• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / سيرة نبوية
علامة باركود

الشهيد ابن الصديق عبدالله بن أبي بكر رضي الله عنهما

الشهيد ابن الصديق عبدالله بن أبي بكر رضي الله عنهما
نضال عباس دويكات


تاريخ الإضافة: 10/5/2012 ميلادي - 18/6/1433 هجري

الزيارات: 102479

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الشهيد ابن الصديق عبدالله بن أبي بكر رضي الله عنهما

 

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، محمد بن عبدالله، عليه وعلى آله الطيبين أفضل الصلاة وأتمِّ التسليم.

 

وبعد:

فهم جيل الصحابة الأغرُّ، الذين تَربَّوا على يد مُعلِّم البشرية، نور الهدى، سيد الأولين والآخرين، الحبيب المصطفى، فكان كل واحد منهم صفحة مُشرِقة من صفحاتِ التاريخ الإسلامي العظيم، هذا التاريخ الذي بَهَر الأوَّلين والآخرين، نقاءً وصفاءً، وعزَّةً وإباءً، وعقيدةً وإيمانًا، فكانوا شموسًا للعالمين، يَستنير بهم كلُّ باحث عن الحقِّ والحقيقة أبد الدهر.

 

واليوم نفتح صفحة من صفحات هذا الجيل الذي لن يتكرَّر، فهم كما أخبر النبيُّ صلى الله عليه وسلم خير القرون؛ فعن عمران بن حُصين رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خيرُكم قرْنِي، ثم الذين يَلُونَهم، ثم الذين يلونهم))[1]، نَقِف مع صَحابي من الرَّعيل الأول، من السابقين الأوَّلين من المهاجرين، من روَّاد دار الأرقم بن أبي الأرقم، ذاك الصحابي الجليل، عبدالله بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما من خير بيوت المسلمين وأعزِّها وأشْرفِها وأتقاها وأنقاها؛ فهو ابن الصديق أول من أَسلَم من الرجال، ابن العتيق[2]، ثاني اثنين في الغار، ابن أبيه وسَميُّه[3]، عَينٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم على الأعداء في هجرته، كاشف لخطط المُتربِّصين بالرسول - عليه السلام - ووالده، فكان أمينًا على نبي هذه الأمة، الذي دفعتْ قريش الغالي والنفيس من أجل منْعه من الهجرة؛ لكي لا يَنشُر دين الله في الأرض، ورفَضَ المغريات التي أعلنتْها قريش لمن يُحضِر محمدًا حيًّا أو ميِّتًا، وهي مائة ناقة من الإبل، والتي جعلتْ شباب قريش وشيبها يَتسابَقون للحصول على معلومة واحدة تَقودهم لهذا الكنْز العظيم - فرضي الله عنه وأرضاه.

 

نَسبُه وإخوته: هو عبدالله بن عبداللَّه بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تَيم بن مُرَّة بن كعْب بن لُؤيّ القرشيُّ التيمي.

 

والده أبو بكر الصديق بن أَبي قحافة، خليفة رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وآله وسلّم -[4] ويَلتَقي والده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في النَّسب في الجَد السادس[5]، وأمُّه قُتيلة بنت عبدالعُزَّى[6]، ولقد اختُلف في إسلامها، وهي التي قدِمت على ابنتِها أسماء ذات النطاقين في المدينة المنوَّرة أثناء الهُدنة تَحمِل الهدايا، فأبتْ أسماء أنْ تَستقبِلها حتى أذِن لها النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، وقال بعض المُفسِّرين: "إنَّ هذه الحادثة كانت سببًا في نزول قوله تعالى: ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ ﴾ [الممتحنة: 8]"[7]، وكان أبو بكر قد طلَّقها في الجاهلية[8].

 

وأخته أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها (ذات النطاقين)، وهي أخته لأمه وأبيه، وأخته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأخوه عبدالرحمن بن أبي بكر من أبيه، فأمهما أم رُومَان بنت عامر بن عُويمر - رضي الله عنها[9] - وأخوه محمد بن أبي بكر من أبيه، وأمُّه - أي: محمد - هي أسماء بنت عميس، وقد تَزوَّجها أبو بكر بعد استشهاد زوجها جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه[10] - وأخته أم كلثوم بنت أبي بكر رضي الله عنها من زوجته حبيبة بنت خارجة[11]، ولم اطَّلع في كُتُب التاريخ والسير والتراجم على تاريخ يُحدِّد مولدَه - رضي الله عنه.

 

إسلامه: تذكُر كتب التاريخ والسير والتراجم أنَّ إسلام عبدالله بن أبي بكر رضي الله عنهما كان قديمًا، دون تحديد للسنة التي أَسلَم فيها، وقولهم: أَسلَم قديمًا، يُستشعر منه أنه كان من الذين أَسلموا في بداية الدعوة والله أعلم، ولم أجد فيما اطَّلعت عليه من كُتُب السيرة والتاريخ أيَّ ذكْر لأحداث وقعتْ مع عبدالله بن أبي بكر في الفترة المكيَّة بعد إسلامه سوى الحديث عن دوره المشهور في حادثة الهجرة النبويَّة الشريفة.

 

دوره في الهجرة النبوية:

الهجرة النَّبوية الشريفة علامة فاصِلةٌ في تاريخ الإسلام العظيم؛ لذلك نَجد أنَّ كلَّ من شارَك فيها ولو بَحظٍّ بَسيط قد خلد ذكْره في سجلات التاريخ، وكُتِبت له صفحاتٌ مُشرِقة من المجد، كيف لا؟ وقد كان لهم نصيب في دعم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وصاحبه، في وقت تَخلَّى عنهم القريب والبعيد، وقد عرَّض كلُّ من قدَّم المساعدة للنبيِّ وصاحبه في هجرتهما نفْسَه للخطر الشديد، فهذه أسماء وهذا عبدالله وهذا عامر بن فهيرة يَتحدَّون قريشًا بِجبروتها وعظمتها، ويُقدِّمون أدوارًا مُختلِفة، كان لها الأثرُ الكبير بعد فضْل الله - تعالى - وقدرته على نبيِّه بالنجاة من أيدي الكَفرة والمجرمين، والانتقال بالدين إلى محضن جديد، وهو المدينة المنورة.

 

عبدالله عين يقظة وأذن واعية:

يتلخَّص دور عبدالله بن أبي بكر في الهجرة أثناء وجود النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر في الغار - أنَّه كان عينًا لهما على تَحرُّكات قريش في بَحثها عن النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه، وكان يقوم بدور التسمُّع لما يَدور في مجالس قريش ونواديها، وما يَقولونه حول رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه، وما وصَلوا إليه من تطوُّرات، وكان ذلك في النهار، أما في الليل، فكان يأتي النبيَّ صلى الله عليه وسلم ووالده في الغار ويُخبرهما بأخبار قريش وما سمِعه ورآه في النهار؛ ممَّا ساعدهما في رسْم الخطة الدقيقة للهجرة، والتحرُّك في الوقت المناسب، دون أنْ يُعرِّضوا نفوسهم للخطر، وهنا يتَّضِح لنا مدى الحسِّ الأمني والحذر الشديدين اللذين كان يَتمتَّع بهما عبدالله؛ فهو مع علْمه بخطورة الأعمال التي قام بها في مكة مِن تسمُّع لأخبار قريش، ورصْد تَحرُّكاتها، ومن ثَمَّ تَوجُّهه ليلاً إلى غار ثور، إلا أنَّه لم يتركْ خلْفه أيَّ خيط يَقود قريشًا إلى مكان اختباء النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه، خاصة أنَّ العيون قد تُلاحِقه في كلِّ وقت وكلِّ حين؛ علَّها تكشِف ذاك السرَّ الذي أقضَّ مضجع قريش، ألا هو اختفاء النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه، وبعد ذلك فهو أَنيس لهما في الغار ليلاً، علاوةً أنَّه كان يُحضِر لهما الطعام ليلاً كما ورد في بعض كتب التاريخ[12].

 

وقد أورد البخاري - رحمه الله - في صحيحه في حديث عن الهجرة صفاتٍ كريمةً لعبدالله بن أبي بكر رضي الله عنهما تدلُّ على فطْنته وذكائه وتضحيته؛ فقد جاء: "ثم لَحِق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر بغار في جبل ثور، فَكَمَنَا فيه ثلاثَ ليالٍ، يَبيت عندهما عبدالله بن أبي بكر، وهو غلام شاب، ثَقِف[13] لَقِن[14]، فيُدلِج[15] من عندهما بسَحَر، فيُصبح مع قريش بمكة كبائت[16]، فلا يَسمع أمرًا، يَكتادان[17] به إلا وعاه[18]، حتى يَأتيَهما بِخبَر ذلك حين يَختلِط الظلام"[19].

 

ومن هنا يتَّضِح لنا جملةٌ من الصفات الكريمة التي تَجلَّت في شخص عبدالله بن أبي بكر، وهي الذكاء والفطنة؛ ممَّا ساعده في إنجاز مهمَّاته تُجاه النبي صلى الله عليه وسلم ووالده على أكمل وجه، دون تعريضهما للخطر بكشف مكانهما، وكذلك سرعة الفَهَم والبداهة، التي أهَّلته أن يكون جُنديًّا صالِحًا في صفوف الحقِّ، ولا شكَّ أنَّ صفة الجرأة كذلك من الصفات التي تَجلِّت في شخص عبدالله؛ فهو يَذهب إلى ذلك الغار الموحِش ليلاً، ويعود ليلاً وحيدًا، وتَقودنا هذه الصفة إلى صفة أخرى، وهي القوة الجسديَّة، والتي أهَّلته أنْ يَعتلي جبل ثور[20]، الذي يُنسَب إليه غار ثور على الأقل ست مرات خلال ثلاث ليالٍ، وهي الفترة التي قضاها النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار قبل إتمام مشوار الهجرة إلى المدينة المنوَّرة، وصفة أخرى هي صفة الخداع للأعداء، وهي عن طريق إيهامهم بوجوده ومَبيته في مكة، مع أنَّه قضى ليله في الغار، وهذه الصفات مُجتمِعة، بجانب الإيمان والتقوى، وحبِّ الله ورسوله، والاستعداد للتضحية - جعلتْ من عبدالله بن أبي بكر رضي الله عنهما جنديًّا مُخلِصًا من جنود الدَّعوة، التي يَبتغي رجالُها رضوانَ الله - تعالى - وحبَّه، والسعي إلى ثوابه.

 

هجرته:

ذكَر الطبريُّ في تاريخه أنَّ عبداللَّه بن أُريقط الدؤلي، الذي كان دليل النبي صلى الله عليه وسلم في رحلته إلى المدينة، لمَّا رجَع إلى مكة بعد أنْ وصَل النبي - صلى الله عليه وسلَّم -إلى المدينة، أَخبَر عبداللَّه بن أبى بكر الصديق بوصول أبيه إلى المدينة، فخرَج عبداللَّه بن أبي بكر بعيال أبي بكر بطلب من أبي بكر نفسه، وكان معهم أم رُومَان، وعائشة وأسماء بنات أبي بكر - رضي الله عنهم جميعًا - وصَحبهم طلحة بن عبيداللَّه حتى قدِموا المدينة[21].

 

روايته للحديث الشريف:

لم يكن لعبدالله بن أبي بكر رضي الله عنهما مرويَّات عن النبي صلى الله عليه وسلمسوى ما ذكَره البعض أنَّه روى حديثًا واحدًا عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال البغوي: فيما نقَله عنه ابن حجر: "لا أعرِف عبداللَّه أَسنَد غيره، وفي إسناده ضعْفٌ وإرسال"، وقال الدّارقطنيُّ: "وأمَّا عبداللَّه بن أبي بكر، فأُسند عنه حديثٌ في إسناده نظَر، تفرَّد به عثمان بن الهيثم المؤذِّن عن رجال ضعفاء"[22].

 

والحديث المروي هو: "حدَّثنا علي بن عبدالعزيز، قال: حدَّثنا عُثمان بن الهَيثم الهوذني، قال: حدَّثنا الهيثم بن الأشعث، عن الهيثم أبِي محمد السُّلمي، عن محمد بن عمار الأنصاري، عن عبدالله بن عمرو بن عثمان بن عفان، عن عبدالله بن أبي بكر الصديق، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا بلَغ المرء المسلم خمسين سنة، صرَف الله عنه ثلاثةَ أنواع من البلاء: الجُنون، والجُذام، والبَرص، فإذا بلَغ ستين سنة، رزَقه الله الإنابة إليه، فإذا بلَغ سبعين سنة، مُحيتْ سيئاته وكُتبتْ حسناته، فإذا بلَغ تَسعين سنة، غفَر الله له ذنبه ما تَقدَّم منه وما تَأخَّر، وكان أسير الله في الأرض، وشفَع لأهل بيته))[23].

 

والذي يظهر أنَّ عبدالله لم يكن له دور كبير في الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم لسببٍ ما لم يُذكَر؛ فقد يكون الخوف من عدم ضبْط الحديث، والخوف من تحريف كلام المصطفى صلى الله عليه وسلم وباعثُ ذلك التقوى والخوفُ من الله، هو الذي بعَثه على قلَّة الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم كما كان حال والده الصديق بالنسبة للمُكثِرين من الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصحابة الكرام.

 

مع زوجه عاتكة بنت زيد رضي الله عنها:

قُدِّر لعبدالله بن أبي بكر رضي الله عنهما أنْ يَتزوَّج من عاتكة بنت زيد، وهي بنت زيد بن عمرو بن نفيل القُرشية العدوية، من الصحابيات المهاجرات، وكانت حسناء جميلة ذات خلْقٍ بارِع[24]، فأحبَّها حبًّا شديدًا حتى غَلبتْ عليه نفسَه، وشغلتْه عن مَغازيه وغيرها، فأمَرَه أبوه بطلاقها[25]، فأخذ يُردِّد:

يَقُولُونَ طَلِّقْهَا وَخَيِّمْ مَكَانَهَا
مُقِيمًا تُمَنِّي النَّفْسَ أَحْلامَ نَائِمِ
وَإِنَّ فِرَاقِي أَهْلَ بَيْتٍ جَمِيعَهُمْ
عَلَى كَثْرَةٍ مِنِّي لَإِحْدَى العَظَائِمِ
أَرَانِي وَأَهْلِي كَالْعُجُولِ تَرَوَّحَتْ
إِلَى بَوِّهَا قَبْلَ العِشَارِ الرَّوَائِمِ

 

فعَزم عليه أبوه حَتَّى طلَّقها، ثم تبعتْها نفسُه، فهجم عليه أبو بَكر، وهو يقول:

أَعَاتِكُ لَا أَنْسَاكِ مَا ذَرَّ شَارِقٌ
وَمَا نَاحَ قُمْرِيُّ الْحَمَامِ المُطَوَّقُ
أَعَاتِكُ قَلْبِي كَلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ
إِلَيْكِ بِمَا تُخْفِي النُّفُوسُ مُعَلَّقُ
وَلَمْ أَرَ مِثْلِي طَلَّقَ الْيَوْمَ مِثْلَهَا
وَلا مِثْلَهَا فِي غَيْرِ جُرْمٍ تُطَلَّقُ
لَهَا خُلُقٌ جَزْلٌ وَرَأْيٌ وَمَنْصِبٌ
وَخَلْقٌ سَوِيٌّ فِي الْحَيَاءِ وَمَصْدَقُ

 

فسمِعه والده الصديق، فرقَّ له قلبُه، فأمَرَه فارتَجعها، فقال عبدالله حين ارتَجعَها:

أَعَاتِكُ قَدْ طُلِّقْتِ فِي غَيْرِ رِيبَةٍ
وَرُوجِعْتِ لِلأَمْرِ الَّذِي هُوَ كَائِنُ
كَذَلِكِ أَمْرُ اللَّهِ غَادٍ وَرَائِحٌ
عَلَى النَّاسِ فِيهِ أُلْفَةٌ وَتَبَايُنُ
وَمَا زَالَ قَلْبِي لِلتَّفَرُّقِ طَائَرًا
وَقَلْبِي لِمَا قَدْ قَرَّبَ اللَّهُ سَاكِنُ
لِيَهْنِكِ أَنِّي لَا أَرَى فِيهِ سُخْطَةً
وَأَنَّكِ قَدْ تَمَّتْ عَلَيْكِ المَحَاسِنُ
وَأَنَّكِ مِمَّنْ زَيَّنَ اللَّهُ وَجْهَهُ
وَلَيْسَ لِوَجْهٍ زَانَهُ اللَّهُ شَائِنُ[26]

 

ومن هنا يتضح لنا صفاتٌ جليَّة في نفس عبدالله بن أبي بكر رضي الله عنهما ومن هذه الصفات: برُّه بوالده وطاعته له في غير معصية لله تعالى، وهذا واضِح من استجابته لأمر والده الصديق بطلاق من يَعشَق من النساء، وهي زوجه عاتِكة رضي الله عنها وليس هذا غريبًا عن صحابي جليل، عُرِف عنه التضحية والفداء لله ولرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وإنَّ كان هذا الأمر قد خالَف هواه، ولكنَّه الانقياد والاستسلام لله تعالى، وثاني هذه الصفات الاعتراف بالذنب ضِمنًا، وهذا واضِح في طلاقه لزوجته رضي الله عنها لأنَّه علِم أنَّه قصَّر في حقِّ الله - تعالى - بسبب انشغاله بزوجتِه؛ مما دفعه للاستجابة لوالده، وهذا اعتراف بالتقصير والخطأ، وهذه شِيمة عظيمة لدى المسلمين بشكل عام، وتُحسَب لعبدالله هنا بشكل خاص، خاصَّة إذا علِمنا أنَّ العِشق (المُباح) من أشدِّ الأمور على النَّفس وأصعبها، وفِراق المحبِّ ليس بالأمر الهَين، وهو يُغالِب النفوس إنْ لم تكن هذه النفوس كِبارًا، وصفة أخرى واضِحة جليَّة، وهي الوفاء للزَّوجة الكريمة الأصيلة، وهذا واضِح من خلال الأبيات التي وردتْ على لسانه في حقِّ زوجته، بعدما طلَب منه أبوه إرجاعها، ولا شكَّ أنَّ عبدالله كان يُحبُّ زوجه عاتِكة حبًّا كبيرًا، وهذا يَتضِح لنا بشكل أكثر وُضوحًا عندما نَسمَع خبَره معها رضي الله عنهما أنَّه قبْل وفاته ومن شدة حبِّه لها، اشترط عليها ألا تتزوَّج بعده، على أنْ يَجعل لها طائفة من ماله، وذكَر البعض أنَّه جعَل لها بعض أراضيه، وذكر آخرون أنه كَتَب لها حائطًا[27]، وقد وافقتْ رضي الله عنها على ذلك، وتَبتَّلت وجعلتْ تَمتنع عن الرجال بعد وفاة عبدالله رضي الله عنه وكثُر خاطبوها؛ لحسْنها وتقواها، وقيل: تزوَّجها زيد بن الخطاب، على خلاف في ذلك[28]، واستشهد عنها يوم اليمامة، وقد تزوَّجها عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعدما حاجَجَها في تَمنُّعها عن الزواج بعد عبدالله بن أبي بكر؛ لأنَّه أعطاها بعض ماله على أنْ تَبقى دون زواج بعده، وبعدما أقنعها عمر بالحكم الشرعي، وافقتْ على طلبِه وتزوَّجها عمر بن الخطاب رضي الله عنه واستُشهد عنها، ومن ثم تزوَّجها الزبير بن العوام رضي الله عنه وقُتِل عنها شهيدًا؛ ولذلك كان أهل المدينة يقولون: "من أراد الشهادة فليتزوَّج عاتكة بنت زيد"[29]، ثم خطَبَها علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد انقضاء عدتها من الزبير، فأَرسلتَ إليه إنِّي لأضنُّ بك يا بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القتل، وتزوَّجها الحسن بن علي، فتُوفِّي عنها، وهو آخر من ذُكر من أزواجها، والله أعلم[30].

 

جهاده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم:

قال ابن عبدالبر - رحمه الله - في حقِّ عبدالله بن أبي بكر رضي الله عنهما:

"لم يُسمَع له بمشهد إلا شُهوده الفتح[31] وحُنينًا[32] والطائف[33]، والله أعلم"[34].

 

ولم يُذكر لعبدالله بن أبي بكر رضي الله عنهما حضور لأي مشاهد أُخرى غير هذه الثلاثة، وقد يكون هذا فيه إشارة للحادثة التي ذُكِرت في كُتُب السيرة والتَّراجم أنَّ عبدالله تَزوَّج من عاتِكة بنت زيد رضي الله عنها وانْشغَل بها عن مَغازيه وغيرها، حتى أمره والده الصدِّيق بطلاقها، فاستجاب له، حتى سَمِع له أبياتًا من الشعر قالها فيها، فأمَرَه بمراجعتها، والقصَّة ذكرتُها سابقًا في طيَّات هذا البحث، وقد يكون هناك أسباب أخرى لم تَذكُرها كُتب السير والتراجم، والله تعالى أعلى وأعلم.

 

الشهادة ونهاية مشرقة:

إن صُحبة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لَهيَ شَرفٌ عظيم، ووسِام عزٍّ وفخار باقٍ في صفحة الصحابة الكرام؛ فهم أهل الإسلام الأوائل، والجِهاد الأكبر، والهجرة والنُّصرة، والبيعة تِلو البيعة لله ولرسوله، وهم أعلم الناس بالتنزيل، وخير القرون، وقد نال عبدالله بن أبي بكر هذا الشَّرفَ العظيم فكان من المسلمين الأوائل، وقد حاز شرَفَ الصُّحبة، وله دور عظيم مشهور في الهجرة، وهو من المهاجرين المجاهدين، ووالده الصديق أحبُّ الرجال إلى قلب الرسول - عليه السلام - وأخته عائشة أحبُّ النساء إلى الرسول - عليه السلام - فهو من خير البيوت وأطهرها، وأسبقها للإسلام، ومع هذا كلِّه، فقد حاز شرف الشهادة، وهي من أجلِّ الأعمال عند الله - تعالى - ومن أَشرفِها مكانة وأجرًا وثوابًا، فقد حضَر عبدالله الفتح ثم حنينًا، ثم توجَّه مع الرسول - عليه السلام - لحصار فلول هوازن وثقيف في الطائف، ورُويَ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم نصَب المنجنيق على أهل الطائف أربعين يومًا، قال ابن إسحاق: "حتى إذا كان يوم الشدخة[35] عند جدار الطائف، دخَل نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت دبابة[36]، ثم رجَعوا بها إلى جدار الطائف ليُخرِّقوه، فأرسلتْ عليهم ثقيف سككَ الحديد مُحْمَاةً بالنار، فخَرَجوا من تَحتها، فرمتْهم ثقيف بالنَّبل، فقَتَلوا منهم رجالاً"[37]، وفي رواية: "ونصَب النبي صلى الله عليه وسلم المنجنيق على أهل الطائف، وقذَف به القذائف، حتى وقعتْ شدخة في جدار الحصن، فدخَل نفرٌ من المسلمين تحت دبابة، ودخلوا بها إلى الجدار ليحرقوه، فأرَسل عليهم العدو سككَ الحديد مُحماة بالنار، فخرجوا من تحتها، فرموهم بالنَّبل وقَتَلوا منهم رجالاً، وأُصيب عبدالله بن أبي بكر رضي الله عنهما بسهم في جسده"، وقال المرزباني في مُعجم الشّعراء: "إنَّما أصابه حجرٌ في حصار الطّائف، فمات شهيدًا"[38]، وقيل: "إنَّ الذي رماه به هو أبو محجن الثقفي"، وقيل: "إنَّ الذي رماه سعيد بن عبيد أخو بني عجلان"؛ كما أورد البيهقي في سُننه: "فقدِم عليه وفد ثقيف، ولم يَزل ذلك السهم عنده، فأُخرِج إليهم، فقال: هل يَعرِف هذا السهم منكم أحد؟ فقال سعيد بن عبيد أخو بني العجلان: هذا سهم أنا بَريتُه ورِشتُه وعقَّبتُه، وأنا رَميتُ به، فقال أبو بكر رضي الله عنه: "فإنَّ هذا السهم الذي قتَل عبدالله بن أبي بكر، فالحمد لله الذي أكَرَمه بيدكِ، ولم يُهنكَ بيده، فإنَّه أوسعُ لكما"[39]، وقد عانى - رحمه الله - من هذه الإصابة زمنًا حتى انْدمَل جرحه فبَرِئ منه، ثم انتقض الجرح ثانية فمات منه - رحمه الله - في شوال في السنة الحادية عشرة للهجرة في خلافة أبيه[40]، وكانت وفاته بعد أربعين ليلة من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فعن القاسم بن محمد، قال: "رُمي عبدالله بن أبي بكر بسهم يوم الطائف، فانتقَضَت به بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربعين ليلة"[41].

 

تكفينه:

جاء في بعض الروايات أنَّ عبدالله بن أبي بكر رضي الله عنهما كان قد اشترى حُلَّة[42] اشتُريت للنبي صلى الله عليه وسلم ليُكفَّن فيها، ثم تُركِت هذه الحلة، ولم يكفَّن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذها عبدالله بن أبي بكر وقال: "لأحبِسنَّها حتى أُكفِّن فيها نفسي، ثم قال: لو رضِيها الله - عز وجلَّ - لنبيِّه، لكفَّنه فيها، فباعها وتَصدَّق بثمنها"[43]، وفي رواية أخرى عن عائشة رضي الله عنها تذكُر أنَّ الحُلَّة إنَّما كانت في أصلها لعبدالله بن أبي بكر، وأُحضِرت ليُكفَّن النبي صلى الله عليه وسلم فيها، ثم نُزِعت عنه صلى الله عليه وسلم حيث قالت: "أُدرِج رسول الله صلى الله عليه وسلم في حُلَّة يمنيَّة كانت لعبدالله بن أبي بكر، ثم نُزِعت عنه، وكُفِّن في ثلاثة أثواب سحول يَمانيَة، ليس فيها عَمامة، ولا قميص"، فرفَع عبدالله الحلة، فقال: أُكفَّن فيها، ثم قال: "لم يُكفَّن فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم، وأُكفَّن فيها! فتَصدَّق بها"[44].

 

ومن خلال هذه الروايات نَلحَظ أنَّ عبدالله بن أبي بكر حبَس الحلة بداية الأمر؛ لتكون كفنًا له عند موته بعد أن عُدل عن تكفين النبي صلى الله عليه وسلم بها، ثم تركَها؛ لأنَّه أدركَ أنَّ الله - عز وجل - قد اختار لنبيِّه صلى الله عليه وسلم الأفضل بعدم التكفين في هذه الحُلَّة والله - تعالى - أعلم، ومن ثم اختار عبدالله أنْ يبيع هذه الحلة ويَتصدَّق بثمنِها لله - تعالى - ومن هنا أيضًا نرى مدى تأسِّي عبدالله بن أبي بكر بالرسول صلى الله عليه وسلم وشدَّة حبِّه له، من خلال ترْكه لهذه الحُلَّة، التي لم يَكتُب الله لنبيِّه أن تكون كَفنًا له بعد موته.

 

الصلاة عليه ودفنه:

تُوفِّي عبدالله بن أبي بكر في شوال من السَّنة الحادية عشرة للهجرة في أول خلافة والده الصديق رضي الله عنه وذلك بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بأربعين يومًا، ودُفِن بعد الظهر، وصلَّى عليه أبوه، ونزَل في قبره أخوه عبدالرحمن، وعمر بن الخطاب، وطلحة بن عبيدالله - رضي الله عنهم جميعًا -[45] وتَذكُر كتب السير أنَّ عبدالله قد دُفِن في المدينة المنورة، وكان يُعدُّ من شهداء الطائف، وليس له عَقِب[46].

 

رثاء زوجته عاتكة بنت زيد له:

إنَّ الزوج يَحتلُّ مكانةً عظيمة في قلْب زوجته، وفِقدان الزوج لهو من أصعب البلايا التي تَنْزل بالزوجة في حياتها؛ فهي تفقد الخلَّ والصاحب، والقلب الحاني عليها، ومن تستقيم به حياتُها، وتقضى به حاجاتها؛ لذلك كان فِراق عبدالله صعبًا على قلب زوجه عاتكة بنت زيد، مع علْمها بحبِّه الشديد لها؛ ولكثرة حبِّه لها اشترط عليها ألا تتزوَّج بعد موته مقابل أنْ يَكتُب لها مالاً أو أرضًا؛ وذلك لأمور عدة، منها غَيْرته عليها رضي الله عنه مع حبِّه الشديد لها، ولطمعه أن تكون زوجته في الآخرة؛ لأنَّ المرأة كما ورد تكون لآخر أزواجها في الدنيا في الجنَّة إنْ دَخَلوا جميعًا الجنة بإذن الله - تعالى - لما ورد في الحديث: ((أيُّما امرأةٍ تُوفِّي عنها زوجها فتَزوَّجتْ بعده، فهي لآخر أزواجِها))[47]، ولذلك عندما رحل عبدالله بن أبي بكر عن الدنيا، رثتْه عاتكة بشعر حسَن، قالت فيه:

رُزِئْتُ بِخَيْرِ النَّاسِ بَعْدَ نَبِيِّهِمْ
وَبَعْدَ أَبِي بَكْرٍ وَمَا كَانَ قَصَّرَا
فَآلَيْتُ لَا تَنْفَكُّ عَيْنِي حَزِينَةً
عَلَيْكَ وَلَا يَنْفَكُّ جِلْدِيَ أَغْبَرَا
فَلِلهِ عَيْنَا مَنْ رَأَى مِثْلَهُ فَتًى
أَكَرَّ وَأَحْمَى فِي الْهَيَاجِ وَأَصْبَرَا
إِذَا شَرَعَتْ فِيهِ الأَسِنَّةُ خَاضَهَا
إِلَى الْمَوْتِ حَتَّى يَتْرُكَ الرُّمْحَ أَحْمَرَا[48]

 

ولم تكن رضي الله عنها راغِبة في الزَّواج بعده، لولا أنَّ أمير المؤمنين بيَّن لها أنَّ هذا الفعل خلاف الأَولى، على الأقلِّ تقع فيه إنَّ هي أصرَّت عليه، فتَنازلتْ عن ذلك، وقَبِلتْ بالزواج من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، ويُروى أنَّ عائشة رضي الله عنها قالتْ عندما تَزوَّجت عاتكة بعمر بن الخطاب؛ تُذكِّرها برثائها لعبدالله بن أبي بكر ووعْدها له بعدم الزواج مقابل الأرض التي وهبَها إيَّاها، مُقتبِسة شعر عاتكة في رثاء عبدالله:

فَآلَيْتُ لَا تَنْفَكُّ عَيْنِي قَرِيرَةً
عَلَيْكَ وَلَا يَنْفَكُّ جِلْدِيَ أَصْفَرَا!
ردِّي علينا أرضَنا! [49]

وتزوَّجها عمر بن الخطاب في سنة اثنتي عشرة من الهجرة، فأَولَم عليها، ودَعا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم علي بن أبي طالب، فقال له علي: "يا أمير المؤمنين، دعْني أُكلِّم عاتكة"، قال: "نعم" فأخذ علي بجانب الخِدر، ثم قال: "يا عدية نفْسها أين قولُك:

فَآلَيْتُ لَا تَنْفَكُّ عَيْنِي حَزِينَةً ♦♦♦ عَلَيْكَ وَلَا يَنْفَكُّ جِلْدِيَ أَغْبَرَا؟

 

فبَكتْ، فقال عمر: "ما دعاك إلى هذا يا أبا الحسن؟ كلُّ النساء يَفعلنَ هذا"[50].

 

وهنا يُسدَل الستار على حياة صحابي جليل مُجاهد، سجَّله التاريخ في صفحات الخالدين، ونسأل الله أنْ يكتب لنا وإيَّاكم الأجر والثواب، وأنْ يَجمعَنا بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام في جنان النعيم، إنَّه سميع مجيب، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله رب العالمين.

 

فهرس المراجع

1- القرآن الكريم.

2- ابن الأثير، أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبدالكريم بن عبدالواحد الشيباني الجزري، أُسد الغابة في معرفة الصحابة؛ تحقيق: علي محمد معوض - عادل أحمد عبدالموجود، دار الكتب العلمية، ط (1)، سنة النشر: 1415هـ، 1994م.

3- الألباني، محمد ناصر الدين، صحيح الجامع الصغير وزياداته، المكتب الإسلامي.

4- البخاري، محمد بن إسماعيل، صحيح البخاري؛ تحقيق محمد زهير بن ناصر الناصر، دار طوق النجاة، ط(1)، 1422هـ.

5- البخاري، التاريخ الأوسط؛ تحقيق محمود إبراهيم زايد، دار الوعي، مكتبة دار التراث، حلب، القاهرة، ط(1)، 1977م.

6- البغوي، معالم التنزيل في تفسير القرآن؛ تحقيق عبد الرزاق المهدي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط(1)، 1420هـ.

7- البغوي، معجم الصحابة، تحقيق محمد الأمين بن محمد الجكني، مكتبة دار البيان، الكويت، 1421هـ، 2000م.

8- البيهقي، السنن الكبرى؛ تحقيق: محمد عبدالقادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط (3)، 1424 هـ، 2003م.

9- ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم؛ تحقيق، محمد عبدالقادر عطا، مصطفى عبدالقادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، ط(1)، الطبعة الأولى، 1412 هـ، 1992م.

10- ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة؛ تحقيق: عادل أحمد عبدالموجود وعلي محمد معوض، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1415 هـ.

11- ابن سعد، الطبقات الكبرى؛ تحقيق: محمد عبدالقادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، ط(1)، 1410هـــ، 1990م.

12- الصَّلابي، علي محمد، أبو بكر الصديق، شخصيته وعصره، دار المعرفة، بيروت.

13- الطبراني، المعجم الكبير؛ تحقيق: حمدي بن عبدالمجيد السلفي، مكتبة ابن تيمية، القاهرة، ط (2).

14- الطبري، تاريخ الطبري، دار التراث، بيروت، ط(2)، 1387هـ.

15- العصامي المكي، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي؛ تحقيق عادل أحمد عبدالموجود - علي محمد معوض، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى، 1419 هـ، 1998م.

16- القرطبي، أبو عمر يوسف بن عبدالله بن محمد بن عبدالبر بن عاصم النمري، الاستيعاب في معرفة الأصحاب؛ تحقيق: علي محمد البجاوي، دار الجيل، بيروت، الطبعة الأولى، 1412 هـ، 1992م.

17- ابن كثير، البداية والنهاية؛ تحقيق عبدالله بن عبدالمحسن التركي، دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، الطبعة الأولى، 1418 هـ، 1997م.

18- مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم؛ تحقيق: محمد فؤاد عبدالباقي، دار إحياء التراث العربي - بيروت.

19- المقريزي، أحمد بن علي، إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع؛ تحقيق: محمد عبدالحميد النميسي، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى، 1420 هـ، 1999م.

20- ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب، دار صادر - بيروت، ط (2) 1414هـ.



[1] البخاري (8/ 91).

[2] جاء في الحديث في حقِّ أبي بكر الصديق رضي الله عنه:((أنت عَتيقُ الله من النار))؛ فسمِّي عتيقًا، والحديث صحَّحه الألباني - رحمه الله - انظر صحيح الجامع الصغير وزياداته (1/ 1).

[3] لأنَّ اسم أبي بكر الصديق هو عبدالله، فوافَقَ اسم عبدالله (الابن) اسم أبيه رضي الله عنهما فكان سَميَّه؛ انظر الاستيعاب في معرفة الأصحاب؛ لابن عبدالبر (3/ 874).

[4] الإصابة في تمييز الصحابة؛ للعسقلاني (4/ 144).

[5] أبو بكر الصديق؛ الصلابي، ص (17).

[6] إمتاع الأسماع؛ للمقريزي (1/202).

[7] تفسير البغوي (5/ 72).

[8] أبو بكر الصديق؛ الصلابي، ص (21).

[9] الإصابة؛ للعسقلاني (8/ 391).

[10] الطبقات الكبرى؛ ابن سعد (8/ 220).

[11] المرجع السابق (8/ 269).

[12] البداية والنهاية، ابن كثير (9/ 500).

[13] ثَقِف: الحاذِق الفطِن.

[14] لقِن: السريع الفهَم.

[15] يدلج: يخرج بالسَّحر، يقال: أدْلَج إذا سار في أول الليل، وادَّلج: إذا سار في آخره.

[16] كبائت: مُوهِمًا لهم أنَّه بات ليلته بينهم.

[17] يَكتادان به: يُدبَّر بشأنهما، ويُمكَر به لهما، ويُسبِّب لهما الشرَّ والأذى.

[18] وعاه؛ أي: حفِظه وفهِمه.

[19] "صحيح البخاري" (5/ 58).

[20] قال ابن جُبَير فِي رحلته: جبل ثَوْر من مَكَّة على ثلاثة أَمْيَال؛ انظر سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي؛ العصامي المكي، (1/ 342).

[21] انظر تاريخ الطبري (11/ 601).

[22] الإصابة؛ للعسقلاني (4/ 24).

[23] المعجم الكبير؛ الطبراني (13/ 130).

[24] الاستيعاب في معرفة الأصحاب؛ لابن عبدالبر (3/ 1876).

[25] أُسد الغابة؛ ابن الأثير (7/181).

[26] الاستيعاب في معرفة الأصحاب؛ لابن عبدالبر (4/ 1877).

[27] التاريخ الأوسط؛ للبخاري (1/ 36)، والطبقات الكبرى؛ لابن سعد (8/ 265).

[28] الاستيعاب في معرفة الأصحاب؛ لابن عبدالبر (4/ 1876).

[29] الطبقات الكبرى؛ لابن سعد (3 / 83).

[30] الاستيعاب في معرفة الأصحاب؛ لابن عبدالبر (4/ 1876).

[31] هو فتح مكة، وقَع في 20 رمضان سنة 8 هجريًّا.

[32] مَعركة وقعتْ سنة 8 هجريًّا بين المسلمين وهوازن وثقيف من قبائل العرب.

[33] حصار الطائف سنة 8 هجريًّا، حاصَرَ الرسول - عليه السلام - فلول هوازن وثقيف في الطائف.

[34] الاستيعاب في معرفة الأصحاب؛ لابن عبدالبر (3/ 874).

[35] الشدخ: كسر الشيء الأجوف كالرأس ونحوه، وهي كناية عن كثرة الإصابة والقتل؛ انظر لسان العرب (3/ 38).

[36] هي آلة تُستعمَل قديمًا في الحروب، تصنع من الجلد والخشب، يكون الرجال فيها عندما يقترِبون من الحصون، انظر عيون الأثر؛ لابن سيد الناس (2/ 250).

[37] عيون الأثر؛ لابن سيد الناس، (2/ 250).

[38] الإصابة؛ للعسقلاني (4/ 25).

[39] السنن الكبرى؛ للبيهقي (9/ 179).

[40] المُنتظم في تاريخ الملوك والأمم؛ ابن الجوزي (4/ 92).

[41] المستدرَك؛ للحاكم (3/ 543).

[42] الحلل: بُرود اليمن، ولا تُسمَّى حُلَّة حتى تكون ثَوبَين، وقيل: ثوبين من جنس واحد؛ انظر لسان العرب (11/ 172).

[43] صحيح مسلم (2/ 649).

[44] صحيح مسلم (2/ 650).

[45] أُسد الغابة؛ لابن الأثير (3/ 300).

[46] أي: ليس له أولاد؛ انظر معجم الصحابة؛ للبغوي ( 4/ 14).

[47] قال عنه الألباني: حديث صحيح؛ انظر صحيح الجامع الصغير وزيادته (1/ 525).

[48] الاستيعاب في معرفة الأصحاب؛ لابن عبدالبر (4/ 1876).

[49] الطبقات الكبرى؛ لابن سعد (8/ 208).

[50] الاستيعاب في معرفة الأصحاب؛ لابن عبدالبر (4/ 1877).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • العقد الفريد في بيان منزلة الشهيد وأحكامه (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لماذا سمي الشهيد شهيدا؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الشهادة في سبيل الله تعالى (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هنيئا لمن مات شهيدا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صديقي الشهيد(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • خبيب بن عدي الشهيد الصبور(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • السلطان نور الدين الشهيد محمود بن زنكي حامل راية تحرير القدس الشريف(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الشاب الشهيد مصعب بن عمير(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أحمد بن عرفان الشهيد(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • أحمد بن عرفان الشهيد(كتاب ناطق - المكتبة الناطقة)

 


تعليقات الزوار
1- لو مات في شوال ما كان موته بعد أربعين يومًا من موت الرسول
محمود توفيق حسين - مصر 28-08-2017 06:16 PM

شكرا على هذا المقال الطيب.. ولكن لو كان موته رضي الله عنه في شوال من السنة الحادية عشرة للهجرة فلن يكون هذا بعد أربعين يومًا من موت الرسول صلى الله عليه وسلم، فالمعروف مثلا ان فاطمة رضي الله عنها ماتت بعد الرسول بستة أشهر وكان هذا في شهر رمضان أي قبل موت عبدالله.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب