المسائل التي خالف فيها أبو بكر عبدالعزيز الخرقي في العبادات

ملخص الرسالة

المسائل التي خالف فيها أبو بكر عبدالعزيز - غلام الخلال - الخرقي

في العبادات عدا الطهارة والصلاة

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

أما بعد:

فلما كان من تمام الحصول على درجة العالمية في المعهد العالي للقضاء، أن يقدِّم الطالب بحثًا تكميليًّا؛ لذلك وقع اختياري على هذا الموضوع، الموسوم بـ"المسائل التي خالف فيها أبو بكر عبدالعزيز الخرقيَّ في مختصره في العبادات عدا الطهارة والصلاة"، واللهَ أسأل التوفيقَ والسداد، والهداية والرشاد، وبلوغ المراد.

أهمية الموضوع وأسباب اختياره:

1- أن أبا بكر عبدالعزيز، وأبا القاسم الخرقي - رحمهما الله تعالى - يتبوَّآن في مذهب الحنابلة منزلةً رفيعة، ويكثر نقلُ آرائهما الفقهية في كتب الخلاف، وخاصةً المتقدمةَ منها.

2- مكانة "مختصر الخرقي" بين كتب المذهب الحنبلي، وأهميته، واهتمام العلماء به.

3- أن التأمُّل والنظر في هذه المسائل وغيرها، وبحثَها، وجمعَ الأقوال فيها وأدلتها - يعطي الطالبَ الدربةَ، وسَعة الأفق.

4- أنني لم أجد مَن بَحَثَ هذا الموضوعَ ممَّن سبقني - فيما اطلعتُ عليه - من حيث دراسة هذه المسائل دراسة فقهية موازنة.

الدراسات السابقة في الموضوع:

بعد البحث والنظر في قوائم رسائل العالمية العالية، والعالمية في المعهد العالي للقضاء، وكلية الشريعة بالرياض، ودليل الرسائل الجامعية الصادر عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ومكتبة الملك فهد الوطنية - لم أجد مَن تناول المسائل المرادَ بحثُها وموازنتها بالمذاهب الأخرى.

وقد وجدت في العنوان نفسه ثلاثةَ بحوث؛ لكنها في أبواب أخرى، وهي:

1- "المسائل التي خالف فيها أبو بكر عبدالعزيز الخرقيَّ في "مختصره" في فقه الأسرة، والجنايات، والحدود"؛ قدمه للمعهد العالي.

الخاتمة

الحمد لله الذي بنعمته تتمُّ الصالحاتُ، أشكره على ما أتم، وأحمده على ما أنعم، فهو أحق من شُكر، وأعظم مَن حُمد، له ملك السموات والأرض، وهو العزيز الحميد، وأصلِّي وأسلِّم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى صحابته الطيبين الطاهرين.

أما بعد:

فبعد هذه الجولةِ المباركة التي أمضيناها مع العالمين الجليلين: أبي بكر عبدالعزيز بن جعفر، وأبي القاسم الخرقي - رحمهما الله تعالى - ومخالفة الأول للثاني بجملة من المسائل في باب العبادات، أقف في نهاية هذا البحث وقفةً ألخص فيها أهمَّ النتائج التي توصلتُ إليها خلال هذا البحث.

فمن أبرز النتائج ما يلي:

1- العبادة بمفهومها العام: كما قال شيخ الإسلام: "اسم جامع لكل ما يحبُّه الله ويرضاه، من الأقوال والأفعال، الظاهرة والباطنة".

2- المقصود بالعبادات في عنوان البحث: هو ما اصطلح عليه الفقهاء من تقسيم للمؤلفات الفقهية إلى قسم عبادات، وقسم معاملات، وهو اصطلاح جدَّ، دفعتْ إليه حاجةُ الناس إلى التخصص، وليس المراد به: إخراج ما سوى قسمِ العبادات من مسمَّى العبادة اصطلاحًا.

3- الراجح من الأقوال أن المأموم يتابع إمامَه في صلاة الجنازة إلى سبع تكبيرات؛ لوروده عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وبعض الصحابة؛ ولوجوب متابعة الإمام.

4- الإمام مخيَّر في الصلاة على الشهيد أو عدمها؛ لمجيء الآثار بكلٍّ منهما.

5- ترجح أن مَن فاته شيء من التكبير ولم يقضه متتابعًا، أنه تصح صلاته؛ لوروده عن عائشة وابن عمر - رضي الله عنهم.

6- يترجح أن الإبل إذا زادت على عشرين ومائةٍ، واحدةً، فإن الفرض يتغير بها، فيجب فيها ثلاث بنات لبون؛ لموافقته الأحاديثَ الصحاح، وموافقته القياس.

7- الفرض في الغنم لا يتغير بعد المائتين وواحدة، حتى يبلغ أربعمائة، فيجب في كل مائةٍ شاةٌ.

8- لا يجب استيعاب الأصناف الثمانية في دفعه الزكاة إليهم؛ لأن هذا اللائق بحكمة الشرع وحسنه، وهو الظاهر من فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - وخلفائه وأصحابه.

9- الأقرب أن الدراهم والدنانير، لا تُضم لإكمال النصاب؛ لاختلاف نصابهما.

10- إذا ملك جماعة عبدًا، فإن صدقة فطره توزَّع على الشركاء بقدر حصصهم.

11- يجوز إخراج الأقط في زكاة الفطر لمن هو قُوتُهم فقط، ولا يجزئ لغيرهم.

12- رؤية الهلال في يوم التاسع والعشرين قبل الغروب، لا عبرةَ به، أما بعد الغروب، فلا خلاف في اعتبارها.

أما رؤية الهلال يوم الثلاثين بعد الغروب، فلا خلاف في اعتبارها، أما قبل الزوال، ففيه خلاف، والراجح - والله أعلم - أن الرؤية لليلة المقبلة، سواء كان قبل الزوال أم بعده.

13- مَن لم يحجَّ عن نفسه، فليس له أن يحج عن غيره، فإن فعل انعقد عن نفسه، ورَدَّ ما أخذ.

14- الأحوط اشتراط المشي في الطواف والسعي، إلا لعذرٍ شرعي، أو علَّة يعجز معها عن المشي.

15- تجزئ عمرة القارن عن عمرة الإسلام.

16- القاتل يستحق سَلَبَ قتيلِه، قال ذلك الإمام أو لم يقلْه.

17- إذا قُسمت الغنائم في دار الحرب، ثم بِيعتْ فيها، وحصل القبض، ثم غلب عليها الكفار، فتكون من ضمان المشتري، سواء حصل تفريط منه أم لا؛ لكن يقيَّد أن يكون بعد قبض المبيع.

18- الجزية غير مقدرة الأقل والأكثر؛ لكن مرجعها إلى الحاكم.

19- إذا عجز المكاتب عن السداد، ورُدَّ في الرق، وقد كان تصدق عليه، فتكون الصدقة لسيده.

فهرس الموضوعات