• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

العقيدة الواسطية لابن تيمية (3/ 12)

العقيدة الواسطية لابن تيمية (3/ 12)
أبي أسامة الأثري جمال بن نصر عبدالسلام

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/7/2012 ميلادي - 5/9/1433 هجري

الزيارات: 27803

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العقيدة الواسطية لابن تيمية (3/ 12)

الإيمان بِما وصف به الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - ربه

في سنة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -


• فالسُّنة[1] تفسِّر القرآن[2] وتبيِّنه[3]، وتدلُّ عليه[4]، وتُعبِّر عنه[5] [6].

 

• وما وصفَ الرَّسولُ - صلَّى الله عليه وسلَّم - ربَّه - عزَّ وجلَّ - مِن الأحاديث الصِّحاح التي تلقَّاها أهل المعرفة بالقبول، وجبَ الإيمانُ بِها كذلك[7].

 

(إثبات صفة النُّزول لله إلى السماء الدنيا):

• مثل قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ينْزِل ربُّنا إلى سماء الدنيا كلَّ ليلة، حين يبقى ثلثُ الليل الآخِر، فيقول: مَن يدعوني فأستجيبَ له؟ مَن يسألني فأُعطِيَه؟ من يستغفرني فأَغفِرَ له؟))؛ متَّفق عليه[8].

 

(إثبات أنَّ الله يفرح ويضحك ويعجب):

• وقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لَلَّهُ أشدُّ فرحًا بتوبة عبْدِه من أحدكم براحلته...)) الحديثَ؛ متَّفَق عليه[9].

 

• وقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يضحك الله إلى رَجُلَيْن يقتل أحدُهُما الآخرَ، كلاهما يدخل الجنَّة))؛ متفق عليه[10].

 

• وقوله: ((عَجِب ربُّنا من قنوط عباده[11] وقرْبِ غِيَرِه، يَنْظر إليكم آزِلين قَنِطين، فيظَلُّ يضحك؛ يَعْلم أنَّ فرَجَكم قريب))؛ حديث حسن[12].

 

(إثبات الرِّجل والقدم لله):

• وقوله: ((لا تزال جهنَّم يُلْقَى فيها وهي تقول: هل مِن مزيد؟ حتَّى يضعَ ربُّ العزَّة فيها رِجْلَه - وفي رواية: عليها قدَمَه - فينْزوي بعضُها إلى بعض، وتقول: قَطْ قطْ))؛ متفق عليه[13].

 

(إثبات النِّداء والصَّوت والكلام لله تعالى):

• وقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يقول الله تعالى: يا آدم، فيقول: لبَّيك وسعدَيْك، فينادي بصوتٍ: إنَّ الله يأمرك أن تُخْرِج من ذرِّيتِك بعثًا إلى النار))؛ متَّفَق عليه[14].

 

• وقوله: ((ما منكم من أحَدٍ إلاَّ سيكلِّمه ربُّه ليس بينه وبينه تَرْجُمان))[15].

 

(إثبات علُوِّ الله على خلقه، واستوائه على عرشه):

• وقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في رُقْية المريض: ((ربَّنا الله الذي في السَّماء، تقدَّس اسْمُك، أمرك في السماء والأرض، كما رَحْمتك في السماء، اجعل رحْمتك في الأرض، اغفر لنا حَوْبَنا وخطايانا، أنت ربُّ الطيِّبين، أنْـزِل رحْمةً من رحمتك، وشفاءً من شفائك على هذا الوجع (فيبرأ)[16]))؛ حديث حسن، رواه أبو داود (وغيره)[17] [18].

 

• وقوله: ((ألاَ تَأْمنوني وأنا أمينُ مَن في السماء؟!))؛ حديث صحيح[19].

 

• وقوله: ((والعرش فوق (الماء)[20]، والله فوق العَرْش، وهو يعلم ما أنتم علَيْه))؛ حديث حسن؛ رواه أبو داود والترمذي وغيرهما[21].

 

• وقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - للجارية: ((أَيْن الله؟))، قالت: في السَّماء، قال: ((من أنا؟))، قالت: أنت رسولُ الله، قال: ((أعتِقْها؛ فإنَّها مؤمنة))؛ رواه مسلم[22].

 

(إثبات معيَّة الله تعالى لِخَلقه، وأنَّها لا تُنافي علُوَّه فوق عرشه):

• وقوله: ((أفضل الإيمان: أن تعلم أنَّ الله معك حيثما كنْتَ))؛ حديث حسن[23].

 

• وقوله: ((إذا قام أحَدُكم إلى الصَّلاة، فإنَّ الله قِبَل وجْهِه، فلا يَبْصقنَّ قِبَل وجهه، ولا عن يمينه، ولكنْ عن يساره أو تَحْت قدَمِه))[24]؛ متفق عليه[25].

 

• وقوله: ((اللهم ربَّ السَّموات السَّبع، وربَّ العرش العظيم، ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ، فالِقَ الْحبِّ والنَّوى، مُنـزلَ التوراةِ والإنجيلِ والقرآن، أعوذ بك من شرِّ نفسي ومن شرِّ كلِّ دابَّة أنت آخِذٌ بناصيتها، أنت الأوَّلُ فليس قَبْلَك شيء، وأنت الآخِرُ فليس بَعْدك شيء، وأنت الظَّاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونَك شيءٌ، اقْضِ عنِّي الدَّيْن، وأغْنِنِي من الفقر))؛ رواه مسلم[26].

 

• وقوله لَمَّا رفع (أصحابُه)[27] أصواتَهم بالذِّكر: ((يا أيُّها الناس ارْبَعوا على أنفسكم؛ فإنَّكم لا تدعون أصمَّ ولا غائبًا، إنَّما تَدْعون سَميعًا قريبًا، إنَّ الذي تدعونه أقرَبُ إلى أحَدِكم من عنُقِ راحلتِه))؛ متفق عليه[28].

 

(إثبات رؤية المؤمنين لربِّهم يوم القيامة):

• وقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنكم ستَرَوْن ربَّكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تُضامون في رؤيته، فإن استطعتم ألاَّ تُغْلَبوا على صلاةٍ قبل طلوع الشَّمس، وصلاةٍ قبل غروبها، فافعلوا))؛ متفق عليه[29].

 

إلى أمثال هذه الأحاديث التي يُخْبِر فيها رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن ربِّه، بِما يُخبِر به.

 

(موقف أهل السُّنة من هذه الأحاديث):

فإنَّ الفرقة النَّاجية - أهْلَ السُّنة والجماعة - يُؤْمنون بذلك، كما يؤمنون بِما أخبر الله به في كتابه[30]، من غيْر تَحْريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تَمثيل.



[1] السُّنَّة لغةً: الطريقة.

واصطلاحًا: ما ورد عن النبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - من الأقوال، أو الأفعال، أو الإقرار بِما فُعِل بِحَضرته أو في زمان بعثته.

قال العلامة محمد خليل هراس في "شرح الواسطية"، ص 111:

"والسُّنة هي الأصل الثاني الذي يجب الرجوع إليه، والتعويل عليه بعد كتاب الله - عزَّ وجلَّ - قال - تعالى -: ﴿ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ﴾ [النساء: 113]، والمراد بالحكمة: السُّنة.

وقال: ﴿ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ﴾ [البقرة: 129].

وقال آمرًا لنساء نبيِّه: ﴿ وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ﴾ [الأحزاب: 34].

وقال - سبحانه -: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ [الحشر: 7].

وقال - صلوات الله وسلامه عليه وآله -: ((ألا إنِّي أوتيتُ القرآن ومثْلَه معه)).

وحكم السُّنة حُكْمُ القرآن في ثبوت العلم واليقين والاعتقاد والعمل، فإنَّ السُّنة توضيحٌ للقرآن، وبيانٌ للمراد منه: تفصِّل مُجْملَه، وتقيِّد مطْلَقه، وتُخصِّص عمومه، كما قال - تعالى -: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ﴾ [النحل: 44].

وأهل البدع والأهواء بإزاء السُّنة الصحيحة فريقان:

1- فريق لا يتورَّع عن رَدِّها وإنكارها إذا وردَتْ بِما يخالف مذهبه؛ بِدَعوى أنَّها أحاديثُ آحاد لا تفيد إلا الظنَّ، والواجب في باب الاعتقاد اليقين، وهؤلاء هم المعتزلة والفلاسفة.

2- وفريقٌ يثبتها ويعتقد بصِحَّة النَّقل، ولكنه يشتغل بتأويلها، كما يشتغل بتأويل آياتِ الكتاب، حتَّى يُخْرِجَها عن معانيها الظَّاهرة إلى ما يريده من معانٍ بالإلحاد والتحريف، وهؤلاء هم متأخِّرو الأشعرية، وأكثرهم توسُّعًا في هذا الباب الغزاليُّ والرازيُّ"؛ اهـ.

[2] ومثال ذلك: عن صهيب عن النبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إذا دخل أهلُ الجنَّةِ الجنَّةَ، يقول الله - تبارك وتعالى -: تريدون شيئًا أزيدكم؟ فيقولون: ألَم تبيِّض وجوهنا؟ ألَم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟ فيكشف الحجاب، فما أُعْطُوا شيئًا أحبَّ إليهم من النَّظر إلى ربِّهم - عزَّ وجل -))، ثُمَّ تلا هذه الآية: ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ﴾ [يونس: 26]؛ أخرجه مسلم في "صحيحه"، (كتاب الإيمان، باب: إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم سبحانه وتعالى، ح 296).

وإليك مثالاً ثانيًا: عن عقبة بن عامر قال: سَمِعتُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهو على المنبر يقول: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ﴾ [الأنفال: 60]: ((ألا إنَّ القوَّة الرمْي، ألا إن القوة الرمي، ألا إنَّ القوة الرمي))؛ أخرجه مسلم في "صحيحه": (كتاب الإمارة، باب: فضل الرمي والحث عليه، ح 167).

[3] قال العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - في "شرح العقيدة الواسطية"، 2/ 7 "بتصرُّف":

"يعني قوله - تعالى -: ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ ﴾ [البقرة: 43]، أمر الله بإقامتها، وبيَّنَت السُّنة كيفيتها، وقوله - سبحانه -: ﴿ أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ ﴾ [الإسراء: 78]، ﴿ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ ﴾، بِمَعنى: من دلوك الشمس إلى غسق الليل؛ أيْ: غاية ظلمته، وهو نصفه؛ لأنَّ أشد ما يكون في ظلمة الليل نِصْفه.

فظاهر الآية أنَّ هذا وقتٌ واحد، ولكنَّ السُّنة فصَّلَت هذا المجمل، فلِلظُّهر من دُلوك الشمس إلى أن يصير ظلُّ كلِّ شيء مثْلَه، وللعَصْر من ذلك إلى اصْفِرار الشَّمس في الاختيار، ثم إلى غروبِها في الضَّرورة، وللمغرب من غروب الشمس إلى مَغِيب الشَّفَق الأحمر، وللعشاء من مغيب الشفق الأحْمر إلى نصف الليل، وليس هناك وقتُ ضرورةٍ للعشاء، وللفَجْر من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس.

كذلك: ﴿ وَآتُوا الزَّكَاةَ ﴾ [البقرة: 43]، بيَّنَت السُّنة الأنصِبَة والأموال الزَّكَوية"؛ اهـ.

[4] هذه كلمة تعمُّ التفسير والتَّبيين والتعبير، فالسُّنة تفسِّر القرآن، وتبيِّن القرآن.

[5] يعني تأتي بِمَعانٍ جديدة أو بأحكام جديدة ليست في القرآن.

[6] إذًا: السُّنة مقامها مع القرآن على هذه الأنواع الأربعة: تفسيرُ مُشْكِل، وتبيين مُجْمَل، ودلالةٌ عليه، وتعبيرٌ عنه.

[7] وتقييد المصنِّف - رحمه الله - العملَ بِما جاء عن النبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - بالثُّبوت والصحَّة قيْدٌ في غاية الأهَمِّية، والحديث لا يصحُّ إلا إذا استوفَى خَمْسة شروط - كما قرَّر أهل الحديث -:

• اتِّصال السَّنَد.

• عدالة الرُّواة.

• ضبط الرُّواة.

• السلامة من الشُّذوذ.

• السلامة من العِلَّة.

[8] متَّفَق عليه، من حديث أبي هريرة؛ أخرجه البخاريُّ في غير موضعٍ من "صحيحه"، منها: "كتاب التهجُّد، باب: الدعاء في الصَّلاة من آخر الليل، ح 1145".

وأخرجه مسلم في "صحيحه": "كتاب صلاة المسافرين، باب: الترغيب في الدعاء والذِّكر في آخر الليل والإجابة فيه".

قال العلامة صالِحُ بن فوزان الفوزان في "شرح العقيدة الواسطية"، ص 209:

"والشاهد من الحديث: أنَّ فيه ثبوتَ النُّزول الإلهي، وهو من صفات الأفعال، وفي الحديث أيضًا إثباتُ العلو لله تعالى؛ فإنَّ النُّـزول يكون من العلو، وفيه: الردُّ على من أوَّل الحديثَ بأنَّ معناه نـزولُ رحْمته أو أمْرِه؛ لأنَّ الأصل الحقيقةُ وعدَمُ الحذف، ولأنَّه قال: ((مَن يدعوني فأستجيب له؟))، فهل يُعْقل أن تقول رَحْمتُه أو أمْرُه هذا الْمقال؟!".

وفي الحديث إثباتُ الكلام لله تعالى، حيث جاء فيه: ((فيقول))... إلخ، وفيه إثبات الإعطاء والإجابة والمغفرة لله سبحانه، وهي صفاتُ أفعال"؛ اهـ.

[9] متفق عليه، من حديث ابن مسعود؛ أخرجه البخاريُّ في "صحيحه": "كتاب الدعوات، باب: التوبة، ح 6308".

ومسلم في "صحيحه": "كتاب التوبة، باب: في الحض على التوبة والفرح بها، ح 3، 4".

ومن حديث أنس؛ أخرجه البخاري في "صحيحه": "كتاب الدعوات، باب: التوبة، ح 6309".

ومسلم في "صحيحه": "كتاب التوبة، باب: في الحضِّ على التَّوبة والفرح بها، ح 7، 8".

وتفرَّد به مسلم من حديث أبي هريرة: "كتاب التوبة، باب: في الحض على التوبة والفرح بها، ح 1، 2".

ومن حديث النُّعمان بن بشير: "كتاب التوبة، باب: في الحض على التوبة والفرح بها، ح 5".

ومن حديث البَرَاء بن عازب: "كتاب التوبة، باب: في الحضِّ على التوبة والفرح بها، ح 6".

قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان في شرح "شرح العقيدة الواسطية"، ص 209:

"(الحديثَ) منصوبٌ بفِعْل مقدَّر؛ أيْ: أكمل الحديثَ؛ لأنَّ المصنِّف اقتصر على الشَّاهد منه، وهو إثبات الفرح لله سبحانه على ما يليق بِجَلاله، وهو صفة كمال، لا يشبهه فرَحُ أحدٍ من خلقه، بل هو كسائر صفاته.

وهو فرَحُ إحسان وبِرٍّ ولُطْف، لا فرَحُ مُحتاج إلى توبة عبدِه، ينتفع بها؛ فإنَّه سبحانه لا تنفعه طاعة الْمُطيع، ولا تضرُّه معصية العاصي"؛ اهـ.

قال العلامة محمد خليل هرَّاس في "شرح الواسطية"، ص 115:

"وفي هذا الحديث إثباتُ صفة الفرح لله - عزَّ وجلَّ - والكلام فيه كالكلام في غيْرِه من الصِّفات: أنَّه صفة حقيقيَّة لله - عزَّ وجلَّ - على ما يليق به، وهو من صفات الفعل التابعة لِمَشيئته تعالى وقُدْرته، فيَحْدث له هذا المعنَى الْمُعبَّر عنه بالفرح عندما يُحْدِث عبْدُه التوبة والإنابةَ إليه، وهو مستلزِمٌ لرِضاه عن عبده التائب، وقبولِه توبتَه.

وإذا كان الفرَحُ في المخلوق على أنواع، فقد يكون فرحَ خِفَّةٍ وسُرور وطرَب، وقد يكون فرح أشَرٍ وبطَرٍ، فالله - عزَّ وجلَّ - مُنـزَّه عن ذلك كُلِّه، ففرَحُه لا يُشْبِه فرحَ أحَدٍ من خلْقِه، لا في ذاته، ولا في أسبابه، ولا في غاياته، فسَببُه كمال رَحْمته وإحسانه الَّتِي يجب من عباده أن يتعرَّضوا لها، وغايتُه إتْمامُ نعمته على التائبين المنيبين.

وأمَّا تفسيرُ الفرَحِ بلازمه، وهو الرِّضا، وتفسيرُ الرِّضا بإرادة الثواب، فكلُّ ذلك نفْيٌ وتعطيل لفرحه ورِضاه سبحانه، أوجبَه سوءُ ظنِّ هؤلاء المعطِّلة بربِّهم، حيث توهَّموا أن هذه المعاني تكون فيه كما هي في المخلوق، تعالى الله عن تَشْبيههم وتعطيلهم"؛ اهـ.

[10] متَّفَق عليه، من حديث أبِي هريرة؛ أخرجه البخاريُّ في "صحيحه": "كتاب الجهاد والسِّيَر، باب: الكافر يقتل الْمُسلمَ، ثُم يُسْلِم فيُسَدد بعدُ ويُقتَل، ح 2826".

ومسلم في "صحيحه": "كتاب الإمارة، باب: بيان الرجلين يقتل أحَدُهما الآخر يدخلان الجنة، ح 128".

قال العلاَّمة محمد خليل هراس في "شرح الواسطية"، ص 116:

"يثبت أهل السُّنة والجماعة الضَّحِك لله - عزَّ وجلَّ - كما أفاده هذا الحديثُ وغيره على المعنى الذي يليق به سبحانه، والذي لا يُشْبِهُه ضحكُ المخلوقين عندما يستخفُّهم الفرح، أو يستفِزُّهم الطَّرَب، بل هو معنًى يَحْدث في ذاته عند وجود مقتضيه، وإنَّما يَحْدث بِمَشيئته وحكمته، فإنَّ الضَّحِك إنَّما ينشأ في المخلوق عند إدراكه لأمرٍ عجيب يَخْرج عن نظائره، وهذه الحالة الْمَذكورة في هذا الحديث كذلك؛ فإنَّ تسليط الكافر على قَتْل المسلم مَدْعاة في بادِي الرَّأي لِسُخط الله على هذا الكافر، وخِذْلانه، ومعاقبته في الدُّنيا والآخرة، فإذا منَّ الله على هذا الكافر بعد ذلك بالتوبة، وهداه للدُّخول في الإسلام، وقاتل في سبيل الله حتَّى يُستشهد فيدخل الجنة، كان ذلك من الأمور العجيبة حقًّا، وهذا من كمال رَحْمته وإحسانه وسعَةِ فضله على عباده سبحانه، فإنَّ الْمُسلم يقاتل في سبيل الله، ويقتله الكافر، فيُكْرِم الله المسلم بالشهادة، ثُمَّ يَمُنُّ على ذلك القاتل، فيهديه للإسلام والاستشهاد في سبيله، فيدخلان الجنة جميعًا.

وأما تأويل ضَحِكه سبحانه بالرِّضا أو القَبول، أو أن الشَّيء حلَّ عنده بِمَحلِّ ما يُضْحَك منه، وليس هناك في الحقيقة ضحكٌ، فهو نفْيٌ لِما أثبتَه رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لربِّه، فلا يُلتفَت إليه"؛ اهـ.

[11] آخر اللوحة "5" من المخطوط.

[12] لَم أقف على الحديث بلفظ ((عَجِب))، وإنَّما أخرجه: ابنُ ماجَهْ في "السُّنن": "المقدمة، باب: فيما أنكرت الجهمية، ح 181".

وأحمد في "المسند": "4/ 11".

وابن أبي عاصم في "السُّنة": "1/ 244 ح 554".

والدارقطني في "الصِّفات": ص 31 ؛ ح 30 .

وغيْرُهما بلفظ: عن أبي رَزِينٍ قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ضحك ربُّنا من قنوط عباده وقُرْب غِيَرِه))، قال: قلتُ: يا رسول الله، أوَيضحك الربُّ؟ قال: ((نعَم))، قلت: لن نَعْدم من ربٍّ يضحَكُ خيرًا.

قال العلاَّمة الألبانِيُّ - رحمه الله - في "سلسلة الحديث الصحيحة"، 2810: "قال ابن كثيرٍ في تفسير سورة البقرة: وفي حديث أبي رَزِين: ((عَجِب ربُّنا من قنوط عباده وقُرْب غَيْثِه، ينظر إليكم آزِلِين قَنِطين، فيظَلُّ يضحك؛ يعلم أنَّ فرَجَكم قريب))؛ الحديث.

لَم أره بِهذا اللفظ، فالظَّاهر أنه رواه بالمعنَى، والله أعلم"؛ اهـ.

قلتُ: ولعلَّه أخذه عن شيخه ابن تيميَّة - رحمه الله - الذي أورده هنا في "الواسطيَّة"، وعلى فرْضِ صحَّة وجود هذا اللَّفظ، فالْمَيل إلى القول بعدم صحَّتِه هو الأرجح؛ لأنَّ الحديث الْمُشار إليه عند ابن ماجَهْ وغيْرِه ليس فيه ((عَجِب))، وهي بعد جَمع حديث أبي رزين غيْرُ معلومة المكان ولا السَّنَد، مع رُجْحان ضعْفِ آحادٍ طرُق الحديث، فهو مع احتياجه لتعدُّد الطُّرق حتَّى يَثْبت، مُخالِفٌ للَّفظ الثَّابت كما مرَّ آنفًا.

وقد حسَّن العلاَّمة الألبانِيُّ الحديثَ بلفظ ((يضحك)) بِمَجموع الطُّرُق بعد أن أورد له طريقًا آخَر فيه بعض الضعف، ثم قال: "والخلاصة أنَّ الحديث بِمَجموع الطَّريقَيْن حسَنٌ عندي، ولعلَّه الذي يعنيه ابنُ تيميَّة بقوله: حديث حسَنٌ في "العقيدة الواسطيَّة"، بِخِلاف ابن القيِّم؛ فقد صحَّح الحديث بِطُوله في "زاد المعاد" في الوفود، وقال: "هذا حديثٌ كبير جليل، تُنادي جلالَتُه وفخامته وعظمته على أنَّه قد خرج من مشكاة النبوَّة.."!

قلتُ: ثُمَّ ذكَر مَن رَواه من الأئمَّة، ولَم يُعرِّج على الكلام على أحدٍ من رواته المَجهولين، وبِمِثل ذاك الكلام الخِطَابي لا تُصحَّح الأحاديث"؛ اهـ.

[13] متَّفقٌ عليه، من حديث أنس بن مالكٍ - رضي الله عنه.

أخرجه البخاري في "صحيحه": "كتاب تفسير القرآن، باب: قوله: ﴿ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ﴾ [ق: 30]، وفي: "كتاب الأَيْمان والنُّذور، باب/ الحلف بعِزَّة الله وصفاته، وكلماته، ح 6660".

وفي: "كتاب الوحيد، باب: قول الله - تعالى -: ﴿ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [إبراهيم: 4].

ومسلم في "صحيحه": "كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب: النار يدخلُها الجبَّارون، ح 37، 38".

قال العلامة محمد خليل هراس في "شرح الواسطية"، ص 119:

"في هذا الحديث إثبات الرِّجل والقدَم لله - عزَّ وجلَّ - وهذه الصفة تجري مجرى بقية الصِّفات، فتُثْبَت لله على الوجه اللاَّئق بعظمته سبحانه.

والْحِكمة من وضع رجْلِه سبحانه في النَّار أنه وقد وعد أن يَمْلأها، كما في قوله - تعالى -: ﴿ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴾ [هود: 119]، ولَمَّا كان مقتضى رحمته وعدله ألاَّ يعذِّب أحدًا بغير ذنب، وكانت النَّار في غاية العمق والسَّعة، حقَّق وعْدَه تعالى، فوضع فيها قدمَه، فحينئذٍ يتلاقى طرَفاها، ولا يبقى فيها فضْلٌ عن أهلها.

وأمَّا الجنة، فإنه يبقى فيها فضْلٌ عن أهلها مع كثرة ما أعطاهم وأوسع لهم، فيُنْشِئ الله لَها خلقًا آخرين، كما ثبت بذلك الحديثُ"؛ اهـ.

[14] متفق عليه، من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه.

أخرجه البخاري في "صحيحه": "كتاب أحاديث الأنبياء، باب: قصة يأجوج ومأجوج، ح 3348"، وفي: "كتاب الرِّقاق، باب: قول الله - تعالى -: ﴿ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ﴾ [الحج: 1]، ح 6530.

وفي: كتاب التوحيد، باب: قول الله: ﴿ وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴾ [سبأ: 23]، ح 7483.

ومسلم في "صحيحه": كتاب الإيمان، باب: يقول الله لآدم: أَخْرِج بعْثَ النار من كلِّ ألف تِسْعَمائةٍ وتسعةً وتسعين، ح 379، 380".

وتفرَّد به البخاري من حديث أبي هريرة: كتاب الرقاق، باب: كيف الحشر، ح 6529.

قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان في "شرح العقيدة الواسطية"، ص 209:

"والشَّاهد من الحديث: أنَّ فيه إثباتَ القول من الله، والنِّداءِ بصوتٍ يُسمَع، وأنَّ ذلك سيحصل يوم القيامة، ففيه أنَّ الله يقول وينادي متَى شاء وكما يشاء"؛ اهـ.

[15] متَّفق عليه، من حديث عديِّ بن حاتم - رضي الله عنه.

أخرجه البخاري في "صحيحه": كتاب الزكاة، باب: الصدقة قبل الرد، ح 1413.

وفي: كتاب المناقب، باب: علامات النُّبوة، ح 3595.

وفي: كتاب الرِّقاق، باب: من نُوقِشَ الحسابَ عُذِّب، ح 6539.

وفي: كتاب الوحيد، باب: كلام الربِّ - عزَّ وجلَّ - يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم، ح 7512.

ومسلمٌ في "صحيحه": كتاب الزكاة، باب: الحثِّ على الصدقة ولو بشقِّ تَمرة أو كلمة طيِّبة، ح 67.

قال العلاَّمة صالِح بن فوزان الفوزان في شرح العقيدة الواسطيَّة، ص 217:

"وقوله: ((ما مِنْكُم من أحَدٍ)) الخطاب للصَّحابة، وهو عامٌّ لِجميع المؤمنين، ((إلاَّ سيكلِّمه ربُّه))؛ أيْ: بلا وساطة: ((ليس بينه وبينه ترْجُمان)) التّرجُمان: من يعبِّر بِلُغة عن لغة؛ أيْ: يَنْقل الكلام من لُغَة إلى لغة أخرى.

والشَّاهد من الحديث: أنَّ فيه إثبات تكليم الله سبحانه لعباده، وأنَّه سبحانه يتكلَّم إذا شاء، فكلامه من صفاته الفعليَّة، وأنه يكلِّم كلَّ مؤمنٍ يوم القيامة"؛ اهـ.

[16] ما بين القوسين ساقط من المخطوط، وقد أثبتُّه من المطبوع.

[17] ما بين القوسين ساقط من المخطوط، وقد أثبتُّه من المطبوع.

[18] ضعيف جدًّا، من حديث أبي الدَّرداء - رضي الله عنه.

أخرجه أبو داود في "سننه": كتاب الطب، باب: كيف الرُّقى، ح 3892.

والنَّسائي في الكُبْرى: 6/ 257، ح 10876، 10877.

وقال الألبانِيُّ في "ضعيف الجامع" برقم: 5422: ضعيف جدًّا.

قال الحافظ الذَّهَبِي في "العلو"، 1/ 27: زيادةُ ليِّنُ الحديث.

قلتُ: يقصد زيادةَ بْنَ محمَّد الأنصاريَّ، قال البخاريُّ، والنسائيُّ، وأبو حاتمٍ: مُنكَر الحديث، وزاد ابن حبَّان: جدًّا.

وللحديث شاهدٌ لا يقويه، مَدارُه على طَلْق بن حبيبٍ، وهو صَدُوق عابد، تارةً يرويه عن رجلٍ من أهل الشام عن أبيه، كما عند النَّسائي في "الكبرى"، 6/ 257، ح 10875.

وتارةً يرويه عن أبيه طلْقٍ العنـزيِّ عن رجل، كما عند النَّسائي في "الكبرى"، 6/ 256، ح 10874.

وطلْقٌ والد حبيبٍ مَجهولٌ، كما قال الحافظ في: "التَّقريب"، ص 225 ت 3040.

[19] متَّفَق عليه، من حديث أبي سعيدٍ الْخُدري - رضي الله عنه.

أخرجه البخاريُّ في "صحيحه"، كتاب أحاديث الأنبياء، باب: قول الله - تعالى -: ﴿ وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ﴾ [الأعراف: 65]، ح 3344.

وفي: كتاب المناقب، باب: علامات النبوة، ح 3610

وفي: كتاب المغازي، باب: بعث عليِّ بن أبِي طالب وخالدِ بن الوليد إلى اليمن، ح 4351.

وفي: كتاب تَفْسير القرآن، باب: قوله - تعالى -: ﴿ وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ ﴾ [التوبة: 60]، ح/ 4667.

وفي: كتاب فضائل القرآن، باب: إثْم مَن راءى بقراءة القرآن، أو تأكَّل به، أو فخر به، ح 5058.

وفي: كتاب الأدب، باب: ما جاء في قول الرَّجُل: ويْلَك، ح 6163.

وفي: كتاب استتابة المرتدِّين والْمُعاندين وقتالِهم، باب: قتل الخوارج والْمُلحدين بعد إقامة الْحُجَّة عليهم، ح 6931.

وفي: كتاب استتابة المرتدِّين والمعاندين وقتالِهم، باب: باب مَن ترك قتال الْخَوارج للتألُّف، ولئلا ينفر الناس عنه، ح 6933.

وفي: كتاب التوحيد، باب: قول الله - تعالى -: ﴿ تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ ﴾ [المعارج: 4]، ح 7432.

ومسلمٌ في "صحيحه": كتاب الزَّكاة، باب: ذكر الخوارج وصفاتِهم، ح 143، 144، 145، 146، 147، 148، 149، 150.

قال العلاَّمة صالح بن فوزان الفوزان في "شرح العقيدة الواسطية"، ص 219:

"وقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ألاَ تأمنوني)) هذا خطابٌ منه - صلَّى الله عليه وسلَّم - لِمَن اعترض عليه في بعض قسمَتِه المال، و((ألاَ)) أداةُ استفتاح وتنبيهٍ، و((تأمنوني)) من الأمانة، وهي عدمُ المُحاباةِ والخيانةِ؛ أيْ: "ألاَ تأمنوني" في قِسْمة المال، ((وأنا أمينُ مَن في السماء)) وهو الله سبحانه، قد ائتمنَنِي على وحْيِه ورسالتِه، وتبليغ شَرْعه، وكفى بذلك شهادةً على أمانته وصِدْقِه - صلَّى الله عليه وسلَّم.

والشَّاهد من الحديث: أنَّ فيه إثباتَ العلُوِّ لله سبحانه، حيث قال: ((مَن فِي السماء))"؛ اهـ.

[20] ما بين القوسين وقع في المخطوط بلفظ: "ذلك"، وقد أثبَتُّه من أغلب الْمَطبوع من الكتاب، وهو الصَّواب؛ حيث إنَّه يوافق لفظ الحديث في مواضعه التي سأوردها لاحقًا - بإِذْن الله.

[21] حسَنٌ من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - من قوله.

أخرجه ابن خُزَيْمة في: التوحيد، ص 501.

والدَّارميُّ في الردِّ على بِشْر المريسي، 1/ 422.

وفي: الردِّ على الجهميَّة، ص 46، ح 81.

والطَّبَراني في "الْمعجم الكبير"، 9/ 228، ح 8987.

قال الْهيثميُّ في "مَجمع الزَّوائد"، 1/ 86: "رواه الطَّبَرانِيُّ في "الكبير" ورجاله رجال الصَّحيح"؛ اهـ.

وتابع المسعوديُّ - وهو: عبدُالله بن عبدالرحمن - حَمَّادَ بن سلمة عليه.

أخرجه ابن خزيمة في كتاب: التوحيد ص 376.

وأبو الشيخ في كتاب العظَمة، ص 82، رقم: 205.

ورواه المسعوديُّ من وجْهٍ آخر وَهِم فيه، فجعله من حديث عاصمٍ، عن أبِي وائل، عن ابن مسعود، وقد أجَبْتُ عن هذا الوجه في تَخْريجي الْموسَّع لأحاديثِ وآثار "كتاب التَّوحيد" الْمسمَّى: "فَتْح الكريم الحميد بتخريج أحاديث وآثار كتاب التَّوحيد".

تنبيهٌ: في عزْوِ الْمصنِّف - رحمه الله - نظرٌ؛ حيث إنَّه يوهِم برفعه، وقد جانبَه الصَّوابُ في عزْوِه الحديثَ لأبي داود والتِّرمذي.

والشَّاهد من الحديث: إثباتُ علُوِّ الله على عرشه، وأنَّ عرشه فوق المخلوقات كلِّها، وأنَّ عِلْمَ الله سبحانه مُحيطٌ بأعمال العباد، لا يَخْفى عليه منها شيءٌ.

[22] أخرجه مسلِمٌ في "صحيحه": كتاب الْمساجد ومواضع الصَّلاة، باب: تَحريم الكلام في الصَّلاة، ونَسْخ ما كان من إباحة، ح 33.

من حديث معاوية بن الْحَكم السُّلَمي.

والشَّاهد من الحديث: أنَّ فيه دليلاً على علوِّ الله على خلقه فوق سَمواته، وأنَّه يُشار إليه في جهة العلوِّ إشارة حسِّية.

[23] ضعيفٌ، من حديث عُبادة بن الصَّامت.

أخرجه الطَّبَراني في "الأوسط": 8/ 395، ح 8796.

والبيهقيُّ في "الأسماء والصفات"، 907.

وأبو نُعَيم في "حِلْية الأولياء"، 6/ 124.

قال الْهيثميُّ في "مجمع الزوائد" 1/ 60: "رواه الطبرانِيُّ في "الأوسط" و"الكبير"، وقال: تفرَّد به عثمان بن كثير، قلتُ: ولَم أرَ مَن ذكَره بثِقَة ولا جَرْح"؛ اهـ.

وحَكَم عليه العلامة الألبانِيُّ - رحمه الله - بالضَّعف في "ضعيف الجامع"، ح 1002.

وذكر له العلامة الألبانِيُّ - رحمه الله - شاهدًا، وصحَّحه في "سلسلة الأحاديث الصَّحيحة"، ح 1046، ومن حديث عبدالله بن معاوية الغاضريِّ، ولفظه: فقال رجلٌ: وما تزكية النَّفْس؟ فقال: ((أنْ يعلم أنَّ الله - عزَّ وجلَّ - معه حيثُ كان)).

أخرجه الطبرانِيُّ في "الصغير": ح 546

وقال العلاَّمة الألباني في آخره:

"فائدة: قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أنَّ الله معه حيثُ كان)) قال الإمام محمد بن يحيَى الذُّهليُّ: "يريد أنَّ الله عِلْمُه مُحيطٌ بكلِّ مكان، والله على العرش".

ذكَرَه الحافظ الذهبِيُّ في "العُلو" رقم الترجمة "73" بتحقيقي واختصاري.

وأمَّا قول العامَّة وكثيرٍ من الخاصَّة: "الله موجودٌ في كلِّ مكان"، أو "في كلِّ الوجود"، ويعنون: "بذاتِه"، فهو ضلالٌ، بل هو مأخوذٌ من القول بِوَحْدة الوجود الذي يقول به غُلاة الصُّوفية الذين لا يُفَرِّقون بين الْخالق والْمخلوق، ويقول كبيرُهم: كلُّ ما تراه بعينك فهو الله - تعالى الله عمَّا يقولون عُلوًّا كبيرًا"؛ اهـ.

[24] ما بيْن القوسيْن وقع في الْمَطبوع بِلَفظ: "إذا قام أحَدُكم إلى الصَّلاة، فلا يبصق قِبَل وجْهِه، ولا عن يَمِينه، فإنَّ الله قِبَل وجهه، ولكن عن يَساره، أو تَحت قدَمِه".

[25] متَّفقٌ عليه، من حديث ابن عمر - رضي الله عنه.

أخرجه البخاريُّ في "صحيحه": كتاب الصَّلاة، باب: حكِّ البُزَاق باليد من المسجد، ح 406.

وفي: كتاب الأَذَان، باب: هل يلتفت لأمرٍ يَنْـزل به، أو يرى شيئًا أو بصاقًا في القِبْلة؟ ح 753.

وفي: كتاب العمل في الصلاة، باب: ما يجوز من البصاق والنَّفخ في الصلاة، ح 1213.

وفي: كتاب الأدب، باب: ما يجوز من الغضب والشدَّة لأمر الله، ح 6111.

ومسلم في "صحيحه": كتاب المساجد، باب: النَّهي عن البصاق في المسجد في الصلاة وغيرها، ح 50.

والشاهد من الحديث: أنَّ فيه إثباتَ قُرْبِ الله سبحانه من عبده المصلِّي وإقباله عليه، وهو سبحانه فوقه.

[26] أخرجه مسلم في "صحيحه": كتاب الذِّكر والدُّعاء، باب: ما يقول عند النَّوم وأخذ المضجع، ح 61، 62، 63.

من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه.

قال العلامة محمد خليل هراس في "شرح الواسطية"، ص 125:

"تضمَّن الحديثُ إثباتَ أسْمائه - تعالى -: الأوَّل، والآخِر، والظَّاهر، والباطن، وهي من الأسْماء الْحُسنى، وقد فسَّرها النبِيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - بِما لا يدَع مَجالاً لقائلٍ، فهو أعلم الخلقِ جَميعًا بأسماء ربِّه، وبالمعاني التي تدلُّ عليها، فلا يَصِحُّ أن يلتفت إلى قول غيره أيًّا كان.

وفي الحديث أيضًا يعلِّمنا نبيُّنا - صلوات الله وسلامه عليه وآلِه - كيف نُثْنِي على ربِّنا - عزَّ وجلَّ - قبْل السُّؤال، فهو يُثْنِي عليه بربوبيَّتِه العامَّة، التي انتظمت كلَّ شيء، ثم بربوبيته الخاصَّة، الممثَّلة في إنـزاله هذه الكتب الثلاثة، تَحْمل الْهُدى والنُّور إلى عباده، ثُم يَعُوذ ويعتصم به سبحانه من شرِّ نفسه، ومن شر كلِّ ذي شرٍّ مِن خلْقِه، ثُم يسأله في آخر الحديث أن يقضي عنه دَيْنه، وأن يُغْنِيه من فقرٍ"؛ اهـ.

[27] ما بين القوسين وقع في المطبوع بلفظ: "الصَّحابة".

[28] متَّفقٌ عليه، من حديث أبي موسى الأشعريِّ - رضي الله عنه.

أخرجه البخاريُّ في "صحيحه": كتاب الجهاد والسِّيَر، باب: ما يكره من رفع الصَّوت في التكبير، ح 2992.

وفي: كتاب الدعوات، باب: الدعاء إذا علا عقَبَةً، ح 6384.

وفي: كتاب الدعوات، باب: قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، ح 6409.

وفي: كتاب القدَر، باب: لا حول ولا قوَّة إلا بالله ، ح 6610.

ومسلمٌ في "صحيحه": كتاب الذِّكر والدُّعاء، باب: استحباب خفض الصوت بالذِّكر، ح 44، 45، 46.

قال العلاَّمة محمد خليل هرَّاس في "شرح الواسطيَّة"، ص 125:

"أفاد هذا الحديثُ قرْبَه سبحانه من عباده، وأنَّه ليس بِحَاجة إلى أن يرفعوا إليه أصواتَهم؛ فإنَّه يعلم السِّرَّ والنَّجوى، وهذا القرب الْمَذكور في الحديث قربُ إحاطةٍ وعِلْم، وسَمع ورؤية، فلا يُنافي علُوَّه على خلْقِه"؛ اهـ.

[29] متَّفق عليه، من حديث جرير بن عبدالله - رضي الله عنه.

أخرجه البخاريُّ في "صحيحه": كتاب مواقيت الصَّلاة، باب: فضل صلاة العصر، ح 554.

وفي: كتاب تفسير القرآن، باب: قوله: ﴿ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ ﴾ [ق: 39]، ح 4851.

وفي: كتاب التوحيد، باب: قول الله - تعالى -: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ [القيامة: 22]، ح 7434، 7435، 7436.

ومسلم في "صحيحه": كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب: فضل صلاتَيِ الصُّبح والعصر والمحافظة عليهما، ح 211، 212.

قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان في "شرح العقيدة الواسطية"، ص 233:

"والشاهد من الحديث: أنَّ فيه إثباتَ رؤية المؤمنين لربِّهم عيانًا يوم القيامة، وقد تقدَّم ذِكْرُ من خالف في ذلك مع الردِّ عليه عند الكلام على تفسير الآيات التي فيها إثبات الرُّؤية، والله أعلم"؛ اهـ.

[30] زادَ في المطبوع: "العزيز".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تحقيق العقيدة الواسطية لابن تيمية (1/ 12)
  • العقيدة الواسطية لابن تيمية (2/ 12)
  • العقيدة الواسطية لابن تيمية (4/ 12)
  • العقيدة الواسطية لابن تيمية (5/ 12)
  • العقيدة الواسطية لابن تيمية (6/ 12)
  • العقيدة الواسطية لابن تيمية (7/ 12)

مختارات من الشبكة

  • التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية لعبد العزيز الرشيد(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أهمية العقيدة الواسطية لابن تيمية(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • العقيدة الواسطية لابن تيمية (12/ 12)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • العقيدة الواسطية لابن تيمية (11 /12)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • العقيدة الواسطية لابن تيمية (10/ 12)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • العقيدة الواسطية لابن تيمية (9/ 12)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • العقيدة الواسطية لابن تيمية (8/ 12)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إتحاف ذوي الهمم العلية ببعض ما صح لي إلى العقيدة الواسطية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • فوائد من شرح العقيدة الواسطية للشيخ سعد بن ناصر الشثري(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فوائد من التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب