• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / أخلاق ودعوة
علامة باركود

تذكير البشر بخطر السفر إلى بلاد الكفر

الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 3/11/2009 ميلادي - 15/11/1430 هجري

الزيارات: 29375

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تذكير البشر بخطر السفر إلى بلاد الكفر


مقدِّمة

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، إمام المتقين، وسيد الأولين والآخرين، وحجة الله على المعاندين، ورحمته للعاملين - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعدُ:
فإن السفر إلى بلاد الكفر فيه أخطار متعدِّدة على الدين، والعقيدة، والأخلاق، والأموال التي سوف يُسأَل عنها الإنسانُ، ممَّ اكتسبها؟ وفيمَ أنفقها؟ ونَظرًا لكثْرة المسافرين إليها من الشباب بين الحين والآخر، ولِمَا يُحَتِّمُه واجبُ النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم؛ فقد جَمَعْتُ في هذا الموضوع ما تيسّر لي جمعه، مما أفاده كتابُ الله تعالى وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وكلام المحققين من أهل العلم، من الحذَر من أعداء الإسلام ومكايدهم ومخططاتهم ضد الإسلام وأهله، ومن التحذير من السفر إلى بلاد الكفر، وخطره على العقيدة والأخلاق، والتحذير من التشبُّه بالكفَّار في جميع المجالات؛ لأنَّ مَن تَشَبَّه بقوْمٍ فهو منهم، والتنبيه على:
ظاهرة قضاء الإجازة خارج البلاد، وما فيها من سلبيات متعددة، وأخطار كثيرة على دينهم ودنياهم، وعقيدتهم وأخلاقهم؛ لأن السفر إلى بلاد الكفار من أسباب موالاتهم ومحبتهم، والإنسان مع مَن أحب يوم القيامة.
كما أنَّ السفَر إلى بلا الكفَرة من أسباب مشابهتهم والتزَيِّي بزِيِّهم، والتأثر بهم، وتقليدهم، والتخلق بأخلاقهم، وهم أعداء الله، وأعداء كتابه، وأعداء رسوله، وأعداء دينه، وأعداء المسلمين.
وقد جاءت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية بالوعيد الشديد على موالاة الكافرين، ومشابهتهم، والركون إليهم - كما سيأتي.
والسفر إلى بلاد الكفار على نوعَيْن:
أحدهما: السفر للضرورة؛ كالعلاج، والتجارة، والتخصصات العلمية التي لا يوجد لها بديل مماثل في الداخل، فيجوز السفر لذلك، مع التحفُّظ والصيانة، والتحصُّن من كيد الأعداء، وإظهار العداوة لهم، والبراءة منهم، وإقامة الشعائر الدينية؛ كالصلاة، والصوم، والأذان.
وأما السفر إليهم لغَيْر ذلك؛ كالنزهة، والسياحة في بلاد الكفار، أو السفر للدراسة التي ليست ضرورية، أو يوجد لها بديل في الداخل مماثل؛ كالعلوم الدينية، واللغة العربية، فلا يجوز السفر لذلك إلى بلاد الكفر، كما لا يجوز السكن معهم؛ لِمَا تقدَّم ولِمَا سيأتي.
ويستثنى من ذلك السفر إلى تلك الديار للدعوة إلى الله تعالى، لمن يجيد لغتهم، أو كان معه مترجِمٌ، فإنها من أفضل الأعمال لِمَنْ صحّت نيتُه؛ لقول الله تعالى: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [فصلت: 33].
أسأل الله تعالى أن ينفعَ بهذه الرسالة، وأن يوفقَ المسلمين لسلوك صراطه المستقيم، المجانب لطريق المغضوب عليهم والضالين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
المؤلف في 4/ 12/ 1409هـ
الحذر من أعداء المسلمين
إنَّ الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان، وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعدُ:
أيها المسلمون، اتقوا الله تعالى، واشكروه على ما أنعم به عليكم من نعمة الإسلام، التي لا يَعْدِلُها نعمةٌ، تلك النعمةُ التي ضَلَّ عنها كثير من الناس، وهداكم الله تعالى بمنِّه إليها، تلك النعمة التي عشتم عليها، وعاش عليها آباؤكم، فلم يَجْرِ - ولله الحمد - على بلادكم استعمارُ مستعمِرٍ جاس خلال الديار بجنوده وعتاده، فخرّب الديار، وأفسد الأديان والأفكار، اشكروا الله تعالى على هذه النِّعمة، وحافظوا على بقائها واستمرارها، واسألوا الله الثبات عليها، وإياكم إياكم أن تَتَعَرَّضوا لما يزيلها ويسلبها منكم؛ فتخسروا دنياكم وآخرتكم.
عباد الله:
إنَّ الإسلام منذ بزغ نَجْمُه، وأعداؤه يحاولون القضاء عليه بكلِّ ما يستطيعون من قوة؛ ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [التوبة: 32].
فلقد حاول أعداء الإسلام أن يقضوا عليه في عهْد النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم في عهد خلفائه الراشدين، ثم في العصور التالية إلى وقتنا هذا، حاولوا القضاء على الإسلام وبني الإسلام بالعنف والصراع المسلح تارة، وبالمكر والخداع والخطط الهدامة تارة أخرى، ولسنا مجازفين عندما نقول ذلك، فبين أيديكم التاريخ، يشهد بما نقول، وبين أيديكم شهادةٌ أعظم وأصدق وهي شهادة الله تعالى في كتابه، وكفى بالله شهيدًا، وليست هذه المحاولة من أعداء المسلمين من صنف واحد منهم، ولكن من سائر الأعداء من المشركين، واليهود، والنصارى، وسائر الكفار والمنافقين، اسمعوا ما قال الله تعالى في المشركين، وهم يفتنون الناس عن دينهم؛ ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 217].
وقال في اليهود والنصارى: ﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴾ [البقرة: 120]، وقال فيهم أيضًا: ﴿ وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ﴾ [البقرة: 109]، وقال في سائر الكفار: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ ﴾ [آل عمران: 149، 150]، وقال في المنافقين: ﴿ فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً * وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً ﴾ [النساء: 88، 89].
فهذه - أيها المسلمون - شهادةُ الله تعالى على أعدائكم بما يريدون منكم، وما يحاولونه من صدِّكم عن دينكم، وأيُّ شهادة أعظم من شهادة الله؟! وأي شهادة أصدق من شهادته؟! فهو العليم بنيَّات عباده وأحوالهم، وإن التاريخ في ماضيه البعيد لن يُخفي ما شهد الله تعالى به عليهم، كما نطق به في وقته الحاضر على ألسنة قادة الكفر السياسيين والمفكرين؛ قال أحد رؤساء الوزارة البريطانية سابقًا: لن تستطيع أوروبا السيطرة على الشرق، ولا أن تكون هي نفسها في أمان؛ ما دام هذا القرآن موجودًا في أيدي المسلمين، وقال الحاكم الفرنسي في الجزائر قبل استقلالها: لن ننتصرَ على الجزائريين ما داموا يقرؤون القرآن، ويتكلمون بالعربية، فيجب أن نزيل القرآن من وجودهم، ونقتلع العربية من ألسنتهم.
هكذا يغري قادة الكفْر بإزالة القرآن مِن الوجود، وهم لا يعنون إزالة نُسَخ القرآن مِن أيدي المسلمين، إنما يُريدون أن يُزيلوا من المسلمين روح القرآن والعمل به؛ حتى لا يبقى بين المسلمين من القرآن إلا رسمُه، ولا من الإسلام إلا اسمُه، وقال رئيس جمعيات المنَصِّرين في مؤتمر القُدْس المنعقد قبل أكثر من أربعين عامًا، يخاطب جماعة التنصير: إن مهمتكم ليست في إدخال المسلمين في النصرانية، إن مهمتكم أن تُخرجوا المسلم من الإسلام؛ ليصبح مخلوقًا لا صلة له بالله، وبالتالي لا صلة له بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها.
هذا - أيها المسلم - كلام قادة الكفر في الغرب، فماذا عن كلام قادة الكفر في الشرق؟ لقد كتبتْ إحدى الصحف الشيوعية في روسيا تقول: من المستحيل تثبيت الشيوعية قبل سحق الإسلام نهائيًّا.
فكفَّار الشرق والغرب كلهم أعداء للإسلام، كلهم يريدون القضاء عليه؛ لأنه هو الذي يخيفهم ويرعبهم، كما أقرَّ به أحد رؤساء الوزارة البريطانية في كلامه السابق، وقال أحد المسؤولين في وزارة الخارجية الفرنسية قبل أكثر من ست وعشرين سنة: إن الخطر الذي يُهَدِّدنا تهديدًا مباشرًا وعنيفًا هو الخطر الإسلامي.
ولا تعجبوا - أيها الإخوة - من تصريح هؤلاء بالخوف من الإسلام؛ فإن الله يقول: ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾ [التوبة: 33].
وجماعة الكفر لَم يخافوا من المسلمين اليوم؛ لأن المسلمين اليوم في حالٍ يرثى لها من الضعف والذل، ليس لهم هيبة، ولا منهم خوف؛ بسبب تفرُّقهم في دينهم، وإعراض الكثيرين منهم عنه، وإنما يخاف جماعة الكفر من الإسلام نفسه، فوالله لو أن المسلمين طبَّقوا الإسلام عقيدة وعملاً، لَمَلَكُوا مشارق الأرض ومغاربها؛ قال الله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ * إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ ﴾ [الأنبياء: 105، 106].
أيها المسلمون:
إذا كان قادة الكفر في الشرق والغرب يخافون ذلك الخوف من دينكم، فسيحاولون سلبه عنكم بكل وسيلة، كما فعلوا ويفعلون، وإن من أكبر الوسائل وأعظمها خطرًا سفرَ الشباب إلى بلاد الكفر، حيث يذهب إليهم شباب ناشئ في عنفوان شبابهم، وفي وقت تطلعهم إلى الاستقلال الفكري والعملي، قابل للتوجيه الجديد؛ فكرًا، وسلوكًا، غير متحصن بحصانة قوية من علم، أو دين، أو تجربة، تغرُّه المظاهر، وتجذبه الدعاية، وتجترفه الشبهة التي تُلقى بين يديه في دينه وسلوكه وعاداته، يذهب هؤلاء الشباب إلى بلاد الكفر، لا ذهاب الدعاة إلى الإسلام المرشدين للخلْق، ولكن ذهاب التلميذ المستلهم المتلقف لما يلقى إليه، وبطبيعة التلْمَذة سيكون قابلاً لما يلقى إليه على علاّته، عاجزًا نفسيًّا أو اضطراريًّا عن مناقشة أُسْتاذه، فليقل ما شاء.
وإنَّ الخطَر على هؤلاء الذاهبين إليهم، كما يكون في حقول التعليم، يكون كذلك في إقامتهم في بلاد كفرٍ، لا يسمعون فيها أذانًا، ولا يُشاهدون مساجد تقام فيها شعائر الإسلام، وإنما يسمعون أجراس النواقيس، ويشاهدون معابد اليهود والنصارى، ومسارح اللهو، ومعاقل الخمر والفساد، وعبادة المادة، فيرجع الكثير من هؤلاء وقد انقلب في دينه رأسًا على عقب، ولوثوا أدمغتهم بقذارة الكفر والإلحاد، والشك في دين الإسلام ورسوله وشريعته.
فيا أيها الشابُّ المسلم:
يا مَن وُلدتَ في الإسلام، وربِّيت عليه، يا مَن عشت بين أبوين مسلمين على الفطرة، يا من ترددت في أرض المسلمين صباحًا ومساء، تسمع الأذان، وتصلي مع المسلمين، يدوِّي في جوِّك خمسَ مرات في اليوم والليلة قولُ: الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الفلاح، أنت الآن على مقربة منَ الشهادة الإعدادية، أو التوجيهية شهادة المتوسطة، أو الثانوية، فلا تلقِ بدينك إلى التهلكة، تذهب إلى بلاد كفرٍ لا تسمع فيها مؤذنًا، ولا تشهد جماعة، ولا ترى مساجد يذكر فيها اسم الله تعالى، وإنما هو الكفر واللَّهْو والغفلة والإعراض عن الله تعالى، أهلُها كما قال الله تعالى فيهم: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ ﴾ [محمد: 12]، يتمتعون بما أُوتُوا من زهرة الدنيا، فإذا ماتوا فالنار والعذاب، يقال لهم إذا عُرِضوا عليها: ﴿ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ ﴾ [الأحقاف: 20].
أيها الشاب المسلم:
ألَم تعلم أن هذه الحياة الدنيا التي تعيشها ليست هي الحياة، سواء عشتها هنا أو هناك؟! ألَم ترَ ما فيها من تنغيض وكدر، ومِحَن وفِتَن؟! ألم تر الموت يتخطف شبابًا، وكهولاً، وشيوخًا صباحًا ومساءً؟! إنما الحياة - يا أخي - حياة الآخرة؛ كما قال ربك - عزَّ وجلَّ -: ﴿ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى * يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ﴾ [الفجر: 23، 24]، وكما قال نبيك - صلى الله عليه وسلم -: «لموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها»[1]، أتدري ما مقدار السوط؟ إنه يبلغ حوالي متر واحد، وهو في الجنة خير من الدنيا كلها، من أولها إلى آخرها، بكل ما فيها من زهرة وترف، وجاه ورئاسة وملك؛ لأن نعيم الجنة يبقى، وزهرة الحياة تفنى.
أيها الشاب المسلم:
لقد سمعت وقرأت عن قادة الكفر ماذا يريدون لدينك من القضاء عليه، ودينك إنما يتمَثَّل بك أنت، فأنت محله، وأنت حامله، وسيحاولون أن ينزعوه من قلبك، فتصبح خاليًا من الدِّين، خاويًا من الحياة، فهل تطيب نفسُك أن تُسلم إليهم قيادها ليوجهوك كيف شاؤوا؟! لعلك تغترُّ بالأماني، فتقول: أنا - ولله الحمد - مؤمن فلا يمكن أن تخدعني دعاياتهم، وهذا قول طيب، لكن الإنسان يشعر بأنه قوي على التخلص من البلاء حين يكون في عافية منه، بعيدًا عن مواقعه، فإذا قرب منه وابتُلي به، تغيَّرتْ حاله، وضعفتْ قوته، ونفد صبره، فلم يُمْكنه تخليص نفْسه.
استمع إلى قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «مَن سمع بالدجال فلْيَنْأَ عنه»[2]؛ أي: فليبعد عنه، فوالله إن الرجل ليأتيه، وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه بما يبعث به من الشبهات، وهكذا نقول لك - أيها الشاب - بالنسبة لذهابك إلى بلاد الكفر، تظن أنك تقوى على التخلص من البلاء بما في قلبك من الإيمان، وأنت في بلاد الإسلام، ولكن إذا حللت في بلاد الكفر، فقد تَتَغَيَّر الحال، فابعد عن الشر تقرب من السلامة.
وانظر إلى من ذهب من الشباب إلى بلاد الكفر، وهو مستقيم على دينه، فرجع من بلاد الكفر منحرفًا عنه، متغيرًا في عقيدته، منسلخًا عن عبادته، ذهب إلى بلاد الكفر وهو يفخر بالإسلام، ورجع وهو يسخر به، ذهب إلى بلاد الكفر وهو يقيم الصلاة، ويقوم بشرائع الإسلام، فرجع لا يقيم الصلاة، ولا يقوم بشرائع الإسلام، ألا تخشى إذا ذهبت إلى بلاد الكفر أن يصيبك مثل ما أصاب هذا، فتخسر دنياك وآخرتك؟!
أيها الشاب المسلم:
إن بقاءك في بلادك وهجْرك لبلاد الكفر لا يفقدك العلم، ولا ينقصك الاستزادة منه، فهذه حكومتك - وفَّقها الله تعالى، وزادها رشدًا وصلاحًا، وحماية وإصلاحًا - قد هيَّأَت لك بما أنعم الله به عليها من مال، يُذَلِّل لها المصاعب، ويلبِّي لها المطالب، هيأت لك كليات في جامعات، تغنيك عن السفر إلى بلاد الكفر، وتبقيك في دار الإسلام قريبًا من أهلك وأقاربك وأصدقائك، في راحة تامة وطمأنينة وأمن على دينك، ولك فيمن تخرجوا منها واحتلوا المراكز اللائقة، ولَم يفتهم شيء مما قدر لهم من الدنيا، لك فيهم أسوة، ولك فيمن ذهبوا إلى بلاد الكفر فتَغَيَّرت أديانُهم عبْرة.
ففَكِّر - أيها الشاب المُسلم - في هذا الأمْر الخطير تفكيرًا جديًّا، بعيد المدى، ولا تعدل بسلامة دينك شيئًا؛ فهو رأس مالك، بل هو حياتك، وحكمة وجودك؛ كما قال الله تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56].
اللهم هيئ لنا من أمرنا رشدًا، اللهم احْفَظْ علينا ديننا، وثبتنا عليه إلى الممات؛ فإنه عصمة أمرنا، اللهم أصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، واغفِرْ لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين[3].

التحذير من السفر إلا بلاد الكفرة
وخطره على العقيدة والأخلاق

الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على مَن لا نبي بعده، نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.
أما بعدُ:
فقد أنعم الله على هذه الأمة بنعَم كثيرة، وخصَّها بمزايا فريدة، وجَعَلَها خير أمة أُخْرِجَتْ للناس تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتؤمن بالله، وأعظم هذه النِّعَم نعمة الإسلام، الذي ارتضاه الله لعباده شريعة ومنهج حياة، وأتم به على عباده النعمة، وأكمل لهم به الدين؛ قال تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3].
ولكن أعداء الإسلام قد حسدوا المسلمين على هذه النعمة الكبرى، فامتلأتْ قلوبُهم حقدًا وغيظًا، وفاضتْ نُفُوسهم بالعداوة والبغضاء لهذا الدين وأهله، وودوا لو يسلبون المسلمين هذه النعمة، أو يخرجونهم منها؛ كما قال تعالى في وصف ما تختلج به نفوسهم: ﴿ وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً ﴾ [النساء: 89]، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [آل عمران: 118]، وقال - عز وجل -: ﴿ إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ ﴾ [الممتحنة: 2]، وقال - جل وعلا -: ﴿ وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ﴾ [البقرة: 217].
والآيات الدالةُ على عَداوَة الكفَّار للمسلمين كثيرةٌ، والمقصود أنهم لا يألون جهدًا، ولا يتركون سبيلاً للوصول إلى أغراضهم وتحقيق أهدافهم في النَّيل من المسلمين إلا سلكوه، ولهم في ذلك أساليب عديدة، ووسائل خفية وظاهرة، فمن ذلك ما ظهر من قيام بعض مؤسسات السفر والسياحة بتوزيع نشرات دعائية، تتضمن دعوة أبناء هذا البلد لقضاء العطلة الصيفية في ربوع أوروبا وأمريكا؛ بحجة تعلم اللغة الإنجليزية، ووضعت لذلك برنامجًا شاملاً لجميع وقت المسافر، وهذا البرنامج يشتمل على فقرات عديدة، منها ما يلي:
• اختيار عائلة إنجليزية كافرة لإقامة الطالب لديها، مع ما في ذلك من المحاذير الكثيرة.
• حفلات موسيقية، ومسارح وعروض مسرحية، في المدينة التي يقيم فيها.
• زيارة أماكن الرقص والترفيه.
• ممارسة رقصة الديسكو مع فتيات إنجليزيات، ومسابقات في الرقص.
• جاء في ذكر الملاهي الموجودة في إحدى المدن الإنجليزية ما يأتي: 
(أندية ليلية، مراقص ديسكو، حفلات موسيقا الجاز والروك، الموسيقا الحديثة، مسارح ودور سينما وحانات إنجليزية تقليديَّة).
وتهدف هذه النشرات إلى تحقيق عدد من الأغراض الخطيرة منها ما يلي:
1- العمل على انحراف شباب المسلمين وإضلالهم.
2- إفساد الأخلاق، والوقوع في الرذيلة، عن طريق تهيئة أسباب الفساد، وجعلها في متناول اليد.
3- تشكيك المسلم في عقيدته.
4- تنمية روح الإعجاب والانبهار بحضارة الغرب.
5- تخلُّقه بالكثير من تقاليد الغرب وعاداته السيئة.
6- التعوُّد على عدم الاكتراث بالدين، وعدم الالتفات لآدابه وأوامره.
7- تجنيد الشباب المسلم؛ ليكونوا من دعاة التغريب في بلادهم بعد عودتهم من هذه الرحلة، وتشبعهم بأفكار الغرب وعاداته وطرق معيشته.
إلى غير ذلك من الأغراض والمقاصد الخطيرة التي يعمل أعداء الإسلام لتحقيقها، بكل ما أوتوا من قوة، وبشتى الطرق، والأساليب الظاهرة والخفية، وقد يَتَسَتَّرُون ويعملون بأسماء عربية ومؤسسات وطنية؛ إمعانًا في الكيد، وإبعادًا للشبهة، وتضليلاً للمسلمين عما يرومونه من أغراض في بلاد الإسلام.
لذلك؛ فإنِّي أُحَذِّر إخواني المسلمين في هذا البلد خاصة، وفي جميع بلاد المسلمين عامَّة من الانخداع بمثْل هذه النشرات والتأثُّر بها، وأدعوهم إلى أخذ الحيطة والحذر، وعدم الاستجابة لشيء منها؛ فإنه سُمٌّ زعاف، ومخططات من أعداء الإسلام، تفضي إلى إخراج المسلمين من دينهم، وتشكيكهم في عقيدتهم، وبث الفتَن بينهم؛ كما ذكر الله عنهم في محكم تنزيله؛ قال تعالى: ﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ﴾ [البقرة: 120].
كما أنصح أولياء أُمُور الطلبة خاصة، بالمحافظة على أبنائهم، وعدم الاستجابة لطلَبهم السفر إلى الخارج؛ لما في ذلك من الأضرار والمفاسد على دينهم وأخلاقهم وبلادهم - كما أسلفنا - وإرشادهم إلى أماكن النزهة والاصطياف في بلادنا، وهي كثيرة - بحمد الله - والاستغناء بها عن غيرها، فيتحقق بذلك المطلوب، وتحصل السلامة لشبابنا من الأخطار والمتاعب والعواقب الوخيمة، والصعوبات التي يتعَرَّضون لها في البلاد الأجنبية.
هذا؛ وأسأل الله - جل وعلا - أن يحميَ بلادَنا، وسائر بلاد المسلمين وأبناءَهم، مِن كل سوء ومكروه، وأن يُجَنِّبَهم مكايد الأعداء ومكرهم، وأن يرد كيدهم في نحورهم، كما أسأله - سبحانه - أن يوفِّقَ ولاة أمرنا لكلِّ ما فيه القضاء على هذه الدعايات الضارَّة والنشرات الخطيرة، وأن يُوَفِّقهم لكلِّ ما فيه صلاح العباد والبلاد، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وصحْبه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين[4].

الرئيس العام
لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
خطر السفر إلى بلاد الكُفْر

الحمدُ لله الذي أعزَّنا بالإسلام، وأَمَرَنَا بالتَّمَسُّك به حتى نصل إلى دار السلام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، حذرنا مِن كلِّ ما يضر بديننا أو يمس كرامته من الأقوال والأفعال، ليكونَ لنا هذا الدين عزًّا في الدنيا وسعادة في الآخرة، فصلى الله وسلم على هذا النبي الكريم الذي لَم يترك خيرًا إلا دلَّ الأمَّة عليه، ولا شرًّا إلا حذرها منه؛ رحمة بها، ونصحًا لها، فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير ما يجزي به نبيًّا عن أمَّتِه ودينه.
أما بعدُ:
أيها المسلمون، اتقوا الله، واحتفظوا بدينكم.
أيها المسلمون:
إنكم تعلمون اليوم ما تَمُوج به البلاد الخارجية الكافرة مِن كُفْر وإلحاد، وانحطاط في الأخلاق والسلوك، فالإلحاد فيها ظاهر، والفساد فيها مُنتشِر، فالخمور والزنا، والإباحية وسائر المحرمات، مبذولة بلا رادع ولا وازع، وإذا كان الحالُ كذلك وأكثر منه، فالسفَر إلى هذه البلاد فيه منَ الخُطُورة على الدين ما فيه، وأعز شيء لدى المسلم دينُه، فكيف يعرِّضُه لهذا الخطر الشديد؟!
إن الإنسان لو كان معه مالٌ، وسمع أنه سيعترضه خطر يُهَدِّده بضياع هذا المال، لرَأَيته يعمل أعظم الاحتياطات لحفظه، فكيف يعظُمُ في عينه المالُ، ويهون عليه الدَّين؟!
قال بعض السلَف: إذا عرض بلاء فقدِّم مالك دون نفسك، فإنْ تجاوز البلاء فقدم نفسك دون دينك، نعم يجب تقديمُ النفس دون الدين، ولذلك شُرع الجهادُ الذي فيه القتْل؛ حفاظًا على الدين؛ لأن الإنسان إذا فقَدَ الدين، فَقَدْ فَقَدَ كل شيء، وإذا أعطي الدِّين فقد أعطي السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة.
أيها المسلمون:
إنَّ السفر إلى بلاد الكفار خصوصًا في هذا الزمان، الذي عظمتْ فيه الفتنة وتنَوَّعَت، إن السفر إلى تلك البلاد لا يجوز إلا في حالات محدودة، تصل إلى حد الضرورة مع التحفُّظ والحذَر، والابتعاد عن مواطن الفساد، وتكون إقامةُ المسلم هناك بقدْر الضرورة مع اعتزازه بدينه وإظهاره، ومحافظته على الصلوات في أوقاتها، واعتزاله عن مجتمعات الفساد، وجلساء السوء، فاعتزاز المسلم بدينه يزيده عزًّا ورفعة، حتى في أعين الكفار.
إنَّ المسلم يحمل دينًا عظيمًا، يشتمل على كل معاني الخير وحميد الخصال، صحةً في الاعتقاد، ونزاهةً في العرْض، واستقامةً في السلوك، وصدقًا في المعاملة، وترفُّعًا عن الدنايا، وكمالاً في الأخلاق.
إن المسلم يحمل الدين الكامل الذي اختاره الله لأهل الأرض كلهم إلى أن تقوم الساعة.
إن المسلم هو المثال الصحيح للكمال الإنساني، وإن ما عدا الإسلام فهو انحطاط وهبوط، ورجوع بالإنسانية إلى مهاوي الرذيلة ومواطن الهلاك.
فيجب على المسلم إذا اضطر إلى السفر إلى تلك البلاد الكافرة أن يحملَ هذا الدين بقوَّة، وأن يظهره بشجاعة أمام أعدائه، والذين يجهلون حقيقته بالمظهر اللائق، حتى يكون قدوةً صالحةً لغيره.
إن كثيرًا ممن يذهبون إلى تلك البلاد يُشَوِّهون الإسلام بأفعالهم وتصرفاتهم، يُشَوِّهُونه عند من لا يعرف حقيقته، ويصدون عنه من يتطلع إليه، ويريد الدخول فيه، فحينما يرى تصرُّفات هؤلاء ينفر من الإسلام؛ ظنًّا منه أنهم يمثلونه.
أيها المسلمون:
ن بلاد الكفار فيها من مظاهر الحضارة الزائفة، ودواعي الفتنة، ما يخدع ضعاف الإيمان، فتَعْظم تلك البلاد وأهلُها في صدورهم، وتهون في أنظارهم بلادُ الإسلام، ويحتقرون المسلمين؛ لأنهم ينظُرُون إلى المظاهر، ولا ينظرون إلى الحقائق، فبلاد الكفر وإن كانت تكسى بالمظاهر البرّاقة الخادعة، إلا أنَّ أهلَها يفقدون أعز شيء، وهو الدين الصحيح، الذي به تطمئن قلوبُهم، وتزكو به نفوسهم، وتُصان به أعراضُهم، وتحقن به دماؤُهم، وتحفظ به أموالهم، إنهم يفقدون كلَّ تلك المقومات، فماذا تفيدُهم تلكَ المظاهر الخادعة؟! عقائدهم باطلة، وأعراضهم ضائعة، وأسرهم متفَكِّكة، فماذا يفيد جمال البنايات مع فساد الإنسان؟!
أيها المسلمون:
إنَّ أعداءَكم يُخَطِّطون الخطَط لسلب أموالكم، وإفساد دينكم، والقضاء عليكم؛ قال تعالى: ﴿ وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ﴾ [البقرة: 109]، وقال تعالى: ﴿ مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ [البقرة: 105]، وقال تعالى : ﴿ وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ﴾ [البقرة: 217]، وقال تعالى: ﴿ وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً ﴾ [النساء: 89].
إنكم إذا سافرتم إليهم في بلادهم تَمَكَّنوا من إغوائكم وإغرائكم بشتى الوسائل، حتى يسلبوكم دينكم، أو يضعفوه في نفوسكم، إنهم بثُّوا دعوة لشباب المسلمين في الصحف، أعلنوا لهم فيها عن تسهيل رحلات سياحية إلى بلادهم، ووعدوهم أن يبذلوا لهم كثيرًا منَ المغريات، وغرضُهم من ذلك إفسادُ هؤلاء الشباب، وإغراقهم في بحار الشهوات البهيمية، حتى يرجعوا إلى بلاد المسلمين مَعَاول هدم وتخريب، فيَتَمَكَّن هؤلاء الكفار من القضاء على المسلمين بأيدي أولادهم.
أيها المسلمون:
إنه لَمن المحزن أن أصبح السفر إلى بلاد الكفار موضعَ افتخارِ بعض المخدوعين من المسلمين، فيفتخر أحدهم بأنه ابتعثَ أو سيُبتَعث إلى أمريكا، أو أنَّ له ولدًا يدرس في أمريكا، أو في لندن، أو فرنسا، إنه يفتخر بذلك دون تفكير في العواقب أو تقدير للنتائج، ودون تحسب لتلك الأخطار التي تهدد دينه، وبعض المسلمين يسافرون بعوائلهم للمصيف هناك أو للسياحة، دون اعتبار لحكم الشَّرْع في ذلك السفر: هل يجوز أو لا؟ ثم إذا ذهبوا هناك ذابت شخصيتهم مع الكفار، فلبسوا لباسهم، واقتدوا بأخلاقهم، حتى نساؤهم يخلَعْن لباس الستر، ويلْبَسن لباس الكافرات، وإذا كان هذا تحوُّل الظاهر، فما بالكُ بتحولِ الباطن؟! إن المسلم مطلوبٌ منه أن يتَّقي الله في أي مكان، وأن يتَمَسَّك بدينه، ولا يخاف في الله لَوْمة لائم، لماذا يعطي الدنيَّة في دينه؟! إنه دين العزة والكرامة والشرف في الدنيا والآخرة؛ ﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ ﴾ [المنافقون: 8].
وإن أخلاق الكفار وتقاليدهم ذلَّة ومهانة ونقص، فكيف يستبدل المسلم الذي هو أدنى بالذي هو خير؟! كيف يتنازل من عليائه إلى الحضيض؟! ومن العجيب أن الكفار إذا جاؤوا إلى بلاد المسلمين، لا يُغَيِّرون أزياءهم، ولا يتحولون عما هم عليه! ونحن على العكس إذا ذهبنا إليهم، فالكثير منا يتحول إلى عادتهم في لباسهم وغيره، والبعض يتعلل بأنه لو لَم يفعل ذلك لخشي على نفسه أو ماله أن يُتعَدَّى عليه، وهذا اعتذار غيرُ مقبول؛ لأننا نرى الذي يبقون بلباسهم ويعتزون بدينهم، يرجعون وهم موفورو الكرامة، لا ينالهم أيُّ أذًى؛ ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ﴾ [الطلاق: 2].
ولئن قُبِلت هذه المعذرة من بعض الأفراد، الذين لا يحسب لهم حساب، فلن تقبل ممن هم على مستوى المسؤولية، ومن يكونون محل اهتمام الدول التي يقدمون عليها، ومع هذا يُغَيِّرُون لباسَهم من غير مُبَرِّر، إنه التقليدُ الأعمى، وعدمُ المبالاة، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
أيُّها المسلمون:
إن خطر السفر إلى بلاد الكفار عظيم، وضرره جسيم، وإنَّ مَن سافر إلى تلك البلاد من غير ضرورة، بل بدافع الهوى، وميل النفس الأمارة بالسوء، واقتداء بمَن لا يصلحون قدوة - فهذا حريُّ أن يُعاقب وأن يُصاب في دينه، وبعض الناس يُرسل أولاده الصغار أو بعضَهم، أو يسمح بابتعاثِهم إلى بلاد الكفار؛ ليتعلموا اللغة أو غيرها هناك، دون تفكير في العواقب، ولا تقدير للنتائج، ودون خوف من الله الذي حمّله مسؤولية هؤلاء الأولاد، وإذا كان الأولاد الصغار على خطر وهم في بلادنا وبين المسلمين، فكيف إذا أُرسلوا إلى بلاد كافرة منحلَّة، وعاشوا في أوكار الفساد، ومواطن الإلحاد؟! إن الشاب من أولادنا المبتعثين يُغْمَسُ في وسط عائلة كافرة؛ ليعيشَ معهم طيلة بقائه هناك، فماذا تَتَصَوَّرُون من شابٍّ غريبٍ في وسطٍ كافر منْحَلٍّ؟! ماذا سيبقى معه من الدِّين والخلق؟!
فاتقوا الله في أولادكم، لا تهلكوهم بحجَّة أنهم سيَتَعَلَّمون، إن التعلُّم ميسورٌّ هنا، فاللغة يُمكن تعلُّمُها هنا بدون مخاطرة، وبقية التخصُّصات لا يبتعث لها إلا مِنْ كبار السن، ومِن الذين رسخت عقيدتُهم، وقويت عقليتُهُم، مع الرقابة الشديدة عليهم؛ فالدِّين رأس المال، وماذا بعد ذهاب الدين؟!
فاتقوا الله أيها المسلمون، واشكروه على ما أعطاكم من النِّعَم العظيمة، التي أجلُّها نعمة الإسلام، فلا تعرِّضوا هذه النعمة للزوال، حافظوا على دينكم الذي هو عصمة أمركم؛ ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [المائدة: 8]، قال الله تعالى: ﴿ وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ ﴾ [هود: 113][5].

التحذير من التشبُّه بالكفار

الحمدُ لله الذي أكْمَلَ لنا الدين، وأتَمَّ علينا النِّعمة ورضيَ لنا الإسلام دينًا، وجعلَنا خير أمة أُخرجَتْ للناس، إنْ تَمَسَّكنا بشَرْعِه وسِرْنا على نَهْجِه، وابْتَعَدْنا عما يُخالفه.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له في عبادته، كما أنه ليس له شريك في مُلْكه، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورَسُوله، حذَّر مِنَ التَّشبُّه بالكفَّار؛ لِمَا فيه منَ الضَّرر في الدِّين والدنيا، فصلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومَن سار على نهجه، وتَمَسَّك بسُنَّته إلى يوم الدين.
أما بعدُ:
أيها المسلمون، اتقوا الله، واعْلَمُوا أن الواجب على المسلم أن يعتزَّ بإسلامه، ويشرف بدينه؛ لأن دينه الإسلام الذي يعلو ولا يُعلَى عليه، وقد أظْهَرَهُ الله على الدِّين كله، تعاليمه رشد، وآدابه كمال؛ ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾ [الإسراء: 9].
فلا بُدَّ أن يعرفَ المسلم نبيَّه حق المعرفة، وما جاء به، ويصدقه فيما أخْبَر به، ويطيعَه فيما أمر؛ فإنه لا سبيل إلى السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة إلا على أيدي الرسل، ولا سبيل إلى معْرفة الطيب من الخبيث على التفصيل إلا من جهتهم، ولا يُنال رضا الله إلا على أيديهم، فالطيب من الأعمال والأقوال والأخلاق كلها في هدْيهم وما جاؤوا به؛ فهم الميزان الذي توزَن به الأعمال والأقوال والأخلاق؛ قال تعالى: ﴿ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا ﴾ [الشورى: 13].
فما بال أقوامٍ ينتسبون إلى هذا الدين، ثم يخالفونه في أخلاقهم وعاداتهم، فيَتَشَبَّهون بالكفار في شتى المجالات عن عمْد وإصرار؟! وقد روى أبو داود والحاكم في "المستدرك"، عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «مَن تشَبَّه بقَوْمٍ، فهو منهم»[6]؛ رواه أحمد، وأبو داود، وصحَّحه ابن حبان.
وفي التِّرْمذي عنه - صلى الله عليه وسلم -: «ليس منَّا مَن تَشَبَّه بغَيْرنا»[7]، إن التشبُّه بالكفَّار في الظاهر يدلُّ على مودتهم في القلب، وذلك ينافي الإيمان؛ قال تعالى: ﴿ لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ﴾ [المجادلة: 22].
إنَّ التَّشَبُّه بالكفار تنَكُّر للإسلام، واستبدالٌ بتعاليمه غيرها، وكفى بذلك ذمًّا وإثمًا.
أيها المسلمون:
إن مما يندى له الجبين، ويحزن له القلْب، ما تفَشَّى في مجتمعنا من أنواع التشَبُّه بالكفار بين الرِّجال والنساء والشباب.
فمن أنواع التشبُّه بالكفار الفاشية بين الرِّجال:
حلق اللحى، وتوفير الشوارب؛ فرارًا من سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الثابتة عنه؛ فلقد كان من هديه الكامل وأخلاقه إعفاء اللحية، وجزُّ الشارب أو قصُّه؛ قال جابر بن سمرة - رضي الله عنه -: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - كثير شعر اللحية؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - كان يعفي لحيته، وكذلك الأنبياء الكرام قبله؛ فقد ذكر الله تعالى عن هارون أنه قال لموسى: ﴿ يَا ابْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي ﴾ [طه: 94]، وقد أَمَر النبي - صلى الله عليه وسلم - بتوفير اللحية، وإحفاء الشوارب؛ ففي الصحيحَيْن من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «وفِّروا اللحى، وأحفوا الشوارب»، فتمسكوا - أيها المسلمون - بهَدْي نبيكم - صلى الله عليه وسلم - فهو خير لكم في الدنيا والآخرة.
يا مَن تحلقون لحاكم، وتوَفِّرون شَواربكم، اعلموا أنكم عصيتم نبيكم - صلى الله عليه وسلم - فبادرُوا بالتوبة؛ فالرجوع إلى الحق خير منَ التمادي في الباطل، إنكم ربما تنظرون إلى أناس يحلقون لحاهم، فتريدون مجاراتهم، وهذا استسلام للهوى، وضعف في الإيمان؛ لأن الذي يجب الاقتداءُ به هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهذه سنّته في اللحية واضحة وضوح الشمس، فلا عذر لِمَن تركها، ربما يظن بعض الناس أن قضية توفير اللحية أو حلقها منَ الأمور العادية التي يتبع فيها عادة الناس، وهذا ظنٌّ باطل؛ لأنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بتوفير اللحى، وأمره واجب الامتثال، وإن خالفه عادات الناس، وإنَّ التمسك بالسنة مع كثرة المخالفين لها دليل على صدْق الإيمان، وقوة العزيمة، وشهامة الرجولة، ومَن استبانت له سنَّة الرسول - صلى الله عليه وسلم - لَم يَكُن له أن يدَعها لأجل الناس[8].
ومن أنواع التشبُّه بالكفار:
ما ابتلي به كثير من شباب المسلمين، من إبقاء الشعور، وإطالة الأظافر، وغيرها؛ تقليدًا لسفلة العالَم، وجماعة منَ الشباب ابتلوا بالميوعة، وتقليد النساء في النعومة، ولبس خواتيم الذهب المحرَّمة، والتحلِّي بالسلاسل وغيرها.
فيا شباب المسلمين:
لا يجرفنَّكم سيل المدنية الحديثة الخبيثة، ولا يصرفنكم الشيطان عن صفات الرجولة والشجاعة، لا تشبهوا بالنساء في تصفيف الشعور وتنسيق الثياب، إنه لا يُبالغ في الزينة والعناية بجسمه وثوبه ومركوبه وفراشه إلا مُترف لين؛ لأن الرجل خشن بطبعه، وكلما تلين خفّتْ رجولته، ونقصت ذكورته، وعجز عن الكفاح والقيام بما خلق له في معترك الحياة، فرجل العمل لا يشغل وقته بما أصيب به كثير من شباب اليوم، الذين لا يخرجون إلى أعمالهم - إن كانت لهم أعمال - إلا بعد أن يمضي ساعة تحت المرآة، يخلي وجهه من اللحية، ويسرح شاربه، وشعر رأسه، فيا لله! أين الرجولة والشهامة؟! وأين الدين والاستقامة؟! ومن لنا بشباب مثل شباب الصحابة الذين هم عُبَّاد في الليل أُسُود في النهار؟!
أيها الشباب:
خُلقتم لتخلفوا آباءكم في الذود عن الدين، والجهاد في سبيل الله، والحفاظ على المحارم، وحماية الدين، والدفاع عن الديار، فكونوا خير خلف لخير سلف، وتسلموا مسؤوليتكم بقوة، فلستم كشباب الكفار الضائع، الذي لا دين له يدافع عنه، ولا عرض له يَصُونه، ولا كرامة يحافظ عليها.
ومن أنواع التشبُّه بالكفار:
ما ابتلي به كثير من نساء المسلمين من التشبُّه بالكافرات في لباسهن وسمتهنَّ، فيلبسن ثيابًا لا تسترهن؛ إما لقصرها بحيث تظهر السيقان والأذرُع، والأعضاء والنحور والصدور، أو ثيابًا ضيقة تصف حجم الجسم وتقاطيعه، وتظهر مفاتنه، يُضاف إلى ذلك التساهُل في كشف الوجوه، أو سترها بساتر خفيف لا يخفي لونها ولا يستر جلدها، وكذلك ما يفعلن برؤوسهن من جَمْع شعورهن، وربطها من فوق مُتدلية إلى القفا، وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «صِنْفان من أهل النار، لَمْ أرهما بعد: قوم معهم سياط كأذناب البقر، يضْرِبُون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدْخُلْن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإنَّ ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا»[9].
أيها المسلمون:
قال الله تعالى: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ ﴾ [النساء: 34]، فقوموا على نسائكم، مِن زوجات، وبنات، وأخوات، وسائر الموليات، امنعوهن مما حَرَّم الله وألزموهن بما أمر الله: ﴿ قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾ [التحريم: 6].
أيها المسلمون:
تَجنَّبوا مُشابَهة الكفَّار، واقتدوا بنبيكم؛ فهو القدوة الحسنة، ولا تَتَسَاهَلُوا في هذا الأمر، ادرسوا سيرة نبيكم - صلى الله عليه وسلم - وقلِّدُوه فيها؛ فإنها طريق السعادة والرقي والفلاح؛ قال الله تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21][10].

ظاهرة قضاء الإجازة خارج البلاد

بقلم: ناصح

إذا آن أوان العطلة الصيفية، واشتداد الحر، والبحث عن الجهَة التي يقضي فيها الفرد هذه الفترة، تطلَّع الكثيرُ منَ الناس إلى قضاء الإجازة في الخارج، وموضة قضاء الإجازة خارج البلاد في المناطق الباردة أو معتدلة الجو - موضة جاءت مع الحضارة الزائفة، ومع موجة الترف، وارتفاع مستوى المعيشة، وكثرة الأموال بأيدي الناس، ونقص الإيمان والوازع الديني.
إن الاستعمار الذي تغَلْغَل في البلاد الإسلامية، ينخُر في جسمها، قد خطَّط للقضاء على أخلاقها وإسلامها، وهو حاليًّا جادٌّ في تنفيذ مخططاته الهدامة؛ لعلمه علم اليقين أن الإسلام هو العدو اللدود الواقف في طريقه لإحباط مخططاته الاستعمارية العدائية، وما يسمَّى اليوم بالحضارة الزائفة، ما دخلت وحدها بلدًا إلا هدمت أخلاقياته، ومُثُله العليا، وقوَّضت بناء أركانه، وقد استخدمها الاستعمار اليوم وصقلها؛ لتكون من أوسع المنافذ العديدة التي يدخل منها الفساد لهذا المجتمع المسلم، وقد حشاها بالأفكار المضلِّلة؛ ليستفيد منها ماديًّا ومعنويًّا.
ماديًّا: هذه العُملة الصعبة التي يبعثرها السائح أثناء إقامته خارج وطنه.
ومعنويًّا: حينما يعود مدَّعي السياحة، مُشبعًا بالأفكار الاستعمارية، يحكي لنا مغامراته البشعة وصفقاته الخاسرة، يشيد بالإباحية الفاجرة والتحلُّل من الدِّين والأخلاق والمُثُل، ويتهم الإسلام بالتحجُّر والرجعية؛ لأنه يفرض القيود، ويضع الحدود، ويمنع الحرية المطلقة البهيمية والوحشية.
إن هذه الظاهرة الخطيرة التي يَدْمى لها قلب كل مسلم غيور، يذهب ضحيَّتها إيمانٌ وأموالٌ وأخلاقٌ، كلَّ عام يستشري شرُّها، ويتضاعَف العددُ؛ بسبب الدعايات التي يروِّجُها مَن وَقَع في حمأة الرذيلة، وانغمس في مستنقعات العُهْر وبؤر الفساد، حتى شملت النساء والشباب اليافعين الصغار، وأشد ما يذكي نارها، ويشب أوارها[11]، تشجيع هؤلاء على مستوى الأجهزة والمستوى الشعبي، فتجد بعض الأجهزة تدفعهم - ولو بطريق غير مباشر - على طَرْق هذه الأبواب بتهيئة الجو لهم، وتيسير سُبُل الراحة في الحصول على أسباب السفر.
ولكن لهذا التخفيف مغزًى آخر أشد خطورة من تطويل الروتين، وهو إتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن للسفر في أيِّ وقت؛ لإفساد أخلاقه، ونقْض إسلامه، ودفع المبالغ الطائلة للمغنين والمغنيات، والممثلين والمهرجين، دعاة الشر، عبَّاد المادة، الذين باعوا أخلاقهم وشرفهم للشيطان؛ تشجيعًا لهم على مُوَاصَلة باطلهم، كما تفعل أجهزة الإعلام اليوم بتشجيع العاهرات والمومسات، ودعاة الفجور الخالعين لربقة الإسلام من أعناقهم، إن كانوا ممن يدَّعي الإسلام، بشراء ترُّهاتهم ومفاسدهم وتأوُّهاتهم، من أغانٍ خليعة، وتمثيليات ماجنة، تفسد الأخلاق، وتحل عرى الإسلام عروة عروة، تدفع المبالغ الطائلة في الوقت الذي نحن بحاجة إلى قرش، ويصرف على معاطن الفجور باسم الفن وتشجيع الفنانين، الذين يجب قمعهم وتأديبهم حسب تعاليم الإسلام الحنيف، إننا في زمانٍ الإسلامُ فيه في أشد غربته، ما دامت هذه الأجهزة تدفع إمكاناتها - عصب حياتها - على حبائل الشيطان، ومطايا جنوده، تشتري هذه المفاسد بأموال أمة مسلمة تحت شعار إرضاء الجمهور، أو الاحتيال لتكذيب المثل القائل: رضا الناس غاية لا تُدرك.
إن مجتمعنا اليوم قد اختلط فيه الحابل بالنابل، وصار الدخلاء هم السواد الأعظم، وفيهم المندسُّون الذين يكيدون للإسلام والمسلمين، وهم الصوت النشاز الذي نسمع أنه غير راضٍ عن الحلقات الدينية والتوجيهية... إلخ، إنَّ هؤلاء لو أتيت بكل مفاسد الدنيا لطلَبوا منك الزيادة، ولظلوا غير راضين عنك، مهما التمست رضاهم بسخط الله؛ لأن من طلب رضا الناس بسخط الله، سخط الله عليه وأسخط عليه الناس، ومن طلب رضا الله بسخط الناس، رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، إن هذه الأجهزة الخطيرة أُوجدت لتوجيه المجتمع المسلم، لا لترضي الغوغاء فيه، وتشبع ميولهم البهيمية، إنَّها أوجدت لتقول: هذا حلال، وهذا حرام، وهذا ما يجب أن تكون عليه، أُوجدَت لتدعوَ إلى الدِّين الحنيف، والتمسك بأهدابه وأخلاقه، أوجدَت لتُرشِد الناس داخل البلاد وخارجها، أوجدت لتسمع صوت الإسلام مدويًّا في جميع بقاع العالم؛ ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ﴾ [يوسف: 108]، ولَم توجد للتخطيط لهدْم الدين، والتجنِّي على الإسلام والمسلمين، بأموالنا وأيدينا نهدم ديننا ومُثلنا وأخلاقنا؛ ﴿ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ ﴾ [الحشر: 2].
كل هذا بدعوى إرضاء الجمهور، أو مجاراة لإعلام الآخرين الذين يتَّخذون الأغاني والأنغام ترانيم دينية، ونوعًا من العبادة في كنائسهم، ويستحلون الحرام، إن لهؤلاء دينًا يؤمنون به - إن صح التعبير - ولنا دين نؤمن به، والحمد لله، ولو جاريناهم لخرجنا من ديننا إلى ما يؤمنون به، كما أنهم لو جارَونا، وعملوا مثل ما يفعله الصالحون منَّا، لَصارُوا مثلنا، ولَدَخَلُوا في ديننا.
يا أخي المسؤول:
هل أنت تابع للجمهور؟ أو أن الجمهور تابع لك؟! فإنك إن طلبت رضاه كنت تابعًا له، إن المريض المدنف لا يرضى بشرب الدواء؛ ولكن الطبيب يرغمه على شربه، ولا ينظر إلى رغبته؛ لأن الطبيب أعلم منه بما ينفعه، ويشفي مرضه، وإنه لو لَم يشرب هذا الدواء فإنه لن يحصل على الشفاء، وهذه أوجدتْ لتُعالج ما في هذا المجتمع من أمراضٍ أخلاقية وسلوكية، والتلفزيون والإذاعة مؤسَّستان حكوميتان، وليستا ملزمتين بإرضاء الجمهور، وضعتهما الدولة - دولة الإسلام والمسلمين الكبرى - لتُوَجِّه الناس، وليس لإرضائهم، ويتحتم على الجميع لُزُوم طريق الطاعة، وإن كان طويلاً، وأن نصبر على ذلك، وموضوعنا الذي به حديثنا هذا لا يقلُّ خطرًا على الدين مما أسلفنا.
فهو الوباء الفتاك الذي ينخر في جسم الأمة الإسلامية، الذي تجب محاربتُه في عقر داره بالمهنَّد المصقول، وليس ببذل المال وبعث البعوث ليصفقوا لهذه الأشباح الموحشة، والجيف المنتنة الخبيثة، ودماء الاستعمار وألاعيبه التي يحركها كما يشاء، ونحن - أمةَ الإسلام - نُمَوِّلها بدمائنا، بعصب حياتنا، بأخلاقنا، بإسلامنا الغالي الذي أرخصناه، وبعناه بالزهيد، بالشهوات الفانية، بضياع أبنائنا.
إننا على المستوى الشعبي أيضًا نشجع دعاة الرذيلة، بشراء أشرطتهم، وصورهم، ومخازيهم، نسمَح لأولادنا الصغار والكبار بالسفر إليهم، وإعطائهم المال الوفير؛ لإنفاقه على مسارحهم الماجنة، ومعاطن فسادهم المنتنة، ونسائهم العارية، ومراقصهم الخليعة، ومستنقعات الدعارة، وبيارات الفجور والبغاء، وحانات الخمر، وبارات السلب والنهب، واستنزاف الأموال.
وإذا سافر أحدهم إلى تلك الأماكن المتبرجة، لا للتجارة ولا للعلاج، ولا لأي سبب أو غرض من الأغراض الشريفة، وهو لا يقصد بسفَره هذا إلا مجرد الالتقاء بتلك العاهرات، والخائنات الماجنات، والخلوة بهن، وارتكاب الفاحشة علنًا، والتردد على حانات الخمر، والتحلل من التكاليف الإسلامية، ونشدان الحرية الإباحية المطلقة، البعيدة عن الرقباء، فلا يخشى ردع السلطان، أو وخز الجيران، فلا يصل إلى هناك إلا وقد تخلَّى عن الالتزام بأوامر الدين، ثم يعود وقد ارتَكَب الخطايا وكبائر الذنوب، هذا إن رجع بشيء من الإسلام، ثم نستقبله في المطار ونحتفي به، ونأخذه بحفلات التكريم، وكأنه قد عاد من الحجِّ أو العمرة، أو الجهاد في سبيل الله (حاشا لله)، وبهذا نكون قد أقررناه على أفعاله وخطاياه، ونكون بذلك قد أعنَّاه على تَكرار فجوره وعصيانه.
كان السابقون - رحمهم الله - إذا عاد الإنسان مِن بلَد غير إسلامية، أو بلد يحكمها غير المسلمين، لو كان عائدًا من تجارته، يُهجَر ثلاثة أيام لا يُسَلَّم عليه، وقد أقمنا لهم بدل الهجر المهرجانات والحفلات، ونحتفي بهم احتفاء، يدفعهم إلى السفَر مرات ومرات، إنها لمآسٍ تجرح قلوب المسلمين، وتجرح إيمانهم.
وللحد من هذه الظاهرة الخطيرة؛ نقترح أن توضع حدود للسفر، وتشرف على ذلك لجنة تشترك فيها وزارة العدل، والإفتاء والدعوة والإرشاد، ورئاسة هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويمثل هاتين الجهتين مشايخ مشهود لهم بالتقوى والصلاح، وتعطَى صلاحية الموافقة والتسفير، فمَن كان قاصرًا، أو سفيهًا، أو معروفًا بالانحراف، أو ليس لديه سبب شريف، فإن بقاءَه خير له من السفر، وبهذا نوفِّر أموالاً وأخلاقًا وجُهُودًا، ونحافظ على سُمعتنا وسُمعة بلادنا الإسلامية، ونحافظ على شبابنا من الضياع، وقد أوردت جريدةُ اليوم في أحد أعدادها قصصًا ومآسيَ، وقع بها هؤلاء يَدْمى لها الجبين، وطالبت بوضع حد للسفر، وألا يتركَ الباب على مصراعيه لهؤلاء.
إنها صرخة في آذان المسؤولين، راجين أن يعيروها اهتمامهم المعهود؛ لينجوا من عذاب الله؛ «كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته»[12]؛ لأنَّ الفردَ المسلم إذا سعى إلى معصية، فكل من ساعده للوصول إليها مشترك معه في الإثم، وهذا معروف في كل الأعراف، أنَّ من سهل الأمر وساعد مرتكب الجريمة شريك له فيها.
فمن ساعد هؤلاء من أهل، أو أصدقاء، أو مسؤولين على السفر، وهم يعلمون أنهم لَم يذهبوا إلا لارتكاب الكبائر، فإنهم شركاء معهم، والأمر عظيم، والتعاوُن به أعظم.
وبجانب هذا نهتم بتطوير المستشفيات، ورفع شأنها؛ سدًّا للذريعة، ونحن - ولله الحمد - قادرون على ذلك.
وفتح الأقسام المختلفة في الجامعات والدراسات العليا، وجلب كبار الأساتذة والمعامل، وتطوير المناطق السياحية التي يناسب جوها لقضاء الإجازة، بفتْح الطرق، وبناء الوحدات السكنية والفنادق السياحية، مثل: الطائف، وعسير، وحائل، والمناطق الأثرية؛ مثل: الدرعية... وغيرها، والمدن الساحلية، وبهذا نحتفظ بمليون مسافر سنويًّا، ونوفِّر عشرة آلاف مليون ريال، بمُعَدل كل مسافر عشرة آلاف ريال، وبعضهم يصرف مائة ألف ريال في الليلة الواحدة، ثم نبني بهذه المبالغ دِيننا وأُمتنا، ومجتمعنا وبلادنا وسمعتنا، فهل نحن سامعون؟ نرجو ذلك (عن مجلة الدعوة).

المراجع

1- خطب الشيخ محمد بن صالح العثيمين.
2- خطب الشيخ الدكتور صالح الفوزان.
3- الثمار اليانعة من الكلمات الجامعة للمؤلف.
4- مجلة البحوث الإسلامية العدد العاشر.
5- مجلة الدعوة.

[1] رواه الترمذي وصححه.
[2] رواه أبو داود بإسناد صحيح.
[3] خطب الشيخ محمد الصالح العثيمين ص 356.
[4] مجلة البحوث الإسلامية الصادرة عن رئاسة إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، العدد العاشر ص 7.
[5] خطب الشيخ صالح الفوزان 1/ 148.
[6] قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: وهذا الحديث أقل أحواله أنه يقتضي تحريم التشبه بهم، وإن كان ظاهرُه يقتضي كفْر المتشبه بهم.
[7] رواه الترمذي، وضعفه هو وجَمْع من الحفاظ.
[8] إنه لا يتم للمسلم تحقيق شهادة أن محمدًا رسول الله إلا بطاعته التي منها إعفاء اللحية، وقص الشارب، وسوف يُسأل الإنسان في قبره: مَن ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ ولا يفوز بالإجابة الصحيحة إلا مَن كان في هذه الحياة مطيعًا لله ولرسوله، وعاملاً بشرائع الإسلام الظاهرة والباطنة.
قال الإمام الشافعي - رحمه الله -: أجْمَع العلماءُ على أنَّ مَن استبانتْ له سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لَم يكن له أن يدَعها لقول أحدٍ.
[9] رواه مسلم.
[10] المصدر السابق 1/ 144.
[11] الأوار: حَرُّ النار، والشمس، والعطش، واللهب.
[12]رواه البخاري ومسلم.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تذكير الإخوان بأضرار الشيشة والدخان
  • تذكير المسلمين بأحكام صلاة المجاهدين والخائفين
  • حكم السفر إلى بلاد الكفار
  • الداعية السائح
  • الدورات الصيفية الخارجية... إلى أين؟
  • الإجازة الصيفية والسفر وقفات وأحكام
  • التحذير من السفر إلى بلاد الكفار
  • في التحذير من السفر إلى بلاد الفسق بمناسبة عطلة نصف السنة الدراسية
  • عد إلينا
  • على الأب منع ابنه من السفر إلى بلاد الكفر

مختارات من الشبكة

  • تذكير البشر بخطر السفر إلى بلاد الكفر(كتاب - موقع الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله)
  • تذكير البشر بأحكام السفر(كتاب - موقع الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله)
  • تذكير البشر بخطر الشعوذة والكهانة والسحر(كتاب - موقع الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله)
  • تذكير البشر بفوائد النوم المبكر(كتاب - موقع الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله)
  • تذكير البشر بفضل التواضع وذم الكبر(كتاب - موقع الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله)
  • تذكير البشر بفوائد النوم المبكر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التشريع خاص برب البشر لأنه فوق مدارك البشر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من فضائل النبي: كان يسمع ما لا يسمعه البشر ويرى ما لا يراه البشر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة أنباء نجباء الأبناء ومعه خير البشر بخير البشر(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • أيستفتى البشر في حكم رب البشر؟!(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب