• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: اشتداد المحن بداية الفرج
    يحيى سليمان العقيلي
  •  
    خطبة: إن الله لا يحب المسرفين
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    فضل عشر ذي الحجة (خطبة)
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    فصلٌ: فيما إذا جُهل حاله هل ذُكر عليه اسم الله أم ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    خطبة (المروءة والخلق والحياء)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    تساؤلات وإجابات حول السنة
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    الأيام المعلومات وذكر الله (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    من تجاوز عن المعسر تجاوز الله عنه
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الدرس التاسع عشر: الشرك (2)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    الحذر من استبدال الأدنى بالذي هو خير
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    خطبة: اغتنام عشر ذي الحجة خير الأيام
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    إعلام النبلاء بفضل العلم والعلماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تفسير: (فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    التحذير من الإسراف والتبذير
    الشيخ صلاح نجيب الدق
  •  
    استحباب أخذ يد الصاحب عند التعليم والكلام والمشي
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    مفهوم الخصائص لغة واصطلاحا وبيان أقسامها
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / روافد / موضوعات تاريخية
علامة باركود

التاريخ السياسي لبلاد اليمامة (1/2)

د. فهد بن عبدالعزيز الدامغ

المصدر: مجلة الدرعية، العدد الثاني والثلاثين.
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/5/2009 ميلادي - 25/5/1430 هجري

الزيارات: 108272

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التاريخ السياسي لبلاد اليمامة منذ سقوط
دولة الأخيضريين حتى قيام إمارة الدرعية (1/2)

 

منطقة الدراسة:
اليمامة بلاد مشهور تردَّد اسمها كثيرًا في كتب التراث العربي التاريخية، والجغرافية، والأدبية، وإذا كان الجغرافيون المسلمون قد اختلفوا في حدودها، فالمشْهور أنَّها جزء من إقليم نجد، وهي تشغل حيِّزًا واسعًا من شرق هذا الإقليم وجنوبه، ويبلغ طولها من أقصى شمالِها إلى أقصى جنوبها نحو 900 كيلو متر، ويبلغ عرضها في أقصى اتساع لها نحو 400 كيلو متر.

واليمامة تقع في وسط الجزيرة العربيَّة، وتبدو في الخريطة على هيْئة شكلٍ رباعي، ويُمكن بيان حدودِها وفق ما يلي:
الضلع الشرقي: ويبدأ من نقطة التقاء رمال الدَّهناء برمال الربع الخالي (الجزء)، وتمثل هذه النقطة رأْس الزاوية الجنوبية الشرقية لبلاد اليمامة، ويمتد هذا الضلع شمالاً محاذِيًا لحافة رمال الدهناء الغربية، حتى التقاء نفود الثويرات بالدهناء[1]، وقد عدَّ الجغرافيون المسلمون نهاية بلاد الكُرمة آخر حدِّ اليمامة جهة البصرة[2]؛ أي: من الناحية الشَّمالية الشرقيَّة.

الضِّلع الجنوبي: ويبدأ من نقطة التِقاء رمال الدَّهناء برمال الربع الخالي، ويمتد غربًا موازيًا لحافة رمال الرَّبع الخالي الشماليَّة، حتَّى أطراف رمال الدحي (الدبيل) الجنوبية، التي تعد الحدَّ الفاصل بين جنوب غرب اليمامة وبلاد نجران[3].

الضلع الشمالي: ويمتد من التقاء نفود الثويرات بالدهناء متَّجهًا غربًا بِميل كبير نحو الجنوب، محاذيًا لحدود بلاد القصيم الجنوبية الشرقية، التي يفصلها عن شمال اليمامة تكوينات رمال الثويرات، والسياريات والسّر[4]، ويمكن أن تعدَّ بلدة أضاخ[5] المعروفة حدًّا لنهاية الضّلع الشمالي جهة الغرب، بحيث تمثِّل رأس الزَّاوية الشمالية الغربيَّة لبلاد اليمامة.

ويمتد من بلدة أُضاخ متَّجهًا جنوبًا ليدخل عرض باهلة (شمام)[6]، الذي يعد حد اليمامة الغربي - والحد هنا داخل في المحدود - ويستمرُّ هذا الضلع حتى يلتقي بالضلع الجنوبي عند نهاية رمال الدبيل (الدحي)، وهذا الضلع يمثل الحدَّ الفاصل بين اليمامة وعالية نجد[7].

وبهذا يتَّضح أنَّ بلاد اليمامة تمتدُّ على مساحة واسعةٍ، وتُحيط بها بحار من الرمال من ثلاث جهات هي: الشرقية، والجنوبية، والشمالية، أمَّا الجهة الغربية فيفصلها عن الحجاز قِفار عالية نجْد الواسعة قليلة المياه؛ لذلك فهي إقليم شبه منعزل وسط الجزيرة العربية يصعب الوصول إليه في تلك العصور، التي لم تتطوَّر فيها وسائل المواصلات والاتِّصالات لتقْهر الحواجز الطبيعية.

وتتوسَّط بلاد اليمامة سلسلة جبال العارض (طويق)، التي تعد بمثابة العامود الفقري لهذه البلاد، وهي سلسلة جبال شامخة تمتدُّ من الزلفي في أقْصى شمال اليمامة، حتى حواف الربع الخالي في أقصى جنوبها، وتقسم بلاد اليمامة إلى قسمين: شرقي وغربي.

وهذه الجبال تنحدر حافتها الغربيَّة انحدارًا شديدًا، أمَّا جهة الشرق، فهي تنحدِر انحدارًا تدريجيًّا، وتسيل منها أوْدية كثيرة كبيرة، يتَّجه أغلبُها نحو الشرق، أو الجنوب الشرقي، ومن أشهَرِها، حسب تدرُّجها من الشمال حتى الجنوب: وادي مرخ، ووادي المشقر، ووادي المياه، ووادي الفقي (سدير)، ووادي قرَّان (ملهم)، ووادي حنيفة، ووادي ماوان، ووادي برك، ووادي الغيل، ووادي الهدَّار، ووادي تمرة[8].

وهذه الأودية تقوم على جنباتِها في الغالب مستوْطنات زراعيَّة، وتنتهي في روضات تستقر فيها سيول هذه الأودية، وتشتهر اليمامة بكثْرة رياضها، وهذه الرَّوضات تكون من أفضل منابت الكلأ، ومن أجْود المراعي[9].

وحسب التقْسيمات الإداريَّة الحديثة للمملكة العربية السعودية، فإنَّ إقليم اليمامة تشمله منقطة الرياض، التي تكاد حدودها الإدارية تتطابق مع حدود بلاد اليمامة الجغرافيَّة، سوى الجهة الغربيَّة حيثُ تمتدُّ حدود منطقة الرياض غربًا لتشمل جزءًا من عالية نجد.

وتضم اليمامة عدَّة أقاليم، هي حسب ترتيبها من الشَّمال حتى الجنوب: الزلفي، والغاط، وسدير، والوشم، والمحمل، والشعيب، والعارض، والخرج، والبطين، والعرض، والحوطة، والحريق، والأفلاج، والسليل، ووادي الدواسر.

وتعد بلاد اليمامة حلقة وصل بين أقاليم الجزيرة العربية، حيث يمر بها عدد من الطرق التجارية، أهمها: تلك التي تربط بلاد البحرين وعمان بالحجاز واليمن، وكذلك طريق يربط وسط الجزيرة العربيَّة عبر جنوب اليمامة بموانئ ظفار على بحر العرب[10]، إضافة إلى أنَّه يمر عبر أراضيها أيضًا عددٌ من طرق الحاجِّ، وخاصَّة القادمين من البحرين وعمان، ومن يأتي عن طريقهما من بلاد فارس وما يليها شرقًا[11].

ندرة المعلومات عن حقبة البحث ومنهج الباحث في دراستها:
في بحث سابق تناولْنا بالدراسة والبحث تاريخ الدَّولة الأخيضرية في بلاد اليمامة[12]، وكان من بين النتائج التي توصَّلت إليها تلك الدراسة أنَّ دولة الأخيضريين عمَّرت حتى أواخر القرن الخامس الهجري (486هـ/ 1093م تقريبًا)، وأنَّ تلك الدَّولة مرَّت بمراحل قوَّة وضعف، وكانت في الحقبة الأخيرة من حكمِها إمارة صغيرة لا تبسط نفوذَها إلا على جزء صغير في وسط بلاد اليمامة، وفي هذا البحث سوف نتناول حلقة أخرى في تاريخ هذه المنطقة، تتمثَّل في المدَّة الممتدَّة من سقوط الدولة الأخيضريَّة حتى قيام إمارة الدرعيَّة سنة850هـ/ 1445م.

وهذه الحقبة تُعَدُّ أكثر مراحل تاريخ منقطة اليمامة غموضًا، فالمعْلومات المتوافِرة عنْها نادرة وتفتقر إلى الوضوح والانتِظام؛ ولذلك يمكن القول: إنَّنا نفتقد الحدَّ الأدْنى الذي يمكن من خلاله إعْطاء صورة واضحة المعالم عن تاريخ المنطقة في تلك الحقبة، وقد عبَّر عن هذا الروَّاد المهتمُّون بتاريخ هذه البلاد.

يقول الشيخ عبدالله بن خميس متحدِّثًا عن تاريخ اليمامة خلال هذه الفترة: "ومن ثمَّ عُمِّي الكثير من حلقات تاريخها قرونًا متعاقبة تحكمها القبليَّة، وتسودها الفوضى والاضطراب، حقبة عمياء مجهولة التاريخ مفقودة الأثر"[13]، ويقول أيضًا: "ثمَّ دخلت اليمامة عهودًا مظلمة قرونًا متعاقبة لا يعرف لها أثر ولا خبر"[14].

وقد وصف العلاَّمة الشيخ حمد الجاسر هذه الحِقْبة في حديثِه عن تاريخ مدينة الرِّياض، بأنَّها فترة مجهولة التاريخ[15]، وقال عن تاريخ اليمامة عامَّة: "ثمَّ نجِد فجوة في تاريخ البلاد من القرن الرابع إلى القرن التاسع"[16].

وأشار الدكتور عبدالله الشبل إلى ندْرة المصادر، وشحّ المعلومات عن تاريخ نجد قبل قيام الدولة السعودية، وخاصَّة خلال الحقبة التي تلت سقوط الدولة الأخيضريَّة حتى منتصف القرْن العاشر - وهي حقبة هذا البحث - فقال: "أمَّا الصعوبة الأكثر عنتًا التي تواجه الدَّارس أو الباحث في تاريخ نجد، فهي ندْرة المصادر وربَّما انعِدامها، خاصَّة عن الفترة الواقعة بين سقوط الدَّولة الأخيضريَّة بعد منتصف القرْن الخامس الهجري ومنتصف القرْن العاشر الهجري، حيثُ لن يَجد أيَّ مصدر متخصِّص، يتناول تاريخ هذا الجزْء من جزيرة العرب بأدنى حظ من التفصيل"[17].

وقال أيضًا: "وتعترض الباحثَ في تاريخ نجد صعوباتٌ كثيرة، تأتي في مقدّمتها قلَّة ما كُتِب عنه وندرته، وربَّما انعِدامه مطلقًا، ثمَّ إنَّ الأخبار المتناثرة عن بلاد نجْد في بطون الكتُب محدودة جدًّا، تَختفي في ضباب التاريخ مرَّة لتبدو مرة أخرى على هيئة أخبار غير مترابطة، ومعطياتها التاريخية هزيلة، ولعلَّ أكثر الفترات جدبًا، تلك الفترة الواقعة بين اضمِحلال الدَّولة الأخيضرية بُعَيد منتصف القرْن الخامس الهجري وقيام الدَّولة السعوديَّة الأولى"[18].

أمَّا الشيخ عبدالله البسَّام، فقد أشار إلى عدم عناية الدَّولة الإسلاميَّة ببلاد نجد، منذ انتِقال مركز الدَّولة الإسلاميَّة إلى خارج الجزيرة العربيَّة، ثمَّ قال: "فمِن ذلك التَّاريخ صارت نجد في زوايا المهْملين، وبعدتْ عن أمكِنة التَّدوين والرِّواية".

وقال: "وامتدَّت هذه الفترة القاتمة عشرة قرون، حتَّى جاءت الدَّعوة السلفيَّة الإصلاحيَّة التي قام بها وجدَّدها المصلِح الشَّيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله تعالى - كل هذه الفترة التي سبقت هذه النهضة الإصلاحيَّة والبلاد في سُبات عميقٍ وظلام دامس"[19].

ووصف الشيخ أبو عبدالرحمن بن عقيل الظَّاهري تاريخ نجْد بأنَّه تاريخ منقطع، لم يكد ينتظم إلا منذُ قيام الدَّولة السعوديَّة، وقال: "إنَّ فترة القرْن الثَّامن والتَّاسع والعاشِر الهجري هي الأشدُّ غموضًا من تاريخ نجد، لا يعْلم لها في المصادر المأثورة تاريخ منتظم"[20].

وقال الدكتور محمد الشويعر: "إلاَّ أنَّ نجدًا خِلال هذه الفتْرة وما تلاها قد أُسْدِل عليْها ستار قاتم، حجزت بموجبه المعلومات التَّاريخيَّة، اللَّهمَّ إلاَّ نتفًا يسيرة تأتي في أماكنَ متناثرة[21].

وذكر عبدالرَّحمن السويداء أنَّ المعلومات عن تاريخ نجد في هذه الفتْرة ليستْ مُتوافِرة بشكْل واضح شأنها شأن المناطق الأُخرى، وإنَّما هي شذرات متناثرة في بطون في بعض الكتُب المطبوعة والمخْطوطات، والوصول إليْها يحتاج إلى بحث مضْنٍ وقراءة متأنِّية[22]، وقال في وصْف هذه الفترة: "معْتِمة تمامًا إلاَّ من بعض الومضات الخافِتة التي لا تعطي الدلالة المطْلوبة"[23].

أمَّا وليام فيسي (WILLAM FACEY) فيقول عن تاريخ اليمامة في هذه الفترة: "ومع هذا فتدخل في حقبةٍ من الغُموض تصِل إلى ثلاثمائةٍ سنةٍ تقريبًا، فلا شيء معروفًا عن نهاية حكم بني الأخيضر، ولا يتَّفق المؤرِّخون المسلِمون حوْل قاعدة اليمامة بعد نهايتهم، وإذا حدث أنَّ اليمامة تشرْذمت إلى مجموعةٍ من البلدان المستقلَّة - وهو الاحتِمال الأرْجح - فهذه المسألة لم تُذْكَر"[24].

ولما كانت المعلومات التاريخيَّة عن هذه الحِقبة من تاريخ بلاد اليمامة قليلة جدًّا وغامضة، ولا تخلو من التَّناقض أحيانًا، كما قرَّره عددٌ من الروَّاد الذين اهتمُّوا بتاريخ هذه البلاد[25]، وبذلوا في تتبُّعه جهودًا كبيرة، وأمضَوا في دراسته سنوات طويلة، فإنَّ أيَّة نتيجة يصِل إليها مَن يتصدى لدراسة تاريخ هذه الحقبة من خلال تصيُّد الشذرات المبعثرة، والإفادات المبدَّدة، ثم الربط بينها وتحليلها واستجلاء دلالاتها واستخلاص نتائج منها - مهْما صغُر حجمها - يُعَدُّ عملاً يستحقُّ التقدير من جانب المهتمِّين بتاريخ الجزيرة العربيَّة.

ومن هذا المنطلق ووفْقًا لهذا المنهج، سوف نُحاول في هذا البحث اقتِحام تاريخ تلك الفترة الغامضة؛ علَّنا نَتَمَكَّن من إضافة شيء - ولو كان يسيرًا - يُسْهِم مع جهود السَّابقين في جلاء جانبٍ من الغموض، أو يفتح آفاقًا لباحثين آخَرين يواصِلون المهمَّة، وسوف نتناول التَّاريخ السياسي لهذه المنطقة من خلال الحديث عن القُوى المحلِّيَّة، ثمَّ عن نفوذ القُوى الخارجيَّة المجاورة التي تمكَّنت من بسْط نوعٍ من النفوذ على المنطقة خِلال تلك الفترة؛ سواء كان ذلك النفوذ مباشرًا، أم كان غير مباشر.

أوَّلاً: القوى المحلِّيَّة في المنطقة:
في بحثٍ سابق عن تاريخ اليمامة في عصْر الدَّولة الأخيضرية، خلص الباحث إلى أنَّ الأخيْضريين لم يَحكموا بلاد اليمامة كلَّها في فترة قوَّة دولتِهم، بل بقيت أجْزاء منها خارج دائِرة نفوذِهم، أمَّا في فتْرة ضعْفِهم - وهي الأطْول في تاريخِهم - فقد تقلَّص نفوذُهم ليقْتصِر على جزءٍ صغيرٍ من وسط اليمامة، يتمثَّل في إقليم الخرْج.

ولهذا فإنَّ أجزاءً كبيرةً من بلاد اليمامة كانت تعيش فراغًا سياسيًّا قبل سقوط الدَّولة الأخيضريَّة، ومَن يَتَأمَّل ما ذكَره الرحَّالة الفارسي ناصر خسرو، الذي مرَّ بالمنطقة وأقام فيها مدَّة من الزَّمن سنة 443هـ/ 1051م يُدْرِك بوضوح مدى الفراغ السياسي والاضطِراب الأمني الذي كانت تعيشُه هذه المنطقة[26].

وبعد سقوط الدولة الأخيضريَّة في أواخر القرْن الخامس الهجري لم يقُم كيان إقليمي منظَّم - فيما نعلم - يَحكم بلادَ اليمامة، وفي الوقْت نفسِه لم يعُد إليْها الحُكْم المرْكزي للخِلافة العباسيَّة؛ بسبب ضعْف الخلافة من ناحية، وعدم أهمِّيَّة المنطقة وانعِزالها من ناحيةٍ أُخرى، وبهذا أصبحت هذه البلاد كلُّها تعيش حالة من الاضطِراب والفوضى السياسيَّة والأمْنية، قريبة الشَّبه بما كان سائِدًا في العصْر الجاهلي، فالصِّراع بين القوى القبليَّة المحلِّيَّة دائم، والنَّهب والسَّلب والقتْل شائع، والجهْل والفقْر والخوْف يضرِب بأطنابِه، وقد يكونُ لبعْضِ القَبائِل أو القُوى سيطرةٌ نسبيَّة؛ بسبب قوَّتِها في فترة من الفترات، ثم لا تلبث قبيلة أو قوَّة أخرى أن تنتزع منها تلك الزعامة النسبيَّة وهكذا، هذه صورة عامَّة لحالة ظلَّت سائدةً في هذه المنطقة خلال هذه الحِقْبة الَّتي امتدَّت أكثرَ من ثلاثِمائةٍ وخَمسين سنة، من أواخِر القَرْن الخامِس حتَّى منتصف القرْن التَّاسع الهجري.

أمَّا عن القوى المحلِّية التي ظهرتْ في المنطِقة خلال هذه الحِقبة، فإنَّ المعلومات عنْها نادرة جدًّا، ومن خلال تتبُّع ما ورد من إشارات في المصادر عن هذه القوى، نجد أنَّ ابن خلدون يذْكُر نقلاً عن ابن سعيد المغربي[27] قوله، وهو يتحدَّث عن بني عامر في بلاد البحرين: "وملكوا أرْضَ اليمامة من بني كلاب، وكان ملوكُهُم فيها لعهْد الخمْسين والسِّتمائة بني عصفور"[28]، وذكر القلقشنديُّ مثلَ ذلك أيضًا[29].

ويُمكن أن يُفْهَم من هذا النَّصِّ أنَّ بني كلاب كان لهم نفوذٌ وغلبةٌ وسيْطرة في بلاد اليَمامة بعد الأخيضريِّين، وبنو كلاب هؤلاء هُم بنو كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعْصعة، من قيْس عيلان من مضر، ويؤيِّد هذا ما ورد في نصٍّ آخَرَ عن ابن سعيد المغربي، قال فيه: "سألتُ عرَبَ البحرين وبعضَ مَن حجَّ: لمن اليمامة اليوم[30]؟ فقالوا: لعربٍ من قيس عيلان، وليس لبني حنيفة بها ذكر"[31].

وبنو كلاب كانوا يقْطنون في القرْن الثَّالث الهجري مناطقَ واسعة في القطاع الأوسط والجنوبي من عالية نجْد، وتمتدُّ ديارهم من حدود الحجاز غربًا، حتى حدود اليمامة شرقًا، وأبرز بطون هذه القبيلة: بنو أبي بكر بن كلاب، وبنو عمرو بن كلاب، وبنو جعفر بن كلاب، وكان يغْلب عليهم جميعًا طابع البداوة[32].

وقد أشرْنا في بحثٍ سابق إلى أنَّ بني كلاب كانت تربطهم صلةُ مصاهَرة بالأخيضريين، وذكرنا أنَّ من المرجَّح أنَّهم ساعدوا الأخيضريين في الوصول إلى اليمامة، وتأْسيس دولتِهم بها، ولعلَّهم أيضًا كانوا من أبْرز القوى البدوية التي تعاونت مع الأخيضريين بعد ذلك في إحكام سيطرتهم على المناطق التي حكموها.

أمَّا متى أصبح لبني كلاب الغلَبة والنُّفوذ في بلاد اليمامة؟ وكيْف تمَّ ذلك؟ فالمصادر التاريخية لا تَمدُّنا بشيء عن هذا الأمر، إلاَّ أنَّه من خلال النَّظَر في مُجريات الأحْداث يُمكن أن نطرح احتِمالين، أحدُهُما: أنَّ بني كلاب بدأت صلتُهم ببلاد اليمامة من خلال التعاوُن مع الأُخيضريين، واستمرُّوا في هذا التَّعاون حتَّى سقطتْ دولة الأخيضريين فحلُّوا محلَّهم، أو أنَّهم عندما ضعف الأخيضريُّون نتيجة الخِلافات بيْنهم والصِّراع على السلطة، استغلَّ بنو كلاب الأمْر فأجْهزوا عليْهِم وحلوا محلَّهم[33].

أمَّا ثاني الاحتمالَين، فيتمثَّل في أنَّ بني كلاب هؤلاء قدِموا إلى اليمامة في أواخِر القَرْن الخامس الهجري من بلاد البحرَين، ويؤيِّد هذا الاحتِمال أنَّ قسمًا من بني كلاب كانوا قدِ انتقلوا إلى بلاد البحرَين، وتعاوَنوا مع القرامِطة، شأنُهم في ذلك شأنُ بني عمومتِهِم بني عُقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر، الذين انتقلوا من مواطنهم في جنوب بلاد اليمامة إلى البَحْرين في أواخر القرن الثَّالث الهجري، وأصبحوا من أبْرز عناصر جيْش دولة قرامطة البحْرين[34]، فقد ذكر ثابت بن سنان الصابي[35] أنَّ بني الحريش من بني عقيل كانوا هم وبنو كلاب من أبْرز المناصرين لأبي سعيد الجنَّابي مؤسس دولة قرامطة البَحرين[36].

وبعد أن ضعفت دوْلة القرامطة أصبح لأعراب بني عامر - ومنهم بنو كلاب - نفوذٌ وسطوة في بلاد البَحْرين، ولمَّا تمكَّن عبدالله بن علي العيوني من القضاء على دولة القرامطة وتأْسيس الدَّولة العيونية في بلاد البَحرين سنة467هـ/ 1075م، قطع ما كان لرؤساء بني عامر من العوائدِ والجِرايات التي فرضوها على القرامِطة، فأجْمعوا على حرْبِه، فالْتقى بهم في معركة حامية الوطيس، وألْحق بهم هزيمةً ساحقة وشتَّت شَملهم[37].

بعد هذه الهزيمة من المْحتمل أنَّ بني كلاب رحَلوا من بلاد البحْرين إلى بلاد اليمامة، وأصبح لهم نفوذٌ وسيْطرة، وأصبحوا أبْرز القوى المحلِّيَّة في هذه البلاد خلال القرْن السَّادس الهجري وأوَّل القرن السَّابع.

وسواء صحَّ أحدُ هذيْن الاحتِمالين، أم لم يصحَّ أيٌّ منهما، فالثَّابت أنَّ النَّصَّ السَّابق الذي نقله ابن خلدون والقلقشندي عن ابنِ سعيد المغربي يدلُّ على أنَّ بني كلاب كان لهم نفوذ وسيْطرة في بلاد اليمامة، في المرحلة التي تلت سقُوط الدولة الأخيضريَّة، حتَّى أقصاهم أبناءُ عمومتِهم من بني عامر، حين استوْلَوا على مقاليد الأمور في البحرين، وأسَّسوا الدَّولة العصفوريَّة.

ومنذ مطلع القرن السَّابع بدأَت تتشكَّل في المنطقة قوَّة محلِّيَّة أُخرى (متحالِفة)، ما لبِثت أن أصبح لها مكانةٌ وسيْطرة على أجزاء واسعة من بلاد اليمامة، فبنو حنيفة سكَّان قلب اليمامة الأصليُّون[38] الذين تأثَّروا أكثر من غيرهم بسياسة الأخيضريِّين، وفقدوا مكانتهم بسببِها؛ أخذوا يستأنفون شيئًا من نفوذهم في المنطقة - على ضعْف في أوَّل الأمر - متحالفين مع قوى أُخْرى.

يقول ياقوت الحموي - وهو ممَّن عاشوا في القَرْن السَّادس الهجري ومطلع القرن السابع -: "أخبرنا بدويٌّ من أهل تلك البلاد أنَّ الوشم خَمس قرى، عليْها سور واحد من لبن[39]، وفيها نخل وزرْع لبني عائذ، لآل مزيد، وقد[40] يتفرَّع منهم، والقرية الجامعة فيها ثرمداء، بعدها شقراء، وأشيقر، وأبو الريش، والمحمدية"[41].

يقول ابن فضل الله العمري عندما تحدَّث عن عرب الجزيرة العربيَّة في كتابه "مسالك الأبصار في ممالك الأمصار"[42]: "عرب العارض - والعارض وراء الوشم، والوشم هو الذي ينتهي إليه آل فضل[43] إذا توسَّعوا في البَرِّ - وهم بنو زياد[44]، والجميلة[45].

وعرب الخرج، هم العقفان، والبرجان[46]، ومن بلادهم البريك والنعام[47]، وهما قريتان في واد منيع، إذا حصِّن مدْخله بسور كان أمْنع بلاد الله، قال ابن عرام: وإلى هذا الوادي أزْمَعَ تنكز[48] على الهرَب حين خاف من الملك النَّاصر، وعليْه طريق ركب الحسا، وعليْه ممر الرَّكب من الحسا والقطيف، وفيه يقول بعضُهم:
 

لَعَلَّكَ  تُوطِينِي  نَعَامًا  وَأَهْلَهُ        وَلَوْ بَانَ بِالحُجَّاجِ عَنْهُ طَرِيقُ
 


عائذ بني سعد[49]: دارهم من حرمة إلى جلاجل، والتويب[50]، ووادي القرى[51]، وليس (المعني) بالوادي المقارب للمدينة الشَّريفة النبويَّة - زادها الله شرفًا - ويعرف بالعارض ورماح والحفر.

قلت: وحدَّثني أحمد بن عبدالله الواصلي، أنَّ بلادهم بلاد خير، ذات زرْع وماشية، بقرى عامرة، وعيون جارية، ونعم سارحة، ولأرْضِهِم بذلك الوادي سعةٌ وحصانة، قال: وكان المظفَّر بيبرس الجاشنكير[52] اهتمَّ بقصده واللحاق به والمقام فيه، وأن يكون فيه كواحد من أهله، مرتزقًا من سوائم الإبل والشَّاء، قال: ثم انْثَنى رأيُه عن ذلك آخِر وقت، ولو وجَّه إليه وجْهه كان أحمدَ لمنتجعه، وأدْنى لعوده إلى صلاح الحال ومرتجعه.

وبنو يزيد دارهم ملهم، وبنيان[53]، وحجر، ومنفوحة، وصباح[54]، والبرّة، والعويند، وجو.

المزايدة: دارهم البخراء، وحرمة - وهي حرمة أخرى غير التي تقدَّم ذكرها - وسبحة الذبيل[55] والحلوة، والهزيم[56]، والبريك، والنعام، والخرج"[57].

وقبل ذلك أشار ابن فضل الله العمري إشارةً مهمَّة إلى عائذ في أثناء حديثِه عن القبائل الموالية لآل فضل فقال: "وفرقة من عائذ، وهم آل يزيد، وشيخُهم ابن مغامس، والمزايدة، وشيخهم كليب بن أبي محمد، وبنو سعيد، وشيخهم محمد العليمي، والدَّواسر، وشيخُهم رواء بن بدران"[58].

ومن خلال النَّظر في النُّصوص السَّابقة يتَّضح أنَّها تُشير إلى قوَّة محلِّيَّة ظهرت في وسط اليمامة في القرْن السَّابع الهجري أُطْلِق عليْها اسم عائذ، وقد بيَّن العمري أنَّ كلاًّ من آل يزيد وآل مزيد، والدَّواسر، وبني عائذ بن سعيد، ينضَوُون تحت عائذ، وذكر شيخ كلِّ فئةٍ منهم ومنازلهم.

ومن المعلوم أنَّ آل يزيد وآل مزيد من بني حنيفة، ولا تزالُ بعض الأُسَر في عصرنا هذا تنتمي إليْهم[59]، أمَّا الدَّواسر فهي قبيلة معروفة ترْجِع بعض فروعِها إلى الأزْد من قحطان وبعضها إلى تغلب من عدنان[60].

وبنو عائذ قبيلة معروفة أيضًا، اختلفت الآراء في الأصْل الذي تنتمي إليه، لكنَّ أرْجَحَ الأقوال فيها أنَّها ترجع إلى عبيدة من جنب قحطان[61]، فكيف يُطْلَق على هؤلاء جميعًا مع اختِلاف أصولِهِم اسم عائذ ويُنْسَبون إليْها؟

الذي نراه أنَّ عائِذًا التي ذكرها العمري، وذكر فروعَها التي أشرْنا إليْها هي تحالف سياسي بين فروع من قبائل متعدِّدة، ترجع إلى ثلاثة قبائل هي: عبيدة قحطان، وحنيفة، والدواسر، ولعلَّ إطْلاق اسم عائذ على هذا الحلف يرجع إلى أنَّ عائذ القحطانية كانت أقوى المتحالفين في ذلك الزمان، وظاهرة الأحلاف ظاهرة معروفة قبْل هذا الزَّمان وبعده[62]، فالمتتبِّع لأحوال القبائل العربيَّة يَجد أنَّها منذ عصور الجاهليَّة حتَّى القرن السادس الهجري تقريبًا الأصْل فيها وحْدة النسب (الانتساب إلى أب واحد)، والامتِزاج بالحلف والتَّناصر هو الحالة المستثناة، ثمَّ بعد ذلك صار التَّحالُف هو الأصل في تكوين القبائل، وخاصَّة تلك التي انتقلت من مواطنها الأصلية إلى مواطن أخرى[63].

وبهذا يتَّضح أن نسبة آل يزيد وآل مزيد والدَّواسر إلى عائذ، في المصادِر المتقدِّمة وبعض المصادر المتأخِّرة التي نقلت عنْها، نسبةٌ صحيحةٌ، باعتِبار الحِلْف الَّذي تمَّ بيْنها وجَمَعها، لا باعتِبار أنَّها ترجِع إلى أصلٍ عِرْقي واحد (أب واحد).

وقد مرَّ الرَّحَّالة المشْهور ابن بطُّوطة ببلاد اليمامة سنة732هـ/ 1332م وهو في طريقِه من الأحساء إلى مكَّة، ووصَفَها بقولِه: "ثمَّ سافرنا منها - يعني الأحساء - إلى مدينة اليمامة، وتسمَّى أيضًا بحَجْر، مدينة حسنة خصبة ذات أنْهار وأشجار، يسكُنُها طوائف من العرب أكثَرُهم من بني حنيفة، وهي بلدُهم قديمًا، وأميرهم طفيل بن غانم[64]، ثُمَّ سافرتُ منها صحبة هذا الأمير برسْم الحج[65].

ومن خلال النظر والمقارنة بين النُّصوص الثَّلاثة التي أوْردها كلٌّ من: ياقوت، وابن فضل الله العمري، وابن بطُّوطة، يُمْكِن أن نخرج بما يلي:

1- عوْدة بني حنيفة للظُّهور في المنطقة منذ مطلع القَرْن السَّابع الهجري كما أشار ياقوت[66]، ثم تطور أمرهم حتى أصبح نفوذُهم يشمل بلادًا واسعة في وسط اليمامة، ممثَّلة في مواطن استِقْرار آل يزيد وآل مزيد - التي ذكرها الُعمري نقْلاً عن الحمداني - والَّتي تَمتدُّ من منطقة الشعيب (ملهم) شمالاً حتى برك وسيحة الدُّبيل جنوبًا، وهي تشمل معظم المنطقة التي كان تسيطر عليها قبيلة حنيفة في القرن الثالث الهجري.

2- عودة مدينة حَجْر إلى الصَّدارة في المنطقة خلال القَرْن الثَّامن، في ظلِّ سيادة بني حنيفة، كما ذكر ابن بطُّوطة، بعد أن فقدت هذه المكانة في عهد الأخيضريِّين وحلَّت محلَّها مدينة الخضرمة.

3- عدم ذِكْر كلٍّ من العمري وابن بطوطة لمدينة الخضرمة يدلُّ على اضمِحْلال شأْنِها بعد القَرن السَّادس الهجري.

4- قدوم قبائل أخرى إلى المنطقة، منها بنو عائذ بن سعيد القحْطانية، وهؤلاء يرجَّح أنَّهم قدموا إلى المنطقة قُبَيْل القَرن السَّابع الهجري أو في مطلع هذا القرن، ومعلوم أنَّ بلادهم الأصليَّة هي منطقة سراة عبيدة وما حولها[67]، ومن المرجَّح أيضًا أنَّ الدَّواسر الَّذين ضمَّهم حلف عائذ قدموا إلى بلاد اليمامة في تاريخ مقارب.

ولم يُشِر العمري إلى مركز استِقْرار الدَّواسر، ولكن يبدو أنَّهم استقرُّوا في البلاد التي تلي منازل آل مزيد جنوبًا - أي في منطقة الأفلاج والسليل ووادي الدَّواسر - في جنوب اليمامة، حيث عرف وادي عقيق عُقَيل بوادي الدَّواسر فيما بعد نسبةً إليْهم، وأصبح لهم شأن وذِكْر في هذه المنطقة فيما بعدُ.

وعلى أيِّ حالٍ فإنَّ ما ذكره العمري عن عرب العارض، يُعَدُّ بالرَّغم من اقتضابِه من أهمِّ النُّصوص التي وصلتنا عن سكَّان اليمامة خلال هذه الحقبة، ولكن قبل أن نتجاوزه ونتتبَّع أخبار القُوى المحلِّيَّة في المنطقة بعد عصره، لا بدَّ من الإشارة إلى أمريْن مهمَّين، أحدهما:
أنَّ عدم ربط العمري لتِلْك الفروع التي ذكرها، وحدَّد مواطِنها - مثل: بني زياد، والجميلة، وعائذ بني سعيد، وآل يزيد، وآل مزيد، والدَّواسر - بالقبائل التي ينتمون إليْها أفقدَنا معلومات مهمَّة، وخاصَّة عن تلك الفروع التي لم تُسْعِفنا المصادر الأخرى بمعلوماتٍ عنْها، ممَّا جعل ربط تلك الفروع بأصولها أمرًا متعذِّرًا، أو يقوم على الاحتِمال والاجتهاد.

أمَّا الأمر الآخر فهو أنَّ المعلومات التي ذَكَرها العمري، عن قبائل بلاد اليمامة وغيرها من قبائل الجزيرة العربية لم تكُنْ نتيجةَ زيارة لهذه البلاد واطلاع على أحوالِها، بل نقَل هذه المعلومات عن الحمداني[68]، الَّذي كان يعمل بوظيفة "مهمندار"[69]، في ديوان الضِّيافة لدى السُّلطات المملوكيَّة بمصر، وكان الحمداني يدوِّن معلوماتِه عن أولئك الَّذين يردون إلى دار الضيافة من زعماء الأعراب، والمرجَّح أنَّ قبائل كثيرة في الجزيرة العربيَّة عامَّة، وفي منطقة اليمامة خاصَّة، لم يفِد منها أحدٌ على أبواب سلاطين المماليك بِمصر، إمَّا عجزًا عن الوصول إلى تلك البلاد لبعد الشقَّة وضعف الحال، أو لعدَم اهتمامِهِم بمثل هذه الاتِّصالات؛ بسبب حياة البداوة والعُزْلة التي كانوا يعيشونها في صحاري بلادهم، أو مستوطناتِها الزِّراعية الصغيرة النائية، أو بسبب سوء الأوْضاع الأمنية والعداء المستحْكم بين القبائل، وافتِقاد أمن الطرق الموصِّلة إلى تلك البلاد البعيدة؛ ولهذا لم تسجَّل أسماؤُهم وأخبارُهم في سجلاَّت الحمداني، ومن ثَمَّ لم ينقلها من جاء بعده واعتمد عليْه مثل: العمري، والقلقشندي، والنُّويري.

لكن عدم تسجيلِهم لا يعني عدم وجودِهم، فكثيرٌ من القبائل والبطون والأفْخاذ والعشائر المستقرَّة أُصُولها في هذه المنطقة قبل عصر الحمداني، والمستمرَّة فيها بعد عصره، لا يعني عدم ذِكْره لهم أنَّ جُذُورهم في هذه البلاد انقطعت، أو أن لا أصول عريقة لهم بها، فهو فيما يبْدو ذَكَرَ أبْرَز القوى التي وصلتْ إليْه أخبارُهم، ولم يذكر كثيرين غيْرَهم كانوا يعيشون أيْضًا في المنطقة نفسِها لم تصِل إليْه أخبارُهُم[70].

وعلى أيِّ حالٍ، فإن حلف عائذ الَّذي أشار إليه ابن فضل الله العمري، يبْدو أنَّه ما لبِث أن ضعف كحِلْف سياسي خلال القرن الثَّامن الهجري، وإن كانت أطرافُه أصبحت قوى ذات شأن في المنطقة، كالدَّواسر في جنوب اليمامة، وآل يزيد وآل مزيد في وسطها.

أمَّا بنو عائذ بن سعيد الَّذين كانوا يسكنون شمال اليمامة، وخاصَّة منطقة سدير، فقد نزحوا منها، يدلُّ على ذلك ما ذكره عددٌ من مؤرِّخي نجد الَّذين تحدَّثوا عن إعادة إعْمار بعض بلدان منطقة سدير، مثل بلدة التويم، قال ابن لعبون: "وكانت بلد التويم قبل ذلك قدِ استوطنها أناس من عايذ بني سعيد بادية وحاضرة، ثمَّ إنَّهم جلوا عنها ودُمِّرَتْ، وعمرها مدلج[71]، وبنوه وذلك سنة 700هـ تقريبًا"[72].

وبلدة حرمة التي ذكر ابن لعبون أنَّها: "مياه وآثار ومنازل قد تعطَّلت من منازل بني سعيد بن عائذ، فقدم إليها إبراهيم بن حُسين بن مدلج من بلد التويم، وعمرها وغرسها في سنة 770هـ (1369م) تقريبًا"[73].

ولا تتوافر لديْنا معلوماتٌ عن أسبابِ رحيل بني عائذ عن هذه المنطقة ولا أين اتَّجهوا، ومِن المحتمَل أنَّ رحيلَهم كان لأسباب سياسيَّة، فربَّما تعرَّضوا لغزْو من قوَّة أخرى، مثل بني لام الَّذين كان لهم صولة وسطْوة ونشاط في شمال نجد ووسطه في تلك الآونة[74]، أو أنَّ ذلك كان لأسباب طبيعيَّة اقتِصادية بسبب الجفاف وغور المياه والقحْط، فالمعروف عن منطقة سدير أنَّها تعتمد على المياه الجوفيَّة، وفي حال انحِباس الأمطار عدَّة مواسم متتالية يَحدث مَحْلٌ، وجفاف لِمياه الآبار يؤدِّي إلى قحط ومجاعة، وقد حدث نزوح من هذه المنطقة لهذا السبب في تواريخ تالية مثل ما حدث في سنة869هـ/ 1464م، وسنة 939هـ/ 1532م[75]، وسنة 1136هـ/ 1724م[76].

وقد يكون رحيلهم بسبب ضعْفِهم، نتيجةَ انحِلال رابطة الحِلْف الذي جمعهم مع القوى الأخرى في المنطقة، وهم آل يزيد وآل مزيد والدَّواسر، ولا يستبعد أن هذه العوامل مجتمعة كانت وراء رحيلهم.

أمَّا عن الجهة التي قصدها بنو عائذ بعد رحيلِهم من سدير، فنرجِّح أنَّها منطقة الخرج، التي أصبح لهم شأنٌ فيها في حقبة لاحقة على حساب آل مزيد.

وبعد رحيل بني عائذ نجد أنَّ قوى أخرى حضريَّة وبدويَّة حلَّت محلَّهم في شمال اليمامة، فقد حلَّت بعض الأسر الحضرية في المستوطنات الزراعيَّة التي كانت بيد بني عائذ، فأعادت إعْمارها، أو أسَّست مستوْطنات جديدة في المنطقة، مثل آل مدلج من بني وائل الذين أعادوا إعمار بلدة التويم، وأسَّسو بلدة حرمة[77]، وآل مزْروع من بني تميم الذين أسَّسوا بلدة روضة سدير[78]، كما أنَّ بلدة جلاجل أُعيد إعمارُها في الفترة نفسِها[79].

أمَّا القوى البدويَّة فيبدو أنَّ قبيلة بني لام الطائيَّة بفروعها الثلاثة: آل مغيرة، وآل فضل (الفضول)، وآل كثير، حلَّت محلَّ بني عائذ في السيْطرة على بوادي شمال اليمامة ووسطها[80]، ثمَّ ما لبثتْ هذه الفروع أن أصبح كلٌّ منها قبيلة مستقلَّة، ونشبت بينهم النزاعات والحروب[81]، فضلاً عن صراعاتهم مع القوى البدويَّة الأخرى في المنطقة مثل قبيلة الدَّواسر، ثمَّ مع قبيلة عنزة التي أخذت تُنافس القبائل الأخرى على النفوذ في بلاد اليمامة منذ منتصف القرْن التَّاسع الهجري[82].

هذا عن بني عائذ في شمال اليمامة، وأوْضاع تلك المنطقة بعد رحيلِهم منْها، والقوى الحضريَّة والبدويَّة التي حلَّت محلَّهم فيها، أمَّا في وسط بلاد اليمامة حيثُ منازل آل يزيدَ الحنفيِّين في إقليم العارض، التي كانت تمتدُّ - في أواخر القرن السَّابع ومطلع القرن الثامن - من ملهم شمالاً حتَّى حدود الخرج، كما ذكر ابن فضل الله العمري، فيبدو أنَّ نفوذَهم فيها أخذ يضعُف بعد ذلك بمرور الزَّمن، وأخذت رقْعة بلادهم تتقلَّص، وخاصَّة حين ظهرت بِجوارهم قوى أُخرى منافسة، ومنها قوَّة الدُّروع الذين ينتمون أيضًا إلى بني حنيفة[83]، وكان زعيمهم المعروف بابن درع[84]، يُسَيطر على حجر والجزعة[85] وما حولهما، قبيل منتصف القرن التاسع الهجري، وهو الذي استدعى قريبَه مانع بن ربيعة المريدي - الجدّ الأعْلى لأسرة آل سعود - زعيم أسرة المردة التي كانت تقطن بلدة تدُعْىَ الدرعيَّة بقرب مدينة القطيف بإقْليم البحرين، وتنتمي هي الأخرى إلى بني حنيفة[86]، وتربطها صلة قرابة بالدروع.

ولمَّا قدم مانع وأبناؤه وأسرته إلى بلاد اليمامة منحه ابن عمه ابن درع جزءًا من المنطقة التي كان يسيطر عليها، ممثَّلاً في المليبيد وغصيبة (ونواة مدينة الدرعية)، وهذا الموقع يمثِّل الحدَّ الشَّمالي الفاصل بين مناطق نفوذ ابن درع وأبناء عمِّه الآخرين آل يزيد، الذين كان على خلاف وتنافس معهم، فأسَّس مانع في هذا الموضع بلْدة جديدة في سنة 850هـ/ 1446م أطْلق عليْها اسم الدرعيَّة[87]، ما لبِثتْ أن أصبحت بعد ذلك من أهمِّ مدن بلاد اليمامة، وقامت فيها إمارة توارَثَها أبناء مانع وأحفاده، وكانت نواة الدَّولة السعوديَّة الأولى التي قامت في عام 1157هـ/ 1744م على يد الإمام محمَّد بن سعود.

وفي الوقت الذي استدعى فيه ابن درع ابن عمِّه مانع بن ربيعة، كان آل يزيد قد باعوا جزءًا من المنطقة التي بقِيتْ في أيديهم إلى حسن بن طوف بن سيف التميمي - جد أسرة آل معمر - والمنطقة المباعة تَمتد من الجبيلة إلى موضع حريملاء بما فيها موضع بلدة العييْنة التي أعاد حسن بن طوف إعْمارها في السنة نفسِها التي أسست فيها الدرعية[88]، ثم ما لبثت هي الأخرى أن أصبحت من أهمِّ مدن منطقة اليمامة، وظهرت بها إمارة - عرفت بإمارة آل معمر - تعد إحدى أقوى الإمارات المحلِّية في المنطقة حتى قيام الدولة السعودية الأولى.

ولعلَّ بيع آل يزيد لهذه المنطقة الواسِعة يؤكِّد ضعْفَهم واضطِراب أمرِهم وتقلُّص مناطق نفوذهم، بحيث أصبحت في منتصف القرن التاسع الهجري محصورة في منطقة ضيقة بين الدرعية والعيينة[89].

هذا عن آل يزيد والقوى المحلِّيَّة التي ظهرت إلى جوارهم في إقليم العارض، أمَّا آل مزيد الذين كانوا يسيطرون في أواخر القرن السَّابع الهجري ومطلع القرن الثَّامن على منطقة الخرج وما يليها حتَّى حدود الأفلاج، فإنَّ مصيرهم لم يكن أحسن حالاً من آل يزيد فيما يبدو، فرَغْم أنَّ المصادِر لا تمدُّنا بمعلومات مباشِرة عنْهم، إلاَّ أنَّ عدم ذِكْرِهم والإشارة إلى وجود بني عائذ باعتِبارهم قوَّة فاعلة في منطقة الخرج في منتصف القرْن التَّاسع وما بعده[90]، يدلُّ على أنَّ بني عائذ حين انتقلوا من شمال اليمامة، حلُّوا بمنطقة الخرْج وأقصَوا آل يزيد عنها، أو أنَّهم أخضعوهم لسلطتهم فأصبحوا من أتباعهم.

أمَّا أقصى جنوب بلاد اليمامة من منطقة الأفلاج حتَّى حدود الربع الخالي، فيُفْهَم مما ذكره ابن بسَّام في حديثه عن غزوات الجبور لبلاد نجد، وعن الغزوات والوقائع التي دارت رحاها بين قبائل بلاد اليمامة في منتصف القرن التاسع الهجري[91]، أنَّ الدواسر كانوا أبْرز القوى في تلك الجهات، وكانت لهم السَّيطرة والنفوذ فيها في ذلك الوقت.

وخلاصة القول: إنَّ إمعان النَّظر في المعلومات المتوافِرة عن القوى المحلِّيَّة في بلاد اليمامة في منتصف القرن التاسع الهجري (منتصف القرن الخامس عشر الميلادي)، يُمكننا من الخروج بتصوُّر عن هذه القوى من حيث طبيعة الحياة الاجتِماعيَّة والاقتصادية التي كانت تعيشها.

وتوزيعها الجغرافي على خريطة المنطقة يتمثَّل فيما يلي:
أ- قوى حضرية مستقرَّة في مستوْطنات زراعيَّة، ويغلب على نشاطهم الاقتِصادي ممارسة الزراعة والأعمال المرتبطة بها، وهذه المستوطنات تتكوَّن في الغالب من بلدة واحدة فقط، وفي حالات قليلة من عدَّة مستوطنات صغيرة في منطقة ضيِّقة، وتحكم كلَّ مستوطنة أسرةٌ مستقلَّة، ومن أبرز الأمثلة على ذلك: آل يزيد في الوصيل والنعمية، والدروع في حَجْر وما حولها، والمردة في الدرعية، وآل معمر في العيينة، وآل مدلج في التويم وحرمة، وآل مزْروع التميمي في روضة سدير، والعناقر في ثرمداء، والوهبة في أشيقر[92].

ب- قبائل تجمع بين طابعي البدواة، والاستيطان الزراعي - لبعض بطونها - حول مصادر المياه الثابتة[93]، مثل بني عائذ في منطقة الخرج، والدَّواسر في الأفلاج، والسليل، ووادي الدَّواسر.

ت- قبائل يغلب عليها الطَّابع البدوي، وتُمارس الرَّعي وتربية الإبل والماشية، مثل آل فضل، وآل مغيرة، وآل كثير، وكلهم ينتمون إلى بني لام، وسبيع، وعنزة، وهذه القبائل غير مستقرَّة تنتقل في أرجاء المنطقة طلبًا لمساقط الغيث ومنابت الكلأ، وموارد المياه، لذلك يصعب تحديد مواطن محدَّدة لها، كما أنَّ مناطق تحرُّكها تتداخل في أحيان كثيرة بحيث تجِد أنَّ المنطقة الواحدة تستفيد منها أكثر من قبيلة.

ولكن بالرغم من ذلك يمكن تحديد مناطق تمركُز كل قبيلة من القبائل المشار إليْها على النَّحو التَّالي:
آل فضل في سدير وما يليه من إقليم الوشم، آل مغيرة في غرْب إقليم الوشْم وما يليه من عالية نجد، آل كثير في وسط العارض وجنوبه، سبيع في شرْق العارض وأطْراف الدهناء، أما عنزة فقد أخذ نفوذُها يمتدُّ منذ ذلك التاريخ إلى شمال بلاد اليمامة ووسَطِها على حساب القبائل الأخرى وخاصَّة فروع بني لام.
 

ــــــــــــــــــــــــ

[1]   ابن خميس، عبدالله، معجم اليمامة - الرياض: مطابع الفرزدق، 1398هـ/ 1978م، 1/ 16.
[2]   الأصفهاني، الحسن بن عبدالله، بلاد العرب: تحقيق/ حمد الجاسر وصالح العلي، الرياض: دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر، 1388هـ، ص253، 257، 293، ياقوت، معجم البلدان، بيروت: دار صادر، 1399هـ/ 1979م، 4/ 145، الوشمي، صالح، ولاية اليمامة دراسة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية حتى نهاية القرن الثامن الهجري، الرياض: مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، 1412هـ، ص31، الكرمة: منطقة واسعة في شمال اليمامة تشمل سدير والزلفي والغاط.
[3]   ابن خميس، معجم اليمامة، 1/ 16، الوشمي، ولاية اليمامة، ص31.
[4]   ابن خميس، معجم اليمامة، 1/ 16.
[5]   أضاخ: بلدة مشهورة، قال عنها ياقوت: "من قرى اليمامة لبني نمير، وهي سوق وبها بناء وجماعة ناس وهي معدن البُرْم" (معجم البلدان، 1/ 213)، والبرم: هو الطين الذي يحرق وتصنع منه الأواني الفخارية.
[6]   هو ما يعرف الآن بالعرض وقاعدته مدينة القويعية.
[7]   ابن خميس، معجم اليمامة، 1/ 16
[8]   المرجع السابق، 1/ 18 - 21.
[9]   المرجع السابق، 1/ 505- 519، وقد ذكر خمسًا وتسعين روضة في بلاد اليمامة.
[10]   كانت تصدر عن طريقها الخيول والإبل إلى الهند وغيرها، وتعد الخيول والإبل من أهم السلع التي كانت تنتجها نجد والبحرين، وكانت تجارتها رائجة في حقبة البحث.
[11]   الحربي، إبراهيم بن إسحاق، كتاب المناسك وأماكن طرق الحج ومعالم الجزيرة، تحقيق: حمد الجاسر، الرياض، دار اليمامة للنشر، 1401هـ/ 1981م، ص615 - 620.
[12]   مجلة التاريخ العربي، العدد الثلاثون 1435هـ - 2004م، الرباط: جمعية المؤرخين المغاربة.
[13]   الدرعية، الرياض، مطابع الفرزدق، 1402هـ/ 1982م، ص42.
[14]   معجم اليمامة، الرياض، مطابع الفرزدق، 1398هـ/ 1978م 2/ 473، وانظر أيضًا: المرجع نفسه 1/ 40، 303.
[15]   مدينة الرياض عبر أطْوار التاريخ، الرياض: دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر، 1386هـ، ص77.
[16]   من مصادر تاريخ نجد: تاريخ ابن عباد، دراسة وتحقيق، الرياض، مجلة مركز البحوث، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميَّة، العدد الثاني، 1404هـ، ص97.
[17]   المرجع السابق ص283.
[18]   مقدمة تحقيقه لكتاب الأخبار النجديَّة للفاخري، الرياض، لجنة البحوث والتَّأليف والترجمة والنشر، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميَّة، ص19، وقد أورد الباحث دراسةً عميقةً في هذه المقدّمة عن أسباب الشّحّ في مصادر تاريخ نجد، ص19، 44.
[19]   علماء نجد خلال ستَّة قرون، مكَّة المكرَّمة، مكتبة ومطبعة النهضة الحديثة، 1398هـ (1/ 11).
[20]   انظر تقديمه لكتاب: قفار (ضمن سلسلة هذه بلادنا)، تأليف: عبدالرحمن الفريح، الرياض، الرئاسة العامة لرعاية الشباب، 1421هـ/ 2000م، ص15، وقد أشار إلى هذا الأمر أيضًا في كتاب: "أنساب الأسر الحاكمة في الأحساء"، 1/ 43.
[21]   نجد قبل 250 عامًا، الرياض، مكتبة النخيل، 1412هـ/ 1992م، ص10.
[22]   الألف سنة الغامضة من تاريخ نجد، الرياض، دار السويداء للنشر والتوزيع، 1421هـ/ 2000م، 3/ 9.
[23]   المرجع السابق 3/ 9.
[24]   الرياض، المدينة القديمة، ترجمة عبدالعزيز بن صالح الهلابي، الرياض، مكتبة الملك عبدالعزيز العامَّة، 1419هـ/ 1999م، ص99.
[25]   لقد سقنا أقْوال هؤلاء الروَّاد لنؤكِّد للقارئ الكريم ندرة المعلومات عن تاريخ هذه الحِقْبة من ناحية، ولنلْتَمِس منه العذر من ناحية أخرى، لعدم التمكُّن من إعطاء صورة واضحة وتفصيلات كافية، ترضي طموحه، وتشبع نهمه لمعرفة تاريخ هذه الفترة الغامضة.
[26]   سفرنامة (رحلة ناصر خسرو)؛ ترجمة: يحيى الخشاب، بيروت، دار الكتاب الجديدة، 1983م، ص138- 139.
[27]   هو علي بن موسى بن عبدالملك بن سعيد المغربي، أديب شاعر، ورحَّالة مؤرِّخ، ولد في سنة 610هـ/ 1213م، وتوفِّي سنة 673هـ/ 1274م، وقيل: سنة 685هـ/ 1286م، زار المشرق عدَّة مرات، وله مؤلَّفات كثيرة، (الكتبي، محمد بن شاكر، فوات الوفيات والذَّيل عليْها، ج3، تحقيق/ إحسان عباس، بيروت، دار صادر، ص103- 106).
[28]   ابن خلدون، عبدالرحمن بن محمد، تاريخ ابن خلدون، بيروت: دار البيان، 1979م، 6/ 12، 2/ 313. وسوف نشير إلى بني عصفور لاحقًا عند حديثِنا عن نفوذ القوى الخارجيَّة في بلاد اليمامة.
[29]   القلقشندي، أبو العباس أحمد بن علي، قلائد الجمان في التَّعريف بعرب الزَّمان، تحقيق: إبراهيم الأبياري، القاهرة، دار الكتب الحديثة، 1383هـ/ 1963م، ص120، وانظر أيضًا للمؤلِّف نفسه: "نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب"، تحقيق: إبراهيم الأبياري، بيروت، دار الكتاب اللبناني، 1980م، ص33.
[30]   يبدو أنَّ ذلك كان في موسم حج سنة 650هـ/ 1252م، والمراد بقوله: "ليس لبني حنيفة بها ذكر"؛ أي: ليس لهم بها زعامة وسيادة في ذلك الوقت، وإلاَّ فبنو حنيفة بلادهم اليمامة، ووجودهم بها لم ينقطع، فهُم من أبرز سكَّانِها في هذا العصْر وقبله وبعده.
[31]   ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، 4/ 225، القلقشندي، "صبح الأعشى في صناعة الإنشا"، المؤسَّسة المصريَّة العامة للتأليف والترجمة والنشر، 5/ 60.
[32]   أورد الحسن بن عبدالله الأصفهاني معلومات مفصَّلة عن فروع بني كلاب، وحدود دِيارهم، وذِكْر مياههم، ومواردهم، انظر: بلاد العرب، تحقيق: حمد الجاسر وصالح العلي، دار اليمامة للبحث والنشر والترجمة، ص112- 170. 
[33]   هذا الأمر غير مستغرَب، بل نجِده في حالاتٍ أُخْرى كثيرة، منْها على سبيل المِثال استيلاءُ بني عامر على السُّلطة في بلاد البحرَين من العيونيِّين بعد أن كانوا من أتْباعهم، وانتِزاع الرسوليِّين السُّلطة في اليَمَن من الأيُّوبيِّين.
[34]   انظر: الظاهري، أبو عبدالرحمن بن عقيل، أنْساب الأُسَر الحاكمة في الأحساء، الرياض، دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر، 1403هـ/ 1983م، 1/ 160.
[35]   ثابت بن سنان بن قرَّة الحراني الصابي، طبيب مؤرّخ، عمل عند خلفاء بني العبَّاس (الراضي، ثم المتَّقي، ثمَّ المستكْفي ثمَّ المطيع)، ألَّف كتابًا في التَّاريخ، وتوفي سنة 363هـ/ 974م. (كحالة، عمر رضا، معجم المؤلفين، بيروت، مؤسسة الرسالة، 1414هـ/ 1993م، 1/ 466.
[36]   انظر: الظاهري، أنساب الأسر الحاكمة في الأحساء، 1/ 159.
[37]   ابن عبدالقادر الأنصاري، محمد بن عبدالله، تحفة المستفيد بتاريخ الأحساء في القديم والجديد، الرياض، الأمانة العامَّة للاحتِفال بمرور مائة عام على تأسيس الممْلكة، 1419هـ/ 1999م، 1/ 183- 184.
[38]   كانت ديار بني حنيفة قبل قيام الدَّولة الأخيضرية تمتدُّ من وادي قرَّان (الشعيب) شمالاً حتَّى أقْصى بلاد جو الخضارم (الخرج) جنوبًا، ومن حافة الدَّهناء شرقًا حتَّى نفود الوركة (قنيفذة) غربًا.
[39]   أشار الشيخ حمد الجاسر إلى أنَّ الصواب: "على كل قرية سور"، جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد، الرياض، دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر، 1401هـ/ 1981م، 2/ 535، وهذا صحيحٌ، فمن غيْر المعقول أن تُحاط هذه البلاد بسورٍ واحدٍ مع تباعُدها ووجود حواجز طبيعيَّة بينها.
[40]   لعل الصواب: "ومن".
[41]   الحموي، ياقوت، معجم البلدان، 5/ 378، والقرى الثَّلاث الأولى معروفة بأسمائِها حتَّى الآن، أمَّا أبو الريش والمحمدية فهي غير معروفة.
[42]   نشر ما يتعلَّق بقبائل العرب في القرنين السَّابع والثامن الهجريَّين في "مسالك الأبْصار في ممالك الأمصار"، بتحقيق: دورتيا كرافولسكي، بيروت، المركز الإسلامي للبحوث، بيروت 1406هـ/ 1985م، ونشره قبل ذلك الشيخ حمد الجاسر في مجلة العرب، تحت عنوان: "العرب في القرْن السّابع في كتاب مسالك الأبصار"، والنَّصّ هنا من الكتاب المشار إليْه مع مقارنته بِما نشره الشيخ حمد الجاسر، وإثْبات ما رأينا أنَّه الصَّواب من الكلمات المحرَّفة لأسماء البلدان في الهامش.
[43]   يقصد قبيلة آل فضل بن ربيعة الطائية، وكان لآل فضل نفوذٌ وسطْوة في القرنين السَّابع والثَّامن الهجريين، وقد أسند إليهم المماليك منصبَ إمارة العرب، وعرفت إمارتُهم بالإمارة الطائيَّة ومركزها في بادية الشَّام، لكن نفوذهم كان يمتدُّ إلى شمال نجْد ووسطه.
[44]   لم ينسب ابن فضل الله العمري بني زياد هؤلاء إلى قبيلة، وقد ذكر جبر بن سيار النَّجدي الشَّاعر المشهور، أمير بلدة القصب، المتوفى سنة 1058هـ/ 1644م، في نبذةٍ كتبها عن أنْساب أهل نجد، أنَّ بني زياد من بني تميم "نبذة في أنْساب أهل نجد" تحقيق راشد بن محمد بن عساكر، الكويت، مكتبة ذات السلاسل، 1422هـ/ 2001م، ص101، ويوجد بمنطقة حوطة بني تميم قرْية تسمَّى زياد، يرجَّح أنَّها قامت على أنْقاض مستوْطنة قديمة كان يسْكُنُها بنو زياد بن العلا بن زياد من بني هزَّان من عنزة، (التميمي، إبراهيم بن راشد، تاريخ حوطة بني تميم، بيروت، الدَّار العربيَّة للموسوعات، 1425هـ/ 2004م ص44 - 45)، ولا يستبعَد أيضًا أنَّ بني زياد الَّذين أشار إليْهم ابن فضْل الله العمري هم من بني زياد بن العلا من هزَّان.
[45]   الجميلة لم ينسبهم ابن فضل الله العمري إلى قبيلة، وقد أشار إليهم جبْر بن سيار، وقال: "والجميلة من بني وائل"، والمشهور أنَّ الجميلات من قبيلة عنزة من وائل، وأشهر مساكنهم في القرن الحادي عشر الهجري البديع في الأفلاج، وكان لهم فيها زعامة وإمارة، وقد ذكر ابن لعبون أنَّ الجميلات في الأفلاج من تغلب، وقد دخلوا في الدواسر.
(انظر: نبذة في أنساب أهل نجد، تحقيق: راشد بن محمد بن عساكر، ص101 - 102 هامش 2، وإذا كان الجميلة الّذين ذكرهم العمري هم الذين أشار إليْهم كلٌّ من جبر بن سيار وابن لعبون، فلا نعلم متى انتقلوا من العارض إلى الأفلاج.
[46]   العقفان، والبرجان، لم ينسبهم العمري إلى قبيلة، ولم نجد لهم ذكرًا بهذا الاسم في الكتُب التي اهتمَّت بأنساب أهل نجد، ولعلَّه قد وقع فيهِما تصحيف أو تحريف، وأن المراد العطيان، والرجبان، فقد ذكر جبر بن سيَّار أنَّ العطيان والرجبان من بني حنظلة بن تميم، وذكر ابن عيسى في مجموع مخطوطٍ له أنَّ العطيان والرجبان من بني حنظلة من تميم، وكانوا يسكنون بلاد حوطة بني تميم، هم والعبادل من بني دارم من تميم أيْضًا قبل قدوم آل حماد إليها.
انظر: جبر بن سيار، نبذة في أنساب أهل نجد، تحقيق راشد بن عساكر، ص118.
ويلاحَظ أنَّ مواطن سكنى العقفان والبرجان الذين ذكرهم العمري، ومنها بريك ونعام هي نفسُها مساكن العطيان والرجبان حسب ما ذكره ابن عيسى، ومركز العطيان حاليًّا هو أحد المراكز التَّابعة لمحافظة حوطة بني تميم، ويقع في مضيق شعب ديم، ويذكر أنَّه كان مقرَّ إمارة العبادل من بني تميم في عصور مضت (التميمي، إبراهيم، تاريخ حوطة بني تميم ص26).
[47]   البريك والنعام هما: بريك ونعام، انظر: ابن خميس، معجم اليمامة، 1/ 159، 2/ 416.
[48]   تنكز: هو أحد أمراء المماليك تولَّى نيابة الشام في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون، وحظي بمكانة عالية لديه، وكان محمود السيرة، ثمَّ تغيَّر عليه السُّلطان واعْتقله سنة 741هـ/ 1240م، وقُتِل في معْتقله في السنة نفسها.
(ابن حجر، أحمد بن علي، الدُّرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، بيروت، دار الجيل، ص520، 527).
[49]   عند حمد الجاسر: بنو سعيد، وهو الصَّواب؛ بدليل ما جاء في موضع آخَر من كتاب مسالك الأبصار نفسه.
[50]   هكذا ورد، وعند الجاسر، التويم وهو الصَّواب، والتويم بلد معروف باسمه حتَّى الآن في سدير.
[51]   لعلَّ المراد وادي الفقي (سدير) فهو من أكبر أودية المنطقة، ولكن اشتبه الأمر على الراوي لعدم معرفته بالمنطقة. 
[52]   المظفَّر بيبرس الجاشنكير، هو السلطان الملك المظفَّر المملوكي، كان أحد كبار أمراء المماليك، تدرَّج في المناصب حتَّى تولَّى السلطة مدة قصيرة لم تتجاوز أحدَ عشر شهرًا (708- 709هـ/ 1309- 1310م)، وكان ذلك بعد أن تخلَّى النَّاصر محمد بن قلاوون عن السلْطنة، لكنَّ النَّاصر ما لبث أن عاد إليْها وقبض على بيبرس وقتله سنة 709هـ/ 1310م. 
(ابن حجر: أحمد بن علي، الدرر الكامنة، 1/ 502- 507).
[53]   عند الجاسر: "بنبان"، وهو الصَّواب، وهي بلدة معروفة لا تزال تحمل الاسم نفسه، وتقع إلى الشمال من مدينة الرياض، وتبعد عنْها نحو ثلاثين كيلاً.
(ابن خميس: معجم اليمامة، 1/ 180).
[54]   عند الجاسر: "صياح" وهو الصواب، وهي موضع بوادي حنيفة قرب حجر اليمامة، فيه نخل ومزارع ومياه، وقد أصبح الآن جزءًا من مدينة الرياض.
(ابن خميس، معجم اليمامة، 2/ 83).
[55]   عند حمد الجاسر: (وسيحة الدُّبيل)، وهو الصَّواب، والدُّبيل رملة ممتدَّة تبدأ من عقيق عُقيل وتذهب مشملة إلى مقابلة فوهة برك، وهناك تلتقي أوْدية عرض شمام الشرقيَّة والجنوبيَّة، وهذا الجزء منْها يُطْلَق عليه سيحة الدبيل.
(ابن خميس، عبدالله، معجم اليمامة، 2/ 46).
[56]   عند حمد الجاسر: (الحريم)، والهُزيم: ذكرها ياقوت وقال: إنَّها من قرى أرض قرقرى (البطين).
(معجم البلدان، 5/ 406)، وهي غير معروفة الآن، ويبدو أنَّها تقع إلى الجنوب الشَّرقي في مدينة ضرما.
[57]   العمري، أحمد بن يحيى، "مسالك الأبصار في ممالك الأمصار"، تحقيق: دوروتيا كرافولسكي، بيروت، المركز الإسلامي للبحوث، ص149- 151.
[58]   المصدر السابق، ص116.
[59]   ابن عيسى، إبراهيم بن صالح، تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد، تحقيق: حمد الجاسر، ص35، الجاسر حمد، معجم الأسر المتحضِّرة، 1/ 262- 263، 2/ 976، ابن خميس، عبدالله، تاريخ اليمامة، 4/ 183.
[60]   ابن خميس، عبدالله، تاريخ اليمامة، 4/ 56- 58، معجم اليمامة 1/ 446.
[61]   الجاسر، حمد: أنساب الأسر المتحضرة في نجد، 2/ 535، وهذا هو المشهور عند الأسر المنتمية إلى عائذ في عصرنا، وهي أُسَر كثيرة ومشهورة، وقد ذكر جبر بن سيَّار في نبذته عن أنْساب أهل نجْد أنَّ عايذ من كلاب بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر، ص137، أي أنَّه يرى أنَّها عدنانية، وقد تحدَّث الشَّيخ حمد الجاسر عن نسب قبيلة عائذ اعتِمادًا على ما ورد عند ابن فضل الله العمري، وغيره، وأوْرد عدَّة آراء للأصْل الَّذي ترجع إليه.
(انظر: مجلة العرب، المجلد الخامس، ص1157 - 1159).
[62]   يلاحظ أنَّ كثيرًا من القبائل المعروفة الآن في بلاد نجد، هي في جذورها الأولى تحالُفات لا تَرْجِع إلى أصلٍ عرْقي واحد؛ فالدَّواسر مثلاً بعضُهم من قحطان، وبعضهم من عدنان، وكذلك مطير وعتيبة وسبيع كلُّها ترجع إلى أكثر من قبيلة.
[63]   الظاهري، أبو عبدالرحمن بن عقيل، مقدمة كتاب قفار، تأليف عبدالرحمن الفريح، ضمن سلسلة (هذه بلادنا)، ص12.
[64]   لا تتوافر لدينا معلومات عن أمير حَجْر، طفيل بن غانم، فابن بطُّوطة بالرَّغم من أنَّه زاره في بلاده، وسافر معه إلى مكة، لم يبيِّن لنا مدى اتِّساع نفوذِه، ولا الفرْع الَّذي ينتمي إليْه من بني حنيفة، إلاَّ أنَّنا نرجِّح أنَّه أحد أبرز زُعماء آل يزيد الَّذين كانت ديارهم تشمل آنذاك منطقة العارض من ملهم حتَّى حدود الخرْج، كما ذكر العمري.
[65]   ابن بطوطة، محمد بن إبراهيم، رحلة ابن بطوطة، ص28، ويعدُّ ابن بطوطة شاهدَ العيان الوحيد - فيما أعلم - الذي زار بلاد اليمامة، وكتَب عنها في الحقبة التي يتناولها هذا البحث، لكنَّه وللأسف لم يذْكُر سوى هذه المعلومات القليلة عنْها.
[66]   أشار ياقوت إلى آل يزيد، وهم من بني حنيفة.
[67]   الجاسر، حمد، معجم الأُسَر المتحضِّرة في نجد، 2/ 535، وهذا على الرأي المشهور في بني عائذ بأنَّهم من عبيدة من قحطان، أمَّا على الرأي الآخَر الذي يذهب إلى أنَّهم من بني كلاب بن عامر بن صعصعة، فلعلَّهم امتداد لبني كلاب الَّذين أشرنا فيما سبق إلى أنَّهم كانوا أحد أبرز القُوى في بلاد اليمامة بعد الأُخيضريين.
[68]   هو بدر الدين أبو المحاسن يوسف بن أبي المعالي بن زمّاح الحمداني، ولد سنة 602هـ/ 1205م، وتوفي سنة 680هـ/ 1282م تقريبًا، عمِل مديرًا للضيافة عند سلاطين المماليك بمصر، وكان يُعْنى بتسجيل أنساب مَن يرد إلى ديوان الضيافة من زعماء قبائل العرب، وعنْه نقل مَن جاء بعده مِمَّن اعتنَوا بهذا الأمر، مثل العمري والقلقشندي والنويري والمقريزي، (ابن حجر، الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، 5/ 231، 232).
[69]   مهمندار: تَعْني المتصدي أو المستقبل للضيوف، وهي كلمة فارسيَّة مكونة من مقطعين (مهمن)، ومعناها ضيف، ودار.
[70]   السويداء، عبدالرحمن، الألف سنة الغامضة من تاريخ نجد، 3/ 75، 342 - 343.
[71]   مدلج بن حسين الوائلي: هو الجد الأعلى لأسرة آل مدلج المعروفة ومَن تفرَّع عنها، وقصَّة انتقالِه من بلد أشيقِر إلى بلد التويم وإعماره لها مشهورة في كتُب التَّاريخ النجدي.
(انظر مثلاً: ابن لعبون، حمد بن محمد، تاريخ حمد بن محمد بن لعبون، الطائف، مكتبة المعارف، 1408هـ، ص92- 97).
[72]   ابن لعبون، حمد بن محمد، تاريخ ابن لعبون؛ ص96، وانظر أيضًا: ابن عيسى، تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد، ص30، 31.
[73]   ابن لعبون، تاريخ ابن لعبون، ص98؛ وانظر أيضًا: ابن عيسى، تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد، ص21، وتاريخ إعادة إعمار التويم وحرمة الذي حدَّده ابن لعبون يَحتاج إلى إعادة نظر ودراسة؛ لأنَّه يظهر منه التَّعارض مع ما ذكره ابن فضل الله العمري، ولعلَّه تمَّ في أواخر القَرْن الثَّامن لا في أوَّله.
[74]   الجاسر، حمد، معجم الأسر المتحضِّرة في نجد، 2/ 745، 751، ابن خميس عبدالله، الدرعيَّة، ص72 - 73.
[75]   ابن بسام، عبدالله بن محمد، تحفة المشتاق في أخبار نجد والحجاز والعراق، نسخة مخطوطة بخط نور الدين شريبة، ص19، 41.
[76]   الفاخري، محمد بن عمر، الأخبار النجدية، تحقيق: عبدالله الشبل، ص98، 99.
[77]   ابن لعبون، تاريخ ابن لعبون، ص96، 98.
[78]   الدامغ، أحمد، روضة سدير عبر التاريخ، الرياض، مطابع الجاسر، 1421هـ، ص44.
[79]   ابن خميس، معجم اليمامة، 1/ 273، ويلاحظ أنَّ هناك أسرًا حضريَّة أخرى في إقليم سدير والوشم كانت حكم مستوطنات موجودة قبل هذا التاريخ، واستمرَّت في هذا العصر، مثل بلدة الدَّاخلة، والحوطة في سدير، وأشيقر، وشقراء، والقصب، وثرمداء في الوشم.
[80]   ورد في كتاب "إمتاع السامر بتكملة متعة الناظر" المنسوب إلى شعيب بن عبدالحميد الدَّوسري، أنَّ قبائل نجد بزعامة بني لام دخلت عسير سنة785هـ/ 1383م، واحتلَّت بلدة بيشة، وتوغَّلت في بلاد شهران، ثم تمكَّن أمير عسير آنذاك من استعادة بيشة بعد معارك مع القبائل النجْديَّة.
(إمتاع السامر، دارة الملك عبدالعزيز 1419هـ/ 1998م، تحقيق: محمد الحميد وعبدالرحمن الرويشد، ص74-75)، ولكن لا بدَّ من الإشارة هنا إلى أنَّ هذا الكتاب مرجعٌ حديث، ولا يُوثق بما ورد فيه من أخبار؛ لكثْرة ما حواه من افتراءات ومزاعم، وللشَّكِّ في حقيقة مؤلِّفه أو مؤلِّفيه، وقد تصدَّى الباحث الشَّيخ أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري لبيان حقيقة نسبة هذا الكتاب لشُعيب الدوسري، وما ورد فيه، في دراسة نشرت ملْحقة بطبعة الكتاب المشار إليها، ص505- 541.
[81]   انظر: ابن بسام، تحفة المشتاق، ص12- 13.
[82]   المصدر السابق، ص12- 15.
[83]   ابن سيار، جبر، نبذة في أنساب أهل نجد، ص126.
[84]   لم تذكر مصادر تاريخ نجد المتقدِّمة، مثل ابن لعبون، والفاخري، وابن بشر، اسم ابن درع هذا، وقد ذكر مقبل الذكير أنَّ اسمه علي بن درع، وذكر خالد بن السُّليمان أنَّ اسمه عيسى بن علي الدروع.
(معجم مدينة الرياض ص242).
أمَّا راشد بن عساكر فقد ذكر في تعليقاته على ما ذكره جبر بن سيار في نبذته عن أنساب أهل نجد، أنَّ ابن درع المشار إليه هو عبدالمحسن بن سعيد الدرعي،، أو والده سعيد، واعتمَدَ في ذلك على قصائدَ للشَّاعر العامِّي المشهور جعيثن اليزيدي الحنفي، مدَح فيها عبدالمحسن بن سعيد،، وفيها ما يُفيد أنَّه كان أميرًا لحَجر.
(انظر: نبذة في أنساب أهل نجد، ص 128 - 130)، والشاعر جعيثن اليزيدي كان معاصرًا لمقرن بن زامل الجبري حاكم الدولة الجبْرية في البحرين، الذي قتل في مواجهة مع البرتغاليين سنة 927هـ/ 1521م، وبناءً عليه لعلَّ الأرْجح أنَّ سعيد الدرعي هو الذي كان معاصرًا لمانع بن ربيعة وليس ابنه عبدالمحسن.
[85]   الجِزْعة، بكسر الجيم وإسكان الزاي وفتح العين: بلدة في وادي حنيفة تقع إلى الجنوب من مدينة حَجْر (الرياض)، وهي الآن منطقة زراعيَّة في أطراف مدينة الرياض الجنوبية بين بلدة المصانع والمنصورية.(ابن خميس، معجم اليمامة، 1/ 271 - 272).
[86]   ابن سيار، جبر، نبذة في أنساب أهل نجد، ص126، ويعد جبر بن سيار أقدم مصدر - فيما أعلم - ذكر أن المردة من بني حنيفة.
[87]   ابن بشر، عثمان، عنوان المجد في تاريخ نجد، تحقيق: عبدالرحمن بن عبداللطيف آل الشيخ، الرياض، دارة الملك عبدالعزيز، 1403هـ/ 1983م، 2/ 13 - 14.
[88]   المصدر السابق، 2/ 14، 296 - 297.
[89]   المصدر السابق، 2/ 13- 14، وقد تمكَّن بعد ذلك أمير الدرعيَّة موسى بن ربيعة بن مانع بن ربيعة من القضاء على ما بقي من نفوذ آل يزيد والسيطرة على بلادهم.
[90]   انظر: ابن بسام، تحفة المشتاق، ص11- 12.
[91]   انظر: المصدر السابق، ص11- 28.
[92]   يلاحظ أن أغلب هذه القوى المتحضِّرة تنتمي إلى قبيلتَي حنيفة وتميم، وهما من أقْدم قبائل المنطقة تحضُّرًا، وأغلب هذه الأُسَر حكمت مستوطنات تقع في المناطق التي كانت تستقرُّ فيها القبائل التي تنتمي إليْها في عصور سابقة.
[93]   مثل العيون، والأدوية التي تجري فيها السيول والمياه الجوفية القريبة.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حدود اليمامة وأهميتها
  • مملكة أوسان - دراسة في التاريخ السياسي والاجتماعي
  • قصة إسلام سيد أهل اليمامة

مختارات من الشبكة

  • التجريب السياسي التاريخي والتاريخ السياسي وعلاقتهما بسياسة المجتمعات(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • كيف نقرأ التاريخ؟ قراءة التاريخ لغير المتخصصين(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • التصوف في التاريخ العربي والإسلامي: نشأته، مصادره، تاريخه، تياراته، آثاره (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • التاريخ الكبير المعروف بتاريخ ابن أبي خيثمة - السفر الثاني (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • بين فلسفة التاريخ وتاريخ الفلسفة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مخطوطة التاريخ الكبير (ج1-3) ( تاريخ البخاري )(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • التاريخ العلمي والدعوي للمرأة المسلمة .. تاريخ مظلوم(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • التاريخ الهجري هو تاريخنا(مقالة - موقع د. محمد بن لطفي الصباغ)
  • ملخص بحث: العلاقة بين النظام السياسي الإسلامي والنظام السياسي الديمقراطي دراسة تحليلية مقارنة(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • تاريخ التصحيح السياسي في الولايات المتحدة (الماركسية الثقافية)(مقالة - المترجمات)

 


تعليقات الزوار
16- أحوال اليمامة
راشد الهزاني - السعودية 03-11-2020 04:21 PM

في الواقع حلف عائذ تشكل لمجابهة و محاربة شيوخ الدولة العصفورية العقيلية الذين كانو يفرضون سطيرتهم على اليمامة

15- ومضة
جرناس - الكويت 04-12-2019 03:14 PM

أعتقد أن هذا البحث ، تطرق بشكل أو بآخر وكشف، بشكل غير مقصود، عن زمن الشاعر راشد الخلاوي، وحصر زمنه ونسبه، في هذه الجغرافيا، وهذا الزمن، وهذه العوائل المذكوره.
حين تتبع جغرافيا الشاعر الخلاوي من خلال شعره والمسالك التي يستخدمها ومراسيله واستشهاداته
ووصفه لبعض رموز ذاك الزمن من شخصيات وأسماء، نجده لا يمكن أن يتعدى هذا الزمن المذكور في البحث، وايضا لايمكن أن يخرج عن هذه العوائل والأحلاف والقرى في نسبه.
أعتقد بأن الباحث فتح بابا جديدا للبحث في شخصيه الخلاوي، وقد قرب وقلص دائرة البحث بشكل غير مقصود لأبعد درجه من الوضوح لأي باحث عن شخصيه الشاعر الخلاوي. 
شكرا ..

14- أسرتي السرحان وبن دبل
أبو محمد - السعوديه 25-03-2019 02:45 PM

ذكر في أحد التعليقات أنهم قدموا في الربع الأول من عام 1200
أرغب في تفصيل أكثر

13- اسباب ندرة اخبار اليمامة خلال الالفية الغامضة
سعود بن مانع - السعودية 26-02-2018 11:40 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أشكركم على هذا الجهد الرائع تجاه إيضاح تاريخ اليمامة المنقطع وأود أن أدلي برأيي المتواضع وهو أنني أميل إلى القول بأن الأسباب متعددة وعلى رأسها ضعف الدولة العباسية ومن تلاها ممن تقلدوا زمام الأمر وأيضا البعد الجغرافي والحالة الاقتصادية بالدرجة الأولى التي جعلتها غير مرغوبة وقلة المصادر المائية التي عليها قوام الحياة ولا ننسى غزو المغول سنة656 هجري الذي أسقط الخلافة العباسية وقتل الخليفة ودمار بغداد وتشريد وقتل أهلها فإذا كان هذا حال حاضرة الخلافة الإسلامية فمابالكم بحاضرة نجد حجر اليمامة وأيضا ما تلاها من اقتسام التركة العباسية بين مغول وترك ومماليك مما أدى الى انعدام الأمن في معظم جزيرة العرب وقلبها اليمامة وكثر القطاع الذين يجوبون البلاد طولا وعرضا مما أدى الى انقطاع العلم والتدوين فلا حول ولاقوة إلا بالله.

12- تعليق
المورخ - السعودية 05-05-2016 03:04 PM

الأخ خالد بن محمد
يوجد عائله باسم السرحان وعائله باسم بن دبل كلهم في الحوطة
وهذه العوائل جاؤا الحوطة في الربع الأول من عام1200هـ
علما ان قبل 300 سنه كان الموجودين في الحوطه اكثرهم هاجر منها الى الخليج .والعوائل والقبائل الموجودة الآن كلهم جاؤا بعد عام 1120هـ 
وأمراء الحوطة السابقين هاجرو إلى العراق وعمان بعد أن غزا الأشراف  منطقة الحوطه وقتل أهلها عام 1107هـ. وسار حتى الأحساء.

11- قدوم ال حماد العبادله حوطة بني تميم
ابو تميم - السعوديه - حوطة بني تميم 27-04-2016 03:08 AM

اشكر تميم العرق على الملاحظة
لقد تكلم أحد كبار السن من أهل الحوطه بهذا التاريخ تقريبا وكان رجل مسن في التسعين من عمره ووجهه كان فيه جرح عميق قديم تعرك مع حيوان الفهد وهذا اللقاء قبل 40 سنة يقول ال تميم ( آل حماد ) قدمو للحوطه قبل أكثر من 300 سنه وكان يحكمها قبل ال حماد في السابق أبناء عمومتنا من آل مشرف من وهبه من تميم هو إبراهيم بن بن سليمان بن وهيب من آل مشرف قدمو من أشيقر واستوطنو الحوطه حتى أجلاهم منها الروم عام 1097هجري ( ويقصد أحمد بن محسن أمير مكه والحجاز) وهاجروا إلى مدينة الحلة في العراق ثم رجعو عام 1145هجري تقريبا إلى الحوطه وأسسو الحله الموجودة الآن وسوق القاع بعد قدوم آل تميم ( آل حماد) وهم آل حسين وآل مرشد وآل خريف الكرام وهم أهل كرم و نخوة وحماية الدخيل والضيف وهذا معروف عن آل حماد حتى الان .
وصدق جبر بن سيار عندما عرف ووضح أهل الحوطه التمايم وأن العطيان والرجبان وبنودارم ليسوا من سكان الحوطه .

وقد تناسى تارخ الحوطه كثيرا ولم يكتب عنها أحد واخفاء المعلومه حتى الان

ولكم الشكر والاحترام

10- ملاحظات
تميم العراق - العراق 24-04-2016 10:31 AM

توضيح : المقصود في وثيقة لجبر بن سيار عندما كتب (وحنظلة بن تميم منهم العطيان والرجبان واهل حوطة التماميم وبنو دارم)

1-العطيان والرجبان يقصد بها جماعة من تميم يرجعون لحنطلة بن تميم وليس كان يسكنون في حوطة بن تميم

2-والمقصد أهل حوطة التماميم هم من وهبه من تمبم كانوا يسكنون الحوطة وهاجرو منها بعد غزو الشريف محسن عام 1057 الحوطة ونجد وهم يرجعون إلى حنطلة

3- وبنو دارم أيضآ يقصد بها جماعة من تميم يرجعون لحنطلة بن تميم وليس كان يسكنون في حوطة بني تميم ومنهاء عده أفخاذ كبيره ومنهم العبادلة كانو يسكنون في سدير والمناطق التي حولها ولم يأتوا إلى الحوطة الا في عام 1140هـ تقريبا وجبر بن سيار توفي عام 1085هـ

9- تصحيح في تعليق على نسب عائذ
المخضرم - SA 19-10-2015 09:41 AM

جزم الباحث بنسبة قبيلة عائذ الى حنيفة، ولا يخفي على مثله أن هناك أقوال ثلاثة في نسب بني عائذ وهي:
1 - إلى عقيل بن كعب
2 - إلى عبيدة من قحطان
3 - إلى بني حنيفة
وفي رأيي - وحسب استقراء الأدلة والشوهد- أن الأرجح هو نسبتها إلى

عقيل بن كعب بن ربيعة بن هامر بن صعصعة.
المراجع
1-أبو علي الهجري
2-قصيدة ذات الفروع وشرحها
3- الرأي الأخير الذي استقر عليه الشيخ حمد الجاسر
4- وهناك آخرون

8- نسب عائذ
المخضرم - SA 16-10-2015 12:17 PM

جزم الباحث بنسبة قبيلة عائذ الى حنيفة، والأقوال الثلاثة في نسبة بني عائذ هي:
1 - إلى عقيل بن كعب
2 - إلى عبيدة من قحطان
3 - إلى بني حنيفة
وفي رأيي - وحسب استقراء الأدلة والشواهد - أن الأرجح هو نسبتها إلى عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.

7- التاريخ السياسي لبلاد اليمامة
ابن مانع المسعودي - السعودية 17-05-2014 01:25 PM
نشكر الجهد المبذول لطرح مثل هذه الموضوعات التاريخية المفيدة ونتمنى المزيد وإلى الأمام بإذن الله
فجزاك الله عنا خير الجزاء
1 2 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 24/11/1446هـ - الساعة: 12:14
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب