• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / علوم حديث
علامة باركود

جزء فيه أربعة أحاديث مروية عن النبي للفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي

جزء فيه أربعة أحاديث مروية عن النبي للفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي
محمد زياد التكلة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 15/11/2012 ميلادي - 1/1/1434 هجري

الزيارات: 17311

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

جزء فيه أربعةُ أحاديث مروية عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم

للفقيه نَصْر بن إبراهيم المَقْدِسِيّ

- رحمه الله تعالى -

ت490

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

 

أما بعد:

فهذا جزءٌ حديثي لأحد الأئمة الفقهاء الزهاد، وهو أبو الفَتْح نَصْرُ بن إبراهيم المقدسي، المتوفى بدمشق سنة (490)، روى فيه قول الإمام أبي داود - رحمهما الله تعالى - في الأحاديث الأربعة التي عليها مدار الإسلام، ثم رواها بإسناده، وختم الجزء بحكاية ذات عبرة، كما كان يختم كثير من أصحاب الأمالي الحديثية مجالسهم بالحكايات اللطيفة أو الشعر.

 

وجاء عن أبي داود رواية أخرى في الأحاديث الأربعة، ونُقل عنه قولٌ إنها خمسة[1].

 

وقد تكلم غير واحد من الحفاظ عن الأحاديث التي عليها مدار الإسلام، وعدَّدوها، وأفردوها بالتأليف والرواية، ونظموها، وأشهرهم الإمام النووي، الذي جمع أربعين منها بحذف الأسانيد، وهي مشهورة.

 

فهذا الجزء المسند اللطيف يندرج ضمن تلك الجهود لأولئك الأعلام، رحمهم القدوس السلام.

 

الكلام على الجزء:

وقع الجزء ضمن المجموع رقم 63 من مجاميع المكتبة العمرية بدمشق، وهو في ثلاث ورقات (178/أ-181/أ).

 

وهذه الأحاديث الأربعة التي فيه أظنُّها المقصودةُ في كلام الحافظ السمعاني في معجمه (1/999 المنتخب منه) وكذا في التحبير (1/400) عندما قال في ترجمة شيخه أبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم بن علي السِّمْسار البَزّاز الدمشقي (ت546): "سمع الفقيه أبا الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر المقدسي، سمعتُ منه أربعة أحاديث" .


والجزء نسخه الشيخ المحدّث العلاء علي بن حسن قيران السَّكْزي[2] آخر سنة 729، ووقع عنده سهو يسير، ويسّر الله استدراكه عبر مصادر التخريج ولله الحمد، وبمثله استدركتُ غالب ما ذهب بسبب تآكل الزاوية العلوية الداخلية للأوراق.

 

وعلى النسخة سماعات متعددة إلى القرن الثامن، وقرئ في أماكن، منها الجامع الأموي الكبير بدمشق، وفي القدس، وفي القاهرة، ثم أحييتُ قراءته في الرياض، ثم فاس، ثم قرأناه في المسجد الحرام، فالكويت.

 

ترجمة صاحب الجزء:

قال الذهبي في تاريخ الإسلام (10/654-656): "نَصْرُ بنُ إبراهيم بنِ نَصْر بنِ إبراهيم بنِ داود، الفقيه، أبو الفتح المَقْدِسيُّ النّابُلُسيُّ الشّافعيّ، الزّاهد، شيخ الشّافعيّة بالشّام، وصاحب التّصانيف.

 

سمع بدمشق من عبد الرحمن بن الطُّبَيْز، وعلي ابن السِّمْسار، ومحمد بن عَوْف المُزَنيّ، وابن سَلْوان، وأبي عليّ الأهوازيّ، وسمع أيضًا من محمد بن جعفر المِيماسيّ بغزة؛ ومن هبة الله بن سليمان بآمِد؛ ومن سُلَيْم بن أيْوب بصور، وعليه تفقّه، وسمع من خلقٍ كثير، حتْى سمع ممّن هو أصغر منه، وأملى مجالس؛ قد وقع لنا بعضُها[3].


روى عنه من شيوخه:

أبو بكر الخطيب، وأبو القاسم النَّسيب، وأبو الفضل يحيى بن عليّ، وجمال الإسلام أبو الحسن السُّلَميّ، وأبو الفتح نصر الله المِصّيصيّ، وعليّ بن أحمد بن مقاتل، وحسّان بن تَميم الزّيّات، وأبو يَعْلَى حمزة ابن الحُبُوبيّ، وخلْقٌ كثير.


وسكن القدس مدّةً طويلة، ثمّ قدم دمشق سنة ثمانين وأربعمائة، فأقام بها يدرِّس ويُفْتي، إلى أن مات بها.


نقل صاحب تاريخ دمشق أنّ السّلطان تاج الدّولة تُتُش زار الفقيهَ نَصرًا، فلم يقُمْ له، ولا التفت إليه، وكذا ولده دُقَاق، وسأله دُقَاق: أيُّ الأموال أَحَلُّ؟ فقال: مالُ الْجَوَالي[4]، فبعث إليه بمبلغٍ، فلم يقبلْه، وقال: لا حاجةَ بنا إليه. فلمّا راح الرّسول لامَهُ نَصْرُ المِصّيصيّ وقال: قد عَلِمْتَ حاجتنا إليه! فقال له: لا تجزعْ، فسوف يأتيك من الدّنيا ما يكفيك فيما بعد. فكان كما تفرَّس فيه، حكاها غَيث الأَرْمَنازيّ، وقال: سمعته يقول: درستُ على سُلَيْم أربع سِنين، فسألتُهُ في كم كتبتَ تعليقة سُليم؟ فقال: في ثلاثمائة جزء؛ وما كتبت منها شيئًا إلّا على وضوء.


قلت: وكان إمامًا، علّامة في المذهب، زاهدًا، قانتًا، ورِعًا، كبير الشّأن.


قال الحافظ ابن عساكر:

لم يقبل من أحدٍ صِلَةً بدمشق، بل كان يقتات من غلةٍ تُحْمَل إليه من أرضٍ بنابُلُس ملْكه، فيُخْبزُ له كلّ ليلة قَرْصةٌ في جانب الكانون. حكى لي ناصر النّجّار - وكان يخدمه - أشياء عجيبة من زُهْده وتقلُّله، وترْكه تناول الشّهوات. وكان رحمه الله، على طريقةٍ واحدةٍ من الزُّهْد والتَّنزُّه عن الدَّنايا والتَّقَشُّف، وحكى لي بعض أهل العِلْم قال: صَحِبْتُ إمام الحَرَمَيْن بخُراسان، وأبا إسحاق الشّيرازيّ ببغداد، فكانت طريقتُه عندي أفضل من طريقة إمام الحَرَمَيْن، ثمّ قدِمْتُ الشّامَ، فرأيت الفقيه أبا الفتح، فكانت طريقتُه أحسن من طريقتيهما.


قال غيره: كان الفقيه نصر يعرف بابن أبي حائط.


ومن تصانيفه: كتابَ "الحُجّة على تارك المَحَجّة"، وهو مشهورٌ مَرْوِيٌّ، وكتاب "الانتخاب الدِّمَشْقيّ" وهو كبير في بضعة عشر مجلّدًا، وكتاب "التّهذيب في المذهب" في عشر مجلّدات، وكتاب "الكافي" مجلَّد، ليس فيه قولين ولا وجهين[5].


وعاش أكثر من ثمانين سنة. ولمّا قدِم الغَزَاليُّ دمشقَ جالَسَ الفقيهَ نَصْرًا، وأخذ عنه، وتفقّه به جماعة بدمشق.


تُوُفّي يوم عاشوراء، ودُفِن بمقبرة باب الصَّغير، وقبره ظاهر يُزار، رحمه الله، وقال ابن عساكر: قال من حَضر جنازة الفقيه نصر: خرجنا بها، فلم يُمكِنّا دفْنُه إلى قريب المغرب، لأنّ الخلْق حالوا بيننا وبينه، ولم نَرَ جنازةً مثلها، أقمنا على قبره سبع ليالٍ". انتهى النقل والترجمة، وتتمة النقل عند ابن عساكر (62/18): "نقرأ كل ليلة عشرين ختمة"[6].

 

وقال الذهبي في السير (19 /142): "حكى الفقيه نَصر [يعني المِصّيصي] عن شيخه نَصْر أنه قبل موته بلحظة سَمِعَه وهو يقول: يا سيدي أَمْهِلوني، أنا مأمورٌ وأنتم مأمورون. ثم سمعتُ المؤذن بالعصر، فقلت: يا سيدي المؤذن يؤذن.


فقال: أَجْلِسْني. فأجلستُه، فأحرم بالصلاة، ووضع يده على الأخرى وصلى، ثم توفي من ساعته رحمه الله".


• ومن مصادر ترجمته: تاريخ دمشق (62/15)، ومعجم أصحاب الصدفي (199)، ومعجم البلدان (5 /171)، وسير أعلام النبلاء (19 /136)، وطبقات الشافعية للسبكي (5 /351).

 

ومن ثناء أهل العلم عليه:

قال أبو طاهر السِّلفي في معجم السفر (1467): "سمعت أبا الحسن وَحْشي بن عبد الله بن إبراهيم المقدسي بالثغر يقول: سمعت على أبي الفتح نَصْر بن إبراهيم المقدسي الفقيه ببيت المقدس كثيرًا من الحديث، ولم أر فيمن رأيتُ أكثر اجتهادًا في العلم، ولا أزهد في الدنيا منه، وكان أكثر أوقاته يذهب في النسخ، أو قراءة الفقه عليه، أو رواية حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".

 

وقال (1074): "سمعت أبا محمد عبدان بن زرين بن محمد الدَّبِيلي المقرئ بدمشق يقول:..وسمعت صحيح البخاري على نصر بن إبراهيم المقدسي، ولم أر في شيوخي مثله".


قال ابن عساكر (62/17): "سمعت بعض من صحبه يقول: لو كان الفقيه أبو الفتح في السلف لم تقصُر درجتُه عن واحد منهم، لكنهم فاتوه بالسَّبْق، وكانت أوقاته كلها مستغرقة في عمل الخير، إما في نشر علم، وإما في إصلاح عمل".


وقال الذهبي في السير (19/136): "الشيخ، الإمام، العلّامة، القدوة، المحدّث، مفيد الشام، شيخ الإسلام، أبو الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر بن إبراهيم بن داود النابلسي، المقدسي، الفقيه، الشافعي، صاحب التصانيف والأمالي".


والثناء عليه كثير، وأكتفي بما سبق.


ومن كلامه وأخباره:

قال السلفي في معجم السفر (1349): سمعت أبا سعد ناصر بن محمد بن أبي الوفاء الأسفرائيني بقَزْوين يقول: سمعت أبا الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي الفقيه بصور يقول: "كم من إنسان هو معي وكأنه في أقصى بلد بالمشرق، وآخر هو هناك وكأنه معي".


وقال ابن عساكر (62/17): قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي: حضرتُ الفقيه نصراً يومًا وهو يقرأ جزءًا، فجاء في أثناء القراءة قومٌ، وجاء بعدهم صبيٌّ صغير، فلما فرغ الجزء سألوه أن يعيد الفائت، فأعاد لهم، فلما اتصل سماعهم أراد أن يمسك، ثم قال: لا! حتى أعيد فائت هذا الصغير، لأنني أخاف أن أُسأل عنه: لِمَ كان هؤلاء أحق بالإعادة منه؟ وأعاد له [فائته].


قال: وسمعت الفقيه يقول: درست على الفقيه سُليم من سنة سبع وثلاثين إلى سنة أربعين، ما فاتني منها درس ولا إعادة، ولا وجعتُ إلا يومًا واحدًا وعوفيت.


وقال السِّلَفي في معجم السفر (1430): سمعت الفقيه أبا القاسم هبة الله بن المحسن المقدسي بالإسكندرية يقول: سألتُ أبا الفتح نصر بن إبراهيم الفقيه بالشام أن يجيز لي، فقال: قد أجزتُ لك، ولكل من وقع بيده جزء من رواياتي فاختار الرواية عني.


وقال الصفدي في الوافي في الوفيات (4/226): قال ابن الجوزي في المرآة: كان بالقدس رجل يقال له هجام يحب الكَرّامية ويُحسن الظنَّ بهم، فنهاه الفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي عنهم، فقال: إنما لي ما ظهر منهم. فقال له: ظاهرٌ حَسَنٌ وباطن قبيح. فلما كان بعد ليال رأى هجام في المنام كأنه اجتاز برباطهم، وقد نبت النرجس في حيطانه، فمدَّ يده ليأخذ طاقةً منه، فوجد أصولَه في العَذِرَة، فقَصَّ رؤياه على الفقيه نصر، فقال له: هذا تصديقُ ما قلتُ لك؛ ظاهرهم حسن وباطنهم خبيث!


روايتي للجزء:

أخبرنا سماحة الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العقيل -رحمه الله رحمة واسعة[7]- سماعاً من لفظه لبعضه ومناولة في منزله بالرياض سنة 1431، وإجازة متكررة، عن علي بن ناصر أبو وادي، عن صديق حسن خان، عن عبد الحق بن فضل الله المحمدي، عن الشاه عبد العزيز الدّهلوي، عن أبيه الشاه ولي الله، عن التاج محمد القلعي. (ح)

 

وبرواية عبد الحق عن عبد الله بن محمد بن إسماعيل الأمير، عن عبد القادر بن خليل كدك زاده، عن أحمد بن سابق الزعبلي، كلاهما عن الشمس محمد البابلي، عن حجازي الواعظ وغيره، عن النجم محمد الغيطي، عن البدر محمد بن البهاء المَشْهَدي، عن أحمد بن عبد القادر بن طَريف الشاوي، وهاجر المقدسية، وغيرهما، عن مريم بن أحمد الأَذْرَعي[8]. (ح)

 

وبرواية حجازي الواعظ عالياً عن محمد بن أُرْكماش الحنفي، عن الشاوي، عن ابنة الأَذْرعي، عن ست العَبيد بنت عمر الدُنَيْسري، أنا أحمد بن محمد ابن رُزْمان حضوراً، أنا أبو طاهر بركات بن إبراهيم الخُشُوعي سنة 592، قال: أنا علي بن المُسَلَّم السُّلَمي، وهبة الله ابن الأَكْفاني كتابةً، قالا: أنا الفقيه أبو الفتح نَصْر بن إبراهيم المقدسي. (ح)

 

وبرواية البابلي عن أحمد بن محمد الشَلَبي، عن يوسف بن زكريا الأنصاري، عن إبراهيم القَلْقَشَنْدي، عن النجم عبد الرحمن القِبابي، عن الناصر محمد بن أبي القاسم الفارِقي، بقراءته على والدته ستّ العَبيد، به.

 

• وأخبرنا مسند العصر والمغرب عبد الرحمن بن عبد الحي الكَتّاني بقراءتي عليه في منزله بفاس ثالث رجب سنة 1431، عن محمد بدر الدين بن يوسف الحسني الدمشقي إجازة من دمشق في 24 صفر سنة 1352، عن إبراهيم السقّا، عن ثُعيلب بن سالم الفَشْني الضرير، عن الشهابين الأحمدين الملّوي والجوهري، عن عبد الله بن سالم البصري، عن البابلي به.

 

• ثم قرأتُه على العالم المقرئ المتقن علي بن محمد توفيق بن علي النحاس في مدينة الكويت، عن والده رئيس مجمع البحوث الإسلامية في مصر، عن مفتي مصر محمد بخيت المُطيعي، عن شيخ الأزهر عبد الرحمن الشربيني، عن شيخ الأزهر إبراهيم الباجوري، عن شيخ الأزهر عبد الله الشرقاوي، عن الملوي به.

 

والشرقاوي عن شيخ الأزهر الشهاب محمد بن سالم الحفني، عن محمد بن محمد البديري، عن علي الشَّبْرامَلِّسي، عن أحمد بن خليل السُّبْكي، عن الغَيْطي، به.

 

وفيه التسلسل بأربعة على نسق تولوا مشيخة الأزهر، وعدد سواهم من كبار علماء مصر.

 

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.


• • • •

جزء فيه أربعة أحاديث مروية عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم

مما جمعه الفقيه الفاضل أبو الفضل نَصْر بن إبراهيم المقدسي رحمه الله تعالى

رواية الشيخين جمال الإسلام أبو الحسن علي بن المُسَلَّم بن محمد السُّلَمي، وجمال الدين أبي محمد هبة الله بن أحمد بن محمد الأَكْفاني كليهما عنه.

 

رواية الشيخ الإمام الحافظ أبي طاهر بَرَكات بن إبراهيم بن طاهر الخُشُوعي عنهما إجازة.

 

رواية العدل أبي العباس أحمد بن محمد بن إبراهيم بن رُزْمان الحَنَفي، وأبي الفتح علي بن المُظَفَّر بن القاسم النُّشْبي، كليهما عن الخُشُوعي.

 

رواية أبي حفص عمر بن أبي بكر بن أيوب بن حسين الدُّنَيْسَري، وابنته أم محمد ستّ العَبيد وهي حاضرة في الثالثة، كليهما عن ابن رُزْمان  سماع مالكه منها

 

• قرأت هذه الأربعة الأحاديث على مالك النسخة الشيخ الإمام الثقة رضي الدين أبي بكر عبد الله بن إبراهيم بن محمود اليَماني، بسماعه لها أصلاً من ستِّ العَبيد، بسندها أول الجزء، وسمع شمس الدين محمد بن المحتسب، وشرف الدين موسى بن رواع بن هارون الشافعيان، وناصر الدين محمد بن صدر الدين محمد بن عطايا، وعلاء الدين علي بن شهاب الدين أحمد والده إمام الصخرة الحنفيان، وأجاز لنا المسمع، [وكتبه؟] أحمد بن محمد القدسي، وصح ذلك في يوم الثلاثاء ثامن عشر ذي الحجة سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة بالدوادارية من القدس.

 

• صحيحٌ ذلك، كتبه أبو بكر عبد الله بن إبراهيم بن محمود الحِمْيَري اليماني عفا الله عنه.

 

• • • •

بسم الله الرحمن الرحيم

لا إله إلا الله عُدّةٌ للقائه

أخبرتنا الشيخة الجليلة الصالحة الأصيلة أم محمد ستُّ العَبيد ابنة الشيخ الجليل الصالح الورع الزاهد العدل المقرئ المحدّث زين الدين أبي حفص عمر بن أبي بكر بن أيوب بن حسين الدُنَيْسَري أثابها الله الجنة، بقراءة ولدها الإمام العالم العامل المحدّث ناصر الدين أبي عبد الله محمد بن أبي القاسم بن إسماعيل بن محمد الفارِقي عليها ونحن نسمع، قال لها: أخبرك الشيخ الأمين الثقة العدل فخر الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن إبراهيم بن رُزْمان؛ بقراءة والدِكِ عليه وأنتي[9] حاضرةٌ في السنة الثالثة، فأقرَّتْ به، قال: أخبرنا الشيخ الإمام أبو طاهر بَرَكات بن إبراهيم بن طاهر القرشي[10] الخُشُوعي قراءة عليه وأنا أسمع في جمادى الآخرة سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة بالجامع المعمور بدمشق المحروسة، قال: أنا الشيخان جمال الإسلام أبو الحسن علي بن المُسَلَّم بن محمد السُّلَمي، وجمال الأمناء أبو محمد هبةُ الله بن أحمد بن أحمد بن محمد الأَكْفاني كتابةً، قالا: أنا الفقيه أبو الفتح نَصْر بن إبراهيم المَقْدِسي رحمه الله، قال:

• أنا الفقيه أبو الفتح سُلَيم بن أيوب، أنا أبو الحسين أحمد بن فارس، حدثني أبو عمرو عثمان بن محمد العثماني، حدثنا أبو القاسم يعقوب بن محمد بن صالح القرشي[11]، حدثنا محمد بن صالح الهاشمي، ثنا سليمان بن الأشعث.

 

قال:

"أقمتُ بطَرَسُوس عشرين سنة أكتب المُسْنَد، فكتبتُ أربعة آلاف حديث، ثم نظرت فإذا مدارُ الأربعة آلاف على أربعة أحاديث لمن وفقه الله تعالى..." وذكرها أبو داود[12].

[بإسنادها] [13] عنه.

 

الحديث الأول:

أخبرنا سُلَيم، قال: حدثنا الشيخ أبو حامد أحمد بن [أبي] طاهر الإِسْفَرَاييني، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عَبْدَك الشَّعْراني الفقيه، أخبرنا الحسن بن سفيان النَّسَائي، حدثنا محمد بن المتوكل العَسْقَلاني، حدثنا المُعْتَمر، وشُعيب بن إسحاق، قالا: حدثنا ابن عَون، عن الشَّعْبي، عن النُّعْمان بن بَشير، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"الحلالُ بَيِّنٌ، والحَرامُ بَيِّنٌ، وبَيْنَ ذلك أُمورٌ مُشْتَبِهَةٌ لا يَعْلَمُها كثيرٌ من الناس، فمَنِ اتَّقى الحرامَ كان أَوْقى[14] لِدِينِهِ وعِرْضِهِ، ومَنْ وَقَعَ في الشُّبْهَةِ وَقَعَ في الحرامِ، كالرّاعيْ يَرْتَعُ حَوْلَ الحِمَىٰ، وإنَّ حِمَىٰ الله تعالى في أَرْضِهِ مَحارِمُهُ، ومَنْ يَرْتَعْ حَوْلَ الحِمَىٰ يُوْشِكُ أَنْ يَجْسُر".

 

قال ابن المتوكل:

وزاد فيه غيرُه[15]: عن زكريا، عن الشَّعْبِيِّ، عن النُّعْمان بن بَشير، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم:

"ألا إنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً إذا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّه، وإذا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّه، ألا وهِيَ القَلْبُ، فما أَنْكَرَ قَلْبُكَ فَدَعْهُ" [16].

 

• قال أبو داود: هذا رُبُعُ العِلْم.

 

الحديث الثاني:

أخبرنا سُلَيم، أخبرنا أبو الحسين أحمد بن فارِس، حدثنا أبو الحَسَن علي بن إبراهيم القَطَّان، حدثنا أبو محمد الحارث بن محمد بن أبي أسامة الطُّوْسي، حدثنا يَزيد بن هارون، أخبرنا يحيى بن سَعيد، عن محمد بن إبراهيم، أنه سمع عَلْقَمة بن وَقّاصٍ يقول: إنه سمع عمر بن الخَطّاب - رضي الله عنه - يقول: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:

"إنما الأعمالُ بالنِيَّةِ، وإنما لِامْرِئٍ ما نَوَىٰ، فمَنْ كانتْ هِجْرَتُه إلى اللهِ ورَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلى اللهِ ورَسُولِهِ، ومَنْ كانت هِجْرَتُه لِدُنْيا يُصِيْبُها أو لِامْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُها فَهِجْرَتُه إلى ما هاجَرَ إلَيْهِ" [17].

 

• قال أبو داود: فهذا نِصْفُ العِلْم.

 

الحديث الثالث:

أخبرنا سُلَيم، أخبرنا أبو عمر محمد بن الحسين بن محمد بن الهَيْثَم، حدثنا أبو القاسم سُليمان بن أحمد بن أَيُّوب، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، [عن] [18] عبد الرزّاق، عن سفيان الثَّوْري، عن فُضيل بن مَرْزوق، عن عَدِيِّ بن ثابت، عن أبي حازِم، عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

• "إنَّ الله طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلا الطَّيَّبَ، وإنَّ الله تعالى أَمَرَ المُؤْمِنينَ بِما أَمَرَ بِهِ المُرْسَلينَ، فقال: ﴿ يا أيها الرسل كلوا من الطيبات﴾، وقال: ﴿يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم﴾، وذَكَرَ الرَّجُلَ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يقولُ: لَبَّيْكَ اللهمَّ لَبَّيْك، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فَأَنّىٰ يُسْتَجابُ له"؟[19].

 

• قال أبو داود: فهذا ثلاثةُ أرباعِ العِلْم.

 

الحديث الرابع:

أخبرنا سُلَيم، أخبرنا أبو الحسين أحمد بن فارِس، حدثنا أبو عَمْرو سَعيدُ بن محمد بن نَصْر، حدثنا عبد الله بن محمد بن سَعيد، حدثنا محمد بن يوسُف الفِيْرْيابي [20]، حدثنا الأَوْزاعي، عن قُرَّة بن عبد الرحمن، عن الزُّهْري، عن أبي سَلَمة، عن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"مِنْ حُسْنِ إسلامِ المَرْءِ تَرْكُهُ ما لا يَعْنِيْهِ" [21].

 

• قال أبو داود رحمه الله: فهذه الأربعةُ الأحاديثِ لِـمَنْ وَفَّقَهُ الله تعالى تُجْزئُ الأربعةَ آلاف [22].

 

• أخبرنا سُلَيم، قال: قرئ على أبي الحسن أحمد بن إبراهيم بن فِراس وأنا أسمع، أخبركم أبو جعفر محمد بن إبراهيم الدَّيْبُلي، حدثنا أبو يونس محمد بن أحمد بن يَزيد بن عبد الله بن يَزيد المَدينِيُّ، حدثنا أبو الحارث [عمر] [23] بن إبراهيم بن [أبي] [24] غَسّان، قال: حدثني عبد الله بن يحيى، عن أبيه، قال:

دَخَلَ سُليمان بن عبد الملك مَكَّةَ حاجًّا، فسَأَلَ: هل رَجُلٌ أدركَ من الصحابة رضي الله عنهم أحداً؟ قالوا: نعم، أبو حازِمٍ. فأَرْسَلَ إليه. فلَمّا أتاه قال: يا أبا حازِم، ما هذا الجَفاءُ؟ قال: وأيُّ جَفاءٍ تَعُدُّ مِنّي يا أميرَ المؤمنين؟ قال: أتاني وُجوهُ النّاس غيرُ واحدٍ ولم تَأْتِني! قال: والله ما عَرَفْتَني قَبْلَ هذا، ولا أنا رأيتُكَ، فأيُّ جَفاءٍ [تُعيد] [25] مِنِّي؟! [فالتفتَ] سُليمانُ إلى ابنِ شِهابٍ، فقال: أصابَ الشَّيخُ[26].

 

• • • •

آخر الجزء، والله الموفق للصواب.

فَرَغَ منه كاتِبُه العبد الفقير إلى رحمة الله: علي بن الشيخ حَسَن صح قيران بن عبد الله السَّكْزِي عفا الله عنهما؛ يوم الخميس الثامن عشر من شهر ذي الحجة من سنة تسع وعشرين وسبعمائة؛ بالخانْقاه الصَّلَاحيّة دويرة سَعيد السُّعَداء، بالقاهرة المحروسة، رحم الله واقفها، وبها كان مُقامُه، والحمد لله وحده، وصلواته على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً.

 

• سمع جميع ما في هذا الجزء على الشيخ الأمين الثقة أبي طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر القرشي الخُشُوعي رحمه الله بالإسناد المذكور في أوله، بقراءة علي بن المظفَّر بن القاسم النُّشْبي، وبخطه السماع في الأصل، وذكر جماعة، وقال: والشيخ الفقيه محمد بن إبراهيم بن رُزْمان الحَنَفي، وولداه أبو بكر وأحمد. وذكر جماعة، وقال: وذلك في جمادى الآخرة من سنة اثنين وتسعين وخمسمائة بالجامع المعمور بدمشق، والحمد لله وحده، وصلواته على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلّم.

 

• سمع جميع الجزء وفيه أربعة أحاديث وبعدها أثرٌ على الشيخ الأمين الثقة العدل فخر الدين أبي العباس أحمد بن الشيخ الأمين الثقة محمد بن إبراهيم بن رُزْمان الحَنَفي، بحق سماعه نقلاً فيه من أبي طاهر الخُشُوعي، بسنده المذكور أولاً، بقراءة عمر بن أبي بكر بن أيوب بن حسين الدُّنَيْسَري، وذكر جماعة، منهم: ابنته سِتُّ العَبيد حاضرةٌ في السنة الثالثة، وذلك في يوم الخميس العشرين من شهر جمادى الأولى سنة سبع وخمسين وستمائة، تحت الساعات بباب الجامع بدمشق حرسها الله تعالى، وأجاز المسمع ما يجوز له روايته بسؤال القارئ، والحمد لله وحده، وصلواته على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

 

• الحمد كله لله سبحانه، بلغ السماع لجميع هذه الأربعة أحاديث على الشيخة الصالحة العابدة سِتِّ العَبيد، بحق روايتها لهم بالسند المذكور أعلاه، بقراءة ولدها الشيخ الإمام المحدّث ناصر الدين محمد بن أبي القاسم بن إسماعيل بن محمد بن المُظَفَّر الفارِقي: الشيخ الإمام الرحال شيخ الصوفية رضي الدين أبو بكر عبد الله بن الشيخ الإمام برهان الدين إبراهيم بن محمود بن ذي الباس اليمني التَّعِزِّي الكَلَاعي الحِمْيَري، وولده عماد الدين أبو الفضل محمد، والحاج أبو بكر بن علي بن قطب الخياط، وولداه: علي، وطلحة، وبدر الدين علي بن إبراهيم بن سليمان النَقّاش الصوفي، وعلي بن علي بن قيران السَّكْزي، ومحمد بن حسين بن عمر الـمَرَاغي المؤدِّبُ والدُه، وأبو الفتح محمد بن محمود بن علي بن رضوان الأَلْواحي، وأحمد بن الخطيب عبد الله بن مقبل بن إلياس البَعْلَبَكِّي الحنبليُّ أبوه، وكاتبه ضابط الأسماء عمر بن علي بن شعيب القُرَشي الطَّلْحي، وآخرون ذُكروا على الأصل، وصح وثبت في يوم الأحد مستهل ذي القَعْدة سنة تسع وعشرين وسبعمائة، بمنزلها من الوزيرية من القاهرة المُعِزِّيَّة، وأجازت لي ولهم جميع ما تجوز لها روايته، قال ذلك وكتبه عمر القرشي، والحمد لله وحده، وصلواته على محمد وآله وصحبه وسلم.

 

• • • •

الحمد لله، بلغ مقابلة على أصله المخطوط في مجلس واحد تجاه الكعبة المعظمة، ومصوَّر المخطوط بيد الشيخ البحّاثة محمد بن ناصر العَجْمي، وقرأ أول حديثين منه محققُه الشيخ الفاضل محمد زياد التُّكْلَة، فسمع الشيخ عماد الجِيْزي، وإبراهيم التوم، وقرأ الجزء كاتبُ السماع عبد الله بن أحمد التوم، وسمع يوسف الأزبكي المقدسي، والحمد لله وحده.

 

وذلك بين العشائين ليلة 26 رمضان 1432.



[1] انظر خاتمة بذل المجهود للسخاوي (ص113- 117 ت. الجيلاني، ص102-106 ت. العماش).

[2] قال الذهبي في المعجم المختص (168): "علي بن قيران السكزي، المحدث أبو الحسن العلوجي الدمشقي الجندي الصوفي، نزيل القاهرة، سمع الكثير في الكهولة، وأخذ عن جماعة من أصحاب ابن الزبيدي، وحدَّث، ونسخ قليلا، من أبناء الثمانين، سمع معي، توفي سنة نيف وأربعين وسبع مائة".

وترجمه الصفدي في أعيان العصر (3/474) وفي الوافي بالوفيات (21/261)، وذكر أن مولده سنة 658، ووفاته في رمضان سنة 744، وقال إنه كان يكتب السماعات، وكان مخلًّا.

وخالفه ابن رافع بزيادة علم؛ فصرَّح في الوفيات (391) أنه توفي في العشر الأول من ذي القعدة بالمارستان المنصوري بالقاهرة، وقال إنه كتب كثيراً من الأجزاء.

[3] ذكر الذهبيُّ في السير (19/137) أنه أملى مجالس خمسة، ثم انتقدها بعدُ بقوله (ص140): "قلت: في مجالسه غلطات، وأحاديث واهية".

قلت: توجد خمسة مجالس له مفرقة في مجاميع العمرية (أرقام 11 و26 و79 و103)، ومنها مجلس في فضل العلم وغيره، (مجموع 110) وذكره ابن حجر في المعجم المفهرس (91)، ولعله الذي عزاه له شيخ مشايخنا محمد بن جعفر الكتاني في الرسالة المستطرفة (112) باسم: طرق حديث قبض العلم.

والمقصود بكلام الذهبي: الأجزاء التي وقعت له مروية، وإلا فإحدى مجالسه المشار إليها في العمرية كُتب على غلافها: المجلس الحادي والعشرون بعد المائة من الأمالي، وفي أخرى: المجلس السابع والأربعون بعد الثلاثمائة!

[4] في السير: الجزية.

[5] قال ابن قاضي شهبة في طبقات الشافعية (1/275): "ومن تصانيفه: التهذيب: قريب من حجم الروضة، وكتاب: التقريب، قريب من هذا الحجم، وكتاب: المقصود له، وهو أحكام مجردة، في جزأين متوسطين، قليل الوجود، وكتاب: الكافي، قريب من حجم التنبيه، وله شرح متوسط على مختصر شيخه سُليم سماه: الإشارة، وكتاب: الحجة على تارك المحجة، وكتاب: الانتخاب الدمشقي، قال النووي: في بضعة عشر مجلدًا. وهو على هيئة تعليق القاضي أبي الطيب، ويحذو حذوه وينقل منه كثيرا".

قلت: وتقدم ذكر أماليه من مصنفاته، ومن مؤلفاته: تحريم نكاح المتعة، يوجد الجزء الثاني منه في العمرية، وقد طُبع.

ومناقب الإمام الشافعي، ذكره الغزالي في الإحياء (1/27)، ونقل منه.

والأربعون، ذكرها ابن العديم في بغية الطلب (2/723)، وأورد منها حديثا وأثراً، وهي ضمن مجاميع العمرية (رقم 67).

والحث على قضاء الحوائج، ذكره ابن حجر في المعجم المفهرس (140).

وكتاب المصباح والداعي إلى الفلاح في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذكره ابن خير في فهرسته (159).

ومما ذُكر له في فهارس المخطوطات: حكايات حسان (في الظاهرية)، ورسالة في نسب النبي صلى الله عليه وسلم وقرابته (في المكتبة الوطنية بالجزائر)، كما في خزانة التراث.

[6] مع التنبيه أن قراءة الختمات على القبور لم ترد في الشرع، وكلُّ خير في اتباع من سَلَف.

[7] أُصِبْنا بوفاة شيخنا رحمه الله أثناء كتابة هذه المقدمة، ظهر الثلاثاء ثامن شوال سنة 1432 في الرياض، بعد غيبوبة زادت على ثمانية أشهر، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

والشيخ رحمه الله كان -كما هو معروف - رأس من شرّف مجالس لقاء العشر الأواخر، وشارك فيه إلى رمضان سنة 1431، ثم كان هذا الجزء مما أعطيتُه لأقرأه عليه في الرياض بعد أحد الدروس، فطالعه، وقرأ لنا قول أبي داود، ومتونه، وطرفاً من أسانيده، وحكاية أبي حازم، وأنشدنا من حفظه البيتان المشهوران:

عُمْدةُ الدِّينِ عندَنا كَلِماتٌ
أربعٌ مِنْ كَلامِ خَيْرِ البَرِيَّة
اتّقِ الشُّبُهاتِ وازْهَدْ ودَعْ ما
ليسَ يَعْنيكَ واعْمَلَنَّ بِنِيَّة

وأعجبته عبارة أبي حازم في رد تهمة الجفاء، وضحك، وقال: إن حجته صحيحة. ثم ناولني الجزء، وأرجأ قراءته، وما تيسر بعده أن أتم الجزء عليه بكماله، فالحمد لله على كل حال.

ولهذا أدرجتُ الجزء ضمن مشاركتي في لقاء العشر هذا العام -وما كان في خلدنا أن الشيخ بينه وبين الوفاة أيامٌ بُعيد رمضان- رجاء أن تبقى لشيخنا نوع مشاركة في هذا اللقاء، وفاءً له وتقديراً، رفع الله درجاته، وبارك في ذريته وطلبته وآثاره.

وكنتُ كتبتُ ترجمة مطولة لشيخنا عنوانها "فتح الجليل"، وأخرجت عنه ثلاثة كتب ورسائل أخرى، وهي مطبوعة، ثم بعد وفاته كتبتُ مقالة مطولة عن الأيام الأخيرة لسماحته، ومقالًا آخر عن وقفات مستفادة من سيرته، وأجريت لقاءين عنه في قناة المجد، وكلها موجودة في موقع سماحته على الشابكة؛ ضمن المواقع الشخصية في موقع "الألوكة"، فليطالعها من أحب.

[8] طُبعت مؤخراً مشيختها بتخريج ابن حَجَر طبعة مثخنة بالتشويه والتحريف في مكتبة الثقافة الدينية، ومن طرائف محققها (!) أنه نسب المشيخة -كما في الغلاف- لامرأةٍ ثانية، ثم ترجم في المقدمة لثالثة! مع كون التاريخ يحيل كونها صاحبة المشيخة! وإلى الله المشتكى من تسلط الجهلة العابثين والمتاجرين بالتراث.

وأما رواية ابن أركماش عن الشاوي فأخبرني أخي الشيخ المطلع الثقة أحمد بن عبد الملك عاشور حفظه الله تعالى مراراً أنه رواية ابن أركماش عنه في مجلد مخطوط رآه من كتابه التذكرة.

[9] هكذا رسمها في الأصل.

[10] هكذا رسمها الناسخ بالقاف، وأعادها كذلك في السماعات، وذكر الذهبي في تاريخه (12/1138) أنه ضبطها كذلك جماعة من المحدِّثين، كالضياء المقدسي ويوسف بن خليل، وضبطها بالفاء المنذريُّ نسبة لبيع الفُرش، وترك جماعةٌ هذه النسبة للخُلْف فيها.

[11] جاء هنا في الأصل: "حدثنا محمد بن صالح القرشي"، وهو سهو من الناسخ.

[12] رواه أبو طاهر السِّلَفي في مقدمة إملاء معالم السنن (بآخر المعالم طبعة الطباخ 4/366) من طريق سليم به تامًّا.

وأورد قبلها عبارة بمعناها عن أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني.

[13] ما بين معكوفتين مما ذهب من تآكل طرف الورقة، وظهر منه [دها]، والدال مفصولة عما قبلها، واجتهدت في تقدير المحذوف، الذي أراه بضع كلمة فقط، وربما يكون [وأوردها].

[14] هكذا في الأصل وفي طبقات السبكي أيضاً، ووقع في مطبوعة الأربعين للنسوي: أوفر.

[15] كذا في الأصل، وهو كذلك في طبقات السبكي، ووقع في مطبوعة أربعي النسوي: عبدة.

[16] رواه ابن السبكي في الطبقات (4/66) من طريق سليم به.

ورواه الحسن بن سفيان النسوي في الأربعين (38) به، ومن طريقه -مختصراً- ابن المفضل في الأربعين (397) والذهبي في تذكرة الحفاظ (2/46).

والحديث متفق عليه من حديث زكريا وغيره عن الشعبي.

[17] رواه تمام الرازي في الفوائد (484) وأبو نعيم في معرفة الصحابة (212) والبيهقي في السنن الكبرى (5/39) وفي الأربعين الصغرى (35) وأبو طاهر السِّلَفي معجم السفر (6) وفي الطيوريات (953) من طريق الحارث به.

وأخرجه مسلم عن يزيد، واتفقا عليه من حديث يحيى.

[18] تصحف في الأصل إلى: "بن".

[19] رواه عبد الرزاق في المصنف (8839) بنحوه، وهو غريب من حديث الثوري، انظر: الكامل لابن عدي (1/265)، وأطراف الغرائب والأفراد للدارقطني (5438)، وإتحاف المهرة (15/49).

والحديث رواه مسلم في صحيحه من حديث الفضيل.

[20] هكذا كتبها الناسخ، وهي نسبة صحيحة، وتكتب أيضاً الفَارَيابي والفِرْيابي دون ياء، نسبةٌ لبلد واحد؛ كما في الأنساب للسمعاني.

[21] في سنده ابن نصر، وفيه كلامٌ كما في اللسان، وشيخه قال عنه ابن عدي: مصري يحدث عن الفِرْيابي وغيره بالبواطيل.

ورواه الترمذي (2317) وابن ماجه (3976) والعقيلي (2/9 تعليقاً) وابن أبي العقب في فوائده (119) وابن حبان (229) وابن عدي (6/54) وأبو الشيخ في الأمثال (50) والكلاباذي في معاني الأخبار (141) والدارقطني في العلل (8/25 تعليقاً) والمخلّص في فوائده (12/رقم 37) وعبد الرحمن بن نصر في فوائده (126) وتمام في فوائده (1/205) والقضاعي في مسند الشهاب (192) والبيهقي في الأربعين الصغرى (19) وفي الشعب (4633) وفي المدخل إلى السنن (290) وفي الآداب (833) وابن عبد البر في التمهيد (9/198) والبغوي في شرح السنة (4132) وابن عساكر (41/426 و56/306) والرافعي في التدوين (3/152) وغيرهم من طريق الأوزاعي بهذا السند.

قال الترمذي: "هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم إلا من هذا الوجه". ثم أسنده من طريق مالك (وهو في الموطأ 2628) عن الزهري عن علي بن الحسين مرسلاً، وقال: "وهكذا روى غير واحد من أصحاب الزهري عن الزهري عن علي بن حسين عن النبي صلى الله عليه و سلم نحو حديث مالك مرسلا، وهذا عندنا أصح من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة".

قلت: اختلف في الحديث على عدة أوجه، ونص أئمة الحفاظ على أن المحفوظ الروايةُ المرسلة، وأعلّوا الموصول، ومنهم البخاري في التاريخ الكبير (4/220)، والعقيلي، والدارقطني في العلل (13/147 و259)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/671)، والبيهقي في الأربعين الصغرى، وفي الشعب، والخطيب في تاريخه (12/64)، وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم (1/287): "وممن قال إنَّه لا يصح إلا عن عليّ بن حسين مرسلاً: الإمام أحمد، ويحيى بن معين، والبخاري، والدارقطني. وقد خلّط الضعفاءُ في إسناده عن الزهري تخليطاً فاحشاً ، والصحيح فيه المرسل".

وانظر: التمهيد (9/198)، وإتحاف المهرة (16/205)، وتخريج الطيوريات (152).

[22] كلام الإمام أبي داود من الواضح أنه يقصد اندراج أصول عموم الأحاديث ضمن مقاصد الأحاديث الأربعة، ويفسّرُه المنقول عنه قبلُ أن مدار الأحاديث على هذه الأربعة، وبهذا يُحمَل كلامه الذي في الرواية الأخرى عنه أنه قال: "يكفي الإنسان لدينه من الحديث أربعة". فيندفع ما استشكله الإمام الذهبي -رحمه الله- على العبارة في كتابه السير (13/210).

[23] هكذا في الأصل، وفي تاريخ ابن عساكر أيضاً، ولكن وقع في الحلية: [عثمان]، ووقع كذلك في تهذيب الكمال (16/292 و24/353).

[24] سقط في الأصل، وكذا في جزء فضل العلم وغيره للمملي.

[25] هكذا مجوَّداً في الأصل، وفي جزء في فضل العلم وغيره: "تعتدّ".

[26] أخرجه نصر المقدسي في جزء من حديثه في فضل العلم وغيره (256/ب) بهذا السند مطولاً.

وأخرجه ابن عساكر (22/35) من طريق ابن فراس به مطولاً أيضاً.

ورواه أبو نعيم في الحلية (3/234) -ومن طريقه الطائي في الأربعين في إرشاد السائرين (158)- من طريق المديني به مطولاً أيضاً.

وللقصة طرق عن أبي حازم ، استوعبها ابن عساكر، وهي حكاية موقظة جديرة بالاعتبار.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تخريج أحاديث الموالاة في الوضوء
  • أحاديث في الدعوة والتوجيه
  • الأحاديث الثابتة في ليلة القدر
  • جزء فيه الكلام على ختان النبي صلى الله عليه وسلم لابن العديم
  • إجابة نبي دعوة ولي

مختارات من الشبكة

  • كتاب تاريخ بغداد (نسخة كاملة 14 جزاء)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة مجموع فيه عدة كتب (7)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة جزء فيه أحاديث منتقاة من سبعة أجزاء من حديث المخلص(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال من الجزء (2) إلى الجزء (10) ومن الجزء (111) إلى الجزء (119)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • كتاب السنن الكبرى (نسخة كاملة 11 جزاء)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • كتاب إرشاد الساري شرح صحيح البخاري (نسخة كاملة 10 أجزاء)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة جزء الاعتكاف وحديث أبي بكر بن بجيج والجزء الثاني من أمالي أبي القاسم بن بشران(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة جزء فيه منتقى من الجزء الحادي عشر والثاني عشر من حديث أبي طاهر المخلص(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة جزء فيه من حديث أبي طاهر المخلص ( الجزء الثالث )(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة جزء من حديث أبي بكر بن خلاد (الجزء الثاني)(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
2- ثناء وطلب الإجازة فيه
عمر بن قدور بن عبد القادر بن الشارف بن عدة بسبوعة - الجزائر 16-01-2014 07:07 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حيا الله شيخنا محمد زيادالتكلة
وبارك الله لكم في علمكم وما تنشرونه من خير رجاء نفع المسلمين.
وأرجو من فضيلتكم التكرم علينا بإجازتنا به،

1- طلب
عمر 15-11-2012 12:27 PM

جزاكم الله خير

أكملوا الفائدة وقوموا بشرح هذه الأحاديث

ونقل جميع شروحات أهل العلم عن هذه الأحاديث

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب