تحقيق تخريج مسألة ( صلاة الأضحى ركعتان )

تحقيق تخريج مسألة ( صلاة الأضحى ركعتان )

للإمام الحافظ أبي محمد عبدالرحمن بن أبي حاتم الرازي

قال ابن أبي حاتم في كتاب العِلل: وسألت أبي عن حديث رواه محمد بن بشر، عن يزيد بن زياد بن أبي الجعد[1]، عن زُبيد، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، قال:

قال عمر: ((صلاة الأضحى ركعتان، وصلاة الجمعة[2] ركعتان)) وذكر الحديث.

قال أبي: رواه الثوري، عن زُبيد، عن ابن أبي ليلى، عن عمر، الحديث.

ليس فيه كعب، وسفيان أحفظ.

رجال الإسناد:

• محمد بن بشر العبدي، ثقة حافظ، تقدمت ترجمته في المسألة رقم 556.

• يزيد بن زياد بن أبي الجَعْد الأشجعي الغَطَفَاني الكوفي، من السابعة.

روى عن زُبيد اليامي، وعبدالملك بن عمير، وعاصم الجَحْدَري، وغيرهم.

روى عنه محمد بن بشر، ووكيع بن الجراح، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وغيرهم.

قال أحمد، وابن معين في أكثر من رواية، والعجلي: ثقة. وذكره ابن حبان في الثقات.

وقال ابن معين في رواية: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: ما بحديثه بأس، وهو صالح الحديث. وقال أبو زرعة: شيخ. وقال النسائي: ليس به بأس، صالح الحديث.

قال ابن حجر: صدوق.

قلت: لعل الصواب أنه ثقة؛ لقول الأكثر، ولأن من نـزل به عن درجة الثقة وهم أبو حاتم والنسائي، كلاهما متشدد، وقول أبي زرعة لا يفهم منه الجرح، مع مخالفته للجمهور المصرحين بالتوثيق، والله أعلم.

انظر تهذيب الكمال 32/130، التهذيب 11/328، التقريب (7714).

• زُبَيد بن الحارث اليامي، أبو عبدالرحمن الكوفي (ت 122 تقربياً).

ثقة ثبت، متفق على توثيقه.

انظر تهذيب الكمال 9/289، السير 5/296، التهذيب 3/310، التقريب (1989).

• عبدالرحمن بن أبي ليلى الأنصاري، ثقة، تقدمت ترجمته في المسألة رقم 510.

وقد اختلف في سماعه من عمر، وأكثر الأئمة على أنه لم يسمع منه.

• كعب بن عُجْزة الأنصاري، أبو محمد المدني، صحابي مشهور، نـزل فيه قوله تعالى ﴿ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ﴾، مات بالمدينة سنة ثلاث وثلاثين تقريباً.

انظر الاستيعاب 9/248، أسد الغابة 4/243، الإصابة 8/276.

• عمر بن الخطاب، صحابي جليل، تقدمت ترجمته في المسألة رقم 503.

• سفيان الثوري، ثقة ثبت حافظ، تقدمت ترجمته في المسألة رقم 527.

تخريج الحديث:

روى زُبيد اليامي هذا الحديث، واختلف عليه، وعلى بعض الرواة عنه:

أولاً: رواه يزيد بن زياد، وياسين الزيات - في وجه مرجوح عنه، كما سيأتي -، عن زبيد عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، عن عمر بن الخطاب.

ثانياً: ورواه جماعة من الثقات، عن زبيد، عن ابن أبي ليلى، عن عمر.

ثالثاً: ورواه سفيان الثوري، واختلف عليه، وعلى بعض الرواة عنه:

1- فرواه عدد من الثقات، عن سفيان، عن زبيد، عن ابن أبي ليلى، عن عمر.

2- ورواه يزيد بن هارون، عن سفيان، عن زبيد، عن ابن أبي ليلى، قال: سمعت عمر.

3- ورواه يحيى القطان، عن سفيان، واختلف عليه:

أ- فرواه القواريري، عن يحيى، عن سفيان، عن زبيد، عن ابن أبي ليلى، عن الثقة عن عمر.

ب- ورواه إبراهيم بن محمد، عن يحيى، عن سفيان، عن زبيد، عن عبدالرحمن بن أبي ايلى، عن عمر.

وتابع يحيى عليه عدد من الثقات.

4- ورواه ابن مهدي واختلف عليه:

أ- فرواه أحمد، عن ابن مهدي، عن سفيان، عن زبيد، عن ابن أبي ليلى، عن عمر.

وتابع ابن مهدي عليه عدد من الثقات، كما تقدم.

ب- ورواه محمد بن عمار، عن ابن مهدي، عن سفيان، عن زبيد، عن ابن أبي ليلى، عن أبيه، عن عمر.

5- ورواه مخلد بن يزيد، عن سفيان، عن عبدالله بن عيسى، عن زبيد، عن ابن أبي ليلى، عن عمر.

رابعاً: ورواه محمد بن طلحة بن مصرف، واختلف عليه:

1- فرواه أبو المطرف، عن محمد بن طلحة، عن زبيد، عن ابن أبي ليلى، عن عمر.

2- ورواه أبو عامرو ومسلم بن إبراهيم، عن محمد بن طلحة، عن زبيد، عن أبي ليلى، قال: خطبنا عمر.

3- ورواه جماعة، عن محمد بن طلحة، عن زبيد، عن ابن أبي ليلى، قال: قال: عمر.

خامساً: ورواه ياسين الزيات، واضطرب فيه:

1- فرواه مرة عن زبيد، عن ابن أبي ليلى، عن عمر.

2- ورواه مرة، عن زبيد، عن ابن أبي ليلى، عن كعب، سمعت عمر.

3- ورواه مرة، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عمر.

وفيما يلي تفصيل ما تقدم:

أولاً: رواه يزيد بن زياد، عن زبيد، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة عن عمر بن الخطاب:

أخرجه النسائي في الكبرى 1/183، رقم 490 - ومن طريقه ابن حزم في المحلى 4/256 -، ورواه ابن خزيمة 2/340، رقم 1425، والبيهقي في الكبرى 3/199. من طريق محمد بن رافع.

وابن ماجه 1/338، كتاب إقامة الصلاة، باب تقصير الصلاة في السفر، رقم 1064- ومن طريقه الضياء في المختارة 1/387، رقم 269-، عن محمد بن عبدالله بن نمير.

وابن خزيمة 2/340، رقم 1425، من طريق عبدة بن عبدالله الخزاعي.

وابن المنذر في الأوسط 1/336، رقم 2242، وفي 4/98، رقم 1847. من طريق الكيساني.

وأسلم الواسطي في تاريخ واسط (ص 216، 217)، عن الحسن بن عبدالملك.

كلهم عن محمد بن بشر، عن يزيد بن زياد، به.

وتابع يزيد على هذا الوجه: ياسين الزيات، في وجه مرجوح عنه، كما سيأتي.

ثانياً: ورواه جماعة، عن زبيد، عن عبدالرحمن، عن عمر:

أخرجه النسائي 3/111، في الجمعة، عدد صلاة الجمعة، رقم 1420، وابن أبي شيبة في المصنف 2/188، و447 - وعنه ابن ماجه، الموضع السابق، رقم 1063 -، ورواه عبدبن حميد (المنتخب ص 41، رقم 29)، والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/422.

من طريق شريك.

والنسائي 3/118، كتاب تقصير الصلاة في السفر، رقم 1440، والبزار في مسنده 1/465، رقم 331، والطبراني في الأوسط 3/450، رقم 2967، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان 2/198، رقم 195، وأبو الحسن الحربي في الثاني من فوائده (ق158/ب). من طريق شعبة.

والخطيب في الجامع الأخلاق الراوي 2/98، رقم 1286، من طريق يحيى بن أبي أنيسة.

وتابعهم: سماك بن حرب، وعلي بن صالح، والجراح: أبو وكيع، وعبدالله بن عيسى وعبدالله بن ميمون الطهوي، وعبدالرحمن بن زبيد:

ذكر ذلك أبو نعيم في الحلية 4/354.

قلت: وسيأتي أن متابعة عبدالله بن عيسى، إنما هي من رواية سفيان في أحد الأوجه المرجوحة عنه، وعليه ففي ثبوتها نظر.

كما تابعهم: الثوري، ومحمد بن طلحة، وياسين الزيات، في الراجح عنهم، كما سيأتي في الاختلاف على كل منهم.

كلهم عن زبيد، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن عمر.

ثالثاً- ورواه سفيان الثوري، واختلف عليه، وعلى بعض الرواة عنه:

1- فرواه عدد من اللاثقات، عن سفيان، عن زبيد، عن ابن أبي ليلى، عن عمر:

أخرجه النسائي 3/183، كتاب صلاة العيدين، عدد صلاة العيدين، رقم 1566، من طريق يزيد بن زريع.

وأبو يعلى في مسنده 1/207، رقم 241 - ومن طريقه ابن حبان 7/22، رقم 2783، والضياء في المختارة 1/346، رقم 237، 239-، ورواه أحمد 1/37 - ومن طريقه ابن الجوزي في التحقيق 1/495، رقم 768 -. من طريق وكيع.

والبيهقي في الكبرى 3/200، من طريق أبي نعيم، ومحمد بن أبي كثير.

والبيهقي في الصغرى 1/244، رقم 634، من طريق الحسين بن حفص.

والطيالسي في مسنده (ص 10، وص 20).

والطبراني في الأوسط 6/7، رقم 5006، من طريق زائدة.

وعبد الرزاق في المصنف 2/519، رقم 4278.

والطحاوي في معاني الآثار 1/421، من طريق أبي عامر، وروح.

وتابعهم: عبدالله بن الوليد العدني، ومهراان بن أبي عمر، وأبو حمزة السكري: ذكر ذلك الدارقطني في العلل 2/155، 116.

كما تابعهم يحيى القطان، وابن مهدي، كما سيأتي في الاختلاف عليهما.

كلهم عن سفيان، عن زبيد، عن ابن أبي ليلى، عن عمر.

2- ورواه يزيد بن هارون، عن سفيان، عن زبيد، عن ابن أبي ليلى، قال: سمعت عمر: أخرجه الهيثم بن كليب في مسنده (كما في مسند الفاروق لابن كثير 1/203) - ومن طريق الهيثم الضياء في المختارة 1/347، رقم 240 -، عن عيسى بن أحمد العسقلاني.

وأبو خيثمة في مسنده (كما في التهذيب 6/261).

وتابعها: إسحاق بن أبي إسرائيل: ذكره الضياء في المختارة 1/347.

كلهم عن يزيد بن هارون، به.

وأخرجه مسدد في مسنده - كما في أطراف المسند 5/63 -، من رواية يزيد، به.

وقال الدارقطني في العلل 2/116: ولم يتابع يزيد بن هارون على قوله هذا.

3- ورواه يحيى القطان، عن سفيان، واختلف عليه:

أ- فرواه القواريري، عن يحيى، عن سفيان، عن زبيد، عن ابن أبي ليلى، عن الثقة عن عمر:

أخرجه أبو يعلى - كما في المختارة 1/348، ومسند الفاروق 1/203 -.

والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/422، عن ابن أبي داود.

كلاهما عن القواريري، عن يحيى، به.

وذكره البيهقي في الكبرى 3/200، من رواية يحيى، به.

وقال ابن حجر في التهذيب 6/262: ورواه يحيى بن سعيد، وغير واحد، عن سفيان، عن زبيد، عن عبدالرحمن، عن الثقة، عن عمر.

قلت: والقواريري هو عبيد الله بن عمر: ثقة ثبت (التقريب 4325).

ولم أقف على من رواه غير يحيى، كما ذكر ابن حجر، والله أعلم.

ب- ورواه إبراهيم بن محمد، عن يحيى، عن سفيان، عن زبيد، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن عمر:

أخرجه النسائي في الكبرى 1/183، رقم 491، و1/535، رقم 1734، عن إبراهيم بن محمد، عن يحيى، به.

وتابع يحيى عليه عدد من الثقات، كما تقدم.

قلت: وإبراهيم بن محمد، هو التيمي القاضي: ثقة (التقريب 237).

ولعل الوجه الثاني أرجح؛ فقد رواه عن يحيى في كلا الوجهين ثقتان، ولكن توبع في الثاني، ولم أقف على من تابعه في الأول، فيقدم من قوليه القول الثاني؛ للمتابعة، وموافقة الثقات، والله أعلم.

4- ورواه ابن مهدي، واختلف عليه:

أ- فرواه أحمد، عن ابن مهدي، عن سفيان، عن زبيد، عن ابن أبي ليلى، عن عمر:

أخرجه أحمد 1/37، عن ابن مهدي، به.

وتابع ابن مهدي عليه عدد من الثقات، كما تقدم.

ب- ورواه محمد بن عمار، عن ابن مهدي، عن سفيان، عن زبيد، عن ابن أبي ليلى، عن أبيه عن عمر:

أخرجه أبو نعيم في الحلية 5/37، عن سليمان بن أحمد، عن علي بن عبدالعزيز، عن محمد بن عمار الموصلي، عن ابن مهدي، به.

قلت: وسليمان بن أحمد، هو الطبراني، وعلي بن عبدالعزيز، هو البغوي ثقة (السير 13/348). وابن عمار، هو محمد بن عبدالله بن عمار ثقة حافظ (السير 11/469).

وتابع ابن مهدي على هذا الوجه معاذ بن معاذ:

أخرجه الطبراني في الأوسط 9/240، رقم 8523 - وعنه أبو نعيم في الحلية 5/37 - عن معاذ بن المثنى بن معاذ، عن أبيه: معاذ[3]، عن سفيان، به.

وقال الطبراني: لم يقل أحد ممن روى هذا الحديث: عن سفيان، عن زبيد، عن ابن أبي ليلى، عن أبيه، إلا معاذ بن معاذ.

قلت: ومعاذ بن المثنى: ثقة (تاريخ بغداد 13/136).

ومعاذ بن معاذ العنبري: ثقة متقن (التقريب 6740).

ولعل الوجهين محفوظان عن ابن مهدي؛ حيث رواه في الأول ثقة حافظ، وتوبع ابن مهدي عليه من عدد كبير من الثقات، ورواه في الثاني ثقة حافظ، وتوبع من ثقة.

ولكن الأول أرجح عن سفيان؛ حيث رواه عدد من الثقات كذلك، ويقدم من روايتي ابن مهدي ما وافق فيه الثقات، والله أعلم.

5- ورواه مخلد بن يزيد، عن سفيان، عن عبدالله بن عيسى بن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن زبيد، عن ابن أبي ليلى، عن عمر:

أخرجه ابن بشران في الجزء الخامس عشر من أماليه (ق 194/ب)، عن عبدالباقي بن قانع، عن عمر بن إبراهيم، عن سليمان بن عبدالخالق، عن أبي شيخ: عبدالله بن مروان، حدثنا مخلد بن يزيد، به.

قلت: وفي إسناده عبدالله بن مروان، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يعتبر حديثه إذا بين السماع في خبره. (الثقات 8/345، اللسان 3/356). وفيه مخلد بن يزيد: صدوق له أوهام (التقريب 6540).

وخلاصة ما تقدم أن الراجح عن سفيان: ما رواه عدد من الثقات، عن سفيان، عن زبيد، عن ابن أبي ليلى، عن عمر. في حين لا تخلو بقية الأوجه من مقال، كما تقدم.

رابعاً: ورواه محمد بن طلحة بن مصرف، واختلف عليه:

1- فرواه أبو المطرف، عن محمد بن طلحة، عن زبيد، عن ابن أبي ليلى، عن عمر:

أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/421، عن أبي بكرة عن أبي المطرف بن أبي الوزير، به.

2- ورواه أبو عامر، ومسلم بن إبراهيم، عن محمد بن طلحة، عن زبيد، عن ابن أبي ليلى، قال: خطبنا عمر:

أخرجه الطحاوي في شرح المعاني 1/421، عن يزيد بن سنان، عن أبي عامر، ومسلم، به.

3- ورواه جماعة، عن محمد بن طلحة، عن زبيد، عن ابن أبي ليلى، قال: قال عمر:

أخرجه الطحاوي في شرح المعاني 1/421، من طريق أبي إسحاق الضرير.

وأبو نعيم في الحلية 4/353، و5/37، من طريق مسلم بن إبراهيم.

وأبو نعيم في الحلية 4/353، من طريق سليمان بن حرب، وعاصم بن علي.

وتابعهم: عبدالرحمن بن مهدي، ويحيى بن السكن: ذكره أبو نعيم في الحلية 5/37.

كلهم عن محمد بن طلحة، به.

قلت: وهذا الوجه عائد إلى الوجه الأول؛ وفيهما جميعاً عدم التصريح بسماع ابن أبي ليلى من عمر، وهو الوجه الراجح؛ حيث رواه عدد من الثقات كذلك، في حين انفرد أبو عامر العقدي، ومسلم بن إبراهيم بالوجه الثاني، وهما ثقتان (التقريب 4199، 6616) وقد رواه مسلم أيضاً على الوجه الراجح، فيقدم من روايتيه ما وافق فيه الثقات.

كما توبع محمد بن طلحة عليه من أكثر من ثقة، فهو الراجح إن شاء الله.

خامساً: ورواه ياسين الزيات، واضطرب فيه:

1- فرواه مرة عن زبيد، عن ابن أبي ليلى، عن عمر:

ذكره الدارقطني في العلل 2/117، وأبو نعيم في الحية 4/354.

وتابع ياسين عليه عدد من الثقات، كما تقدم.

2- ورواه مرة، عن زبيد، عن ابن أبي ليلى، عن كعب، سمعت عمر:

ذكره أبو نعيم في الحلية 4/354، ولم أقف على من أخرجه.

وتابعه: يزيد بن أبي زياد، كما تقدم في بداية التخريج.

3- ورواه يزيد بن أبي حكيم، عن ياسين، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عمر:

أخرجه البزار في مسنده 1/462، رقم 330، عن سلمة بن شبيب، من يزيد، به.

وذكره الدارقطني في العلل 2/117، من رواية يزيد، به.

وقال البزار: ولا نعلم يروى عن الأعمش عن زيد بن وهب عن عمر، إلا من حديث ياسين عن الأعمش.

وقال الدارقطني في العلل 2/118: والمحفوظ عن ياسين: عن زبيد، عن ابن أبي ليلى، عن عمر، وهو المطلوب إن شاء الله تعالى.

قلت: وهو كما قال؛ فمداره على ياسين الزيات، وتقدم في المسألة رقم 586 أنه ضعيف فيكون الحمل عليه في هذا الاضطراب، ويقدم من أقواله ما وافق فيه الثقات، والله أعلم.

النظر في المسألة:

مما تقدم يتضح أنه اختلف على زبيد، وعلى من دونه، وخلاصة ما تقدم:

1- رواه يزيد بن زياد، وياسين الزيات - في وجه مرجوح عنه، عن زبيد، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، عن عمر بن الخطاب.

2- ورواه جماعة من الثقات، عن زبيد، عن ابن أبي ليلى، عن عمر.

3- ورواه سفيان - في وجه مرجوح عنه ـ، عن زبيد، عن ابن أبي ليلى: سمعت عمر.

4- ورواه سفيان - في وجه مرجوح عنه ـ، عن زبيد، عن ابن أبي ليلى، عن الثقة، عن عمر.

5- ورواه سفيان - في وجه مرجوح عنه ـ، عن زبيد، عن ابن أبي ليلى، عن أبيه عن عمر.

6- ورواه محمد بن طلحة ـ في وجه مرجوح عنه ـ، عن زبيد، عن ابن أبي ليلى، قال: خطبنا عمر.

والوجه الثاني أرجح هذه الأوجه جميعاً؛ حيث رواه عدد من الثقات كذلك، في حين إن بقية الأوجه إما مرجوحة، أو تفرد به أصحابها كما تقدم ذلك مفصلاً أثناء التخريج.

ومنه يتضح صحة ما ذهب إليه أبو حاتم من ترجيحه للوجه الثاني.

ولكنه رجحه لأن الثوري قد رواه كذلك، مما يفهم منه أنه ليس فيه للثوري إلا هذا الوجه، وهذا خلاف الواقع؛ حيث تقدم أنه اختلف عليه على عدة أوجه، وإن كان ما ذكره هو الراجح عنه، كما تقدم تفصيل ذلك أثناء التخريج.

والحديث من وجهه الراجح إسناده ضعيف؛ لأن عبدالرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من عمر ـ على الراجح ـ، وعليه يبقى منقطعاً.

ولكن معناه صحيح، وهو أمر مشهور متفق عليه بين الأئمة، والله أعلم.