• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل معاوية والرد على الروافض
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    ما جاء في فصل الشتاء
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرحمن، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    اختر لنفسك
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون (خطبة) - باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

العقيدة الواسطية لابن تيمية (6/ 12)

العقيدة الواسطية لابن تيمية (6/ 12)
أبي أسامة الأثري جمال بن نصر عبدالسلام

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/9/2012 ميلادي - 24/10/1433 هجري

الزيارات: 13971

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العقيدة الواسطية لابن تيمية (6/ 12)


الإيمان باليَوْم الآخِر:

ويشتمل على فصلين؛ الأول منهما: الإيمان بكلِّ ما أخبَر به النبِيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- مِمَّا يكون بعد الموت:

فمن الإيمان باليوم الآخر: الإيمانُ بكلِّ ما أخبَر به النبِيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- مِمَّا يكون بعد الموت: فَيُؤمنون بـ:

 

فتنة القَبْر[1].

 

وبعذاب القَبْر وبِنَعيمه[2].

 

فأمَّا الفتنة، فإنَّ الناس يُفتَنون في قبورهم، فيُقال للرَّجل: ((مَن رَبُّك؟ وما دينك؟ ومَن نبيُّك؟ فيثبِّت الله الذين آمنوا بالقول الثَّابت في الحياة الدُّنيا وفي الآخرة، فيقول المؤمن: الله ربِّي، والإسلام دينِي، ومُحمَّد -صلى الله عليه وسلم- نبيِّي، وأمَّا المرتاب، فيقول: (آه آه)[3]، لا أدري، سَمِعت الناس يقولون شيئًا، فقُلْتُه، فيُضْرب بِمِرْزَبَةٍ من حديد، فيَصِيح صيحةً يَسْمعها كلُّ شيء إلاَّ الإنسان، ولو سَمِعَها الإنسان لَصعق))[4].

 

والفصل الثاني: القيامة الكبرى وأهوالها.


ثُمَّ بعد هذه الفتنة:

إمَّا نعيم، وإمَّا عذابٌ إلى (يوم)[5] القيامة الكبرى.

 

فتُعاد الأرواح إلى الأجساد، وتقوم القيامة التي أخبَر الله بِها في كتابه، وعلى لسان رسوله، وأجْمَع عليها المسلمون[6].

 

فيقوم الناس من قبورهم لربِّ العالَمين ((حُفاةً عُراةً غُرْلاً[7]))[8].

 

وتَدْنو منهم الشَّمس، ويلجمهم العرق[9].

 

وتُنصَب الموازين، فتوزن فيها أعمالُ العِباد، ﴿ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ﴾ [المؤمنون: 102 - 103][10].

 

وتُنشَر الدَّواوين -وهي صحائف الأعمال- فآخِذٌ كتابَه بيمينه، وآخذٌ كتابَه بشماله أو مِن وراء ظهره، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ﴾ [الإسراء: 13 - 14][11].

 

ويُحاسِب الله الخلق، ويَخْلو بعبده المؤمن، فيقرِّره بذنوبه كما وصف ذلك في الكتاب والسُّنة[12]، وأمَّا الكُفَّار: فلا يُحاسَبون مُحاسبةَ مَن تُوزَن حسناته وسيِّئاته؛ فإنَّهم لا حسنات لَهم، ولكن تُعَدُّ أعمالُهم، وتُحصَى، فيُوقَفون عليها، ويقرَّرون بِها، ويُجزَون بِها[13].

 

وفي (عرصة)[14] القيامة: الْحَوض الْمَورود لِمُحمَّد -صلى الله عليه وسلم- ماؤه أشدُّ بياضًا من اللَّبَن، وأحلى من العسل، آنِيَتُه عدَدُ نُجوم السَّماء، طوله شهر، وعَرْضه شهر، مَن يشرب منه شربةً (لَم)[15] يظمَأْ بعدها أبدًا[16].

 

والصِّراط منصوب على متْن جنَّهم -وهو الْجِسر الذي بين الجنَّة والنَّار- يَمُرُّ الناس عليه على قدر أعمالِهم، فمِنهم: مَن يَمرُّ كلَمْح البصر، ومنهم من يَمُرُّ كالبَرْق الخاطف، ومنهم من يَمرُّ كالرِّيح، ومنهم من يمرُّ كالفرس الجواد، ومنهم من يمرُّ كَركاب الإبل، ومنهم من يَعْدو عَدْوًا، ومنهم من يمشي مشيًا، ومنهم من يزحف زحفًا، ومنهم من يُخْطَف فيُلْقَى في جهنَّم، فإنَّ الجسر عليه كلاليبُ تَخْطف النَّاس بأعمالِهم، فمن مرَّ على الصِّراط دخل الجنَّة[17].

 

فإذا عبَروا عليه، وقفوا على قنطرة بين الجنَّة والنار، فيُقتَصُّ لِبَعضهم من بعضٍ، فإذا هُذِّبوا ونُقُّوا، أُذِن لَهم في دخول الجنَّة[18].

 

وأوَّل من يَسْتفتح باب الجنَّة: محمَّد -صلى الله عليه وسلم-[19].

 

وأوَّل من يدخل الجنَّة من الأُمَم: أُمَّتُه[20].

 

وله - في القيامة - ثلاثُ شفاعات:

أما الشَّفاعة الأولى، فيشفع في أهل الْمَوقف، حتَّى يقضى بينهم بعد أن (يتراجع)[21] الأنبياءُ: آدم، ونوحٌ، وإبراهيم، وموسى، وعيسى ابن مريم (عن)[22] الشَّفاعة، حتَّى تنتهي إليه[23].

 

وأما الشَّفاعة الثانية، فيشفع في أهل الجنَّة أن يدخلوا الْجَنَّة، وهاتان الشفاعتان خاصَّتان له[24].

 

وأما الشفاعة الثالثة، فيشفع[25] فيمن استحقَّ النار، وهذه الشفاعة له ولسائر النبيِّين والصِّدِّيقين وغيْرِهم، فيشفع فيمن استحقَّ النَّار أن لا يَدْخلها، ويشفع فيمن دخَلَها أن يَخْرج منها[26]، ويُخْرِج الله تعالى من النَّار أقوامًا بغير شفاعة، بل (بِفَضل رحْمته)[27].

 

ويَبْقى في الجنَّة فضْلٌ عمَّن دخَلَها من أهل الدُّنيا، فيُنْشِئ الله لَها أقوامًا فيُدْخِلهم الجنة[28].

 

وأصْناف ما تضمَّنَتْه الدَّار الآخرة من: الحساب، والثَّواب، (والعقاب)[29]، والْجَنَّة، والنار، وتفاصيل ذلك مذكورةٌ في: الكتب الْمُنزَّلة من السماء، (والأَثَارةِ)[30] من العلم الْمَأثورة عن الأنبياء.

 

وفي العلم الْمَوروث عن محمَّد من ذلك ما يَشْفي ويكفي، فمَن ابتغاه وجَدَه.



[1] فتنة القَبْر هي: الامتحان والاختبار للميت حين يسأله الْمَلَكان - كما سيأتي تفصيلُه.

وقد تواترَتِ الأحاديث عن النبِيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- في هذه الفتنة من حديث البَرَاء بن عازب، وأنَسِ بن مالك، وأبي هريرة وغيرهم - رضي الله عنهم.

وهي عامَّة للمكلَّفين إلاَّ النبيِّين؛ فقد اختُلِف فيهم.

أمَّا من ليس مكلَّفًا، كالصغير والمَجْنون، فقد اختُلِف فيهم على قولَيْن للعلماء:

أحدُهُما: أنه يُمتحَن، وهو قول أكثر أهل السُّنة، ذكَره أبو الحسن بن عبدوس عنهم، وذكره أبو حكيم النَّهرواني، وغيْرُهُما.

والثاني: أنه لا يُمْتحن في قبره كما ذكره القاضي أبو يعلى، وابن عقيل، وغيْرهما.

قالوا: لأنَّ المِحْنة إنَّما تكون لِمَن يكلَّف في الدُّنيا.

ومن قال بالأوَّل يَستدِلُّ بِما في "الْمُوطَّأ" عن أبِي هريرة - رضي الله عنه - أنَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - صلَّى على صغيرٍ لَم يعمل خطيئةً قطُّ، فقال: ((اللَّهم قهِ عذاب القَبْر، وفتنة القبر))، وهذا يدلُّ على أنه يُفْتَن، وهو مطابِقٌ لقول من يقول: إنَّهم يكلَّفون يوم القيامة كما هو قولُ أكثر أهل العلم وأهْل السُّنة من أهل الحديث والكلام، وهو الذي ذكره أبو الحسن الأشعريُّ واختاره، وهو مقتضى نصوصِ الإمام أحمد.

[2] قال الكتانِيُّ في "نَظم الْمُتناثر" ص84:

"قال في "شرح التثبيت" للفاسيِّ ما نَصُّه: وقد روى عذابَ القَبْرِ وفتنتَه جماعةٌ من الصَّحابة، منهم:

1 - أنَسُ بن مالك، رُوِي عنه من طُرق.

2 - وأبو هريرة، رُوِي عنه من طرق.

3 - وعبدالله بن عمرو بن العاص.

4 - وأسماء بنت أبي بكر الصِّدِّيق، روي عنها من طرق.

5 - وعائشة، روي عنها من طرق.

6 - والبَرَاء بن عازب، روي عنه من طرق.

7 - وعمر بن الخطاب.

8 - وعبدالله بن مسعود.

9 - وزيد بن أرْقَم.

10 - وميمونة بنت سَعْد.

11 - وميمونة زوج النبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم.

12 - وزيد بن ثابت.

13 - وأبو أيوب.

14 - وعبدالله بن عبَّاس.

15 - وأبو سعيد الْخُدري، روي عنه من طرُق.

16 - وعبدالرحمن بن سَمُرة.

17 - وأبو قتادة الأنصاري.

18 - وعبدالله بن عُمَر.

19 - وسَعْد.

20 - وأبو بَكْرة.

21 - وعليُّ بن أبي طالب.

22 - وابن أبي أيوب.

23 - وأُمُّ خالد.

24 - وجابر بن عبدالله.

25 - وأم مبشِّر.

26 - وعبدالرحمن بن حسَنة"؛ اهـ.

وانظر "عُمْدة القاري" في باب: (من قال في الْخُطبة بعد الثَّناء: أمَّا بَعْد)، فإنَّه ذكَر أنَّ عذاب القَبْر رُوِي عن جَماعةٍ من الصَّحابة، ثُمَّ عدَّهم، وعدَّ منهم:

27 - أسماء بنت يزيد، وعد منهم في موضع آخَر:

28 - عُبَادة بن الصَّامت.

29 - وأبا موسى.

30 - وأبا أُمَامة.

31 - وأبا رافع.

32 - وعثمان.

وقال الأبي في "شرح مُسْلم" في الكلام على أحاديث شَقِّ العسيب على القَبْر ما نصُّه: قال عياضٌ: فيه عذاب القَبْر، قلت: تواتر، وأجمع عليه أهل السُّنة؛ اهـ.

وقال اللقَّاني في شرحه لِـ"جوهرته" لَمَّا تكلَّم على عذاب القبر ونعيمه ما نصُّه: "ودليل وقوعِه قولُه تعالى: ﴿ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ﴾ [غافر: 46]، وأما الأحاديث فبلغَتْ جُملَتُها التَّواتُر؛ اهـ.

وقال في "إرشاد السَّاري" نقْلاً عن صاحب "الْمصابيح": "قال: وقد كَثُرت الأحاديثُ في عذاب القَبْر حتَّى قال غيْرُ واحد: إنَّها متواترة، لا يصحُّ عليها التَّواطؤُ، وإن لَم يصحَّ مِثلُها لَم يصح شيءٌ من أمر الدِّين؛ اهـ"؛ اهـ.

[3] ما بين القوسين في المطبوع: ((هاه هاه)).

[4] وقد وردَتْ هذه المعاني في غير حديثٍ، منها حديث البَراء بن عازب.

عن البراء بن عازب قال: خرَجْنا مع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في جنازةِ رجلٍ من الأنصار، فانتهينا إلى القَبْر ولَمَّا يُلْحَد، فجلَس رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وجلَسْنا حوْلَه كأنَّما على رؤوسنا الطَّيْر، وفي يَده عودٌ ينكت به في الأرض، فرفع رأسه، فقال: ((استعيذوا بالله من عذاب القَبْر)) مرَّتيْن أو ثلاثًا، وقال: ((وإنَّه لَيَسمع خفْقَ نِعالِهم إذا ولَّوا مُدْبِرين حين يُقال له: يا هذا، من رَبُّك؟ وما دينك؟ ومن نبيُّك))، قال هنَّادٌ: قال: ((ويأتيه ملَكَان فيُجْلِسانه، فيقولان له: مَن ربُّك؟ فيقول: رَبِّي الله، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام، فيقولان له: ما هذا الرَّجُل الذي بُعِث فيكم؟ قال: فيقول: هو رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيقولان: وما يُدْريك؟ فيقول: قرَأْتُ كتابَ الله، فآمَنْتُ به وصدَّقْت))، فذلك قولُ الله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [إبراهيم: 27] الآية، ثم اتَّفقا، قال: ((فينادي منادٍ من السَّماء: أنْ قد صدَقَ عبدي فأَفْرِشوه من الْجنَّة، وافْتَحوا له بابًا إلى الجنَّة، وأَلْبِسوه من الجنَّة، قال: فيأتيه من رَوْحِها وطِيبها))، قال: ((ويُفْتَح له فيها مدَّ بصَرِه)).

قال: ((وإنَّ الكافر)) فذَكَر موْتَه، قال: ((وتُعاد رُوحه في جسده، ويأتيه ملَكَان فيُجْلِسانه، فيقولان: من ربُّك؟ فيقول: هَاهْ هَاهْ هَاهْ، لا أدري، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: هاه هاه، لا أدري، فيقولان: ما هذا الرَّجُل الذي بُعِث فيكم؟ فيقول: ها هاه، لا أدري، فيُنادِي مُنادٍ من السَّماء أنْ كذَب، فأَفْرِشُوه من النَّار، وألْبِسوه من النَّار، وافتحوا له بابًا إلى النار))، قال: ((فيأتيه من حَرِّها وسَمومِها))، قال: ((ويُضيَّق عليه قبْرُه حتَّى تختلف فيه أضلاعُه))، قال: ((ثُمَّ يقيَّض له أعمى أبْكَمُ معه مِرْزَبة من حديد، لو ضُرِب بِها جبَلٌ لَصار ترابًا))، قال: ((فيَضْربه بِها ضربةً يَسْمعها ما بين المشرق والمغرب إلاَّ الثَّقلَيْن، فيصير ترابًا))، قال: ((ثُم تُعاد فيه الرُّوح))؛ أخرجه أبو داود في "السُّنن"، كتاب السُّنة، باب: المسألة في القبْر وعذاب القبر، ح4753، 4754.

وقال الحافظ في "فَتْح الباري"، 3/ 234: أخرجه أصحاب السُّنن، وصحَّحه أبو عوانة وغيره؛ اهـ.

قلت: وهو مُخرَّج باختصارٍ، ليس فيه موضع الشَّاهد في "الصَّحيحَيْن".

وأخرج أبو داود نَحوَه من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - كتاب السُّنة، باب: الْمَسألة في القبر وعذاب القَبْر، ح 4751، 4752.

بينما أخرج أحمدُ نَحْوَه من حديث أبي سعيد الخدري في "الْمُسند" (3/ 3).

[5] ما بين القوسَيْن في المطبوع: "أن تقوم".

[6] قال الكتَّانِيُّ في "نظم الْمُتناثر" ص 148:

"بعث العباد ومعاذهم الْجُسمانِيُّ وسَوْقهم إلى المَحْشر لفصل القضاء بينهم، ذَكَر اللقَّانِي في شرحه لـ"جوهرته" أنَّ جُمْلتها ثابتٌ بالتَّواتر المعنويِّ ودلالة القرآن، وأنَّه من ضروريَّات الدِّين، وإنكارُه كفْرٌ بِيَقين"؛ اهـ.

[7] غُرْلاً: بضمِّ الغَيْن، وإسكان الرَّاء، جَمْع أغْرَل، وهو الذي لَم يُخْتَن، وبقيَتْ معه غُرْلته؛ يعني: قلفته.

[8] متَّفَق عليه من حديث ابن عبَّاس.

ولفظه: عن النبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إنَّكم مَحْشورون حُفاةً عراةً غرلاً))، ثُمَّ قرأ: ﴿ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ﴾ [الأنبياء: 104]؛ أخرجه البخاريُّ في "صحيحه": كتاب أحاديث الأنبياء، باب: قول الله تعالى: ﴿ وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً ﴾ [النساء: 125]، ح 3349.

وفي كتاب أحاديث الأنبياء، باب: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا ﴾ [مريم: 16]، ح3447.

وفي: كتاب تفسير القرآن، باب: ﴿ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [المائدة: 117]، ح 4625.

وفي: كتاب تفسير القرآن، باب: ﴿ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [المائدة: 118]، ح4626.

وفي: كتاب تفسير القرآن، باب: ﴿ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ﴾ [الأنبياء: 104]، ح4740.

وفي: كتاب الرِّقاق، باب: كيف الحشر/ ح 6524، 6525، 6526.

ومسلم في "صحيحه": كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب: فناء الدُّنيا وبيان الْحَشر يوم القيامة، ح 57، 58.

وكذا اتَّفق عليه الشَّيخان من حديث عائشة - رضي الله عنها.

ولَفْظُه: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((تُحْشَرون حفاةً عراةً غرْلاً))، قالت عائشة: فقلْتُ: يا رسول الله، الرِّجال والنِّساء ينظر بعضُهم إلى بعض؟! فقال: ((الأَمْرُ أشَدُّ مِن أن يُهِمَّهم ذاك))؛ أخرجه البخاريُّ في "صحيحه": كتاب الرقاق، باب: كيف الحشر/ ح 6527.

ومسلم في "صحيحه": كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب: فناء الدُّنيا وبيان الحشر يوم القيامة، ح 56.

[9] عن الْمِقداد بن الأسود قال: سَمِعتُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((تدْنَى الشَّمس يوم القيامة من الْخَلق، حتَّى تكون منهم كَمِقْدار ميل))، قال سليم بن عامر - أحد رواة الحديث -: فوالله، ما أدري ما يعني بالْمِيل؛ أمَسافة الأرض، أم الميل الذي تكتحل به العَيْن؟ قال: ((فيكون النَّاس على قدر أعمالِهم في العَرَق، فمنهم مَن يكون إلى كعبَيْه، ومنهم من يكون إلى ركبتَيْه، ومنهم من يكون إلى حِقْوَيْه، ومنهم من يُلْجِمه العرق إلجامًا))، قال: وأشار رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بيده إلى فيه.

حِقْويه: خاصِرَتَيْه.

أخرجه مسلمٌ في "صحيحه": كتاب صفة القيامة، باب: في صفة يوم القيامة/ ح62.

[10] قال الكتانِيُّ في "نظم المتناثر" ص148:

"وَزْن الأعمال، ذكر اللقاني في شرح "جوهرته" أنَّها بالِغَةٌ مَبْلَغ التَّواتُر، وعضَّدَها القرآنُ والإجماع"؛ اهـ.

قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان في "شرح العقيدة الواسطية" ص290:

"الموازين: جَمْع ميزان، وهو الذي تُوزَن به الحسنات والسيِّئات، وهو ميزانٌ حقيقي، له لِسَان وكِفَّتان، وهو من أمور الآخِرَة، نؤمن به كما جاء، ولا نَبْحث عن كيفيَّتِه إلاَّ على ضوء ما ورد من النُّصوص.

والحكمة في وزن الأعمال إظهارُ مقاديرها؛ ليكون الجزاء بِحَسَبِها: ﴿ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ﴾؛ أيْ: رجحَتْ حسناتُه على سيِّئاته، ﴿ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾، أيِ: الفائزون والنَّاجون من النار، المستحِقُّون لدخول الجنة.

﴿ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ ﴾، أي: ثَقُلَت سيِّئاتُه على حسناته ﴿ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ ﴾؛ أيْ: خابوا وصاروا إلى النار: ﴿ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ﴾ [المؤمنون: 102 - 103]؛ أيْ: ماكثون في النار.

والشَّاهد من الآية الكريمة: أنَّ فيها إثباتَ الْمَوازينِ والوزْنِ يوم القيامة، وقد ورَدَ ذِكْرُ الوزن والْمَوازين في آياتٍ كثيرة من القرآن، وقد أفاد مَجْموع النُّصوص أنَّه يُوزَن العامل والعمل والصُّحف، ولا مُنافاة بينها؛ فالْجَميع يوزن، ولكن الاعتبار في الثقل والْخِفَّة يكون بالعمل نَفْسِه، لا بذات العامل، ولا بالصَّحيفة، والله أعلم.

وقد تأوَّل المعتزلةُ النُّصوص في ذلك على أنَّ المراد بالوَزْن والْمِيزان العَدْلُ، وهذا تأويلٌ فاسد مُخالِفٌ للنُّصوص، وإجماعِ سلَفِ الأمة، وأئمَّتِها.

قال الشَّوكانِيُّ: وغاية ما تشبَّثوا به مُجرَّد الاستبعادات العقليَّة، وليس في ذلك حُجَّة على أحَدٍ؛ فهذا إذا لَم تَقْبَله عقولُهم، فقد قَبِلَتْه عقولُ قومٍ، هي أقوى من عقولِهم، من الصَّحابة والتابعين وتابعيهم، حتَّى جاءت البِدَع كاللَّيل الْمُظلِم، وقال كلٌّ ما شاء، وتركوا الشَّرع خلْفَ ظهورهم؛ اهـ.

وأمور الآخرة ليست مِمَّا تدركها العقول، والله أعلم"؛ اهـ.

[11] آخر اللوحة (7) عند قوله: ونُخْرِج له.

[12] قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان في "شرح العقيدة الواسطية"، (ص290):

"كما قال الله تعالى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا ﴾ [الانشقاق: 7 - 9]، وفي "الصَّحيحَيْن" عن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال: سَمِعْت رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((إنَّ الله يُدْنِي المؤمن فيَضَع عليه كنفَه، ويستره فيقول: أتَعْرِف ذنْبَ كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعَم، أيْ رَبِّ، حتَّى إذا قرَّره بِذُنوبه ورأى في نفسه أنَّه هلك، قال: سترْتُها عليك في الدُّنيا، وأنا أغفِرُها لك اليوم، فيُعْطَى كتابَ حسناته))، ومعنى يُقرِّره بذنوبه: يَجْعله يُقِرُّ؛ أيْ: يعترف بِها، كما في هذا الحديث: ((أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟))، ومن المؤمنين مَن يدخل الجنَّة بغير حسابٍ، كما صحَّ في حديث السَّبعين ألفًا الذين يَدْخُلون الجنة بلا حساب ولا عذاب"؛ اهـ.

[13] قال العلامة محمد خليل هراس في "شرح الواسطية" ص151:

"لقوله تعالى: ﴿ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ﴾ [الفرقان: 23]، وقولِه: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ﴾ [إبراهيم: 18]، والصحيح أن أعمال الخَيْر التي يعملها الكافر يُجازَى بِها في الدُّنيا فقط، حتَّى إذا جاء يوم القيامة وجد صحيفةَ حسناته بيضاء، وقيل: يُخفَّف بِها عنه من عذابِ غَيْرِ الكفر"؛ اهـ.

[14] ما بين القوسين في المطبوع: (عرَصَات).

[15] ما بين القوسين في المطبوع: (لا).

[16] قال الكتاني في "نَظْم المتناثر" ص150:

"أحاديث الحوض أورَدَها في "الأزهار" من حديث:

1 - أنس.

2 - وأُسَيد بن حُضَير.

3 - وجندب بن عبدالله بن سفيان البَجلي.

4 - وحارثة بن وهب.

5 - وسهل بن سعد.

6 - وعبدالله بن زَيْد.

7 - وابن عمرو.

8 - وابن مسعود.

9 - والمستورد بن شدَّاد.

10 - وأبي هريرة.

11 - وأسماءَ بنْتِ أبي بكر.

12 - وابن عبَّاس.

13 - وثوبان.

14 - وجابر بن سَمُرة.

15 - وحُذَيفة بن اليمان.

16 - وعقبة بن عامر.

17 - وأبي ذَرٍّ.

18 - وأبي سعيد الْخُدري.

19 - وعائشة.

20 - وأُمِّ سلمة.

21 - وأبي بكر الصِّدِّيق.

22 - وعمر بن الخطَّاب.

23 - وعقبة بن عبْدٍ السُّلَمي.

24 - وعليِّ بن أبي طالب.

25 - وسَمُرة بن جندب.

26 - وأسامة بن زيد.

27 - وحمزة بن عبدالمطَّلِب.

28 - وزوجتِه خولَةَ بنت قيس.

29 - وخبَّاب بن الأرَتِّ.

30 - وزيد بن أرقم.

31 - وعائذ بن عمرو.

32 - وكعب بن عُجْرة.

33 - ولَقِيط بن عامِر.

34 - وأبي بَرْزة الأسلميِّ.

35 - وبُرَيدة.

36 - وأُبَيِّ بن كعب.

37 - والبَرَاء بن عازب.

38 - وجابر بن عبدالله.

39 - وحُذَيفة بن أُسَيد.

40 - والحسَنِ بن علي.

41 - وزَيْد بن ثابت.

42 - وسلمان.

43 - وأبي أُمَامة.

44 - وأبي بَكْرة.

45 - وأبي الدَّرْداء.

46 - وأبي مسعود.

47 - وسُوَيد بن جبلة الفزاري.

48 - والعِرْباض بن سارية.

49 - والنوَّاس بن سَمْعان.

تسعة وأربعين نَفْسًا.

قلتُ: زاد في "شرح الإحياء" مِمَّن رواها أيضًا:

50 - أبا لبابة.

51 - وجُبيرَ بن مُطْعِم.

52 - وأوسَ بن الأرقم، وهو أخو زيدِ بن الأرقم.

53 - وزيْدَ بن أبي أوْفَى، وهو أخو عبدِالله بن أبي أوفى.

54 - وسُويدَ بن عامر.

55 - والصُّنابحيَّ بن الأعسر.

56 - وعبدَالله الصُّنابحي، وهو غير الذي قبله، وغير أبي عبدالله الصُّنابحي التَّابعي.

57 - وسَمُرة بن جندب السوائي العامري، وهو والد جابر بن سَمُرة.

ثَمانيةَ أنفُس، وزاد غيْرُه غيْرَهم، طالِعْ تطَّلِع.

وقد ذكر عِيَاض في "الشِّفا" مِمَّن رواها أربعةً وعشرين نَفْسًا، وذكره قبْلَها عن ثلاثة آخَرين، ويوجد في بعض نُسَخِه زيادةُ ثلاثة أيضًا، مَجْموع ذلك ثلاثون.

وذكر القرطبِيُّ في "الْمُفْهِم" أنَّه رواها نيف على ثلاثين، وزاد عليهم ابنُ حجَر في "فَتْح الباري" فأوصل رُواتَها لسِتٍّ وخمسين، وأوصلهم في "الْبُدور السَّافرة" إلى ثَمانٍ وخَمسين، ذاكرًا لفظَ كلِّ واحد.

ونقل في "شرح المواهب" عن الْحَافظ قال: بلغَنِي أنَّ بعض المتأخِّرين أوصلهم إلى ثَمانين نفسًا، وفي "مناهل الصَّفا" روى أحاديثَ الحوض خَمسةٌ وخمسون صحابيًّا، خرجت أحاديثهم في الأحاديث المتواترة؛ اهـ.

وانظره وانظر أيضًا شرح علي القاري على "الشفا"، و"شرح الإحياء"، فقد عَدَّ فيه مِمَّن رواها خمسةً وأربعين، وذَكَر ألفاظهم ومَن خرَّجَها في نَحْوٍ من نِصْف كرَّاسة، وقال في آخرِها: "فهذا ما تيَسَّر لي من جَمْع أحاديث الْحَوض في وقْتِ الكتابة، ولو استوفَيْتُ النَّظر في مَجْموع ما عندي من الفوائد والأجزاء والتَّعاليق والتخاريج رُبَّما بلغ أكثر مِمَّا ذكَرْت"؛ اهـ.

وفي "الاستذكار"في الكلام على حديث: ((ومِنْبَري على حوضي))، ما نَصُّه: وقد ذكَرْنا الآثار المتواترة في الحوض في كتاب "التمهيد"؛ اهـ

وفي "فيض القدير" قال القاضي - ويعني به البيضاويَّ -: الحوض على ظاهِرِه عند أهل السُّنة، متواتِرٌ يَجِب الإيمان به، وتردَّد البعض في تكفير مُنْكِره، وقال القرطبِيُّ: أحاديث الحوض متواترة؛ اهـ.

ومِمَّن جَمعها الإمامُ الحافظ أبو بكرٍ البيهقيُّ في كتابه "البَعْث والنُّشور" بأسانيدها وطرُقِها، وفي بعض ذلك ما يقتضي كونَها متواترةً، لكنْ قال: بعضُ تواتُرِها معنويٌّ لا لفظي؛ انظر "الشهاب على الشفا" وغيره"؛ اهـ.

[17] قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في حديث الشَّفاعة الطويل: ((ثُمَّ يُضْرَب الْجِسر على جهنَّم، وتَحلُّ الشَّفاعة، ويقولون: اللهم سلِّم سلم))، قيل: يا رسول الله، وما الْجِسر؟ قال: ((دَحْضٌ مَزَلَّةٌ، فيه خطاطيفُ وكلاليب وحسَكٌ، تكون بِنَجد فيها شويكة يُقال لَها: السَّعدان، فيمرُّ المؤمنون كطَرْف العَيْن، وكالبَرْق، وكالرِّيح، وكالطَّيْر، وكأجاويد الخيل والرِّكاب، فناجٍ مُسَلَّم، ومَخْدوشٌ مرسل، ومَكْدوس في نار جهنَّم))؛ متفق عليه من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - في الرُّؤيا.

أخرجه البخاريُّ في "صحيحه": كتاب التوحيد، باب: قول الله تعالى: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ [القيامة: 22 - 23]، ح7439.

وأخرجه مسلم في "صحيحه": كتاب الإيمان، باب: معرفة طريق الرؤية، ح 302، 303.

[18] عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إذا خلص المؤمنون من النَّار، حُبِسوا بِقَنطرة بين الْجَنَّة والنَّار، فيتقاصُّون مظالِمَ كانت بينهم في الدُّنيا، حتَّى إذا نُقُّوا وهُذِّبوا أُذِن لَهم بدخول الجنَّة، فو الذي نفْسُ محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - بيده، لأَحَدُهم بِمَسكنه في الجنَّة أدَلُّ بِمَنْزله كان في الدُّنيا))؛ أخرجه البخاريُّ في "صحيحه": كتاب الْمَظالم والغصب، باب: قِصَاص الْمَظالِم، ح2440.

وفي: كتاب الرِّقاق، باب: القصاص يوم القيامة/ ح 6535.

[19] عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((آتِي بابَ الْجَنَّة يوم القيامة، فأَسْتفتِح، فيقول الخازن: مَن أنت؟ فأقول: مُحمَّد، فيقول: بك أُمِرْتُ، لا أفتح لأحَدٍ قَبْلَك))؛ أخرجه مسلم في "صحيحه": كتاب الإيمان، باب: قول النبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أنا أول الناس يَشفَع في الجنة، وأنا أكثر الأنبياء تبعًا))، ح331، 333.

[20] عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((نَحْن الآخِرُون الأوَّلون يوم القيامة، ونَحْن أوَّل مَن يدخل الجنَّة، بَيْدَ أنَّهم أُوتوا الكتاب من قَبْلِنا، وأوتيناه مِن بعْدِهم، فاختلفوا، فهدانا الله لِمَا اختلفوا فيه من الحقِّ))؛ أخرجه مسلم في "صحيحه": كتاب الجمعة، باب: هداية هذه الأُمَّة ليوم الجمعة، ح 19، 20.

[21] ما بين القوسين في المطبوع: (تتراجَع).

[22] ما بين القوسَيْن ساقط من الْمَخطوط، وقد أثبتُّه من المطبوع.

[23] قال الكتاني في "نظْم المتناثر" ص149:

"حديث الشَّفاعة الطَّويل وترَدُّدهم إلى الأنبياء: أورَدَه في "الأزهار" من حديث:

1 - أنس.

2 - وأبي هريرة.

3 - وابن عمر.

4 - وحذيفة.

5 - وجابر.

6 - وأبي بكر.

7 - وابن عبَّاس.

8 - وأُبَيِّ بن كعب.

9 - وأبي سعيد.

10 - وسَلْمان.

11 - وعقبة بن عامر.

12 - وعُبَادة بن الصَّامت.

اثْنَي عشر رجلاً"؛ اهـ.

[24] عن أبي هريرة وحذيفة قالا: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يَجْمع الله - تبارك وتعالى - النَّاس، فيقوم المؤمنون حتَّى تزلف لَهم الْجنَّة، فيأتون آدمَ، فيقولون: يا أبانا، استفْتِح لنا الْجنَّة، فيقول: وهل أخرَجَكم من الجنة إلاَّ خطيئةُ أبيكم آدم؟! لست بصاحبِ ذلك، اذهبوا إلى النبِيِّ إبراهيم خليل الله))، قال: ((فيقول إبراهيم: لستُ بصاحب ذلك، إنَّما كنت خليلاً من وراء وراء، اعْمدوا إلى موسى - صلَّى الله عليه وسلَّم - الذي كلَّمه الله تكليمًا، فيأتون موسى - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيقول: لسْتُ بصاحب ذلك، اذهبوا إلى عيسى كلمة الله وروحه، فيقول عيسى - صلَّى الله عليه وسلَّم -: لست بصاحب ذلك، فيأتون مُحمدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيقوم، فيُؤْذَن له))؛ أخرجه مسلم في "صحيحه": كتاب الإيمان، باب: أدنى أهل الجنة/ ح329.

قال العلامة محمد خليل هراس - رحمه الله - ص155:

"قوله: "وهاتان الشَّفاعتان خاصَّتان له"؛ يعني: الشَّفاعة في أهل الموقف، والشفاعةَ في أهل الجنة أن يَدْخلوها، وتنضم إليها ثالثةٌ، وهي شفاعته في تَخْفيف العذاب عن بعض الْمُشركين، كما في شفاعته لعمِّه أبي طالب، فيكون في ضَحْضاح من نارٍ، كما ورد بذلك الحديث"؛ اهـ.

[25] آخر اللوحة (8) من المخطوط.

[26] وهذه الشفاعة جَمَعها الْمُصنِّف هنا، وقسمها غيْرُه في الشَّرح.

قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان في "شرح العقيدة الواسطيَّة" ص310:

"الشَّفاعة الرابعة: شفاعته فيمن استحقَّ النار من عُصَاة الْمُوحِّدين أن لا يَدْخلها.

الشفاعة الخامسة: شفاعته -صلَّى الله عليه وسلَّم- فيمن دخل النَّار من عُصَاة الموحِّدين أن يخرج منها.

الشفاعة السادسة: شفاعته -صلَّى الله عليه وسلَّم- في رَفْع درجات بعض أهل الْجنَّة.

الشفاعة السَّابعة: شفاعته -صلَّى الله عليه وسلَّم- فيمن استوَتْ حسناتُهم وسيِّئاتُهم أن يدخلوا الْجنَّة، وهم أهل الأَعْراف على قولٍ.

الشفاعة الثامنة: شفاعته -صلَّى الله عليه وسلَّم- في دخول بعض المؤمنين الجنَّةَ بلا حسابٍ ولا عذاب.

وهذه الأنواع الخمسة الباقية يُشاركه فيها غيْرُه من الأنبياء والملائكة والصِّدِّيقين والشُّهداء.

وأهل السُّنة والجماعة يؤمنون بِهذه الشفاعات كلِّها؛ لثبوت أدلَّتِها، وأنَّها لا تحقَّق إلاَّ بشرطين: الشَّرط الأول: إذْنُ الله للشَّافع أن يشفع، كما قال تعالى: ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ﴾ [البقرة: 255]، ﴿ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ﴾ [يونس: 3].

الشرط الثَّانِي: رضا الله عن الْمَشفوع له، كما قال تعالى: ﴿ وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى ﴾ [الأنبياء: 28]، ويَجْمع الشَّرطين قولُه تعالى: ﴿ وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى ﴾ [النجم: 26].

وقد خالفَت الْمُعتزلة في الشَّفاعة لأهل الكبائر من المؤمنين فيمن استحقَّ النار منهم أن لا يَدْخلها، وفيمن دخَلَها أن يَخْرج منها؛ أيْ: في النَّوع الخامس والسادس من أنواع الشفاعة، ويَحتجُّون بقوله تعالى: ﴿ فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ﴾ [المدثر: 28].

والجواب عنها: أنَّها واردةٌ في حقِّ الكفار، فهم الذين لا تنفعهم شفاعة الشَّافعين، أمَّا المؤمنون فتنفعهم الشفاعة بِشُروطها.

هذا، وقد انقسم النَّاس في أمْر الشَّفاعة إلى ثلاثة أصناف:

الصِّنف الأول: غلوا في إثباتِها، وهم النَّصارى والْمُشركون وغلاة الصُّوفية والقبوريُّون، حيث جعَلوا شفاعة مَن يعظِّمونه عند الله كالشَّفاعة المعروفة في الدُّنيا عند الْمُلوك، فطلبوها من دون الله، كما ذكر الله ذلك عن الْمُشركين.

الصِّنف الثاني: وهم المعتزلة والخوارج، غلوا في نفْي الشفاعة، فأنكروا شفاعة النبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وشفاعةَ غيْرِه في أهل الكبائر.

الصِّنف الثالث: وهم أهل السُّنة والجماعة، أثبتوا الشَّفاعة على وفْق ما جاءت به النُّصوص القرآنيَّة والأحاديث النبويَّة، فأثبتوا الشَّفاعة بشروطها"؛ اهـ.

[27] الموجود في المطبوع: (بِفَضله ورَحْمته).

جاء في حديث الشَّفاعة الطويل الذي اتَّفق الشيخان على إخراجه من حديث أبي سعيدٍ الخدري: ((يقول الله - عزَّ وجل -: شفعَتِ الملائكة، وشفع النبيُّون، وشفع الْمُؤمنون، ولَم يَبْق إلاَّ أرحمُ الرَّاحِمين، فيَقْبض قبضةً من النَّار، فيُخْرِج منها قومًا لَم يعملوا خيرًا قَطُّ قد عادوا حُمَمًا، فيُلْقيهم في نَهْر في أفواه الْجَنَّة يُقال له: نَهْر الحياة، فيخرجون كما تخرج الحبَّة في حَمِيل السَّيل، ألا ترَوْنَها تكون إلى الْحَجَر أو إلى الشَّجر ما يكون إلى الشَّمس أُصَيفر وأُخَيضر، وما يكون منها إلى الظلِّ يكون أبيض؟))، فقالوا: يا رسول الله، كأنَّك كنتَ ترعى بالبادية؟ قال: ((فيَخْرجون كاللُّؤلؤ في رقابِهم الخواتِم، يعرفهم أهْلُ الجنة، هؤلاء عُتَقاء الله الذين أدخلهم الله الْجنَّة بغير عمَلٍ عَمِلوه ولا خيْرٍ قدَّموه، ثم يقول: ادْخُلوا الجنَّة، فما رأيتموه فهو لكم، فيقولون: ربَّنا أعطيتَنا ما لَم تُعْطِ أحدًا من العالَمين، فيقول: لكم عندي أفضل مِن هذا، فيقولون: يا ربَّنا، أيُّ شيء أفضل من هذا؟ فيقول: رضاي، فلا أسخط عليكم بعده أبدًا))؛ أخرجه البخاريُّ في "صحيحه": كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ [القيامة: 22 - 23]، ح/ 7439، ومسلم في "صحيحه": كتاب الإيمان، باب معرفة طرق الرؤية ح/ 302.

[28] عن أنس بن مالك عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنه قال: ((لا تزال جهنَّم يُلْقَى فيها وتقول: هل من مزيد؟ حتَّى يضع ربُّ العزَّة فيها قدَمَه، فينْزوي بعضُها إلى بعض، وتقول: قَط قط، بعِزَّتك وكرَمِك، ولا يزال في الجنَّة فضْلٌ حتَّى يُنْشِئ الله لَها خلقًا فيُسْكنهم فضْلَ الجنَّة))؛ أخرجه البخاريُّ في "صحيحه": كتاب التوحيد، باب: قول الله تعالى: ﴿ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [إبراهيم: 4]، ح/ 7384، ومسلم في "صحيحه": كتاب الجنَّة وصفة نعيمها، باب: النار يدخلها الْجَبَّارون، والجنة يدخلها الضُّعفاء/ ح38، 39.

[29] ما بين القوسين ساقط من المخطوط، وقد أثبتُّه من المطبوع.

[30] الموجود في المطبوع: (والآثَار).

الأثارة: العلامة، وبقيَّة الشَّيء.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تحقيق العقيدة الواسطية لابن تيمية (1/ 12)
  • العقيدة الواسطية لابن تيمية (2/ 12)
  • العقيدة الواسطية لابن تيمية (3/ 12)
  • العقيدة الواسطية لابن تيمية (4/ 12)
  • العقيدة الواسطية لابن تيمية (5/ 12)
  • العقيدة الواسطية لابن تيمية (7/ 12)
  • العقيدة الواسطية لابن تيمية (8/ 12)
  • العقيدة الواسطية لابن تيمية (9/ 12)
  • العقيدة الواسطية لابن تيمية (10/ 12)
  • العقيدة الواسطية لابن تيمية (11 /12)
  • العقيدة الواسطية لابن تيمية (12/ 12)

مختارات من الشبكة

  • التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية لعبد العزيز الرشيد(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أهمية العقيدة الواسطية لابن تيمية(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • كتب تنصح اللجنة الدائمة بقراءتها في مجال العقيدة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من مائدة العقيدة: ثمرات العقيدة الصحيحة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من مائدة العقيدة ( منزلة علم العقيدة )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • العقيدة العقيدة(مادة مرئية - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • إتحاف ذوي الهمم العلية ببعض ما صح لي إلى العقيدة الواسطية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • فوائد من شرح العقيدة الواسطية للشيخ سعد بن ناصر الشثري(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فوائد من التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • العقود الذهبية على مقاصد العقيدة الواسطية لسلطان العميري(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب