• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / علوم قرآن
علامة باركود

فتح الأقفال بشرح تحفة الأطفال لسليمان الجمزوري (1)

أبي أسامة الأثري جمال بن نصر عبدالسلام

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 28/11/2010 ميلادي - 21/12/1431 هجري

الزيارات: 251128

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فتح الأقفال بشرح تحفة الأطفال لسليمان الجمزوري (1)

 

المُقدَّمات

المُقدمة الأولى

مبادئ علم التجويد

قال الصَّبَّان رحمه الله:

إِنَّ مَبَادِي كُلِّ فَنٍّ عَشَرَهْ
الْحَدُّ وَالْمَوْضُوعُ ثُمَّ الثَّمَرَهْ
وَفَضْلُهُ وَنِسْبَةٌ وَالْوَاضِعْ
الاسْمُ الاسْتِمْدَادُ حُكْمُ الشَّارِعْ
مَسَائِلٌ وَالْبَعْضُ بِالبَعْضِ اكْتَفَى
وَمَنْ دَرَى الجَمِيعَ حَازَ الشَّرَفَا

 

1- الحد:

التجويد لغةً: من مادة: (ج، و، د)، وهو التحسين، يُقال: جوَّد فُلان الشيءَ؛ أي: حسَّنه.


وفي الاصطلاح: إخراجُ كلِّ حرْف مِن مخرجِه، مع إعطائه حقَّه في المخرَج والصفة الذاتية، ومُستحقَّه، وهو ما ترتَّب على الصفة الذاتية مِن الصِّفات العارضة.

فمثلاً: صفة الاستِعلاء صفةٌ ذاتية، والتفخيم يترتَّب عليها، وكذلك صفة الاستِفال صفةٌ ذاتية، والترقيق يترتَّب عليها.


2- الموضوع:

موضوع علم التجويد: حُروف الكلمات القرآنية، مِن حيثُ إعطاؤها حقَّها ومُستحقَّها.

وذهب البعضُ إلى أنه يشمل الحديثَ النبوي أيضًا، والراجِح عدمُ اشتماله عليه.


3 - الثمرة المُترتبة على تعلُّم هذا العِلم:

يترتَّب على تعلُّم هذا العِلم:

أ - صونُ اللِّسان عن اللحْن في كتاب الله تعالى.


واللحن: هو الميْل والانحراف عن الصوابِ في قراءة القرآن، وهو على قسمَيْن:

• لحنٌ جَليٌّ: وهو ما كان بسبب مُخالفةِ القواعد العربية سواء ترتَّب عليه إخلالٌ بالمعنى أم لا.

وسُمِّي جليًّا لظهوره وعدم خفائه على أحدٍ من القُرَّاء أو غيرهم، كضمِّ تاء ﴿ أَنْعَمْتَ ﴾ [الفاتحة: 7] في الفاتحة.


• لحنٌ خفيٌّ: وهو خطأ يطرأ على الألفاظ فيُخِل بالقِراءة دون المعنى، كتَرْك الغُنَّة، وقصْر الممدود، ومدِّ المقصور... وهكذا.


ب - والفوز بسعادة الدَّارين:

عن عُثمانَ رضي الله عنه عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((خيرُكم مَن تعلَّم القرآنَ وعلَّمهُ))[1].


وعن أبي هُريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((ما اجتمَعَ قومٌ في بيت مِن بيوت الله، يَتْلون كتابَ الله، ويَتَدارسونه بينهم إلا نَزَلتْ عليهم السكينة، وغشيتْهم الرحمة، وحفَّتْهم الملائكة، وذكَرَهم الله فيمَن عندَه، ومَن بطَّأ به عملُه لم يُسرعْ به نسَبُه))[2].


4 - فضله:

وفضله مُستمَدٌّ مِن شرَف الكتاب الذي يُستخدَم هذا العلم في ترْتيله.


5 - النسبة:

نسبته إلى غيرِه التبايُن.


6- الواضع: أمَّا مِن الناحية العملية، فإنَّ الله - عزَّ وجلَّ - هكذا ألْقاه إلى جبريل - عليه السلام - من اللَّوْح المحفوظ، وهكذا ألْقاه جبريلُ - عليه السلام - إلى رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم وهكذا تلقتْه صحابةُ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم وتلقتْه الأمَّةُ عنهم.


أمَّا مِن الناحية النظرية - التدوين - فقد اختُلِف في واضعه:

• فقيل: هو أبو عُمر حفص بن عُمر الدُّوري.

• وقيل: هو الخليل بن أحمد الفراهيدي.

• وقيل: هو الإمام موسى بن عبد الله بن يحيى الخاقاني.


واعلم أنَّه لا يجوز الانتقالُ عن هذه الكيفية في القِراءة قِيدَ أُنْملة.


7- الاسم: علم تجويد القرآن.


8- الاستِمداد: مِن قراءة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم ومِن بعْدِه أئمَّة القراءة.


9- حُكمه:

تعلمُ هذا العِلم على قسمين:

• التجويد النظري: وتعلُّمه فرْض كفاية، إنْ قام به البعضُ سقَط عن الكُل.

• التجويد العملي: وتعلُّمه فرضُ عين على كلِّ مُسلم.


قال - تعالى -: ﴿ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴾ [المزمل: 4].


وقال - تعالى -: ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [البقرة: 121].


وقال ابن الجزري:

وَالْأَخْذُ بِالتَّجْوِيدِ حَتْمٌ لاَزِمُ
مَنْ لَمْ يُجَوِّدِ القُرْآنَ آثِمُ
لِأَنَّهُ بِهِ الْإِلَهُ أَنَْزَلاَ
وَهَكَذَا مِنْهُ إِلَيْنَا وَصَلاَ
وَهُوَ أَيْضًا حِلْيَةُ التِّلاَوَةِ
وَزِينَةُ الْأَدَاءِ وَالْقِرَاءَةِ

 

10- المسائل:

حُروف كلماتِ القُرآن من حيثُ إعطاؤُها حقَّها ومُستحقَّها.


المقدمة الثانية

التعريف بصاحب الشرح

• هو سُلَيمان بن حُسين بن مُحمد الجمزوري، الشهير بالأفندي.

ولد بـ(طنطا) في ربيع الأول سَنة بِضع وستِّين بعدَ المائة والألف.


ويُنسب إلى مدينة: (جمزور) بالقُرْب من مدينة (طنطا) بالوجه البحري في (مصر)، ولُقِّب بـ(الأفندي) وهو لقبٌ تُركي يُقصد به التعظيمُ والتفخيم، وأصله في التركية (أفندم) بالميم بدلاً مِن الياء، ولقَّبه به شيخُه (مُجاهد الأحمدي).


وكان شافعيَّ المذهب، صوفيَّ المنهج، وكان منتسبًا إلى (الطريقة الشاذلية).


ومِن أشهر شيوخه: نور الدين الميهي، الذي أخَذ عنه علمَ القراءات، ومُجاهد الأحمدي، الذي لقَّبه بـ (الأفندي) - كما مر آنفًا.


مؤلفاته:

• "تحفة الأطفال والغلمان في تجويد القرآن".

• "فتح الأقفال بشرح تُحفة الأطفال".

• "نظم: كنز المعاني بتحرير الأماني".

• "الفتح الرحماني بشرح كنز المعاني في القراءات السبع"، وكلها مطبوعة ما عدَا (شرح كنز المعاني) فهو مخطوط، لم يُطبع بعد - فيما أعلم - وهو مُترجَم له في:

معجم المؤلفين، لعُمر رضا كحالة 1/ 786 ت 5833.

وفي: هدية العارفين 1/ 405.

وفي: إيضاح المكنون للبغدادي 1/241، 2/ 159.


المُقدمة الثالثة

بيان المخطوطات والمطبوعات التي اعتمدت عليها في تحقيق الكتاب

اعتمدتُ في تحقيقِ الكتاب على أربع نُسَخ خطيَّة، يأتي ذِكْرُ بيانات توثيق كلِّ مخطوطة قريبًا، وكذا اعتمدتُ على نسختين مطبوعتين؛ الأولى نسخة الشيخ عبدالفتاح القاضي، التي قام بتصحيحها، ولم يُعلِّق عليها، والثانية نسخة الشيخ علي محمد الضباع، والتي وَضَع عليها حاشيةً له، وسيأتي وصفُ النسختين - إن شاء الله.


جعلتُ النسخة (ب: هي الأصل الذي أقابل عليه بقيةَ النسخ المخطوطة والمطبوعة، وذلك لما يأتي:

• أنها أقدم المخطوطات.

• أنها كاملة، قليلة الخطأ.

• أنَّها كُتِبت بخطٍّ حسن.


وصف المخطوطات:

النسخة (أ):

وهي مِن مخطوطات (المكتبة الأزهرية) بمصر.

• ورقمها: 42931.

• وعدد أوراقها: 10 ورقات.

• وعدد سطور كلِّ ورقة: 23 سطرًا.

• كُتِبت بخطِّ نسْخ جميل، كُتبت العناوين ومتن التُّحفة بالحُمرة، والشَّرْح بالأسود.

• كتبها: حسن بن العلاَّمة الفاضل عبدالله البنا.

• تاريخ كتابتها 29 جمادي الآخرة سنة 1295هـ.

• بدأت بـ: (بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين، الحمد لله الذي نزَّل القرآن على عبده تنزيلاً...) ا.هـ.

• وآخرها: (وذكر في الأصل معنى التاريخ لُغة واصطلاحًا، فارجعْ إليه، وهذا آخِر ما يسَّره الله، والله أعلم بالصواب...) ا.هـ.


النسخة (ب):

• وهي من مخطوطات: (المكتبة الأزهرية) أيضًا.

• وهي برقم: 1374 قراءات.

• وعدد أوراقها: 11 ورقة.

• عدد سُطور كُل ورقة: 21 سطرًا.

• كُتبت بخطِ نسخ عادي جميل، وكُتبت العناوين ومتن التحفة بالحُمرة، والشرْح بالأسود، كتبها: أحمد بن مُحمد عبدالمُتعال.

• تاريخ كتابتها: 10 جمادي الآخرة سنة 1287هـ.

• وبدأت بـ: (بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين، الحمد لله الذي نزَّل القرآن على عبده تنزيلاً...) ا.هـ.

• وآخرها: (وذكر في الأصل معنى التاريخ لُغة واصطلاحًا، فارجع إليه، وهذا آخِر ما يسَّر الله به، وصلَّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم) ا.هـ.


النسخة (ج):

• وهي من مخطوطات مكتبة خاصَّة بالقاهرة، وتمَّ نقلها عبرَ موقع (الألوكة) مِن على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت).

• وعدد أوراقها: 25 ورقة.

• عدد سطورها: 13 سطرًا.

• كُتبت بخط نسخ عادي.

• ولم أقِفْ على اسم كاتبها.

• وتاريخ كتابتها يوم الثلاثاء الموافق 23 من شهر صفر سنة 1292هـ.

• وبدأت بـ: (بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين، الحمدُ لله الذي نـزَّل القرآن على عبده تنـزيلاً...) ا.هـ.

• وآخرها: (وذُكِر في الأصل معنى التاريخ لغة واصطلاحًا، فارجع إليه، وهذا آخِر ما يسَّر الله به علينا، وصلى الله على سيِّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم) ا.هـ.


النسخة الرابعة:

• وهي من مخطوطات جامعة الرياض بالمملكة العربية السعودية، وهي برقم: 2050.

• عدد أوراقها: 18 ورقة.

• عدد السطور: 15 سطر.

• كُتبِت بخط نسخ جميل، كُتبت في القرن الثالث عشر تقديرًا، ولم يُشَرْ فيها إلى اسم الكاتب.


نسخة لمتن تحفة الأطفال.

• وهي من مخطوطات المكتبة الأزهرية.

• وهي برقم: 2891 قراءات.

• عدد أوراقها: 4 ورقات.

• عدد السطور: 13 سطرًا.

• كُتبت بخط نسخ عادي، كُتِبت العناوين بالحُمرة، والأبيات بالأسود، لم يُشَر فيها إلى اسم الكاتب.


نسخة (فتح الأقفال) (المطبوعة بتصحيح الشيخ عبدالفتاح القاضي):

• نشرتها المكتبة المحمودية بمصر، قام بتصحيحها فضيلة الشيخ عبدالفتاح القاضي رحمه الله وقام بتحقيقها، ووضع حواشيَها إبراهيمُ المناوي.

• وتقع في 48 صفحة.

ولم يُشِرِ المُصحِّح ولا المُعلِّق إلى أيِّ نسخ خطية اعتمدَ عليها في تصحيح وتحقيق الكتاب، ولكن الراجح أنَّهما اعتمدَا على نُسخة مطبوعة اعتمدتْ على مخطوط غير تلك التي اعتمدتُ عليه في مُقابلة النصوص.

كما لم يشرِ الناشر أو المصحِّح إلى أيِّ شيء يتعلَّق بتاريخ الطبعة.


نُسخة (فتح الأقفال) المطبوع على هامشها شرْح الشيخ على مُحمد الضباع:

• ونشرها قطاع المعاهد الأزهرية بمصر كمُقرَّر على الصف الأول بمعاهد القراءات.

• وقام الأزهر بطباعتها سنة 1418هـ، 1997م.

ولم يُشرِ الشيخ علي محمد الضباع إلى أيِّ نسخة خطية قام بالاعتماد عليها في إخراجِ نصِّ الكتاب المشروح.

 

صور المخطوطات التي اعتمدت عليها في تحقيق نص هذا الكتاب

 

 

 

 

 

 

المقدِّمة الرابعة

التعريف بالمنظومة

• تتكوَّن المنظومة من (61) بيتًا، على بحرِ الرجز.

• وتفعيلته:

مستفعلن مستفعلن مستفعلن، في كلِّ شَطْر.

وهو مِن أسهلِ البحور الشعرية للقارض، والقارئ، والحافظ.

 

ومن أقسامه:

التام: وهو ما تألَّف من ثلاثِ تفعيلات في كُلِّ شطر.

والمجزوء: وهو ما تألَّف من تفعيلتَيْن في كُلِّ شطر.

والمشطور: وهو ما بُنِي على أساسِ الشطر، وليس الأبيات، وكان مؤلَّفًا من ثلاثِ تفعيلات في كُلِّ شطر.

والمنهوك: وهو ما بُني على أساسِ الشطر، وليس الأبيات، وكان مؤلَّفًا من تفعيلتين في كُلِّ شطر.


وما يُنظَم على هذا البحر يُسمَّي (أرجوزة).

وهذا البحر يسهل فيه تركيبُ المزدوج، وهو التَّقفيه على الشطرين فقط.

لذلك أكثرَ أهلُ العلم من نظْم متونهم وكُتبهم عليه.

كما أكثر الحُكماء والمُعلِّمون نظمَ حِكمهم، ونصائحهم عليه.


ولقد حظِي هذا المتنُ باهتمام الكثيرين من العُلماء قديمًا وحديثًا فخرجت له شروح عديدة، منها:

1- فتح الأقفال بشرح تحفة الأطفال؛ للناظم سليمان بن حُسين بن مُحمد الجمزوري.


2- فتح الملِك المُتعال في شرح تحفة الأطفال؛ للإمام مُحمد الميهي ابن الإمام النور الميهي.

وهذا الشرح هو الأصلُ الذي أخَذ منه الجمزوري مادةَ الشرح الذي نحن بصددِه، وقد أشار إلى ذلك في أوَّل الشرح، ونوَّه في غير موضعٍ إلى الرجوع إلى الأصْل - يعني: هذا الشرح - لمَن يرغب التوسُّع.


3- منحة ذي الجلال في شرْح تحفة الأطفال؛ للشيخ علي بن محمد الضباع.


4- هِداية المتعال في شرح تحفة الأطفال؛ للإمام أحمد بن أحمد بن أحمد بن مقيبل الصافي المالكي.


5- ولِي شرْحٌ على التحفة سميتُه: (جواهر البيان في شرْح تحفة الأطفال والغلمان)، جعلته وسطًا بيْن الإطالة والاختصار، بينت فيه المُشكل، ومثلتُ لأحكامه ومسائله، وختمتُ له بخاتمة حَوَتْ أحكام الصفات، ومخارج الحُروف، حيثُ إنَّ الناظم لم يتعرَّضْ لهُما من قريب ولا من بعيد، مع حاجةِ طالب العلم إلى معرفتهما.


المقدمة الخامسة

متن تُحفة الأطفال مضبوطًا ومشكولاً

يَقُولُ رَاجِي رَحْمَةِ[3] الْغَفُورِ
دَوْمًا سُلَيْمَانُ هُوَ الجَمْزُورِي
الْحَمْدُ للَّهِ مُصَلِّيًا عَلَى
مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَمَنْ تَلاَ
وَبَعْدُ هَذَا النَّظْمُ لِلْمُرِيدِ
فِي النُّونِ والتَّنْوِينِ وَالْمُدُودِ
سَمَّيْتُهُ بِتُحْفَةِ الأَطْفَالِ
عَنْ شَيْخِنَا الْمِيهِيِّ ذِي الْكَمالِ[4]
أَرْجُو بِهِ أَنْ يَنْفَعَ الطُّلاَّبَا
وَالأَجْرَ وَالْقَبُولَ وَالثَّوَابَا

أحكام النون الساكنة والتنوين

لِلنُّونِ إِنْ تَسْكُنْ وَلِلتَّنْوِينِ
أَرْبَعُ أَحْكَامٍ فَخُذْ تَبْيِينِي
فَالأَوَّلُ الإِظْهَارُ قَبْلَ أَحْرُفِ
لِلْحَلْقِ سِتٍّ[5] رُتِّبَتْ فَلْتَعْرِفِ[6]
هَمْزٌ فَهَاءٌ ثُمَّ عَيْنٌ حَاءُ
مُهْمَلَتَانِ ثُمَّ غَيْنٌ خَاءُ
والثَّانِ إِدْغَامٌ بِسِتَّةٍ أَتَتْ
فِي يَرْمُلُونَ[7] عِنْدَهُمْ قَدْ ثَبَتَتْ
لَكِنَّهَا قِسْمَانِ قِسْمٌ يُدْغَمَا
فِيهِ بِغُنَّةٍ بِيَنْمُو عُلِمَا[8]
إِلاَّ إِذَا كَانَا بِكِلْمَةٍ فَلاَ
تُدْغِمْ[9] كَدُنْيَا ثُمَّ صِنْوَانٍ تَلاَ
وَالثَّانِ إِدْغَامٌ بِغَيْرِ غُنَّهْ
فِي اللاَّمِ وَالرَّا ثُمَّ كَرِّرَنَّهْ[10]
وَالثَّالثُ الإِقْلاَبُ عِنْدَ الْبَاءِ
مِيمًا بِغُنَّةٍ مَعَ الإِخْفَاءِ
وَالرَّابِعُ الإِخْفَاءُ عِنْدَ الْفَاضِلِ
مِنَ الحُرُوفِ وَاجِبٌ لِلْفَاضِلِ
فِي خَمْسَةٍ مِنْ بَعْدِ عَشْرٍ رَمْزُهَا
فِي كِلْمِ هَذَا البَيْتِ قَدْ ضَمَّنْتُهَا
صِفْ ذَا ثَنَا كَمْ جَادَ شَخْصٌ قَدْ سَمَا
دُمْ طَيِّبًا زِدْ فِي تُقًى ضَعْ ظَالِمَا

 

أحكام الميم والنون المشددتين

وَغُنَّ مِيمًا ثُمَّ نُونًا شُدِّدَا
وَسَمِّ كُلاًّ حَرْفَ غُنَّةٍ بَدَا

أحكام الميم الساكنة

وَالمِيمُ إِنْ تَسْكُنْ تَجِي قَبْلَ الْهِجَا
لاَ أَلِفٍ لَيِّنَةٍ لِذِي الْحِجَا
أَحْكَامُهَا ثَلاَثَةٌ لِمَنْ ضَبَطْ
إِخْفَاءٌ ادْغَامٌ وَإِظْهَارٌ فَقَطْ
فَالأَوَّلُ الإِخْفَاءُ عِنْدَ الْبَاءِ
وَسَمِّهِ الشَّفْوِيَّ[11] لِلْقُرَّاءِ
وَالثَّانِ إِدْغَامٌ بِمِثْلِهَا أَتَى
وَسَمِّ إدْغَامًا صَغِيرًا يَا فَتَى
وَالثَّالِثُ الإِظْهَارُ فِي الْبَقِيَّهْ
مِنْ أَحْرُفٍ وَسَمِّهَا شَفْوِيَّهْ[12]
وَاحْذَرْ لَدَى وَاوٍ وَفَا أَنْ تَخْتَفِي
لِقُرْبِهَا وَلاتِّحَادِ فَاعْرِفِ

 

حكم لام (أل) ولام الفعل

لِلاَمِ أَلْ حَالاَنِ قَبْلَ الأَحْرُفِ
أُولاَهُمَا إِظْهَارُهَا فَلْتَعْرِفِ
قَبْلَ ارْبَعٍ مَعْ عَشْرَةٍ خُذْ عِلْمَهُ
مِنِ ابْغِ حَجَّكَ وَخَفْ عَقِيمَهُ
ثَانِيهِمَا إِدْغَامُهَا فِي أَرْبَعِ
وَعَشْرَةٍ أَيْضًا وَرَمْزَهَا[13]فعِ
طِبْ ثُمَّ صِلْ رِحْمًا تَفُزْ ضِفْ ذَا نِعَمْ
دَعْ سُوءَ ظَنٍّ زُرْ شَرِيفًا لِلْكَرَمْ
وَاللَّامَ الاُولَى سَمِّهَا قَمْرِيَّهْ[14]
وَاللاَّمَ الاُخْرَى[15]سَمِّهَا شَمْسِيَّهْ
وَأَظْهِرَنَّ لاَمَ فِعْلٍ مُطْلَقَا
فِي نَحْوِ قُلْ نَعَمْ وَقُلْنَا وَالْتَقَى

في المثلين والمتقاربين والمتجانسين

إِنْ فِي الصِّفَاتِ وَالمَخَارِجِ اتَّفَقْ
حَرْفَانِ فَالْمِثْلاَنِ فِيهِمَا أَحَقّْ
وَإِنْ يَكُونَا مَخْرَجًا تَقَارَبَا
وَفِي الصِّفَاتِ اخْتَلَفَا يُلَقَّبَا
مُقَارِبَيْنِ[16] أَوْ يَكُونَا اتَّفَقَا
فِي مَخْرَجٍ دُونَ الصِّفَاتِ حُقِّقَا
بِالْمُتَجَانِسَيْنِ ثُمَّ إِنْ سَكَنْ
أَوَّلُ كُلٍّ فَالصَّغِيرَ سَمِّيَنْ
أَوْ حُرِّكَ الحَرْفَانِ فِي كُلٍّ فَقُلْ
كُلٌّ كَبِيرٌ وافْهَمَنْهُ بِالْمُثُلْ

أقسام المد

وَالْمَدُّ أَصْلِيٌّ وَفَرْعِيٌّ لَهُ
وَسَمِّ أَوَّلاً طَبِيعِيًّا وَهُو
مَا لاَ تَوَقُّفٌ لَهُ عَلَى سَبَبْ
وَلا بِدُونِهِ الحُرُوفُ تُجْتَلَبْ
بلْ أَيُّ حَرْفٍ غَيْرُِ[17]هَمْزٍ أَوْ سُكُونْ
جَا بَعْدَ مَدٍّ فَالطَّبِيعِيَّ[18] يَكُونْ
وَالآخَرُ الْفَرْعِيُّ مَوْقُوفٌ عَلَى
سَبَبْ[19] كَهَمْزٍ أَوْ سُكُونٍ مُسْجَلاَ
حُرُوفُهُ ثَلاَثَةٌ فَعِيهَا
مِنْ لَفْظِ (وَايٍ) وَهْيَ فِي نُوحِيهَا
وَالكَسْرُ قَبْلَ الْيَا وَقَبْلَ الْواوِ ضَمّْ
شَرْطٌ وَفَتْحٌ قَبْلَ أَلْفٍ[20] يُلْتَزَمْ
وَاللَّيْنُ[21] مِنْهَا الْيَا وَوَاوٌ سُكِّنَا
إِنِ انْفِتَاحٌ قَبْلَ كُلٍّ أُعْلِنَا

 

أحكام المد

لِلْمَدِّ أَحْكَامٌ ثَلاَثَةٌ تَدُومْ
وَهْيَ الْوُجُوبُ وَالْجَوَازُ وَاللُّزُومْ[22]
فَوَاجِبٌ إِنْ جَاءَ هَمْزٌ بَعْدَ مَدّْ
فِي كِلْمَةٍ وَذَا بِمُتَّصِلْ[23] يُعَدّْ
وَجَائِزٌ مَدٌّ وَقَصْرٌ إِنْ فُصِلْ
كُلٌّ بِكِلْمَةٍ وَهَذَا المُنْفَصِلْ
وَمِثْلُ ذَا إِنْ عَرَضَ السُّكُونُ
وَقْفًا كَتَعْلَمُونَ نَسْتَعِينُ
أَوْ قُدِّمَ الْهَمْزُ عَلَى المَدِّ وَذَا
بَدَلْ كَآمَنُوا وَإِيمَانًا خُذَا
وَلاَزِمٌ إِنِ السُّكُونُ أُصِّلاَ
وَصْلاً وَوَقْفًا بَعْدَ مَدٍّ طُوِّلاَ
أَقْسَامُ لاَزِمٍ لَدَيْهِمْ أَرْبَعَهْ
وَتِلْكَ كِلْمِيٌّ وَحَرْفِيٌّ مَعَهْ
كِلاَهُمَا مُخَفَّفٌ مُثَقَّلُ
فَهَذِهِ أَرْبَعَةٌ تُفَصَّلُ
فَإِنْ بِكِلْمَةٍ سُكُونٌ اجْتَمَعْ
مَعْ حَرْفِ مَدٍّ فَهْوَ كِلْمِيٌّ وَقَعْ
أَوْ فِي ثُلاَثِيِّ الحُرُوفِ وُجِدَا
وَالمَدُّ وَسْطَهُ فَحَرْفِيٌّ بَدَا
كِلاَهُمَا مُثَقَّلٌ إِنْ أُدْغِمَا
مَخَفَّفٌ كُلٌّ إِذَا لَمْ يُدْغَمَا
وَاللاَّزِمُ الْحَرْفِيُّ أَوَّلَ السُّوَرْ
وُجُودُهُ وَفِي ثَمَانٍ انْحَصَرْ
يَجْمَعُهَا حُرُوفُ "كَمْ عَسَلْ نَقَصْ"
وَعَيْنُ ذُو وَجْهَيْنِ والطُّولُ أَخَصّْ
وَمَا سِوَى الحَرْفِ الثُّلاَثِي[24] لاَ أَلِفْ
فَمَدُّهُ مَدًّا طَبِيعِيًّا أُلِفْ
وَذَاكَ أَيْضًا فِي فَوَاتِحِ السُّوَرْ
فِي لَفْظِ "حَيٍّ طَاهِرٍ" قَدِ انْحَصَرْ
وَيَجْمَعُ الْفَوَاتِحَ الأَرْبَعْ عَشَرْ
صِلْهُ سُحَيْرًا مَنْ قَطَعْكَ ذَا اشْتَهَرْ

الخاتمة

وَتَمَّ ذَا النَّظْمُ بِحَمْدِ اللَّهِ
عَلَى تَمَامِهِ بِلاَ تَنَاهِي
أَبْيَاتُهُ نَدٌّ بَداَ لِذِي النُّهَى
تَارِيخُهَا بُشْرَى لِمَنْ يُتْقِنُهَا
ثُمَّ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ أَبَدَا
عَلَى خِتَامِ الأَنْبِيَاءِ أَحْمَدَا
وَالآلِ وَالصَّحْبِ وَكُلِّ تَابِعِ
وَكُلِّ قَارِئٍ وكُلِّ سَامِعِ

فتح الأقفال بشرح تحفة الأطفال والغلمان في تجويد القرآن

النص المُحقق

مقدمة الشيخ الجمزوري

بسم الله الرحمن الرحيم

(وبه نستعين)[25]

الحمدُ لله الذي (أنزل)[26] (الفرقان)[27] على عبده تنزيلاً، وقال (له)[28]: ﴿ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴾ [المزمل: 4]، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمد المنزَّل عليه: ﴿ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴾ [القلم: 1]، الذي نوَّنت له الغزالةُ بصوت رخيم سَمِعه الحاضرون[29]، وعلى آلِه وأصحابه (المُهتدين)[30] منه بتُحفة الأمداد، وعلى أتباعه الذين (قَصَروا همَّهم على اتِّباعه)[31]، ففازوا بكلِّ المراد، صلاةً وسلامًا دائمين متلازمين إلى يوم التَّناد[32].


وبعد:

فقدْ طلب مني بعضُ الأحباب أن أعْمَل له شرحًا لطيفًا مختصرًا على نظْمي المُسمَّى بـ: (تحفة الأطفال)، فأجبتُه (لذلك)[33] بأحسن جواب، راجيًا مِن الله أن يُوفِّقني له أحسن التوفيق، وأن يَهديني به لأقومِ طريق[34]، وجعلتُ أصله شرْح ولدِ شيخنا محمد الميهي - نظر الله إلينا وإليه[35] - واعتمدتُ فيما تركتُه مِن هذا الشرْح عليه؛ لأنِّي اقتصرتُ فيه على مُجرَّد (سرد) [36] الأحكام، مريدًا بذلك بلوغَ المرام، وأن ينتفع به الخاصُّ والعام، وسميتُه: "فتْح الأقفال بشرح تُحفة الأطفال"، وقُلتُ مستعينًا بالقدير السميع العليم:

 

(بسم الله الرحمن الرحيم)

أي: أنظِم الأشياء الآتية متبرِّكًا (بسم الله الرحمن الرحيم)[37]، وابتدأتُ بالبسملة والحمدلة - كما يأتي - اقتداءً بالكتاب العزيز، وعملاً (بالأحاديث)[38] الواردة[39]، ولا يخفَى ما في البسملة والحمدلة ممَّا لا نُطيل بذِكْره؛ اقتصارًا على (ما ذكَرَه)[40] في الأصل[41].

يَقُولُ رَاجِي رَحْمَةِ الْغَفُورِ
دَوْمًا سُلَيْمَانُ هُوَ الجَمْزُورِي
الْحَمْدُ للَّهِ مُصَلِّيًا عَلَى
مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَمَنْ تَلاَ

 

أي: يقول مؤمِّل إحسان ربِّه الغفور؛ أي: كثير المغفرة؛ أي: الستر على الخطايا، فلم يؤاخِذْ عليها دائمًا.

سُليمان بن حُسين بن مُحمد الجمزوري: بالميم بعدَ الجيم - كما ذكره الشعراني في طبقاته - الشهير بـ(الأفندي):

(الحمد لله)؛ أي: الثناء الحسن ثابتٌ بالاختصاص له تَعالى (لا يُشارِكه)[42] فيه غيرُه إلا على طريقِ المجاز.


(مصلِّيًا)؛ أي: طالبًا مِن الله أن (يَزيد)[43] رحمتَه المقرونة بالتعظيم على سيِّدنا محمد الذي يحمده أهلُ السموات (وأهل)[44] الأرض، وعلى آله (الأوَّلين والآيلين)[45]، والمراد بهم هُنا الذين آمنوا به فيعمُّ الصَّحْب.


(ومَن تلا)؛ أي: (تَبِع)[46] النبيَّ وأصحابَه.

وَبَعْدُ هَذَا النَّظْمُ لِلْمُرِيدِ ♦♦♦ فِي النُّونِ والتَّنْوِينِ وَالْمُدُودِ

 

أي: وبعدَ ما تقدَّم مِن حمد الله الأتَم، والصلاة والسلام على نبيه الأعْظَم، (هذا)[47] النظم؛ أي: المنظوم (أو)[48] هو باقٍ على معناه مبالغةً، جمعتُه (للمريد)؛ أي: الطالِب، وهو في (أحكام النون الساكنة والتنوين، وفي)[49] أحكام المدود، وغير ذلك مِن أحكام الميم الساكنة[50] ولامِ التعريف ولام الأفعال.

(سَمَّيْتُهُ)[51] بِـ: (تُحْفَةِ الأَطْفَالِ) ♦♦♦ عَنْ شَيْخِنَا المِيهِيِّ ذِي الكَمَالِ

 

أي: سميتُ هذا النظم بـ(تحفة الأطفال)؛ أي: (أتحفهم بالشيء الحَسَن)[52]، والمراد هنا الأحكام الآتية، والأطفال: جمْع طِفل، والمراد (به)[53]: من لم يَبْلُغِ الحُلم (أو المراد)[54]: (الأطفال)[55] مثلي في هذا الفنِّ[56]، ناقلاً له عن شيخِنا الإمام العالِم العلاَّمة، الحبر (البحر)[57] الفهَّامة، سيِّدي وأستاذي الشيخ نور الدين علي بن عمر بن (أحمد)[58] بن عُمر بن ناجي بن (قيس)[59] الميهي - أدام الله النفعَ بعُلومه.


وذي الكمال[60]؛ أي: التَّمام في الذَّات والصِّفات، وسائرِ الأحْوال الظاهِرة والباطِنة فيما يَرْجِع[61] للخالِق والمخلوق[62].

أَرْجُو بِهِ أَنْ يَنْفَعَ الطُّلاَّبَا ♦♦♦ وَالأَجْرَ وَالْقَبُولَ وَالثَّوَابَا

 

أي: (آمل)[63] مِن الله تعالى أن ينفعَ بهذا النظم الطُّلاب: - بضم الطاء - جمع طالب، أو جمع طَلاَّب بفتح الطاء مبالغةً في طالب، والطالب يشمل المُبتدي والمنتهي والمتوسِّط، وهو المُريد المُتقدِّم، وأرجو به مِنَ الله[64] تعالى الأجْر - وسيأتي معناه - والقَبول، وهو: ترتيب الغرَض المطلوب للداعي على دُعائه، كترتيبِ الثواب على الطاعة، والإسعاف بالمطلوب، (والثَّوَابَا) بألف الإطلاق، وهو مقدارٌ من (الخير)[65] يعلمه الله تعالى يتفضَّل (بإعطائه لمَن)[66] يشاء مِن عباده في نظيرِ أعمالهم الحَسَنة.


قال الشِّهاب[67] في "شرح الشفاء": "والأجْر والثَّواب بمعنًى واحد، وفد يُفرِّق بينهما بأنَّ الأجْر ما كان في مُقابلةِ العمل، والثواب ما كان تفَضُّلاً وإحسانًا مِن الله تعالى، ويُستعمَل كُلٌّ منهما بمعنَى الآخَر (والله أعلم)[68]؛ ا.هـ.



[1] أخرجه البخاري في صحيحه: (كتاب فضائل القرآن - باب: خيركم من تعلم القرآن وعلمه - ح (5027 - 5028).

[2] أخرجه مُسلم في صحيحه: (كتاب الذكر والدُعاء - باب: فضل الاجتماع على تلاوة القرآن - ح (38، 39).

[3] رَحْمَة: هكذا بالكسر، ولا يجوز نصبُها؛ لأنَّ ذلك يستلزم تنوينَ (راجي)، وسيؤدي ذلك لمخالفة ما سطَّره ورسمه الناظم.

قال الشيخ الضباع رحمه الله: (ولولا كتابةُ الياء في (راجي) لجاز تنوينُها، ونصب (رحمة، مفعولاً به) ا. هـ.

[4] قوله: (ذي الكمال) هذا مبالغةٌ من الناظم في مدح شيخه، وقد تعقَّبْناه في الشرح بما يَليق، ونقلتُ اقتراح بعض طلاَّب العلم بجعْل البيت:

سَمَّيْتُهُ بِ: تُحْفَةِ الأَطْفَالِ ♦♦♦ عَنْ شَيْخِنَا المِيهِيِّ ذِي الجَمَالِ

[5] سِتٍّ: بالجر بدل من أحرف.

[6] (فلتعرف): ضبطت أيضًا بالياء بناء للمفعول (فليُعرف)، قال الإمام محمد الميهيُّ، والشيخ الضبَّاع: (بالبناء للمفعول أو للفاعل)، والأشهر بالبناء للفاعِل كما أثبتناه في المتن.

[7] (يرمُلون): بضم الميم من رَمَل يرمُل.

[8] (عُلِمَا): قال الميهيّ والشيخ الضباع: (بالإشباع مبني للمفعول).

[9] تدغم: بكسر الغين كما ضبَطها الشيخ الجمزوري، والشيخ محمد الميهي.

[10] وفي بعض النسخ: وَرَمْزُهُ (رَلَّ فَأَتْقِنَنَّهْ).

[11] (الشفْوي): بسكون الفاء؛ لأنَّ التحريك يجعل البيت من بحرِ الكامل، قال الشيخ الجمزوري: (في النَّظْم بسكون الفاء للضرورة).

[12] (شفْوية): بسكون الفاء للضرورة - كما تقدَّم.

[13] (ورمزَها): بفتح الزاي، مفعول مُقدَّم لقوله: (فَعِ).

[14] قمْرية: قال الإمام الجمزوريُّ: بسكون الميم للضرورة.

[15] واللام الاُولَى، واللام الاُخْرَى، قال الإمام الجمزوري: (بنقْل حركة الهمزةِ إلى الساكن قبلَها).

[16] (مقاربين) هكذا كُتِبت في المخطوطة، قال الشيخ الضباع: (حُذِفت التاء في النَّظْم للضرورة).

[17] (غير): بالرفع نعت لأي، وبالجر نعت لحرف.

[18](فالطبيعي): قال الشيخ الضباع: بالنصب خبر يكون مقدم عليه، أي: فيصير هو الطبيعي.

[19] (سبب) قال الإمام الجمزوري: (بسكون الباء الثانية للضرورة).

[20] (ألف) قال الإمام الجمزوري: (وألف في النظم بسكون اللام للتخفيف ضرورة).

[21] (واللين) قال الإمام الجمزوري: (اللين بفتح اللام إن لم تُضَف كما هنا، وبكسرها إنْ أضيفت)، وضبطها الشيخ الضباع بكسر اللام على تقدير الإضافة؛ أي وحرفا اللين.

[22] (تدوم) و(اللزوم) يُقرأان في البيت بسكون الميم، كما ضبطهما الشيخ محمد الميهي، والشيخ الضباع.

[23] (بمُتَّصِلْ) قال الإمام الجمزوري: (متصل في النظم بسكونِ اللام للضرورة).

[24] (الثلاثي) قال الشيخ الضباع: (بسكون الياء خفيفة للوزن).

[25] ما بين القوسين زيادة من (أ)، ولم يورد القاضي في نسخته البسملة أصلاً، ولا الزيادة.

[26] في (أ) و (د)، ومطبوع الضباع: (نزل).

[27] ما بين القوسين في المخطوط (د): (القرآن).

[28] ما بين القوسين في (أ)، و(د)، وهو ساقطٌ من جميع النُّسخ ومطبوعة القاضي.

[29] وردتْ هذه القصَّة من طُرق عديدة جمعَها السيوطي في (الخصائص الكبرى)، وكلها لا يخلو مِن ضَعْف، ولا يصلح أن تتقوَّى ببعضها؛ نظرًا لضعف أفرادها الشديد، وقد اشترط العُلماءُ في تقويةِ الحديث بمجموع الطرق ألاَّ يشتدَّ ضعفُها، وإليك البيان.

1 - حديث أم سلمة - رضي الله عنها -:

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (23/331) ح 763.

عن أم سلمة، قالت: كان رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم في الصحراء، فإذا منادٍ يناديه: يا رسولَ الله، فالتفت، فلم يَرَ أحدًا، ثم التفتَ فإذا ظبية موثقة، فقالت: ادنُ مني يا رسولَ الله، فدَنا منها، فقال: حاجتَك؟ قالت: إنَّ لي خشفين في ذلك الجبل فحُلَّني حتى أذهب، فأرضعهما، ثم أرجع إليك، قال: وتَفعلين؟ قالت: عذَّبني الله بعذاب العشار إنْ لم أفعل، فأطلَقها فذهَبَتْ، فأرضعتْ خشفيها، ثم رجعتْ، فأوثقها، وانتبه الأعرابيُّ، فقال: لك حاجةٌ يا رسولَ الله؟ قال: نعم، تُطلق هذه، فأطلَقها، فخرجتْ تعْدُو، وهي تقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأنَّك رسولُ الله.

في إسناده أغلب بن تميم:

قال عنه الذهبي في "المُغني في الضعفاء" (1/93) ترجمة 778: (قال البخاري: مُنكَر الحديث) ا.هـ، وقال الذهبي رحمه الله في (ميزان الاعتدال 1/ 6 ترجمة 3: (ونقَل ابن القطان أنَّ البخاري قال: كلُّ مَن قُلتُ فيه: مُنكر الحديث: فلا تحلُّ الرواية عنه)؛ ا.هـ.

2 - حديث أنس بن مالك رضي الله عنه:

أخرَجه الطبراني في (المعُجم الأوسط) (6/ 21) ح (5547) عن أنس بن مالك، قال: مرَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم على قومٍ قد صادوا ظبية، فشدُّوها إلى عمودِ الفسطاط، فقالت: يا رسولَ الله، إني وضعتُ ولي خَشَفَان، فاستأذن لي أن أُرْضِعهما، ثم أعود إليهم، فقال: أين صاحبُ هذه؟ فقال القوم: نحن يا رسولَ الله، فقال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: خَلُّوا عنها حتى تأتيَ خشفيها تُرضعهما، وتأتي إليكم، قالوا: ومَن لنا بذلك يا رسولَ الله؟ قال: أنا، فأطْلَقوها فذهبَتْ فأرضعت، ثم رجعتْ إليهم، فأوثقوها، فمرَّ بهم النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: أين أصحابُ هذه؟ قالوا: هو ذا نحن يا رسولَ الله قال: تبيعونها؟ قالوا: يا رسولَ الله، هي لك، فخلُّوا عنها، فأطلَقَها فذهبَتْ.

قال الطبرانيُّ: لم يروِ هذا الحديث عن ثابتٍ إلا صالحٌ المري، تفرَّد به عبدالكريم بن هلال.

قُلت: وصالح هو ابن بشير المري، تركه النسائي وأبو داود، وهو مُتَّفق على ضعْفه.

وعبدالكريم بن هلال، قال عنه الذهبي رحمه الله في "المغني في الضعفاء" 2/ 402 ترجمة  3786: "لا يُدرَى مَن هو؛ قاله الأزدي) ا.هـ.

3- حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:

أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" (6/ 34).

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: مرَّ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم بظبية مربوطة إلى خباء، فقالت: يا رسولَ الله، حلَّني حتى أذهبَ فأرضع خشفي، ثم أرجع فتربطني، فقال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: صَيْد قومٍ وربيطة قوم، قال: فأَخَذ عليها فحلَفَتْ له فحلَّها، فما مكثت إلا قليلاً حتى جاءتْ وقد نفضتْ ما في ضَرْعها، فربطها رسولُ الله ثم أتى خباء أصحابها فاستوهَبَها منهم فوهبوها له، فحلَّها؛ ثم قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((لو علمتِ البهائم مِنَ الموت ما تَعْلمون ما أكلتُم منها سمينًا أبدًا)).

قُلت: فيه عطيةُ، وهو ابن سعد العوفي.

قال الحافظ الذهبي رحمه الله في "ميزان الاعتدال" (2/ 436) ترجمة (4139): "مُجمَع على ضعْفه" ا.هـ.

وفيه أبو العلاء خالد بن طهمان، وكان قد اختلط.

4 - حديث زيد بن أرقم:

أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" (6/34)، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (ص: 320).

عن زيدِ بن أرقمَ قال: كُنتُ مع النبي صلَّى الله عليه وسلَّم في بعض سِكك المدينة، فمررْنا بخباء أعرابي فإذا ظبية مشدودة إلى الخباء، فقالت: يا رسولَ الله، إنَّ هذا الأعرابي صادني قبيلاً، ولي خشفان في البرية وقد تعقَّد هذا اللبن في أخلاقي، فلا هو يَذْبحني فأستريح، ولا يَدَعني فأذهبَ إلى خشفي في البرية، فقال لها رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: إن تركتُك تَرجِعين؟، قالت: نعمْ، وإلا عذَّبني الله عذاب العشار، فأطلقها رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم فلم تلبثْ أن جاءتْ تلمَّظ فشدَّها رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم إلى الخباء، وأقبل الأعرابيُّ ومعه قربة، فقال له رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: أتَبِيعنيها؟ قال: هي لك يا رسولَ الله، فأطلقها رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم.

قال زيد بن أرقم: فأنا واللهِ رأيتُها تَسيح في الأرض، وهي تقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم.

في إسناده الهيثم بن جماز، وقد حرَّفه محقق "دلائل النبوة" للبيهقي، وهو د. قلعجي إلى (ابن حماد) وجعلَه عن أبي كثير، والصواب أنَّه عن يحيى بن أبي كثير، فلعلَّه تبع في ذلك ما في المطبوع من "دلائل النبوة" لأبي نُعيم، ففيها ما في نسخة قلعجي، وابن جماز قال عنه الذهبي في "المغني في الضعفاء" (2/ 715) ترجمة 6793: "قال أحمد والنسائي: متروك" ا.هـ.

وقد اكْتفى الحافظُ الهيثمي في "مجمع الزوائد"، والحافظ السيوطي بإجمالِ الضعْف في رِواياته، ولم يبينا أنه شديد، وأن تعدُّد الطرق لا يُقوِّيها، ولا يرفعها؛ بل لا يَزيدها إلا وهنًا، والله أعلم.

[30] في بقية النُّسخ المخطوطة والمطبوعتين (الممتدين) من المدد، وهو الأقرب للصواب؛ لقوله بعد ذلك: "منه بتحفة الأمداد".

والمدد: ما يُمدُّ به الشيء، فيقال: مددتُه بمَدَد، يعني: قويته وأعنتُه به.

والنبي صلَّى الله عليه وسلَّم يكون سببًا في مدِّ أصحابه بالهداية والنفْع حالَ حياته، أمَّا طلب العون والاستعانة به بعدَ مماته، فهذا لا يجوز، فإنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم لا ينفع بنفسه حالَ حياته، وإنما ينفع بإذن الله له بالنفع، أما وقد مات فيُنتفع بما ترَك مِن سُنن وهَدي، أما مَن يطلب المدد منه ويستعين به بذاته بعدَ مماته فهذا يقال له: إنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قد قال عن نفسه حالَ حياته: ﴿ قُلْ لاَ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاءَ اللّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [سورة الأعراف: 188].

[31] في مطبوع القاضي والضباع: (اتَّبعوه).

[32] يوم التناد؛ يعني: يوم القيامة، حين يُنادي أهل الجنة أهل النار: ﴿ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً قَالُوا نَعَمْ... ﴾ [الأعراف: 44] إلى آخر الآيات.

[33] وفي بقية النسخ المخطوطة والمطبوعة: (في ذلك).

[34] وهذا مسلك كثير من العلماء، وقدْ كان سببًا لكتابة عدد كبيرٍ من المؤلفات، فهم يَكتبون استجابةً ومحبَّةً لطلب بعضِ الأحباب، أو راغبي التعلُّم، أو لطلب بعضِ أهل السُّنة لمدافعة أهل البِدع والشر.

قال العمريطي في أول (نظم الورقات):

وَقَدْ سُئِلْتُ مُدَّةً فِي نَظْمِهِ
مُسَهِّلاً لِحِفْظِهِ وَفَهْمِهِ
فَلَمْ أَجِدْ مِمَّا سُئِلْتُ بُدَّا
وَقَدْ شَرَعْتُ فِيهِ مُسْتَمِدَّا
مِنْ رَبِّنَا التَّوْفِيقَ لِلصَّوَابِ
وَالنَّفْعَ فِي الدَّارَيْنِ بِالكِتَابِ

وقال العلامة حافظ بن أحمد حكمي رحمه الله عن سببِ نظمه لتُحفته (سلم الوصول):

سَأَلَنِي إِيَّاهُ مَنْ لاَ بُدَّ لِي ♦♦♦ مِنَ امْتِثَالِ سُؤْلِهِ الْمُمْتَثَلِ

وهذا شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله صنَّف "العقيدة الواسطية" لما حضَر إليه واحدٌ من قضاة (واسط)، وشَكا إليه ما كان الناسُ يعانونه من المذاهب المنحرِفة فيما يتعلَّق بأسماءِ الله وصفاته، فكتَب هذه العقيدة التي انتفع بها الناسُ مِن بعده إلى يومنا هذا، والتي تعدُّ مجمعَ اعتقاد أهل السُّنَّة، وحِصْنهم المنيع الذي تتكسَّر عنده مذاهبُ أهل الأهواء والبدع.

وإلى مِثل هذا أشار الحافظُ ابن حجر رحمه الله لَمَّا طُلب منه كتابةُ متن في (مصطلح الحديث)، فكتب "نخبة الفِكَر"، ثم أشار عليه بعضُهم بكتابة شرْح يُبيِّن مُجملَه، ويفكُّ مغلَقَه، فصنَّف نخبة الفِكر أولاً: ثم شرَحَها في نُزْهه النظر.

قال الحافظ في "نخبة الفكر" (ص: 13) - بهامش نزهة النظر -:

"أمَّا بعد: فإنَّ التصانيفَ في اصطلاح أهلِ الحديث قد كثُرت، وبُسطت، واختصرت، فسألني بعضُ الإخوان أن ألخِّص لهم المهمَّ من ذلك فأجبتُه؛ رجاءَ الاندراج في تلك المسالك" ا.هـ.

وقال في "نزهة النظر" (ص: 14): "فرغِب إليَّ ثانيةً أن أضعَ عليها شرحًا يحلُّ رموزَها، ويفتح كنوزَها، ويوضِّح ما خفِي على المبتدئ مِن ذلك" ا.هـ

[35] شيخ الجمزوري هو نور الدين علي بن عمر بن ناجي بن فنيش الميهي، والميهي نِسبة إلى بلدة (الميه) بمحافظة المنوفيَّة بمصر.

ولد بها سَنَة ألف ومائة وتسع وثلاثين هجريًّا، وهو من رِجالات الأزهر، حيث تعلَّم به، ثم انتقل بعدَ ذلك إلى مدينة "طنطا" وجلَس فيها في الجامع الأحمدي ودرَّس شيئًا من العلوم والقراءات، حتى تُوفي سنة أربع ومائتين وألف من الهجرة، وابنه الذي أخَذ عنه شرحَ التحفة، واختصره هو: "محمد الميهي"، لم أجدْ أحدًا توسَّع في ترجمته كما توسَّعوا في ترجمة أبيه، فلا أعلمُ عنه سوى أنَّه كان موجودًا في أواخر القرن الحادي عشرَ وأوائل القرن الثاني عشر الهجريَّين، وقد طُبِع شرحه للتحفة الذي أشار إليه الجمزوري أكثرَ من مرَّة، وأجودها طبعة مكتبة أولاد الشيخ بتحقيق جمال ابن السيِّد رفاعي.

[36] في مطبوعة الضباع: (شرح).

[37] ما بين القوسين في المخطوط (د): (بالبسملة).

[38] ما بين القوسين في المخطوط (د): (الحديث).

آخر اللوحة (2) من المخطوط (ج) وآخر للوحة (1)، من المخطوط (د).

[39] وقوله: (عملاً بالأحاديث)؛ يعني الفعلية كابتداء النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم رَسائلَه إلى الملوك وغيرهم بالبسملة، وبدْئِه صلَّى الله عليه وسلَّم الكلامَ بالحمد، ولم يصحَّ في هذا الباب حديثٌ في الأمر بهما، سواء على سبيلِ الوجوب أو الندب، وإنَّما الذي صحَّ هو فِعْله صلَّى الله عليه وسلَّم كما مرَّ آنفًا.

[40] ما بين القوسين في المخطوط (د): (ما ذُكر).

[41] يعني: شرح محمد الميهي الذي أشرتُ إليه آنفًا.

[42] في (أ)، و(ج) و(د)، لا يشركه.

[43] في (ج) ومطبوع القاضي، ومطبوع الضباع: (يُنزل).

[44] ما بين القوسين زيادة من المخطوط (د).

[45] ما بين القوسين في (أ) و (د) ومطبوع القاضي، وساقط من (ب)، (ج).

[46] وفي مطبوع القاضي: (اتبع).

[47] ما بين القوسين في المخطوط (د): (فهذا).

[48] ما بين القوسين زيادة من (أ) ومطبوع القاضي، وفي المخطوط (د): (أي).

[49] ما بين القوسين ساقط من المخطوط (د).

[50] آخر اللوحة (3) من المخطوط (ج).

[51] ما بين القوسين في المخطوط (د): (سميتها)، والصواب ما أثبتناه.

[52] ما بين القوسين من مطبوع القاضي، ومطبوع الضباع، وهو في (أ)، و(د) (تخصيصهم بالشيء الحسن)، وفي (ب)، و(ج) (التحفة: الشيء الحسن).

[53] وهو في (ج) ومطبوع القاضي، ومطبوع الضباع: (بهم).

[54] ما بين القوسين من (د)، وفي بقية المخطوط والمطبوع: (والمراد).

[55] ما بين القوسين ليس في (أ).

[56] وهذا مِن تواضع المؤلِّف، فلو كان كما قال ما جاز لنا أن نُحصِّل ممَّا كتب شيئًا: ومثله قول الشرف العمريطي في أول (نظم الورقات).

قَالَ الفَقِيرُ الشَّرَفُ العِمْرِيطِي ♦♦♦ ذُو العَجْزِ وَالتَّقْصِيرِ وَالتَّفْرِيطِ

قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في "شرح نظم الورقات" (ص: 18)، وقال ذلك رحمه الله تواضعًا منه، وإلا فلا نظنُّ أنَّه على هذا الوصف، ولو ظننَّا أنه على هذا الوصف لم ننتفعْ بكتابه، ولكن هذا من باب التواضِع" ا.هـ.

[57] ما بين القوسين زيادة من (ج).

[58] ما بين القوسين في (د): (حمد).

[59] في (أ) و (د)، وفي مطبوع الضباع: (فنيش).

[60] آخر اللوحة (2) من المخطوط (د).

[61] آخر اللوحة (2)، من المخطوط (ب).

[62] هذا الكلام فيه غلوٌّ يبلغ حدَّ التأليه، فمَن ذا الذي أُوتي كمال الذات والصِّفات من المخلوقين؟!

لذا اقترَح بعضُ طلاب العلم أن يُعدَّل البيت إلى:

سَمَّيْتُهُ بِتُحْفَةِ الأَطْفَالِ ♦♦♦ عَنْ شَيْخِنَا المِيهِيِّ ذِي الجَمَالِ

[63] ما بين القوسين من (أ) ومطبوع القاضي، ومطبوع الضباع، وفي (ب)، و(ج): (مؤمل)، وفي (د): (أؤمل).

[64] ما بين القوسين في المخطوط (د): (الجزاء).

[65] آخر اللوحة (2)، من المخطوط (أ).

[66] في (ج) ومطبوع القاضي، ومطبوع الضباع: (به على من).

[67] آخر اللوحة (4) من المخطوط (ج)، ويقصد بالشهاب هنا ملاَّ علي القاري - رحمه الله.

[68] ما بين القوسين زيادة من مطبوع الضباع، وفي المخطوط (د): (والله سبحانه وتعالى أعلم).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • صدر حديثاً (التحفة في رواية شعبة )إعداد عبدالمجيد الجمعة
  • صدر حديثاً (تحفة الإخوان في الخلف بين الشاطبية والعنوان) لابن الجزري.
  • فتح الأقفال بشرح تحفة الأطفال لسليمان الجمزوري (2)
  • فتح الأقفال بشرح تحفة الأطفال لسليمان الجمزوري (3)
  • فتح الأقفال بشرح تحفة الأطفال لسليمان الجمزوري(4)
  • فتح الأقفال بشرح تحفة الأطفال لسليمان الجمزوري (5)
  • فتح ذي الجلال في شرح تحفة الأطفال
  • متن تحفة الأطفال للشيخ سليمان الجمزوري - رحمه الله
  • ترجمة الشيخ سليمان الجمزوري رحمه الله

مختارات من الشبكة

  • فتح الأقفال بشرح تحفة الأطفال للجمزوري (المتوفى سنة 1227 هـ) ومعه منظومة تحفة الأطفال (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة فتح الأقفال بشرح تحفة الأطفال (نسخة ثانية)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • فتح الأقفال بشرح تحفة الأطفال(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • فتحان في رمضان!(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • تعليم الكلمات بالفتح (للأطفال)(مقالة - موقع عرب القرآن)
  • تفاضل بعض أعمال البر قبل فتح مكة وبعده(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أحداث رمضان (3) فتح مكة ودروس الفتح(مقالة - ملفات خاصة)
  • معركة نهاوند (فتح الفتوح)(مقالة - موقع د. محمد منير الجنباز)
  • بل هو فتح.. وفتح عظيم(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • تعليم تركيب الجمل للأطفال(مقالة - موقع عرب القرآن)

 


تعليقات الزوار
1- Maashaa allah
Bile cabdilaahi - Soomalia 08-06-2016 02:36 PM

Maashaa allah

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب