• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / أخلاق ودعوة
علامة باركود

الحفاظ على المال في التشريع الإسلامي

الحفاظ على المال في التشريع الإسلامي
الزهراء علي عباس محمد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 30/4/2012 ميلادي - 8/6/1433 هجري

الزيارات: 275260

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحفاظ على المال في التشريع الإسلامي

(مادة مرشحة للفوز بمسابقة كاتب الألوكة الثانية)

 

مقدمة

الحمد لله رب العالمين القائل ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾[1].


والصلاة والسلام على سيدنا محمد القائل (إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتًا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة؟ قال فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين)[2] وعلى آله وصحبه وسلم.

 

أما بعد:

إن المتتبع لتعاليم الإسلام في قرآنه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يخرج بنتيجة واضحة هي أنه دين للحياة بكل ما تحمله الكلمة من معاني، ولما كان الإسلام دينًا عمليًا ينظم بأحكامه - على أساس من الواقع - مقتضيات الحياة ويزاوج في الوقت نفسه بين مطالب الروح والجسم بميزان العدل والاستقامة، فقد رسم للروح طريق سعادتها وكان من الضروري أن يرسم للمادة طريق سعادتها، ولا عجب أن يكون للمال في النظام الإسلامي قيمة كبيرة، ومكانة مرموقة، وليس من ريب لأن في المال كل ما تتوقف عليه الحياة في أصلها وكمالها، وسعادتها وعزها من علم وصحة وقوة، واتساع عمران وسلطان ولا سبيل لذلك إلا بالمال. وقد نظر القرآن الكريم إلى الأموال هذه النظرة الواقعية فوصفها بأنها زينة الحياة الدنيا، وسوى في ذلك بينها وبين الأبناء، ووصفها بأنها قوام للناس، وقوام الشيء ما به يحفظ ويستقيم وهي - كما نرى - قوام المعاش والمصالح الخاصة والعامة.

 

وبعد استخارة الله واستشارة أهل الرأي قررت أن يكون الموضوع الذي أتناوله بالبحث في هذه الصفحات هو الحفاظ على المال في التشريع الإسلامي.

 

وقد قسمت بحثي إلى فصلين:

الفصل الأول: مقدمة في تعريفات لها صلة بالموضوع وقد تناولت فيه بعض المصطلحات التي لها صلة بالبحث مثل: الإسلام، المال، النقود، أهمية المال في الإسلام.

 

الفصل الثاني: الإسلام وكيفية المحافظة على المال من خلال التشريعات الإسلامية.

والله اسأل أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم إنه ولي ذلك والقادر عليه.

 

الفصل الأول

مصطلحات لها دلالة

قبل الحديث عن الحفاظ على المال في التشريع الإسلامي لابد من الوقوف مع تعريف مصطلحات لها صلة بالموضوع مثل تحديد مفهوم الإسلام، المال.

 

والأولوية تقتضي التعريف أولاً بالإسلام لأنه الأصل الذي تتم المرجعية إليه، ثم التعريف بالمال.

 

المبحث الأول

تعريف الإسلام

عندما تذكر كلمة الإسلام فإنها يراد بها عدة إطلاقات ويظهر هذا لنا من خلال الحديث عن:

المطلب الأول: الإسلام في اللغة:

إن أساس كلمة الإسلام في اللغة (سلم) وقد وردت (سلم) س ل م على معاني عدة:

(السُّلَّمُ بفتح اللام واحد السَّلاَليمِ التي يرتقى عليها، السِّلْمُ الصلح، والتَّسْلِيمُ بذل الرضا بالحكم، وأسلم أمره إلى الله أي سلم، وأسلم دخل في السَّلَمِ بفتحتين وهو الاستسلام، وأَسْلَم من الإسلام، والسلام الاسم من التسليم والسلام اسم من أسماء الله تعالى، والسلام البراءة من العيوب السَّلامَيَاتُ بفتح الميم عظام الأصابع واحدها سُلاَمَى، واسْتَلَمَ الحجر لمسه إما بالقبلة أو باليد)[3].

 

ورد أيضًا: (السَّلِيمُ اللديغ كأنهم تفاءلوا له بالسلامة، ومن حديث ابن عمر كان يَكْره أن يقال السَّلم بمعنى السَّلف ويقول الإسلامُ للّه عز وجل كأنه ضنَّ بالاسم الذي هو موضوع للطَّاعة والانْقِياد للّه عن أن يُسَمىَّ به غَيره وأن يستَعْمله في غَير طاعةِ اللّه)[4]

 

وبعد الإطلاع على ما ورد في مادة سلم في اللغة والتي هي أصل كلمة الإسلام يتبين أن معناها يدور حول محامد المعاني كالانقياد لله، والسلام للنفس والغير، والسلامة من العيوب، والرضا..الخ.

 

أما عن الإسلام كلفظ (فالإِسْلامُ الانقياد والإِسْلامُ من الشريعة إظهار الخضوع وإِظهار الشريعة والتزام ما أَتى به النبي وبذلك يُحْقَنُ الدم ويُسْتَدْفَعُ المكروه والإِسْلامُ باللسان والإِيمان بالقلب)[5].

 

وعلى هذا فإن المعنى اللغوي للإسلام يعطي معنى (التسليم والخضوع لأي شيء حسياً أو معنويَا، ويدخل فيه الاستسلام والخضوع لله تعالى وذلك بالإيمان به وحده خالقًا ومنعمًا ومحاسباً وبطاعته فيما يأمر به وينهى عنه، وبهذا الإطلاق اللغوي يكون جميع الأنبياء مسلمين لأنهم خضعوا واستسلموا لله تعالى قلبًا وقالباً، عقيدة وشريعة على الدين الذي جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بعقائده وجميع تكاليفه)[6]

 

المطلب الثاني: المعنى الاصطلاحي للإسلام:

عند البحث عن أي كلمة للوصول إلى معناها لا يمكن الاكتفاء بالبحث عن المعنى اللغوي فقط ولكن لابد من الرجوع إلى المعنى الاصطلاحي - للكلمة - كما اتفق عليه العلماء (وذلك أن المعاني الشرعية التي نقلت إليها الألفاظ العربية معاني مخصوصة تتفق في أصل الوضع اللغوي وتختلف بأنواع من التخصيص عن المعنى اللغوي الأول، فلفظ الإسلام والإيمان، والتوحيد، والشرك، والكفر، والصلاة، والصوم، والزكاة، والحج يختلف مدلولها الشرعي عن المدلول اللغوي. فلفظ الإيمان في لغة العرب يعني التصديق بخبر ما في أمر يغيب عن المخاطب، ونقل في لغة القرآن والسنة إلى التصديق بالغيب وهو الله، وكتبه، ورسالاته، والبعث بعد الموت، وسائر ما أخبرنا الله عنه من الغيب.

 

والصلاة في اللغة الدعاء، وهي في الشرع أدعية وأذكار مخصوصة تؤدى مع حركات مخصوصة وطهارة مخصوصة في أوقات مخصوصة.

 

والزكاة في اللغة هي الطهارة والنماء، ولكنها في الشرع إخراج مال مخصوص وفق أحكام مخصوصة.

 

والصوم في اللغة هو الإمساك مطلقاً، ولكنه في القرآن والسنة إمساك مخصوص في أوقات مخصوصة وهذا يعني أنه يجب تحديد المفهوم الشرعي للكلمة بعد فهم معناها اللغوي) [7]وعلى ذلك فالمعنى الاصطلاحي للإسلام يعطينا العديد من المدلولات منها:

1- (الدين كله الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من العقائد والأحكام قال تعالى: ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ ﴾[8]

 

وقوله تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ﴾[9] ولقوله صلى الله عليه وسلم بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان)[10].

 

2- الإسلام الذي سمي به الدين معناه الانقياد لله تعالى ظاهرًا وباطنًا والإخلاص له لقوله تعالى: ﴿ بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾[11]

 

3- الدين كله انقيادًا لله وإخلاصًا له ولذلك سمي إسلامًا لقوله تعالى: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾[12].

 

4- ويجيء الإسلام في لسان الشرع بمعنى الأعمال الظاهرة الدالة بحسب الظاهر على الانقياد والإذعان المبنية على التصديق التام كما جاء في حديث سؤال جبريل عليه السلام قال (يا محمد أخبرني عن الإسلام فقال رسول الله الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وان محمدًا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا قال جبريل صدقت)[13]

 

5- ويجيء الإسلام بمعنى الاستسلام في الظاهر دون الإيمان في القلب وهذا لا ينفع صاحبه لقوله تعالى: ﴿ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لاَ يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئا ﴾[14])[15]

 

(وقد روي علي بن إبراهيم عن أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه أنه قال في خطبة له لأنسبن الإسلام نسبة لم ينسبها أحد قبلي، الإسلام هو التسليم والتسليم هو اليقين واليقين هو التصديق والتصديق هو الإقرار والإقرار هو الأداء والأداء هو العمل ثم قال: إن المؤمن أخذ دينه عن ربه ولم يأخذه عن رأيه إن المؤمن من يعرف إيمانه في عمله وإن الكافر يعرف كفره بإنكاره أيها الناس دينكم دينكم فإن السيئة فيه خير من الحسنة في غيره إن السيئة فيه تغفر وإن الحسنة في غيره لا تقبل)[16] (فالإسلام هو ختم الرسالة وعمومها فقد ختم الله الرسالة بمحمد صلى الله عليه وسلم وجعل رسالته الرسالة العامة للجن والإنس والملائكة وجعل شريعته الشريعة الجامعة لما يحتاج إليه البشر فيما بقي آخر أطوارهم في وجودهم وهو طور رقيهم العقلي والعملي والعمراني فأغنت عما قبلها من الشرائع فكانت ناسخة لها ولهذا جعل آيته القرآن آية عقلية خالدة يخضع لها ويهتدي بها كل من سمعها وفهمها لقوله تعالى: ﴿ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ﴾[17] ولقوله تعالى: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً ﴾[18])[19] في ضوء ما سبق يتبين أن حقيقة الإسلام الذي نعنيه هي:

1- أن يستسلم المسلم لله لا لغيره فالمستسلم له ولغيره مشرك والممتنع عن الاستسلام له مستكبر وهذا هو حقيقة دين الإسلام الذي أرسل الله به رسله وأنزل به كتبه فقد كان الأنبياء جميعهم مبعوثين بدين الإسلام فهو الدين الذي لا يقبل الله غيره لا من الأولين ولا من الآخرين.

 

2- الإسلام هو ما يتضمنه كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم التي وردتنا بطريق صحيح، فهذا هو الحق الذي لا شائبة فيه، ولا يتطرق إليه خلل، ثم ما أجمعت عليه الأمة كلها لأن هذه الأمة لا تجتمع على ضلالة كما قال عليه الصلاة والسلام (إن الله تعالى لا يجمع أمتي على ضلالة)[20] وما سوى ذلك من رأي واجتهاد، فإنه يصيب ويخطئ، ولا يجوز حمل الناس على قول أحد إلا ما وافق كتاب الله وسنة رسوله.

 

3- وهدفه هو عبادة الله وحده لا شريك له، ونبذ ما يعبد من دون الله، والاستسلام والخضوع لأوامره قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾[21] والخلق جميعاً ومنهم الإنس والجن قد خلقوا لهذه الغاية قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾[22]

 

4- والإسلام نظام شامل كامل لتنظيم أعمال الإنسان جميعها على هذه الأرض، فهو أولاً يحدد عقيدة الإنسان وعمله تجاه خالقه سبحانه وتعالى، ثم عقيدته وعمله نحو أهل الإيمان ممن دخلوا في هذا الدين ثم عقيدته وعمله نحو كل مخلوقات الله التي تحيط بالإنسان في السماوات والأرض.... وفي كل هذه الأمور تأتي الأحكام الشرعية التكليفية الخمسة: الوجوب والندب، والإباحة، والتحريم، والكراهة)[23] (وينضوي الإنسان تحت راية الإسلام عندما تصح عقيدته وتخلص من كل شائبة من شوائب الشرك والنفاق، فالإسلام بمفهومه القرآني المشرق اسم للدين الإلهي الذي جاء به جميع الأنبياء والرسل وانتسب إليه أتباعهم جميعًا والتي تتلخص في التوحيد الخالص لله الواحد الأحد، فعلاقة الإسلام إذًا بالأديان الأخرى علاقة الشيء بنفسه ما دام جوهره هو جوهر كل الرسالات، كما أن علاقة الإسلام كشريعة للرسول صلى الله عليه وسلم بالأديان الأخرى تقوم على أساس تصديق القرآن لما بين يديه من الكتب والهيمنة عليها، وهذه العلاقة تأخذ اتجاهين واضحين الأول علاقة الإسلام بالشرائع السماوية قبل تطورها وتغيرها فالقرآن جاء مصدقًا لما بين يديه من الكتب وقد أخذ رب العزة الميثاق على كل نبي إذا جاءه رسول مصدق لما معه أن ينصره وتصديق الكتب المتأخرة للمتقدمة لا يعني أنها لا تغير منها شيئًا ففي كل شريعة عنصران ضروريان للدعوة يربط حاضرها بماضيها وآخر غير مستمر ويقوم بالتجديد بما يتناسب مع تطورها والاتجاه الثاني وهو علاقة الإسلام بالأديان بعد تغيرها ويمثل ذلك الحراسة الأمينة عليها والحماية لها من الدخيل الذي يدس عليها وإبراز ما تدعوا إليه الحاجة من حقائق قد أخفيت)[24].

 

المطلب الثالث: الإسلام كما ورد في القرآن الكريم:

وردت كلمة الإسلام في القرآن الكريم بالعديد من المشتقات نحو أربع وسبعين مرة للمفرد والمثنى والجمع بنوعيه والمخاطب والغائب والمتكلم وللفعل الماضي والمضارع والأمر. ولا غرابة في ذلك العدد وكثرته فتسمية المسلمين هي عين تسمية دينهم منذ أن سماهم بذلك سيدنا إبراهيم عليه السلام قال تعالى: ﴿.. مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ.... ﴾ [25]خلافًا لليهود الذين أسلموا لله واسم ديانتهم اليهودية والنصارى الذين أسلموا لله لكن اسم ديانتهم النصرانية..

 

ووردت كلمة الإسلام في القرآن الكريم بلفظها في ست آيات وهي:

1- قال تعالى: ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾[26].

 

2- قال تعالى: ﴿ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾[27]

3- قال تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ﴾[28].

4- قال تعالى: ﴿ فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ ﴾[29].

5- قال تعالى: ﴿ أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ ﴾[30].

6- قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾[31].

 

من خلال حديث القرآن عن الدين والإسلام يتبن أن القرآن الكريم يثبت أن الإسلام هو الدين عند الله فلا يقبل الله غيره..

 

ومن المعروف للدارسين أن الأديان نوعان:

1- أديان سماوية أو كتابية، على معنى أن لها كتابًا نزل من السماء، يحمل هداية الله للبشر، مثل اليهودية التي أنزل الله فيها كتابه التوراة على رسوله موسى عليه السلام، ومثل النصرانية التي أنزل الله فيها كتابه الإنجيل على رسوله المسيح عيسى عليه السلام، ومثل الإسلام الذي أنزل الله فيه القرآن على خاتم رسله وأنبيائه محمد عليه الصلاة والسلام.

 

2- أديان وثنية أو وضعية[32]، تنسب إلى الأرض لا السماء، وإلى البشر لا إلى الله مثل (البوذية) في الصين واليابان، و(الهندوسية) في الهند، و(المجوسية) في فارس قديما، وغيرها من الأديان في آسيا وأفريقيا. فهي إما من وضع البشر أساسًا مثل البوذية، وإما أن يكون لها كتاب في الأصل ثم ضاع ولم يبق له أثر، كما في المجوسية قال تعالى: ﴿ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾[33].

 

وفرق ما بين الإسلام والأديان الكتابية الأخرى: أن الله تعالى حفظ أصول الإسلام ومصادره بوصفه الرسالة الأخيرة للبشر، فلم يصبها تحريف ولا تبديل، في حين لم يحفظ مصادر الأديان الأخرى وكتبها المقدسة، فحرفت وبدلت، أو ضاعت)[34] وبذلك يكون الدين الإسلامي هو الوحيد الآن الذي يتصف بالصدق وربانية المصدر وبذلك يكون هو الدين الوحيد القادر على حل مشاكل البشرية بل والكون كله لأنه منزل من الخالق العالم ببواطن الأمور فلا يصح أن يحكم البشر إلا بشريعة رب البشر ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾[35] وبذلك يكون الدين الوحيد الموكول إلى أحكامه وتشريعاته تسير الحياة والمحافظة على ما فيها من خيرات.

 

المطلب الرابع: الإسلام والسنة المشرفة:

(السنة هي)[36]: المنهج النبوي المفصل في تعليم الإسلام وتطبيقه وتربية الأمة عليه، والذي يتجسد فيه قوله تعالى: ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ ﴾[37] ويتمثل ذلك في أقواله صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريراته فالسنة: هي المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن الكريم، حيث أن القرآن هو الدستور الذي يحوي الأصول والقواعد الأساسية للإسلام - عقائده وعباداته، وأخلاقه، ومعاملاته، وآدابه - والسنة: هي البيان النظري والتطبيق العملي للقرآن في ذلك كله، ولهذا يجب إتباعها والعمل بما جاءت به من أحكام وتوجيهات، وطاعة الرسول فيها واجبة، كما يطاع فيما بلغه من آيات القرآن دل على ذلك القرآن، ودلت على ذلك السنة نفسها ودل على ذلك إجماع الأمة ودل على ذلك العقل والنظر)[38] وإذا كانت السنة المشرفة هي عين أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم، وأقواله، وما أقره أو رفضه أو سكت عنه، فهي بذلك تمثل عين الإسلام وإذا كان حديثنا حول الإسلام - كلفظ - فإن حصر كل ما جاء في السنة المشرفة عن هذا اللفظ - لفظ الإسلام - من الصعوبة بمكان فإن حديثنا عن الإسلام في السنة المشرفة سيكون من خلال الاقتصار على لفظ الإسلام الوارد في بعض الأحاديث التي تبين حقيقة الإسلام، وأخلاقه، وكيف يكون المسلم مسلمًا حقًا ومن ذلك:

1- عرف النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام بقوله (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان)[39]

 

2- وضح فلاح من أسلم وكان عيشه كفافًا وقنع به بقوله (أفلح من هدي إلى الإسلام وكان عيشه كفافًا وقنع به)[40].

 

3- بين منزلة من يقوم بالحراسة وذلك للمحافظة علي الإسلام وأهله (حرم على عينين أن تنالهما النار: عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس الإسلام وأهله من أهل الكفر)[41].

 

4- ذكر أن الإسلام وسيلة الحفظ فقال (اللهم احفظني بالإسلام قائمًا واحفظني بالإسلام قاعدًا واحفظني بالإسلام راقدًا ولا تشمت بي عدوًا ولا حاسدًا اللهم إني أسألك من كل خير خزائنه بيدك وأعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك)[42].

 

5- وساق البشارة بانتشار الإسلام وزيادة الرزق والمال بقوله (إن الله استقبل بي الشام وولى ظهري اليمن وقال لي: يا محمد إني جعلت لك ما تجاهك غنيمة ورزقًا وما خلف ظهرك مددًا ولا يزال الإسلام يزيد، وينقص الشرك وأهله حتى تسير المرأتان لا تخشيان إلا جورًا والذي نفسي بيده لا تذهب الأيام والليالي حتى يبلغ هذا الدين مبلغ هذا النجم)[43] وقال أيضاً (إن الله ناصركم ومعطيكم حتى تسير الظعينة فيما بين يثرب والحيرة وأكثر ما يخاف على مطيتها السرق)[44].

 

6- وبين الرسول - صلى عليه وسلم - الفارق الكبير بين الجهاد في الإسلام والمعارك الحربية في أي مجتمع آخر وذلك من خلال الوصايا للمسلمين الفاتحين في الدعوة إلى الإسلام للمحافظة على الأرواح والأجساد والأموال يقول صلى الله عليه وسلم (اغزوا باسم الله وفي سبيل الله، وقاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدًا، وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم: ادعهم إلى الإسلام فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، ثم ادعهم أن التحول من دارهم إلى دار المهاجرين وأخبرهم أنهم إن فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين فإن أبوا أن يتحولوا منها فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء إلا أن يجاهدوا مع المسلمين فإن هم أبوا، فسلهم الجزية فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، فإن أبوا فاستعن بالله وقاتلهم وإذا حاصرت أهل حصن وأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه فلا تجعل لهم ذمة الله ولا ذمة نبيه ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك فإنكم إن تخفروا ذممكم وذمم أصحابكم أهون من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله وإذا حاصرت أهل الحصن فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله فلا تنزلهم على حكم الله ولكن أنزلهم على حكمك فإنك لا تدري أتصيب حكم الله فيهم أم لا)[45].

 

7- علمنا أن الإسلام دين الاتحاد فقال (.. من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يراجع، ومن دعا بدعوة الجاهلية فهو من جثاء جهنم وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم فادعوا بدعوة الله التي سماكم بها المسلمين المؤمنين عباد الله)[46].

 

8- بين لنا جانبًا من الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها المسلم تجاه أخوته من المسلمين فقال (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه)[47].

 

9- بشر بظهور الإسلام وعودته لقيادة الدنيا آخر الزمان بقوله (ليس بيني وبين عيسى نبي وإنه نازل فإذا رأيتموه فاعرفوه رجل مربوع إلى الحمرة والبياض ينزل بين ممصرتين كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل فيقاتل الناس على الإسلام فيدق الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام ويهلك المسيح الدجال فيمكث في الأرض أربعين سنة ثم يتوفى فيصلي عليه المسلمون)[48] هذه بعض من أحاديث نبي الإسلام ألقينا الضوء من خلالها على بعض من جوانب التعليمات الإسلامية من خلال لفظ الإسلام التي تتناول فرائض الإسلام وبعض من أخلاقه وتعليماته والتبشير بانتشاره وبقائه على الأبد وفي هذا إشارة إلى تواصل ظهور أدلة صدق وإعجاز الدين الإسلامي منذ ظهوره وإلى قيام الساعة ما يجعلنا نلمس ذلك في فشل جميع الديانات والأنظمة الوضعية في إسعاد البشرية كما نلمسه في مناداة رجال الفكر والمثقفين والباحثين بضرورة البحث عن حلول أخرى تساهم في خروج البشرية من معاناتها فلا توجد تلك الحلول إلا في الدين الإسلامي.

 

المبحث الثاني

مفهوم المال

المطلب الأول: المال في اللغة:

(تمول الرجل: صار ذا مال، مول فلانا تمويلا: صيره ذا مال، المال: كل ما يملكه الفرد أو تملكه. الجماعة من متاع أو عروض تجارة أو عقار أو نقود أو حيوان) [49] (فالمال عند العرب يشمل كل ما يرغب الناس في اقتنائه وامتلاكه من الأِشياء فالإبل مال، والبقر مال، والغنم مال، والضياع مال، والنخيل مال، والذهب والفضة مال، ولهذا قالت المعاجم العربية المال: ما ملكته من جميع الأشياء القاموس المحيط: 4/52 ولسان العرب: باب اللام، فصل: الميم)[50] (وهو يذكر ويؤنث والجمع أموال، قال ثعلب: إن أقل المال عند العرب ما تجب فيه الزكاة وما نقص عن ذلك لا يقع عليه اسم مال) [51] (فكل ما يقتنى ويحوزه الإنسان بالفعل، سواء أكان عينا أم منفعة كذهب أو فضة أو نبات أو منافع الشيء كالركوب واللبس والسكنى، أما ما لا يحوزه الإنسان فلا يسمى مالا كالطير في الهواء والسمك في الماء)[52].

 

المطلب الثاني: مفهوم المال في اصطلاح الفقهاء:

للفقهاء في تحديد المعنى الاصطلاحي للمال اتجاهين وهما:

الاتجاه الأول:

للحنفية: أن المال هو (كل ما يمكنحيازته وإحرازه وينتفع به عادة إذا توافر عنصران:

1- إمكان الحيازة والإحراز: فلا يعد مالاً مالا يمكن حيازته كالأمور المعنوية مثل العلم والصحة.

2- إمكان الانتفاع به عادة: فكل ما لا يمكن الانتفاع به أصلًا، كلحم الميت والطعام المسموم أو الفاسد، أو ينتفع به انتفاعا لا يعتد به عادة عند الناس، كقطرة ماء، لا يعد مالا ويجب أن يكون هذا المال المكتسب عن طريق الحلال.

 

الاتجاه الثاني: جمهور الفقهاء:

1- أن يكون الشيء له قيمة بين الناس: وهذه القيمة تثبت بوجوب الضمان على من اتلفه سواء أكانت قليله أم كثيرة.

2- أن يكون الشيء له قيمة بين الناس: وهذه القيمة تثبت بوجه أن يكون الشيء قد أباح الشارع الحكيم الانتفاع به في حال السعة والاختيار، كالحيوانات والعقارات، أما إذا كان الشارع الحكيم قد حرم الانتفاع به كالخمر والخنزير والميتة فإنه لا يكون مالًا.

 

ثمرة الخلاف بين الاتجاهين:

1- بالنسبة للمنافع، الحنفية لا يعتبرون المنافع أموالا، لأنه لا يمكن حيازة المنفعة, إذ هي شيء معنوي لا يتصور وضع اليد عليه استقلالا. بينما يرى الجمهور أن المنافع من الأموال؛ لأن المنافع أساس التقويم في الأموال كسكنى الدار وركوب السيارة. فمن غصب شيئا وانتفع به مده ثم رده إلى صاحبه فإنه على رأى جمهور الفقهاء يضمن قيمة المنفعة، وعلى رأى الحنفية لا ضمان عليه، غير أنهم استثنوا حالات معينة يوجبون فيها الضمان وهي:

♦ أن يكون المغصوب عينا موقوفة.

♦ أن يكون المغصوب مملوكا ليتيم.

♦ أن يكون المغصوب شيئاً معدا للاستغلال كعقار معد للإيجار.

 

2-الخمر والخنزير: يرى الحنفية أنهما أموالا، لأنهما مما يتعامل فيه غير المسلمين أما جمهورالفقهاء فيرون عدم اعتبارهما أموالا سواء بالنسبة للمسلم أو غيرة، لعدم إباحة الاسلام الانتفاع بهما، وغير المسلم في دولة الاسلام حكمه كحكم المسلمين له مالهم وعليه ما عليهم)[53]

 

المطلب الثالث: المال في القانون:

(الحق ذو القيمة المالية، أيا كان هذا الحق سواء كان عينيا أم شخصيا أم حقا من الحقوق الادبية أو الفنية او الصناعية)[54].

 

ومن الألفاظ ذات الصلة النقود:

(يعرف الاقتصاديون النقود بأنها أي شيء مقبول قبولاً عاماً للدفع من أجل الحصول على السلع أو الخدمات الاقتصادية، أو من أجل إعادة دفع الديون، فمثلاً عند القول إن الدينار يعد نقداً فهذا صحيح أو أن نقول الشيكات هي نقود)[55].

 

(فهي كل ما يتمتع بقبول عام، أي بقبول من كل أفراد المجتمع لها كوسيط في مبادلة السلع والخدمات، فالنقود أداة اجتماعية لها تاريخها. والنقود ظاهرة اجتماعية، كونها جزءاً لا يتجزأ من النشاط الاقتصادي، الذي هو بطبيعته نشاط اجتماعي، وهي لا تتمتع بصفتها هذه إلا بقبول أفراد المجتمع لها، هذا القبول الذي تحقق من خلال عملية تاريخية طويلة..)[56]

 

المطلب الرابع: المال في القران:

(ذكر لفظ "المال" في القرآن الكريم ستا وثمانون مرة، مفردًا وجمعًا، معرفًا ومنكرًا، مضافًا ومنقطعًا عن الإضافة، ولا شك أن دوران المال بهذه الكثرة في كتاب الله دليل على النظرة الخاصة للإسلام والاهتمام الشديد به)[57].

 

نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:

1- قال تعالى: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ... ﴾[58]

2- قال تعالى: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ... ﴾[59]

3- قال تعالى: ﴿ أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ ﴾[60]

4- قال تعالى: ﴿.... وَآَتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آَتَاكُمْ... ﴾ [61]

5- قال تعالى: ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ﴾[62]

6- قال تعالى: ﴿ أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ ﴾[63]

 

من الآيات السابقة يتبين اهتمام الإسلام وذكره للمال في آيات يتعبد بها المسلمون ليل نهار إلى يوم القيامة وهذا ما سنقف معه في مبحث قادم إن شاء الله.

 

المطلب الخامس: المال في السنة:

حظيت كلمة المال - بلفظها - بورودها في عديد من الأحاديث النبوية الشريفة ومن ذلك:

1- أن المال من أول ما يحاسب عليه العبد يوم الدين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه وعن علمه ما فعل فيه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن جسمه فيم أبلاه) [64]

 

2- أن البركة في المال باشتراط الحل في تحصيله قال صلى الله عليه وسلم (إن الدنيا حلوة خضرة فمن أصاب منها شيئا من حله فذاك الذي يبارك له فيه وكم من متخوض في مال الله ومال رسوله له النار يوم القيامة) [65]

 

3- إظهار الفطرة البشرية في حب المال بقوله (لو كان لابن آدم واد من مال لابتغى إليه ثانيا ولو كان له واديان لابتغى لهما ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب) [66]

 

4- إدراج الدور والعقارات تحت مسمى المال بقوله (من باع منكم دارا أو عقارا فليعلم أنه مال قمن أن لا يبارك له فيه إلا أن يجعله في مثله) [67]

 

5- بيان أن المال مال الله بقوله (من وجد لقطة فليشهد ذوي عدل ولا يكتم ولا يعبث فإن وجد صاحبها فليردها عليه وإلا فهو مال الله يؤتيه من يشاء) [68]

 

6- أن المال ليس هدفا في ذاته وإنما للإنفاق ودوران عجلة الاستثمار بقوله (من كان له مال فلير عليه أثره) [69]، وقوله (يا معشر المهاجرين والأنصار! إن من إخوانكم قوما ليس لهم مال ولا عشيرة فليضم أحدكم إليه الرجلين أو الثلاثة)[70]

 

7- تعظيم حرمة مال المسلم (لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه) [71]وقوله (من حلف على يمين مصبورة كاذبًا متعمدًا ليقتطع بها مال أخيه المسلم فليتبوأ مقعده من النار) [72]

 

8- الصدقات وإن كانت بإخراج جزء من المال إلا أنها زيادة ونماء بقوله (ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله) [73]

 

9- أن لإخراج زكاة المال شروطاً بقوله (لا زكاة في مال حتى يحول عليه الحول) [74]

 

10- أهمية المال إذا استخدم لنصرة الإسلام بقوله (ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر) [75]

 

11- بيان خير مال المسلم وقت الفتن (يوشك أن يكون خير مال المسلم غنما يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن) [76]وغير ذلك من أحاديث تناولت المال وتنظيمه في الإسلام.

 

المبحث الثالث

أهمية المال في الإسلام

المال في الإسلام يعتبر عصب الحياة ولا يمكن أن تتقدم الحياة بدونه، وقد حرصت الشريعة على حفظ المال كأحد مقاصدها الأساسية لأنه من خلال الثروة يستطيع الإنسان أن يحقق الخير لنفسه ولمجتمعه لذلك يجب التصرف فيه على نحو سليم كما تحدث القرآن عن المال ووصفه بأنه خير قال تعالى: ﴿ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ﴾[77]وأنه زينة قال تعالى: ﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ﴾[78] وهو ضرورة لإعمار الأرض استجابة لأمر الله قال تعالى: ﴿ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ ﴾[79] أي طلب منكم عمارتها والتعمير هنا يعني صنع حضارة بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ على المستويات المادية والأخلاقية والروحية والاجتماعية قال تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ﴾[80] فجعلها ربنا نعمة وطلب الشكر عليها، وتحدث عن الأنبياء فقال: ﴿ وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ ﴾[81]، وعاب على الكافرين قولهم ﴿ وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا ﴾[82]، وقال (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ ﴾[83]، وذكر في معرض امتنانه على عباده وتذكيرهم بنعمه عليهم فقال: ﴿ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا وَعِنَبًا وَقَضْبًا وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا وَحَدَائِقَ غُلْبًا وَفَاكِهَةً وَأَبًّا مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ ﴾[84]وقال: ﴿ أَمْ مَنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ ﴾[85]، وقال: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ ﴾[86]، وقال: ﴿ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾[87]، وقال: ﴿ وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ ﴾[88]، وقال: ﴿ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ ﴾[89]، وقال: ﴿ وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ... ﴾[90]، وقال: ﴿ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ..... ﴾[91].

 

وهنا كلمات طيبة جامعة للإمام ابن القيم عن المال ننقلها ففيها إفادات جمة: (وأعلم الله سبحانه أنه جعل المال قواماً للأنفس وأمر بحفظها، ونهى أن يأتي السفهاء من الرجال، والنساء، والأولاد وغيرهم، ومدحه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله (نعم المال الصالح للمرء الصالح)[92].

 

وقال ابن المسيب: لا خير فيمن لا يريد جمع المال من حله يكف به وجهه عن الناس، ويصل رحمه، ويعطى حقه، وقال أبو إسحاق السبيعي: كانوا يرون السعة عوناً على الدين، وقال محمد بن المنكدر: نعم العون على التٌقي الغنى، وقال سفيان الثوري: المال في زمننا هذا سلاح المؤمن، وقال يوسف بن سباط: ما كان المال في زمان منذ خلقت الدنيا انفع منه في هذا الزمن، والخير كالخيل لرجل ستر وعلى رجل وزر، قالوا: وقد جعل الله سبحانه المال سبباً لحفظ البدن، وحفظه سبب لحفظ النفس التي هي محل معرفة الله والإيمان به وتصديق رسله ومحبته والإنابة إليه، فهو سبب عمارة الدنيا والآخرة، وإنما يذم منه ما استخرج من غير وجهه وصرف في غير حقه، واستعبد صاحبه، وملك قلبه، وشغله عن الله والدار الآخرة, فيذم منه ما يتوصل به صاحبه إلى المقاصد الفاسدة، أو شغله عن المقاصد المحمودة، فالذم للجاعل لا للمجعول، قالوا: من فوائد المال أنه قوام العبادات والطاعات، وبه قام سوق بر الحج والجهاد، وبه حصل الإنفاق الواجب والمستحب، وبه حصلت قربات العتق والوقف وبناء المساجد والقناطر وغيره، وبه يتوصل إلى النكاح الذي هو أفضل من التخلي لنوافل العبادات، وعليه قام سوق المروءة، وبه ظهرت صفحة الجود والسخاء، وبه وقيت الأعراض وبه اكتسبت الإخوان والأصدقاء، وبه توصل الأبرار إلى درجات العلى ومرافقة الذين أنعم الله عليهم، فهو مرقاة، يصعد بها إلى أعلى غرف الجنة، ويهبط منها إلى أسفل سافلين، وهو مقيم مجد الماجد، كان بعض السلف يقول: لا مجد إلا بفعال ولا فعال إلا بمال، وكان بعضهم يقول: اللهم إني من عبادك الذين لا يصلحهم إلا الغنى، وهو من أسباب رضا الله عن العبد كما كان من أسباب سخطه عليه، وهذا الزبير وعبد الرحمن بن عوف، من أفضل جمهور الصحابة مع الغنى والوافر تأثيرهما في الدين أعظم من تأثير أهل الصفة، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إضاعته، واخبر أن ترك الرجل ورثته أغنياء خير له من تركهم فقراء، وأخبر أن صاحب المال لن ينفق نفقة يبتغى بها وجه الله إلا ازداد بها درجة ورفعة، وقد استعاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفقر وقرنه بالكفر فالخير نوعان: خير الآخرة والكفر مضاده، وخير الدنيا والفقر مضاده فالفقر سبب عذاب الدنيا، والكفر سبب عذاب الآخرة والله سبحانه وتعالى جعل إعطاء الزكاة وظيفة الأغنياء، وأخذها وظيفة الفقراء، وفرق بين اليدين شرعاً وقدراً، وجعل يد المعطي أعلى من الآخذ وجعل الزكاة أوساخ المال، ولذلك حرمها على أطيب خلقه وعلى آله صيانة لهم وتشريفاً ورفعاً لأقدارهم)[93] فإذا عدم الكائن الحي المادة التي هي قوام نفسه لم تدم له حياة، وإذا تعذر منها شيء عليه لحقه من الوهن والضعف والاختلال بقدر ما تعذر منها عليه لأن الشيء القائم بغيره يكمل بكماله ويختل باختلاله والمال نعمة من الله به قوام الحياة، أمر الله بالسعي لجمعه من حلال وإنفاقه في حلال فالمال ليس مرفوضًا لذاته بل قد يكون فيه الخير الكثير قال صلى الله عليه وسلم (إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعمل لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل.... الحديث)[94] كما أن على العبد أن يصلح دنياه ليحقق خلافة الله في الأرض كما أن الدنيا الأساس للآخرة (وليس التشمر في الدنيا مقصورًا على المعاد دون المعاش بل المعاش ذريعة إلى المعاد ومعين عليه فالدنيا مزرعة الآخرة ومدرجة إليها ولن ينال رتبة الاقتصاد من لم يلازم في طلب المعيشة منهج السداد ولن ينتهض من طلب الدنيا وسيلة إلى الآخرة وذريعة ما لم يتأدب في طلبها بآداب الشريعة، قال أبو سليمان الداراني: ليس العبادة عندنا أن تصف قدميك وغيرك يقوت لك ولكن ابدأ برغيفيك فأحرزهما ثم تعبد فالمال من أعظم النعم في الدين والدنيا، قال لقمان الحكيم لابنه: يا بني استغن بالكسب الحلال عن الفقر فإنه ما افتقر أحد قط إلا أصابه ثلاث خصال رقة في دينه وضعف في عقله وذهاب مروءته وأعظم من هذه الثلاث استخفاف الناس به، وهذه وصية لأحد المخضرمين يقول: تخير الأوقات وأنت قليل الهموم، وصفر من الغموم من وصية أبو تمام) [95](وهذا آخر يقول إذا عارضك الضجر فأرح نفسك، ولا تعمل إلا وأنت فارغ القلب، ولا تنظم إلا بشهوة فإن الشهوة نعم المعين على حسن النظم) [96]، (ويوضح لنا الغزالي ذلك فيقول إن من عارضته شوائب الهموم لا يسلم له رأي ولا يستقيم له خاطر، وكان كسرى إذا دهمه أمر بعث إلى مزاربته (مستشاريه) فاستشاره فإذا قصروا بالرأي ضرب قهارمته (أي المسئولين عن التموين) وقال أبطأتم بأرزاقهم فأخطئوا في أرائهم، وقال الشافعي لا تشاور من ليس في بيته دقيق فإنه موله العقل كما قال:

لا يدرك الحكمة من عمره
من يكدح في مصلحة الأهل
ولا ينال العلم إلا فتى
خال من الأفكار والشغل
لو أن لقمان الحكيم الذي
سارت به الركبان بالفضل
بلي بفقر وعيال لما
فرق بين التبن والبقل

 

كان عبد الله بن عباس إذا طعم شكر الله أن منحه الشهية القابلة، والمعدة الهاضمة، كما يشكره على الغداء الميسور الذي تناوله وصدق عبد الله، فإن الخير المسوق إنما يشعر به من يفيد منه.

 

والجسم المتفتح للحياة له إيحاء مليء بالتفاؤل والإقبال، ولذلك قال الشاعر:

صح جسمًا فشاقت الأرض
عينيه جمالاً وفتنة وضياء
صح نفسًا فشاهت الناس
حتى كره الأرض حوله والسماء
عجبًا للحياة ما سر منها
جانب ترتضيه إلا أساء

 

وكم تضطرب أحكام الإنسان على الأمور، لأن أوجاعًا استبدت به وأرهقت أعصابه روي عن أبي ذر أنه قال: عجبت لمن لا يجد القوت في بيته كيف لا يخرج على الناس شاهرًا سيفه)[97]، (والملحوظ أن الإنسان السوي القوي أشد تجاوبًا مع الحياة وأقدر على تذوقها، وأداء رسالتها وإقامة حق الله فيها)[98]

 

هكذا بين الإسلام أهمية المال وبين كيف أن الإنسان عليه أن يسعى لتحقيق خلافة الله في الأرض وأن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وليس هذا كمن يخرج علينا بنظريات تهاجم المال وتسفه الأغنياء وتقلل حتى من فرص دخولهم للجنة وهذا عامل مهم من عوامل تثبيط الناس وإحباط الكثير منهم عن السعي ففي معتقدهم أن من كثر ماله في الدنيا بعيد عن دخول الجنة وهذا خطأ كبير كما بينا فليست المشكلة في جمع المال ولكن المشكلة في كيفية جمع المال وفي كيفية التعامل معه بعد هذا الجمع لذلك سن الإسلام من التشريعات ما يحفظ المال.

 

الفصل الثاني

الحفاظ على المال في الإسلام

وضع الإسلام العديد من التشريعات لحفظ المال (وكل أنواع التملك نقدًا كان، أو عقارًا، أو أرضًا زراعية، أو غير ذلك...) بمجموعة من الأوامر ومنها:

المبحث الأول

الحفاظ على المال بإخراج حقوق الله فيه

فرض الله في مال الأغنياء نوعين من الحقوق وهما: حق محدد ثابت دائم، حق غير محدد وغير ثابت وغير دائم وقد جعل الإسلام إخراج حق الله في المال وسيلة من وسائل حفظه ويمكن بيان ذلك في مجموعة من النقاط هي:

المطلب الأول: تحقيق الحفظ الإلهي:

تكفل الله لمن يخرج حق الله في ماله بأن يحفظ له هذا المال قال تعالى: ﴿ وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾[99]، وقال صلى الله عليه وسلم (حصنوا أمولكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقة وأعدوا للبلاء الدعاء) [100] وقال صلى الله عليه وسلم (من أدى زكاة ماله فقد ذهب عنه شره) [101] هذه نصوص تبين كيف أن إخراج حق الله في المال يذهب شر هذا المال ويحفظه، ليس هذا فقط وإنما يقوم على إنمائه والبركة فيه من قبله هو سبحانه وتعالى جاء ما يؤيد ذلك في قوله تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾[102]، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم (قال الله عز وجل: أنفق أنفق عليك) [103]، وقوله صلى الله عليه وسلم (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكا تلفا) [104] وحيث (أن إخراج حق الله في المال من أعظم القرب لذلك حرص الشيطان على صد الناس عن هذا الباب موهماً لهم أن الإنفاق ينقص المال ويؤدي إلى الفقر فأراد الله أن يبطل كيد الشيطان ويبين للمؤمنين العكس من ذلك وهو أن إخراج حق الله في المال يحافظ عليه بل يزيده وينميه قال تعالى: ﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾[105]، فقوله تعالى: ﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ ﴾ أي بالفقر يخوفكم ﴿ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء ﴾ بأن لا تتصدقوا فتعصوا وتتقاطعوا ﴿ وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ أي بأن يجازيكم على صدقاتكم بالمغفرة والخلف والله واسع عليم يعطي من سعة ويعلم حيث يضع ذلك) [106].

 

(فالإنفاق وإخراج حق الله في المال طريق للمغفرة وسبب في استحقاق فضل الله بأن يسود الإنسان في الدنيا بين الناس وأن يبارك الله له في ماله فيزيد له فيه ويخلف عليه بأكثر مما أنفق وجاءت أدلة كثيرة في القرآن الكريم والسنة النبوية تؤكد هذا المعنى) [107].

 

وعلى العكس يتوعد التشريع الإسلامي من ضن بإخراج حق الله في المال بان عقابه في الدنيا وبيل وقد يتسبب ذلك في فقد المال أو ضياعه أو فساده... إلى غير ذلك إضافة إلى عقابه في الآخرة.

 

أما عن النصوص التي تبين ذلك في قصة أصحاب البستان عند عزمهم منع حق الله الذي يتمثل في جزء من ناتج ثمار البستان بأن حرمهم الله وأهلك البستان كله بسبب منعهم لإخراج حق الله فيه قال تعالى: ﴿ إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ وَلَا يَسْتَثْنُونَ فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ ﴾[108]، وهذا مثال وإن كان قد ورد في الزراعة لكن يمكن تطبيقه على منع الحق في كل أنواع المال والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب مع عدم الإعفاء من العقوبة في الآخرة.


كذلك في قصة قارون الذي اغتر بعلمه وقوته وترك أداء حقوق الله في ماله ﴿ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ﴾[109]، فكانت النتيجة ﴿ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ ﴾[110]، وفي الحديث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (ما خالطت الصدقة مالا أفسدته)[111] وقال صلى الله عليه وسلم (خمس بخمس ما نقض قوم العهد إلا سلط عليهم عدوهم وما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر ولا ظهرت فيهم الفاحشة إلا فشا فيهم الموت ولا طففوا المكيال إلا منعوا النبات وأخذوا بالسنين ولا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم القطر)[112]، وقوله صلى الله عليه وسلم (إذا أديت زكاة مالك فقد أذهبت عنك شره)[113].

 

مما سبق نخلص إلى نتيجة هامة مفادها أن الحفظ والبركة والإنماء الإلهي للمال يتحقق بإخراج حق الله فيه وأن فساد المال أو هلاكه يكون بمنع إخراج حق الله فيه.

 

المطلب الثاني: إخراج حق الله في المال يحافظ عليه باشتراط الحل في الكسب:

يرشد ذلك إلى الأساس الأخلاقي - الذي لا مثيل له في النظم الأخرى - آيات في القرآن الكريم منها ما جاء في قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآَخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴾[114]، (قال ابن عباس عن قوله ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ ﴾ أمرهم بالإنفاق من أطيب المال وأجوده ونهاهم عن التصدق برذالة المال ودنيئه وهو خبيثه فإن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا ولهذا قال: ﴿ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآَخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ ﴾ أي لا تعدلوا عن المال الحلال، وتقصدوا إلى الحرام، فتجعلوا نفقتكم منه)[115].

 

وجاء في السنة النبوية:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب وإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل) [116]، وقال أيضًا (إن الله لا يقبل صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول) [117].

 

مما سبق يتضح أن الإسلام حينما اشترط حل الإيرادات أسس نظامًا اقتصاديًا واجتماعيًا على أساس احترام مبادئ معينة تشكل دستور هذه الأمة ومن ذلك أن تكون الإيرادات التي تعتمد عليها الدولة من حلال، فقد رسم الدستور الإسلامي في المجال الاقتصادي وطبيعة الأموال التي يفرض فيها إخراج حقوق الله ما لا نجده في التشريعات المالية المعاصرة فعلى العكس من التشريع الإسلامي (نجد الكثير من هذه القوانين الوضعية لا تتمسك بمشروعية الربح ما دام يخضع للضريبة فالأرباح الناتجة عن عمليات غير مشروعة - عندهم - تخضع للضريبة سواء أكان مصدرها قانونيًا أو غير قانوني.

 

فالمشرع الوضعي لا يشترط حل الإيرادات التي تحصل أو مشروعيتها ولا يشترط فقهاء المالية العامة، في التكاليف التي تخصم أن تكون قد جاءت من غرض مشروع وعلى هذا فاشتراط الحل في الإيرادات - من وجهة النظر الإسلامية - يضمن ألا يوجد في المجتمع أنشطة غير مشروعة مثل تجارة المخدرات، وبيع الخمور وما تمثله هذه الأنشطة من خطورة على الفرد والمجتمع، وفي هذه التشريعات تربية لقيم المجتمع وبالتالي فإن فيه حماية للمال وللمجتمع ككل من الآفات والشرور التي تترتب على هذه المفاسد)[118]، كما يضمن اشتراط الحل في الإيرادات ألا يكون المال مغصوباً من مال الآخرين أو مصدره الرشوة أو السرقة وبهذا حافظ الإسلام على مال جميع أفراد المجتمع.

 

المطلب الثالث: المقدار المعلوم في إخراج حق الله يحفظ المال:

إن المقصود من إخراج حق الله في المال هو إخراج جزء من المال لمساعدة الفقراء وليس تجريد الغني من ماله كله، وإلا لو أخرج الغني كل ماله لزاد الفقراء واحداً وضاع مال الأغنياء، فللزكاة المفروضة مقدار معلوم يقول تعالى: ﴿ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾[119] حيث أن حق الله في المال هو بذل جزء من المال وليس بذل المال كله لذلك قال تعالى وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ كذلك صدقة التطوع يبين النبي صلى الله عليه وسلم أنها بجزء من المال وينهى أن تكون بالمال كله حيث يقول صلى الله عليه وسلم (أفضل الصدقة ما كان عن ظهر غنى واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول) [120]، ويقول صلى الله عليه وسلم (يأتي أحدكم بماله لا يملك غيره فيتصدق به ثم يقعد بعد ذلك يتكفف الناس إنما الصدقة عن ظهر غنى) [121]، وقوله صلى الله عليه وسلم (الثلث والثلث كثير إن صدقتك من مالك صدقة وإن نفقتك على عيالك صدقة وإن ما تأكل امرأتك من مالك صدقة وإنك أن تدع أهلك بخير خير من أن تدعهم يتكففون الناس)[122]، وقوله صلى الله عليه وسلم (الثلث والثلث كثير إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها حتى ما تجعل في امرأتك)[123] أما عن قوانين الضرائب الوضعية (فلم يترك الإسلام ذلك الأمر خاضعا للأهواء بل أبقى للأغنياء الطمأنينة على أرزاقهم وممتلكاتهم حيث أقر الإسلام بأن إخراج الفضل من المال مرهون بظروف المجتمع وليس قاعدة عامة، لذلك وضع التشريع الإسلامي العديد من الشروط قبل أن يقوم ولاة الأمر بجباية هذه الأموال لضمان العدالة ومنع الأهواء والشهوات أهمها:

أن تكون تلك الحقوق التي تفرضها الدولة في أموال الأغنياء أمراً استثنائياً وتدبيراً مؤقتاً حسبما تدع إليه الضرورة ولا تأخذ صفة الدوام والإلزام، وأن يكون الحاكم عادلاً، وألا يكون لدى الدولة ما يكفي لسد احتياجات المحتاجين، وألا تكون تلك الفروض بديلة عن الزكاة، وأن يتلطف بالناس في أخذها، وأن يقع التصرف فيها على الوجه المشروع بلا ظلم أو تبذير) [124].

 

وبهذا فالإسلام الذي فرض إخراج حقوق لله في المال حافظ على أن لا تخرج هذه الحقوق المعطي إلى خانة الآخذ المحتاج فلم يأخذ منه إلا القليل وبهذا ينتقل الفقير إلى حد الكفاية فهو في كنف الإسلام ورعايته كما لا يتراجع الغني إلى حد الفقر فالإسلام لا يحارب الأغنياء وبهذا يكون الإسلام أمر بالمحافظة على الأموال بتشريع مقدار محدد للأخذ منها.

 

المطلب الرابع: إخراج حق الله في المال يحقق له الحفظ من البشر:

بإخراج حق الله في المال يصبح التكافل الاجتماعي[125] ركنًا من أركان الدين كالصلاة والصوم بحيث يشعر كل فرد فيه أنه إلى جانب الحقوق التي له أن عليه واجبات للآخرين وخاصة الذين ليس باستطاعتهم أن يحققوا حاجاتهم الخاصة وذلك بإيصال المنافع إليهم ودفع الأضرار عنهم.

 

وبهذا تنتفي من المجتمع الأحقاد والبغضاء الناتجة عن انقسام الناس إلى مالكين لا يعبأون بغيرهم ومحرومين لا يجدون، وهنا يتحقق سبب آخر من أسباب الحفظ بأن يحس الفقير بأن المال الذي مع الغني له فيه نصيب فيحافظ عليه.

 

المطلب الخامس: إخراج حق الله في المال يساهم في الشفاء من الأمراض ومن ثم الحفاظ على المال:

عندما يخرج الإنسان حق الله في ماله فإنه يساهم في الشفاء من الأسقام والأمراض يقول الله تعالى: ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا ﴾[126]، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم (داووا مرضاكم بالصدقة)[127]، وهذا بدوره يؤدي - أيضًا - إلى المحافظة على المال بالمحافظة على القوة الذاتية للإنسان ومن ثم الوصول للشخصية القويمة القوية القادرة على العمل والإنتاج فالمريض غالباً ما يكون عاجزاً عن الكسب فالصدقة إحدى حقوق الله في المال وبإخراجها يتحقق الشفاء من المرض وفقاً لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم وبذلك تكون الصدقة - أيضًا - سببًا من أسباب حفظ المال الذي يمكن أن ينفق من أجل علاج المرض وفي ذلك توفير للمال وإنماءه كما تكون سبباً في المساهمة في الشفاء.

 

المطلب السادس: إخراج حق الله في المال يحافظ على المال بإنمائه واستثماره:

مما هو جدير بالذكر إضافة إلى جميع ما سبق من الأسباب التي جعلت إخراج حق الله في المال يحافظ على المال أن المزكي إذا علم وجوب إخراج حق الله في ماله عمد إلى استثماره حتى لا تأكله هذه الحقوق وبهذا يكون إخراج حق الله في المال سبباً للحفاظ عليه، بل وحافزاً على إنمائه واستثماره.

 

المبحث الثاني

الحفاظ على المال بالاعتدال ومحاربة السرف

يسير العالم المعاصر بسوء استهلاكه في طريق الهلاك العاجل وفي ذلك تضييع للأموال:

(توجد الآن جماهير من الوجوديين والشيوعيين والإباحيين لا يمتد بصرها إلى أبعد من هذا التراب وهي من أجل ذلك تلتهم كل ما يتاح لها على أساس أنه الأول والآخر كما سادت في عالم اليوم بكافة دوله سواء كانت متقدمة أو نامية ظاهرة حمى الاستهلاك أو السفه الاستهلاكي)[128].

 

ويوجد في العصر الحالي العديد من أنواع الإسراف والتبذير التي نهى عنها الإسلام منها:

1- الإسراف في الملبس فعصرنا قد أصبح معتركاً للتنافس في مجال اللباس، حيث ظهور بيوت الأزياء بأزيائها المتجددة، وموديلاتها المتنوعة مما أغر البعض، فأخذوا ينفقون فيها النفقات الباهظة.

 

2- الإسراف في المبنى فالمتأمل في واقع الحضارات العالمية - قديمها وحديثها - يلحظ من خلال ما يراه ويدركه من العمران الحي أو ما بقيت آثاره وأطلاله أن البشر يتنافسون في البنيان تشيدًا وزخرفة، وزادت هذه الظاهرة في العصر الحديث بقصوره ومبانيه الشاهقة وذلك من مظاهر الترف.

 

3- الإسراف في وسائل المواصلات التي صارت مجالًا للتنافس بين الشركات المنتجة والمصنعة، ومن ثم التنافس بين المستهلكين..

 

4- الإسراف في المناسبات الاجتماعية في الفرح أو الحزن إسراف لا مبرر له فيما ينفق عليها سواء من قبل الأفراد أو الجماعات، ومن صور الإسراف فيها الإسراف في الأفراح وما يتبعها من مغالاة في المهور، والأثاث، والاحتفال، والإسراف في حفلات أعياد الميلاد والسبوع وما يصاحبها من مأكولات وشموع وموسيقى والإسراف في الجنائز وما يقام فيها من سرادقات وأضواء، وغير ذلك من مناسبات اجتماعية.

 

5- والنماذج التي تبين السرف وتبديد الأموال وإضاعتها نماذج كثيرة جدًا وعلى سبيل المثال لا الحصر على المستوى المحلي ما أوردته دراسة قام بها معهد التخطيط القومي نشرت في صحيفة الأهرام المصرية 12 / 9 / 1985 م (عن الفاقد اليومي لرغيف العيش داخل جمهورية مصر العربية وصل إلى خمسة ملايين رغيف تذهب كل يوم إلى صفيحة الزبالة)[129]، (كما كشفت دراسة صادرة عن مركز البحوث الاجتماعية والجنائية أن المصريين ينفقون على الغذاء 200 مليار جنية سنوياً ويستأثر شهر رمضان وحده - وهو شهر العبادة والزهد والتقرب إلى الله - ما يعادل 30 مليار جنية) [130]، (بل وفي ظل حالة الخلل والاضطراب واللا وعي التي نعيشها في مصر ليس غريبًا أن نقرأ أن استهلاك المصريين في شهر رمضان وحده يعادل استهلاكهم في ثلاثة أشهر ويزيد الاستهلاك من الحلوى بنسبة 66% ومن اللحوم والطيور بنسبة 63% وأن إنفاقنا على الولائم يزيد بنسبة 23% عنه في بقية شهور السنة، الغريب والعجيب والمفزع والمحزن أن معظم ما ننفقه على الطعام والشراب والولائم الرمضانية العامة والخاصة يذهب إلى صناديق القمامة، ويسبب المزيد من المصائب البيئية حيث قدرت دراسة حديثة قيمة الفاقد من الطعام والشراب على موائد رمضان يصل إلى 60% ويتجاوز 75% في المناسبات والولائم)[131]

 

(وحسب تصريحات لوزير الكهرباء والطاقة في جمهورية مصر العربية أن زيادة استهلاك الكهرباء خلال شهر رمضان تصل إلى 15 %)[132]، ومما يدعو للغرابة أن تلك الأمور تسير على العكس مما أراده التشريع الإسلامي حيث أن شهر رمضان هو شهر التنمية والإنتاج والإقلال من الطعام والشراب لا التبذير والسفة في الاستهلاك.

 

(أما على المستوى العربي والإسلامي نجد كما في جمهورية مصر العربية أو ربما أكثر من سيطرة النظريات الاستهلاكية والإسراف في الملبس والمأكل والمشرب...الخ، وفي شهر رمضان أيضًا ورغم البركة التي تنزل في هذا الشهر فإنها تتحول إلى استهلاك مفرط حيث تشير الإحصائيات (أن نسبة الاستهلاك تزيد في السعودية بنحو 40 % وفي المغرب بنحو 30 % هذا في وقت تبلغ فيه الفجوة الغذائية في العالم العربي ما قيمته 15 مليار دولار وفقاً لإحصائيات مجلس الوحدة الاقتصادية العربية للعام 2004 م ومن المعلوم أن الفجوة الغذائية تعني المزيد من الاعتماد على الخارج ذلك لأننا أمة مستهلكة أكثر منها منتجة)[133].

 

أما على المستوى العالمي في التبذير في الاستهلاك (ثبت عن الولايات المتحدة الأمريكية وحدها أنها تستهلك أكثر من 25 % من الغذاء والموارد المتاحة في العالم في حين أن عدد سكانها نحو 5 % من سكان العالم) [134].

 

هذه نماذج بسيطة جدًا مما يفعله الإنسان من أجل إرضاء شهواته في الطعام والشراب والملبس والسكن يتجاوز كل حدود الاعتدال وإذا كنا بصدد تقديم الإسلام الحفاظ على المال نقول ما ذكره المتخصصون وما سبق إليه الإسلام أن من الحفاظ على الأموال عدم التوسع في الإنفاق بدون مبرر وهذا يدخل في النهي العام عن الإسراف (فلإسلام نهى عن الإسراف لأن إهدار الأموال وإضاعتها لا يحقق مصلحة للفرد أو الجماعة، بل ربما ترتب عليه مفاسد. ومعروف أن المال قوام الحياة، وفي تبذير الأموال وإضاعتها خسارة فادحة، ويؤكد أهل الاختصاص أن من أهم أسباب التضخم: اختلال التوازن بين الاستهلاك والاستثمار، فإذا كان الاستهلاك أكبر من الاستثمار فإن الطلب يرتفع ويؤدي إلى التضخم وقصارى القول أن اقتصاد الدولة لا يستقر إلا إذا تحققت فيه العدالة والاقتصاد، وكفت عنه أيدي العابثين بالأموال، فضياع المال هو المحصلة النهائية للإسراف)[135]، وهذا ما قرره القرآن الكريم وأمر به الإسلام بالاعتدال والاقتصاد في كل الأمور حتى في العبادة (فقد جعل الإسلام الأمر بالاقتصاد عنصرًا من عناصر حفظ المال فالمقصد الشرعي أن تكون أموال الأمة عدة لها وقوة لبناء أساس مجدها والحفاظ على مكانتها غير محتاجة إلى من قد يستغل حاجتها فيبتز منافعها ويدخلها تحت نير سلطانه.

 

وقد عالج الإسلام قضية الاعتدال وترشيد الاستهلاك - حفاظاً على المال - في شكل كلي واضح وترك للناس وضع الجزئيات لتحقيق المبدأ الكلي ويتضح ذلك في عدة آيات من القرآن الكريم منها قال تعالى في وصف عباد الرحمن ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ﴾[136] أي لم يجاوزوا الحد في النفقة أو لم يأكلوا للتنعم ولم يلبسوا للتصلف) [137]، (تلك الآية أساس الاقتصاد بل أولى دعائمه ساقها القرآن منذ أربعة عشر قرنًا فالإسراف هو مجاوزة الحد في زيادة المطلوب والتقتير هو الإمساك دون الحد المطلوب) [138]، قال تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾[139]، وقوله تعالى: ﴿ وَلاَ تُسْرِفُواْ ﴾ بالشروع في الحرام أو في مجاوزة الشبع، ومن الآيات التي تعتبر أساسًا في الأمر بالاعتدال والنهي عن الإسراف في كل أمور الحياة وتحذير المسرفين قال تعالى: ﴿ وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاء رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُوراً وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً ﴾[140] ومن تلك الآيات نخرج بأمر القرآن بالاقتصاد ليشمل والمطعم والمشرب والمسكن وهي أهم احتياجات الإنسان وبذلك يمكن الترقي بالإنسان المسلم الذي استطاع الاقتصاد - بترشيد الاستهلاك - حفظًا للمال (لذلك لم يجعل القرآن الكريم الطعام غاية للحياة فمن السقوط أن يسخر المرء مواهبه العظيمة لهذه الغاية التافهة إنه وسيلة للعيش وأداء الواجبات التي خلق الناس من أجلها والوسيلة تستمد شرفها من النتيجة المترتبة عليها) [141].

 

وتأتي السنة المشرفة لتؤكد على ما جاء به القرآن في أمره بالاقتصاد والحفاظ على المال ونهيه عن السرف وإضاعة المال فكان من حديثه صلى الله عليه وسلم (ثلاث منجيات: خشية الله تعالى في السر والعلانية والعدل في الرضا والغضب والقصد في الفقر والغنى وثلاث مهلكات: هوى متبع وشح مطاع وإعجاب المرء بنفسه)[142]، وقوله صلى الله عليه وسلم (إن الله تعالى حرم عليكم: عقوق الأمهات ووأد البنات ومنعا وهات وكره لكم: قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال)[143].

 

وأمرنا بالاقتصاد في الطعام وعدم الإسراف فيه فقال (ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه)[144]، وكان هو عنوانًا لذلك فقال (آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد) [145]وقال صلى الله عليه وسلم (إذا أكل أحدكم طعاماً فسقطت لقمته فليمط ما كان بها من أذى ثم ليطعمها ولا يدعها للشيطان) [146] (إن المسلم مطالب بالحفاظ على اللقمة شريطة الحفاظ على الصحة فإذا تصورنا آلاف الملايين من البشر يفعلون ذلك تحصلت ثروة هائلة تطعم ملايين الجياع في بلاد المسلمين فإذا صار ذلك شرعة جماعة فإنها تسد أحد مسارب الطاقة فيها) [147]، حتى الآنية التي نستخدمها في طعامنا وشرابنا أمرنا فيها بالاعتدال فيها ونهانا عن الإسراف في استخدامها فقال صلى الله عليه وسلم (لا تشربوا في آنية الذهب والفضة ولا تأكلوا في صحافها ولا تلبسوا الحرير ولا الديباج فإنه لهم في الدنيا وهو لكم في الآخرة) [148]، كما علمنا الاقتصاد في الملبس وعدم الإسراف فيه أو اتخاذه على سبيل الشهرة فكان من أقواله صلى الله عليه وسلم في ذلك (من لبس ثوب شهرة ألبسه الله يوم القيامة ثوبا مثله ثم يلهب فيه النار) [149]وقال صلى الله عليه وسلم (لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء) [150]، وقال (الإسبال في الإزار والقميص والعمامة من جر منها شيئا خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة) [151]، وحرم أنواعًا معينة على الرجال محافظة على قوتهم ورجولتهم وحتى لا يدخل الناس في الإسراف فقال (أحل الذهب والحرير لأناث أمتي وحرم على ذكورها) [152]، كما قال (نهى عن الديباج والحرير والإستبرق) [153]، وعن الاعتدال في المسكن وعدم الإسراف فيه يقول صلى الله عليه وسلم (فراش للرجل وفراش لامرأته والثالث للضيف والرابع للشيطان) [154]، وكان سكنه صلى الله عليه وسلم كما ذكرت السيدة عائشة رضي الله عنها (كان وسادته التي ينام عليها بالليل من أدم حشوها ليف) [155].

 

هذا هو نبينا صلى الله عليه وسلم يعلم الأمة كيف تقتصد وتحافظ على المال حتى في أهم الأمور الحياتية الطعام والشراب واللباس والسكن وهو يبني الشخصية القنوعة، فمن عيب المجتمعات الحديثة الميل إلى التقليد فيحاول من لا يملك أن يقلد من يملك، والذي هو بدوره مسرف على نفسه، فتزيد الأزمة - أزمة الإسراف - من أجل ذلك يعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم الاستقلالية الفكرية والمعيشية والرضا والقناعة فيقول صلى الله عليه وسلم (انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم)[156]، ويقول صلى الله عليه وسلم (إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه من المال والخلق فلينظر إلى من هو أسفل منه)[157] ويكمل عليه السلام هذه الوصفة العلاجية فيقول (ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما أيدي الناس يحبك الناس) [158]، ويقول صلى الله عليه وسلم أيضًا (قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه) [159]، وقال صلى الله عليه وسلم (من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها) [160].

 

هذه تعليمات النبي صلى الله عليه وسلم التي طبقها المسلمون الأوائل (فيوصي أبو بكر الصديق رضي الله عنه أن يكفن في ثوب قديم ليبقى فرق الثمن بين الجديد والقديم رصيداً يسهم في إسعاد الأمة بإنعاش اقتصادها، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يجمع الخرق البالية المطروحة ثم يسلمها إلى النساء في البيوت استثماراً لخامة من خامات الأمة تستغني بها عن غيرها من أمم الأرض)[161] وها هو (عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لابنه يا بني كل في نصف بطنك، ولا تطرح ثوبا حتى تستخلقه، ولا تكن من قوم يجعلون ما رزقهم الله في بطونهم وعلى ظهورهم)[162] وها هو (أبو الدرداء رضي الله عنه يقول حسن التقدير في المعيشة أفضل من نصف الكسب) [163]، وبذلك تستقيم حياة الإنسان الطبيعية والتكليفية، فلا تضطرب ولا تصاب بالكلل والملل.

 

وكما يعد الأمر بالاعتدال والنهي عن الإسراف سبباً من أسباب الحفاظ على المال بعدم تبديده، يعد الاعتدال والاقتصاد أيضاً سبباً في المحافظة على المال من جهة أخرى وهي الوقاية من قيام الثورات والانقلابات التي تدفع ببعض الناس إلى تحطيم أموال الأغنياء أو سرقتها أو حرقها فالفقير إذا رأى غنيًا ذا أنانية، يبدد ماله في طرق غير مشروعة هذا في الوقت الذي يَحرم منه الفقير وأهله وهو يعايش هذه المشاهد - ونظائرها - ينزرع في قلبه بغض تلك الطبقة ويحقد عليها ويحسدها على هذه النعمة وربما جاء من يستغل هذه الممارسات والمواقف ليؤصل الطبقية الاجتماعية، ويولد الفرقة بين فئات المجتمع، كما فعله ويفعله دعاة الاشتراكية في العصر الحديث، وكم من ثورة قام بها أراذل البشر وأوباشهم باسم الفقراء أو العمال فأكلت الأخضر واليابس، وأحلت الخوف محل الأمن، والفقر محل الغنى.

 

(إن على كل مسلم أن يقف مع نفسه ليحاسبها عن المال من أين اكتسبه وفيما أنفقه ولو قدر لهذه الأمة جمع ما تنفقه من أموال على الأمور التافهة في صندوق موحد ثم أنفق منه على إزالة أسباب الفقر والبؤس من حياة الناس لصلحت الأرض وطاب العيش وانتهت مشكلة الفقر والفقراء)[164].

 

المبحث الثالث

الحفاظ على المال بالنهي عن الربا

حافظ الإسلام على المال بالنهى عن الربا (يعرف الربا في اللغة بأنه الفضل والزيادة وفي الشرع فضل خال عن عوض شرط لأحد المتعاقدين، وفي علم الاقتصاد المبلغ يؤديه المقترض زيادة عما اقترضه تبعًا لشروط خاصة فهو مال أتى إلى صاحبه بدون مقابل وبدون جهد أو منفعة قدمت للمجتمع، فالمرابي يصبح كالطفيلي يعيش من كد غيره فهو يستغل حاجة الناس ويتسبب في العداوة والبغضاء بين الأفراد ويمنع التعاون بينهم)[165]، وقد جاء الإسلام بالنهي عن الربا حفاظاً على المال بالعديد من النصوص قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾[166]، كما قال تعالى: ﴿ وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّباً لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ ﴾[167] ومن الحديث قال صلى الله عليه وسلم ناهيًا عن الربا (لعن الله آكل الربا وموكله وشاهده وكاتبه) [168]، وقال (اجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات) [169]، وقال (الربا سبعون حوبا أيسرها أن ينكح الرجل أمه) [170]، وقال (إذا ظهر الزنا والربا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله) [171]، وقال (إن أبواب الربا اثنان وسبعون حوبا أدناه كالذي يأتي أمه في الإسلام)[172]، وحدد الربا المحرم فقال (إنما الربا في النسيئة)[173]، وساوى في الحرمة بين آخذ الربا ومعطيه فقال (الآخذ والمعطي سواء في الربا)[174] ‌وكما نهى الإسلام عن الربا نجده قد بين الأسباب التي تحافظ على المال بالنهي عن الربا للآخذ والمعطي على السواء فمعطي الربا - المرابي - لا يتردد في تجريد المدين من أمواله بمضاعفة الفوائد التي تدخل المقترض في دائرة الديون التي لا خلاص منها وبهذا يكون نهي الإسلام عن الربا فيه محافظة على المقترض أو المدين من هلاك ماله وإتلافه، أما المقرض أو الدائن آخذ الربا فقد توعد الله بإهلاك ماله وأن كثر قال تعالى: ﴿ يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا ﴾، وقال أيضاً: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم (الربا وإن كثر فإن عاقبته تصير إلى قل)[175]، وقال (ما أحد أكثر من الربا إلا كان عاقبة أمره إلى قلة)[176]، لهذا نهى الإسلام عن الربا ويأتي الواقع ليؤيد عواقب التعاملات الربوية وإهلاكها لمال المقرض والمقترض على السواء فقد أصبح الربا وسيلة من وسائل التحكم في مصائر البلاد التي استدانت بالربا حيث تضع الدول المستعمرة يدها على ثروات البلاد ومرافقها بدعوى حماية رعاياها المرابين) [177]، (ومشاكل الفقر والديون من أهم الأدلة التي تبين أن الربا - إضافة إلى معطيات أخرى - كان له الأثر في ضياع مال الأفراد والدول الفقيرة حيث أن الدول الصناعية المتقدمة تبيع سلعها بأسعار باهظة في حين أنها تحصل على الموارد من تلك الدول بأسعار منخفضة للغاية مما أدى إلى الاستدانة والوقوع في مصيدة الديون الربوية) [178] التي ما تلبث أن تزداد وتزداد وما تدفعه الدول الفقيرة يضاهي أضعاف أضعاف المبلغ الأساسي ويرى الباحثون (إن السياسات الاقتصادية المفروضة على الديون سببت أسوأ معاناة للبشرية إذ قامت بتدمير شامل للبيئة والأوضاع الاجتماعية وأدت إلى نضوب موارد الدول النامية مما جعلها غير قادرة على سداد خدمة دينها السنوي سنة بعد سنة بل وصل الأمر في تراكم تلك الديون إلى ما ذكرته الإحصائيات أن كل طفل إفريقي يولد اليوم هو مدين بحوالي 350 دولارا للدول الغربية، كما تذكر انه مع مرور الوقت تراكمت ديون ضخمة على قرابة 58 دولة من الدول النامية فوصلت إلى حدود 2,2 تريليون دولار في العام الماضي وفق تقرير صندوق النقد الدولي وقد غدا من شبه المستحيل أن تسدد هذه الدول ديونها أو تسدد ما يسمى بخدمة الدين على الرغم من انه تحت هذا العنوان تدفع الدول الفقيرة يوميا قرابة 700 مليون دولار أي ما يعادل 500 ألف دولار في الدقيقة للدول الدائنة) [179]، كما نجد أن الدول الغنية التي ازداد غناها بفضل تلك المعاملات الربوية تدخل في أزمة مالية تعد من أسوأ الأزمات الاقتصادية في الوقت الحالي ويكفينا مقولة للشيخ محمد متولي الشعراوي أنه لن ينصلح حال الاقتصاد في العالم إلا إذا كان الفارق بين المبلغ والمردود يساوي صفر وفي الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية لدليل دامغ على ذلك وقد علت بعض الأصوات والنداءات الغربية بإلغاء النظام الربوي والعودة إلى نظام الاقتصاد الإسلامي.

 

المبحث الرابع

الحفاظ على المال بالنهي عن الرشوة وما يتعلق بها

حافظ الإسلام على المال بالنهى عن الرشوة والمحسوبية والتملق والوصولية وكل ما يعطى لقضاء مصلحة أو لإحقاق باطل وإبطال حق (ويقال ترشاه لاينه كما يصانع الحاكم بالرشوة)[180]، (فهي صور محرمة يعاقب عليها الشرع وتذهب البركة فهي محرمة كمصدر للكسب ومحرمة كوجه من أوجه الصرف والإنفاق فمقدم الرشوة ودافعها (الراشي) وكذا آخذ الرشوة وأكلها (المرتشي) والواسطة والمساعد على هذا العمل وتسهيله (الرائش) كلهم مشتركون في الحرمة والإثم)[181].

 

(فالرشوة تسبب الضياع بأخذ من لا حق له وما يترتب على ذلك من نتائج فاسدة ومدمرة بضياع الحقوق العامة والخاصة وحقوق المجتمع والأفراد واستخدام ذوي السلطة والمنصب لتسهيل ذلك، ويزداد الأمر صعوبة بتحول المحافظين على الحقوق إلى مضيعين لها، أو مساعدين على ضياعها بتسهيل ذلك للغير مقابل تلك الرشوة واستغلال ذلك المنصب، فلمن تكون الشكوى أيشكى منهم كجناة أم إليهم كحماة، وحرمة المال العام والمحافظة عليه في الإسلام كحرمة المال الخاص وفي هذا الرد على من تسول له نفسه وتحت بريق الثروة والمال ينظر إلى المال العام - ولا سيما ممن بيدهم مصالح العباد كبر منصبهم أو صغر - كأنه كلأ مباح يستبيحون أخذه ويستحلون أكله ويتحايلون على الاستيلاء عليه بطرق ملتوية عديدة يقنعون بها أنفسهم أن ما يفعلونه شيء مشروع وعمل حلال وينسون أن ما تحت أيديهم أمانة وسيحاسبون عليها أمام الله، وليس الأمر قاصراً عندهم على استغلال الأموال العامة واستباحتها بل يشمل استغلال التسهيلات التي يملكونها بحكم مناصبهم لقضاء مصالحهم الشخصية وتكوين ثرواتهم الضخمة وقضاء مصالح أقاربهم) [182]، (والمسئول الذي لا يرعى حقوق الله في المال العام وحقوق الرعية يعد في نظر الإسلام غاش لأمته، مضيع للأمانة، فالمال العام هو أمانة استودعها الله في يد من يملكون التصرف فيها.

 

وقد حرص الإسلام على المحافظة على المال العام وحذر الرسول صلى الله عليه وسلم من عاقبة انتهاك محارم الله) [183]، وقد احتشدت حول ذلك المعنى العديد من النصوص وترجمها المسلمون الأوائل عملياً ومن ذلك قال تعالى: ﴿ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقاً مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾[184]، ومما ورد في الحديث عن الرشوة قال الرسول صلى الله عليه وسلم (لعنة الله على الراشي والمرتشي) [185]، وقال (لعن الله الراشي والمرتشي في الحكم) [186]، وقال (من استعملناه على عمل فرزقناه رزقا فما أخذ بعد ذلك فهو غلول) [187]، وقال (هدايا العمال غلول)[188]، وقال (الهدية إلى الإمام غلول) [189]، وقال (من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخيطًا فما فوقه كان ذلك غلولاً يأتي به يوم القيامة) [190]، وقال (أما بعد فما بال العامل نستعمله فيأتينا فيقول: هذا من عملكم وهذا أهدي إلي أفلا قعد في بيت أبيه وأمه فينظر هل يهدى له أم لا؟ فوالذي نفس محمد بيده لا يغل أحدكم منها شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه إن كان بعيرا جاء به له رغاء وإن كانت بقرة جاء بها لها خوار وإن كانت شاة جاء بها تيعر فقد بلغت) [191].

 

(والتاريخ الإسلامي حافل بأنصع الصور في الحفاظ على المال العام فقد كان المسلمون الأوائل يتحاشون المال العام، ويحرصون على البعد منه ومجانبته فهذا أبو بكر الصديق يرد إلى بيت مال المسلمين عند وفاته ما كان قد خصص له لنفقته بعد توليه الخلافة، وقد كان عمر بن الخطاب شديد الخوف والورع وخشية الله في مال المسلمين لا عن نفسه فقط، بل وعن عماله الذين يعينهم على الأمصار، فقد كان يراقب تصرفات هؤلاء العمال، ويتتبع ثرواتهم، وفي عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه صادر كل زيادة غير معقولة في أموال ولاته لمجرد شبهة استفادة من منصب، وبهذا حفظت الشريعة الإسلامية الأموال عن طريق تحريم الرشوة ومتعلقاتها) [192].

 

ومن النماذج التي تبين المحافظة على المال بعدم استغلال المناصب (قال عمر بن مهاجر: كان عمر ابن عبد العزيز يسرج عليه الشمعة ما كان في حوائج المسلمين فإذا فرغ من حوائجهم أطفأها ثم أسرج عليه سراجه) [193]، وفي سيرة سيدنا عمر بن الخطاب أخرج عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال (مكث عمر زماناً لا يأكل من مال بيت المال شيئاً حتى دخلت عليه في ذلك خصاصة فأرسل إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستشارهم فقال قد شغلت نفسي في هذا الأمر فما يصلح لي منه فقال علي غداء وعشاء فأخذ بذلك عمر.، وأخرج عن ابن عمر أن عمر حج سنة ثلاث وعشرين فأنفق في حجته ستة عشر ديناراً فقال يا عبد الله أسرفنا في هذا المال) [194].

 

وهكذا نهى الشرع عن نهب أموال الآخرين بلا حق عن طريق رشوة تقدم للحكام والمسئولين.

 

المبحث الخامس

الحفاظ على المال بالنهي عن السرقة بكافة صورها

حافظ الإسلام على المال بالنهى عن السرقة بكل صورها من نشل، سرقة، ابتزاز، حرابة...

 

(والسرقة هي: أخذ المال خفية، والغصب: أخذ الشيء قهرًا اعتمادًا على القوة، والاحتيال هو ابتزاز مال الغير بالخديعة، والغش: يدور في نفس الفلك فهو إخفاء لعيب السلع على المشتري)[195] وقد نهى الله عن السرقة بكافة صورها ومسمياتها وما يندرج تحتها، وقد افترض التشريع على المجتمع الإسلامي إخراج حق الله في الأموال ليتم توفير حد الكفاية لجميع الأفراد - ولو كانوا من غير المسلمين - وذلك حفاظاً على المال، فإذا تم توفير حد الكفاية في المجتمع لجميع أفراده فلن يوجد هناك محتاج يسرق من أجل احتياجه ولكن هناك الطامعون في الثراء من غير طريق شريف وهؤلاء الذين تغير الهدف من السرقة عندهم وتحول من مجرد الحصول على الاحتياجات الأساسية التي يعجزون عن توفيرها لأنفسهم أو لأهلهم إلى الطمع والرغبة في الثراء من الطرق التي تروع المجتمع وتحرمه الطمأنينة وهذا الإنسان الذي يسرق من غير عذر أو حاجة وضع الإسلام لردعه الحدود التي تمنعه وتمنع كل من تسول له نفسه أخذ مال غيره من دون وجه حق قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾[196]، وقال عن السرقة ﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾[197].

 

وقال صلى الله عليه وسلم مبيناً عقوبة السرقة (لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده ويسرق الحبل فتقطع يده) [198]، وقال في زم السارق وإخراجه من دائرة المؤمنين (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن والتوبة معروضة بعد) [199]، ولهذا التشريع مقصده وعدالته فالمقصد أن يكون كل إنسان آمنًا على ما يملكه وفي ذلك حافز للعمل وضمان حفظ ناتج هذا العمل فليس من المعقول أن يعمل إنسان ثم يأتي آخر ليأخذ ثمرة هذا التعب، وله عدالته بأن جعل العقوبة قطع اليد للردع (لا تقطع يد السارق إلا في ربع دينار فصاعدا) [200]، فاليد في الغالب هي التي تمارس السرقة ولم يجعل العقوبة القتل كما في بعض المناهج الوضعية، أو أن يصير السارق عبدًا كما في بعض التشريعات السابقة فقد (كان الحكم على السارق في عهد الأنبياء يعقوب وبنيه أن يؤخذ السارق بسرقته عبدا يسترق) [201]وحرمة المال العام في الإسلام حقيقية مثل حرمة المال الخاص)[202].

 

المبحث السادس

الحفاظ على المال بتحريم الميسر وما يساويه

جعلت الشريعة الإسلامية تحريم الميسر أحد الوسائل لحفظ المال قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾[203]، (قال ابن عمر وابن عباس الميسر هو القمار وقال الزهري الميسر الضرب بالأقداح على الأموال والثمار)[204] في الآية السابقة نجد تحريم الميسر وهي القمار ونجد في الآية استخدام لفظ الميسر دلالة على أن كل من يقدم على فعلها ظناً منه أنه الرابح وليس هناك رابح إلا إذا كان هناك خاسر والنتيجة ضياع المال، ويحفل عصرنا الحالي بوجود أمثال هذه التعاملات في شكل أعمال منظمة فردية أو جماعية كنوادي القمار ومسابقات الخيول والمراهنات.. وغير ذلك، وإذا كان القرآن نهى عن الميسر بكافة أشكاله فقد جاءت السنة بذلك أيضًا يقول صلى الله عليه وسلم ناهياً عن المقامرة (الخيل ثلاثة: ففرس للرحمن وفرس للشيطان وفرس للإنسان فأما فرس الرحمن فالذي يرتبط في سبيل الله فعلفه وروثه وبوله في ميزانه وأما فرس الشيطان فالذي يقامر أو يراهن عليه وأما فرس الإنسان فالفرس يرتبطها الإنسان يلتمس بطنها فهي ستر من الفقر)[205]، كما قال (ثمن الخمر حرام ومهر البغي حرام وثمن الكلب حرام والكوبة حرام وإن أتاك صاحب الكلب يلتمس ثمنه فاملأ يديه ترابا والخمر والميسر حرام وكل مسكر حرام)[206].

 

المبحث السابع

الحفاظ على المال بعدم تسليمه لمن لا يحسن التصرف فيه

هناك أصناف لا تجيد التصرف في المال وهؤلاء وضع الإسلام ضوابط لمعاملاتهم المالية وقيض لهم من يتولى رعاية هذه الأموال لهم حتى لا تضيع ومن هؤلاء:

1- اليتامى:

جعلت الآيات أموال اليتامى محفوظة بتشريع ملزم تصان فيه حقوق الضعفاء وغير القادرين وليس مجرد توصيات تنفذ أحيانا وتترك أحايين وفقًا للأهواء ومن ذلك:

أ - نهى القرآن الكريم عن أكل مال اليتامى بدايةً فقال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ﴾[207] وهذا أمر معلوم معروف.


ب - أمر بالاتجار فيها حتى لا تأكلها الزكاة فليس المطلوب فقط حفظ المال وإنما استثماره حتى يزيد ويربو ولا يقل قال صلى الله عليه وسلم (اتجروا في أموال اليتامى لا تأكلها الزكاة)[208]


ج - أمر بتسليم المال له بعد الاختبار بصلاحية الإدارة والبلوغ حيث أن القرآن نهي عن أكل مال اليتامى ولكنه وفي نفس الوقت حافظ على ذلك المال من تسليمه لليتيم قبل البلوغ أو الاختبار بصلاحيته لإدارة هذا المال والمحافظة عليه قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتعالى: ﴿ وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ ﴾[209]، قَالَ الشَّافِعِيُّ (فَدَلَّتْ الْآيَةُ عَلَى أَنَّ الْحَجْرَ ثَابِتٌ عَلَى الْيَتَامَى حَتَّى يَجْمَعُوا خَصْلَتَيْنِ: الْبُلُوغَ وَالرُّشْدَ، فَالْبُلُوغُ: اسْتِكْمَالُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً (الذَّكَرُ وَالْأُنْثَى فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ) إلا أَنْ يَحْتَلِمَ الرَّجُلُ، أَوْ تَحِيضَ الْمَرْأَةُ: قَبْلَ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، فَيَكُونُ ذَلِكَ: الْبُلُوغُ قَالَ: وَالرُّشْدُ الصَّلَاحُ فِي الدِّينِ: حَتَّى تَكُونَ الشَّهَادَةُ جَائِزَةً وَإِصْلَاحُ الْمَالِ (وَإِنَّمَا يُعْرَفُ إصْلَاحُ الْمَالِ) بِأَنْ يُخْتَبَرَ الْيَتِيمُ، فقد يحدث من بعض الأوصياء دفع المال لليتيم بمجرد بلوغه سن البلوغ إما تخلصًا من تبعات الوصاية أو مسارعة إلى أن اليتيم قد كبر وصار رجلاً يعوض الأسرة عن فقد أبيه دون أي اختبار من الوصي له مما يتسبب في ضياع مال هذا اليتيم) [210].

 

2- السفهاء:

(والسفيه هو المبذر لماله في غير الوجوه الصحيحة) [211]، والواجب الحفاظ على المال من الاعتداء حتى من صاحب المال نفسه وهنا يكون الحجر عليه لازمًا يقول تعالى: ﴿ وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا ﴾[212]، ومن هنا يؤخذ الحجر على السفهاء وهم أقسام فتارة يكون الحجر على الصغير وتارة يكون للجنون وتارة للفلس وهو إذا ما أحاطت الديون برجل وضاق ماله عن وفائها فإذا سأل الغرماء الحاكم الحجر عليه حجر عليه والحجر المنع من التصرف لصغر أو سفه أو جنون فإنه يكون لحفظ مال المحجور عليه من التبديد أو الضياع ومال الغرماء ليستوفوا ديونهم، فإذا زال السبب أعيد له التصرف في ماله مرة أخرى فهنا الحجر على السفيه ليس اغتصاب لماله منه وإنما حماية له من ماله وحماية لماله منه وحماية للمجتمع من الاثنين وإذا تدبرنا وجدنا أن من أكثر أسباب ضياع المال في مجتمعاتنا هذه سيطرة السفهاء على اقتصاديات عديدة تنظيمًا وتصرفًا على المستوى الجماعي، والفردي للدول والشعوب جمعًا وإنفاقًا حتى أصبحت هذه النماذج هي الأسوة لكافة المجتمعات.


ومن الأحاديث التي تحذر من إيتاء السفهاء للأموال يقول صلى الله عليه وسلم (ثلاثة يدعون الله عز وجل فلا يستجاب لهم: رجل كانت تحته امرأة سيئة الخلق فلم يطلقها ورجل كان له على رجل مال فلم يشهد عليه ورجل آتى سفيها ماله وقال الله تعالى: ﴿ وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ ﴾[213]، ويقول (أخاف عليكم ستا: إمارة السفهاء وسفك الدم وبيع الحكم وقطيعة الرحم ونشوا يتخذون القرآن مزامير وكثرة الشرط)[214].

 

المبحث الثامن

الحفاظ علي المال بمشروعية الرهن وكتابة الدَين

جاء الإسلام بالحفاظ علي المال في حالة الدَين بالرهن وكتابة الدين، لما لذلك من فائدة للدائن والمدين فعن الرهن قال تعالى: ﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ ﴾[215]، بل إن الرهن يستخدم مردوده في الاستثمار وهذا التشريع له أهميته في تبديل قيمة عينية بقيمة نقدية لاستخدامها في الاستثمار مع الحفاظ عليها، ويكفينا ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنه رهن درعه لبيان صحة ذلك مع الدليل السابق من القرآن عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات ودرعه رهن عند يهودي بثلاثين صاعا من شعير)[216].

 

وللحث على العدل لمن لا مال له وحفظ الأمانة وحفظ الشهود فقد أمرنا ديننا الحنيف بكتابة العقود لما فيها من حفظ المال من الإنكار وقد أظهر العصر الحديث فائدة كتابة العقود المالية وذلك حتى يعلم طرفا العقد وورثتهما حقوقهما وواجباتهما لأن مرور الزمن مدعاة للنسيان وموت الشهداء مدعاة للإنكار وإذا كان القرآن الكريم قد تحدث عن كتابة الدين فإنه يقاس عليها كل العقود المالية قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾[217].

 

فهذه الآية دليل وأصل في ضرورة كتابة الدين والإشهاد عليه، والوصية لكاتب الدين أن يكون عدلاً في كتابته وتوثيقه، ولا يزيد ولا ينقص على ما يملى عليه والذي عليه الدين هو الذي يملي الدين إقرارًا منه وتوثيقًا له، أما إذا كان غير قادر لصغر أو شيخوخة أو عدم فهم باللغة فليملل بدلا منه من يتولى أمره، كما أن الشهداء لا يصح امتناعهم تحملاً وأداءً إحقاقًا للحق وضمانا له، وألا نمل من كتابة الديون صغيرة أو كبيرة، وفي هذا فائدة لصاحب الدين بضمان ماله وللمدين من نفسه أن يأخذ ما ليس له فيه حق ﴿ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ﴾[218]، وضمانًا للسمعة فإذا ما أراد الاقتراض مرة أخرى سيجد من يعطيه لاشتهاره بالأداء واستثنى القرآن الدين التجاري ﴿ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا ﴾ (والعلة في ذلك أن الصفقات التجارية تقتضي السرعة ولا تتحمل الانتظار ولأن المعاملات التجارية أكثر عددًا وتكرارًا وتنوعًا فاشتراط الكتابة فيها كالدين قد يؤدي إلى الحرج وتضيع فرصة الكسب على المشتري أو تعريض البائع للخسارة) [219].

 

المبحث التاسع

الحفاظ على المال بالمحافظة على الأموال المنتجة

جعل الإسلام الحفاظ على الأموال المنتجة باباً من أبواب حفظ المال وقد سبق بذلك القوانين الوضعية التي منها منع ذبح الإناث ومنع صيد الأسماك الصغيرة ومنع الذبح قبل سن معين، وهذه القوانين لها احترامها في المحافظة على المال المنتج الذي إن يكفي القليل في حال استخدامه في حالته هذه، سيكفي الكثير عندما ننتظر نموه وكماله، ولكن يعيب هذه القوانين أنها قوانين أرضية قد لا يطبقها الناس كثيرًا لعدم وجود مرجعية دينية في أذهانهم يتقربون بتنفيذها إلى الله، يطمعون في رضاه إن نفذوا ويخافون من عقابه إن خالفوا وهذا خاص في هذه الجزئية عام في كل القوانين وهنا نتعلم من النبي صلى الله عليه وسلم المحافظة على الأموال المنتجة فسيد المرسلين (رأى من نفسه جوعاً فخرج فرأى أبا بكر وعمر قال: قوما فقاما معه إلى بعض بيوت الأنصار وسألهما عما أخرجهما فقالا: الجوع يا رسول اللّه فقال: وأنا كذلك والذي نفسي بيده فلم يجدوا الرجل وأخبرت امرأته أنه ذهب يستعذب الماء وأمرتهم بالجلوس ورحبت بهم وأهلت فجاء الرجل ليذبح وفرح بهم قائلاً: من أكرم مني اليوم أضيافاً، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إياك والحلوب) [220]، ‌فحتى في لحظات جوعه وجوع من حوله لم ينس صلى الله عليه وسلم أن يعلم الأمة أن هذه الحلوب لو ذبحت لخسر بيت من بيوت المسلمين ما يغنيهم من اللبن ومنتجاته التي ستنتهي بذبح هذه الحلوب وهذا ما يجب أن يتعلمه الإنسان في كيفية التعامل مع موارده وكيفية استثمارها والمحافظة عليها، ونجد في الإسلام الحفاظ على الأموال المنتجة باشتراط السن في الأضحية[221]والهدي[222]والعقيقة[223] فقد حدد التشريع الإسلامي سنًا معينة لا يجوز أن نقدم أقل منها حتى تزيد وتنمو فتكفي العدد الكبير في الإطعام والصدقة والهدية كذلك لو قدم الناس أي سن في أضاحيهم أو هديهم فمن الممكن أن نصل إلى وقت لا نجد فيه ناتجًا، فالكبير يذبح والصغير كذلك يذبح قبل أن ينتج، من هنا فلا نحصل على ذرية جديدة وقد جاءت آراء العلماء التي تفصل السن التي تقبل في ذبح الأضحية ومن ذلك:

(قال الحنفية: لا تصح بالصغير وهو ما كان أقل من سنة في الضأن والمعز إلا إذا كان الضأن كبير الجسم سمينًا فإنها تصح به إذا بلغ ستة أشهر بشرط أنه إذا خلط بما له سنة لا يمكن تمييزه منه، أما المعز فإنها لا تصح به إلا إذا بلغ سنة وطعن في الثانية على كل حال، أما الصغير من البقر والجاموس فهو ما كان أقل من سنتين فلا تصح بالبقر والجاموس إلا إذا بلغ سنتين وطعن في الثالثة، والصغير من الإبل ما كان أقل من خمس سنين فلا تصح بالإبل إلا إذا بلغت خمس سنين وطعنت في السادسة.

 

قال المالكية: تصح بالجذع من الضأن وهو ما بلغ سنة عربية، وتصح بالثني من المعز وهو ما بلغ سنة ودخل في الثانية دخولا بينا بأن قطع منها نحو شهر وتصح بالثني من البقر وهو ما بلغ ثلاث سنين وبالثني من الإبل وهو ما بلغ خمس سنين والمعتبر السنة القمرية ولو نقص بعض شهورها.

 

قال الشافعية: تصح بالضأن إذا بلغ سنة كاملة أو أسقط مقدم أسنانه بشرط أن يكون ذلك بعد ستة أشهر وتصح بالمعز إذا بلغ سنتين كاملتين وتصح بالبقر والجاموس إذا بلغ سنتين كاملتين وبالإبل إذا بلغ خمس سنين كوامل.

 

قال الحنابلة: تصح بالجذع من الضأن وهو ما له ستة أشهر وتصح بالثني مما سواه فثنى المعز ما له سنة كاملة وثني البقر ما له سنتان كاملتان وثني الإبل ما له خمس سنين ودخل في السادسة ولا تصح بما دون ذلك الحنابلة)[224].

 

هذه الشروط التي شرطها التشريع الإسلامي في الأضحية ونلاحظ فيها كيفية الاهتمام بالمنتج فلم يجيزوا ذبح الصغير وهذه الشروط في الأضحية قريب منها ما يشترط في السن بالنسبة للهدي والعقيقة.

 

المبحث العاشر

الحفاظ على المال بأداء المواريث

عني الإسلام في تشريعه بتقسيم المواريث تقسيمًا في غاية العدالة وحدد لكل من الوارثين نصيباً مفروضاً بل إن تقسيم ميراث الرجل يتأجل إذا كان في رحم امرأته جنين حتى تضع، وهذه التشريعات التي تحدد نصيب كل وارث للحفاظ على المال حتى لا يحدث ضياع لمال أحد الوارثين بحرمانه من ميراثه أو أخذ أحد الوارثين من المال أكثر من نصيبه فللنساء نصيب وللصغار نصيب على العكس ممن يجعل الذكور يستأثرون بكل المال ويحرم النساء أو الأطفال، وقد جاء في القرآن الكريم ما يؤيد ذلك في العديد من الآيات ومنها:

قال تعالى: ﴿ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا ﴾[225]، (قال سعيد بن جبير وقتادة: كان المشركون يجعلون المال للرجال الكبار، ولا يورثون النساء ولا الأطفال شيئا، فأنزل الله ﴿ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نصِيبًا مَفْرُوضًا ﴾ أي الجميع فيه سواء في حكم الله تعالى يستوون في أصل الوراثة وإن تفاوتوا بحسب ما فرض الله تعالى) [226] وقد عني الرسول صلى الله عليه وسلم بتعليم الصحابة أحكام وقواعد تقسيم الميراث في العديد من الأحاديث التي تبين نصيب كل وارث مما لا يتسع له المجال منها قوله صلى الله عليه وسلم (ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فلأولى رجل ذكر) [227]، وقوله (اقسموا المال بين أهل الفرائض على كتاب الله فما تركت الفرائض فلأولى رجل ذكر) [228]، وقوله (من ترك مالا فلورثته ومن ترك كلا فإلى الله ورسوله وأنا وارث من لا وارث له أعقل عنه وأرثه والخال وارث من لا وارث له يعقل عنه ويرثه) [229]، وقوله (إن الله قسم لكل وارث نصيبه من الميراث ولا تجوز لوارث وصية الولد للفراش وللعاهر الحجر ومن ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه رغبة عنهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ولا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا) [230]

 

المبحث الحادي عشر

الحفاظ على المال بالأمر بالوقاية والحذر

إذا كان العلم الحديث لم يغفل التحوط لمواجهة الكوارث الطبيعية حفاظاً على المال والممتلكات باستخدام الأجهزة العلمية الدقيقة، والتنبؤ بالحدث قبل وقوعه، كذلك استخدام أجهزة الإنذار المبكر للتعامل مع هذه الكوارث، ووضع الخطط قبل وأثناء وبعد حدوثها كما لا يغفل أثر هذه الدراسات في مجال الأمن الصناعي، كل ذلك نتج عنه الحد من اتساع رقعة المخاطر، وتقليل نسبة الخسائر واتسع المجال ليشمل صحة الإنسان والنبات والحيوان باستخدام الأمصال والطعوم والمبيدات الحشرية الغير ضارة بما يكفل الحفاظ على تلك الثروات، كان للإسلام السبق في هذا بالحفاظ على المال والممتلكات وصحة الإنسان وفقًا للإمكانيات الموجودة وقتها.

 

وقد جاءت هذه التعليمات في القرآن الكريم وفي إرشادات النبي صلى الله عليه وسلم فقد جاء في القرآن الكريم العقوبة لمن يقوم بأعمال تفسد في الأرض وتسبب الهلاك في الحرث والنسل قال تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾[231].

 

وأما النبي صلى الله عليه وسلم فعلمنا الوقاية بالدعاء وبالفعل فمن الدعاء قال طلباً للاستسقاء (إنكم شكوتم جدب دياركم واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم وقد أمركم الله عز وجل ووعدكم أن يستجيب لكم (الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين) لا إله إلا الله يفعل ما يريد اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغا إلى حين) [232]وكان إذا رأى الهلال قال (اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله) [233]، وكان إذا استسقى قال (اللهم اسق عبادك وبهائمك وانشر رحمتك وأحيي بلدك الميت) [234]، وكان إذا اشتدت الريح قال (اللهم لقحا لا عقيما) [235]، وكان إذا عصفت الريح قال (اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به) [236]، وكان إذا رأى المطر قال (اللهم صيبا نافعا) [237]وقال (ما من دعوة يدعو بها العبد أفضل من: اللهم إني أسألك المعافاة في الدنيا والآخرة) [238].

 

وكان يستعيذ فيقول (اللهم إني أعوذ بك من التردي والهدم والغرق والحرق وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبرا وأعوذ بك أن أموت لديغا)[239]، ويقول (اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة) [240]ويقول (اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجأة نقمتك وجميع سخطك) [241]، ويقول (اللهم إني أعوذ بك من يوم السوء ومن ليلة السوء ومن ساعة السوء ومن صاحب السوء ومن جار السوء في دار المقامة) [242]ويقول: (اللهم رب الناس مذهب الباس اشف أنت الشافي لا شافي إلا أنت اشف شفاء لا يغادر سقما)[243]ومن إرشاداته الفعلية قوله (لا يوردن ممرض على مصح)[244] وقال (إن هذا الطاعون رجز وبقية عذاب عذب به قوم فإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فرارًا منه وإذا وقع بأرض ولستم بها فلا تدخلوها)، وقال (الطاعون غدة كغدة البعير المقيم بها كالشهيد والفار منها كالفار من الزحف) [245] وقال (الإيمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان) [246] وقال (عرضت علي أمتي بأعمالها حسنها وسيئها فرأيت في محاسن أعمالها إماطة الأذى عن الطريق ورأيت في سيء أعمالها النخاعة في المسجد لم تدفن) [247]وقال (غطوا الإناء وأوكئوا السقاء وأغلقوا الأبواب وأطفئوا السراج فإن الشيطان لا يحل سقاء ولا يفتح بابا ولا يكشف إناء فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عودا ويذكر اسم الله فليفعل فإن الفويسقة تضرم على أهل البيت بيتهم) [248] وقال (خمروا الآنية وأوكئوا الأسقية وأجيفوا الأبواب واكفتوا صبيانكم عند المساء فإن للجن انتشارا وخطفة وأطفئوا المصابيح عند الرقاد فإن الفويسقة ربما اجترت الفتيلة فأحرقت أهل البيت) [249]وقال(أغلقوا أبوابكم وخمروا آنيتكم وأطفئوا سرجكم وأوكئوا أسقيتكم فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا ولا يكشف غطاء ولا يحل وكاء وإن الفويسقة تضرم البيت على أهله) [250] وقال (لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله تعالى) [251] وهكذا أمر الإسلام بالوقاية والحذر محافظة على المال.

 

الخاتمة وأهم النتائج

وبعد ها هي الصفحات مرت سريعًا عشنا فيها مع جانب من عظمة التشريعات الإسلامية وشمولها جوانب الخير للدين والدنيا وكيف أن التشريع الإسلامي دين عملي وواقعي يراعي فطرة الناس وأحوالهم واحتياجاتهم من خلال موضوع الحفاظ على المال في الإسلام.

 

وقد تعرضنا من خلال هذا البحث إلى تعريفات لها صلة بالموضوع مثل تعريف الإسلام والمال من خلال اللغة والاصطلاح والقرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم ثم ذكرنا الكلام حول أهمية المال في الإسلام وفي الفصل الثاني ذكرنا تجميعًا لمجموعة من التشريعات الهادفة للحفاظ على المال ونستطيع أن نخرج من هذا البحث بمجموعة من النتائج منها:

1- شمولية التشريع الإسلامي فهو دين عملي واقعي شامل لجوانب الخير للدين والدنيا يراعي فطرة الناس وأحوالهم واحتياجاتهم.

 

2- أن المال مال الله وما نحن إلا مستخلفين فيه ومأمورين بجمعه وإنفاقه وفقاً لأوامر الله فيه.

 

3- أهمية المال في الإسلام فهو قوام الحياة، وسبيل لعمارة الأرض وفعل الخيرات وتحقيق سعادة الدارين.

 

4- لأهمية المال - في الإسلام وتأثير استخدامه على الحياة سلباً وإيجاباً - اشتمل الدين الإسلامي العديد من التشريعات الهادفة للحفاظ عليه منها إخراج حقوق الله في المال، الاعتدال ومحاربة السرف، النهي عن الربا، النهي عن الرشوة وما يتعلق بها، النهي عن السرقة بكافة صورها، تحريم الميسر وما يساويه، عدم تسليم المال لمن لا يحسن التصرف، فيه مشروعية الرهن وكتابة الدَين، المحافظة على الأموال المنتجة، أداء المواريث الأمر بالوقاية والحذر.

 

5- إخراج حقوق الله في المال وهي جزء قليل - بينت كتب الفقه شروطه ومقداره ومستحقيه...إلخ - إعلان بحفاظ الله على هذا المال، ويتسبب في محافظة الفقراء والعاجزين عن الكسب عليه لأنهم يعلمون أن لهم فيه حق، بينما منع إخراج حق الله في المال يتسبب في ضياعه وهلاكه وخسارته بمحق بركته من الله وبالتعدي عليه من المحتاجين الذين منعوا من حقهم في هذا المال.

 

6- الاعتدال ومحاربة السرف أحد أهم التشريعات الإسلامية التي أمر بها الإسلام للحفاظ على المال وقد نفذه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته، وأوصوا به ولو قدر جمع جملة الفاقد من الأموال التي تنفق في غير ضرورة لكفت وسدت جانب كبير من احتياجات الفقراء والمحتاجين، ولساهمت في حل العديد من المشكلات الاقتصادية في كثير من الدول الفقيرة لذلك وجب على المسلمين الالتزام بالاعتدال في شتى صور حياتهم على مستوى الأفراد، والأسر، والدول لتحقيق السعادة في العاجل والآجل.

 

7- المعاملات المالية القائمة على الربا وإن كان ظاهرها الزيادة في المال فباطنها هلاكه وخسارته والواقع يؤكد ذلك.

 

8- في النهي عن الرشوة حفاظًا لمال الرعية من استغلال الحكام لمناصبهم.

 

9- في النهي عن السرقة بكافة صورها ضمان الحفاظ لكل صاحب مال على ماله وثمرة عمله.

 

10- تحريم الميسر وما يساويه من التشريعات التي تحافظ على المال من مطامع ورغبات الربح السريع.

 

11- حماية المال وعدم الاعتداء عليه واجب حتى من صاحب المال نفسه لذلك شرع الإسلام عدم تسليم المال لمن لا يحسن التصرف فيه.

 

12- النسيان والطمع طبع بشري والموت قد يباغت الدائن أو المدين فمشروعية الرهن وكتابة الدَين من التشريعات التي تحافظ على المال.

 

13- البحث عن المتطلبات العاجلة من السمات البشرية والحفاظ على مستلزمات الحياة لأجيال قادمة من السنن الإلهية لذلك سن الإسلام وحث على المحافظة على الأموال المنتجة.

 

14- أداء المواريث أحد أهم التشريعات الإسلامية التي تحافظ على المال للوارثين ولو كان أحدهم جنيناً في بطن أمه.

 

15- الأمر بالوقاية والحذر للحفاظ على المال سبق إليه الإسلام في تشريعاته قبل أربعة عشر قرناً من الزمان في أمة أمية.

 

16- أثبت الواقع فشل النظم الاقتصادية بجميع صورها واتجاهاتها وأهمية العودة إلى النظام الاقتصادي الإسلامي.

 

وختامًا:

صلاح الأمة بعودتها إلى سبيل ربها وبإقامة منهجه في الحياة حتى تروق لهم الحياة.

 

أسأل الله العظيم أن يجعلنا من عباده الهداة المهديين، ولا يجعلنا ضالين ولا مضلين، وأن يجعل خير أعمالنا خواتمها، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهة الكريم، وأن يجعلنا من عباده الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه إنه ولي ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين....

 

أهم مصادر ومراجع البحث

قائمة بالمراجع حسب ترتيبها وورودها بالبحث - تقريباً:

أولاً: القرآن الكريم:

1- مختار الصحاح تأليف محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي: طباعة مكتبة لبنان - بيروت 1415 - 1995 تحقيق: محمود خاطر.

2- النهاية في غريب الحديث والأثر تأليف أبو السعادات المبارك بن محمد الجزري طباعة المكتبة العلمية - بيروت، 1399ه- - 1979م ت: طاهر أحمد الزاوى - محمود محمد الطناحي.

3- لسان العرب تأليف محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري طباعة دار صادر بيروت الطبعة الأولى.

4- القاموس المحيط تأليف محمد بن يعقوب الفيروز آبادي شبكة الإسلام شبكة المعلومات الدولية الإنترنت.

5- بيان للناس من الأزهر الشريف تأليف جاد الحق على جاد الحق شيخ الأزهر الجزء الأول طباعة: وزارة الأوقاف.

6- أضواء على الدعوة الإسلامية من خلال مصادرها تأليف د / محمد أحمد دياب بدون طبعة أو سنة طبع.

7- البيان المأمول في علم الأصول تأليف عبد الرحمن عبد الخالق طباعة دار الهدى النبوي.

8- الجامع الصحيح المختصر المسمي صحيح البخاري / محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي طباعة دار ابن كثير اليمامة بيروت الطبعة الثالثة 1407 - 1987 تحقيق د/مصطفى ديب البغا أ / الحديث وعلومه دمشق.

9- صحيح مسلم / مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري النيسابوري طباعة دار إحياء التراث العربي بيروت تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي.

10- العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية رواية محمد الصالح رمضان / عبد الحميد بن باديس طباعة دار الفتح - الشارقة الطبعة الأولى، 1995 تحقيق: محمد الصالح رمضان 11- التشريع الإسلامي تأليف الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم طباعة صالح كامل للاقتصاد الإسلامي جامعة الأزهر بمدينة نصر 1422 ه- / 2002 م

12- الجامع الصحيح سنن الترمذي / محمد بن عيسى أبو عيسى الترمذي طباعة دار إحياء التراث العربي - بيروت تحقيق أحمد شاكر وآخرون.

13- أصول الدعوة إلى الله عبد الرحمن بن عبد الخالق الكويت في 27 من ذي الحجة 1416ه- 14من مايو 1996م

14- نافذة على الدين نشأة ومفهومًا تأليف د/ هاشم عبد الظاهر إبراهيم جامعة الأزهر - أسيوط الطبعة الأولى 1411 ه- 1991 م مطبعة الأمانة.

15- مدخل لمعرفة الإسلام خصائصه أهدافه مقوماته مصادره الدوحة في: رجب سنة 1416ه-، ديسمبر سنة 995ا م يوسف القرضاوي شبكة المعلومات الدولية الإنترنت.

16- مسند الإمام أحمد / أحمد بن حنبل أبو عبد الله الشيباني طباعة مؤسسة قرطبة القاهرة.

17- الطبراني المعجم الأوسط أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني طباعة دار الحرمين القاهرة 1415 تحقيق طارق بن عوض الله الحسيني.

18- المجتبى من السنن / أحمد بن شعيب أبو عبد الرحمن النسائي طباعة مكتب المطبوعات الإسلامية - حلب الطبعة الثانية، 1406 - 1986 تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة.

19- المستدرك على الصحيحين / محمد بن عبد الله أبو عبد الله الحاكم النيسابوري طباعة دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة الأولى، 1411 - 1990 تحقيق مصطفى عبد القادر عطا.

20- سنن أبي داود: سليمان بن الأشعث أبو داود السجستاني الأزدي الناشر: دار الفكر تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد.

21- فقه الزكاة تأليف د/ يوسف القرضاوي.

http:www.al_islam.com

22- القاموس الفقهي لغة واصطلاحا تأليف سعدي أبو جيب طباعة دار الفكر. دمشق - سورية الطبعة الثانية 1408 ه- / 1988 م مصدر الكتاب موقع يعسوب.

23- ويكبيديا.

24 - مجلة النبأ العدد 52 شهر رمضان 1421 كانون الأول 2000

25 - سنن ابن ماجه / محمد بن يزيد أبو عبد الله القزويني طباعة دار الفكر بيروت تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي.

26 - عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين المؤلف: محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت ت: زكريا علي يوسف.

27 - الخطابة في موكب الدعوة د / محمود محمد عمارة طباعة وزارة الأوقاف.

28 - كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس تأليف إسماعيل بن محمد العجلوني طباعة دار الكتب العلمية بيروت لبنان الطبعة الثالثة 1988 م - 1408 ه‍

29 - معاني القرآن الكريم جامعة أم القرى طباعة مكة المكرمة الطبعة الأولى، 1409 تحقيق محمد علي الصابوني.

30 - النظام المالي في الإسلام وتحقيق مجتمع الكفاية والأمن تأليف أ / د حلمي عبد المنعم صابر كلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة جامعة الأزهر طباعة مطبعة الحسين الإسلامية خلف الجامع لأزهر القاهرة رمضان 1418ه- / 1998م.

31 - نماذج من الإعجاز العلمي في القرآن والسنة النبوية إعداد نخبة من أساتذة الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة مكتب القاهرة.

32- التكافل الاجتماعي مصدر الكتاب موقع الإسلام:

www.alislam.com

33- العدل الاجتماعي في الإسلام تأليف المستشار د/ محمد شوقي الفنجري طباعة مطابع روز اليوسف رمضان 1430

34- نحو مجتمع بلا مشكلات تأليف د/ محمود محمد عمارة مكتبة الإيمان بالمنصورة الطبعة الأولي

35- مجلة عقيدتي السنة السابعة عشرة الثلاثاء 4 / رمضان 1430ه- / 25 / أغسطس 2009 م

36- مشكلة السرف في المجتمع المسلم وعلاجها في ضوء الإسلام تأليف عبد الله بن إبراهيم الطريقي طباعة وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المملكة العربية السعودية الطبعة الأولى موقع الإسلام.

37- الدين والحياة طبعة وزارة الأوقاف المصرية غرة شعبان 1406 ه- 10 أبريل 1986 م

38- ركائز الإيمان بين العقل والقلب الشيخ / محمد الغزالي طبعة دار الشروق الطبعة الثالثة 1427 ه- 2006م

39- المسلمون بين الحاضر والماضي دراسة في حاضر العالم الإسلامي تأليف د/ جلال سعد البشار أ/ مساعد بكلية الدعوة الإسلامية جامعة الأزهر طباعة مدار الاتحاد التعاوني للطباعة الطبعة الأولي 1417 ه- 1997

40- الإسلام والمشكلة الاقتصادية تأليف المستشار أ / د محمد شوقي الفنجري طباعة مطابع الأهرام التجارية قليوب جمهورية مصر العربية وزارة الأوقاف قضايا إسلامية تصدر كل شهر عربي العدد 171

41- المعجم الوسيط المؤلف / إبراهيم مصطفى - أحمد الزيات - حامد عبد القادر - محمد النجار تحقيق / مجمع اللغة العربية.

42- صيانة الإسلام للمال العام الشيخ فوزي فاضل الزفزاف مجلة منبر الإسلام السنة 62 العدد 11 ذو القعدة ه- / يناير 2004 م

43- تاريخ الخلفاء عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي موقع الوراق

www.alwarraq.com

44- فقه السنة تأليف السيد السابق ط الناشر دار الكتاب العربي بيروت - لبنان.

45- الفقه على المذاهب الأربعة تأليف عبد الرحمن الجزيري بدون طبعة أو سنة طبع.



[1] سورة الصف آية 9

[2] صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه الكتاب: الجامع الصحيح المختصر / محمد ابن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي، دار ابن كثير، اليمامة - بيروت الطبعة الثالثة، 1407 - 1987 ت: د. مصطفى ديب البغا أستاذ الحديث وعلومه في كلية الشريعة - جامعة دمشق.

[3] مختار الصحاح تأليف محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي: ط: مكتبة لبنان - بيروت 1415 - 1995 ت: محمود خاطر ج 1 - ص 326 بتصرف.

[4] النهاية في غريب الحديث والأثر أبو السعادات المبارك بن محمد الجزري ط المكتبة العلمية - بيروت، 1399هـ - 1979م ت: طاهر أحمد الزاوى /محمود محمد الطناحي ج2 - ص985.

[5] أ / لسان العرب محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري ط دار صادر بيروت الطبعة الأولى ج 12 ص 289

ب/ القاموس المحيط تأليف محمد بن يعقوب الفيروز آبادي شبكة الإسلام شبكة المعلومات الدولية الإنترنت ج 1/ص1448:1450

[6] أ / بيان للناس من الأزهر الشريف الجزء الأول جاد الحق على جاد الحق شيخ الأزهر ط: وزارة الأوقاف ص135. ب - أضواء على الدعوة الإسلامية من خلال مصادرها تأليف د / محمد أحمد دياب بدون طبعة أو سنة طبع ص 9 بتصرف. 3ـ البيان المأمول في علم الأصول عبد الرحمن عبد الخالق ط دار الهدى النبوي ص120، 121

[7] أ / بيان للناس من الأزهر الشريف الجزء الأول جاد الحق على جاد الحق شيخ الأزهر ط: وزارة الأوقاف ص135. ب - أضواء على الدعوة الإسلامية من خلال مصادرها تأليف د / محمد أحمد دياب بدون طبعة أو سنة طبع ص 9 بتصرف. 3ـ البيان المأمول في علم الأصول عبد الرحمن عبد الخالق ط دار الهدى النبوي ص120، 121

[8] سورة آل عمران آية 19

[9] سورة المائدة آية 3

[10] صحيح رواه البخاري عن ابن عمر.

[11] سورة البقرة آية 112

[12] سورة البينة آية 5

[13] رواه مسلم وغيره عن عمر.

[14] سورة الحجرات آية 14

[15] أ- العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية رواية محمد الصالح رمضان / عبد الحميد بن باديس ط دار الفتح - الشارقة الطبعة الأولى، 1995 ت: محمد الصالح رمضان ج 1 - ص 35: 37 بتصرف. ب - التشريع الإسلامي تأليف أ / د أحمد عمر هاشم ط صالح كامل للاقتصاد الإسلامي جامعة الأزهر بمدينة نصر 1422ه/2002 م ص 93 وما بعدها بتصرف.

[16] التشريع الإسلامي ص194 بتصرف مرجع سبق ذكره.

[17] سورة الأحزاب آية 40

[18] سورة الأعراف آية 158

[19] العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية بتصرف ص 93، 94 مرجع سبق ذكره.

[20] صحيح رواه الجامع الصحيح سنن الترمذي/ محمد بن عيسى أبو عيسى الترمذي ط: دار إحياء التراث العربي - بيروت ت: أحمد شاكر وآخرون عن ابن عمر.

[21] سورة الأنعام 162، 163

[22] سورة الذاريات آية 56

[23] أصول الدعوة إلى الله عبد الرحمن بن عبد الخالق الكويت في 27 من ذي الحجة 1416ه- 14من مايو 1996م

[24] التشريع الإسلامي ص 97: ص 101 بتصرف مرجع سبق ذكره.

[25] سورة الحج آية 78

[26] سورة آل عمران آية 19

[27] سورة آل عمران أية 85

[28] سورة المائدة آية 3

[29] سورة الأنعام آية 125

[30] سورة الزمر آية22

[31] سورة الصف آية 7

[32] رفض كثيرٌ من العلماء إطلاق لفظ الدين على مثل هذه العقائد وحجتهم في ذلك (أن القرآن الكريم يسمي ما كان عليه أهل الكتاب ملة لا دينًا من ذلك ما جاء في سورة قوله تعالى: ﴿ مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ ﴾ ص آية 7 وما جاء في سورة يوسف آية 37 حيث قال تعالى على لسان سيدنا يوسف ﴿ نِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ﴾، والكهف آية 20 قال تعالى: ﴿ إنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً ﴾ وما جاء في سورة إبراهيم آية 13 ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ ﴾ وما نزل بمكة حيث سمي كل ضلالة كان عليها قوم ملة بل سمي الذي كان عليه إبراهيم وولده من الحق الذي لا اختلاف فيه ملة جاء ذلك في سورة الأنعام آية 161 قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ وسورة النحل آية 123 قال تعالى: ﴿ ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِين ﴾ من القرآن الذي نزل بمكة ولم يسم الله تعالى شيئا من ذلك دينًا بالمعنى الجامع نخلص من هذا إلى أن الله تعالى لا يرضى لنا أن نسمي شيئًا من الملل من نصرانية ويهودية وغيرهما، وإذًا فقول المسلم (الأديان السماوية) قول مخالف لعقيدة أهل الإسلام في حقيقة هذه الملل التي عليها الناس أحمرهم وأسودهم فإن الله لم يرسل نبيًا من أنبياءه بدين غير الإسلام وكل ما خالف الإسلام من الملل في عقائدها وعباداتها وآدابها وأصول تفكيرها ونظرها فالمهيمن على صحته أو بطلانه هو القرآن كتاب الله والحديث حديث رسول الله، والدين القيم هو ما جاء به رسول الله وما كان عليه هو وأصحابه والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين نقلاً عن نافذة على الدين نشأة ومفهومًا دكتور هاشم عبد الظاهر إبراهيم جامعة الأزهر - أسيوط الطبعة الأولى 1411 ه- 1991 م مطبعة الأمانة بتصرف).

[33] سورة آل عمران آية 85.

[34] مدخل لمعرفة الإسلام خصائصه أهدافه مقوماته مصادره الدوحة في: رجب سنة 1416ه-، ديسمبر سنة 995ا م يوسف القرضاوي شبكة المعلومات الدولية الإنترنت بتصرف.

[35] سورة الملك آية 14

[36] لفظ السنة له عدة إطلاقات فتطلق في اللغة على الطريقة والمنهج وعرف الفقهاء السنة بأنها ما يثاب المرء على فعله ولا يعاقب على تركه وفي اصطلاح المحدثين على ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو صفة أو تقرير نقلاً عن بيان للناس من الأزهر الشريف مرجع سبق ذكره ص 67...

[37] سورة آل عمران آية 164.

[38] مدخل لمعرفة الإسلام خصائصه.. أهدافه.. مقوماته مصادره بتصرف مرجع سبق ذكره.

[39] عن ابن عمر متفق عليه ورواه أحمد /مسند أحمد بن حنبل أبو عبد الله الشيباني، ط مؤسسة قرطبة - القاهرة، ورواه الترمذي، و النسائي الكتاب: المجتبى من السنن / أحمد بن شعيب أبو عبد الرحمن النسائي ط مكتب المطبوعات الإسلامية - حلب الطبعة الثانية، 1406 - 1986 ت: عبد الفتاح أبو غدة..

[40] صحيح رواه الطبراني المعجم الأوسط أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ط دار الحرمين القاهرة 1415 تحقيق طارق بن عوض الله الحسيني والحاكم عن فضالة بن عبيد.

[41] رواه الحاكم المستدرك على الصحيحين / محمد بن عبد الله أبو عبد الله الحاكم النيسابوري ط: دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة الأولى، 1411 - 1990 ت: مصطفى عبد القادر عطا عن أبي هريرة قال الألباني حسن.

[42] رواه الحاكم عن ابن مسعود قال الألباني حسن.

[43] صحيح رواه الطبراني عن أبي أمامة.

[44] رواه الترمذي عن عدي بن حاتم قال الألباني حديث حسن.

[45] صحيح رواه أحمد، مسلم عن بريدة.

[46] صحيح رواه أحمد عن الحارث ابن الحارث الأشعري.

[47] صحيح رواه النسائي عن ابن عمرو

[48] صحيح رواه أبو داود سنن أبي داود / سليمان بن الأشعث أبو داود السجستاني الأزدي الناشر: دار الفكر تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد عن أبي هريرة.

[49] القاموس الفقهي لغة واصطلاحا تأليف سعدي أبو جيب طباعة دار الفكر. دمشق - سورية الطبعة الثانية 1408 ه- / 1988 م مصدر الكتاب موقع يعسوب ج 1 / ص 344

[50] نقلاً عن فقه الزكاة تأليف د/ يوسف القرضاوي.

http:www.alislam.com.

[51] القاموس الفقهي نفس المرجع السابق والصفحة مرجع سبق ذكره.

[52] الموسوعة الحرة لخلق وجمع المحتوى العربي.

[53] موسوعة ويكبيديا شبكة الإنترنت

[54] نفس المرجع

[55] شبكة الإنترنت

[56] مجلة النبأ العدد 52 شهر رمضان 1421 كانون الأول 2000

[57] منتدى التمويل الإسلامي

[58] سورة الأنعام آية 153

[59] سورة الإسراء آية 34

[60] سورة المؤمنون آية 55

[61] سورة النور آية 33

[62] سورة الشعراء آية 88

[63] سورة القلم آية 14

[64] صحيح رواه الترمذي عن أبي برزة

[65] صحيح رواه الطبراني عن عمرة بنت الحارث بن أبي ضرار.

[66] صحيح رواه أحمد، الترمذي عن أنس والبخاري عن ابن الزبير وابن ماجه عن أبي هريرة.

[67] رواه أحمد وابن ماجه سنن ابن ماجه / محمد بن يزيد أبو عبد الله القزويني طباعة دار الفكر بيروت تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي عن سعيد بن حريث قال الألباني حسن.

[68] صحيح رواه أحمد، أبو داود، ابن ماجه عن عياض بن حمار.

[69] صحيح رواه الطبراني عن أبي حازم.

[70] صحيح رواه أبو داود، الحاكم عن جابر.

[71] صحيح رواه أبو داود عن حنيفة الرقاشي.

[72] صحيح رواه أحمد، أبو داود، الحاكم عن عمران بن حصين.

[73] صحيح رواه أحمد، الترمذي، مسلم عن أبي هريرة.

[74] صحيح رواه ابن ماجه عن عائشة.

[75] صحيح رواه أحمد عن أبي هريرة.

[76] صحيح رواه أحمد، البخاري، أبو داود، النسائي، ابن ماجه عن أبي سعيد.

[77] سورة العاديات آية 8

[78] سورة الكهف آية 46

[79] سورة هود آية 61

[80] سورة الأعراف آية 10

[81] سورة الأنبياء آية 8

[82] سورة الفرقان آية 7

[83] سورة الفرقان آية 20

[84] سورة عبس24: 32

[85] سورة الملك آية 21

[86] سورة الملك30

[87] سورة قريش آية 3، 4

[88] سورة ق آية 9: 11

[89] سورة البقرة آية 198

[90] سورة المزمل 20

[91] سورة الجمعة 10

[92] جزء من حديث ونصه عن عمرو بن العاص قال: بعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأمرني أن آخذ على ثيابي وسلاحي ثم آتيه ففعلت فأتيته وهو يتوضأ فصعد إلى البصر ثم طأطأ ثم قال يا عمرو إني أريد أن أبعثك على جيش فيغنمك الله وأزعب لك زعبة من المال صالحة قلت إني لم اسلم رغبة في المال إنما أسلمت رغبة في الإسلام فأكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا عمرو نعم المال الصالح للمرء الصالح صحيح رواه البخاري في الأدب المفرد.

[93] عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين المؤلف: محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت ت: زكريا علي يوسف ص221: 223

[94] جزء من حديث ونصه ثلاث أقسم عليهن: ما نقص مال عبد من صدقة ولا ظلم عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله عز وجل عزا ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر وأحدثكم حديثا فاحفظوه إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعمل لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل وعبد رزقه الله تعالى علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول: لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما يخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعمل لله فيه حقا فهذا بأخبث المنازل وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول: لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فوزرهما سواء صحيح رواه أحمد والترمزي عن أبي كبشة الأنماري.

[95] الخطابة في موكب الدعوة د/ محمود محمد عمارة ط وزارة الأوقاف ص10نقلاً عن الإحياء.

[96] الخطابة في موكب الدعوة ص11 مرجع سبق ذكره.

[97] رواه ‌الترمذي عن أبي هريرة قال الألباني حسن.

[98] سورة آل عمران آية 180.

[99] سورة آل عمران آية 180

[100] قال ابن الغرس ضعيف لكن ورد له شواهد وقال في المقاصد رواه الطبراني وأبو نعيم عن ابن مسعود مرفوعا وللطبراني في الدعاء عن عبادة بن الصامت قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قاعد في ظل الحطيم بمكة فقيل يا رسول الله أتى على مال لي بسيف البحر فذهب به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تلف مال في بر ولا بحر إلا بمنع الزكاة فحرزوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقة وادفعوا عنكم طوارق البلاء بالدعاء فإن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل ما نزل يكشفه وما لم ينزل يحبسه... وللبيهقي في الشعب عن أبي أمامة مرفوعا حصنوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقة واستقبلوا أمواج البلاء بالدعاء لكن في سنده فضالة بن جبير صاحب مناكير.... ورواه الطبراني وأبو الشيخ عن سمرة بن جندب رفعه بلفظه إلا أنه قال وردوا نائبة البلاء بالدعاء بدل الجملة الثانية وفي سنده غياث مجهول ورواه الديلمي عن ابن عمر رفعه بلفظ داووا مرضاكم بالصدقة وحصنوا أموالكم بالزكاة فإنها تدفع عنكم الأعراض والأمراض قال البيهقي أنه منكر بهذا الإسناد نقلاً عن كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس تأليف إسماعيل بن محمد العجلوني طباعة دار الكتب العلمية بيروت لبنان الطبعة الثالثة 1988 م - 1408 ه‍ ج2 / ص131.

[101] رواه الطبراني في الأوسط عن جابر.

[102] سورة سبأ آية 39

[103] صحيح متفق عليه عن أبي هريرة.

[104] صحيح متفق عليه عن أبي هريرة.

[105] سورة البقرة آية 268.

[106] معاني القرآن جامعة أم القرى ط مكة المكرمة الطبعة الأولى، 1409 ت: محمد علي الصابوني ج 1- ص 297

[107] النظام المالي في الإسلام وتحقيق مجتمع الكفاية والأمن تأليف أ / د حلمي عبد المنعم صابر كلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة جامعة الأزهر طباعة مطبعة الحسين الإسلامية خلف الجامع الأزهر القاهرة رمضان 1418ه- / 1998 م ص 136

[108] سورة القلم آية 17: 32

[109] سورة القصص آية 77

[110] سورة القصص آية 81

[111] رواه البزار والبيهقي كما في الترغيب والترهيب وفي رواية بنيل الأوطار ما خالطت الصدقة مالا قط إلا أهلكته ضعفه الألباني.

[112] رواه الطبراني عن ابن عباس قال الألباني حسن.

[113] رواه ابن خزيمة والحاكم عن جابر مرفوعًا وموقوفًا وصححه على شرط مسلم نقلاً عن فقه الزكاة مرجع سبق ذكره.

[114] سورة البقرة آية 267

[115] تفسير ابن كثير ج 1 - ص 697 مرجع سبق ذكره.

[116] صحيح البخاري عن أبي هريرة.

[117] صحيح أحمد، ابن ماجه عن والد أبي المليح

[118] نماذج من الإعجاز العلمي في القرآن والسنة النبوية إعداد نخبة من أساتذة الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة مكتب القاهرة ص 166: 168بتصرف.

[119] سورة الأنعام آية 141.

[120] صحيح رواه أحمد، مسلم، عن حكيم بن حزام.

[121] رواه أبو داوود والحاكم عن جابر قال الألباني ضعيف.‌

[122] صحيح رواه مسلم عن سعد.

[123] صحيح متفق عليه عن سعد.

[124] النظام المالي في الإسلام وتحقيق مجتمع الكفاية والأمن مرجع سبق ذكره 130،131بتصرف.

[125] يقصد بالتكافل الاجتماعي أن يكون أفراد المجتمع مشاركين في المحافظة على المصالح العامة والخاصة ودفع المفاسد والأضرار المادية والمعنوية نقلاً عن التكافل الاجتماعي مصدر الكتاب موقع الإسلام، ص1.

www.alislam.com

[126] سورة التوبة آية 103

[127] رواه ‌أبو الشيخ في الثواب عن أبي أمامة قال الألباني حسن.

[128] العدل الاجتماعي في الإسلام تأليف المستشار د/ محمد شوقي الفنجري طباعة مطابع روز اليوسف رمضان 1430 ص5.

[129] نحو مجتمع بلا مشكلات د/ محمود محمد عمارة مكتبة الإيمان بالمنصورة الطبعة الأولي ص32

[130] عقيدتي السنة السابعة عشرة الثلاثاء 4 / رمضان 1430ه- / 25 / أغسطس 2009 م ص 2

[131] نفس المرجع ص6 بتصرف.

[132] نفس المرجع ص 3 بتصرف.

[133] نفس المرجع ص 5 بتصرف.

[134] العدل الاجتماعي في الإسلام ص 5 مرجع سبق ذكره.

[135] مشكلة السرف في المجتمع المسلم وعلاجها في ضوء الإسلام تأليف عبد الله بن إبراهيم الطريقي طباعة وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المملكة العربية السعودية الطبعة الأولى موقع الإسلام.

[136] سورة الفرقان آية 67

[137] تفسير ابن كثير ج 6 - ص 124

[138] الدين والحياة ط / وزارة الأوقاف المصرية غرة شعبان 1406 ه- 10 أبريل 1986 م.

[139] سورة الأعراف آية 31

[140] سورة الإسراء الآيات 26: 29

[141] ركائز الإيمان بين العقل والقلب الشيخ / محمد الغزالي ط/ دار الشروق الطبعة الثالثة 1427 ه- 2006م ص163.

[142] رواه الطبراني في الأوسط عن أنس قال الألباني حسن.

[143] صحيح متفق عليه عن المغيرة بن شعبة.

[144] صحيح رواه أحمد، الترمذي، ابن ماجه، الحاكم عن المقدام بن معد يكرب.

[145] صحيح رواه ابن سعد، عن عائشة.

[146] صحيح رواه الترمذي عن جابر.

[147] نحو مجتمع بلا مشكلات ص 33 مـرجع سبـق ذكـره.

[148] صحيح رواه أحمد عن حذيفة.

[149] رواه أبو داود عن ابن عمر قال الألباني حسن.

[150] صحيح متفق عليه عن ابن عمر.

[151] صحيح رواه النسائي، ابن ماجه عن ابن عمرو.

[152] صحيح رواه أحمد عن أبي موسى.

[153] صحيح رواه ابن ماجه ‌عن البراء.

[154] صحيح رواه أحمد عن جابر.

[155] صحيح رواه أحمد، الترمذي ‌عن عائشة.

[156] صحيح رواه مسلم عن أبي هريرة.

[157] صحيح متفق عليه، أحمد عن أبي هريرة.

[158] صحيح رواه الحاكم عن سهل بن سعد.

[159] صحيح رواه أحمد عن ابن عمرو.

[160] الترمذي، ابن ماجة، الترمذي عن عبد الله بن محصن قال الألباني حسن.

[161] نحو مجتمع بلا مشكلات ص 30 مرجع سبق ذكره.

[162] مشكلة السرف في المجتمع المسلم وعلاجها في ضوء الإسلام ص50 مرجع سبق ذكره.

[163] نفس المرجع السابق ص 8.

[164] عقيدتي السنة السابعة عشرة الثلاثاء 4 / رمضان 1430 ه- / 25 / أغسطس 2009 م ص5

[165] المسلمون بين الحاضر والماضي دراسة في حاضر العالم الإسلامي تأليف د/ جلال سعد البشار أ/ مساعد بكلية الدعوة الإسلامية جامعة الأزهر طباعة مدار الاتحاد التعاوني للطباعة الطبعة الأولي 1417 ه- 1997ص107.

[166]سورة البقرة آية 275: 280.

[167]سورة الروم آية 39.

[168]صحيح رواه أحمد، أبو داوود عن ابن مسعود.

[169]صحيح متفق عليه عن أبي هريرة.

[170]صحيح رواه ابن ماجه عن أبي هريرة.

[171]صحيح ‌رواه الطبراني عن ابن عباس.

[172]صحيح رواه الطبراني عن عبد الله بن سلام.

[173]صحيح أحمد، مسلم عن أسامة بن زيد.

[174]صحيح الحاكم عن أبي سعيد.

[175]صحيح رواه الحاكم عن ابن مسعود.

[176]صحيح رواه ابن ماجه عن ابن مسعود.

[177]المسلمون بين الماضي والحاضر ص107مرجع سبق ذكره.

[178] الإسلام والمشكلة الاقتصادية تأليف المستشار أ / د محمد شوقي الفنجري ط / مطابع الأهرام التجارية قليوب جمهورية مصر العربية وزارة الأوقاف قضايا إسلامية تصدر كل شهر عربي العدد 171ص 9.

[179] الفقر المدقع مرجع سبق ذكره.

[180] المعجم الوسيط المؤلف / إبراهيم مصطفى - أحمد الزيات - حامد عبد القادر - محمد النجار تحقيق / مجمع اللغة العربية ج1 ص 525

[181] المسلمون بين الماضي والحاضر ص106 مرجع سبق ذكره.

[182] صيانة الإسلام للمال العام الشيخ فوزي فاضل الزفزاف مجلة منبر الإسلام السنة 62 العدد 11 ذو القعدة ه- / يناير 2004 م ص 92 بتصرف.

[183] نفس المرجع والصفحة.

[184] سورة البقرة آية 188.

[185] صحيح الترمذي وابن ماجه عن ابن عمرو.

[186] صحيح رواه أحمد عن أبي هريرة.

[187] صحيح رواه أبو داوود والحاكم عن بريدة.

[188] صحيح رواه أحمد عن أبي حميد الساعدي.

[189] صحيح رواه الطبراني عن ابن عباس.

[190] صحيح رواه مسلم عن عدي بن عميرة.

[191] صحيح رواه أحمد ‌عن أبي حميد الساعدي.

[192] صيانة الإسلام للمال العام منبر الإسلام ص 92 بتصرف مرجع سبق ذكره.

[193] تاريخ الخلفاء عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي موقع الوراق ج 1 - ص 97.

www.alwarraq.com

[194] نفس المرجع ج 1 - ص 57.

[195] المعجم الوسيط ج1 ص347 نقلا عن المسلمون بين الحاضر والماضي ص106مرجع سبق ذكره.

[196] سورة المائدة آية33.

[197] سورة المائدة آية 38.

[198] صحيح متفق عليه عن أبي هريرة

[199] صحيح رواه مسلم عن أبي هريرة.

[200] صحيح رواه مسلم عن عائشة.

[201] الماركسية والإسلام ص71 بتصرف مرجع سابق.

[202] الماركسية والإسلام ص71 بتصرف مرجع سابق.

[203] سورة المائدة آية المائدة90، 91.

[204] مختصر تفسير بن كثير ص 544.

[205] صحيح رواه أحمد عن ابن مسعود.

[206] صحيح رواه أحمد‌ عن ابن عباس.

[207] سورة النساء آية 10.

[208] الطبراني في الأوسط ‌عن أنس قال الألباني ضعيف.

[209] سورة النساء آية 6.

[210] المسلمون بين الماضي والحاضر ص106 مرجع سبق ذكره.

[211] المسلمون بين الماضي والحاضر ص114 مرجع سبق ذكره.

[212] سورة النساء آية 5.

[213] صحيح رواه الحاكم عن أبي موسى‌.

[214] صحيح رواه الطبراني عن عوف بن مالك.

[215] سورة البقرة آية 283.

[216] المسلمون بين الماضي والحاضر ص114 مرجع سابق.

[217] سورة البقرة آية 282.

[218] سورة يوسف آية 53.

[219] المسلمون بين الماضي والحاضر ص114 مرجع سبق ذكره.

[220] صحيح رواه مسلم وابن ماجه عن أبي هريرة.

[221] الأضحية: ذبح حيوان مخصوص، بنية القربة إلى الله تعالى، في وقت مخصوص القاموس الفقهي ج1 - ص 220 مرجع سبق ذكره ويشار فيها هنا إلى ما يذبح في عيد الأضحى كل عام.

[222] الهدي: هو ما يهدى من النعم إلى الحرم تقربا إلى الله عز وجل وقد يكون على سبيل الفرض أو التطوع فقه السنة تأليف السيد السابق ط: الناشر دار الكتاب العربي بيروت - لبنان ج1- ص736.

[223] العقيقة: الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم سبوعه عند حلق شعره المرجع السابق ج1 ص258.

[224] هذه الأنصبة وردت في العديد من كتب الفقه وقد نقلناها من كتاب الفقه على المذاهب الأربعة/عبد الرحمن الجزيري.

[225] سورة النساء آية 7.

[226] تفسير مختصر ابن كثير ج 2ص 219.

[227] صحيح رواه أحمد عن ابن عباس.

[228] صحيح رواه مسلم ‌عن ابن عباس.

[229] رواه أحمد ‌عن أبي كريمة قال الألباني حسن‌.

[230] صحيح رواه أحمد عن عمرو بن خارجة.

[231] سورة البقرة آية 204: 206.

[232] صحيح رواه أبو داوود عن عائشة قال الألباني حسن.

[233] صحيح رواه أحمد عن طلحة قال الألباني حسن.

[234] رواه أبو داوود عن ابن عمرو قال الألباني حسن.

[235] رواه الحاكم عن سلمة بن الأكوع قال الألباني حسن.

[236] صحيح رواه أحمد عن عائشة.

[237] صحيح رواه البخاري عن عائشة.

[238] صحيح رواه ابن ماجه عن أبي هريرة.

[239] صحيح رواه النسائي عن أبي اليسر.

[240] صحيح رواه النسائي عن أبي هريرة.

[241] صحيح رواه مسلم عن ابن عمر.

[242] رواه الطبراني عن عقبة بن عامر قال الألباني حسن.

[243] صحيح رواه البخاري عن أنس.

[244] صحيح رواه أحمد عن أبي هريرة.

[245] صحيح رواه أحمد عن عائشة.

[246] صحيح رواه مسلم عن أبي هريرة.

[247] صحيح رواه مسلم عن أبي ذر.

[248] صحيح رواه ابن ماجه عن جابر.

[249] صحيح رواه البخاري عن جابر.

[250] صحيح رواه أحمد عن جابر.

[251] صحيح رواه أحمد، مسلم عن جابر.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • فتنة المال
  • حرمة المال العام في الإسلام
  • الأموال في نظر الإسلام
  • التشريع الإسلامي (2)
  • أسس ومقاصد التشريع

مختارات من الشبكة

  • مجهول النسب بين رحمة التشريع الإسلامي والتشريع الوضعي (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الحفاظ الأربعون: تراجم مختصرة لأشهر حفاظ السنة النبوية (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الحفاظ على المال وحتمية مواجهة الفساد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ديناميكية التشريع الإسلامي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أنواع المقاصد باعتبار تعلقها بعموم التشريع وخصوصه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التشريع ( الإعجاز التشريعي )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مكانة السنة المطهرة كمصدر ثاني من مصادر التشريع الإسلامي(مقالة - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • التشريع الإسلامي وحاجتنا اليه (PDF)(كتاب - موقع د. محمد بن لطفي الصباغ)
  • الكره بين الزوجين وكيف عالجه التشريع الإسلامي(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الدفاع الشرعي العام في التشريع الجنائي الإسلامي- دراسة مقارنة(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
1- المال مال الله والخلق عيال الله
YAZID - ALGERIE 22-03-2016 01:35 PM

المال مال الله والخلق عيال الله

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب