• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / علوم حديث
علامة باركود

حديث: دعاء السوق

حديث: دعاء السوق
محمد زياد التكلة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 3/4/2013 ميلادي - 22/5/1434 هجري

الزيارات: 40512

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حديث: دعاء السوق

الدرة اليتيمة في تخريج أحاديث التحفة الكريمة (33)


خرج الترمذي في جامعه (ج9 ص386) في الطبعة المصرية، طبعة المكتبة السلفية في المدينة رقم الحديث (3488 و 3489) عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:

"من دخل السوق؛ فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير: كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورفع لـه ألف ألف درجة"[1].

 

وقال: هذا حديث غريب، وقد روى عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير، عن سالم بن عبد الله هذا الحديث نحوه.

 

ثم ساقه بسنده مثل الأول، لكن قال فيه بدل: "ورفع له ألف ألف درجة" ما نصه: "وبنى له بيتًا في الجنة".

 

وهذا الحديث ضعيف من الطريقين جميعًا.

أما الطريق الأول ففيه أزهر بن سنان، وهو ضعيف؛ كما في التقريب، ورمز له بعلامة الترمذي، وقال في تهذيب التهذيب عن ابن معين: ليس بشيء. ونقل عن أبي غالب الأزدي، عن علي بن المديني؛ أنه ضعفه جدًا بسبب حديثه هذا. ونقل عن الساجي أن فيه ضعفًا. وعن ابن شاهين أنه ذكره في الضعفاء، ونقل عن المروذي عن أحمد أنه ليّنه، وذكر أنه روى حديثًا منكرًا في الطلاق. أما ابن عدي فنقل عنه الحافظ في التهذيب ما نصه: أحاديثه صالحة ليست بالمنكرة جدًا، وأرجو ألا يكون به بأس. اهـ.

 

وبما ذكرنا يُعلم أن غالب الأئمة ضعّفوه، والقاعدة أن الجرح مقدم على التعديل، وفي هذا السند علة أخرى، وهي أن أزهر رواه عن محمد بن واسع، وفي سماعه منه نظر؛ كما يُعلم ذلك من تهذيب التهذيب.

 

أما السند الثاني ففيه عمرو بن دينار البصري قهرمان آل الزبير، وهو ضعيف جدًا، وهو أضعف من أزهر المذكور، وقد ذكر الحافظ في تهذيب التهذيب ما يدل على إجماع أئمة الحديث على ضعفه، وقد جزم في التقريب بضعفه، ورمز لـه بعلامة الترمذي وابن ماجه.

 

وبذلك يُعلم ضعف هذا الحديث من الطريقين جميعًا، ومما يقوي ضعفَه غرابةُ متنه ونكارته، لأن من قواعد أئمة الحديث أن الثواب العظيم على العمل اليسير يدل على ضعف الحديث، ولا شك أن ما ذكر في المتن غريب جدًّا من حيث الكمية؛ فيما يعطى من الحسنات، ويمحى من السيئات، ويرفع من الدرجات.

 

ولكن هذا التضعيف والنكارة في المتن لا يمنع من شرعية الذكر في الأسواق، لأنها محل غفلة، فالذكر فيها لـه فضل عظيم، وفيه تنبيه للغافلين ليتأسوا بالذاكر فيذكروا الله، والله ولي التوفيق.

 


[1] هذا الحديث مشهور من رواية عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير كما قال ابن عدي (2/35) وغيره، واختُلف على عمرو:

فرواه الترمذي (3429) وابن ماجه (2235) والطيالسي (11) وبكر بن بكار في جزئه (47 ضمن جمهرة الاجزاء الحديثية ص173) وأحمد (1/47) ويعقوب بن شيبة في مسنده (4/ب، بتلخيص أحمد بن أبي بكر الطبراني الكاملي) والبزار (1/238) والرامهرمزي في المحدث الفاصل (241) والطبراني في الدعاء (789) وابن السني (182) وابن عدي (5/135) وابن نظيف الفراء في جزئه (105/ب) والشجري (1/28 و248) وعبد الغني المقدسي في أخبار الصلاة (133) والذهبي في التذكرة (2/730) من طريق حماد بن زيد.

ورواه الترمذي (3429) من طريق المعتمر بن سليمان.

ورواه علي بن المديني في مسند عمر (كما في مسند الفاروق لابن كثير 2/642) عن زياد بن الربيع.

ورواه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (175/أ، الأصل 145) من طريق إسماعيل بن علية.

ورواه ابن أبي حاتم في العلل (2/181 رقم 2038) وابن عدي (2/35) وأبوالشيخ في الطبقات (2/300) والشجري (1/15) من طريق بكير بن شهاب الدامغاني، وعلقه الدارقطني في العلل (4/58/أ) عن يوسف بن عطية الصفار، كلاهما عن عمران بن مسلم.

ورواه الطبراني في الدعاء (791) من طريق ثابت بن يزيد.

ورواه البيهقي في الأسماء والصفات (1/280 رقم 212) من طريق مهدي بن ميمون.

ورواه البخاري في التاريخ الأوسط (1/447 ولم يسق المتن) والبغوي في شرح السنة (5/132 رقم 1338) من طريق سعيد بن زيد، أخي حماد بن زيد.

ورُوي من طريق سماك بن عطية. ذكره الدارقطني في العلل (2/48).

كلهم عن عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن جده مرفوعا.

ورواه يعقوب بن شيبة (5/أ) وأبوالعباس الأصم في جزئه (58 ضمن مجموع مصنفات الأصم ص187) -ومن طريقه الخطيب في الموضح (2/286)- وابن البناء في فضل التهليل (5) من طريق هاشم بن القاسم، حدثنا محمد بن راشد، عن أبي يحيى مولى الزبير بن العوام، عن سالم، عن ابن عمر، عن عمر مرفوعا.

قال الخطيب: أبويحيى هو عمرو بن دينار.

فهؤلاء عشرة -وفيهم حفاظ- رووه عن عمرو بن دينار بالسند السابق.

• ورواه ابن عدي (5/136) من طريق عمر بن المغيرة المصيصي.

ورواه الدولابي (1/129) وابن عدي في الموضع السابق من طريق إسماعيل بن حكيم الخزاعي، كلاهما عن عمرو بن دينار به، ولكن ليس فيه عن عمر.

وعمر وإسماعيل مجهولان.

• ورواه هشام بن حسان عن عمرو، واختلف عنه:

فرواه الرامهرمزي (242) من طريق روح بن عبادة، ورواه يعقوب بن شيبة (4/ب) والطبراني في الدعاء (790) من طريق عبدالله بن بكر السهمي، ورواه ابن بشران (684) والخطيب في الموضح (2/276) من طريق عبد الأعلى بن سليمان، ثلاثتهم عن هشام بن حسان، عن عمرو بن دينار مثل رواية الجماعة.

ورواه أبو الطيب الحوراني في حديثه (29) - وعنه تمام في فوائده (1598 الروض) - من طريق السهمي وعبد الأعلى كلاهما عن هشام به، لكن من مسند ابن عمر، ليس فيه عن عمر.

ورُوي عن سويد بن عبد العزيز -وهو ضعيف- عن هشام، عن عمرو، عن ابن عمر، عن عمر موقوفا. فلم يذكر فيه سالماً. ذكره الدارقطني في العلل (2/49).

وأخرجه الدارقطني في الأفراد (3/381 أطرافه) والمخلص في فوائده (7/193/ب رقم 140) من طريق محمد بن زنبور، عن فضيل بن عياض، عن هشام، عن عمرو، عن سالم، عن أبيه. لم يذكر عمر.

قال الدارقطني: غريب من حديث فضيل بن عياض عن هشام الدستوائي، لا أعلم رواه عنه غير محمد بن زنبور المكي.

وعزاه محقق علل الدارقطني للنرسي في حديث أبي محمد بن معروف وحديث أبي بكر الوراق (142/1-2) من هذا الوجه.

ولكن رواه ابن عدي (5/135) من طريق يحيى بن طلحة، ورواه أبوالشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (2/173-174 رقم 185) - وعنه أبونعيم في أخبار أصبهان (2/180) - من طريق محمد بن يحيى المكي، كلاهما عن الفضيل به، بزيادة: "عن عمر"، كرواية الجماعة، وهذا أصح عن فضيل.

ورواه الحاكم (1/539) من طريق مسروق بن المرزبان، ثنا حفص بن غياث، عن هشام بن حسان، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر مرفوعا.

وقال الحاكم: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

وتعقبه الذهبي قائلا: مسروق بن المرزبان ليس بحجة.

قلت: وروايته شاذة أو منكرة، فقد خالف المحفوظ عن هشام في إسناده، وغفل بعض الناس عن علة المخالفة فحسّنه!

قلت: فيظهر مما سبق أن الأقوى عن عمرو بن دينار رواية الجماعة عنه، ولكن قال الدارقطني في العلل: يشبه أن يكون الاضطراب فيه من عمرو بن دينار، لأنه ضعيف قليل الضبط.

اختلاف آخر:

كما اختُلف على عمران بن مسلم:

فرواه عنه بُكير بن شهاب ويوسف بن عطية -وهما متروكان- كلاهما عن عمرو بن دينار كرواية الجماعة، وقد تقدم.

وروى الترمذي في العلل الكبير (674) ويعقوب بن شيبة (5/أ) والبزار (12/302 رقم 6140) والعقيلي (3/304) وابن أبي حاتم في العلل (2/181) وابن عدي (5/91) والدارقطني في الأفراد (3/396 أطرافه) والحاكم (1/539) وأبو القاسم عبد العزيز بن علي المالكي في حديثه (41) من طريق يحيى بن سليم الطائفي - وهو لين - عن عمران، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر مرفوعا.

وقال أحمد في مسائل أبي داود (1879): عمران لم يحدّث عن عبد الله بن دينار، وهذا حديث منكر.

وقال الترمذي: سألت محمداً [يعني البخاري] عن هذا الحديث، فقال: هذا حديث منكر.

وقال يعقوب بن شيبة (4/ب): لا نحفظه عن ابن دينار عن أحد من أصحابه المشهورين، إنما رواه هذا الشيخ عمران بن مسلم، وإنما أثبتناه ههنا ليُعرف موضعه إن شاء الله تعالى.

وعدّه العقيلي وابن عدي من مناكير عمران.

وقال أبوحاتم: هذا حديث منكر. (وزاد ابن القيم نسبة القول لأبي زرعة أيضا، انظر المنار المنيف 42).

وقال ابن أبي حاتم: وهذا الحديث هو خطأ، إنما أراد عمران بن مسلم، عن عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير، عن سالم، عن أبيه، فغلط، وجعل بدل عمرو: عبد الله بن دينار، وأسقط سالما من الإسناد.

وقال الدارقطني في العلل (4/58/أ): إن يحيى وهم فيه، وهو كثير الوهم في الأسانيد.

وقال في الأفراد: غريب من حديث عبد الله بن دينار عن ابن عمر، تفرد به [يحيى] بن سليم الطائفي عن عمران بن مسلم عنه.

وقال ابن طاهر عقبه: لم يزد أبوالحسن على هذا، وهذا الحديث محفوظ من رواية عمرو بن دينار عن سالم عن أبيه.

واختُلف في عمران هنا: هل هو ابن مسلم القصير المتقدم، أم غيره؟ فاختار أبوحاتم هنا والدارقطني والمزي أنه نفسه، وتوقف فيه أحمد، واختار الجمهور أنه آخر، وقد سأل الترمذي في الموضع السابق شيخه البخاري: مَن عمران بن مسلم هذا؛ هو عمران القصير؟ قال: لا، هذا شيخ منكر الحديث.

فعلى كلا الاحتمالين فالسند منكر، إما لمخالفة الطائفي الضعيف للمشهور عن عمرو، فضلا أن له مناكير عن عمران كما قال ابن حبان، أو لحال عمران نفسه.

وضعفه الذهبي في تلخيص المستدرك (1/539).

ورواه الذهبي في تاريخ الإسلام (29/345-346) وفي السير (17/498) من طريق سليمان بن المعافى، عن أبيه، عن موسى بن أعين، عن عمران، عن سالم، عن أبيه، عن عمر مرفوعا.

وقال الذهبي في التاريخ: هذا حديث حسن غريب. وقال في السير: هذا إسناد صالح غريب.

قلت: إن لم يكن سقط عمرو بن دينار من الناسخ أو الطابع؛ فهو اختلاف آخر، وهو منكر، لأن سليمان بن المعافى لم يسمع من أبيه شيئا، فحمله الناس على الرواية عنه! كما في اللسان (3/108).

فاتضح أنه لم يثبت عن عمران أصلا، ولكن الرواية ترجع لحديث عمرو بن دينار كرواية الجماعة.

اختلافات أخر:

وهناك طرق أخرى ترجع لحديث عمرو بن دينار أيضا عند التحقيق:

فقال الدارقطني في العلل (2/50): "ورُوي عن المهاصر بن حبيب، وعن أبي عبد الله الفراء، عن سالم، عن أبيه، عن عمر مرفوعا.

وروي عن عمر بن محمد بن زيد المدني، قال: حدثني رجل من أهل البصرة مولى قريش، عن سالم.

فرجع الحديث إلى عمرو بن دينار، وهو ضعيف لا يُحتج به".

قلت: رواية ابن زيد المذكورة أخرجها الحاكم في المستدرك (سقطت من المطبوع، وهي في المخطوط 1/246/1 كما في حاشية علل الدارقطني، وإتحاف المهرة 12/276).

ورواه الحاكم (كما في إتحاف المهرة 12/277) من طريق عبد الوهاب بن الضحاك الحمصي، عن إسماعيل بن عياش، عن عمر بن محمد بن زيد، عن سالم به. لم يذكر بينهما أحدا.

وعبد الوهاب متروك، وكذبه أبوحاتم، ثم إسماعيل روايته عن غير الشاميين منكرة، وشيخه مدني.

ورواه الدارقطني في الأفراد (1/121 أطرافه) من طريق ابن زيد عن سالم: وقال: غريب من حديث عمر بن محمد بن زيد عن سالم عن أبيه عن جده، وإنما يُعرف هذا من حديث عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير عن سالم.

وقد بيّنت رواية الحاكم الواسطة بين ابن زيد وسالم، وأنه عمرو بن دينار كما قال الدارقطني.

وأما رواية أبي عبد الله الفراء فعلّقها البخاري في الكنى (50) عن ضرار، عن الدراوردي، عن الفراء، عن سالم نحوه.

وضرار هذا هو ابن صُرَد؛ تركه جماعة، وصرح ابن معين بأنه كذاب، ومع ذلك قال ابن حجر في التقريب: صدوق له أوهام وخطأ! ثم الفراء هذا مجهول.

وأما رواية مهاصر - وفي أكثر المصادر: مهاجر - بن حبيب، فرواها يعقوب بن شيبة (5/أ) والطبراني في الدعاء (793) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة. ورواها عبيدالله بن عبدالرحمن الزهري في حديثه (176) من طريق أبي هشام الرفاعي القاضي، كلاهما عن أبي خالد الأحمر، نا المهاجر بن حبيب، سمعت سالما، عن أبيه، عن جده مرفوعا.

وذكر المزي رواية أبي خالد الأحمر هذه في تحفة الأشراف (8/58)، وقال: رواه غيره عن المهاجر، فلم يقل عن جده. وكذلك قال ابن كثير في مسند الفاروق (2/642).

ورواه عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد (214) عن ابن أبي شيبة عن أبي خالد، ولكن عنده: عن المهاجر، قال: سمعت ابن عمر. موقوفا عليه من قوله، ولعل في سنده سقط.

وأبوخالد الأحمر فيه بعض لين، وروايته معلولة، فقال علي بن المديني في مسند عمر (كما في مسند الفاروق 2/642-643): وأما حديث مهاجر عن سالم فيمن دخل السوق: فإن مهاجر بن حبيب ثقة من أهل الشام، ولم يلقه أبوخالد الأحمر، وإنما روى عنه ثور بن يزيد، والأحوص بن حكيم، وفرج بن فضالة، وأهل الشام، وهذا حديث منكر من حديث مهاجر من أنه سمع سالما، وإنما روى هذا الحديث شيخ لم يكن عندهم بثبت، يُقال له عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير، حدثناه زياد بن الربيع عنه به، فكان أصحابنا يُنكرون هذا الحديث أشد الإنكار لجودة إسناده.. ولو كان مهاجر يصح حديثه في السوق لم يُنكر على عمرو بن دينار هذا الحديث. ا هـ.

وقال يعقوب بن شيبة (4/ب): وهذا الحديث من هذا الوجه رجاله ثقات، غير أن أبا خالد لم يلق مهاصر بن حبيب، ومهاصر بن حبيب شامي ثقة، روى عن ثور بن يزيد، والأحوص بن حكيم، والمتقدمون، ومن دونهم في السن فرج بن فضالة، ونحوه، وقال علي بن المديني في هذا الحديث بعينه: أبوخالد الأحمر لم يدرك مهاصرا، ولم يسمع منه.

اختلاف آخر:

ورواه الطبراني في الكبير (12/300 رقم 13175) -ومن طريقه أبونعيم في الحلية (8/289 وانظر تقريب البغية 3/384)- وابن عساكر (45/405) من طريق عمرو بن أسلم الحمصي، نا سلم بن ميمون الخواص، عن علي بن عطاء، عن عبيد الله العمري، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، مرفوعا.

هكذا جاء عند الطبراني وتقريب البغية: عبيد الله العمري، بينما جاء في الحلية مرتين: عبد الله العمري.

وقال أبونعيم: غريب من حديث [عبيد الله] عن سالم، أبوزيد [كذا في المطبوع، ولعله: تفرد به] علي بن عطاء.

قلت: الخواص أحد الصالحين، لكنه واهٍ في الحديث، وعلي بن عطاء أراه أبا عمر المقدَّمي، ذكره بحشل في تاريخ واسط (159)، ولم أجد فيه جرحا ولا تعديلا، أما عمرو بن أسلم فعابد صدوق.

اختلاف آخر:

ورواه الدارقطني في الأفراد (1/130 أطرافه) من طريق الربيع بن بدر، عن راشد أبي محمد الحماني، عن أبي يحيى، عن ابن عمر، عن عمر مرفوعا.

وقال الدارقطني في الأفراد: غريب من حديث راشد الحماني عن أبي يحيى، وهو عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير، تفرد به الربيع بن بدر عنه، وإنما رواه أبويحيى عن سالم عن أبيه.

وقال في العلل (2/50): أبويحيى هذا هو عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير، ولم يسمع من ابن عمر، إنما روى هذا عن سالم، عن ابن عمر.

والربيع بن بدر متروك، ورجع الحديث إلى عمرو بن دينار.

طريق أخرى:

رواها البخاري في الكنى (50) وأبوعيسى الترمذي (3428) وعبد بن حميد (28) والدارمي (2/293) ويعقوب بن شيبة (4/ب) وأحمد بن منيع، والحارث بن أبي أسامة، وأبويعلى في مسنده رواية ابن المقرئ -ومن طريقهم الضياء في المختارة (1/297 و298)- والحكيم الترمذي في نوادر الأصول (175/أ الأصل 145) والعقيلي (1/133-134) والحاكم (1/538) والسلمي في طبقات الصوفية (435) وأبونعيم في الحلية (2/355) وابن عساكر (56/139) والضياء في المنتقى من مسموعاته بمرو (9/ب) من طرق عن يزيد بن هارون، ثنا أزهر بن سنان، عن محمد بن واسع، عن سالم، عن أبيه، عن عمر مرفوعا.

وعند بعضهم في آخره، قال محمد بن واسع: فقدمت خراسان، فلقيت قتيبة بن مسلم، فقلت: أتيتك بهدية. فحدثتُه الحديث، فكان قتيبة يركب في موكب من مواليه؛ حتى يأتى السوق؛ فيقولها، ثم ينصرف.

ورواه الطبراني في الدعاء (792) وابن بشران (1/262 رقم 608) من طريق سعيد بن سليمان، ورواه ابن عدي (1/429) من طريق الحكم بن مروان، كلاهما عن الأزهر به.

ورواه علي بن المديني في مسند عمر (كما في مسند الفاروق لابن كثير 2/642) عن يزيد بن هارون عن أزهر، إلا أنه لم يرفعه.

وذكر أبونعيم في الحلية أن الإمام أحمد رواه عن يزيد بن هارون، ونقل ذلك عنه الضياء (1/299)، وقال: ولم أره في مسنده، ويُحتمل أن يكون رواه في غير المسند، والله أعلم.

قال الترمذي: هذا حديث غريب، وقد رواه عمرو بن دينار -وهو قهرمان آل الزبير- عن سالم بن عبدالله هذا الحديث نحوه.

وقال يعقوب بن شيبة: أزهر بن سنان ضعيف الحديث جدا، ضعفه أهل الحديث، قال ابن معين: أزهر بن سنان ليس بشيء.

وقال أبونعيم: تفرد به أزهر عن محمد.

وقال المنذري في الترغيب والترهيب (2/337): إسناده متصل حسن، ورواته ثقات أثبات، وفي أزهر بن سنان خلاف، وقال ابن عدي أرجو أنه لا بأس به!

وقال الدمياطي في المتجر الرابح (476): إسناده حسن!

وقال ابن القيم في تهذيب سنن أبي داود (7/337): هذا أمثل طرقه. مع تضعيفه لكافة طرقه.

قلت: وهذا الحديث تفرد به أزهر، وهو ضعيف صاحب مناكير على قلة حديثه، وأنكر عليه هذا الحديث ابن معين (كما في تاريخ ابن عساكر)، ويعقوب بن شيبة، وأبوداود (كما في سؤالات الآجري 1083)، والعقيلي، وابن عدي، وضعّفه علي بن المديني جدًّا في هذا الحديث (كما في إكمال مغلطاي 2/49).

وقال أبوحاتم في الجرح والتعديل (8/113) عن محمد بن واسع: روى عن سالم عن ابن عمر حديثا منكراً. فنكّت الذهبي في الميزان (4/58) قائلا: النكارة إنما هي من من قِبَل الراوي عنه. أي أزهر.

وقال الدارقطني في سؤالات البرقاني (463 القشقري): محمد بن واسع الأزدي بصري عابد ثقة. قلت [يعني البرقاني]: هو الذي يحدّث عن سالم بن عبد الله بن عمر؟! قال: نعم. ثم قال: إلا أنه بُلي برواة عنه ضعفاء.

فيُستفاد من هذه النصوص زيادة المنكرين للحديث.

• ومع ضعف أزهر ونكارة حديثه فقد خولف:

فرُوي عن محمد بن واسع عن سالم من قوله.

رواه العقيلي (1/134) من طريق إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، حدثنا يزيد الدورقي أبو الفضل صاحب الجواليق، قال: كان محمد بن واسع الأزدي لا يزال يجىء إلى دكان، فيقعد ساعة في أصحاب الجواليق، فنرى أنه يذكر ربه، فحدثنا قال: كنت بخراسان مع قتيبة، فاستأذنته في الحج، فأذن لي، فلقيت سالم بن عبد الله، فسمعته يذكر: أنه من دخل السوق، فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيى ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير: كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحيت عنه ألف ألف سيئة، وبني له بيت في الجنة.

قال: فلما رجعت إلى خراسان قال لي قتيبة: ما أفدتنا؟ فحدثتُه بهذا الحديث. فكان قتيبة يركب في الأيام، فيقف في السوق، فيقولها أربعين مرة، ثم ينصرف.

قال إبراهيم: كأنه يُرجى لقتيبة في هذا خير.

قال العقيلي: وهذا أولى من حديث أزهر.

قلت: ويزيد لم أهتد لذكره في غير هذا المحل، لكن روايته أولى من رواية الضعيف الذي أُنكر عليه الحديث، وبذلك لا يثبت عن سالم أصلا، والأقوى عنه هكذا دون إسناد؛ كما حكم العقيلي.

• ورواه أبوسعد الإدريسي في تاريخ سمرقند -ومن طريقه النسفي في القند (1189 ص683 تحقيق يوسف الهادي)- عن الفضيل بن العباس، نا أحمد بن محمد بن عمرو بن حبيب [كذا]، ثنا الأمير خالد بن أحمد، ثنا أبي، عن سعيد بن سلم بن قتيبة، عن أبيه، عن جده قتيبة بن مسلم، عن محمد بن واسع  - ضمن قصة - عن سالم، عن أبيه، عن جده مرفوعا.

وهذا موضوع، وعلته أحمد بن محمد بن عمرو بن مصعب المروزي، فهو كذاب يضع الحديث، وكان يروي عن أمراء خراسان البواطيل، ومنهم الأمير خالد بن أحمد الذهلي، كما في اللسان (1/290).

طريق أخرى:

ورواه عبدالله بن أيوب المخرمي في حديثه (40 ضمن مجموع مصنفات أبي الحسن الحمامي وغيره ص242) والخطيب في تلخيص المتشابه (1/321) من طريق علي بن يزيد الصدائي، ثنا خارجة بن مصعب، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر.

ورواه الخطيب في تلخيص المتشابه (1/169) من طريق يعقوب بن يوسف القزويني، نا سعيد بن صُلح، نا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن ابن عمر مرفوعا.

فأما الإسناد الأول ففيه الصدائي، وهو ضعيف، وشيخه خارجة متروك، وكان يدلس عن الكذابين.

وأما الثاني فإن يعقوب ثقة، وشيخه صدوق، لكن عبد الرحمن واه، وقال الحاكم و أبونعيم: روى عن أبيه أحاديث موضوعة.

فلعله دخل عليه من الرواية السابقة أو رواية عمرو بن دينار.

خلاصة الطرق عن ابن عمر:

تبيّن فيما مضى أن كافة طرقه ضعيفة جداً أو مناكير، وجلُّها يرجع لعمرو بن دينار مولى آل الزبير، وقد نص غير واحد من الحفاظ أن الحديث معروف به، واتفقوا على إنكاره عليه، ولم يلتفتوا للمتابعات والطرق الأخرى، وردُّوها إلى روايته.

وعمرو هذا يتلخص من ترجمته أنه واهٍ، وفي روايته عن سالم مناكير، كما قال البخاري والنسائي والفلاس وأبوحاتم والساجي، وغيرهم، وقال ابن عدي (5/136): لا يُعرف هذان الحديثان عن سالم [يعني حديث السوق، وإذا رأى أحدكم مبتلى]، ولا يرويهما عن سالم غير عمرو بن دينار هذا. وكل من تكلم من الأئمة على حديث عمرو عدّها من مناكيره.

وقال علي بن المديني في مسند عمر (كما في مسند الفاروق 2/642-643): كان أصحابنا يُنكرون هذا الحديث أشد الإنكار لجودة إسناده.

وقال البخاري في التاريخ الأوسط (1/447) بعد ما ساق سند عمرو للحديث: لا يُتابع على أحاديثه.

وقال يعقوب بن شيبة في مسنده (4/أ-ب): هو حديث ليس بصحيح الإسناد، ولا له مخرج يرضاه أهل العلم بالحديث، وإنا لنرجو من ثواب الله عز وجل على هذه الكلمات ما روي في هذا الحديث وأكثر منه، فهو أهل الفضل والإحسان. رواه سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم، ورواه عن سالم: عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير، وهو ضعيف. قال علي بن المديني، وغيره: هو ضعيف.

قال يعقوب بن شيبة: لم أر أحدا من أصحابنا ممن يتكلم في الحديث إلا وهو يضعفه، ويضعف أحاديثه، وأحاديثه منكرة، سمعت يحيى بن معين يقول: عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير ذاهب، وقال مرة: ليس بشيء، وقال ابن المديني: لم يكن عندهم بالقوي.

وقال أبوحاتم في العلل (2/171): هذا حديث منكر جدا، لا يحتمل سالم هذا الحديث.

وقال في موضع آخر (2/181): هذا حديث منكر.

وقال الآجري في سؤالات أبي داود (1082 و1083): سمعت أبا داود يقول: [حديثا] عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير -يعني حديث سالم عن أبيه عن جده- ليسا بشيء. قلت لأبي داود: روى أزهر بن سنان عن سالم؟ قال: أزهر ليس بشيء. ا هـ.

قلت: يعني حديث السوق، وحديث من رأى مبتلى، قاله المزي في حاشية تهذيب الكمال (22/15).

وقال البزار (1/239): إن هذا الحديث لم يتابع عليه عمرو بن دينار.

وقال العقيلي (3/304): الأسانيد فيه فيها لين.

وقال الدارقطني في العلل (2/50): فرجع الحديث إلى عمرو بن دينار، وهو ضعيف لا يُحتج به.

وقال الحاكم في المستدرك (كما في إتحاف المهرة 12/276): هذا الحديث له طرق تُجمع ويُذاكر بها عن عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير عن سالم، وليس من شرط هذا الكتاب.

وأشار ابن تيمية إلى ضعفه في مجموع الفتاوى (18/68).

وقال ابن القيم في تهذيب سنن أبي داود (7/337): إنه حديث معلول لا يثبت مثله.

وقال في المنار المنيف (41): هذا الحديث معلول، أعله أئمة الحديث.

وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم (1/351): إن في سنده ضعفا.

ومضى تضعيف أئمة آخرين للحديث ضمن الكلام على الطرق.

والتحقيق والتفصيل في طرق الحديث يؤيد ما ذهبوا إليه وحكموا به.

وخالفهم البغوي، فقال في شرح السنة (5/133): هذا حديث حسن غريب! وعمرو بن دينار هو قهرمان آل الزبير، وعمرو بن دينار المكي أثبت وأقدم.

كما اجتهد الإمام الألباني وصحح الحديث في السلسلة الصحيحة (3139) وغيرها، وهكذا كثير من المعاصرين، ولم تتبيّن لهم علل الحديث على حقيقتها، ولا عدم صلاحية طرقه للاعتبار، والأمر كما اتفق الأئمة من الحفاظ، فحديث ابن عمر منكر، ولا أصل له عن سالم من رواية الثقات، ولا عن غيره كذلك.

• ومما يدل على غرابته عن ابن عمر:

ما روي من طرق عنه أنه قال: إن كنتُ لأخرج إلى السوق وما لي حاجة إلا أن أسلِّم أو يسلَّم عليّ. أو بمعناه. وصححه الألباني في الأدب المفرد (1006)، واللفظ السابق لابن أبي شيبة.

ومعلومٌ أن الثواب الوارد في السلام وردّه يسير جدًّا مقارنة إلى الوارد في الحديث الآنف، فلو علمه ابن عمر وكان من روايته فعلاً لما عدل عن الأعلى للأدنى، والله أعلم.

• وقد رُوي معنى حديث الذكر في السوق عن عدد من الصحابة:

حديث عبد الله بن عمرو:

رواه حميد بن زنجويه -ومن طريقه البغوي في شرح السنة (5/133 رقم 1339)- عن عثمان بن صالح، أنا ابن لهيعة، عن أبي قبيل حيي بن هانئ، عن عبد الله بن عمرو مرفوعا بمعناه، ولفظه:

"من ذكر الله في السوق مُخلصاً عند غفلة الناس وشُغلهم بما هم فيه، كتب الله له ألف ألف حسنة، وليغفرن الله له يوم القيامة مغفرة لم تخطر على قلب بشر".

قلت: ابن لهيعة ضعيف، ويظهر أن هذا من تخاليطه، وأنه دخل عليه حديث ابن عمر السابق فجعله عن ابن عمرو، ومتنه فيه غرابة.

وفي النفس من هذا التفرد الغريب بالحديث، الذي لم يذكره أحد من الحفاظ الكثر الذين تكلموا على طرق الحديث، مع أن ابن لهيعة أحسن حالا من عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير، ويُلاحظ أن سائر طرق الحديث عن غير ابن عمر مدارها على الكذابين والمتروكين إلا هذا، فأخشى أن تكون هناك علة أخرى خفية، ولعلها من جنس ما ذكره البرذعي في سؤالاته لأبي زرعة (2/417 ومن طريقه الخطيب 3/162) قائلا: رأيتُ بمصر نحوا من مائة حديث عن عثمان بن صالح، عن ابن لهيعة، عن عمرو بن دينار وعطاء، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، منها: "لا تُكرم أخاك بما يشق عليه". فقال: لم يكن عثمان عندي ممن يكذب، ولكن كان يكتب الحديث مع خالد بن نجيح، وكان خالد إذا سمعوا من الشيخ؛ أملى عليهم ما لم يسمعوا، فبُلوا به.

قلت: وخالد هذا كذاب، كان يفتعل الأحاديث ويضعها في كتب الناس.

حديث ابن عباس:

رواه ابن السني (183) من طريق أبي حفص التِّنِّيسي، عن صدقة، عن الحجاج بن أرطاة، عن نهشل بن سعيد، عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عباس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"من قال حين يدخل السوق: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله، والله أكبر، والحمد لله، وسبحان الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله: كتب الله عز وجل له ألفي ألف حسنة، ومحا عنه ألفي ألف سيئة، ورفع له ألفي ألف درجة".

وهذا سند مسلسل بالعلل: فأبوحفص ضعيف، وصدقة هو السمين، وهو هزيل في الحديث ضعيفه، وشيخه الحجاج فيه ضعف، وكان يدلس، وقد عنعن، ثم نهشل متروك، وكذّبه ابن راهويه، والضحاك لم يسمع من ابن عباس، ومتنه مخالف للمشهور عن الحديث!

وقال الألباني في الضعيفة (5171): موضوع. وهو كما قال.

حديث علي:

قال إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي في الأربعين (كما في ذيل الموضوعات للسيوطي 144-145): أنبأنا الحسن بن محمد بن حبيب المفسر، حدثنا أبوبكر محمد بن عبد الله الحكيم، حدثنا عبد الله بن أحمد بن عامر، ثنا أبي، ثنا علي بن موسى، عن آبائه مرفوعا: "من قال حين يدخل السوق: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير: أُعطي من الأجر بعدد ما خلق الله إلى يوم القيامة".

وهذا موضوع كما حكم السيوطي، فقال الذهبي في الميزان (2/390): عبد الله بن أحمد بن عامر، عن أبيه، عن علي الرضا، عن آبائه؛ بتلك النسخة الموضوعة الباطلة، ما تنفك عن وضعه أو وضع أبيه.

قلت: أولع الشيعة بوضع نسخ كثيرة على علي بن موسى الرضا وغيره من أهل البيت عن آبائهم، وقال الذهبي في الميزان (1/120): ما علمتُ للرضا شيئا يصح عنه. وأقره ابن حجر في اللسان (1/222).

وانظر دفاع الذهبي عن الرضا في الميزان (3/158) بأن العلة في الرواة عنه، وكذلك أفاد ابن حجر في التقريب (4804).

• وروي الحديث من وجه آخر:

فرواه الديلمي في مسند الفردوس (113/أ كما في مسند علي لأوزبك 2/725) من طريق عمرو بن شِمْر، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"السوق دار سهو وغفلة، فمن سبّح فيها تسبيحة كتب الله عز وجل له بها ألف ألف حسنة، ومن قال لا حول ولا قوة إلا بالله كان في جوار الله حتى يُمسي".

وعمرو هذا متروك، ورُمي بالوضع.

وعزاه في كنز العمال (4/126 رقم 9868) للديلمي، ونقل عن السيوطي قوله: فيه عمرو بن شمر، وهو متروك.

حديث أنس:

رواه أبوعبد الرحمن السلمي -ومن طريقه ابن العديم في تاريخ حلب (2/1005)- قال: أخبرنا أبوجعفر محمد بن أحمد بن سعيد الرازي سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة، قال: أخبرنا أبو علي الحسين بن داوود البلخي إملاء، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا حميد، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من دخل سوقا من أسواق المسلمين، فقال: لا إله إلا الله وحده، كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحي عنه ألف ألف سيئة، وبنى له قصرا في الجنة".

قلت: البلخي قال عنه الخطيب: لم يكن ثقة، فإنه روى نسخة عن يزيد، عن حميد، عن أنس، أكثرها موضوع.

وقال الحاكم في التاريخ: روى عن جماعة لا يحتمل سنُّه السماع منهم، مثل ابن المبارك، وأبي بكر بن عياش، وغيرهما، وله عندنا عجائب يُستدل بها على حاله. (انظر اللسان 2/283)

وأما الرواي عنه فضعفه الدارقطني في غرائب مالك، وأنكر عليه الحاكم حديثا، وساق له الذهبي آخر، وقال: لا أعرفه، لكن أتى بخبر باطل هو آفته. (انظر اللسان 5/39-40 و51).

فالحديث موضوع، ومن أدلة وضعه أن الأئمة رووه عن يزيد بن هارون ولكن عن أزهر بن سنان من حديث ابن عمر كما تقدم.

مرسل أبي صالح:

قال الدارقطني في غرائب مالك (كما في لسان الميزان 6/9-10): حدثنا محمد بن فارس بن حمدان المعبدي من كتابه، حدثنا سلام بن محمد بن ناهض المقدسي، حدثنا مخلد بن القاسم، حدثنا أبو مقاتل السمرقندي، عن مالك، عن سُميّ، عن أبي صالح رفعه: "من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له" الحديث.

قال الدارقطني: وهو مرسل، وهو غير محفوظ عن مالك، ولا عن سمي، ومخلد ضعيف، ومن دونه.

قال ابن حجر: وأبومقاتل هو حفص بن سَلْم.

قلت: وهو متروك، ورُمي بالكذب، كما في اللسان (2/322).

وسنده غاية في النكارة، فالحديث موضوع، والله أعلم.

فهذا ما وقفتُ عليه من شواهد للحديث بمعناه، وكلها واهية، وذُكرت له شواهد أخرى لكنها قاصرة، فالحديث لا يرتفع حاله، وهو كما حكم سماحة الشيخ رحمه الله تعالى، والله تعالى أعلم.

وأفرده بعض المعاصرين بالتأليف، ومنهم الشيخ عادل السعيدان، والشيخ سليم الهلالي، إلا أن الثاني ممن صححه، ولم تظهر له علله.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حديث: لعن الله الناظر والمنظور إليه
  • حديث: إن الله يحب من أصحابي أربعة
  • حديث: كان بلال إذا قال: قد قامت الصلاة نهض النبي وكبر
  • حديث: إذا كثرت ذنوبك فاسق الماء على الماء تتناثر ذنوبك
  • حديث: حبك الشيء يعمي ويصم
  • شيطان في السوق
  • السوق: آداب وأحكام
  • حديث: أن وليدة سوداء كان لها خباء في المسجد
  • حديث: إنكم شكوتم جدب دياركم
  • حديث: لم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلم من البيت غير الركنين اليمانيين
  • حديث: استأذنت سودة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المزدلفة أن تدفع قبله
  • حديث: أرسل أم سلمة ليلة النحر فرمت الجمرة قبل الفجر
  • حديث: أشبهت خلقي وخلقي
  • حديث: لا تزوج المرأة المرأة، ولا تزوج المرأة نفسها
  • حديث: أبغض الحلال إلى الله الطلاق
  • حديث: ثلاث جدهن جد وهزلهن جد: النكاح والطلاق والرجعة

مختارات من الشبكة

  • مخطوطة جزء من حديث أبي نصر العكبري ومن حديث أبي بكر النصيبي ومن حديث خيثمة الطرابلسي(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • نقد النقد الحديثي المتجه إلى أحاديث صحيح الإمام البخاري: دراسة تأصيلية لعلم (نقد النقد الحديثي) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • شرح الحديث الخامس من أحاديث الأربعين النووية (حديث النهي عن البدع)(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • تخريج ودراسة تسعة أحاديث من جامع الترمذي من الحديث (2995) إلى الحديث (3005) (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة حديث عيسى ابن مريم وحديث الطير مع أبي بكر وحديث الضب مع النبي(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • حراسة السنة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • بيان قول النبي: سباب المسلم فسوق وقتاله كفر(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • شرح حديث: من حج هـذا البيت(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • كل حديث في صحيح البخاري تابعه على روايته غيره من المحدثين المعاصرين له واللاحقين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كلمة التوحيد في الكتاب والسنة (2)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب