• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / علوم حديث
علامة باركود

حديث: دعاء حفظ القرآن

حديث: دعاء حفظ القرآن
محمد زياد التكلة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 25/8/2013 ميلادي - 18/10/1434 هجري

الزيارات: 30103

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حديث: دعاء حفظ القرآن

الدرة اليتيمة في تخريج أحاديث التحفة الكريمة (72 ملحق)[1]


من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم عبدالله بن إبراهيم بن صفيان، سلمه الله:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

فقد اطلعت على سؤالكم عن حديث ابن عباس رضي الله عنهما في تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه دعاءً يدعو به لحفظ القرآن، والجواب:

قد ذكر هذا الحديث الحافظ ابن كثير - رحمه الله - في فضائل القرآن، وعزاه للترمذي وللطبراني والحاكم، وذكر - رحمه الله - بعد ذلك أن من البيِّن غرابتُه، بل نكارته.

 

وذكره الحافظ الذهبي في الميزان في ترجمة محمد بن إبراهيم القرشي أحد رواته عند الطبراني، وذكر أنه موضوع، وأن المتهم بوضعه محمد بن إبراهيم المذكور.

 

وفي إسناده عند الترمذي: الوليد بن مسلم، وقد صرح بسماعه له من ابن جريج، ولكن الوليد المذكور معروف بنوع من التدليس خطير يسمى تدليس التسوية، وهو حذف الشيخ الضعيف بين الشيخين الثقتين حتى يوهم بذلك أن الثقة رواه عن الثقة، وهو تدليس منكر، بل هو أشد أنواع التدليس نكارة، وهو يخشى منه في هذا الحديث أنه حذف شيخ ابن جريج الذي بينه وبين عطاء بن أبي رباح؛ وهومحمد بن إبراهيم القرشي المذكور آنفاً، أو غيره من الضعفاء.

 

وأما تصحيح الحاكم له فلا يعول عليه، لأنه - رحمه الله - يتساهل كثيرًا في التصحيح.

 

فبهذا يتضح لكم أن الحديث المذكور أقل أحواله أنه ضعيف جدًا، وشر أحواله أنه مكذوب موضوع؛ كما قال الذهبي رحمه الله، ويؤيد ذلك ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن تخصيص يوم الجمعة بقيام دون بقية الليالي، وهذا الحديث -المسؤول عنه- فيه أمرُ النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي أربع ركعات في ليالي الجمعة، ثم يدعو بالدعاء المذكور في الحديث. وهو -لو صح- يكون مخصصًا لحديث النهي، لكنه لم يصح، والأصل عدم جواز تخصيص ليلة الجمعة بشيء من الصلوات دون بقية الليالي.

 

مع العلم بأن الدعاء المذكور فيه لا بأس به، وليس فيه ما ينكر، فلو فعله الإنسان أعني دعا به في عرض دعواته من غير اعتقاد أنه سنة لحفظ القرآن، ومن غير تخصيص له بصلاة، ولا بليلة الجمعة: فلا حرج، كسائر الدعاء الذي ليس فيه إثم ولا قطيعة رحم.

 

وفقني الله وإياكم للفقه في دينه، والثبات عليه، وزادنا جميعًا من العلم النافع والعمل الصالح، إنه سميع قريب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد [2]



[1] هذه الفتوى عن الحديث وردت في فتوى لسماحته برقم (740/خ)، وتاريخ (25/5/1398).

[2] الحديث المذكور رواه الترمذي (3570) وابن جرير الطبري في التفسير (13/65) والتاريخ (1/361) عن أحمد بن الحسن.

ورواه ابن جرير في التفسير عن المثنى.

ورواه ابن أبي عاصم في الدعاء (كما في النكت الظراف 5/91) -من طريقه الضياء في المختارة (11/148) والشجري (1/113)- عن محمد بن الحسين الرازي مهيار، وكان صدوقا.

ورواه الحاكم (1/316) -ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (51/151)- وابن مردويه في تفسيره (كما في النكت الظراف) -ومن طريقه الضياء (11/151)- والبيهقي في الأسماء والصفات (2/108 رقم 673) من طريق محمد بن إبراهيم البوشنجي.

ورواه الحاكم (1/316) -ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (51/250)- والخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (2/259) وإسماعيل التيمي في الترغيب (2/131 رقم 1297) وابن عساكر في جزء حفظ القرآن (1) من طريق عثمان الدارمي.

قال خمستهم: نا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، نا الوليد بن مسلم، نا ابن جريج، عن عطاء وعكرمة، عن ابن عباس مرفوعا، مطولا ومختصرا.

وعزاه في الدر المنثور (4/36) لأبي الشيخ عن ابن عباس، وروايته ورواية ابن جرير مختصرة جدا.

كما ورد في المطبوع من تفسير الثعلبي (5/257) معلقا عن عكرمة مختصرا جدا كذلك، وأظنه بالإسناد السابق الذي رواه الناس، وأستبعد أن يكون بالسند المذكور أول التفسير لعكرمة (1/76)، والله أعلم.

ونص البيهقي على تفرد سليمان به.

من أقوال العلماء في هذا الإسناد:

قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم.

كذلك وقع النقل عنه في بعض نسخ جامعه، وهو ما في تحفة الأشراف (5/91)، وتاريخ دمشق (51/252) وجزء الحفظ (1) كلاهما لابن عساكر، والمختارة للضياء (11/152)، والقول البديع للسخاوي (347).

ووقع في بعض النسخ: حسن غريب. ومنها نسخة الكروخي لجامع الترمذي (241/أ)، ووقع كذلك في متن عارضة الأحوذي (13/77)، وكذا نقل عبد الحق في الأحكام الكبرى (3/547)، والمنذري في الترغيب والترهيب (2/235)، والذهبي في السير (9/218)، وابن كثير في جامع المسانيد (مسند ابن عباس ص303)، وفي فضائل القرآن من التفسير (1/138 تحقيق حسن عباس قطب وآخرون)، وغيرهم.

والنقل الأول هو الموافق لحال الحديث، وهو ما رجحه الإمام الألباني في الضعيفة (7/384).

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.

وأشار البيهقي لضعفه بقوله: هذا حديث تفرد به أبوأيوب سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي بهذا اللفظ، فإن كان لفظ النور محفوظا فيه.. الخ.

وأشار أبوالمظفر السمعاني في تفسيره (3/65) لضعفه بقوله: والقول الثاني أنه أخر إلى ليلة الجمعة، حُكي هذا عن ابن عباس، وقد رُوي في بعض الأخبار مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

وأورده ابن الجوزي في الموضوعات.

وقال المنذري في الترغيب (2/236): طريق أسانيد هذا الحديث جيدة، ومتنه غريب جدا، والله أعلم.

وصححه الضياء، ورد على شيخه ابن الجوزي.

وقال الذهبي في تلخيص المستدرك (1/317): هذا حديث منكر شاذ، أخاف لا يكون موضوعا، وقد حيرني والله جودة سنده.. الخ.

قال الذهبي في السير (9/217): إن أنكر ما للوليد هذا الحديث.

وقال في تلخيص الموضوعات (594): ذا في جامع الترمذي، والوليد لم يقل: "حدثنا"، وهو مدلس جبل عن الضعفاء، فالآفة ممن بينه وبين ابن جريج. انتهى.

قلت: صرح عند الترمذي وغيره بالتحديث، ولكن الذهبي بُبطل صحة هذا التصريح، كما سيأتي.

وقال ابن كثير في التفسير (2/491) وفي التاريخ (1/217): هذا غريب من هذا الوجه، وفي رفعه نظر.

وقال في فضائل القرآن من التفسير (1/138 تحقيق حسن عباس قطب وآخرين): لا شك أن سنده من الوليد على شرط الشيخين؛ حيث صرح الوليد بالسماع من ابن جريج، فالله أعلم، فإنه في المتن غربة بل نكارة، والله أعلم.

وتأتي نصوص أخرى.

الكلام على علل الإسناد:

هذا السند غريب، ورجاله ثقات من حيث الظاهر، ولكنه معلول بأكثر من علة:

فالوليد بن مسلم يدلس عن الضعفاء والكذابين، نعم، صرح بالتحديث عن شيخه في بعض الطرق، ولكن هذا لا يفيد هنا، لأمرين: لأنه يدلس تدليس التسوية، فيلزم أن يصرح بالسماع في جميع طبقات الإسناد، وهذا منتفٍ بين ابن جريج ومن فوقه، والأمر الثاني أن إقامة سماع الوليد من شيخه ربما كان وهماً من سليمان الراوي عنه، ويأتي الكلام فيه.

وابن جريج يدلس تدليسا قبيحا عن الضعفاء والكذابين كذلك، ولم يصرح بالسماع من عطاء وعكرمة، ونص يحيى بن سعيد وأحمد بن حنبل وأحمد بن صالح وغيرهم أنه إذا لم يصرح بالسماع جاء بالمناكير، بل نص أحمد أنه بعض ما كان يُرسله ابن جريج موضوع.

ثم هناك قرينة تؤكد أنه دلس هنا، فقد نص المزي في تهذيب الكمال (18/342) أنه لم يسمع من عكرمة أصلا.

نعم، ورد التصريح بسماعه من عكرمة في حديث آخر عند أحمد (1/307)، لكنه غريب، فذاك الحديث مروي أيضا من طريق داود بن الحصين عن عكرمة، فلعله أُتي منه، لأن ابن جريج لم تأت له رواية مباشرة عن عكرمة في الكتب الستة إضافة للاثنتي عشرة؛ المجموعة في تحفة الأشراف وإتحاف المهرة -مجمع أصول الأسانيد الصحيحة- إلا أربعة أحاديث: حديث دعاء الحفظ، وحديث آخر، وكلاهما لا يثبتان (انظر تحفة الأشراف 5/149-150)، وحديث عند الحاكم (2/322 وإتحاف المهرة 7/568)، ولا يثبت أيضاً، والحديث الذي في مسند أحمد (1/307 وأطراف المسند 3/215)، ولم يقع التصريح بالسماع إلا في الأخير.

والمعروف أن ابن جريج يروي عن عكرمة بواسطة (انظر: مصنف عبد الرزاق 3/469 و5/237 و307 و10/62 وتحفة الأشراف 5/120 و149 و150 و153 و158 و167 و181 وإتحاف المهرة 7/489 و496 و504 و506 و511 و518 و519 و531 و553 و584)، وربما روى عنه بواسطتين (انظر: إتحاف المهرة 7/472)، وربما ثلاثة (انظر: تحفة الأشراف 5/109 وإتحاف المهرة 7/554)! وعدا ذلك يعنعن الرواية عنه، وهذا قليل، والله أعلم.

ومن علل هذا الإسناد أنه حديث مكي مروي عن مشاهيرهم ممن يُجمع حديثه، ثم إذا هو شامي ينفرد عن المكيين أنفسهم! فضلا أن المتفرد من طبقة متأخرة لا يُقبل فيها التفرد بأصل.

ثم سليمان بن عبد الرحمن -المتفرد به- وإن كان صدوقا إلا أن فيه كلاما (انظر الميزان 2/213 وتهذيب الكمال 12/29)، وقال الذهبي في الميزان (2/213-214) في هذا الحديث خصوصاً: وهو مع نظافة سنده منكر جدا، في نفسي منه شيء، فالله أعلم، فلعل سليمان شُبّه له وأُدخل عليه؛ كما قال فيه أبوحاتم: لو أن رجلا وضع له حديثا لم يفهم.

وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ (2/438): حديثه في حفظ القرآن لا يحتمل، تفرد به [لعله: لا يُحتمل تفرده به] عن الوليد، قال: حدثنا ابن جريج، وأحسب سليمان وهم في قوله: حدثنا. فكأنها [عن] ابن جريج، فيكون مما دلّسه الوليد.

نعم، رُويت متابعة لسليمان:

فقال الدارقطني في الأفراد (3/277 أطرافه) -ورواه من طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (2/138-140)-: حدثنا محمد بن الحسن بن محمد المقرئ، حدثنا الفضل بن محمد العطار، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا الوليد بن مسلم، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس مرفوعا مطولا.

قال الدارقطني: تفرد به هشام بن عمار عن الوليد بن مسلم.

وقال ابن الجوزي: بعد أن أعله بتدليس الوليد عن الكذابين: وبعد هذا فأنا لا أتهم به إلا النقاش شيخ الدارقطني، قال طلحة بن محمد بن جعفر: كان النقاش يكذب. وقال البرقاني: كل حديثه منكر. وقال الخطيب: أحاديثه مناكير بأسانيد مشهورة.

قلت: هذه الرواية من مناكيره قطعاً، فقد خالف فيها كتاب هشام، والمحفوظ عنه، وذلك في الطريق الآتية.

طريق أخرى:

روى ابن عساكر (51/250) من طريق أبي بكر بن خُريم، قال: حدثنا هشام بن عمار في مشيخته الدمشقيين المقلين: حدثنا محمد بن إبراهيم الدمشقي، حدثنا أبوصالح، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعا بطوله.

قال: لم يذكر في ترجمته [يعني محمد بن إبراهيم] غير هذا الحديث.

ورواه العقيلي (4/1192 بتحقيق شيخنا حمدي السلفي، وسقطت الترجمة في طبعة قلعجي 4/21) عن أحمد بن داود القومسي.

ورواه الطبراني في الكبير (11/367 رقم 12036) وفي الدعاء (1333) -ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (2/138)- عن الحسين بن إسحاق التستري.

ورواه ابن السني (579) عن عبد الله بن محمد بن مسلم ومحمد بن خريم.

ورواه أبوأحمد الحاكم في الكنى (ق235/1-2 كما في الضعيفة 7/387) -ومن طريقه ابن عساكر (59/249)- عن محمد بن محمد الباغندي.

أربعتهم عن هشام بن عمار به.

قال العقيلي: محمد بن إبراهيم القرشي عن أبي صالح مجهولان جميعا بالنقل، والحديث غير محفوظ.

ورواه ابن عساكر (51/250) من طريق العقيلي.

وقال أبوأحمد الحاكم: هذا حديث منكر، وأبوصالح هذا رجل مجهول، وحديثه هذا يُشبه أحاديث القصاص.

وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، ومحمد بن إبراهيم مجروح، وأبوصالح لا نعلمه إلا إسحاق بن نجيح، وهو متروك.

قلت: إسحاق بن نجيح الملطي كذاب دجال.

وقال الذهبي في ترجمة القرشي في الميزان (3/446) وفي المغني في الضعفاء (5208): إن هذا الخبر موضوع.

وقال في تلخيص الموضوعات (593): محمد بن إبراهيم القرشي واه.

فإذا تبيّن حال الطريق الآنفة، فإن من الحفاظ من جعلها أصل رواية سليمان عن الوليد بن مسلم عن ابن جريج وعلّتها، فتلك الرواية إن سلمت من سليمان فلا تسلم من ابن مسلم، فإما دخلت على الأول، أو سوّاها الثاني، ولا سيما أن للوليد رواية عن محمد بن إبراهيم القرشي، كما في الجرح والتعديل (7/185).

فقال العقيلي (4/1193 طبعة حمدي السلفي، ومن طريقه ابن عساكر 51/250) بعد إيراد رواية هشام بن عمار: ورواه سليمان بن عبد الرحمن ابن بنت شراحيل، عن الوليد بن مسلم، عن ابن جريج، عن عن عطاء بن أبي رباح وعكرمة، عن ابن عباس، القصة. ليس يرجع من هذا الحديث إلى صحته، وكلا الحديثين ليس له أصل، ولا يتابع عليه.

وقال الذهبي في السير (218-219) عن رواية الوليد: هذا عندي موضوع، والسلام! ولعل الآفة دخلت على سليمان ابن بنت شرحبيل فيه، فإنه منكر الحديث؛ وإن كان حافظا، فلو كان قال فيه: عن ابن جريج؛ لراج، ولكن صرح بالتحديث، فقويت الريبة، وإنما هذا الحديث يرويه هشام بن عمار، عن محمد بن إبراهيم القرشي، عن أبي صالح، عن عكرمة، عن ابن عباس، ومحمد هذا ليس بثقة، وشيخه لا يدرى من هو.

وقال الذهبي في ترجمة سليمان في تذكرة الحفاظ (2/438): له ما يُنكر، إلا أنه حافظ كبير، وحديثه في حفظ القرآن لا يحتمل، تفرد به [لعله: لا يُحتمل تفرده به] عن الوليد، قال: حدثنا ابن جريج، وأحسب سليمان وهم في قوله: "حدثنا". فكأنها [عن] ابن جريج، فيكون مما دلّسه الوليد، وقد رواه هشام بن عمار عن محمد بن إبراهيم -أحد المجهولين- عن رجل [كذا]، عن عكرمة، عن ابن عباس. قال أبوحاتم: سليمان أروى الناس عن الضعفاء، وعندي هو في حدٍّ لو وُضع له حديث لم يفهم.

وقال الذهبي في ترجمة سليمان من تاريخ الإسلام (وفيات 233 ص186): حديث الحفظ الذي رواه له الترمذي في نقدي أنه باطل، ولا يحتمله الوليد بن مسلم، فإنا لم نر من رواه عن الوليد غيره، ويقول هو إن الوليد سمعه من ابن جريج! ولعل سليمان شُبّه له، فإن هشام بن عمار رواه عن محمد بن إبراهيم -مجهول- عن مجهول آخر، عن [كذا] عكرمة.

وذكر الذهبي أيضا في جزء في طلب العلم وأقسامه (ص206 ضمن مجموع فيه ست رسائل له) أنه من الموضوعات المطَّرحة التي يُكره حفظها.

وقال ابن حجر في النكت الظراف (5/91): لعل الوليد أخذه عن هذا القرشي، فدلسه عن ابن جريج بإسقاطه هذا القرشي؛ وسوّاه لابن جريج عن عكرمة، والعلم عند الله تعالى.

قلت: كلام الحافظ هنا محكم متين، وهو أقوى من كلامه المنقول في القول البديع (348)، وفي اللآلئ (2/67)، وتنزيه الشريعة المرفوعة (2/112).

وللعلامة الناقد البصير عبد الرحمن المعلمي اليماني كلام بديع في تصوير علة الحديث، فقال في حاشية الفوائد المجموعة للشوكاني (ص43) بعد أن ذكر كلام الذهبي في سليمان: وفي التهذيب: "قال يعقوب بن سفيان: كان صحيح الكتاب، إلا أنه كان يحوّل، فإن وقع شيءٌ فمن النقل". يعني أن أصول كتبه كانت صحيحة، ولكنه كان ينتقي منها أحاديث يكتبها في أجزاء، ثم يحدّث عن تلك الأجزاء، فقد يقع له خطأ عند التحويل، فيقع بعض الأحاديث في الجزء خطأ فيحدّث به، وأحسب بلية هذا الخبر من ذاك، كأنه كان في أصل سليمان خبر آخر فيه: "ثنا الوليد، ثنا ابن جريج"، وعنده هذا الخبر الآخر بسند آخر إلى ابن جريج، فانتقل نظره عند النقل من سند الخبر الأول إلى سند الثاني، فتركّب هذا الخبر على ذاك السند، وكأن هذا قد اتفق له أخيراً، فلم يسمع الحفاظ الأثبات كالبخاري وأبي زرعة وأبي حاتم منه ذاك الجزء، ولو سمعه أحدهم لنبّهه ليراجع الأصل. انتهى كلامه.

والحديث حكم عليه الإمام الألباني بالوضع في السلسلة الضعيفة (3374)، وهو كما قال.

وجه آخر:

قال الطبراني في الدعاء (1334): حدثنا يحيى بن أيوب العلاف المصري، ثنا أبو الطاهر بن السرح، ثنا أبو محمد موسى بن عبد الرحمن الصنعاني المفسر، حدثني ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس مرفوعا.

قال أبومحمد: وحدثنا مقاتل بن حيان، عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا في الدعاء لحفظ القرآن.

وهو بسياق آخر مخالف تماماً، وإنما يشترك بالإسناد، وفي أنه دعاء لحفظ القرآن، ولهذا خرجته.

وهذا موضوع، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (1/259)، ونقل أن الصنعاني هذا دجال يضع الحديث، وضع على ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس كتاباً في التفسير جمعه من كلام الكلبي ومقاتل.

وعليه فالحديث لا يرتفع عن كونه موضوعاً، ولا يصح في دعاء حفظ القرآن شيء مخصوص، والله تعالى أعلم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حديث: أخروهن من حيث أخرهن الله
  • حديث: أفضل طعام الدنيا والآخرة اللحم
  • حديث: الدعاء موقوف حتى تصلي على نبيك
  • حديث: لعن الله الناظر والمنظور إليه
  • حديث: إن الله يحب من أصحابي أربعة
  • حديث: إذا كثرت ذنوبك فاسق الماء على الماء تتناثر ذنوبك
  • حفظ القرآن الكريم دعامة التفقه في الدين
  • تقديم الأكثر حفظا للقرآن في الإمامة
  • حديث: إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه
  • حديث: طلقها البتة وهو غائب
  • القرآن ميسر للحفظ
  • حديث: فكنت آخذ البعير بالبعيرين إلى إبل الصدقة
  • حديث: خذه. وما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل
  • حديث: أردت الخروج إلى خيبر
  • حديث: كان الطلاق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وسنتين من خلافة عمر طلاق الثلاث واحدة

مختارات من الشبكة

  • الطريقة النموذجية لحفظ القرآن الكريم (2) أسس حفظ القرآن الكريم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الطريقة النموذجية لحفظ القرآن الكريم (1) مدخل إلى حفظ القرآن الكريم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الطريقة النموذجية لحفظ القرآن الكريم (4) وسائل تسهيل الحفظ وتثبيته(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الطريقة النموذجية لحفظ القرآن الكريم (3) الحفظ النموذجي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أهل الحديث بين حفظ الحديث وتدوينه(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • احترام النفس البشرية في الحروب النبوية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أهمية حفظ المتون عند السلف(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الدورة السادسة عشرة من المسابقة المحلية لحفظ القرآن في البوسنك والهرسك(مقالة - المسلمون في العالم)
  • مسابقة لحفظ القرآن والحديث للأطفال بمدينة زاباروجيا الأوكرانية(مقالة - المسلمون في العالم)
  • أهمية وفوائد حفظ القرآن والحديث للأطفال(مقالة - موقع د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب