• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / علوم قرآن
علامة باركود

الحضارة الإسلامية (إعجاز آية)

الحضارة الإسلامية (إعجاز آية)
نهى محمود عبدالجواد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/5/2012 ميلادي - 13/6/1433 هجري

الزيارات: 90482

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحضارة الإسلامية

(إعجاز آية)

(مادة مرشحة للفوز بمسابقة كاتب الألوكة الثانية )

 

مقدمة:

الحمد لله الذي منّ علينا بالإسلام، والصلاة والسلام على نبيّنا محمدٍ المبعوث رحمة للعالمين، وآله وصحبه وسلِّم. والحمد لله حمدًا يليق بجلاله العظيم، ويوازي جودَه الكريم، وخيرَه العميم.

 

أحمدك ربّي حَمْدَ الشاكرين المنيبين المخِبتين الخاشعين الراجين. وأثني عليك الخير كله، أشكرك، ولا أكفرك. وبعد؛ فإنّ أشرف ما حَوَتْ النُّقولُ، وفكَّرَتْ به العُقولُ، هو كتاب المجيد، سعادُة الدارين، ورسالة الثقلين. والحُجّة البيضاءُ، والنّورُ الوضّاءُ، والشفاءُ، والدواءُ.

 

وبعد:

فقد كثرت التساؤلات في القرنين الأخيرين... أين المسلمون من الحضارة والتقدم؟

 

ولماذا لم يستطع المسلمون في العصر الحديث أن يقدموا للعالم نموذجا إسلاميا حضاريا للوسطية والاعتدال حتى الآن فواقع حالنا ما بين غلو في الدين أو تسيب وانحلال. وكانت النتيجة كما قال الكاتب ناصر الدين الأسد(1): "على أن شُبّاننا أصبحوا يتطلّعون إلى أكثر مما قدّمنا إليهم حتى الآن، وأنهم أخذوا يضطربـون أشدّ اضطراب بين أشواق نفوسهم المشرئبة إلى الإيمان، الباحثة عن مناهل تراثهم وأصالتهم، وبين نوازع عقولهم وتفكيرهم الحديث حين لا يجدون أمامهم سوى فـراغٍ ينداح من حولهم، فيلهثون فيه حتى تتقطّع أنفاسُهم وهم يدورون على أنفسهم، ثمّ يحسّون أنهم كالمنبتّ لا أرضًا قطع ولا ظَهْرًا أبقى. فلا يكون لهم من سبيلٍ إلاّ الاستعانة بما عند الآخرين مما يُرْضي عقولهم، ولكن نفوسهم تظل تعاني قلقًا غامضًا؛ لأن هذا الذي أخذوه – على حداثته ورونق مظهره – ليس لهم، وَإِنَّمَا هو عارية مجلوبة لا تنتمي بوشيجةٍ أصيلة إلى جذور تفكيرهم وحقيقة نفوسهم).

 

ومما لا شك فيه أن كتاب الله لم يدع لنا كبيرة ولا صغيرة في أمر ديننا أو دنيانا  إلا بينها ووضَّحها لنا أتم توضيح  كما قال صلى الله عليه وسلم: (قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك....).

 

ولما كان ما نعانيه اليوم من تراجع للأمة وقصور ليس سببه قصور في المنهج الذي وضعه الله لنا، إذا فلا بد لنا أن نبحث في كتاب الله عن الطريق الذي رسمه الله لنا للفوز في الدنيا والآخرة. ومن هنا كانت نقطة البداية في هذا البحث وهو البحث عن مقومات الحضارة الإسلامية في كتاب الله فكان البحث في الآيات التي تتحدث عن خيرية الأمة وقد وجدتها كلها كما ذكرها علماء التاريخ  والمتخصصون في علم الحضارات مجموعة بكل إعجاز وإيجاز في آية واحدة في كتاب الله  ألا  وهي" ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ۚ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [آل عمران: 110] فعمدت إلى تفصيل ذلك في هذا البحث بمنهجية ثابتة وهي السير بمحورين محور التفسير ومحور علم الحضارات  ثم الربط بين المحورين في نقطة الالتقاء بينهما.

 

ملخص البحث:

♦ مقدمة عن موقع الآية في القرآن.

♦ خيرية الأمة في تكفل الله بحفظ المنهج.

♦ الإيجابية من أهم مقومات الحضارة في كتاب الله.

♦ الإيمان هو القوة الدافعة.

♦ عالمية الإسلام وخطورة التكبر.

♦ التفاعل بين الإيمان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

♦ المراجع.

 

مقدمة عن موقع الآية في القرآن:

إن التأمل في موقع آية " ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ۚ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [آل عمران: 110] في القرآن الكريم يدفعنا إلى إعادة النظر فيما تحويه هذه الآية من معان، وحتى نقترب من هذه المعاني لابد أن نعرف مجمل ما تتحدث عنه سورة البقرة وسورة آل عمران.

 

سورة البقرة:

هذه السورة تضم عدة موضوعات. ولكن المحور الذي يجمعها كلها محور واحد مزدوج يترابط الخطان الرئيسيان فيه ترابطا شديدا.. فهي من ناحية تدور حول موقف بني إسرائيل من الدعوة الإسلامية في المدينة، واستقبالهم لها، ومواجهتهم لرسولها صلى الله عليه وسلم وللجماعة المسلمة الناشئة على أساسها... وسائر ما يتعلق بهذا الموقف بما فيه تلك العلاقة القوية بين اليهود والمنافقين من جهة، وبين اليهود والمشركين من جهة أخرى.. وهي من الناحية الأخرى تدور حول موقف الجماعة المسلمة في أول نشأتها; وإعدادها لحمل أمانة الدعوة والخلافة في الأرض، بعد أن تعلن السورة نكول بني إسرائيل عن حملها، ونقضهم لعهد الله بخصوصها، وتجريدهم من شرف الانتساب الحقيقي لإبراهيم - عليه السلام - صاحب الحنيفية الأولى، وتبصير الجماعة المسلمة وتحذيرها من العثرات التي سببت تجريد بني إسرائيل من هذا الشرف العظيم.. وكل موضوعات السورة تدور حول هذا المحور المزدوج بخطيه الرئيسيين.(2).

 

سورة آل عمران:

ولا يتم التعريف المجمل بهذه السورة حتى نلم بثلاثة خطوط عريضة فيها، تتناثر نقطها في السورة كلها، وتتجمع وتتركز في مجموعها، حتى ترسم هذه الخطوط العريضة بوضوح وتوكيد..

 

أول هذه الخطوط بيان معنى "الدين" ومعنى "الإسلام".. فليس الدين - كما يحدده الله - سبحانه - ويريده ويرضاه - هو كل اعتقاد في الله.. إنما هي صورة واحدة من صور الاعتقاد فيه - سبحانه - صورة التوحيد المطلق الناصع القاطع:

توحيد الألوهية التي يتوجه إليها البشر كما تتوجه إليها سائر الخلائق في الكون بالعبودية. وتوحيد القوامة على البشر وعلى الكون كله. فلا يقوم شيء إلا بالله تعالى، ولا يقوم على الخلائق إلا الله تعالى. ومن ثم يكون الدين الذي يقبله الله من عباده هو "الإسلام" وهو في هذه الحالة: الاستسلام المطلق للقوامة الإلهية، والتلقي من هذا المصدر وحده في كل شأن من شؤون الحياة، والتحاكم إلى كتاب الله المنزل من هذا المصدر، واتباع الرسل الذين نزل عليهم الكتاب. وهو في صميمه كتاب واحد وهو في صميمه دين واحد.. الإسلام.. بهذا المعنى الواقعي في ضمائر الناس وواقعهم العملي على السواء. والذي يلتقي عليه كل المؤمنين أتباع الرسل.. كل في زمانه.. متى كان معنى إسلامه هو الاعتقاد بوحدة الألوهية والقوامة; والطاعة والاتباع في منهج الحياة كله بلا استثناء.

 

ويتكئ سياق السورة على هذا الخط ويوضحه في أكثر من ثلاثين موضعا من السورة بشكل ظاهر ملحوظ.

 

فأما الخط الثاني الذي يركز عليه سياق السورة فهو تصوير حال المسلمين مع ربهم واستسلامهم له، وتلقيهم لكل ما يأتيهم منه بالقبول والطاعة والاتباع الدقيق..

 

والخط الثالث العريض في سياق السورة هو التحذير من ولاية غير المؤمنين، والتهوين من شأن الكافرين مع هذا التحذير، وتقرير أنه لا إيمان ولا صلة بالله مع تولي الكفار الذين لا يحتكمون لكتاب الله، ولا يتبعون منهجه في الحياة.

 

وهذه الخطوط الثلاثة العريضة متناسقة فيما بينها متكاملة، في تقرير التصور الإسلامي، وتوضيح حقيقة التوحيد ومقتضاه في حياة البشر وفي شعورهم بالله، وأثر ذلك في موقفهم من أعداء الله الذي لا موقف لهم سواه.(2)

 

خيرية الأمة في تكفل الله بحفظ المنهج:

التفسير:

(كنتم خير أمة أخرجت للناس...)

اختلف المفسرون في قوله تعالى كنتم، وقد جمع تفسير الماوردي (3) أهم ما ورد في التفاسير من آراء:

فإن قيل: فَلِمَ قال كنتم خير أمة ولم يقل أنتم خير أمة؟ ففيه أربعة أجوبة: (أحدها: أن الله تعالى قد كان قدم البشارة لهم بأنهم خير أمة، فقال: ﴿ كُنْتُمْ ﴾ يعني إلى ما تقدم في البشارة، وهذا قول الحسن البصري.

 

وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أَنتُم تُتِمَّونَ سَبْعِن أُمةً أَنْتُم خَيرُها وأَكْرمُها عَلَى اللهِ.

 

والثاني: أن ذلك لتأكيد الأمر لأن المتقدم مستصحب وليس الآنف متقدماً، وذلك مثل قوله تعالى: (وكان الله غفوراً رحيما).

 

والثالث: معناه خلقهم خير أمّة.

 

والرابع: (كنتم خير أمّة في اللوح المحفوظ).

 

أما ما أجمع عليه المفسرون فهو أن الخيرية في هذه الآية عامة لجميع الأمة  كل قرن بحسبه وكان الخلاف بينهم في السبب الذي استحقت به هذه الأمة الخيرية بين الأمم، ولكن بالمقارنة بين التفاسير نجد أن الخلاف في هذه النقطة خلافاً لفظياً، وقد جمع تفسير السعدي(4) أغلب ما قاله المفسرون في إيجاز بليغ فقال:

(يمدح تعالى هذه الأمة ويخبر أنها خير الأمم التي أخرجها الله للناس، وذلك بتكميلهم لأنفسهم بالإيمان المستلزم للقيام بكل ما أمر الله به، وبتكميلهم لغيرهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر).

 

وقد أجمع المفسرون أيضا على أن شرط الخيرية التي لا تحصل إلا به هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله.

 

وخالف هذا التفسير صاحب مفاتيح الغيب(5) وآخرون فقال:

(قال القفال: تفضيلهم على الأمم الذين كانوا قبلهم إنما حصل لأجل أنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر بآكد الوجوه وهو القتال لأن الأمر بالمعروف قد يكون بالقلب وباللسان وباليد، وأقواها ما يكون بالقتال).

 

وكلمة أمة جاءت في القرآن الكريم بأربعة معانٍ هي:

الأمّة بمعنى المِلّة: أي العقيدة كما في قوله تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾ [يونس: 19] ﴿ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 92].

 

الأمة بمعنى الجماعة من الناس ﴿ وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ﴾ [الأعراف: 159] ﴿ وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ﴾ [الأعراف: 181].

 

الأمّة بمعنى الزمن كما في قوله تعالى ﴿ وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ ﴾ [يوسف: 45].

 

الأمة بمعنى الإمام والقدوة كما في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [النحل: 120].

 

ومعنى كلمة أمة اصطلاحا (6):

أمة - أُمَّةٌ

جمع: أُمَمٌ.

جَمَاعَةٌ مِنَ النَّاسِ تَجْمَعُهُمْ رَوَابِطُ تَارِيخِيَّةٌ مُشْتَرَكَةٌ، قَدْ يَكُونُ فِيهَا مَا هُوَ لُغَوِيٌّ أوْ دِينِيٌّ أوِ اقْتِصَادِيٌّ وَلَهُمْ أهْدَافٌ مُشْتَرَكَةٌ فِي العَقِيدَةِ أَوِ السِّيَاسَةِ أَوِ الاقْتِصَادِ. "الأُمَّةُ العَرَبِيَّةُ" "الأُمَّةُ الإسْلاَمِيَّةُ (1)معجم الغني.

 

وقد أجمع المفسرون على أن كلمة أمة في آية ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ ﴾ [آل عمران: 110] أنها  أمة الإسلام.

 

وكان الخلاف هنا بين المفسرين كيف أمر الله تعالى الأمة كلها في هذه الآية بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حين أمر بأن تقوم بهذا الفعل طائفة من الأمة في آية 103من نفس السورة﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 104].

 

علم الحضارات:

(لقد ذهب علماء الحضارات، كثمرة لاستقرائهم التاريخ البشري، وصفحات السقوط والنهوض، إلى أن الحضارة، أية حضارة، تمر بمراحل ثلاث، فقالوا:

إن المرحلة الأولى: هي مرحلة الفكرة، مرحلة الإيمان بالهدف، الذي يملأ على الإنسان نفسه، ويشكل له هاجساً دائماً، وقلقاً سوياً، ويدفعه للعطاء غير المتناهي، والتضحية في سبيل ذلك، بكل شيء، بما يمكن أن يعتبر أن من أهم سمات هذه المرحلة: بروز إنسان الواجب، الذي لا يرى إلا ما عليه، ويقبل على فعله بوازع داخلي، بإيمان، واحتساب، دون أن يخامر عقله، ما له من حقوق.. هو إنسان واجب، إنسان إنتاج، وليس إنسان حق فقط، إنسان استهلاك.. وقد يكون من المفيد هنا، أن نذكّر بحديث الرسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي وصف مرحلة الوهن الحضاري، والإشراف على السقوط، وحدد معادلتها، عند سئل عن الوهن، الذي يصيب الأمة قال: (حب الدنيا ) (ظهور إنسان الغريزة-إنسان الاستهلاك)، (وكراهية الموت ) (غياب إنسان الإيمان، والإنتاج، والاحتساب) (الحديث رواه أحمد، مجلد5،ص 278).

 

أما الدورة الحضارية الثانية، أو المرحلة الحضارية الثانية، التي تمر بها الأمة، هي مرحلة العقل، وضمور الإيمان، وفتور الحماس، نسبياً.. مرحلة التوازن، بين العمل والأجر، بين الحق والواجب، بين الإنتاج والاستهلاك، بين الدنيا والآخرة، دورة ضبط النسب.. حلول العدل، محل الإحسان.. وهنا تصل الحضارة إلى قمتها، وتبدأ مرحلة السقوط، إذا لم تستدرك ما يتسرب لها من أمراض.

 

والدورة الحضارية الثالثة، أو مرحلة ما قبل السقوط النهائي، هي مرحلة غياب الإيمان، وبروز الشهوة، والغريزة، وانكسار الموازين الاجتماعية، واستباحة كل شيء وبكل الأساليب، وعندها تسقط الحضارة، وتموت الأمة، ويتم الاستبدال.

 

إن عدم خضوع الأمة المسلمة، للدورات الضارية بإطلاق، وقدرتها على الاستمرار، والتجاوز، والتجدد، والتجديد، والنهوض، من دون غيرها من الأمم والحضارات، يعني فيما يعني: أنها تمتلك الإمكان الحضاري الممتد، والمفقود في الحضارات الأخرى، السائدة منها، والبائدة، وذلك بامتلاكها النص السماوي السليم، الذي يشكل المعيار، وامتداد الأنموذج، المفعم بالإيمان، والإيثار، والإحسان، المتمثل بالطائفة القائمة على الحق، التي تمثل خميرة النهوض، بما تحمل من إيمان وفاعلية، إنما تمثل استمرار إنسان الواجب الذي يحفظ التوازن، ويعيد للحياة معناها المفقود، ويثير الاقتداء به، وهذا من ثمرات الخاتمية، الخلود، ومن لوازمها، إن صح التعبير.)(7).

 

نقطة الالتقاء:

و في ضوء ما سبق من تفسير الآيات وعلم الحضارات نستطع أن نرجح بعض الأمور الخلافية ونقول:

1- "كنتم" في هذه الآية تعني كنتم خير أمة في اللوح المحفوظ.

 

2- سبب الخيرية في هذه الأمة هو حفظ الله للقرآن كدستور لها.

 

3- وحيث أن الله سبحانه وتعالى في هذه الآية "كنتم خير أمة...." يخاطب أمة الإسلام التي كتابها القرآن أي يمكننا أن  نقول أن كلمة أمة هنا جاءت بمعنى الملة أو العقيدة أما آية "ولتكن منكم أمة...." فقد جاءت فيها كلمة أمة بمعني الجماعة من الناس.

 

4- يمكننا الآن أن نفهم لماذا قال تعالى أ’خرجت للناس فهو تعالى وحده الذي قدر وأنزل القرآن وتكفل بحفظه.

 

ولأن الله تكفل بحفظه فقد وعد من يأخذه بقوة من الأمم بالخيرية على كل الأمم وبذلك يمكننا تفسير قوله تعالى "كنتم خير أمة أخرجت للناس..." على النحو التالي:

أي كنتم يا أمة الإسلام كما أراد الله وكتب في اللوح المحفوظ خير حضارة بشرية أراد الله لها أن تكون على وجه الأرض وذلك بحفظ الله لدستور حياتكم ومنبع قيمكم ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9].

 

(ومما يدعم هذه الفكرة قوله تعالى، في أعقاب هزيمة أحد: ﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ﴾ [آل عمران: 139، 140]..أنه استعلاء الإيمان رغم سقوط، وهزيمة الأشياء، وعظم الانكسار.. وقوله تعالى في سورة البروج، بعد أن عرضت السورة لعذابات المؤمنين، تحريقهم بالأخدود، وشراسة الظالمين، وتقديم نماذج للظلم المتصاعد، قال تعالى: ﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ * فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ ﴾ [البروج: 17، 18] (طغيان واستبداد حاكم: فرعون. وتواطؤ وظلم أمة: ثمود)، ثم ختم السورة بقوله تعالى: ﴿ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ﴾ [البروج: 21، 22]، الأمر الذي يلمح منه الإنسان، أن الشدائد الشديدة، لا تنال من الأمة، ولا تسقطها، إذا حفظ لها عالم أفكارها، الذي يضمن القدرة على العود، لذلك فإن معركة إسقاط الأفكار، والغزو الثقافي، هي الأخطر دائماً، وعملياً.. وأن عملية التحريف والانتحال، والمغالاة، هي الأدهى والأمرّ..)(7).

 

الايجابية من أهم مقومات الحضارة في كتاب الله:

التفسير:

﴿ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ [آل عمران: 110].

 

تعريف المعروف والمنكر:

(وساعة تسمع كلمة "معروف" و"منكر" فإنك تجد أن اللفظ موضوع في المعنى الصحيح، فـ "المعروف" هو ما يتعارف الناس عليه ويتفاخرون به، ويَسُرُّ كل إنسان أن يعرف الآخرون عنه. "والمنكر" هو الذي ينكره الناس ويخجلون منه، فمظاهر الخير يحب كل إنسان أن يعرفها الآخرون عنه، ومظاهر الشر ينكرها كل إنسان.

 

إن مظاهر الخير محبوبة ومحمودة حتى عند المنحرف. فاللص نفسه عندما يوجد في مجلس لا يعرفه فيه أحد، ويسمع أن فلاناً قد سرق فإنه يعلن استنكاره لفعل اللص، إنه أمر منكر، حتى وإن كان هو يفعله. وهكذا تعرف أن "المعروف" و"المنكر" يخضعان لتقدير الفطرة. والفطرة السليمة تأتي للأمور الخيرة، وتجعلها متعارفا عليها بين الناس، وتنكر الفطرة السليمة الأمور المنكرة، حتى ممن يفعلها)(8).

 

و قد أجمع المفسرون على معنى واحد لتفسر هذا المقطع من الآية  وهو:

(فمن اتصف من هذه الأمّة بهذه الصفات دخل معهم في هذا المدح كما قال قتادة: بلغنا أنّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حجة حجها رأى من الناس دعة فقرأ هذه الآية ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ [آل عمران: 110] ثم قال من سره أن يكون من هذه الأمّة فليؤدّ شرط الله فيها رواه ابن جرير)(9) وخالف ذلك آخرون ومنهم السعدي فقال:

(لما كانت الآية السابقة وهي قوله: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾ [آل عمران: 104] أمرا منه تعالى لهذه الأمة، والأمر قد يمتثله المأمور ويقوم به، وقد لا يقوم به، أخبر في هذه الآية أن الأمة قد قامت بما أمرها الله بالقيام به، وامتثلت أمر ربها واستحقت الفضل على سائر الأمم.)(4)

 

و كان السؤال هنا لماذا ذكر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قبل الإيمان بالله؟

وكانت الإجابة من المفسرين كالتالي:

1- حتى تكون النية خالصة لله،و نورد فيه قول الشعراوي (ويورد الله مسألة الإيمان بالله من بعد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لماذا؟ لأنه من الجائز أن يوجد إنسان له صفات الأريحية والإنسانية ويأمر بالمعروف وينهي عن المنكر، ويصنع الخير، ويقدم الصدقات، ويقيم مؤسسات رعاية للمحتاجين والعاجزين سواء كانت صحية أو اقتصادية، لكنه يفعل ذلك من زاوية نفسه الإنسانية، لا من زاوية منهج الله، فيكون كل ما يفعله حابطا ولا يُعتَرفُ له بشيء لأنه لم يفعل ذلك في إطار الإيمان بالله، ولذلك فلا تظن أن الذي يصنع الخير دون إيمان بالله؛ فالله يجازي من كان على الإيمان به، وأن يكون الله في بال العبد ساعة يصنع الخير. فمن صنع خيرا من أجل الشهامة والإنسانية والجاه والمركز والسمعة فإنه ينال جزاءه ممن عمل له، ومادام قد صنع ذلك من أجل أن يقال عنه ذلك فقد قيل.)(8)

 

وأضاف إليها صاحب الظلال وصاحب الوسيط:

2- وضع ميزانا للقيم.

3- إعطاء قوة روحية للدعاة.

 

(ولا بد من الإيمان بالله ليوضع الميزان الصحيح للقيم، والتعريف الصحيح للمعروف والمنكر. فإن اصطلاح الجماعة وحده لا يكفي. فقد يعم الفساد حتى تضطرب الموازين وتختل. ولا بد من الرجوع إلى تصور ثابت للخير وللشر، وللفضيلة والرذيلة، وللمعروف والمنكر. يستند إلى قاعدة أخرى غير اصطلاح الناس في جيل من الأجيال.)(10)

 

(وهذا ما يحققه الإيمان، بإقامة تصور صحيح للوجود وعلاقته بخالقه. وللإنسان وغاية وجوده ومركزه الحقيقي في هذا الكون.. ومن هذا التصور العام تنبثق القواعد الأخلاقية. ومن الباعث على إرضاء الله وتوقي غضبه يندفع الناس لتحقيق هذه القواعد. ومن سلطان الله في الضمائر، وسلطان شريعته في المجتمع تقوم الحراسة على هذه القواعد كذلك.

 

ثم لا بد من الإيمان أيضا ليملك الدعاة إلى الخير، الآمرون بالمعروف، الناهون عن المنكر، أن يمضوا في هذا الطريق الشاق، ويحتملوا تكاليفه. وهم يواجهون طاغوت الشر في عنفوانه وجبروته).(2)

 

و ذكر في البحر المحيط ومفاتيح الغيب والوسيط وروح المعاني:

4- أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو الذي يصل إلى الناس فهو الأكثر تأثيرا.

 

(وقدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الإيمان، لأنّ الإيمان مشترك بين جميع الأمم، فليس المؤثر لحصول هذه الزيادة، بل المؤثر كونهم أقوى حالاً في الأمر والنهي)(11)

 

علم الحضارات:

يقول الكاتب عمر عبيد حسنه:(الأمر الذي يلمح منه الإنسان، أن الشدائد الشديدة، لا تنال من الأمة، ولا تسقطها، إذا حفظ لها عالم أفكارها، الذي يضمن القدرة على العود، لذلك فإن معركة إسقاط الأفكار، والغزو الثقافي، هي الأخطر دائماً، وعملياً.. وأن عملية التحريف والانتحال، والمغالاة، هي الأدهى والأمرّ.. ولذلك أيضاً، نرى أن حسبة الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، رسالة كل مسلم، وفريضة الأمة المسلمة، هي الحارس الأمين لعالم القيم، وتطبيقاتها في المجتمع، ونرى أن الدورات التجديدية على رأس كل مائة عام، التي أخبر عنها الصادق المصدوق، تأتي لتعيد تنقية عالم الأفكار، مما أحدث فيه من جديد (يبعث الله على رأس كل مائة عام، من يجدد لهذه الأمة أمر دينها ) (رواه أبو داود، في الملاحم)، ليبقى الإمكان الحضاري مستمراً.)(7)

 

ويقول الدكتور رائد مصطفى:

(لقد بلغت الحضارة الراشدة أوج يقظتها؛ بأنْ جعلت صحوة الضمائر فيها، صحوة عامة، وظاهرة مجتمعية، يتقاطر أفراد المجتمع جميعًا في دائرة الرقابة، والغيرة على الحضارة،وحمايتها. فهم آباؤها، وأبناؤها، وبُناتها، فكان من الطبيعي تضافر جهودهم في رعاية مسيرتها إلى الأمام والوسيلة التي انتهجتها الحضارة الواعية في تسديد خطاها؛ هي الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر؛ لتحقيق ما تصبو إليه.)(12).

 

(والمجتمع النابه؛ هو الذي يسهر على صون الحضارة من الانحراف، والزلل، ويصوّب خطأها، قبل أن يتحول إلى خطيئة يستعصي حلّها. وهو المجتمع الذي قامت روابطه، وولايته، وحبه لبعضه بعضًا، على أساس الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، اللذين يمثلان يقظة، وحرصًا على سلامة منارة الحضارة مضيئة، لا يغبّش نورَها غاشية، ولا يعكر زيَتها دَخن.)(13).

 

نقطة الالتقاء:

مما سبق يتضح لنا أن الله سبحانه وتعالى عندما تحدث عن الحضارة التي أراد لها العلو في الأرض نبهنا إلى أول وأهم مقومات الحضارة والحارث لها وهي الإيجابية المتمثلة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

 

وقلما تجد بحثا أو كتابا عن الحضارة يغفل هذه المسألة ولهذا  ذكرها  الله سبحانه وتعالى في آية "كنتم خير امة.."قبل الإيمان بالله واعتبرها صفة ملازمة لمن أراد أن ينتمي لخير أمة.

 

وهذا يتطابق تماما مع أقوال المفسرين جميعا.

 

الإيمان هو القوة الدافعة:

التفسير:

سبق أن ذكرنا أقوال المفسرين في قوله تعالى: ﴿ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ [آل عمران: 110] ونضيف إليه هنا قول صاحب الظلال:

(وهذا ما يحققه الإيمان، بإقامة تصور صحيح للوجود وعلاقته بخالقه. وللإنسان وغاية وجوده ومركزه الحقيقي في هذا الكون.. ومن هذا التصور العام تنبثق القواعد الأخلاقية).

 

ولا بد لنا هنا من تعريف الإيمان:

قال الشافعي رحمه الله: (وكان الإجماع من الصحابة والتابعين ومن بعدهم وممن أدركناهم يقولون "الإيمان قول وعمل ونية لا يجزي واحد من ثلاث إلا بالآخر").

 

أما مكونات الإيمان فهي:

عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ.)).

 

علم الحضارات:

مفهوم  الحضارة:

(هي ثمرة التفاعل بين الإنسان والكون والحياة).

 

تتشكل من جسم وروح:

الجسم هو: المنجزات المادية المتمثلة في المصانع، الطائرات، العمران...

 

الروح هو: العقائد والقيم المتجسدة في سلوكيات الأفراد والجماعات...(14)

 

(الصورة الحاضرة التي يبدعها الإنسان لما يعتقده في الكون، والحياة.)(13)

 

(الحضارة: "نظام اجتماعي يجمع بين العناصر المعنوية؛ كالأفكار، والعادات، والأعراف، والقيم، والأذواق، والمشاعر، والمفاهيم.

والعناصر المادية؛ كالحرف، والمعايش، والمكاسب والصناعات، والأطعمة، والألبسة، والوسائل، والأساليب.)

 

نقطة الالتقاء:

مما سبق نستطع أن نقول أن للحضارة جسد وروح وأن الروح هي التي تحرك الحضارة وتدفعها للنمو والاستمرار في الحياة وتمنحها القيم والأخلاق والثوابت التي ترجع اليها إذا حدث خلاف وأن هذه الروح في الحضارة التي كتب الله لها العلو في الأرض هي الإيمان. ويمكننا هنا أن نتحدث عن  دور الإيمان في الحضارة من جانبين:

أولا: الدفع الحضاري:

ومما يدعم ذلك ما قاله الدكتور مجدي الهلالي:

إن المعاني الإصلاحية الجيدة والفهم الصحيح لكثيرٍ من مسائل الدين التي أصبحت شائعة الآن بين المسلمين- مع أهميتها- إلا أنها لا تكفي وحدها لإحداث التغيير داخل الفرد ومن ثمَّ عودة الأمة إلى الله، بل لا بد أن يواكبها وجود ضامن وطريقة تتكفل بتنفيذها، وهذا الضامن إما خارجي أو داخلي.

 

الضامن الخارجي يكون من خلال التوجيه وشحذ الهمم، وكذلك من خلال قوة المتابعة، وهذا وحده لا يكفي لاستمرارية الفرد في التنفيذ لأنها مرتبطة باستمرار التوجيه والمتابعة في كل وقت، وهذا من المستحيل تحقيقه، ناهيك عن الأداء الشكلي الذي سيصاحب التنفيذ، ومن ثمَّ تظل الفجوة قائمة بين الواجب والواقع.

 

معنى ذلك أنه لا بد أن يكون الضامن الذي يضمن تنفيذ التوجيهات والتوصيات نابعًا من داخل الفرد، دافعًا له دومًا إلى التنفيذ طمعًا في نيل رضا الله ومثوبته.

 

وصدق مَن قال:

لا تنتهي الأنفس عن غيها ♦♦♦ ما لم يكن لها من نفسها دافع

 

الدافع الذاتي:

إذن فلكي يصبح السر أفضل من العلانية، والأعمال خير من الأقوال، لكي نصل إلى مرحلة الانتباه والإيجابية والتلهف للقيام بأي عملٍ يُرضي الله عزَّ وجل، لا بد من وجود دافعٍ داخلي وليس خارجيًّا، دافع يدفعنا باستمرار لفعل الصالحات وترك المنكرات لا بد من وجود قوةٍ روحيةٍ تتولد باستمرار داخلنا، تضبط تصرفاتنا، وتحثنا على فعل الخيرات وتطبيق التوصيات التي تُلقى على مسامعنا.

 

ومما لا شك فيه أن هذه القوة الروحية التي تحول الواجب إلى واقع، وتزيل الفجوة بين العلم والعمل، وتدفع الفرد إلى الفعل من تلقاء نفسه تحتاج إلى مصدر يقوم بتوليدها باستمرار داخل كيانه.

 

معنى ذلك أننا لو استطعنا الوصول إلى مصدر ومنبع متجدد لتلك القوة، فإن هذا من شأنه أن يقلل من الجهد المبذول، وفي نفس الوقت يزيد من الإنتاج كمًّا وكيفًا، وهذا ما فعله محمد- صلى الله عليه وسلم- بنجاحٍ باهرٍ مع الجيل الأول.

 

فما هو هذا المصدر وأين نجده؟! لنتفق أولاً على معنى القوة الروحية، والمطلوب منها ثم ننتقل بفضل الله وعونه للتعرف على مصدر توليدها.

 

ما المقصود بالقوة الروحية؟

المقصود بالقوة الروحية هي العزيمة التي تتولد داخل الفرد، والحالة التي تسيطر عليه عندما تتجاوب مشاعره مع أمر من الأمور، فيشعر وكأنَّ شيئًا من داخله يدفعه للقيام بفعل ما.

 

فعندما يستمع المرء إلى موعظةٍ بليغةٍ تتحدث عن ضرورةِ الإنفاق في سبيل الله، وعن الخير والثواب الذي يعود على المنفق في الدنيا والآخرة، تجده وقد تجاوبت مشاعره مع ما يسمعه، وتولدت داخله عزيمة تقوده ربما لإخراج كل ما في جيبه في تلك اللحظة.

 

وعندما يرى الواحد منا وهو يسير في طريقه رجلاً يقوم بضربِ ولدٍ صغير، والولد يجهش بالبكاء ويسترحم المارة ليكفوا بأس الرجل عنه، فإنه من المتوقع أن تستثار المشاعر وتتولد تلك القوة والعزيمة داخل النفس لتنتج تحركًا تجاه الحدث، ومحاولة لدفع الظلم عن الولد.

 

فالقوة الروحية إذن هي تلك الطاقة والعزيمة المتولدة من التأثير على مشاعر الإنسان، والتي من شأنها أن تدفعه للعمل.

 

هذه القوة تتولد بالفعل داخلنا وتدفعنا للعمل، ولكن ليس بصورةٍ دائمة، فمشاهدة مناظر مأساوية، أو رؤية فقير يتلوى من الجوع، أو قراءة في كتابٍ من كتب الرقائق، كل ذلك من شأنه أن يهز مشاعرنا، وقد يدفعنا للبكاء والعمل ولكن بصورةٍ وقتية، يعود المرء بعد انتهاء تأثيرها إلى سابق عهده.

 

المطلوب من القوة الروحية:

إذن لكي نستمر في حالة التوهج والانتباه، ومن ثمَّ القيام بالأعمال المطلوبة منا بذاتية وتلقائية، لابد أن تتولد داخلنا تلك القوة الروحية بصورة دائمة ومستمرة.

 

فكيف يتم ذلك؟

قد خلصنا مما سبق بيانه أنه لا بد من أن يكون الدافع الذي يدفع المرء للقيام بالعمل المطلوب منه دافعًا ذاتيًّا ينبع من داخله بصورة أساسية.

 

أي أن القوة الروحية المطلوبة ينبغي أن توفر باستمرار هذا الدافع الذاتي.

 

معنى ذلك أننا بحاجة إلى نبعٍ متجدد، ومصدرٍ دائمٍ لتوليد تلك القوة والدافع الذاتي لدى الأفراد.(16).

 

ثانيا: تأصيل القيم الحضارية:

بالنظر في الأحاديث التي ذكر فيها لفظ الإيمان نجد أنها ذكرت أهم الأسس الحضارية التي يفخر بها الغرب الآن والتي لا يتسع المجال لذكرها تفصيلا، ومنها:

• عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَان))

 

هذا الحديث جمع بين ذروة المعتقد  التوحيد، وأدنى ما ينبثق عنه؛ وهو مسألة النظافة التي أصبحت اليوم من أهمّ المظاهر الحضارية في الحياة العامة.كما ذكرت الحياء الذي هو من أهم سمات الإنسان المتحضر.

 

• عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرا أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم ضيفه) رواه البخاري ومسلم

 

وهنا نجد طيب الكلام وحسن المعاملة للضيف والجار.

 

كما أن أحاديث انتفاء الإيمان تنبهنا إلى جانب آخر ينبغي للإنسان المتحضر ألا يقع فيه:

• وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا: إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ) رواه البخاري (34) ومسلم (58).

 

إنها الأمانة والصدق والوفاء بالعهد والاعتدال في الخصومة وغيرها كثير في القران والسنة.

 

عالمية الإسلام وخطورة التكبر:

التفسير:

﴿ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [آل عمران: 110].

 

جاء رأي المفسرين هنا على ثلاثة أقوال:

1- أن هذا ذمٌ لأهل الكتاب لعدم إيمانهم بما جاء به محمد (ص)  وقال بذلك ابن كثير وغيره(11) (ومن لم يتصف بذلك أشبه أهل الكتاب الذين ذمّهم الله بقوله تعالى: ﴿ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ ﴾ [المائدة: 79] فعلوه الآية: ولهذا لما مدح تعالى هذه الأمّة على هذه الصفات شرع في ذم أهل الكتاب وتأنيبهم فقال تعالى: ﴿ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ ﴾ [آل عمران: 110] أي بما أنزل على محمد ﴿ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [آل عمران: 110] أي قليل منهم من يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم وأكثرهم على الضلالة والكفر والفسق والعصيان.

 

2- الأخبار أن أهل الكتاب لو آمنوا لكان خير لهم وقال بذلك صاحب أيسر التفاسير وغيره (17).

 

3- الدعوة لأهل الكتاب للإيمان ومنهم السعدي وغيره(11) (وفي هذا من دعوته بلطف الخطاب ما يدعوهم إلى الإيمان، ولكن لم يؤمن منهم إلا قليل، وأكثرهم الفاسقون الخارجون عن طاعة الله المعادون لأولياء الله بأنواع العداوة).

 

علم الحضارات:

حيث أن هذا المقطع من الآية ﴿ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ ﴾ [آل عمران: 110] يتحدث عن أهل الكتاب فيجدر بنا أن نذكر نظرة الإسلام كحضارة عالمية، إلى العالم كافة وإلى أهل الكتاب خاصة.

 

فإما أن نقبلهم لأن رسالة الإسلام للناس كافة وإما أن نرفضهم ونرى أنفسنا خيراً منهم فيكون السقوط كما كان لقوم عاد وثمود وغيرهم.

 

1- موقع أهل الكتاب من الحضارة الإسلامية:

(عالمية الرسالة الإسلامية تكون بعدم اختصاصها بجنس من الأجناس البشرية، وبعدم انحصار تطبيقها في إقليم خاص أو بيئة معينة، وبامتدادها أزماناً طويلة، تخلد فيها بعد العصر الذي فيه، وبدون ذلك لا يتحقق معنى العالمية في أي دعوة١٣. وتتجلى عالمية رسالة الحضارة الإسلامية من منطلقاتها الأولى التي حددت الهدف من رسالة محمد  وحددت مهمات هذه الرسالة.

 

فهدف رسالة محمد أن يكون رحمة للعالمين، فمن تعليمات هذه الرسالة أن يبلغ الناس جميعاً ويعلمهم على سواء قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [سبأ: 28].

 

ولما كانت هذه الرسالة ذات هدف عالمي شامل كان الرسول (صلى الله عليه وسلم) مأموراً بأن يخاطب بها الناس على وجه العموم، دون تعريف بين قوم وقوم، فكل من بلغته دعوته فهو داخل في عموم خطابه، سواء عاصر رسالته أم جاء بعدها، سواء نطق بلغته أم لم ينطق بها، قال تعالى: "﴿ قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ ﴾ [الأنبياء: 108، 109].

 

 

كما أن تعاليم الدين الإسلامي عالمية لأنها تُعِدُّ الإنسان لمستقبل خالد، والاعتقاد بإله واحد، يقود إلى إذابة كل مبدأ عرقي، أو شعور قومي، ومفهوم عالم ينظر إليه على أنه مجرة من جماعات شتى تلتف حول رسول الله  يؤدي إلى احترام سائر الشعوب والتسامح معها.)(18).

 

2-الاستكبار من عوامل سقوط الحضارات:

(مما لا شك فيه، أنّ القوَّة رمزٌ من رموز ازدهار الحضارة، وهي مطلب من مطالبها أيضًا، فالحضارة القويّة هي التي تستطيع أن تحمي نفسها من العوادي، وأن تبسط عباءته يمينًا ويسارًا. ولا يخامرني شكٌّ أنّ القوّة مَبْعَثٌ من بواعث الطغيان، والاستكبار أيضاً؛ إذا افتقدت الحضارة تصوّرًا يقوّمُ قوّتها، ويهدي مسيرتها.

 

لقد أشرت بوضوح في مقومات الحضارة إلى أنّ قوّة النظام السياسي في الحضارة عامل من عوامل نهوضها، وسبب من أسباب سعادتها. وحينما أتحدث هنا عن عوامل انهيار الحضارة، فإن القوة أحد هذه العوامل الرئيسة، أيضًا.

 

لقد حدثنا القرآن الكريم حديثا مطوّلا رائعًا عن حضارات بادت خضراؤها، واستؤصل وجودها من الحياة؛ بسبب اعتدادها بقوتها، لدرجة الغرور، واستكبرت استكبارًا؛ فلاقت حتفها بقوّة بأسها الطاغية، واستكبارها، فضعفها، وانهيارها؛ تمّثل في قوّتها الطاغية المستكبرة المغرورة.)(13).

 

نقطة الالتقاء:

مما سبق يتضح لنا أن:

1- الإشارة إلى أهل الكتاب في هذا المقطع من الآيات يأتي بمعنى الدعوة لهم للدخول في خير أمة-كما قال المفسرون- فالخيرية ليست حكرا على أحد وإنما هي لكل من قرر أن يحمل كتاب الله في قلبه ويعمل بما فيه ويدعو إليه وهذا يشير إلى ما ينبغي علينا أن نعامل عليه أهل الكتاب وغيرهم كمبدأ من مبادئ  حضارة الإسلام العالمية،فالله سبحانه وتعالى هو ربنا وربهم.

 

2- التنويه إلى أن منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون هو لتحذير الأمة من زيف الحضارات التي لا تقوم على الإيمان بالله، وعدم الانبهار بها، أو موالاة أهلها. ومنها الحضارة الغربية الحديثة التي لا دين لها ولذا وصفها تعالى بالفسق.

 

3- نقطة  ثالثة نلمحها في هذا لمقطع ألا وهي التحذير لأمة الإسلام من التكبر أو الاستعلاء على أهل الكتاب لأن الله نزع منهم الرسالة ومنحها أمة الإسلام، وذلك لإمكانية دخولهم في خير أمة إن هم أمنوا بالله.

 

4- الاستعلاء والتكبر في عالم الحضارات هو نقطة الانحدار لهذه الحضارات.

 

المراجع:

(1) من عناصر النهضة في الإسلام (ملامح من التربية الإسلامية) مجلة التسامح الإلكترونية (العدد الأول).

(2) في ظلال القرآن لسيد قطب.

(3) تفسير الماوردي.

(4) تفسير السعدي.

(5) تفسير مفاتيح الغيب.

(6) معجم الغني.

(7) عمر عبيد حسنه - من مقدمة كتاب الأمة - العدد46.

(8) تفسير الشعراوي.

(9) تفسير ابن كثير.

(10) تفسير الوسيط.

(11) تفسير البحر المحيط.

(12) الهمة في الدعوة إلى الله - عز وجل في القرآن الكريم بقلم: الدكتور رائد مصطفى.

(13) مقومات الحضارة وعوامل أفولها من منظور القرآن الكريم –رسالة ماجستير إعداد: عمار توفيق أحمد بدوي – فلسطين.

(14) د.سعيد بويزري (من محاضرة مقومات الحضارة الإنسانية المنشودة).

(15) الكيلاني، د.إبراهيم زيد، وآخرون: دراسات في الفكر العربي الإسلامي. (عمّان: 1991 م. ص 247 ).

- منتديات المنبر العلمي أهل السنة والجماعة.  (16) بقلم:د/ مجدي الهلالي.

(17) الجلالين - فتح القدير – الكشاف - أيسر التفاسير.

(18) دراسات إسلامية من موقع وزارة التعليم العالي السعودية.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • إعجاز القرآن وبلاغته
  • رحلة في إدراك طرف من إعجاز القرآن
  • التعليق على كتاب (الكتاب في الحضارة الإسلامية) للجبوري (1)
  • إنسانيات المزج بين الدين والقانون في الحضارة الإسلامية
  • فضل الإسلام وحضارة المسلمين (1)
  • عصور الحضارة فى القرآن
  • مفهوم الحضارة بالنسبة لي

مختارات من الشبكة

  • تطور منهج التوثيق في الحضارة الإسلامية وواقع التوثيق في الحضارة الحديثة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الحضارة الإسلامية ظلت الحضارة الأولى عالميًا لأكثر من عشرة قرون(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • الحضارة الإسلامية حضارة سلام لا إرهاب (PDF)(كتاب - موقع أ. د. مصطفى حلمي)
  • بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حول مفهوم الحضارة(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • الإعلام والحضارة الإسلامية(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • تاريخ النظم العلمي في الحضارة الإسلامية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الانبهار بالحضارة الغربية المادية (4)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • من مآثر الحضارة الإسلامية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الحضارة عند مالك بن نبي(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب