• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / علوم قرآن
علامة باركود

مقدمة الجامع لروائع البيان في تفسير آيات القرآن

مقدمة الجامع لروائع البيان في تفسير آيات القرآن
سيد مبارك

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 30/6/2014 ميلادي - 2/9/1435 هجري

الزيارات: 41252

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الجامع لروائع البيان

في

تفسير آيات القرآن


مقدمة تمهيدية للتفسير:

إنَّ الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا، مَن يَهده الله فلا مُضل له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصَحْبه أجمعين.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].


﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70 - 71].

 

أمَّا بعدُ:

فإنَّ أصدَق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمدٍ، وشر الأمور مُحدثاتها، وكل مُحدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

أما بعد..

لا ريب أن القرآن الكريم كتاب الله - جل وعلا - قراءته وتدبره ومعرفة تفسير آياته وكلماته ودلالتها الظاهرة لأمر لا يجب أن يغفل عنه المسلم لأهميته في فهم مراد الله - تعالى - ثم العمل والتطبيق بمدلولها الذي يجمع له خير الدنيا والآخرة.

 

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -:

"وتدبر الكلام بدون فهم معانيه لا يمكن، وكذلك قال تعالى: ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [يوسف: 2] وعقل الكلام متضمن لفهمه، ومن المعلوم أن كل كلام فالمقصود منه فهم معانيه دون مجرد ألفاظه، فالقرآن أولى بذلك. وأيضًا، فالعادة تمنع أن يقرأ قوم كتابًا في فن من العلم كالطب والحساب ولا يستشرحوه، فكيف بكلام اللّه الذي هو عصمتهم، وبه نجاتهم وسعادتهم، وقيام دينهم ودنياهم؟ "[1] اهـ.

 

ويقول العلامة ابن العثيمين [2]:

"وتعلم التفسير واجب لقوله تعالى: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ (ص: 29) ولقوله تعالى: ﴿ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ (محمد: 24).

 

وجه الدلالة من الآية الأولى أن الله تعالى بين أن الحكمة من إنزال هذا القرآن المبارك؛ أن يتدبر الناس آياته، ويتعظوا بما فيها.

 

والتدبر هو التأمل في الألفاظ للوصول إلى معانيها، فإذا لم يكن ذلك، فاتت الحكمة من إنزال القرآن، وصار مجرد ألفاظ لا تأثير لها.

 

ولأنه لا يمكن الاتعاظ بما في القرآن بدون فهم معانيه.

 

ووجه الدلالة من الآية الثانية أن الله تعالى وبخ أولئك الذين لا يتدبرون القرآن، وأشار إلى أن ذلك من الإقفال على قلوبهم، وعدم وصول الخير إليها.

 

وكان سلف الأمة على تلك الطريقة الواجبة، يتعلمون القرآن ألفاظه ومعانيه؛ لأنهم بذلك يتمكنون من العمل بالقرآن على مراد الله به فإن العمل بما لا يعرف معناه غير ممكن" اهـ.

 

وفي تراث الأمة الإسلامية ولله الحمد والمنة قديمًا ومصنفات علمائنا من ورثة الأنبياء حديثًا تفاسير جليلة لهم أفنوا عمرهم في تفسير آيات الله تعالى لحاجة العباد لفهم القرآن ليستطيع المرء أن يرتوي ويتدبر مراد الله منها إن أحسن اختيار أفضلها شرحًا وأبعدها عن التأويل الفاسد أو الذي يخرجها عن ظاهرها أو معتقد فاسد يدعو إليه مفسرها لنشر فكر معين ينتمي إليه ويخالف منهج وعقيدة أهل السنة والجماعة من الرعيل الأول من الصحابة والتابعين وتابعي ومن والاهم إلى يوم الدين..

 

ولكن تعلم تفسير الآيات لتدبر مراد الله من خلال تفسيرات العلماء المعتبرين أمر والتصدي لتفسير القرآن نفسه أمر آخر لا ريب في حرمته لمن لا يملك أدواته ووفقًا للضوابط الشرعية التي تعارف واتفق عليها علماؤنا سلفًا وخلفًا.

 

طرق تفسير القرآن المعتبرة:

من أحسن طرق التفسير التفسير بالمأثور ومقصوده تفسير القرآن بالقرآن ثم بالسنة الصحيحة ثم بأقوال الصحابة لأنهم أدرى الناس بمقصود الآيات لقربهم من النبي - صلي الله عليه وسلم - ثم التابعين من الأئمة الإعلام المعتبرين لتلقيهم العلم عن صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتعلمهم القرآن ومعانيه على أيديهم حفظًا وتلاوةً وتفسيرًا فما أجمعوا عليه فهو حجة وما اختلفوا فيه فإنه يرجع فيه إلى لغة العرب التي نزل بها القرآن.

 

يقول ابن تيمية بتصرف يسير:

إن أصح الطرق في ذلك أن يفسر القرآن بالقرآن، فما أُجْمِلَ في مكان فإنه قد فُسِّرَ في موضع آخر، وما اخْتُصِر في مكان فقد بُسِطَ في موضع آخر، فإن أعياك ذلك فعليك بالسنة، فإنها شارحة للقرآن وموضحة له، بل قد قال الإمام أبو عبد اللّه محمد بن إدريس الشافعي: كل ما حكم به رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فهو مما فهمه من القرآن، قال اللّه تعالى: ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا ﴾ [النساء: 105]، وقال تعالى: ﴿ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 44]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [النحل: 64]، ولهذا قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه" يعني السنة.

 

ثم قال - رحمه الله - وحينئذ، إذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنة رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة، فإنهم أدرى بذلك لما شاهدوه من القرآن، والأحوال التي اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام، والعلم الصحيح، والعمل الصالح، لا سيما علماؤهم وكبراؤهم، كالأئمة الأربعة الخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين؛ مثل عبد اللّه بن مسعود.اهـ[3]

 

وهناك تفسيرات قديما وحديثا تفسر القرآن بتفسيرات وتأويلات عجيبة وشاذة حتى اختلط التفسير بغيره في الكثير منها ولعل قلة الوعي والجهل بخطورة التصدي لتفسير كلام رب العزة لمصيبة وبلية وقع فيها بعض أرباب المذاهب الفكرية قديما والعلمية والعصرية حديثًا من أهل الهوى وحاملي حطب الليل.

 

التفسير والمفسرون:

هذا التفسير هو جمع مبارك لروائع التفسير للآيات من التفسيرات الجليلة لعلماء أكابر شهد لهم القاصي والداني بعلوهم وعلمهم جمعتها من تفاسيرهم.

 

وقد اقتصرت علي ثمانية من التفسيرات وهي:

1- جامع البيان في تأويل القرآن (تفسير الطبري) (المتوفى: 310هـ).

2- تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير) (المتوفى: 774هـ ).

3- الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي) (المتوفى: 671هـ).

4- أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن للعلامة محمد الأمين الشنقيطي (المتوفي:1393هـ).

5- تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير الأحكام - المؤلف: عبدالرحمن بن ناصر السعدي (المتوفى: 1376هـ).

6- تفسير محمد بن صالح بن محمد العثيمين  - رحمه الله - (المتوفى: 1421هـ).

7- تفسير معالم التنزيل في تفسير القرآن (تفسير البغوي) (المتوفى: 510هـ ).

8- تفسير شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى: 751هـ) وهو تفسير مجموع من أقواله من بين ثنايات كتبه - رحمه الله - وهو تفسير جيد وابن القيم هامة وقامة كبيرة ومنهجه هو منهج السلف الصالح.

 

• وهذه التفاسير الثماني هي من وقع عليها اختيارنا نهائيًّا وكنا من قبل أضفنا لهذه التفاسير تفسير الشوكاني المسمي "فتح القدير" وأخذنا منه في تفسير سورة الفاتحة شيئًا ولكن مع تدبره خشينا أن نغفل ونأخذ منه ما هو يعيبه من أقوال أدخلها الشوكاني - رحمه الله - في تفسيره دون تمحيص وتحذير وتركها علي علاتها - للزمخشري صاحب تفسير الكشاف وهو عمدة في بلاغة القرآن الكريم، بعبارات دقيقة ورشيقة وبليغة وهي ما يتميز به هذا التفسير لكنه في العقيدة لا شيء!

 

بل ربما يقدح في أهل السنة فمؤلفه من المعتزلة الغلاة الدعاة إلى بدعة الاعتزال بكل ما أوتي من قدرة وحيلة كما أنه ينقل عن الرازي وهو أشعري المذهب وتفسيره فيه عجائب وغرائب، ومن ثم رأينا أن من السلامة ترك الأخذ منه إلا ما قد سلف في سورة الفاتحة، ولا أخفي ترددي كثيرًا في تفسير البغوي المسمي "معالم التنزيل" فهو كما هو معلوم مختصر من تفسير الثَّعْلَبِيِّ لَكِنَّهُ كان حريصًا وصَانَ تَفْسِيرَهُ مِنْ الْأَحَادِيثِ الْمَوْضُوعَةِ وَالْآرَاءِ الْمُبْتَدَعَة ولكن وقع منه تأويل لبعض الصفات كالرحمة والحياء والغضب، ولكنه سلفي العقيدة، يثبت لله سبحانه ما أثبته لنفسه من الأسماء والصفات عدا ما ذكرنا، وقد قرر ذلك في مقدمة كتابه النفيس "شرح السنة" وفي تفسيره هذا الغالب إثبات الصفات وهذا ما رجح رصيده عندي ولما للإمام البغوي نفسه - رحمه الله - من مكانه علمية كبيرة ومتميزة.


ومن ثم فهذه التفاسير الثمانية المذكورة هي مرجعيتنا في تفسيرنا هذا لبيان وتفسير آيات القرآن والله المستعان وعليه التكلان.

 

الجامع لروائع البيان في تفسير آيات القرآن

قلنا أن تفسيرنا هذا جمع مبارك لروائع بيان أهل التفسير لكتاب الله - جل وعلا - وهناك ما ينبغي أن نوضحه للقارئ الكريم ليكون علي بينة مما قد يفوت علينا بيانه في التفسير نفسه لسبب من الأسباب ونبينها في النقاط التالية:

1- نبدأ دوما بتعريف بالسورة وفضلها والأحاديث الصحيحة الواردة في فضائلها أو آياتها مع بيان أيضًا ما شاع من أحاديث ضعيفة أو موضوعة عنها والتحذير منها.

 

2- ببيان الآية المراد تفسيرها ثم إعرابها ومرجعيتنا في ذلك "الجدول في إعراب القرآن - لمحمود بن عبد الرحيم صافي (المتوفى: 1376هـ)"، ونكتفي بأعرابه لمفردات الكلماتها دون الجمل لعدم التطويل ومن أراد المزيد فليرجع له.

 

3- نبين أسباب النزول للآيات أن وجدتت ومرجعيتنا في ذلك كتاب الصحيح المسند من أسباب النزول للعلامة محدث اليمن الشيخ مقبل بن هادي الوادعى - والنسخة المعتمدة في تفسيرنا نشر "مكتبة ابن تيمية الطبعة الرابعة - القاهرة 1408هـ- 1987م" وهو بحث مختصر بالاحاديث الصحيحة المتصلة السند يبين فيه بعض أسباب النزول ورتبها على ترتيب سور القرآن.

 

وحرصًا منا على بيان أسباب النزول الصحيحة المتصلة الإسناد بعيدًا عن الأسباب التي لا يؤيدها الدليل نكتفي بهذا الكتاب، وهذا لا يمنع أن هناك أسبابًا أخرى في كتب أخري مشهورة ككتاب" العجاب في بيان الأسباب" للحافظ بن حجر وهو كتاب رائع في بابه، ولكن ذلك كان اختيارنا.

 

هذا ونذكر في التفسير تحقيقه للأحاديث كما جاء ذكرها في كتابه سالف الذكر والله المستعان.

 

4- نذكر الآية المراد تفسيرها تحت عنوان "روائع البيان والتفسير" ثم نبين تفسير الآية إجمالًا لمفسر واحد أو أثنين، وأن وجدث الآية تحتاج إلى زيادة بيان وهو الغالب في تفسيرنا هذا جزأتها وقد أكرر تفسير جزئية أخرى من الآية لنفس المفسر طالما بيانه أشمل وأكمل والعبرة هنا بالبيان وكشف المعاني الظاهرة للآية وتأويلها واستنباط فوائدها الجليلة. وليس المقصود بالبيان سحر الكلمات والعبارات والقص واللزق والحشو وهلم جرا.. حاشا لله!!

 

بل بعد البحث والاطلاع والتدبر في جميع التفاسير المختارة نذكر أفضلها بيانًا وتفسيرًا من وجهة نظرنا فإن كان اختيارنا سليمًا فهذا فضل من الله وإن كنا تركنا الأفضل فهذا تقصير منا نسأل الله الرشد والسداد.

 

• وقد أختصر كلام المفسر بتصرف يسير تارة وقد أختصره فقط دون تصرف مع بيان ذلك في سياق التفسير وقد راعيت عدم الإخلال بالمعني الذي يرمي إليه المفسر عند الاختصار، وإن تعذر ذلك ذكرت كلامه دون اختصار للالتزام بالأمانة العلمية في النقل.

 

وهناك بعض التنبيهات الهامة التي ننبه عليها ليحيط بها القارئ الكريم علمًا عند قراءته لتفسير الآيات:

أ- الإمام أبوجعفر الطبري تفسيره من أكمل التفاسير ولكنه صعب نقله على العامة بأسانيده التي هي من مميزاته حتي لو لم يعقب بصحتها أو ضعفها لما هو معلوم قديمًا أن من أسند فقد برئت ذمته،وقد قيل من أسند فقد أحالك.

 

ومن ثم ننقل كلامه وترجحاته التي يري صحتها دون ذكر الإسناد تارة مكتملة وتارة أخري نختصر منها قدر الإمكان لعدم التطويل دون الإخلال بالمعني.

 

ب- تفسير القرطبي والحافظ بن كثير من التفاسير المعتبرة عند أهل العلم ولكن الاثنان يكثر في تفسيرهما الاستشهاد بأقوال متهمين بالكذب كالكلبي ومقاتل بن سليمان -و هو غير مقاتل بن حيان البلخي وهو ثقة صالح، روى عن مجاهد والضحاك وعكرمة وقتادة.

 

• وممن نقلوا عنه أيضًا عطية العوفي وهو شيعي متهم فضلًا عن ضعف روايته عند المحدثين فهو كذاب ومن المدلسين تدليس الشيوخ فقد كان يأتي الكلبي فيأخذ عنه التفسير، وكان يكنيه بأبي سعيد فيقول قال أبو سعيد ليظن من يسمعه أنه يتحدث عن أبو سعيد الخدري الصحابي الجليل ولكنه كان يقصد الكلبي وهو كذاب.

 

وهنا استشكال لابد من طرحه هل يجوز النقل عن تفسيرات كتفسير مقاتل أو الكلبي أو السدي الكبير وغيرهم من المجروحين والمتهمين كما فعل ابن كثير والقرطبي وابن جرير الطبري ومن صار على نهجهم؟

 

قال الأستاذ الذهبي في "التفسير والمفسرون" (1|119):

"إن هذا التفسير الموضوع، لو نظرنا إليه من ناحيته الذاتية، بغض النظر عن ناحيته الإسنادية، لوجدنا أنه لا يخلو من قيمته العلمية. لأنه مهما كثر الوضع في التفسير، فإن الوضع ينصب على الرواية نفسها. أما التفسير في حد ذاته، فليس دائمًا أمرًا خياليًا بعيدًا عن الآية. وإنما هو -في كثير من الأحيان- نتيجة اجتهاد علمي له قيمته. فمثلًا من يضع في التفسير شيئًا، وينسبه إلى عليّ أو ابن عباس، لا يضعه على أنه مجرد قول يلقيه على عواهنه، وإنما هو رأي له، واجتهاد منه في تفسير الآية، بناء على تفكيره الشخصي. وكثيرًا ما يكون صحيحًا. غاية الأمر أنه أراد لرأيه رواجًا وقبولًا، فنسبه إلى مَن نُسب إليه من الصحابة. ثم إن هذا التفسير المنسوب إلى عليّ أو ابن عباس، لم يفقد شيئًا من قيمته العلمية غالبًا، وإنما الشيء الذي لا قيمة له فيه هو نسبته إلى علي أو ابن عباس. فالموضوع من التفسير - والحق يقال - لم يكن مجرد خيال أو وهم خُلق خلقًا. بل له أساس ما، يهمّ الناظر في التفسير درسه وبحثه، وله قيمته الذاتية وإن لم يكن له قيمته الإسنادية".

 

ج- الإسرائيليات القليلة التي وجدناها في التفسيرات المختارة حذفناها رغم قلتها لو وقعت في سياق تفسير المفسر لعدم فائدتها ودون الإخلال بالمعنى العام لكلام المفسر، ولو كانت ذات فائدة للناس لبينها الله تعالى في كتابه فتركها والسكوت عنها أولى.

 

5- تحقيق جميع الأحاديث الواردة في التفسير مع إتمام المتن إن رأينا ذلك في الهوامش لعدم الإخلال بمعني الحديث الشريف ونبين أننا لو وجدنا أحاديث ضعيفة في سياق كلام المفسر حذفناها واختصرنا كلامه، وكذلك لو رأينا الحاجة للاختصار أن أطال فيما يخرج عن تفسير الآية لبيان اختلافات وأقوال وترجيحات وما أشبه هذا، وبينا ذلك كقولنا "فقال ما مختصره" - أو "فقال بتصرف يسير" لحرصنا على أن يخلو تفسيرنا من الأحاديث الضعيفة والموضوعات التي لا ترتبط بتفسير الآية ذاتها.

 

6- قد بينا نبذة يسيرة عن تراجم الشخصيات الموجودة في سياق كلام المفسر أو الأحاديث ليدرك القارئ من هم الذين يأخذ عنهم تفسير كلام الله تعالى، ومرجعيتنا في ذلك كتب التراجم والطبقات المعتبرة لأهل هذا الفن "كسير أعلام النبلاء للذهبي والأعلام للزركلي ووفيات الأعيان لابن خلكان" وغيرهم.

 

7- نبين الفوائد والأحكام المتعلقة بكل سورة علي حدة بعد الانتهاء من بيانها وتفسيرها بصرف النظر عن الجزء التي تقع فيه هذه السورة كلها أو بعضها فالعبرة عند الانتهاء من تفسيرها نبين فوائدها وأحكامها.

 

وبعد. هذا جهد المقل فإن كان ما به صوابًا فمن الله وتوفيقه، وإن كان ما به خطأ فمني ومن الشيطان والله - تعالى - ورسوله - صلى الله عليه وسلم - منه بريء ولا أدعي أني استقصيت المراد بما ذكرت ونقلت، ولكن لعل أنال به دعوة صالحة بظهر الغيب أو حسنات ماحية أنا في أشد الحاجة إليها يوم لا ينفع مال ولابنون، والله أسأل أن يجعله خالصًا لوجه الكريم، وأن ينفع به، وأن يغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين إنه سميع مجيب الدعاة، وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



[1] انظر كتاب "مقدمة في أصول التفسير" (ص/9) لابن تيمية- الناشر: دار مكتبة الحياة، بيروت، لبنان.

[2] انظر تفسير العلامة محمد العثيمين- مقدمة التفسير- ( 1/ 20 )- مصدر الكتاب: موقع العلامة العثيمين.

[3] انظر كتاب "مقدمة في أصول التفسير"(ص/40) لابن تيمية- الناشر: دار مكتبة الحياة، بيروت، لبنان.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • روائع البيان في القرآن (سورة الأعلى1)
  • روائع البيان في القرآن (سورة الأعلى2)
  • من روائع البيان القرآني
  • أرجى آيات القرآن (1)

مختارات من الشبكة

  • الجامع لروائع البيان في تفسير آيات القرآن (13) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الجامع لروائع البيان في تفسير آيات القرآن (12) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الجامع لروائع البيان في تفسير آيات القرآن (11) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الجامع لروائع البيان في تفسير آيات القرآن (10) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الجامع لروائع البيان في تفسير آيات القرآن (9) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الجامع لروائع البيان في تفسير آيات القرآن (8) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الجامع لروائع البيان في تفسير آيات القرآن (7) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الجامع لروائع البيان في تفسير آيات القرآن (6) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الجامع لروائع البيان في تفسير آيات القرآن (5) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الجامع لروائع البيان في تفسير آيات القرآن (4) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب