• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل معاوية والرد على الروافض
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    ما جاء في فصل الشتاء
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرحمن، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    اختر لنفسك
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون (خطبة) - باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / فقه وأصوله
علامة باركود

عيادة المريض

تمام المنة - الجنائز (1/ 12)
الشيخ عادل يوسف العزازي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 25/4/2013 ميلادي - 14/6/1434 هجري

الزيارات: 21867

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عيادة المريض

تمام المنة - الجنائز (1)


معنى الجنازة:

الجنازة بكسر الجيم وفتْحها لغتان مشهورتان، وقيل: بالفتح للميِّت، وبالكسر للنَّعش وعليه الميت، وقيل: عكسه، وجمعُها جنائز.

 

ذكر الموت:

1- يُستحب الإكثار من ذِكر الموت؛ فعن عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: أخَذ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بمَنْكِبي، فقال: ((كنْ في الدنيا كأنَّك غريب، أو عابرُ سبيلٍ))[1].

 

وكان ابن عمر يقول: إذا أصبَحت فلا تَنتظر المساء، وإذا أمسَيت فلا تَنتظر الصباح، وخُذْ من صحَّتك لسَقمك، ومن حياتك لموتك.

 

وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أكْثِروا من ذِكْر هادم اللذَّات))[2].

 

2- وينبغي للعبد أن يَستعدَّ للموت، وذلك بالخروج من المظالم، والإقلاع عن المعاصي، والإقبال على الطاعات.

 

وحيث إن هذه الأحكام يتقدَّمها بعض الأحكام المتعلقة بالمرض وعيادة المريض، أَفْرَدتُ له بعضَ المسائل المهمة؛ ليَنتفع بها المسلمون، والله الموفق إلى ما يحبه ويرضاه.

 

عيادة المريض:

• حُكم عيادة المريض:

الراجح من أقوال أهل العلم أنَّ عيادة المريض واجبة؛ لقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أطْعِموا الجائع، وعُودوا المريض، وفكُّوا العاني))[3]؛ أي: الأسير.

 

وفي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: ((خمسٌ تَجب للمسلم على المسلم))، فذكَر منها عيادةَ المريض[4]، وفي رواية: ((ستٌّ تجب للمسلم على المسلم..))[5].

 

وقد جزَم البخاري بالوجوب، فقال: "باب وجوب عيادة المريض"، ثم أورَد الحديث السابق.

 

قال ابن بطال: "يحتمل أنَّ الأمر على الوجوب بمعنى الكفاية؛ كإطعام الجائع، وفكِّ الأسير، ويحتمل أن يكون للندب؛ للحثِّ على التواصُل والأُلفة، وجزَم الداودي بالأوَّل، فقال: هي فرْضٌ يَحمله بعض الناس عن بعضٍ، وقال الجمهور: هي في الأصل ندبٌ، وقد تَصل إلى الوجوب في حقِّ بعض الناس دون بعض"[6].

 

وقال ابن عثيمين: "إنه واجبٌ كفائي"[7]، وهذا اختيار ابن تيميَّة[8].

 

ملاحظات:

1- يُستدلُّ بعموم قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((عُودوا المريض)) على مشروعيَّة العيادة لكلِّ مرضٍ، وقيَّد الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - عيادة المريض لِمَن حبَسه المرض، فإن كان المرض لا يَحبسه، فيشهد الناس ويشهدونه، فلا يحتاج إلى عيادة؛ كمَن به زُكامٌ لا يَمنعه من الخروج[9].

 

2- لا يُشترط في عيادة المريض أن يَعلم المريض بعُوَّاده، كالمُغمى عليه، أو مَن كان في الإنعاش، فلا يكون ذلك مانعًا من عيادته.

 

قال الحافظ: "لأن وراء ذلك جبْرَ خاطر أهله، وما يُرجى من بركة دعاء العائد، ووضْع يده على المريض، والمسْح على جسده، والنَّفث عليه عند التعويذ، إلى غير ذلك"[10].

 

3- يَلحق بعيادة المريض تعهُّده وتفقُّده، والتلطُّف به، وربما كان ذلك في العادة سببًا لوجود نشاطه، وانتعاش قوَّته؛ قاله الحافظ[11].

 

4- لَم تنصَّ الأحاديث على تحديد أوقات عيادة المريض، والظاهر أنَّ هذا يتعلَّق بما لا يشقُّ على المريض؛ ولذلك اعتبَر العلماء من آداب الزيارة ألاَّ يُطيل الجلوس عند المريض حتى يَضجر، أو يشقَّ على أهله، إلاَّ إذا اقتضَت مصلحة أو ضرورة، فلا بأس.

 

قال ابن القيِّم: "ولَم يكن من هَدْيه - عليه الصلاة والسلام - أن يخصَّ يومًا من الأيام بعيادة المريض، ولا وقتًا من الأوقات، بل شرَع لأُمته عيادة المريض ليلاً ونهارًا، وفي سائر الأوقات"[12].

 

وفي الفروع: "ويتوجَّه اختلافه باختلاف الناس، والعمل بالقرائن وظاهر الحال"[13].

 

5- ليس هناك تحديدٌ أيضًا لوقت ابتداء الزيارة بعد مرضه، وما استندَ إليه الغزالي في "الإحياء" بأنَّ المريض لا يُعاد إلاَّ بعد ثلاثٍ، فحديثٌ لا يَصِح.

 

6- تَشمل عيادة المريض القريبَ والبعيد، ولكن كلما كانت الصِّلة أقوى، كانت الحاجة أشدَّ إلحاحًا وطلبًا.

 

7- قال ابن بطَّال: "تُشرع عيادة - يعني: غير المسلم - إذا رَجا أن يُجيب إلى الدخول في الإسلام، وأمَّا إذا لَم يطمع في ذلك، فلا"[14].

 

وهذا ما رجَّحه ابن عثيمين[15]، والدليل عليه ما رواه البخاري أنَّ غلامًا يهوديًّا كان يَخدم النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فمَرِض، فأتاه - صلَّى الله عليه وسلَّم - يَعوده، فقال: ((أسْلِم))، فأسلَم[16]، وكذلك في عيادته - صلَّى الله عليه وسلَّم - لعمِّه أبي طالب وعَرْض الإسلام عليه[17].

 

8- حُكم عيادة المُبتدع: نصَّ الإمام أحمد أنَّ المبتدع لا يُعاد، وقال غيره: لا يُعاد الداعية فقط، واعتَبر الشيخ تقي الدين المصلحة في ذلك.

 

9- لا نقْص على الإمام أن يعود المرضى من رعيَّته، ولو كان أعرابيًّا جافيًا، ولا على العالم أن يعود الجاهل؛ ليُعلمه ويُذكِّره، ولا على الكبير أن يعود الصغير؛ ففي الصحيح أن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - دخل على أعرابي يَعوده[18]، وتقدَّم عيادتُه - صلَّى الله عليه وسلَّم - للغلام اليهودي.

 

10- ويُستحب سؤال أهل المريض عن حاله؛ ففي صحيح البخاري عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - خرَج من عند رسول اللَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - في وجَعه الذي تُوفِّي فيه، فقال الناس: يا أبا الحسن، كيف أصبَح رسول اللَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم؟ قال: أصبَح - بحمد الله - بارئًا[19].

 

11- لا دليلَ على ما يدَّعيه بعض الناس أنَّ العائد لا يأكل ولا يَشرب عند المريض، مُعلِّلين أن ذلك ضياعٌ لثوابه وأجْره، وليس هناك نصٌّ صحيح يدل على هذا الادِّعاء.

 

فضل عيادة المريض:

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إن الله - عزَّ وجلَّ - يقول يوم القيامة: يا بن آدمَ، مَرِضت فلم تَعدني، قال: يا رب، كيف أعودك وأنت ربُّ العالمين؟! قال: أمَا عَلِمت أنَّ عبدي فلانًا مَرِض، فلم تَعُده؟ أمَا عَلِمت أنَّك لو عُدتَه، لوجَدتني عنده؟))[20].

 

وعن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: قال رسول اللَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((خمسٌ مَن فعَل واحدة منهنَّ، كان ضامنًا على الله - عزَّ وجلَّ -: مَن عاد مريضًا، أو خرَج مع جنازة، أو خرَج غازيًا، أو دخَل على إمام يريد تَعزيره وتوقيره، أو قعَد في بيته، فيسْلَم الناس منه، ويسَلْم من الناس))[21].

 

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن أصبَح منكم اليوم صائمًا؟))، قال أبو بكر: أنا، فقال: ((مَن أطعَم منكم اليوم مسكينًا؟))، قال أبو بكر: أنا، قال: ((مَن تَبِع منكم اليوم جنازة؟))، قال أبو بكر: أنا، قال: ((مَن عاد منكم اليوم مريضًا؟))، قال أبو بكر: أنا، فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما اجتمَعت هذه الخِصال قطُّ في رجلٍ في يومٍ، إلا دخَل الجنة))[22].

 

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن عاد مريضًا، ناداه منادٍ من السماء: طِبْتَ وطاب مَمشاك، وتبوَّأتَ من الجنة منزلاً))[23].

 

وعن ثوبان - رضي الله عنه - عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إنَّ المسلم إذا عاد أخاه المسلم، لَم يزَل في خُرْفة الجنة حتى يَرجع))، قيل: يا رسول الله، وما خُرفة الجنة؟ قال: ((جَناها))[24].

 

وعن علي - رضي الله عنه - قال: سَمِعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((ما من مسلمٍ يعود مسلمًا غَدوةً، إلاَّ صلَّى عليه سبعون ألف مَلكٍ حتى يُمسي، وإن عادَه عشيَّة، إلاَّ صلَّى عليه سبعون ألف مَلكٍ حتى يُصبح، وكان له خريف في الجنة))[25].

 

وعن جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - قال: قال رسول اللَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن عاد مريضًا، لَم يزَل يَخوض في الرحمة حتى يَجلس، فإذا جلَس اغتَمس فيها))[26].

 

آداب عيادة المريض:

• أن يَختار الوقت المناسب لعيادته، فلا يَعوده في وقت يشقُّ فيه على المريض.

 

• إذا دخَل عليه يقول له: ((لا بأْسَ، طَهور إن شاء الله))؛ لِما ثبَت عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - دخَل على أعرابي يَعوده، فقال: وكان النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا دخَل على مَن يَعوده قال: ((لا بأسَ، طَهور إن شاء الله))[27].

 

• ويسأله عن حاله تأنيسًا له؛ فعن أنس - رضي الله عنه - قال: دخل النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - على شابٍّ وهو في الموت، فقال: ((كيف تَجدك؟))، قال: أرجو الله يا رسول الله، وأخاف ذنوبي، فقال رسول اللَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يَجتمعان في قلب عبدٍ في مثْل هذا الموطن، إلاَّ أعطاه الله ما يَرجوه، وآمَنه مما يخاف))[28].

 

ويضع يده عليه عند سؤاله:

قال ابن بطَّال: "وفي وضْع اليد على المريض تأنيسٌ له، وتعرُّف لشدة مرضه؛ ليدعو له بالعافية على حسب ما يبدو له منه، وربما رقَاه بيده، ومسَح على ألَمه بما يَنتفع به العليل إذا كان العائد صالحًا"[29].

 

قال الحافظ: "وقد يكون العائد عارفًا بالعلاج، فيَعرف العلَّة، فيَصف له ما يُناسبه"[30].

 

ودليلُ ما تقدَّم ما ثبَت عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: دخَلت على رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهو يُوعك وَعكًا شديدًا، فمَسَستُه بيدي، فقلت: إنَّك لتُوعك وعكًا شديدًا، قال: ((أجَل، كما يُوعك رجلان منكم))[31].

 

وعن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: "تشكَّيتُ بمكَّةَ شكوى شديدة، فجاءني النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يَعُودني، فقلت: يا نبيَّ الله، إني أترك مالاً وإني لَم أترك إلاَّ بنتًا واحدة، فأُوصي بثُلُثَي مالي وأترك الثُّلُث؟ فقال: ((لا))، قلتُ: فأُوصي بالنصف وأترك النصف؟ قال: ((لا))، قلتُ: فأُوصي بالثُّلُث وأترك لها الثُّلُثين؟ قال: ((الثُّلُث، والثُّلُث كثيرٌ))، ثم وضَع يده على جبْهته، ثم مسَح يده على وجهي وبطني، ثم قال: ((اللهمَّ اشفِ سعدًا، وأتْمِم له هِجرته))، فما زِلت أجد بَرْده على كبدي فيما يُخال إليّ حتى الساعة[32]، ومعنى "يُخال": يُخيَّل.

 

ويدعو للمريض ويَرقيه:

وسنُفرد - إن شاء اللَّه بابًا - في الأدعية والرُّقى التي تُقال عند المريض.

 

ويُثني على المريض بمحاسن أعماله:

وذلك بما يُذهب عنه خوفه، ويُحسن ظنَّه بربِّه - عزَّ وجلَّ - ففي صحيح البخاري أنَّ ابن عباس - رضي الله عنهما - قال لعمر حين طُعِن: "لقد صَحِبتَ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فأحسَنتَ صُحبته، ثم فارَقتَه وهو عنك راضٍ، ثم صَحِبت أبا بكر، فأحسَنت صُحبته، ثم فارَقته وهو عنك راضٍ، ثم صَحِبت صُحبتهم، فأحسَنت صُحبتهم، ولئن فارَقتهم، لتُفارِقَنَّهم وهم عنك راضون..."[33]؛ الحديث، ومعنى: "صُحبتهم"؛ أي: المسلمين.

 

وفي صحيح مسلم عن ابن شُماسة، قال: حضَر عمرو بن العاص وهو في سياقة الموت يبكي طويلاً، وحوَّل وجهه إلى الجدار، فجعَل ابنه يقول: "يا أبتاه، أمَا بشَّرك رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بكذا، أمَا بشَّرك رسول اللَّه بكذا.."؛ الحديث[34].

 

وفي صحيح البخاري عن القاسم بن أبي بكر، أنَّ عائشة - رضي الله عنها - اشتكَت، فجاء ابن عباس - رضي الله عنهما - فقال: "يا أمَّ المؤمنين، تَقْدَمين على فَرَطِ صِدْقٍ؛ على رسول اللَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - وعلى أبي بكر - رضي الله عنه"[35].

 

والمقصود: قدومُها على مَن سبَقها، وهم النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأبو بكر - رضي الله عنه.

 

• ولا يُكره المريض على طعامٍ أو شراب؛ فعن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا تُكرِهوا مرضاكم على الطعام؛ فإن الله يُطعمهم ويَسقيهم))[36].

 

• الرِّفق به واحتماله والصَّبر عليه؛ قال النووي: "ويُستحَب لأهل المريض ومَن يَخدمه، الرِّفقُ به، واحتمالُه، والصبرُ على ما يشقُّ من أمره، وكذلك مَن قَرُب موْته بسبب حدٍّ أو قِصاص"[37].

 

تذكير المريض بالتوبة والوصية، والخروج من المظالم:

على أن يكون ذلك على وجْهٍ لا يُزعج المريض رِفقًا به، وعليه أن يُذكِّره بحُسن الظنِّ بالله - عزَّ وجلَّ - ويُؤمِّله بالدعاء، وبإتمام أعماله الصالحة؛ ففي حديث سعد المتقدِّم: ((اللهمَّ اشفِ سعدًا، وأتْمِم له هجرته)).



[1] البخاري (6416)، والترمذي (2333)، وابن ماجه (4114).

[2] حسن؛ رواه الترمذي (2307)، وابن ماجه (4258)، والنسائي (4/ 4).

[3] البخاري (3046) (5649)، وأبو داود (3105).

[4] البخاري (1240)، ومسلم (2162)، وأبو داود (5031).

[5] رواه مسلم (6162)، والترمذي (2737).

[6] انظر: فتح الباري (10/ 112 - 113).

[7] الشرح الممتع (7/ 307).

[8] الاختيارات الفقهيَّة، ص (155).

[9] انظر: الشرح الممتع (5/ 304).

[10] فتح الباري (10/ 114).

[11] فتح الباري (10/ 113).

[12] زاد المعاد (1/ 497).

[13] الفروع؛ لابن مفلح (2/ 176).

[14] فتح الباري (10/ 119).

[15] الشرح الممتع (5/ 305).

[16] البخاري (1356) (5157)، وأبو داود (3095).

[17] البخاري (1360) (3884) (4675)، ومسلم (24)، والنسائي (4/ 90).

[18] البخاري (3616) (5656) (5662).

[19] البخاري (4447) (6266).

[20] مسلم (2569).

[21] صحَّحه الألباني؛ رواه أحمد (5/ 241)، وصحَّحه الألباني في "ظلال الجنة" (1021).

[22] مسلم (1028)، والنسائي في الكبرى (8107)، وأحمد (3/ 118).

[23] رواه الترمذي (2008)، وحسَّنه، وابن ماجه (1443)، وابن حِبَّان (2961)، وحسَّنه الشيخ الألباني لشواهده.

[24] مسلم (2568)، والترمذي (967).

[25] صحيح؛ رواه أبو داود (3098)، والترمذي (969)، وابن ماجه (1442).

[26] صحيح؛ رواه أحمد (3/ 403)، وابن حبَّان (2956)، والبزَّار (775)، وله شاهد من حديث أنس رواه أحمد (3/ 174) بإسناد حسنٍ، ورواه الطبراني من حديث أبي هريرة.

[27] البخاري (3616) (5656) (5662).

[28] حسن؛ رواه الترمذي (983)، وابن ماجه (4261)، والنسائي في الكبرى (10901).

[29] فتح الباري (10/ 120).

[30] فتح الباري (10/ 120).

[31] البخاري (5647) (5660)، ومسلم (2571).

[32] البخاري (5659) (56) (6733)، ومسلم (1628)، والترمذي (2116)، والنسائي (6/ 241)، وابن ماجه (2708)، وهذا لفظ البخاري (5659).

[33] البخاري (3692)، وابن حِبَّان (6891).

[34] مسلم (121).

[35] البخاري (3771) (4753).

[36] حسن لشواهده؛ رواه الترمذي (2040)، وحسنه، وابن ماجه (3444)، وحسَّنه الألباني في الصحيحة (727).

[37] المجموع (5/ 117).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • آداب المريض وزيارته (1/ 15)
  • آداب المريض وزيارته (2/ 15)
  • آداب المريض وزيارته (3/ 15)
  • آداب المريض وزيارته (4/ 15)
  • آداب المريض وزيارته (5/ 15)
  • ما يشرع وما لا يشرع للمريض
  • المشروع في حق من حضر الميت
  • غسل الميت
  • الكفن
  • حمل الجنازة واتباعها
  • كيفية صلاة الجنازة
  • المريض الذي لا يرجى برؤه وعليه صيام والإطعام عن الأيام المتعددة
  • عيادة المريض
  • آداب المريض والعائد
  • عيادة المريض غير المسلم
  • أحاديث عن زيارة المريض
  • عبادة المريض
  • آداب عيادة المريض (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • عيادة المجاهر بمعصية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عيادة المريض: أحكام وفضائل وآداب (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • حقوق المسلم: عيادة المريض(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل المرض وعيادة المريض (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أربعون حديثا في فضائل وآداب عيادة المريض (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • شرح حديث أبي هريرة: "حق المسلم: عيادة المريض"(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل عيادة المريض وآدابها (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة عن عيادة المريض وآدابها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضائل عيادة المريض وأحكامها(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • من فضائل عيادة المريض وأحكامها(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب