذ درعاً حتى أدركوه بردائه - صلى الله عليه وسلم -، فصلى لأجل ذلك صلاة الكسوف، والتي تختلف في هيئتها عن صلاة الفريضة، فقام قياماً طويلاً جداً، حتى جعلوا يخرون، ثم ركع ركوعاً طويلاً، ثم رفع رأسه فأطال القيام، ثم ركع فأطال الركوع، ثم سجد، ثم فعل في الركعة الثانية ما فعل في الأولى، ثم خطب الناس، فذكر الجنة والنار، وفتنة القبر، وحذر من المعاصي الموجبة لعذاب الجبار، وأمر من رأى ذلك أن يفزع إلى الصلاة والصدقة والاستغفار والدعاء، وكان مما قال مبيناً حقيقة هذا الحدث، والحكمة منه، وتصرف العبد حياله: "إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لا يَكْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، ولا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّهُمَا من آيَاتِ اللهِ؛ يُخَوِّفُ الله بِهِمَا عِبَادَهُ، فإذا رَأَيْتُمْ كُسُوفاً فَاذْكُرُوا اللهَ حتى يَنْجَلِيَا"، وفي حديث آخر: "فَصَلُّوا حتى تَنْجَلِيَ"، وفي ثالث: "وَلَكِنَّ اللهَ يُرْسِلُهَا يُخَوِّفُ بها عِبَادَهُ؛ فإذا رَأَيْتُمْ منها شيئاً فَافْزَعُوا إلى ذِكْرِهِ وَدُعَائِهِ وَاسْتِغْفَارِهِ" [انظر: صحيح البخاري (29) وأطرافه، و(86) وأطرافه، و(1041) وأطرافه، و(1042) وأطرافه، و(1043) وأطرافه، و(1044) وأطرافه، و(1049) وأطرافه، و(1059). وصحيح مسلم (901-915)]. وعلى هذا فقس غير ذلك، مثل الزلازل، والبراكين، والأعاصير، وعامة الكوارث المهلكة، فبعد انتشار هذا الذي يسمونه علماً، لم يعد الناس يعتبرون بهذه الكوارث، فيرجعوا ويتوبوا، قال تعالى: ﴿ فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام (43)]، وقال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ ﴾ [المؤمنون (76)]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً ﴾ [الإسراء (59)].

 

استعمل نيوتن الرياضيات في تفسير كثير من الظواهر، لا سيما ظاهرة المد والجزر، واستنتج بالرياضيات كثيراً من النظريات الفلكية، ولذلك فإن نيوتن يكون بذلك قد حقق أحلام أسلافه بدءاً من فيثاغورس، حيث وجدوا ضالتهم المنشودة في علم الرياضيات، الذي يحول المستحيل إلى واقع لا يستطيع أحد أن يكذبه، كما يقول خلفه آينشتاين: ليس ثمة مستحيل، لكن فقط نحتاج إلى عبقري، لإيجاد البرهان الرياضي على صحة الكذب والدجل، وكما قال أحد طلاب جامعة كامبردج معلقاً على نيوتن وهو يسير في الشارع بعد طبع كتاب المبادئ: "هذا هو الرجل الذي يؤلف كتاباً لا يفهمه هو ولا أحد غيره"، وبعد طبع الكتاب في يوليو (1687) اشتهر نيوتن شهرة واسعة، وفي يناير (1689) اختارته الجامعة ليمثلها في البرلمان الإنجليزي، بدأ بعدها نيوتن يتطلع إلى عالم الشهرة، وعالم السياسة، بدأ محبوه والمبهورون به يزدادون يوماً بعد يوم، حتى غلا فيه بعضهم جداً، فرآه في صورة الآلهة المتجسدة – هكذا رأى الملحدون، بعضهم من بعض -.

 

عاد نيوتن في ربيع (1693) لمزاولة أبحاثه الكيميائية، وبعد عمل مضنٍ لعدة أشهر، توالت الإخفاقات، فهجر العمل نهائياً، وهنا سؤال محير: لماذا نجح نيوتن في الحصول على نتائج إيجابية عن الأسئلة التي أجاب عنها رياضياً؟ وبصرياً؟، وأما إجابة السؤال الذي بحث عنه كيميائياً ولما يقرب من ثلاثين عاماً، فلماذا باء فيه بالفشل الذريع؟ ولم يقم بنشر أعماله فيها، ولم يبح بشيء مما توصل إليه.

 

بدأ نيوتن يوجه عبارات اللوم والتأنيب لكل من لا يقدم له يد المساعدة للحصول على منصب مناسب في الدولة، لا سيما هؤلاء الذين تعرف عليهم من خلال وجوده في البرلمان، مثل: جون لوك الفيلسوف السياسي، ولكن دون جدوى حتى أصيب بحالة اكتئاب، ومر بحالة مرضية سوداوية، قيل إنها كانت بسبب تعرضه المستمر للرصاص والزئبق حتى أصيب بنوع من التسمم، وقيل غير ذلك. في سبتمبر (1695) اختفى نيوتن فجأة لمدة أسبوعين، ولم يخبر أحداً أين كان. وفي مارس (1696) انتقل إلى لندن لتسلم وظيفته الجديدة كقيم لدار سك العملة، وهكذا ينتهي العمل المضني في البحث العلمي والذي دام لمدة خمسة وثلاثين عاماً، وداعاً لحياة الجد والتقشف، وإقبالاً على حياة الترف والسيطرة، ليظهر عبقريته أيضاً في المجال الإداري، وفي ديسمبر (1699) أصبح نيوتن رئيساً لدار السك، وفي سنة (1703) انتخب رئيساً للجمعية العلمية الملكية، إضافة إلى وظيفته السابقة، مما أدى إلى النهوض بهذه الجمعية، وتحسين أحوالها المالية، والارتقاء بسمعتها العلمية، وأضفى عليها نوعاً من الاحترام والرهبة، وفي أبريل (1705) منحت الملكة آن إسحاق نيوتن لقب فارس، قام نيوتن بعد رئاسة الجمعية بطبع كتابه في البصريات، وكان بحاجة إلى إعادة طبع كتابه "المبادئ الأساسية"، لكن كان بحاجة إلى معطيات تتعلق بحركات القمر والكواكب، هذه الملاحظات كان جون فلامستيد قد جمعها من المرصد الملكي الذي كان قائماً عليه، أبى فلامستيد أن يمكِّن نيوتن من هذه الملاحظات، فاحتال نيوتن لسرقة أعماله بحيل دنيئة، كان فلامستيد يتهم نيوتن وهالي بالإلحاد، وقد كانا يعاملانه معاملة سيئة، ولم يتمكن فلامستيد من طباعة عمله الكامل "قصة السماوات" إلا بعد وفاة نيوتن القرصان الحاقد [انظر: "مؤسسي علم الفلك الحديث" ص (329-335)]، ثمة شخص آخر كان له قصة مع نيوتن بشأن الابتكارات، ذاك هو جوتفريد وليام فون لايبنـز GottfriedLeibniz، فقد تنازعا ولوقت طويل من الأحق بابتكار حساب التفاضل والتكامل، كان لايبنـز رياضياً لامعاً منافساً لنيوتن، وكان نيوتن يتهمه بسرقة أعماله في حساب التفاضل والتكامل، لكن طريقة لايبنـز المبتكرة تثبت خلاف ذلك، كان لايبنـز منصفاً بخلاف نيوتن، قال لايبنـز: "إن نيوتن ابتكر حساب التفاضل والتكامل، لكني تمكنت من ذلك بطريقة أخرى، فأحد الأشخاص يدلي بدلوه، ثم يأتي آخر فيدلي بدلو آخر"، ومع ذلك فقد كان نيوتن يحاول دائماً نسف خصمه تماماً، احتكم لايبنـز بعد صراع طويل مع نيوتن إلى الجمعية الملكية سنة (1712) للفصل في هذا النزاع، ونسي أنه إنما يحتكم إلى خصمه اللدود غير النزيه، فقد قام نيوتن بتعيين لجنة خاصة لتسوية الخلاف تم اختيارها بعناية من قِبَله، وبذل جهداً كبيراً لإظهار اللجنة بمظهر النزاهة، ثم قام هو بكتابة التقرير النهائي لهذه اللجنة، وبتلفيق الأدلة ضد خصمه [انظر: "مؤسسي علم الفلك الحديث" ص (341-343)]، وهكذا العباقرة! عباقرة الحقد والشرك والإلحاد، لا سيما إذا عرفنا أن لايبنـز كان كاهناً نصرانياً، فلا بد حينئذ من نسفه من الوجود، ويصف نيوتن نفسه هذا الموقف فيقول معلقاً بسرور إنه: "حطم قلب لايبنـز بالجواب الذي أرسله إليه". بعد ذلك بعشر سنوات بدأ المرض يدب إلى نيوتن ليلفظ أنفاسه الأخيرة في 20 مارس سنة (1727) عن عمر يناهز (84) عاماً.

[إسحاق نيوتن والثورة العلمية: تأليف جيل كريستيانسن]

GottfriedLeibniz, from "LetterWrittentoCaroline, PrincessofWales", November, 1715, andlaterincludedasthefirstletterintheLeibniz-ClarkeCorrespondence, ManchesterUniversityPress, 1956.

 

بعد هذه الجولة السريعة في ترجمة إسحاق نيوتن من قِبَل محبيه والمبهورين به، تعالوا نلقي نظرة على حقيقة هذا الرجل، فهذا هو الاقتصادي البريطاني اللورد جون ماينارد كينـز John Maynard Keynes الذي فتح الصندوق الأسود لنيوتن بعد موته بزمن طويل، يقول: "هل كان نيوتن أول وأعظم علماء العصر الحديث، ...، كلا، لم يكن أول عباقرة الزمان، بل كان آخر السحرة، آخر البابليين والسومريين، وآخر طفل رائع يعمل للسحر بولاء وإخلاص", قال ذلك بناءً على محتوى الصندوق، محبو نيوتن لما اطلعوا على محتويات الصندوق أحجموا عن نشره، لأنه يسيء إلى سمعة محبوبهم، لذا فضلوا انتقاء ما يصلح للنشر، مع تلفيق بعض الأكاذيب وتزييف بعض الحقائق لإكمال النقص، في الحقيقة كانت شخصية نيوتن غير مستقرة، كان شديد النـزعة إلى الشك والارتياب، أصيب في (1692) بانهيار عصبي شديد، لم يعد بعده إلى حالته الأولى الطبيعية، بيبز ولوك اعتقدا بأنه أصبح مشوشاً، أو أصيب بنوع من الخبل، نيوتن كان شديد البعد عن النساء، وفي المقابل كان شديد التعلق ببعض الشباب الصغار من المعجبين به. نيوتن كان ينكر عقيدة التثليث، وكان أقرب لعقيدة فرقة القبالة من اليهود. ما هو نوع الكيمياء الذي كان نيوتن يزاوله؟: لقد وُجد في مصادره كتب في الكيمياء لإلياس أشمول Elias Ashmole، أحد كهنة أخوية الصليب الوردي، وأحد كيماويي القرون الوسطى الذين يبحثون في تحويل المعادن إلى ذهب أو فضة عن طريق السحر والاستعانة بالجن، وفي سبيل العثور على حجر الفلاسفة السحري، كما تربط هذه الكيمياء بين ما يعتقدونه من التأثيرات التنجيمية للكواكب وبين سلوك المواد الكيمياوية، لقد اشتملت مخطوطاته في الكيمياء على وصفات سحرية تربط بين بعض المواد الكيميائية والكواكب والشمس والقمر، والأنثى والذكر، والإخصاب والأسود الخضراء، وأوزوريس، كان نيوتن يكتب هذه الشعوذة والسحر والتنجيم بالترافق مع تأليفه لكتاب المبادئ الأساسية وقوانينه التي تحكم الكون، فأي بحث علمي قاده إلى معرفة حقائق الكون، بقدر ما قادته شياطين الجن إلى هذا التأليف السحري المسمى: "المبادئ الأساسية".

 

أما بالنسبة لاكتشافات نيوتن فهي في الحقيقة لم تأت بجديد، فقانون الجاذبية ملفق من قانون كبلر الثالث، ومن معادلة هايجنـز في القوة الطاردة المركزية، بل إن نيوتن نفسه أشار إلى هذا في مذكراته من الصندوق الأسود، ومن جهة أخرى فإن روبرت هوك والسير كريستوفر رين كانا قد سبقا نيوتن إلى الشيء نفسه، فقام نيوتن بسرقة الفكرة، إلا أنه استطاع أن يضفي عليها سربالاً رياضياً، لم يتمكن منه هوك، ولم يعترف نيوتن بفضل هوك في ذلك، إلا بمجرد إشارة بسيطة، في مقدمة كتاب المبادئ، ومع كون هوك كان ذا مقدرة علمية باهرة إلا أنه لم يحظ بالاهتمام الذي حظي به نيوتن!!! [انظر: "مؤسسي علم الفلك الحديث" ص (305-309)]، وممن عارض فكرته عن الجاذبية: كريستيان هيجنـز Christian Huygens (1629-1695)، والذي لم يكن يختلف كثيراً عن جيوردانو برونو في معتقداته، إلا أنه استقبل كتاب نيوتن باستخفاف، فقد قال في مراسلاته للايبنـز -والتي نشرت لأول مرة سنة (1834)-: "أتمنى أن أطلع على كتاب نيوتن، ولكن أتمنى أن لا يقدم لنا فرضيات مثل الجاذبية"، وبعد أن قرأ الكتاب قال: " فيما يخص سبب المد والجزر كما فسره نيوتنفإنني غير مقتنع به أبداً، ولا بكل النظريات الأخرى التي أسسها على مبدأ الجاذبية، والذي يظهر لي أنه مستحيل، ...، وكنت دائماً مستغرباً كيف يتعب نفسه! ويقوم بكل هذه الحسابات الصعبة! والتي لا أساس لها إلا هذا المبدأ الواهي!"، يقول هيجنـز هذا مع كونه كان عالماً بارعاً في الرياضيات والفلك والبصريات، وكان يتفق مع هوك في كثير من رؤاه العلمية، وعارض فكرة الجاذبية أيضاً: لايبنـز، واعتبرها نوعاً من الشعوذة، حتى قال: "والتي أجهل على أي مبدأ اعتمد". ومع قوة رفض هيجنـز ولايبنـز لهذه النظرية -مع تفوقهما العلمي على نيوتن- لم يستطع أن يرد عليهما إلا بروح الغطرسة والاستعلاء، فيقول: "إن العبقريين يحكمان بأن خلاصة كتاب المبادئ لا يمكن تصديقها، إنهما يغمضان أعينهما حتى لا يريا الأدلة، إن قوة الجاذبية لا يمكن إنكارها" [انظر: "مؤسسي علم الفلك الحديث" ص (311-313)]، وأما قصة حساب التفاضل والتكامل: فإن نيوتن لم يعرف حساب التفاضل والتكامل، وإنما الذي كتب فيه نيوتن هو ما يسمى بالجريان والسلسلة اللانهائية، وما إن مات نيوتن بنحو تسع سنوات حتى أصبح في طي النسيان، وأما حساب التفاضل والتكامل الذي ابتكره لايبنـز فقد كان معمولاً به في أوروبا منذ عام (1710)، وأما هذا الكلام المسطور في ترجمته فقد كان نتيجة حملة نيوتن المسعورة من خلال جمعيته الملكية في انتحال أعمال الآخرين، ونسبتها إلى نفسه زوراً وبهتاناً، وتجريد أصحاب الحقوق من حقوقهم، بحيل دنيئة وطرق بذيئة وقحة، ولهذا فإن سمعة نيوتن في أوروبا في ذلك الوقت لم تكن بهذا القدر الذي نسمع به الآن، وإنما هي سمعة مختلقة مبالغ فيها عن عمد، فقد كان كثيرون يكنون له الكراهية بسبب أعماله الدنيئة، وأقصى ما يقال فيه إن سمعته بين علماء أوروبا كانت بسيطة في ذلك الوقت، وأما مسألة تأليه نيوتن فقد كانت من عمل الملحد الفينيسي الماسوني، أحد كهنة الصليب الوردي: أنطونيو كونتي Antonio Conti والذي ولد في بادوا سنة (1677)، هو الذي صنع أسطورة نيوتن في فرنسا حيث كان يعمل على إيجاد طبقة فرنسية موالية للحزب الفينيسي في إنجلترا، بدأ بلفت الانتباه عن طريق وساطته بين نيوتن ولايبنـز في الحرب التي كانت دائرة بينهما، ومن خلال هذه الوساطة الشيطانية استطاع أن يتقرب جداً من نيوتن وهالي، حتى تحولت إلى صداقة حميمة، وبتأثيرها أدخله نيوتن في الجمعية الملكية سنة (1715) كعضو فيها، كونتي أدرك أن نيوتن كان غريب الأطوار، مصاباً بجنون العظمة، لذا فقد عمل على إذكاء نار الفتنة بين نيوتن ولايبنـز، كان قد تقرب سابقاً إلى لايبنـز، واستلم منه لاحقاً رسالة يبين فيها الأخير وجهة نظره تجاه أفكار نيوتن في الجاذبية وحساب التفاضل، وغيرهما، سارع كونتي لإطلاع نيوتن عليها لكي يستشيط غضباً، ويبدأ في تحطيم لايبنـز من خلال سلطته في الجمعية الملكية، كما سبق ذكره قريباً. عاد بعد ذلك كونتي إلى فرنسا للعمل على إيجاد شعبية علمية لنيوتن ضد لايبنـز، ونجح في ذلك من خلال الصالونات العلمية، واستطاع أن يجذب انتباه الفرنسيين تجاه نيوتن ليحوز إعجابهم، بدلاً من لايبنـز. استطاع كونتي أن يصنع شخصية فولتير Voltaire كأحد المعجبين والمبهورين بأسطورة نيوتن، قام فولتير في كتاباته الفلسفية بإطراء نيوتن جداً، وترجم له ترجمة فيها غلو، حيث نسب إليه ما لا يستحقه، وأيد أفكار نيوتن مما ساعد بعد ذلك على تعظيم نيوتن لدى الكثيرين، مع محاولة الحط من شخصية لايبنـز. كذلك قام كونتي بالتأثير على جياماريا أورتس Giammaria Ortes (1713-1790 (أحد شياطين فينيسيا، والدارس في جامعة بيزا، والذي تلقى أفكار نيوتن على يد كونتي، وهو مؤلف دليل الفيزياء النيوتونية، والذي قام باستعمال الأساليب النيوتونية الرياضية، ونقلها للإفادة منها في شتى العلوم الإنسانية، بما في ذلك علوم التاريخ والاقتصاد والسكان، وهو القائل بفكرة أن الأرض لا تستوعب أكثر من ثلاثة مليارات من البشر لكي يستطيعوا أن يستمتعوا بما عليها من خيرات. لم يكتف بذلك كونتي بل شجع الكثيرين في شتى المجالات لمدح نيوتن وإظهار عبقريته المفرطة، ليس في فرنسا فحسب، بل وفي إيطاليا أيضاً. وكان هذا كله - وغيره الكثير - من العمل الشيطاني في عدة اتجاهات من قِبَل كونتي في الإعداد للثورة الفرنسية في فرنسا، والتي لم يدركها كونتي، لكن بأتباعه وعملائه من بعده.

 

هناك فترة مهمة من حياة نيوتن لم نعطها حقها من التوضيح والبيان، حيث قلت: إنه أصيب بحالة اكتئاب، ومر بحالة مرضية سوداوية، الحقيقة أن نيوتن بعدما عاد من التمثيل النيابي في البرلمان في لندن، ورجع إلى كامبريدج؛ قال جوزيف برتراند في كتابه "مؤسسي علم الفلك الحديث" ص (324-328): "أظهر نيوتن في مراسلاته حالة من الكآبة والخوف المرضي،والذي تنامى شيئاً فشيئاً إلى حد التوقف عن أي نشاط، أصدقاؤه الذين تعرف عليهم خلال تواجده في البرلمان، وكانوا من ذوي النفوذ أعطوه الأمل في تغيير وضعه. كان دائماً خجولاً ومنطوياً، يحاول تجنب الظهور، لكن يحزنه التأخر عن إحراز أي تقدم في أبحاثه العلمية، وكان يقول دائماً بأنه يحبذ أن يتخلى عن كل شيء،  الحريق الذي أتى على مخبره أفقده سلواه الوحيدة، ودمر وثائق ثمينة جداً، من بينها جزء من مؤلفه في علم البصريات، هذه الهزة الأخيرة سحقت قوى نيوتن الخائرة، فدخل حالة من الحزن الشديد، إضافة إلى جلوسه في البيت، مما أفقده القدرة على النوم، ...، خسف بذكائه لفترة ما وضعُف إلى الأبد، لقد فقد القدرة على فهم البراهين العويصة، معاصرو نيوتن ألقوا بوشاح على هذه الفترة الحزينة من الإفلاس والانهيار، وبعض محبيهيقومون بمجهودات جبارة للاعتراض على الشهادات البينة التي بقيت لنا حول إصابة نيوتنبلوثة، فمكتبة لييد layd تحتوي على مخطوط بخط هيجنـز والذي نشر لأول مرة سنة 1821 عنطريق بيوت M.Biot في السيرة الذاتية الممتازة لنيوتن، بعدها لا يمكن أن نشك في الأمر، وهذا مقتطف من المخطوط: "في (29/ 05/ 1694) M.colinecossaise حكى لي بأن المهندس المشهور إسحاق نيوتن سقط منذ (18) شهراً في حالة جنون [خبل يترتب عنه عدم المسؤولية عن الأفعال]، وذلك بسبب كثرة العمل، أو بسبب الألم الذي ترتب عن الحريق الذي التهممخبره وجملةً من مخطوطاته .M.colin أضاف: أنه بعد هذه الحادثة التقى نيوتن مدير جامعة كامبريدج وتبادلا حديثاً يثبت خلله العقلي. قام أصدقاؤه بتولي أمره وتحملوا علاجه، قاموا بحبسه في مسكنه، وقاموا برعايته حتى تمكن من استرجاع عافيته، حيث بدأ يستعيد القدرة على فهم كتاب المبادئ" إذا كانت هذه الشهادة غير كافية، فيكفي أن تقرأ بعضالرسائل التي كتبها نيوتن في تلك الفترة الحزينة، ففي (13) سبتمبر سنة (1693) كتب إلى لوك قائلاً: "سيدي إنني أرى أنك حاولت تشويش ذهني بالنساء، ولقد اغتظت لهذا الفعل، حتى لما قالوا لي بأنك مريض، أجبتهم: إنه من الأفضل أن تموت، أرجو أن تسامحني على فقداني الرحمة. وإنني تفطنت إلى أن ما قمت به صحيح، وأرجو أن تسامحني على سوء ظني بك، وكوني اتهمتك بأنك هاجمت قواعد الأخلاق في كتابك "الأفكار" فلقد اعتبرتك من أتباع هوبز. كما أطلب أن تسامحني بأنني قلت أو خمنت بأنه كان لديك مخططاً لتوريطي، أو أن تضعني في طريق مسدود" انتهى النقل من كتاب برتراند، وأقول: إن الناظر إلى طبيعة شخصية لوك الشريرة الخبيثة، وعلاقته بفينيسيا، والصليب الوردي، والماسونية، ومحاولته تدمير اقتصاد إنجلترا، وإغراقها في بحر من الديون، يستطيع أن يفهم شيئاً من الخطاب الذي أرسله نيوتن إلى لوك، يلقي فيه باللائمة عليه، حيث وجه إليه عدة تهم، منها: محاولة توريطه بالنساء، وهذا شأن المفسدين في الأرض، إذا أرادوا تحطيم شخصية شخص ما ليصير خادماً لهم، فيقوموا بتوريطه حتى يتسنى لهم ابتزازه بعد ذلك، ومنها: أنه يرى لوك ممن يهاجم الأخلاق الفاضلة، والمثل العالية، وهذا شأن الماسون، وأصحاب عقيدة الصليب الوردي، ونستطيع أن نستشف من شدة غيظ نيوتن من لوك، لدرجة أنه تمنى له الموت، وحتى أصيب نيوتن بلوثة عقلية أفقدته توازنه، لا شك أنه شيء مخيف حقاً استطاع أتباع الصليب الوردي إخفاءه إلى اليوم، فما هو يا تُرى ذلك الشيء الذي رآه نيوتن، أو تلك التجربة التي مرَّ بها فصار بها مخبولاً، بعد أن كان من أذكياء العالم، كما يدعون، وصار دائماً خجولاً ومنطوياً، يحاول تجنب الظهور، لا شك أنه أمر متعلق بالنساء، لكن ما حقيقته؟ يعرفها يقيناً أتباع الصليب الوردي!!!. ومن الجدير بالذكر أن إنجازات نيوتن العلمية توقفت منذ ذلك الحين، ويمكن أيضاً إيجاد رابط بين توقف إنجازاته العلمية ووفاة روبرت هوك (1703)، والذي كان يعتمد على أفكاره وأطروحاته العلمية. نيوتن بعد إصابته بهذه اللوثة العقلية لم يعد إلى سابق عهده!!!.

 

(لتحميل المادة كاملة اضغط: هنا)





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • لماذا حركوا الأرض؟ (1)
  • لماذا حركوا الأرض؟ (2)
  • لماذا حركوا الأرض؟ (3)
  • لماذا حركوا الأرض؟ (4)
  • لماذا حركوا الأرض؟ (6)
  • لماذا حركوا الأرض؟ (7)
  • لماذا حركوا الأرض؟ (8)
  • تجري بنا وتدور ونراها في سكون

مختارات من الشبكة

  • لماذا حركوا الأرض؟ (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • لماذا لا أدري لكن لماذا؟(استشارة - الاستشارات)
  • لمـاذا؟!(مقالة - موقع الدكتور وليد قصاب)
  • وقفة بين جيلين: سابق بالخيرات وظالم لنفسه (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لماذا أنا دون غيري؟!(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لماذا أغني (قصيدة تفعيلة)(مقالة - موقع أ. محمود مفلح)
  • فاقدو الطفولة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • همم وقمم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفة بين جيلين: سابق بالخيرات وظالم لنفسه (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لماذا نحج؟(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب