• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

الوسطية

الوسطية
سامي عبدالجبار محمد عبدالكريم

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/4/2012 ميلادي - 26/5/1433 هجري

الزيارات: 32488

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الوسطية

(مادة مرشحة للفوز بمسابقة كاتب الألوكة الثانية)

 

المقدمة:

الوسطية، كلمةٌ الكُل يرددها ويدندن حولها ويزعم أنه يعيها ويعمل بمفهومها ويطبق واقعها، فالكل يزعم ولابد من دليل ﴿ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴾[1] لأن الدعاوي سهلة فهي مجرد قول  ولو تُرك الناس هكذا كل يدعي دعوى ويتقول قولاً هو فيه كاذب لاختلطت الأمور واتسعت الشرور وادعى الخَلِّي حِرْفَة الشّجي والغبي مرتبة الذكي، ولقد ذم الله تعالى أقواما ادعوا بألسنتهم دون ما فعل أو تطبيق فقال تعالى ذاماً لهم ومنكراً عليهم: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ ﴾[2]

وكل يدعي وصلا بليلى ♦♦♦ وليلى لا تقر لهم بذاكا

 

ومن هذا القبيل ما نسمعه من كثير من الجماعات التي تنتسب إلى الإسلام وتدعي الوسطية في المنهج وأنها الرائدة في منهج الوسطية والمثل الأعلى في ذلك...وأنها وأنها,, فإذا ما نظرت إلى منهجها فإذا به   ابعد المناهج عن دين الله فضلاً عن أن يكون هو الوسطية التي أمر الله بها ووسم بها الأمة، وحاشا لله، وقد صار هذا الأمر معضلاً عند كثير من الناس لا سيما العوام ورِعاع الناس الذين تنطلي عليهم الشُّبه ولا يميزون بين النَّقير والقطمير فيركبون كل دعوة بلا تكلف أو بحث، وهذا هو الذي حدا بنا إلى محاولة الكتابة في هذا الموضوع، الذي تخبط فيه كثير من الناس وضربوا فيه بأعطانهم كلٌ على حسب ما يميل إليه من الفِرقة التي ينتسب إليها ويدعو  الناس إلى نهجها،,, وموافقة الحق إذا لم  يكن ثمَّة تجرد له وإخلاص نية لله تعالى صعب جداً، فمحال أن يصيب العبد الحق وهو متلطخ بآثار الجماعة التي ينتمي إليها مائل نحوها بقلبه وقالبه، فالحق أبلج يحتاج إلى تجرد من كل المتعلقات التي قد تؤثر في الإنسان لا سيما عندما يكتب في مثل هذه القضايا الشائكة التي نظرت إليها كل فرقة من فِرق الأمة بمنظورها الشخصي وما يخدم أغراضها دون أن تفيء في ذلك إلى ما جاء في الكتاب والسنة, واللذين هما الحكم والفيصل في هذه المسألة....

 

فما هي الوسطية وما سماتُها وكيف تطبيقها؟

أولاً: تعريف الوسط. الوسط: لغة له عدة معان:[3]

1- ما كان بين طرفي الشيء، وهو منه كقولك: كسرت وسط الرمح  جلست وسط الدار، جئت وسط النهار,ومنه قول سوار بن المضرب:

إني كأني أرى من لا حياء له ♦♦♦ ولا أمانة وسط الناس عريانا

 

2- يأتي صفة بمعنى خيار وأفضل وأجْود فأوسط الشيء أفضله وخياره.

3- ويأتي وسط بمعنى عدل. فالوسط من كل شيء: أعدله.

 

والمقصود أن معنى وسط الذي جاء في صفة الأمة المسلمة هو القصد والتوازن، والبينية والبعد عن طرفي الإفراط والتفريط أو الغلو والتقصير أو التشدد والتساهل.

 

وقد دلت على ذلك الآيات في كتاب الله تعالى:

• قال تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ﴾[4] روى سفيان في تفسيره عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قال عدلاً.[5]

 

• وقال تعالى: ﴿ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ ﴾ روى الطبري قال حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، أخبرنا ابن جريج قال سمعت عطاء يقول في هذه الآية: ﴿ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ ﴾ قَالَ عَطَاءٌ: أَوْسَطُهُ: أَعْدَلُهُ.[6].

 

• وقال تعالى: ﴿ قالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ ﴾[7].

 

روى الطبري عن ابن عباس قوله: ﴿ قَالَ أَوْسَطُهُمْ ﴾ يقول: أعدلهم.[8]

 

وشرعاً يمكن تعريف الوسطية بأنها: موافقة الحق، فالشّريعة محفوظة منصوص عليها، لا تحتاج في مسائلها وأحكامها إلى معرفة طريقة الوسط أو الوسطيّة، بل الأصل أنّ ما وافق الشرع، فهو الوسطية، عينها، وحقيقتها، ونفسها، وما خالف الشّرع فهو مائل عن الوسطية، إمّا إلى إفراط، أو إلى تفريط.[9]

 

وبهذا يتبين معنى الوسطية من خلال الآيات المباركات التي لم تختلف في تعريف معناها وأنها تعني العدل والخيار، فمن كان عدلاً في أحكامه وأقواله وأفعاله فهو الوسط حقيقة وهو الخيار الذي عناه الله عز وجل، ولكن كيف السبيل والوصول إلى الوسطية الحقَّة لأن الكل يتنازع فيها فما هو الفيصل وما ضابط الوسطية، هل يكون ذلك بالأقوال فقط أم يكون بالأفعال المجردة عن الدليل أم بماذا يكون؟؟ هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه عند الحديث عن الوسطية ولابد من الإجابة عنه:

إن الوسطية منهج رباني قويم وسَم الله به الأمة وجعلها خيار الأمم بوسطيتها قال تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾[10].

 

فهذه الأمة وسط بين الأمم في كل شيء، عقيدة وأحكاماً وشرائع وسلوكاً وغير ذلك، هكذا جعلها الله تعالى وأراد منها أن تكون، فلا إفراط ولا تفريط ولا وكس ولا شطط  وإن خيريتها وفضلها على الأمم كامنة في سُمو مكانتها في الدنيا وشهادتها على الأمم يوم القيامة، واتباعها لكتاب ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم، وقد روى الطبري عن أبي سعيد قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يُدعى بنوح عليه السلام يوم القيامة فيقال له: هل بلَّغتَ ما أرسِلت به؟ فيقول: نعم. فيقال لقومه: هل بلغكم؟فيقولون: ما جاءنا من نذير! فيقال له: من يعلم ذاك؟

 

فيقول: محمد وأمته. فهو قوله: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾[11].

 

وصاحب الوسطية الحقّة هو صاحب المنهج الصحيح الذي يعمل به ويدعوا إليه والنهج الصحيح هو ما كان نابعاً من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وموافقاً لهما قولاً وعملاً وخُلقاً وفعلاً فمن وافق الكتاب والسنة في أقواله وأفعاله وأعماله فهو الحق وما كان حقاً فهو الوسط الذي أراده الله تعالى وعناه في الآيات، وذلك أن الوسطية وسْمٌ رفيعٌ ونهجٌ منيعٌ، ولا يمكن تطبيق ذلك  النَّهج أو التسمي  بتلك السِّمة إلا بموافقة الوحي لأن منزل الوحي على رسوله صلى الله عليه وسلم هو الذي سمى الأمة ونعتها بالوسطية، فتحقيقها لوسطيتها المنعوتة بها في القرآن لا يتأتى إلا بمتابعة الفرقان وملازمة سنة خير الأنام  ومن تأمل حال فِرق الأمة وما ابتليت به من البُعد عن  الكتاب والسنة بل والجُرأة على مخالفتهما بانَ له كذبُ كثير منها في دعوى الوسطية... والله المستعان، حالها مع الوسطية كما قال الشاعر:

سارت مشرقة وسرت مغربا ♦♦♦ شتان بين مشرق ومغرب[12]

 

ثانيًا: سمات وسطية الأمة

قال العلماء:

"إن وسطية هذه الأمة بين الأمم كوسطية أهل السنة والجماعة بين فرق الأمة".

 

وهذا مثال حسن، جمع بين بيان وسطية الأمة عموما وبين وسطية أهل الحق في الأمة خصوصا وهم أهل السنة والجماعة، لأن منهجهم نابع من اتباع الدليل والأخذ به فكانوا بذلك وسطا بين فرق الأمة التي ضلت عن الدليل فحرمت سواء السبيل،   قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى "من فارق الدليل ضل عن السبيل ولا دليل إلا بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم "[13].

 

فكلُ فِرقة من الفرق ادعت أنها الوسط نُحاكمها إلى الكتاب والسنة فبقدر أخذها منهما واتباعها لهما تكون وسطيتها والعكس بالعكس فكلما بعُدت عن الوحيين صارت بعيدة عن الوسطية، مدعية لها دونما برهان ساطع  أو دليل قاطع وأكثر فِرق الأمة من هذا الصِنف الدَّعي، مالها وللوسطية  هي  في واد  والوسطية  في  وادٍ  آخر  حالها مع  الوسطية  كقول الشاعر:

أيها المنكح الثريا سهيلاً
عمرك الله كيف يلتقيان
هي شاميةٌ إذا ما استقلت
وسهيلٌ إذا استقل يماني[14]

 

فالوسطية علم يطابق ما جاء في الكتاب والسنة فمدعي الوسطية لابد أن يكون موافقا لهما نهجاً وعلماً وعملاً، فما لم يطابق بمنهجه ما في الكتاب والسنة فهو دعِيّ ليس صادقاً في دعواه لأنه طلب علم الشرع وما جاء به الوحي في غير مظانِّه لذلك كذب في دعواه، قال شيخ الإسلام رحمه الله "وكل علم دين لا يطلب من القرآن فهو ضلال كفاسد علم الفلاسفة والمتكلمة والمتصوفة والمتفقهة "[15].

 

فكثير من فرق الأمة لمَّا أعْيَاها اتباع الوحيين والالتزام بهما نهجاً وعملاً ودستور حياة شامل، وشقَّ عليهم  ذلك وتاهوا  في ظلمات  الاختراع  وبحور ا لابتداع،  أرادوا تخفيف الأمر على نفوسهم واستقطاب الناس إليهم لاسيما العوام الذين يُجيبون كل ناعق فقالوا نحن الوسط ونحن دعاة الوسطية وأهلها، فخاضوا في أوحال التحريف للآيات وليِّ أعناقها بما يوافق أهواءهم، وهوَّنوا أمر العقيدة للناس وفتاوى العبادات واستعملوا المرجوح مع ظهور الراجح بحجة تيسير الأحكام وشدة ضغط الواقع وغيرها من التُرّهات.

 

فهل ضغط الواقع يبيح تغير الأصول، وهل التيسير يبيح ترجيح المرجوح على الراجح  أم أنه الهوى عياذا بالله.

 

وهنا وقفة لمعرفة بعض النماذج عن الوسطية العامة والخاصة:

1- وسطية الأمة بين الأمم:

ميَّز الله عز وجل أمة الإسلام بهذه الميزة وجعلها سمة لها وعلامة على فضلها ودليلاً على شرفها، لذلك حسدتها الأمم السابقة لها لمِا حباها الله من الوسطية والخيرية.

 

1- وسطية الأمة بين أمم الأرض في تعظيم ربها واتباع نبيها صلى الله عليه وسلم.

• فهي وسط بين ملل الكفر وسط بين اليهود والنصارى، الّذين كانا على طرفي نقيض، وكلا طرفي قصد الأمور ذميم، فاليهود جفت في ذات الله تعالى وألحدت في رميه بالعظائم تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا فقالوا ﴿ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ﴾[16]، وقالوا: ﴿ إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء ﴾[17] واتهمت أنبياء الله بأبشع التهم وقالوا عن عيسى عليه السلام أنه  ولد  زنى والعياذ  بالله،  وفتكت  بالعشرات   منهم   قال   الله  تعالى: ﴿ وَقَـتْلَهُمُ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ ﴾[18].

 

والنصارى على النقيض تماما، حكى الله عنهم الغلو في الأنبياء وتعظيمهم إلى حد التأليه والعبادة من دون الله كما فعلوا بعيسى ابن مريم وجعلوه إلهاً قال الله تعالى: ﴿ لقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ﴾[19].

 

• وهدى الله عز وجل هذه الأمة المحمدية المرحومة إلى أقوم سبيل وأوضح  طريق  فعبدت  الله  تعالى  وعظمته  فهو  الواحد الأحد  الذي  لم  يلد  ولم يولد ولم يكن له كفواً احد.

 

ووقرت أنبياءه وآمنت بهم ولم تفرق بين نبي وآخر كما هو حال الأمم قبلها قال تعالى: ﴿ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴾[20].

 

2- وسطية الأمة بين أمم الأرض في التشريع والعبادة: فلا شدة ولا تفريط في عبادة الله تعالى كما فعلت الأمم قبلها فمنهم من شدد على نفسه فشُدِّد عليه قال الله تعالى: ﴿ وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَاكَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا ﴾[21].

 

وفي البخاري عن سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ قال رَدَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ التَّبَتُّلَ وَلَوْ أَذِنَ لَهُ لاَخْتَصَيْنَا"[22].

 

وفي الأثر"لا رهبانية في الإسلام"[23].

 

ومنهم من فرط وضيع وترك الأوامر واتبع الشهوات واختلفوا على أنبيائهم فكان ذلك سببا من أسباب هلاكهم كما قال صلى الله عليه وسلم: « مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوهُ وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَافْعَلُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ فَإِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَثْرَةُ مَسَائِلِهِمْ وَاخْتِلاَفُهُمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ »[24].

 

• وجاءت شريعة الأمة وسطاً بين طرفين وعدلاً بين ظلمين هداها الله لها ومنَّ بها عليها قال تعالى: ﴿ مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ﴾[25] وقال تعالى: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾[26] فهذه إرادة الله لها يسرٌ في الأوامر ونهي عن الشدة.

 

قَالَ أبو مُوسَى رضي الله عنه كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا بَعَثَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ فِى بَعْضِ أَمْرِهِ قَالَ: «بَشِّرُوا وَلاَ تُنَفِّرُوا وَيَسِّرُوا وَلاَ تُعَسِّرُوا»[27].

 

وعن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: إن هذا الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا ويسروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة)[28].

 

فجاء الدين وسطاً يأمر الناس بالعمل لمخالفة من ترك العمل بالكلية من الأمم السابقة واتبع الأهواء، وفي ذات الوقت يدعو إلى التوسط  والاعتدال  لمخالفة  من  غلا  في العبادة وضل عن الصراط المستقيم، وحقاً جاء هذا الدين مقتضياً للصراط المستقيم المخالف لأصحاب الجحيم من الغالين والجافين...

 

2- وسطية أهل السُّنة والجماعة بين فِرق الأمة الإسلامية:

أهل السنة والجماعة هم الخيار والوسط بين فِرق الأمة وهم العدول بين غلو الغالين وجفاء الجافين.

 

وقد  هداهم  الله  ووفقهم إلى الأخذ بالدليل فهدوا  إلى  الوسطية  في العقائد الأعمال والأخلاق وهذا هو ضابط الوسطية  الأخذ  بالدليل في كل  صغير  وكبير  فمن  كان كذلك فهو الوسط وإلا فلا،  فكانوا بذلك  وسطا  فالوسط  بين الفرق  من كان معه الدليل من التنزيل في القليل والكثير.

 

ومن الأمثلة على وسطية أهل السنة والجماعة بين فرق الأمة:

وسطية أهل السُّنة والجماعة بين فِرق الأمة في أمور الاعتقاد:

1- وسطية أهل السنة والجماعة في صفات الله عز وجل بين الجهمية و المشبِّهة.

فالجهمية نفوا صفات الله تعالى وقابلهم على النقيض المشبهة الذين شبهوا الله بخلقه في صفاته.

 

• وهدى الله أهل السنة والجماعة إلى إثبات صفات الله تعالى وعدم تشبيهها بصفات أحد من خلقه ممتثلين قوله تعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ﴾[29].

 

قال بعض السلف: المعطِّل يعبد عدماً، والمُشبِّه يعبد صنماً، والمُوحِّد يعبد إلهاً واحداً صمداً، ومن جميل ما قاله ابن القيم رحمه الله: (القصيدة النونية):

لسنا نشبه وصفه بصفاتنا
إن المشبه عابد الأوثان
كلا ولا نخليه من أوصافه
إن المعطل عابد البهتان
من مثل الله العظيم بخلقه
فهو النسيب لمشرك نصراني
أو عطل الرحمن من أوصافه
فهو الكفور وليس ذا إيمان

 

2- وسطية أهل السنة والجماعة في الإيمان والعمل بين المرجئة والوعيدية.

فهؤلاء أخرجوا العمل عن مسمى الإيمان وجعلوه شرط كمال لا سيما غلاتهم الذين بالغوا في ذلك فجعلوا الدين أرقَّ من ثوب سابري كما قال الثوري رحمه الله،  فعطلوه من الأعمال  التي بها قوامه.

 

وأولئك كفَّروا مرتكب الكبائر وأخرجوه عن مسمى الإيمان بمجرد ارتكابه لكبيرة من المعاصي وغلت طائفة منهم فكفرت حتى مرتكب الصغائر، وهذا لشدة فرط جهلهم بنصوص الكتاب والسنة ولو علموا لما وقعوا في هذا الخلل وحقاً  "إنما شفاء العِيِّ السؤال".

 

• وهدى الله أهل السنة والجماعة إلى الحق والوسط بين الطرفين والعدل بين الجورين، فأثبتوا أن العمل من الإيمان بل إن بعض الأعمال لا يقوم الإيمان إلا بها، وابتعدوا عن تكفير أحد بمجرد ارتكابه لكبيرة أو معصية دون الشرك ما لم يستحلها.

 

3- وسطية أهل السنة والجماعة في الأولياء وكراماتهم بين الصوفية الغلاة والمعتزلة النُّفاة:

لا شك أن الصوفية غلت في إثبات كرامات الأولياء إلى حد التعظيم والتأليه لهولاء الأولياء، بغض النظر عن صحة دعوى هذه الولاية فجعلوهم يعلمون الغيب ويفعلون كل مايريدونه فعبدوهم من دون الله واستغاثوا بهم ودعوهم وطافوا بقبورهم عياذاً بالله، وعلى النقيض كان عمل المعتزلة أتباع واصل بن عطاء المعتزلي، الذين أنكروا الكرامات بالكلية.

 

• وهدى الله أهل الحق إلى سبيل الوسط والبُعد عن الشَّطط، مثبتين للكرامات التي يجريها الله على يد عبده التَّقي الذي ظهر صلاحه واتباعه للكتاب والسُّنة، فإن كان غير متبع لهما فهو أحد الدجاجلة السحرة الذين يتعاملون مع الجان،,, ونقل ابن تيمية  رحمه الله عن أبي يزيد البسطامي قال "لو رأيتم الرجل يطير في الهواء ويمشي على الماء فلا تغتروا به حتى تنظروا كيف وقوفه عند الأوامر والنواهي"[30].

 

وإثباتهم للكرامة لمن عَمَر باطنه بالإيمان وظاهره بطاعة الرحمن لا يعنى أنهم يجعلونه في مرتبة الإلوهية فيدعونه من دون الله أو يستغيثون وينزلون به الحوائج كما فعلت الصوفية عباد القبور زاعمين أن بها أولياء؟؟ فهب أن بها أولياء"على فرض التّنزل معهم"مع أن كثيراً ممن دُفن في هذه الأضرحة هم من الزنادقة والفجرة الذين لا خلاق لهم ولا يُعرفون باتباع ولا سنة، بل هم من أعدى أعداء السنة والدين، فهل ييبح ذلك الطواف بقبورهم ودعوتهم واعتقاد نفعهم وضرهم...

 

4- وسطية أهل السنة والجماعة بين الجبرية والقدرية:

فالجبرية قالوا إن العبد مجبور على فعله فهو عندهم كالريشة في مهب الريح لا اختيار ولا مشيئة له.

 

وعلى النقيض قالت القدرية بأن العبد يخلق فعل نفسه وليس لله مشئية ولا اختيار في فعل العبد.

 

• وكِلا هذين الفكرين فيه انحراف عظيم والحق وسط بينهما هدى الله إليه أهل السنة والجماعة، فأثبتوا فعلاً للعبد وقدرة ومشيئة، ونفوا أن يكون العبد هو الخالق لأفعاله لأن العبد وأفعاله كلها مخلوقة لله تعالى، ففعله وقدرته ومشئته لاتخرج عن قدرة الله تعالى ومشيئته قال تعالى:

﴿ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾[31].

 

5- وسطية أهل السنة والجماعة في آل البيت بين النواصب والروافض:

فالنَّواصب جفوا في أهل البيت وناصبوهم العداء وأبغضوهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

والرافضة غلوا في آل البيت حباً  كذبا وزوراً، فجعلوهم معبودين من دون الله تعالى،  لا  سِيّما  علياً  رضي الله عنه  فقد  جعلوه  إلهاً  كما قال بعضهم:

أَشْهَدُ أَلَا إِلَهَ إِلَّا
حَيْدَرَةُ الْأَذْرُعُ الْبَطِينْ
وَلَا سَبِيلَ إِلَيْهِ إِلَّا
مُحَمَّدٌ الصَّادِقُ الْأَمِينْ
وَلَا حِجَابَ عَلَيْهِ إِلَّا
سَلْمَانُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينْ[32]

 

ومنها ما ذكره صاحب الفتح من طريق عبد الله بن شريك العامري عن أبيه قال: قيل لعلي رضي الله عنه: إن هنا قوماً على باب المسجد يزعمون أنك ربهم فدعاهم فقال لهم: ويلكم ما تقولون؟ قالوا: أنت ربنا وخالقنا ورازقنا, قال: ويلكم إنما أنا عبد مثلكم! آكل الطعام كما تأكلون وأشرب كما تشربون وإن أطعت الله أصابني إن شاء, وإن عصيته خشيت أن يعذبني فاتقوا الله وارجعوا, فأبوا.

 

فلما كان من الغد غدوا عليه فجاء قنبر فقال: قد والله رجعوا يقولون ذلك الكلام. فقال: أدخلهم. فقالوا كذلك, فلما كان الثالث قال: لئن قلتم ذلك لأقتلنكم بأخبث قتلة فأبوا إلا ذلك، فأمر علي رضي الله عنه أن يُخد لهم أخدود بين المسجد والقصر، وأمر بالحطب أن يطرح في الأخدود ويضرم بالنار. ثم قال لهم: إني طارحكم فيها أو ترجعوا، فأبوا أن يرجعوا فقذف بهم حتى احترقوا فقال:

إني إذا رأيت أمراً منكراً ♦♦♦ أوقدت ناري ودعوت قنبراً.

 

قال حافظ الحكمي: قال الحافظ ابن حجر: إسناده صحيح.[33]

 

• وهدى الله تعالى أهل السنة والجماعة إلى خير سبيل وأقوم طريق في آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم، فاعتقدوا فضلهم ودانوا الله بحبهم قال الطحاوي: "وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان"[34].

 

وعرفوا شرف مكانتهم وقربهم من النبي صلى الله عليه وسلم، ووقروهم واحترموهم دون غلو في أحد منهم  كما فعلت الرافضة الكاذبون، ودون تنقص لأحد منهم كما فعلت الناصبة الظالمون، فهم بين ذلك سائرون يذكرون فضائلهم ويعفون عما صدر من آحادهم من الذلل ومغتفرين له ما بدر منه من الخلل امتثالا لأمر الله عز وجل: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾[35].

 

وقول الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبة له « أَمَّا بَعْدُ أَلاَ أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِىَ رَسُولُ رَبِّى فَأُجِيبَ وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اللَّهِ وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ ». فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَرَغَّبَ فِيهِ ثُمَّ قَالَ « وَأَهْلُ بَيْتِى أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِى أَهْلِ بَيْتِى أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِى أَهْلِ بَيْتِى أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِى أَهْلِ بَيْتِى »[36].

 

فهذه وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم في أهل بيته وهم نساؤُه وآلُ عَلِىٍّ  وَآلُ عَقِيلٍ وَآلُ جَعْفَرٍ وَآلُ عَبَّاسٍ.

 

ثالثًا: تطبيق الوسطية

إن تطبيق الوسطية ليس تشهياً ولا تمنياً بقدر ما هو اتباع واقتداءٌ واهتداءٌ بما جاء به خير الورى صلى الله عليه وسلم قال تعالى: ﴿ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ ﴾[37].

 

إن المتأمل في حال الأمم قبل الإسلام يجد أنها كانت قائمة على الجاهلية الجهلاء والحزبية الرّعناء والتعصب المقيت، ليس فيها شيء من مقومات الوسطية، فهي ما بين جافٍ وغالٍ لا يعرفون للوسط دليلاً ولا يهتدون إليه سبيلاً، وذلك أنها حرَّفت أديانها وتنكرت لرسلها وتنكبت صراط ربها عز وجل، فمزقها الله كل ممزق وجعلهم في ضلال وعماية إلى يومنا هذا، قلوبهم منكوسة لا يعرفون حقاً ولا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر، المنكر عندهم معروف والمعروف منكر والتوحيد عندهم شرك والشرك توحيد،,, فنعوذ بالله من الضلال.

 

إن التطبيق الفعلي للوسطية هو اتباع النَّهج القرآني والسَنن النبوي لتطبيقها حقاً، ولا شك أن الشَّرع جاء بالمقومات والخصائص التي بينت الوسطية وكفلت تطبيقها، وذلك من خلال الكثير من الآيات والأحاديث التي حددت معالم الوسطية وبينت مدلولاتها ومعاييرها التي ينبغي أن تكون عليه وأن تنطلق منها فكان فيها للسائر هداية وللراغب كفاية.

 

وجاءت السنة الشريفة بياناً شافياً ومعياراً كافياً لكل من أراد أن يطبق الوسطية حقيقة ويعمل بها, وذلك من خلال السيرة العطرة والشمائل الطيبة التي حَبَاها الله لرسوله صلى الله عليه وسلم فجاءت سيرته نفحات تحمل في طياتها منهج حياة كامل شامل يروي الغلِيل ويشفي العليل مطابقاً لِما في التنزيل، لا قتر فيه ولا خلل كيف لا وهو الذي اصطفاه الله من بين العالمين اصطفاءً واختاره اختياراً  ليكون صاحب المنهج الرباني والسنن القرآني كما روى وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ رضي الله عنه  قال  سَمِعْتُ  رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: « إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِى هَاشِمٍ وَاصْطَفَانِى مِنْ بَنِى هَاشِمٍ »[38].

 

فهو صلى الله عليه وسلم الخيار وبعث لتطبيق الدين الخيار.

 

إن العهد النبوي الشريف وما تلاه من القرون الثلاثة المفضلة هذه القرون التي فُضلت على جميع الناس بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم، كما في حديث عَبْدِ اللهِ بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال: "خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ"[39].

 

والمتأمل في هذا الخبر يجد أن تفضيل النبي صلى الله عليه وسلم لهم وشهادته بأفضليتهم لم يأتِ من فراغ وإنما كان ذلك لأمر جلل عظيم جاهدوا لأجله وأخلصوا لنيله فأعانهم الله لإدراكه وشهد لهم رسوله به، ذلك الأمر هو التطبيق الفعلي والعملي للوسطية الحقَّة لكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، اعتقاداً وقولاً وعملاً دون مداراة أو مداهنة أو مجاملة أو نقص أو خلل, بل طبقوها كاملة غضةً طريةً كما أخذوها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان ذلك شهادة لهم بالأفضلية والخيرية على سائر البشرية، ولن يكون ولا يكون مثلهم في البرية، ومن أراد مقاربة فضلهم والّلحاق بسبقهم فما عليه إلا سلوك نهجهم في تطبيق الكتاب والسنة كما طبقوها.

 

إن الذي يطالع في سيرته صلى الله عليه وسلم يدرك كيف أنه بنى مجداً وعقد ألوية لم تكن موجودة ولا لتُعقد لولا صدق العزم وقوة الرجاء والالتجاء إلى الله العلي الأعلى، تنفيذاً لأمره ومحاكمة إليه وابتغاءً لمرضاته فكان رائداً للوسطية الربانية الحقّة.

 

ولمَّا سار الصحابة في عهود الخلافة الأربعة على هذا النهج وتجردوا من شهوات الدنيا وحظوظها كانت الوسطية ظاهرة تتجلى في تحكيم شرع الله وتطبيق حدوده، دون محاباة، حتى قال أبو بكر رضي الله عنه مقالته المشهورة: "أينقص الدين وأنا حي"[40].

 

يوم أن ارتدت الجزيرة العربية إلا قليلاً من المسلمين  وتركت الملة السَّمحة والوسطية العليا، وأراد الناس أن يتنكبوا الصراط المستقيم والدين القويم، فأقام الله عز وجل أبا بكر رضي الله عنه موقف العِز والصبر، للقيام بأمره واتباع نبيه في اقامة الدين كاملاً كما كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم, فأبى إلا أن يكون الدين كله لله وما أجمل عباراته التي تتسابق إلى الأقلام قبل كتابتها لجمال رونقها وشدة وقعها على نفوس الضعفاء والمنافقين حين قال رضي الله عنه وأرضاه:

"وَاللَّهِ لأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا كَانُوا يُؤَدُّونَهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهَا قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَوَ اللَّهِ مَا هُوَ إِلاَّ أَنْ قَدْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ"[41].

 

فأقسم لا ينقصُ من الدين شيئ وهو حي أبداً، أبى إلا السَّير على ما ورثه من منهاج النبوة ومنبع الرسالة الخالدة.

 

فأين مُدعو الوسطية عن هذا القَسَم وهذا النَّهج وهذا التطبيق للوسطية.

 

وعلى هذا سار عمر وعثمان وعلى رضي الله عنهم أجمعين، فكانوا أمثلة حية في الوسطية وتطبيق الدين.

 

إن كثيراً من الناس وللأسف الشديد يقرأ هذه الأخبار ويتناقل هذه الآثار ويُحدِّث بها مفتخراً بذلك ومظهراً لقوة وجلد الصحابة رضي الله عنهم واتباعهم للحق، لكن تجده لا يطبق إلا الجزء اليسير من هذه الآثار، وكأنّ الأمر لا يعنيه صار حكايات أو قصصاً للتسلي ويتبادلها مع الناس أو مع جماعته أو فرقته التي ينتمي إليها، وهذا أول منازل الفشل لكثير من الجماعات الإسلامية، الدندنة حول الوسطية دون تطبيق لها, ونقل أخبار السلف دون تنزيلها في الواقع  وأمر النِّاس بها وحثهم على تطبيقها، فلهذا وأمثاله نقول:

"أيا غافلاً تنبَّه مضى القومُ ولم يُرد به سِوانا"

 

فيا مريد الوسطية، ويا من تزعم تطبيقها، إن الرجال سبقوك إليها فلا تتعب نفسك فان الأمر لا يعدو  إلا اتباعهم والسير على ماساروا  عليه فأجهد وشمر عن سواعد الجد، وتتبع آثارهم تنلْ ما طلبت وتدرك ما تمنيت قال الأَوْزَاعِيُّ رحمه الله:

عَلَيْك بِآثَارِ مَنْ سَلَفَ، وَإِنْ رَفَضَكَ النَّاسُ، وَإِيَّاكَ وَآرَاءَ الرِّجَالِ، وَإِنْ زَخْرَفُوهُ لَكَ بِالقَوْلِ، فَإِنَّ الأَمْرَ يَنجَلِي، وَأَنْتَ عَلَى طَرِيْقٍ مُسْتَقِيْمٍ.[42].

 

• إن الكلام عن وسطية الأمة بين الأمم ووسطية أهل الحق فيها بين الفِرق يطول جداً وهذه نماذج للمثال وليس حصراً، والمتأمل فيها يجد أن أهل السنة والجماعة  "سلك الله بنا وبكم سبيلهم"  إنما كان توفيقهم إلى الحق بعد هداية الله لهم بامتثالهم للكتاب والسنة واتباعهم لهما في كل الأمور صغيرها وكبيرها، وهذا هو الوسط اتباع الكتاب والسنة وليس شيئاً آخر كما زعمت الطوائف المخالفة لأن مخالفتهما إما غلو وإما جفاء.

 

فبعضهم ظنّ أن وسطية المنهج هو تسهيل الفتوى والأحكام الشرعية للناس بدعوى فقه التيسير لشدة ضغط الواقع، فأخذت بالمرجوح مع ظهور الراجح ووضوحه، وتساهلت في الأحكام الشرعية ونزعت القدسية منها وتلاعبت بألفاظها فصارت فارغة من محتواها الرباني مما أفقدها الهيبة والعظمة عند الناس، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

• وبعضها زعمت أنها الوسط فغلت في القبور وطافت بها وعظمت أصحابها واستغاثت بهم ودعتهم من دون الله، زاعمة أنها الوسط عياذاً بالله، من قوم لم يعرفوا الدين فضلاً عن أن يكونوا وسطاً بين المسلمين.

 

• وطائفة زعمت أنها الوسطية فجاءت بثقافات وسخافات الجاهلية الأوْلى التي جاء الإسلام بالتحذير منها ومحاربتها فأظهرت سنن الجاهلية  وشعاراتها  الجوفاء  في  صورة غطاء حضاري وتحت مسميات متنوعة عملت على نقلها إلى الناس مدَّعين أن الحاضر يستلزم ربطاً بالماضي لتمرير هذه الجاهلية الجهلاء والثقافات الفارغة التي تحمل في طياتها الداء...

 

خاتمة:

• فالوسطية كلها كامنة في اتباع الوحيين ودلالة الناس إليهما فهما الوسط وهما الصراط المستقيم والطريق القويم، فسلْ نفسك وراجع أمرك وانظر مكانك من الوحي الرباني والسَّنن النبوي أين أنت منه فإن كنت على خلاف ذلك ومرجعيتك غير الكتاب والسنة فتدارك أمرك وانزع عما أنت فيه وارجع إلى الكتاب والسنة.

 

وإن كنت قريباً منهما بالعمل والمتابعة والصدق والإخلاص لا تُقدم قدماً ولا تؤخر أخرى إلا بدليل شرعي، فاحمد الله واعلم أنك على خير وتمسك فقد عرفت الحق وسلكت الطريق فأنت الوسط الذي عناه الله وأراد، وأبشر بكل ما يسرك وحسّن ظنك بالله تعالى، ولا يشغلنك تهريج النّاس وذمهم لك وتطاولهم عليك، وعليك بالصبر فإن هذا الأمر لابد لسالكه من صبر وألحَّ على الله أن يمنَّ عليك بالثبات وهذا زمان الصبر كما قال الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى، ناصحاً:

وهذا زمان الصبر من لك بالتي ♦♦♦ كقبض على جمر فتنجوا من البلا[43]

 

فمن كان كذلك كان هو الحق والخيار والوسط وإن خالفه من خالفه من الناس.

 

نسأل الله تعالى أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه وألا يجعله ملتبسا علينا فنضل ونشقى، والحمد لله رب العالمين وصلى اللهم وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمداً وعلى اله وصحبه أجمعين...

 

مصادر البحث ومراجعه:

1- القرآن الـكـريم.

2- جامع البيان في تفسير القرآن للطبري: أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (224 - 310) المحقق: مكتب التحقيق بدار هجر.الناشر: دار هجر.الطبعة: الأولى . عدد الأجزاء: 26 جزء.

3- تفسير الثوري المؤلف: أبو عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي (المتوفى: 161هـ) تحقيق: إمتياز علي عرشي الطبعة الأولى 1403 هـ  الناشر: دار الكتب العلمية بيروت – لبنان.

4- الكتاب: الجامع الصحيح المؤلف: محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري، أبو عبد الله (المتوفى: 256هـ) حسب ترقيم فتح الباري. الناشر: دار الشعب – القاهرة  الطبعة: الأولى، 1407 – 1987.عدد الأجزاء: 9 أجزاء.

5- الكتاب: الجامع الصحيح المسمى صحيح مسلم. المؤلف: أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري. الناشر: دار الجيل بيروت + دار الأفاق الجديدة ـ بيروت. عدد الأجزاء: ثمانية أجزاء في أربع مجلدات.

6- الكتاب: المجتبى من السنن. المؤلف: أحمد بن شعيب أبو عبد الرحمن النسائي. الناشر: مكتب المطبوعات الإسلامية – حلب. الطبعة الثانية، 1406 – 1986 تحقيق: عبدالفتاح أبو غدة. عدد الأجزاء: 8  أجزاء.

7- الكتاب: شرح السنة. المؤلف: الحسين بن مسعود البغوي [436هـ - 16هـ]

المحقق: شعيب الأرناؤوط - محمد زهير الشاويش. الناشر: المكتب الإسلامي - دمشق _ بيروت. الطبعة: الثانية، 1403هـ - 1983م. عدد الأجزاء: 16.

8- الكتاب: الفتاوى الكبرى. المؤلف: تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني (المتوفى: 728هـ). المحقق: محمد عبدالقادر عطا - مصطفى عبدالقادر عطا الناشر: دار الكتب العلمية. الطبعة: الطبعة الأولى 1408هـ - 1987م.  عدد الأجزاء: 6 أجزاء.

9- الكتاب: الإستقامة، المؤلف: تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني (المتوفى: 728هـ). المحقق: محمد رشاد سالم. عدد الأجزاء.  2 جزء.

10- الكتاب: مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة. المؤلف: محمد بن أبي بكر بن قيم الجوزية. الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت. عدد الأجزاء: 2 جزء.

11- الكتاب: سير أعلام النبلاء. المؤلف: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (المتوفى: 748هـ). المحقق: مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط. الناشر: مؤسسة الرسالة. الطبعة: الثالثة، 1405 هـ / 1985 م. عدد الأجزاء: 25 (23 ومجلدان فهارس).

12- الكتاب: معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول. المؤلف: حافظ بن أحمد بن علي الحكمي (المتوفى: 1377هـ). المحقق: عمر بن محمود أبو عمر. الناشر: دار ابن القيم – الدمام. الطبعة: الأولى، 1410 هـ - 1990 م. عدد الأجزاء: 3.

13- الكتاب: الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة. المؤلف: الندوة العالمية للشباب الإسلامي. إشراف وتخطيط ومراجعة: د. مانع بن حماد الجهني. الناشر: دار الندوة العالمية.  عدد الأجزاء: 2 جزء.

14- الكتاب: أرشيف المجلس العلمي من موقع الألوكة www.majles.alukah.net

15- الكتاب:فتح الودود بشرح منظومة ابن أبي داود.المؤلف:عبد الله بن محمد بن أحمدالطيار

16- الكتاب: الشيعة..عقائد وموائد. المؤلف: عبد الرحمن الزكزكي.

17- الكتاب: أمة لن تموت.  المؤلف: الدكتور: راغب السر جاني.

18- الكتاب: ديوان الصبابة. المؤلف: شهاب الدين أحمد بن أبي حجلة المغربي  (المتوفى: 776هـ).

19- الكتاب: ديوان عمر ابن أبي ربيعة. المؤلف: عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي القرشي، أبو الخطاب. (23 - 93 هـ / 643 - 711 م).

20- الكتاب: حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع. المؤلف: القاسم بن فيرة بن خلف الشاطبي، الناشر: دار الكتاب النفيس – بيروت، الطبعة الأولى، 1407هـ عدد الأجزاء: 1 جزء.



[1] (سورة الـبقرة الآية 111).

[2] (سورة الـحشـر الآية 3)

[3] (موسوعة الرد على المذاهب الفكرية المعاصرة ج 36  ص 332).

[4] (سـورة البقرة الآية   143).

[5] (تـفسـير الثـوري ج 1  ص 50).

[6] (تفـسـير الـطـبري ج 8  ص   624)

[7] (سـورة القـلم الآية 28)

[8] (تفسـير الـطبري ج 23  ص  181 )

[9] (أرشيف المجلس العلمي من موقع الألوكة   ص 3)

[10] (سورة البقرة: 143).

[11] (تفسير الطبري ج 3 ص144) (وصحيح البخاري باب قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ﴾ (رقم7349)

[12] (الكتاب: ديوان  الصبابة  لشهاب  الدين  أحمد  بن  أبي  حجلة  المغربي  ت 776هـ  ج 1  ص 93)

[13] (مفتاح دار  السعادة  لابن  القيم  ج 1 ص 254)

[14] (ديوان   عمر  ابن  أبي  ربيعة ج 1 ص    564)

[15] (الاستقامة لشيخ الإسلام بن تيمية ج 1  ص 21)

[16] (سورة المـائدة الآية 64)

[17] (سورة آل عمران الآية   181)

[18] (سورة آل عمران الآية   181).

[19] (سورة   المائدة   الآية  72)

[20] (سورة آل عمران الآية  85)

[21] ( سورة  ا لحديد  الآية  27)

[22] (البخاري  كتاب النكاح، باب ما يكره من التبتل والخصاء رقم 5073)

[23] (رواه البغوي في شرح الـسُّـنة ج 2  ص 371).

[24] (البخاري ومسلم واللفظ لمسلم باب تَوْقِيرِهِ -صلى الله عليه وسلم- وَتَرْكِ إِكْثَارِ سُؤَالِهِ رقم 6259)

[25] (سورة  الحج  الآية  78 )

[26] (سورة البقرة الآية   185)

[27] (رواه مسلم  باب فِي الأَمْرِ بِالتَّيْسِيرِ وَتَرْكِ التَّنْفِيرِ رقم  4622 )

[28] (رواه  النسائي   باب  الدين يسر  رقم   5034)

[29] (سورة الشورى الآية  11)

[30] (مجموع فتاوى ابن تيمية ج 11  ص 466)

[31] (سورة الـتـكـويـر الآية 28-29)

[32] (شاعر النصيرية أتباع محمد بن نصير البصري الرافضي شرح حائية ابن أبي داؤد لعبدالله الطيار ج1 ص 27)

[33] (مـعـارج القبول بشرح سلم الوصول حافظ حكمي ج 3 ص  1179)

(وانظر كتاب الشيعة عقائد وموائد لعبدالرحمن الزكزكي   ج 1 ص  43 )

[34] (العقيدة الطحاوية لأبي جعفر الطحاوي رحمه الله)

[35] (سورة التوبة الآية   100)

[36] (رواه مسلم باب فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، رقم  6378 )

[37] (سورة النور الآية  54)

[38] (صحيح مسلم  باب فَضْلِ نَسَبِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم وَتَسْلِيمِ الْحَجَرِ عَلَيْهِ قَبْلَ النُّبُوَّةِ رقم 6077)

[39] صحيح البخاري كتاب الشهادات، باب لا يشهد على شهادة جور إذا اُشهد,حديث رقم (2652)

[40] (كتاب أمة لن تموت –  لراغب السرجاني  ج 1  ص  19)

[41] (صـحيح البخاري  كـتاب الزكاة  حديث رقم  1400)

[42] (سير أعلام النبلاء للذهبي رحمه الله،  ج 13   ص  141)

[43] (حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع، للقاسم بن فِيرة الشاطبي رحمه الله).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مدخل إلى تعظيم وسطية الإسلام والإشادة بخصائصها
  • الوسطية: مفهومًا ودلالة
  • الوسطية
  • الوسطية والطرفية
  • الوسطية ضرورة للحفاظ على اليقظة
  • وسطية الأمة المسلمة
  • الوسطية الحديثة عند بعض الناس
  • ولكم في "الوسطية".. حياة
  • كلام في الوسطية
  • معالم الوسطية في معالجة النبي للأخطاء البشرية
  • تسوية الأفهام لفقه الوسطية والاعتدال
  • الوسطية بين الواقع والوهم
  • مفهوم الوسطية
  • الوسطية بين دلالات النصوص وأقوال العلماء
  • الوسطية: كليات وقواعد
  • معوقات وموانع الوسطية، مع خاتمة وتوصيات
  • مفهوم وغايات الوسطية في الوحيَيْن
  • الوسطية في العقيدة
  • معاني وسمات الوسطية
  • خطبة الوسطية
  • الوسطية والاعتدال في الشريعة الإسلامية

مختارات من الشبكة

  • الوسطية سفينة النجاة - مشاركة في مسابقة الوسطية تيوب على شبكة الألوكة(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • قالوا عن الوسطية - مشاركة في مسابقة الوسطية تيوب على شبكة الألوكة(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • تنشئة الأطفال علي الوسطية - مشاركة في مسابقة الوسطية تيوب على شبكة الألوكة(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • مسابقة الوسطية تيوب - انفوجرافيك الوسطية والاعتدال(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • إبراز ملامح الوسطية من خلال دعوة مدخن للإقلاع عن التدخين - مشاركة في مسابقة الوسطية تيوب(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • كيف نحقق الوسطية؟ مشاركة فى مسابقة الوسطية تيوب(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • الوسطية .. منهج حياة مشاركة في (مسابقة الوسطية تيوب)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • مرتكزات الوسطية في السنة النبوية ( مشاركة في مسابقة الوسطية تيوب ) على شبكة الألوكة(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • مظاهر الوسطية وفوائدها (مشاركة في مسابقة الوسطية تيوب)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • الوسطية في الإسلام (مشاركة في مسابقة الوسطية تيوب)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
1- الوسطية هي طاعة الله ورسوله كما جاء في الكتاب والسنة
عبد الله 13-09-2020 08:11 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أول مرة أرى الشرح الصحيح لمعنى الوسطية، الله يكثر من أمثالك يا كاتب الموضوع،  جزاك الله خيرا، فلقد أصبت

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب