• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / نوازل وشبهات / شبهات فكرية وعقدية
علامة باركود

صموئيل هنتنغتون وحدود الإسلام الدموية: رؤية نقدية

بشار بكور

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 13/5/2017 ميلادي - 16/8/1438 هجري

الزيارات: 20934

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

صموئيل هنتنغتون وحدود الإسلام الدموية: رؤية نقدية


مقدمة:

في عام 1993 نشر صموئيل هنتنغتون مقالته المشهورة "صراع الحضارات؟" في مجلة الشؤون الخارجية Foreign Affairs، والتي غدت فيما بعدُ كتاباً بعنوان "صراع الحضارات، وإعادة صنع النظام العالمي الجديد." عام 1996م.

 

في الصحيفة الأولى من هذه المقالة، يقدم هنتنغتون نموذجه في الصراع الحضاري قائلاً: «إن فرضيتي أن المصدر الرئيسيّ للصراع في هذا العالم الجديد لن يكون على نحوٍ رئيسي عقائدياً أو اقتصادياً. وستكون التقسيماتُ الكبرى ضمن النوع البشري، ومصدرُ الصراع المهيمن، ثقافيةً. وستظل الدول القومية اللاعبين الأكثرَ قوةً في الشؤون العالمية. ولكن الصراعات الرئيسيةَ للسياسة العالمية ستحدث بين أممٍ وجماعات، ذات حضارات مختلفة، وسيهيمن صراعُ الحضارات على السياسة العالمية. وستكون خطوطُ الصدعِ بين الحضارات خطوطَ المعركة في المستقبل».[1]

 

ويحدد هنتنغتون سبع أو ثماني حضارات عالمية: الصينية، واليابانية، والهندوسية، والإسلامية، والأورثوذكسية، والغربية، وأمريكا اللاتينية. ومن المحتمل أن تعتبر إفريقية حضارة.[2] ويزعم أن الخلافات الرئيسية بين هذه الحضارات الناشئة من القيم الدينية والثقافية والاجتماعية المختلفة هي المحرك للصراع في المستقبل. وهذه هي خطوط الصدع (تعبير جغرافي استعمله هنتنغتون مجازاً للشقاق والخلاف) بين الحضارات المختلفة.

 

ويرى هنتنغتون أن المشكلة الأساسية للغرب ليست الأصولية الإسلامية، بل الإسلام، ذو الحضارة المختلفة التي يقتنع أهلها بتفوق ثقافتها لكن هاجسها هو ضآلة قوتها. وكذلك المشكلة الأساسية للإسلام ليست المخابرات المركزية الأمريكية ولا وزارة الدفاع، بل الغرب نفسه، ذو الحضارة المختلفة التي يقتنع أهلها بعالمية ثقافتهم، ويعتقدون أن قوتهم إذا كانت متدهورة فهي تفرض عليهم التزاماً بنشر هذه الثقافة في العالم. هذه هي المكونات الأساسية الذي تغذي الصراع بين الإسلام والغرب.[3]

 

ويصف هنتنغتون المسلمين بأنهم عنيفون بالفطرة ملاحظاً أنه حيثما نظر الواحد على امتداد حدود الإسلام يجد أن المسلمين لديهم مشكلات في العيش بسلام مع جيرانهم.[4] فقد نشبت حروب وصراعات بينهم وبين شعوب الحضارات الأخرى من الكاثوليك والبروتستانت والأرثوذوكس والهندوس والصينيين والبوذيين واليهود.[5]

 

ولإثبات صحة دعواه يستشهد هنتنغتون بدراسة إحصائية قام بها تيد روبرت جور. ففي التسعينات شارك المسلون في 26 صراعاً من أصل 50 صراعاً عرقياً - سياسياً. فالصراعات التي انخرط فيها المسلون مع أطراف أخرى ثلاثة أمثال ما كان بين جميع الحضارات غير الإسلامية، كما كانت الصراعات داخل الإسلام نفسه كثيرة، تفوق الصراعات التي حصلت داخل أي حضارة أخرى. أما الغرب فلم يتورط إلا في صراعين بين حضارات مختلفة وصراعين داخل حضارات بعينها.[6] وينقل هنتنغتون عن نيويورك تايمز[7] إحصائية أخرى، حيث ذكرت 48 موقعاً كان يجري فيه 59 صراعاً عرقياً في 1993. في نصف هذه المواقع خاض المسلمون اشتباكات مع مسلمين آخرين أو مع غير مسلمين.[8]

 

والنتيجة أن المسلمين في بداية التسعينات اشتركوا في أعمال عنف داخل جماعاتهم أكثر من غيرهم، وما بين ثلثي إلى ثلاثة أرباع عدد الصراعات بين الحضارات كان بين مسلمين وغير مسلمين. لذا فحدود الإسلام دموية وكذلك أجزاؤه الداخلية.[9]

 

ويعتقد هنتنغتون أن جذور العداء بين الغرب والإسلام لا ترتبط بتطورات تاريخية حديثة، إنما في بغض جوهري تفصح عنه قرون من العداوة العنيفة: "صراع القرن العشرين بين الديمقراطية الليبرالية والماركسية اللينينية ليس سوى ظاهرة سطحية وزائلة إذا ما قورن بعلاقة الصراع المستمر والعميق بين الإسلام والمسيحية."[10] ولا ينسى هنتنغتون أن يعول على الاتهام القديم المتجدد للإسلام بأنه دين انتشر بالسيف منذ البداية.[11]

هذه باختصار رؤية هنتنغتون للعلاقة بين الإسلام والغرب. وما يراد مناقشته هنا هو عبارته "الإسلام ذو حدود دموية" فحيثما حل الإسلام والمسلمون حل معهما الخراب والدمار.

 

صراع المصالح:

في الواقع إن الصراعات والحروب التي كتب على المسلمين أن يكونوا طرفاً فيها لو خضعت للتأمل والفحص الدقيقين بعيداً عن الهوى والأفكار المسبقة لوجدنا أن الطرف الإسلامي-في الأعم الأغلب- بريء مما نسب إليه واتهم به، ولخرج الباحث والمتأمل باعتقاد فحواه أن هذه الحروب "الدينية" والصراعات العرقية ليست صراعات حضارية بل هي صراعات مصالح وصراعات سلطات وما أشبهها. وإليك بعض الأمثلة.

 

يقول تشارلز كلاس: "في أريتريا الإثيوبية، جبهةُ تحرير لادينية، يرأسها مسيحي يدعَى إسايس أفويركي، استقلت من إثيوبيا الماركسية بعد ثلاثين سنة من الصراع. وعندما كنتُ أغطي الأحداث في الحرب، لم تذكر حروبُ العصابات الدينَ على أن له صلة بمطالبتهم بالاستقلال. والحقيقة أن إريتريا كانت مستعمرة إيطالية من عام 1889م، وفي نهاية الحرب العالمية الثانية، منح الحلفاء هذه المستعمرة- من دون استشارة سكانها - إلى الحاكم الإثيوبي (هيل سيلاسي). وهذا ما رفضه أكثر السكان (المسلمون، والمسيحيون، وغيرهم)".[12]

 

وثمة كتاب مهم جداً منشور بالإنكليزية بعنوان:

The Borders of Islam: Exploring Samuel Huntington’s Faultlines, from Al-Andalus to the Virtual Ummah.

"حدود الإسلام: تفحُّصِ خُطوطِ الصَّدْعِ التي ذكرها صموئيل هنتنغتون، من الأندلس إلى الأمة الواقعية." حرر الكتاب ستيك هانسن وأتلي ميسوي وتنكي كاردس. (نشر في لندن 2008، 388 صحيفة.)

 

يقدم الكتاب رؤية من الداخل لما يسميه هنتنغتون "حدود الإسلام الدموية"، حيث تتحدى هذه الرؤية بقوة مزاعم هنتنغتون بأن الإسلام هو الدافع والمحرض للحروب القائمة على حدوده. يحتوي الكتاب على تسعة عشر فصلاً؛ في هذه الفصول دراسات معمقة لبلدان مثل البوسنة وأفغانستان وإثيوبيا والشيشان والسودان والباكستان ونيجيريا. في الفصل السادس بعنوان: "الفلبين: حد حضاري أو استعماري" يقول الكاتب بين ريد: "إن الصراع –بدلاً من كون الحضارةِ أصلَه وعلته-يجب أن يتم فهمه من خلال تفحص الإرث المشترك للاستعمار، ووطأة الفقر، والإقصاء السياسي، والاعتماد العسكري للنخبة الفلبينية على الولايات المتحدة، وكيف أن هؤلاء اللاعبين يرغبون في الوحدة الإقليمية والحصول على ثروات مندنامو[13]." (ص 100).

 

وفي الفصل الثالث عشر بعنوان: "البوسنة: الدين والهوية" يرى سفين مونسلاند أن الحرب في البوسنة من 1992 حتى 1995 إنما وقعت بسبب قوى خارجية. (220). ويضيف بأن البوسنيين مسلمون أوروبيون وأهل سنة ليبراليون. وقد كانوا بمنأى عن الأفكار الإسلامية المتطرفة. وكباقي يوغوسلافيا، نصف قرن من الحكم الشيوعي والضغط العلماني تركا أثرهما على المسلمين البوسنيين. وعندما بدأت الحرب كان هناك جيل كامل شدّت عليه العلمانية قبضتها. (ص 219).

 

ويوضح الكاتب أيضاً بأن الدين والقومية في البلقان مرتبطان ببعضهما. لكن الصراعات في البلقان في وقتنا لم تكن حصرية بين المسيحيين والمسلمين. فالحرب في كرواتيا وقعت بين الكاثوليك والأورثوذوكس، وقد كانت هناك صراعات بين الإخوة الأورثوذوكس في مونتينيغرو، وكذلك بين جماعات أورثوذوكسية أخرى مثل المقدونيين والصرب والبلغاريين. ومما يشير إلى أن مجرد الخلاف بين المسلمين والمسيحيين لا يقود بنفسه إلى الصراع وضع الألبان في البلقان. فسبعون بالمئة منهم مسلمون، وعشرون بالمئة أورثوذوكس، وعشرة بالمئة كاثوليك. وبالرغم من هذا الاختلاف العقائدي فالدين لم يكن يوماً ما مصدراً للتوتر أو الصراع. ( ص219).

 

ومن الجدير بالذكر أن البوسنة شهدت عدداً من الحروب والصراعات قبل حرب التسعينات. فهناك الصراعات المسلحة التي وقعت في 1875-1876، وفي 1878، وفي 1914-1919، وفي 1941-1945. وجل هذه الصراعات سببتها قوى خارجية، مثل الاحتلال النمساوي في 1878، والاحتلال الأجنبي أثناء الحربين العالميتين. (ص 220).

وهناك غير واحد من المحلّلين والمفكرين عرباً وأجانب أكدوا أن الدين أو الثقافة لم يكونا المحرِّضينِ أو المحرِّكين للاضطرابات في يوغوسلافية، إنما هي المصالح والمكاسب الشخصية، ومن ورائها السياسة.[14]

 

ويذكر الأستاذ جعفر صاحب في مقال له بعنوان "دور الدين في الأزمة اليوغوسلافية" (المستقبل العربي العدد225 عام 1997، ص 64) أن الدين قد استُغِلَّ في الصراع الذي قام في يوغوسلافية. وواقع الحال هناك ما يشير إلى أن الشارع اليوغوسلافي يمقت التفرقة الدينية أو العنصرية، بدليل وجود سبعة ملايين حالة زواج مختلطة. أي: ثلث سكان يوغوسلافية، البالغ عددهم 33.809.000 نسمة. ويؤكد كاتب المقالة أن الأزمة هناك لم تكن ذات صبغة دينية أو عرقية، إنما صراع سياسي على السلطة، جنِّدت لأجله جميعُ العوامل، ومنها العامل الديني.[15]

 

أما عن الصراع الناشب بين الصومال وإثيوبيا فيقول ستيك هانسن في الفصل الثامن من الكتاب المشار إليه بعنوان "الصومال: الشكوى والدين والقبيلة والربح" بأنه ليس نوعاً من صراع الحضارات وإن بدا كذلك للبعض. ففي عام 2006 استطاع المجلس الأعلى للمحاكم الإسلامية في الصومال أن يسيطر على مقديشو ثم على أجزاء من وسط وجنوب الصومال. تدخلت إثيوبيا، ذات الأغلبية المسيحية للوقوف في مواجهة هذا المجلس. مجلة دير شبيجل الألمانية وصفت هذا الصراع بأنه صراع حضارات. ( ص127). يعلق الكاتب بأن التاريخ المعاصر للمنطقة قد يدعم هذه الدعوى من حيث الظاهر. فأثناء حرب أوغادين بين الصومال وإثيوبيا (1977-1978)جل العرب دعموا الصومال، أما الدول الإفريقية فأيدت إثيوبيا، كما أن مقاومة الصوماليين للإثيوبيين والإيطاليين والإنكليز (الدول المسيحية) كانت جزءاً مهماً في الخطاب القومي الصومالي خلال فترة حكم الدكتاتور محمد سياد بري (1969-1991) والجمهورية التي سبقته (1960-1969). (ص 127). لكن يرى الكاتب أن هذه الصراعات ذات مكونات أعقد مما نظن. فأثناء حرب أوغادين كان الحليف الأساسي للصومال جبهة التحرير الإريترية، Eritrean Peoples Liberation Front حركة مناهضة لإثيوبيا. واللافت للنظر أن قادة هذه الجبهة-في البدايات- ملاحدة/ماركسيين من منطقة تيغري (منطقة إثيوبية مسيحية). أما الحليف الثاني للصومال أثناء الحرب فكان جبهة تحرير شعب تيغري، وهي جماعة من الماويين (اللينينيين-الماركسيين نسبة إلى الرئيس الصيني الشيوعي ماو) الذين نجحوا في الوصول إلى السلطة في إثيوبيا. والكثير من أعضاء القيادة العليا في إثيوبيا اليوم جاؤوا من هذه الجبهة، ومنهم رئيس الوزراء ميليس زيناوي[16]Meles Zenawi. إذن إن أهم الحلفاء للصومال خلال فترة حرب أوغادين كانوا من المسيحيين/ الماركسيين (ص 128). ثم يعود الكاتب إلى بيان عدة نقاط مهمة حول قضية الصراع بين إثيوبيا والمجلس الأعلى للمحاكم الإسلامية. أولاً: القادة الإثيوبيون ينتمون إلى منظمات علمانية كانت حليفة في السابق للصومال، كما تبين آنفاً. الثانية: بعض القادة المنتمين إلى المجلس الأعلى للمحاكم الإسلامية لهم ارتباطات بمنظمات متورطة بتفجيرات ومحاولات اغتيال على الأرض الإثيوبية. ثالثاً: بعض المنظمات الدينية الصومالية عارضت المجلس الأعلى للمحاكم الإسلامية. رابعاً بعض المحاكم الشرعية أعلنت انفصالها عن المجلس الأعلى أثناء الحرب. خامساً هناك أربعة عوامل رئيسة أدت إلى نشوء المجلس الأعلى، وهي الشكاوى المحلية، والمصالح الاقتصادية، قوة النظام القبلي، والدين. إذن ليس الدين وحده هو العامل الوحيد-وإن كان أساسياً- في نشوء هذا المجلس. (ص 128-129). يدرك القارئ بعد هذا التحليل العميق للصراع بين الصومال وإثيوبيا أن دعوى هنتنغتون وغيره بأن هذا الصراع موسوم بـ"صراع الحضارات"، (إثيوبيا المسيحية ضد الصومال المسلمة) وبأن المسلمين هم وحدهم الذين يحملون وزر هذا الصراع وأمثاله، ما هي إلا هوى لا تسانده الحقائق التاريخية التي بيناها للتو.

 

هذه مقتطفات مهمة من كتاب "حدود الإسلام" تنسف هنتنغتون وكذبته "حدود الإسلام الدموية."

وأود هنا أن أزيد القارئ بملاحظات ذات صلة بنظرية هنتنغتون عموماً، ودعوى الحدود الدموية للإسلام والمسلمين.

الملاحظة الأولى: قام ثلاثة من العلماء هم بروس رسيت Bruce Russet، وجون أونيل JhonOneal، ومتشالين كوكس Michaelene Cox بنشر بحث عن أهمية المتغيرات الثقافية، والحضارية في جلب الصراع الدولي. اعتمدت دراستهم على مشروع Correlates of War Project[17] التابع لجامعة ميتشيكن Michigan، وهذا المشروع يحتفظ ببيانات لكل النزاعات بين الدول، ذات الجيوش المسلحة من عام 1885إلى 1994م. خلص هؤلاء الباحثون إلى أن متغيرات الصراع الواقعيةَ والتحررية (المتغيرات الواقعية في الجغرافية، والقوة، التحالفات؛ والمتغيرات التحررية في الديمقراطية، والاستقلال الاقتصادي، والمنظمات الدولية) هي التي تتمتع بأهمية كبرى في الصراع والتعاون الدوليين، وليست المتغيرات الحضارية.[18]

 

الملاحظة الثانية: قام بيبا نورس Pippa Norris، ورونالد إنكليهارت Ronald Inglehart بمقارنة القيم السياسية والاجتماعية في المجتمعات الغربية والمسلمة، بالاستفادة من قاعدة بيانات "الدراسة الاستطلاعية للقيم العالمية". وقد وجد الباحثان أن المثل الديمقراطية لدى المسلمين لم تكن أقل منها عند الغرب، وأن الغرب لا يمتاز عن الإسلام بإيمانه بالديمقراطية. وقد أظهرت هذه الدراسة بطلانَ دعوى هنتنغتون أن الإسلام والغرب لديهما قيمٌ سياسيةٌ، ذات أصولٍ مختلفةٍ، مبنيةٌ على ثقافاتٍ دينية مهيمنة. وتبرهن الدراسةُ على وجود آراء سياسية مشابهة في العالم الإسلامي والغرب.[19]

 

الملاحظة الثالثة: لعل هنتنغتون قد نسي أن هناك مصالح أمنية واستراتيجية للغرب، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالعالم الإسلامي. هل يحق لهنتنغتون أن يتجاهل المصالح القائمة منذ عقود بين السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر وباكستان وغيرها وبين الولايات المتحدة؟ أليس هذا دليلاً حاسماً على أن العالم الإسلامي ليس كتلة واحدة وأنى له أن يكون كذلك؟ ألم يخطر في بال هنتنغتون أن المسلمين، شأنهم في هذا شأن سائر البشر، فيهم المعتدلون والمتطرفون، وفيهم التقليديون والعصريون، وفيهم الظلاميون والنورانيون، وفيهم من يكرهون الغرب-لأسباب باتت معروفة- وفيهم من يركبون سَنَنَ الغرب حَذْوَ النَّعل بالنعل والقُذّة بالقذة!

 

الملاحظة الرابعة: يزعم هنتنغتون بأن جل الصراعات التي استشهد بها في مقالته وفي كتابه –وقد ذكرنا طرفاً منها آنفاً- هي من صنع المسلمين، فالمسلمون أناس يوجدون المشاكل ويثيرون النزعات الطائفية، والصراعات العرقية حيثما وجدوا. "أما الغرب فلم يتورط إلا في صراعين بين حضارات مختلفة وصراعين داخل حضارات بعينها."[20] أقول: لعله يقصد بالصراعات الأربعة، أنها مما ظهر فيه تورط الغرب بوضوح، وبان بياناً لا نزاع حوله، ولا خلاف فيه. أما تورطه في غير هذه الصراعات مما لم تستبن فيه حقيقة الأمر إلا للقليل من الناس فهذا من الكثرة بمكان. وهذا لا يخفى على المتتبع والمتأمل.

 

الملاحظة الخامسة: إن هنتنغتون في اتهامه للمسلمين بالإرهاب والتطرف وإشعال الحروب، وسكوته عن جرائم الغرب، منهج قديم متجدد اتبعه المستشرقون قديماً وحديثاً، ألا وهو منهج الإسقاط، الذي يجسده المثل العربي القائل: رمَتْني بدائها وانسلَّتْ، وهو مثل يضرب لمن يعيِّرك بعيب هو فيه. ومثله قول القائل: تُبْصِر القَذى في عَيْن أخيك ولا تُبْصرِ الْجذع في عَيْنك. وأنا أسأل هنتنغتون وأمثاله من أهل البحث والنظر والفكر:

هل المسلمون هم من شنوا الحروب الصليبية؟

هل المسلمون هم من أقاموا محاكم التفتيش؟

هل المسلمون هم من أشعلوا الحربين العالميتين، وقتلوا من جرائهما ملايين البشر؟

هل المسلمون هم من ألقوا القنبلتين النوويتين على أناس أبرياء آمنين في هيروشيما ونجازاكي؟

هل المسلمون هم من قتلوا ما يزيد على مئة مليون شخص من الهنود الحمر في أمريكا ونسخوا حضارتهم؟

هل المسلمون هم من استرقوا ملايين الأفارقة وساقهم كالحيوانات إلى أمريكا؟

هل المسلمون هم من غزوا فيتنام وقتل مليوني شخص؟

هل المسلمون هم من هاجموا أفغانستان والعراق وسبَّبوا البؤس والشقاء للملايين بذريعة الحرب على الإرهاب؟

هل المسلمون هم من أهانوا عباد الله في سجن أبو غريب؟

هل المسلمون (أم البلجيكيون) هم من قضوا على مئات الآلاف من الكونغوليين في أواخر القرن التاسع عشر؟

هل المسلمون ( أم الألمان) هم من قضوا بين 1903-1904 على أكثر من مئة ألف شخص من جنوب غرب إفريقية (الناميبيون) الذين طالبوا بحقوقهم المدنية؟

هل المسلمون (أم الغرب) هم المسؤولون عن المجاز والجرائم التي ارتكبت في تشيلي تحت حكم بينوشيه، وغواتيمالا في عهد كاستيلو أرماس، وإندونيسيا أثناء حكم سوهارتو، وإيران أيام الشاه رضا بهلوي، وغيرها كثير؟[21]

 

إن ما يشهد به الواقع والتجربة أن جرائم الغرب وأوزاره -وتتقدمه أمريكا- كثيرة جداً، ومع كثرتها ووفرتها لا تكاد تذكر في الإعلام، أو ربما يمرون عليها مرور الكرام لأنها طبعاً جرائم الأقوياء، بل ربما -وهذا أدهى وأمرّ- يفتش الإعلام لها عن حجج وتبريرات مستعيناً بما شاء من وسائل الختل والخديعة والمكر. ولعمري لقد صدق إيريك فروم، عالم النفس الألماني ( توفي 1980) في قوله: "بما أن جلَّ ما نسمعه أو نراه هو ببساطة إما غير صحيح أو نصفه صحيح ونصفه محرَّف، وبما أن معظم ما نقرأه في الجرائد تفسيراتٌ محرفةٌ تعدُّ حقائقَ، فإن الخُطة الفضلى هي أن ينطلق الواحد مصحوباً بشكٍّ جذري وافتراضٍ في أن أكثر ما يسمعه من المحتمل أن يكون كذباً أو تحريفاً. "[22]

 

يقول وليم بلوم: "سعت الولايات المتحدة من 1945م حتى نهاية القرن، إلى الإطاحة بأكثر من أربعين حكومة أجنبية، وسحقت أكثر من ثلاثين حركة، كانت في صراع مع نظم ظالمة. وسببت الولايات المتحدة في قتل عدة ملايين من البشر، وحكمت على ملايين أن يحيوا حياة الألم واليأس."[23]

 

وفي عام 2004 نشر جون بيركنز كتاباً بيع منه ملايين النسخ، واسمه "اعترافات قاتل اقتصادي" Confessions of an Economic Hitman وفيه يحكي بيركنز مذكراته الإجرامية حيث يصف وظيفته الاقتصادية التي تبين للعالم أجمع الأسلوب الجديد للإمبريالية الأمريكية في السيطرة على أمم العالم الثالث.

 

تتلخص وظيفة بيركنز في فتح أسواق خارجية لصالح الولايات المتحدة تحقق عن طريقها الشركات الأمريكية مكاسب خيالية بطرق غير شرعية حيث تقيم مشروعات ضخمة في دول العالم الثالث، ومن شأن هذه المشروعات أن تزج بالدول النامية في دائرة ديون جهنمية لا فكاك منها، فتغدو خاضعة لسياسات الولايات المتحدة. والكتاب بحق مليء بحقائق خطيرة وفظيعة تبدأ بالرشاوى وتنتهي باغتيال الرؤساء، واحتلال الدول، وإبادة الشعوب.[24]

 

وأختم المقالةَ بكلام حقٍ وصدقٍ خرجَ من فمِ هنتنغتون نفسِه، (يقال في المثل:"مَع الخواطِئ سَهْمٌ صائبٌ)[25] يدين فيه الغرب إدانةً صريحة من غير مواربة، يقول في كتابه "صدام الحضارات": "إن الغرب لم يتغلب على العالم بسبب تفوق أفكاره أو قِيَمه أو دينه (الذي اعتنقته قلةٌ من أفراد الحضارات الأخرى) بل بسبب تفوُّقه في تطبيق العُنْفِ المنظَّمِ. والغربيون غالباً ما ينسَوْنَ هذه الحقيقةَ، لكن غيرَ الغربيين لا ينسونها."[26]

 

وهذا هو النص الإنكليزي لتصريحه:

“The West won the world not by the superiority of its ideas or values or religion (to which few members of other civilizations were converted) but rather by its superiority in applying organized violence. Westerners often forget this fact; non-Westerners never do.” P. 51.



[1] “The Clash of Civilizations?” Foreign Affairs, Vol. 72, No. 3, (Summer 1993), p. 22.

[2] المرجع السابق، ص 25.

[3] صدام الحضارات: إعادة صنع النظام العالي. صموئيل هنتنغتون. ترجمة طلعت الشايب. نشر سطور: القاهرة. ط2 1999. ص 352 بتصرف يسير.

[4] المرجع السابق، ص 416.

[5] المرجع السابق، نفس الصحيفة.

[6] المرجع السابق، نفس الصحيفة.

[7] New York Times, Feb. 7, 1993. Pp 1, 14.

[8] صدام الحضارات، ص 417.

[9] المرجع السابق، ص 418.

[10] المرجع السابق، ص 338.

[11] المرجع السابق، ص 426.

[12] “Lewis of Arabia” Charles Glass.

[13] ثاني أكبر جزيرة في الفلبين، ذات أغلبية مسلمة.

[14] انظر كتابي "الإسلام والغرب بين أساطير الصدام وحقائق الانسجام" ص 313-314،329. نشر دار الثقافة والتراث: دمشق 2008م.

[15] نقلاً عن مقدمة مترجمَي كتاب "صدام الحضارات" ص 45 مالك أبو شهيوة، ومحمود خلف. الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع: ليبيا، 1999.

[16] بقي رئيساً للوزراء من 1995 حتى وفاته عام 2102.

[17] هو دراسة أكاديمية لتاريخ الحروب، بدأها ج، ديفيد سنكر، المتخصص بالعلوم السياسية في جامعة ميتشيكن عام 1963م. ويُعنى المشروعُ بجمع المعلومات حول تاريخ الحروب والصراعات بين الدول. وهدفُه جمع ونشر المعلومات الدقيقة، والمعتمدة في العلاقات الدولية.

[18] عنوان الدراسة:

Bruce M. Russett, John R. Oneal, Michaelene Cox, “Clash of Civilizations, or Realism and Liberalism Deju Vu? Some evidence”, Journal of Peace Research, Vol. 37, No.5 (September 2000), pp.583-608).

[19] عنوان الدراسة:

Pippa Norris and Ronald Inglehart, “Islam and the West; Testing the Clash of Civilizations Thesis”, John F. Kennedy School of Government, Harvard University, 2002.

[20] صدام الحضارات، ص 416.

[21] ينصح القارئ بالاطلاع على الفصل الحادي عشر (تراث الحرب) من كتاب "الدول المارقة" للكاتب نعوم تشومسكي. نشر العبيكان: السعودية. 2004. وفيه يقف القارئ على غيض من فيض ونقطة من بحر عن التاريخ الأسود للحروب والوحشية الأوروبية.

[22] Edward, David. Cromwell, David. Guardians of Power: The Myth of the Liberal Media. (London: Pluto Press, 2006) P. 1

[23] للتوسع حول تدخلات الولايات المتحدة في العالم، تراجع هذه الكتب "الدولة الشريرة: إساءات السياسة الأمريكية لشعوب العالم"، وليم بلوم. ترجمة محمد صاصيلا. نشر دار الذاكرة: بيروت. 2006. (يراجع خصوصاً الفصل السابع عشر منه بعنوان "قصة موجزة لتدخلات الولايات المتحدة في العالم من عام 1945 وحتى اليوم" ص 195-251). و"قتل الأمل: تدخلات العسكريين الأمريكيين ووكالة المخابرات المركزية منذ الحرب العالمية الثانية"، وليم بلوم. ترجمة أسعد إلياس. نشر العبيكان: الرياض. 2006. و"الدولة المارقة: الأحادية الأمريكية وإخفاق النوايا الحسنة"، كلايد برستوفتز. ترجمة فاضل جتكر. نشر الحوار الثقافي: بيروت. 2003. (يراجع خصوصاً الفصل السابع منه بعنوان "شعب مسالم، حرب متواصلة" ص 223-250). وكتاب"الاعتداءات غير الشرعية للولايات المتحدة منذ الحرب العالية الثانية" لبول غرانيل، ترجمة محمد صباغ، نشر دار الفكر: دمشق 2006. وكتاب "القوة والإرهاب: جذورهما في عمق الثقافة الأمريكية." ترجمة إبراهيم الشهابي، دار الفكر: دمشق 2003.

ومن المراجع الإنكليزية المهمة:

Lens, Sidney. The Forging of the American Empire. From the Revolution to Vietnam: A History of U.S Imperialism. (London: Pluto Press; Chicago: Haymarket Books, 2003); Mandel, Michael. How America Gets away with Murder: Illegal Wars, Collateral Damage and Crimes against Humanity. (London: Pluto Press, 2004).

[24] ترجمة بسام أبو غزالة. والكتاب نشرته أكثر من دار.

[25] مثل يضرب للذي يكثر الخطأ ويأتي أحياناً بالصواب.

[26] أخطأ المترجم طلعت الشايب في ترجمة هذه الفقرة، فحرَّف المعنى وغيَّرَ مدلوله، وترجمته: "وقد استطاع الغرب أن يكسب العالم، ليس فقط بسبب تفوُّق أفكاره أو قيمه أو دينه (الذي تحول إليه عدد من الحضارات)، وإنما بالأحرى بسبب تفوقه في تطبيق العنف المنظم..." فزاد كلمة (فقط)، وحذف كلمة (قلة أو قليل) الضرورية بعد عبارة عدد. وهذا خطأ بيّن. وجلَّ مَنْ لا يَهِمُ. "صدام الحضارات" ترجمة الشايب ص 85.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الغاية من تشريع الحدود الإسلامية
  • شبهة: قسوة الحدود الإسلامية
  • حدود الإسلام تقيم التوازن بين الفرد والمجتمع

مختارات من الشبكة

  • الأوعية الدموية في جسم الإنسان(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الألعاب الإلكترونية والنزعة الدموية(استشارة - الاستشارات)
  • أثر الإعجاز على كفاءة الدورة الدموية بالدماغ(مقالة - موقع د. حسني حمدان الدسوقي حمامة)
  • روسيا: تجهيز غرفة للصلاة في مركز القلب والأوعية الدموية بقازان(مقالة - المسلمون في العالم)
  • من حدود الإسلام: حد السرقة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من حدود الإسلام: حد الخمر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من حدود الإسلام: حد الردة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الرد على افتراءات المرجفين حول انتشار الإسلام بحد السيف(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإسلام دين جميع الأنبياء، ومن ابتغى غير الإسلام فهو كافر من أهل النار (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مكانة المرأة في الإسلام: ستون صورة لإكرام المرأة في الإسلام (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب