• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / علوم قرآن
علامة باركود

الحملة على القرآن دوافعها وطبيعتها وسبل مواجهتها

الحملة على القرآن دوافعها وطبيعتها وسبل مواجهتها
أ. د. مصطفى مسلم

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 3/6/2013 ميلادي - 24/7/1434 هجري

الزيارات: 27682

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحملة على القرآن

دوافعها وطبيعتها وسبل مواجهتها[1]


المحور الأول:

س1- التصريحات التي يطلقها المستشارون والصحفيون في الإدارة الأمريكية ويقولون: إن القرآن كتاب يحث على العنف ويشجع على الإرهاب فما الدوافع؟ ويأتي ذلك بالتوافق مع الحملة العسكرية على ما يسمونه بالإرهاب:

ج1- بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

فإن المؤسسات الإعلامية الموجهة من قبل اليهود - الصهيونية العالمية - تغير الموديلات الفكرية التي تريد تسويقها إلى العالم، كما تغير دور الأزياء موديلات الأزياء سواء أرادت الترويج لتعميم فكر ما مثل العولمة، والحركة الأنثوية والتجارة الحرة أو كانت الأفكار موجهة ضد مبدأ فكر أو اتجاه معين.


فقد حاربت الكنيسة يوماً ما تحت شعار الحرية والمساواة والعدالة إلى أن كانت الثورة الفرنسية ودمرت سلطان الكنيسة في أوروبا ونجحت التيارات الإلحادية مدفوعة بالصهيونية إلى فصل الدين عن الحياة في أوروبا وحاربت الدولة العثمانية تحت شعار الدستور وتحرير الشعوب وحقوق الأقليات.. إلى أن مزقت الدولة العثمانية إلى دويلات وتقاسمت الدول الكبرى تركة الرجل المريض.


وعندما فرغت من الاتحاد السوفياتي وقد رفعت في وجهه شعار حقوق الإنسان وحرية الرأي وكسر الطوق الحديدي...


لم يبق أمام الحركة الصهيونية من خطر يقف في وجهها ويحد من سيطرتها سوى الإسلام - وعلى الرغم أن الإسلام لا تمثله دول تتبناه منهج حكم كامل ولا منظمات للسياسة الخارجية والاقتصادية للحكومات في العالم الإسلامي. إلا أن ربع سكان العالم تقريباً يعتنقون مبادئه ويطبقون أحكامه على مستوى الشعوب والأفراد.


وإذا علمنا أن شعارات العولمة المعاصرة - وهي التعليقة الحديثة - للترويج العالمي ومن غاياتها سيطرة نمط الحياة الغربية عامة والأمريكية خاصة على العالم، فإن الشعوب الإسلامية لا تقبل هذا الذوبان والخضوع. فكانت هذه الهجمة من خلال إثارة الاتهامات وإثارة الشبهات حول الإسلام.


وبما أن منطلق الإسلام، ومنبع عقائده وتشريعاته وأخلاقياته وتربيته للأفراد والجماعات هو القرآن الكريم. فوجهوا سهامهم وشبهاتهم إلى القرآن الكريم.


ومن هذا المنطلق شبهاتهم حول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

المحور الثاني:

س2- تعرض القرآن الكريم لحملات من الحرب الفكرية منذ نزوله على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإلى يومنا هذا فما طبيعة هذه الحملات وماذا كان مصيرها؟

ج2- منذ بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ونزل عليه القرآن الكريم، لم تنقطع حملات أعداء الله على شخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعلى القرآن الكريم.


وذلك لأن شخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسيرته المطهرة هي النبراس والقدوة والتطبيق العملي للإسلام.


أما القرآن الكريم فهو مصدر قوة الإسلام عقيدة وشريعة وأخلاقاً وتربية ومنهج حياة ومصدر ثوابتهم التي يعودون إليها على مر العصور.


بالإضافة إلى أن القرآن الكريم معجزة الإسلام الخالدة الذي تحدى ولا يزال، الجيل بعد الجيل أن يبطلوا حقيقة من حقائقه، أو يأتوا بمثل أقصر سورة منه، وهو الحجة القائمة والسلطان والبرهان على أنه من عند الله وليس من تأليف البشر: ﴿ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً ﴾ [النساء: 82].


﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 23، 24].


ولكن لكل جيل من الكفار -أعداء الله- أسلوب في التشكيك وإثارة الشبهات والتهم حول القرآن الكريم وحول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ﴿ قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا ﴾ [الإسراء: 95]


أ- المشركون من قريش ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آَخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا * وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [الفرقان:  4-5].


ب- وقالوا عن الرسول ﴿ مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا * أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا ﴾ [الفرقان: 7-8].


2- في أواخر العصر الأموي وبداية العصر العباسي عندما ترجمت الفلسفة اليونانية وكتبت الوثنيات الشرقية من المجوسية والهندوكية والزرادشتية وغيرها أثيرت شبهات جديدة حول مصدر القرآن الكريم ووجه إعجازه وحول دور العقل وحدوده في التحسين والتقبيح، وهل هو الأصل أو الوحي.


وبالتالي كان الحديث عن شخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعصمته وعصمة الأنبياء عامة. وأثيرت شبهات حول قصص الأنبياء الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم، ولعبت المصادر الإسرائيلية دوراً كبيراً في إثارة الشبهات والفتن.


3- وفي الجاهلية الحاضرة خلال القرنين الأخيرين برزت الحرب على الإسلام بوجوه جديدة وشبهات جديدة: وكان ذلك على أيدي المستشرقين الذين جندوا طاقات هائلة من الباحثين المتخصصين تفرغوا لدراسة الإسلام من كل جوانبه: مصادره الثقافية، والتشريعية وتراثه الحضاري والتاريخي، ولغته..


ومن خلال هذه الدراسات أثيرت شبهات جديدة، وجددت شبهات قديمة بأسلوب جديد. وكان محور هذه الشبهات أيضاً شخصية الرسول - صلى الله عليه وسلم - والقرآن الكريم.


4- واليوم تتجدد هذه الحملات عن طريق وسائل الإعلام وقادة الفكر الغربي ودهاقنة السياسة العالمية.


على شخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه كان إرهابياً وربى جيلا ًمن الإرهابيين. والقرآن الكريم مصدر الإرهاب.


وأقول بكل ثقة واطمئنان أن مصير هذه الحملات ستكون نفس مصير الحملات السابقة. بل إن هذه الشبهات وهذه الحملات لها فوائد:

كما قال الله سبحانه وتعالى عن حادثة الإفك: ﴿ لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 11].


من هذه الفوائد:

1- التمحيص للمؤمنين: فسنة الابتلاء والتمحيص لمعرفة الخبيث من الطيب وتمييز الصادق من الكاذب، ومعرفة المؤمن الصادق من المنافق المخادع ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ﴾ [آل عمران: 142].


2- إثارة حمية العلماء الصادقين لتجريد الأقلام وبيان مزايا الإسلام عامة وخصائص القرآن خاصة. وتدوين سيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإبراز جوانب شخصيته العظيمة.


فمثلاً كانت شبهة الصرفة التي أثارها المعتزلة في العصر العباسي بداية الكتابة والدافع للتأليف في علوم البلاغة عامة وعلم الإعجاز خاصة ومطاعن الزنادقة في تشريعات القرآن كانت وراء الكتابة في مشكل القرآن ومتشابهه ومختلف الحديث..


وكانت مطاعن المستشرقين وراء الكتابات في العصر الحديث لبيان مزايا الإسلام وتشريعاته. والمكتبة الإسلامية مليئة بهذه الدراسات المعاصرة الدقيقة الرائعة.

المحور الثالث:

س3- لقد أخذ المستشرقون على عاتقهم مهمة الحرب على القرآن من الناحية الفكرية بعد إخفاق الحملات العسكرية.. إلى أي حد نجح المستشرقون في تكوين العقلية الغربية العدائية للقرآن؟ وهل من الممكن ذكر أمثلة من كتاباتهم؟

ج3- كما قلت إن الدراسات الاستشراقية تناولت الإسلام في كل ميادينه، ولكن الاهتمام الأكبر انصب على القرآن الكريم وعلى شخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.


أ‌- أما بالنسبة للقرآن الكريم فحاولوا التشكيك في مصدره، ليحملوا الناس على أنه بشري المصدر وليس وحياً من الله سبحانه وتعالى.


فمثلاً:

ذهب (تسدال) و(كانون سل) أن محمداً استقى معلوماته التي وضعها في القرآن من الحنفاء[2] الذين كانوا يدعون إلى توحيد الله، ورفض عبادة الأوثان، والوعد بالجنان الوعيد بالعقاب في جهنم والإقرار بالبعث والنشور. وقد جاء ذلك في شعر الحنفاء في الجاهلية وأقوالهم.


والرد على هذا: إن بقايا دين إبراهيم كان باقياً في جزيرة العرب فمثلاً الحج وشعائره، والأشهر الحرم وكثير من العادات العربية كانت مبنية على ما توارثوه عن أجدادهم. إلا أن السواد الأعظم من الناس كانوا انحرفوا عن ملة إبراهيم عليه السلام. ولكن أفراداً من الناس بقوا يبحثون عن ملة إبراهيم. فعندما بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعاد إلى الملة الحنفية صفاءها ونقاءها، وأزال عنها ركام الجاهلية وأوحال الشرك والوثنية ﴿ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاس ﴾ [الحج: 78].


وقال تسدال أيضاً (مصادر الإسلام)[3]: إن كثيراً من العقائد والتشريعات التي وضعها محمد أو تبناها أخذها من بعض الطوائف والفرق النصرانية، بل هذه الفرق تعتبر شاذة أو خارجة عن طوائف النصرانية المعتمدة.


فمثلاً قصة أصحاب الكهف، وقصة مريم، وطفولة عيسى وما ذكر القرآن من معجزاته ونزول عيسى في آخر الزمان كلها مأخوذة من النصارى.


من المعلوم أن العهد القديم والعهد الجديد تعرض للتحريف والزيادة والنقص، باعتراف اليهود والنصارى أنفسهم. فمن البديهي أن تحذف نصوص طاولتها يد التحريف ومن البديهي أن تبقى نصوص لم تحرف فتأتي على ذكر قصص وأشياء خلت منها النسخ الأخرى.


فإنجيل برنابا ينكر صلب المسيح عليه السلام ويصرح برفعه إلى السماء، بينما بقية الأناجيل تثبت ذلك. كإنجيل مرقس ومتى.


• ويقال مثل ذلك في الشبهة التي أثارها تسدال في كتابه (مصادر الإسلام) حول تشابه القصص والأخبار وغيرها مع العهد القديم، كتاب اليهود المقدس فالنصوص التي لم يحرفها اليهود تتطابق مع ما ورد في القرآن لأن القرآن كلام الله المنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم -، والتوراة غير المحرفة كلام الله الذي أنزله على موسى عليه السلام. فهما من مشكاة واحدة ومنزلهما هو الخالق سبحانه وتعالى.


فقصة ابني آدم، وقصة إبراهيم مع نمرود ونجاته من النار، وقصة سليمان مع ملكة سبأ، وقصة هاروت وماروت، وقصة موسى عليه السلام مع فرعون، ومع بني إسرائيل في موقف كثيرة، يرد كل ذلك متشابهاً، ولا شك أن القرآن صحح كثيراً من استطراداتهم وتفاصيلها التي أضافها أحبارهم.


• وحاول المستشرقون أن ينسبوا القرآن إلى محمد نفسه، وأنه كانت تعتريه حالات نفسية وانفعالات عاطفية، أو حالات هستيرية... أو نتيجة عبقرية فذة لمحمد.


كل ذلك ليحولوا بين القرآن وبين مصدره الرباني، ولينسبوه إلى البشر.


وبالتالي يشككوا المسلمين في دينهم، وليحولوا بين الإسلام وبين غير المسلمين فيوقعوا في روعهم أن القرآن بشري المصدر وأن محمداً كان أحد المصلحين الثائرين على مجتمعهم.


• ولكن القرآن الكريم تناول مثل هذه الشبهات وهي نفس الشبهات التي أثارها المشركون ﴿ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُوراً ﴾ [النساء: 163].


• أما الزعم بالانفعالات النفسية أو الجنون وغير ذلك، فإن دراسة سيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خير دليل على قوة عقله وصحته والحالات التي كانت تعتوره أثناء الوحي، فهي نتيجة صلته الروحية بجبريل عليه السلام، حيث التلاؤم بين العالم الروحاني.


ولقد قال المشركون قديماً لنبي الله نوح: ﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ ﴾ [المؤمنون: 25]، وقالوا عن محمد - صلى الله عليه وسلم -: ﴿ أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ * وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ ﴾ [الأنبياء: 70-71].


• ومن جملة ما حاول المستشرقون إثارته حول النص القرآني ما قالته دائرة المعارف الإسلامية - البريطانية - وكذلك تيودور نولدكه - وكازانوفا - إنه سقط من القرآن أشياء ففيه نقص.


وذلك لأن الصحابة اعتمدوا على حفظهم وكانت الأمية فاشية فيهم والذين كتبوا القرآن كتبوه على وسائل بدائية يصعب المحافظة عليها.


• والرد على ذلك: أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يأمر كتاب الوحي بكتابة النص القرآني أول نزوله، ثم يحفّظ الصحابة رضوان الله عليهم ما نزل من القرآن.


وكان الصحابة رضوان الله عليهم يستنسخون ما يحتاجونه لأنفسهم بالإضافة إلى حفظهم وكان جبريل عليه السلام يعارض الرسول - صلى الله عليه وسلم - القرآن كل سنة في رمضان، وعارضه في السنة الأخيرة مرتين. لذا كان كثير من الصحابة يحفظ كل القرآن، وكان الجم الغفير يحفظ سوراً منه. ولم يتوف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا وكل القرآن محفوظ في الصدور ومكتوب في السطور. ولكنه لم يكن مجموعاً على قطع متساوية في مكان واحد، فقام أبوبكر بجمعه في مصحف واحد وعلى قطع متساوية، متبعاً في ذلك أوثق وأدق طرق التثبت في توثيق النص القرآني.


وقال بعض المستشرقين: إن مما يدل على أن القرآن من تأليف محمد اختلاف أسلوب المكي منه عن المدني، مما يدل على تأثره باليهود في المدينة بعد الهجرة وقد خلا القرآن المكي من التشريعات والبراهين العقلية المنطقية، أما القرآني المدني فهو مليء بمثل هذه الحوارات والمناقشات والتشريعات..


إن القرآن المكي ركز على ترسيخ أسس العقيدة والأخلاق واستخدم في ذلك الأسلوب المؤثر من الاستدلال على مشاهد الكون وإثارة العاطفة وإيراد شبهات القوم و الرد عليها. واستخدم في ذلك كل الأساليب المؤثرة: القصة، والحوار والتقريع والتقرير... أما القرآن المدني فبعد أن أقيمت الدولة الإسلامية كان لا بد من تشريعات تنظم المجتمع الإسلامي، وتؤسس الدولة الربانية والأسلوب التقريري الهادئ يتلاءم مع مثل هذه الأحكام والتشريعات. فكان طابع القرآن المدني، هادئاً سلساً يشتمل على تقرير الأحكام ووجه الحكمة فيها وتعليل الأنظمة والتشريعات.


فكل مرحلة لها أسلوبها وموضوعاتها.


أما ما قاله المستشرقون عن شخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيتلخص فيما يلي:

أ‌- التركيز على أنه كان مختل النفسية، يصاب بالهستيريا، أو الجنون أو غير ذلك من الأعراض. وهم يعتمدون في ذلك على ظاهرة الوحي.


ب‌- إنه كان قارئاً كاتباً واطلع على الديانات القديمة وتراث الأمم السابقة فاستقى منها أفكاره وألف هذا القرآن.


إن المنصفين الذين درسوا سيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهدوا له بالحلم والعقل والتواضع والصدق والأمانة، وقوة الشخصية وتأثيرها في غيره.


لقد كانت قريش أحرص الناس على إبطال دعوى محمد - صلى الله عليه وسلم - فلو كان قارئاً كاتباً، لأشاعوا عنه ذلك، وكانت سيرته وحياته معلومة لديهم بوقائعها لذا عندما أثاروا حول القرآن شبهاتهم قالوا ﴿ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [الفرقان: 5] ومعنى اكتتبها أي طلب من غيره أن يكتبها له. لمعرفتهم أنه أمي لا يقرأ ولا يكتب.


المحور الرابع:

س4- من أشكال الحرب على القرآن: الحرب على إذاعات القرآن، وثقافة القرآن والمحطات الإعلامية القرآنية، ما هو الدور المنوط بالمحطات الإعلامية القرآنية لمواجهة الحملة الشرسة ضد القرآن؟

ج4- الحرب على القرآن، للقضاء على ثقافة القرآن، يستدعي بداهة إعلان الحرب على المؤسسات والوسائل التي تنشر القرآن وترسخ مبادئه وتوسع ثقافته، فمن البديهي أن يحاول أعداء الإسلام طمس نور القرآن بالضغط على السلطات التي تتولى أمر هذه المؤسسات. وذلك بعد إثارة الشبهات والشكوك حول دورها الثقافي والاجتماعي.


كقولهم: إنها تربي الإرهابيين، أو تنشر ثقافة الإرهاب.. أو تعلّم الأصولية.


والأخطر من ذلك هو التدخل في مناهج التعليم في العالم الإسلامي لحذف النصوص الشريفة من الكتب الدراسية. وتجريدها من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة.


لذا فإن المستهدف هو الإسلام، لإخراجه من حياة المسلمين، فعلى القائمين على هذه المؤسسات الإعلامية، وضع برامج مدروسة متكاملة لتربية النشأ، وترسيخ مبادئ القرآن في نفوس الأجيال تلاوة وحفظاً ومدارسة وثقافة.


وأن لا تكون البرامج الإعلامية ردود فعل مؤقتة لهجمات أعداء الإسلام.


المحور الخامس:

س5- القراءات المعاصرة للقرآن، والتأويلات الباطلة للنصوص القرآنية إحدى أشكال الحرب على القرآن، هل ينجح هذا التيار للقراءة في مسخ النصوص القرآنية وكيف السبيل لمواجهته؟

ج5- هذه من جملة المحاولات التي يحاول أعداء الإسلام تحريف القرآن وإخراجه من حياة المسلمين.


ويقوم هذا التيار في الأصل، ليس بالهجوم على القرآن مباشرة أو التشكيك في مصدره الرباني كما فعل أساتذتهم من المستشرقين.


وإنما يحاول أصحاب هذا التيار محاربة القرآن من الداخل، والتشكيك في فهم المسلمين لنصوصه. لإلقاء شكوك وشبهات على أحكامه ومبادئه وإيجاد التناقضات في حياة المسلمين الملتزمين بالقرآن لذا انطلقوا من:

أ‌- رد حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقطع الصلة بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي تعتبر التطبيق العملي للقرآن الكريم. فمهمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البلاغ والبيان. وخير من فهم القرآن وبلغه قولاً وعملاً هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم.


ب‌- إخضاع النص القرآن للنقد والتشريع كما يفعل بالنصوص الأدبية من الشعر والنثر والخطب وغير ذلك. وذلك لإزالة قدسيته من النفوس.


وهؤلاء يتظاهرون بالدراسات المنهجية والعلمية والموضوعية وهم أبعد الناس عن النزاهة مع الافتراء والكذب وتحريف النصوص عن دلالاتها هو منهجهم.


لذا فلا نجاح لهذا التيار لمصادمته بدهيات الثقافة الإسلامية ولا أميل على الرد على أمثال هؤلاء والانشغال بهم.


بل نشر المؤسسات القرآنية والتركيز على الثقافة القرآنية كفيل بالقضاء على مثل هذه التيارات.


محاور الحلقة الثانية من نفس السلسلة:

1) بين الفينة والأخرى تصدر تصريحات عن مستشارين في البيت الأبيض، أو صحفيين وإعلاميين معروفين بولاءاتهم للإدارة الأمريكية يطعنون فيها بالقرآن ويصفونه بأنه كتاب يحث على العنف، ويشجع على الإرهاب! فما هي الدوافع الأمريكية للحملة على القرآن بالتوافق مع الحملة العسكرية على ما يسمونه بالإرهاب؟ المراكز القرآنية تعتبر بؤرة لثقافة التطرف والإرهاب على حد تعبير الأمريكيين! ما هو الدور المطلوب من هذه المراكز في هذه المرحلة الدقيقة؟


2) تعرض القرآن الكريم لحملات من الحرب الفكرية منذ نزوله على الرسول - صلى الله عليه وسلم - وإلى يومنا هذا! فما هي طبيعة هذه الحملات وماذا كان مصيرها!


3) لقد أخذ المستشرقون على عاتقهم مهمة الحرب على القرآن من الناحية الفكرية بعد إخفاق الحملة العسكرية وسقوط لويس التاسع أسيراً في المنصورة! إلى أي حد نجح المستشرقون في تكوين العقلية الغربية العدائية للقرآن؟ أمثلة عملية حول بعض الكتابات الاستشراقية.


4) من أشكال الحرب على القرآن الحرب على إذاعات القرآن وثقافة القرآن والمحطات الإعلامية القرآنية! ما هو الدور المنوط بالمحطات الإعلامية القرآنية لمواجهة الحملة الشرسة ضد القرآن؟


5) القراءات المعاصرة للقرآن، والتأويلات الباطلة للنصوص القرآنية إحدى أشكال الحرب على القرآن! هل ينجح التيار الشحروري للقراءة المعاصرة في مسخ النصوص القرآنية، وكيف السبيل لمواجهته؟


6) مسؤولية الآباء والأمهات والعلماء والكتاب والمفكرين والهيئات العلمية والقرآنية للحفاظ على الشخصية القرآنية للأجيال، في مواجهة الحملة على القرآن الكريم؟

 


[1] حلقة خاصة في قناة اقرأ الفضائية يوم الأحد 4/6/1424 الموافق 3/8/2003م.

[2] مصادر الإسلام - تسدال.

[3] مصادر الإسلام: كلير تسدال - طبعة الهند. وتاريخ القرآن - تيودور نولدكة - 1970 - مذاهب التفسير الإسلامي جولد تسير (جولدز - طبعة بيروت 1983).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • وقفات مع القرآن وشموليته
  • تيري جونز المستشرق الذي يطالب بحرق القرآن
  • محاولة حرق القرآن وزيادة الدخول في الإسلام
  • حرق القرآن وحرق الإنسان
  • المستشرق "مونتيه" وحديثه عن مصادر القرآن
  • حملة فكرية على الإسلام
  • دروس في سقوط المعتدين على القرآن

مختارات من الشبكة

  • حملة لنشر تعاليم أشرف الخلق بمدينة مومباي الهندية(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت بين الدوافع الحقيقية والمبررات المعلنة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الهند: انطلاق حملة القرآن للجميع في أوديبي(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الحملة الإسلامية السنوية للتبرع بالدم بمقاطعة كيبك(مقالة - المسلمون في العالم)
  • البرازيل: سلسلة فعاليات ضمن الحملة العالمية "محمد رسول الإنسانية"(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • الحملة الصليبية الخامسة(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أثر الاستشراق في الحملة على رسول الله (WORD)(كتاب - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • أثر الاستشراق في الحملة على رسول الله صلى الله عليه وسلم (PDF)(كتاب - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • إسبانيا: الجالية الإسلامية تنظيم الحملة الثانية للتبرع بالدم(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت بين الشعارات البراقة والوقائع المخزية(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب