• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    عيد الأضحى بين الروح والاحتفال: كيف نوازن؟
    محمد أبو عطية
  •  
    مسائل وأحكام تتعلق برمي الجمرات في الحج
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    المقاصد الربانية للعشر المباركة (خطبة)
    د. عبدالرزاق السيد
  •  
    وقفات مع عشر ذي الحجة (5)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    خطبة عيد الأضحى لعام 1446هـ
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    وقفات مع عشر ذي الحجة (4)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    العيد في زمن الغفلة... رسالة للمسلمين
    محمد أبو عطية
  •  
    الأضحية ... معنى التضحية في زمن الماديات
    محمد أبو عطية
  •  
    خطبة الجمعة ليوم عيد الأضحى
    عبدالوهاب محمد المعبأ
  •  
    صلاة العيد وبعض ما يتعلق بها من أحكام
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    وقفات مع عشر ذي الحجة (3)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    خطبة: أهمية اللعب والترفيه للشباب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    عيد الأضحى: فرحة الطاعة وبهجة القربى
    محمد أبو عطية
  •  
    كيف يعلمنا القرآن الكريم التعامل مع الضغط النفسي ...
    معز محمد حماد عيسى
  •  
    أحكام الأضحية (عشر مسائل في الأضاحي)
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    زيف الانشغال
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / علوم حديث
علامة باركود

الخمسون النبوية الشاملة (3/10)

الشيخ محمد بن عبدالله العوشن

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 3/11/2010 ميلادي - 27/11/1431 هجري

الزيارات: 14595

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الخمسون النبوية الشاملة

(3 / 10)

 

الحديث الحادي عشر

عن أبي موسى الأشعري- رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ والجلِيسِ السُّوءِ كحَامِلِ المِسْكِ ونافخِ الكِير، فَحَامِل الِمسْك إمّا أنْ يُحذيك، وإمّا أنْ تَبْتاعَ منه، وإمّا أنْ تجدَ ريحًا طيّبةً، ونافخ الكِير إمّا أنْ يُحرقَ ثيابك، وإمّا أنْ تجِدَ مِنْهُ رِيحًا خَبِيثةً" أخرجه البخاري، ومسلم[1].


راوي الحديث:

أبو موسى عبد الله بن قيس الأشعري، أحد فقهاء الصحابة وعلمائهم، أسلمَ في مكّة، واختُلف: هل هاجر إلى الحبشة، أمْ رجع إلى بلده اليمن؟ ثمّ قدم المدينة، وصادفتْ سفينته سفينة جعفر بن أبي طالب ومَنْ معه في رجوعهم من الحبشة بعد فتح خيبر، ولّاه النبي - صلى الله عليه وسلم - على بعض أجزاء اليمن. ثم ولّاه عمر على البصرة. وكتب له رسالته المشهورة في القضاء. اشتهر بحسن الصوت جدًّا، حتى قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أبا موسى لقد أُوتيت مزمارًا من مزامير آل داود"[2].

قال أبو عثمان النّهْدي (من التابعين): ما سمعتُ مزمارًا ولا طنبورًا ولا صنجًا أحسن من صوت أبي موسى الأشعري، إنْ كان ليُصلّي بنا فنَودُّ أنه قرأ البقرة، من حسن صوته[3]. دعا له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله: "اللهمَّ اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه، وأدخله يوم القيامة مُدخلًا كريمًا"[4].

توفي- رضي الله عنه - سنة 44، وقيل42. وقد جاوز عمره الستين.

 

معاني الكلمات:

1- المسك: من أنواع الطيب.

2- الكير: منفاخ الحدّاد.

3- يُحذيك: يعطيك.

 

الشــرح:

يضرب الرسول - صلى الله عليه وسلم - الأمثال لأصحابه ي- ولمن بعدهم- ليكون ذلك أبلغ في إيضاح المعنى، واستقراره في الذهن. والإنسان لابد له من جليس، فإن كان فطنًا حذرًا اتخذ جليسًا صالحًا، يُعينه إذا ذكر، ويذكّره إذا نسي، ويتفقّده إذا غاب، ويُحبّ له ما يُحبّ لنفسه.

 

وإن كان المرء غير فطن ولا كيّس اتخذ جليسًا يزيّن له طريق الغواية، ويبعده عن سبيل الهداية، فيندم يوم القيامة على صحبته، ولا ينفع حينها الندم. ﴿ يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ﴾ [الفرقان: 28]، هذه الصحبة السيئة التي كانت في الدنيا تنقلب إلى عداوة يوم الحشر.

 

﴿ الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا المُتَّقِينَ ﴾ [الزخرف: ٦٧]، "لقد كانوا في الحياة الدنيا يجتمعون على الشر، ويملي بعضهم لبعض في الضلال، فاليوم يتلاومون. واليوم يلقي بعضهم على بعض تبعة الضلال وعاقبة الشر، واليوم ينقلبون إلى خصوم يتلاحون، من حيث كانوا أخلاء يتناجون! "إلا المتقين" فهؤلاء مودتهم باقية، فقد كان اجتماعهم على الهدى، وتناصحهم على الخير، وعاقبتهم إلى النجاة[5]".

 

وقد عُني السلف رحمهم الله بتوجيه أبنائهم إلى اختيار الجليس الصالح، والتحذير من جليس السوء. قال طاووس بن كيْسَان لابنه: "صاحبْ العقلاء تُنسب إليهم وإن لم تكن منهم، ولا تصاحب الجهال فتُنسب إليهم وإن لم تكن منهم[6].

 

قال رجل للحسن البصري: كيف نصنع بمجالسة أقوام يحدّثوننا حتى تكاد قلوبنا أن تطير؟ قال: "إنك والله لأن تصحب أقوامًا يخوفونك حتى تدرك أمنًا، خير لك من أن تصحب أقوامًا يؤمنونك حتى تلحقك المخاوف"[7].

 

قال بعض السلف: لا تصادقنّ فاسقًا ولا تثق إليه، فإن من خان أول مُنْعِمٍ عليه، لا يفي لك[8]. ومن العجب أن تجد الكثير من الشباب لديه عناية كبيرة، وذوق رفيع في اختيار حاجاته الشخصية، لكنه لا يولي جانب اختيار الصديق العناية المطلوبة، فربما راعى بعض الجوانب في هذا الصديق، ويغفل أهم جانب ألا وهو صلاحه من عدمه. ومعظم الذين وقعوا في فتن الشبهات، كالأفكار المنحرفة، وفتن الشهوات كالتدخين والمخدرات والسرقة وغيرها من الفواحش كان جليس السوء هو السبب الأول في وقوعهم فيها.

 

وتأمل خاتمة أبي طالب وأثر جليس السوء فيها، "لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أميه بن المغير ة، فقال: "أي عمّ، قل لا إله إلا الله، كلمة أحاجّ لك بها عند الله" فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أميه: أترغبُ عن ملّة عبد المطلب؟ فلم يزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعرضها عليه، ويعيدانه بتلك المقالة، حتى قال أبو طالب آخر ما كلّمهم: على ملّة عبد المطلب، وأبى أن يقول: "لا إله إلا الله"[9].

 

ما يستفاد من الحديث:

1- حرصه - صلى الله عليه وسلم - على توجيه أمّته للخير، وضربِ الأمثال لهم.

2- أهميّة الجليس الصالح، والحثّ على مصاحبته.

3- الحذر من جليس السوء، والتحذير من مقاربته.

• • • •

 

الحديث الثاني عشر

عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "نِعْمَتانِ مَغْبُونٌ فِيهما كَثيرٌ مِنَ النّاسِ: الصِّحَّةُ والفَرَاغُ" أخرجه البخاري[10].


راوي الحديث:

عبد الله بن العبّاس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي. أبو العباس ابن عمّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وُلد قبل الهجرة بثلاث سنوات. ومات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وابن عباس قد قارب الاحتلام. وهو أحد السبعة المكثرين من الحديث. (مَنْ هم؟).

 

ومن كبار علماء الصحابة وفقهائهم. دعا له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله: "اللهم فقهه في الدين"[11]"اللهم علمه الحكمة" "الكتاب"[12].

 

وكان ذا همة عالية في طلب العلم، فرزق منه الكثير. مجلًا لمن سبقه في العلم: "ركب زيد بن ثابت فأخذ ابن عباس بركابه، فقال: لا تفعل يا ابن عمّ رسول الله، فقال: هكذا أُمرنا أن نفعل بعلمائنا، فقبّل زيد بن ثابت يده وقال: "هكذا أُمرنا أن نفعل بأهل بيت نبيّنا"[13].

 

أثنى عليه كبار الصحابة، قال ابن مسعود: "لو أدرك ابن عباس أسناننا ما عاشره منّا رَجل"[14]، وقال: "نِعْم ترجمان القرآن ابن عباس"[15].

 

وقال ابن عمر: "هو أعلم الناس بما أنزل الله على محمد"[16]. بل أثنى عليه أعلم الصحابة - بعد الصِّديق - عمر الفاروق فقال: "لقد علم علمًا ما علمناه"[17]. وكان يُدخله مع كبار الصحابة ويُدينه منه. وقد تفرّس الصحابة فيه النبوغ، فأخرج ابن سعد بسند صحيح[18]: "لما مات زيد بن ثابت قال أبو هريرة: مات اليوم حَبْرُ هذه الأمة، ولعلّ الله أن يجعل في ابن عباس خلفًا". وأثنى على علمه كبار التابعين ممّن اخذوا عنه، قال أبو وائل شقيق بن سلمة: "قرأ ابن عباس سورة النور ثم جعل يفسّرها، فقال رجل: لو سمعتْ هذا الدّيْلم لأسلمتْ"[19]. توفي سنة 68بالطائف.

 

معاني الكلمات:

1- مغبون: مغلوب.

 

الشــرح:

نِعَمُ الله على العبد كثيرة متعددة، وذكر منها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث نعمتان: الصحة، والفراغ، وأخبر أن كثيرًًا من الناس مغبون فيهما، أي: مغلوب خاسر، ومفهوم ذلك أن القليل من الناس من يكون رابحًا فيها: ﴿ وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾ [سبأ: ١٣].

 

"قال ابن بطّال: معنى الحديث أن المرء لا يكون فارغًا حتى يكون مكفيًّا صحيح البدن، فمن حصل له ذلك فليحرص على أن لا يُغبن بأن يترك شكر الله على ما أنعم به عليه، ومن شُكره امتثال أوامره واجتناب نواهيه، فمن فرّط في ذلك فهو المغبون.

 

وقال ابن الجوزي: قد يكون الإنسان صحيحًا ولا يكون متفرغًا؛ لشغله بالمعاش، وقد يكون مستغنيًا ولا يكون صحيحًا، فإذا اجتمعا فغلب عليه الكسل عن الطاعة فهو المغبون، وتمام ذلك أن الدنيا مزرعة الآخرة، وفيها التجارة التي يظهر ربحها في الآخرة، فمن استعمل فراغه وصحته في طاعة الله فهو المغبوط، ومن استعملها في معصية الله فهو المغبون؛ لأن الفراغ يعقبه الشغل، والصحة يعقبها السقم.."[20].

 

وقد أقسم الله جلّ وعلا بالفجر، والضحى، والعصر، والليل، وجعل وقتًا محددًا لعبادات معينة، لا تُقبل قبله، ولا بعده. وبيّن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهمية الوقت في عدة أحاديث، منها: "اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك"[21] ، وقال: "لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه فيما فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه"[22].

 

وقد أدرك السلف الصالح أهمية الوقت في حياتهم فعمروه بما يرضي الله فكانوا مغبوطين، لا مغبونين. ولهم في ذلك أقوال، وحكايات تطول، نسوق شيئًا يسيرًا منها: قال الحسن البصري: "ابن آدم إنما أنت أيام كلما ذهب يوم ذهب بعضك"[23].

 

اشترى أصحاب الشافعي له جاريه فأقبل على درسه وكتبه ولم يلتفت إليها، فلما أصبحت خرجتْ إلى النّخاس (بائع الجواري) فقالت: حبسوني مع مجنون، فبلغ الشافعي قولها فقال: المجنون من عرف قدر العلم ثم ضيّعه، أو توانى فيه حتى فاته(!)[24]. ومكث أبو عُبيد بن حربويه (ت319) قاضيًا في مصر ثماني عشرة سنة، فقيل له: رأى القاضي النِيل؟ فقال: سمعتُ خرير الماء(!) قال السبكي- لما ذكرها- فللّه درُّ قاضٍ أقام بمصر ثماني عشرة لم يُبصر النيل[25]!

 

وقرأ الحافظ ابن حجر معجم الطبراني الصغير في مجلس واحد بين صلاتي الظهر والعصر، ويشمل هذا المعجم على ألف وخمسمئة حديث بأسانيدها![26].

 

وشتّان بين من أنفق وقته في تحصيل طعامه وشرابه، ويستغرق جميع أوقاته، وبين من يستغرق أوقاته في طلب ما جاء عن الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، فأحدهما الْتحقَ بالدوابّ، والآخر بالملائكة[27].

 

"والغريب أن أغلى شيء عند الإنسان هو الوقت وهو أرخص شيء، قال الله: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ المَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ﴾ [المؤمنون: ٩٩-١٠٠]...ما يقول: لعلي أتمتع في المال أو أتمتع بالزوجة.. بل يقول: لعلي أعمل صالحًا. مضى عليّ الوقت وما استفدت منه، هو أغلى شيء، لكن هو أرخص شيء عندنا، الآن نمضي أوقاتًا كثيرة بغير فائدة، بل نمضي أوقاتًا كثيرة فيما يضرّ، ولست أتحدث عن رجل واحد، بل عن عموم المسلمين اليوم مع الأسف الشديد أنهم في سهو ولهو وغفلة، ليسوا جادّين في أمور دينهم.."[28].

 

ولله درُّ الوزير الصالح يحيى بن هبيرة رحمه الله (ت 560) القائل:

والوقتُ أنفسُ ما عُنيتَ بحفظه ♦♦♦ وأراه أسهل ما عليك يضيع [29]


ما يستفاد من الحديث:

1- إرشاده - صلى الله عليه وسلم - أمته لما ينفعهم.

2- تشبيه الصحة والفراغ برأس المال.

3- أن كثيرا من الناس لا يحسنون الاستفادة من صحتهم وفراغهم.

4- الحثّ على أن يكون الإنسان من المغبوطين في صحتهم وفراغهم، لا من المغبونين.

• • • •

 

الحديث الثالث عشر

عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: لَمْ يَكُنْ النّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا. وكَانَ يَقُولُ: "إنَّ مِنْ خِيَارِكُم أحْسَنِكُم أخْلَاقًا" متفقٌ عليه[30].


راوي الحديث:

عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل القرشي السهمي. أسلمَ في السنة السابعة قبل أبيه. قيل: لم يكن بينه وبين أبيه إلا إحدى عشرة سنة. وهو من المكثرين من رواية الحديث، شهد له أبو هريرة - رضي الله عنه - بذلك فقال: ما مِنْ أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أحدٌ أكثر حديثًا عنه مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو، فإنه كان يكتب ولا أكتب[31]، وشهدت له عائشة - رضي الله عنها - بكثرة علمه، فقد أخرج مسلم في صحيحه عن عروة بن الزبير قال: قالت لي عائشة: يا ابن أختي بلغني أن عبد الله بن عمرو مارٌّ بنا إلى الحجّ، فالْقه فسائله فإنه قد حمل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - علمًا كثيرًا"[32].

 

اشتهر- رضي الله عنه -بالاجتهاد في العبادة جدًا، فكان يصوم النهار، ويقوم الليل، فأرشده الرسول - صلى الله عليه وسلم - بقوله: "فصمْ وأفطر، وقُمْ ونَمْ، فإن لعينيك عليك حظًا، وإنّ لنفسك وأهلك عليك حظًا"[33] توفي- رضي الله عنه -سنة (65) وعمره اثنان وسبعون عامًا.

 

معاني الكلمات:

1- فاحشًا: الفحش كل ما خرج عن مقداره، ويكون في القول والفعل والصفة.

2- متفحشًا: صيغة مبالغة، وهو الذي يتعمد ذلك ويكثر منه.

 

الشــرح:

في هذا الحديث يخبرنا عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - عن بعض خُلقه - صلى الله عليه وسلم -: "لم يكن فاحشًا، ولا متفحشًا" فليس الفحش من خُلقه طبعًا ولا كسبًا. وكيف يكون من خُلُقه وقد كان خلقه - صلى الله عليه وسلم - القرآن؟[34] كما وصفه ربه جلّ وعلا: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم: ٤]، بل أخبر خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنسُ بن مالك بمدى سموّ هذا الخلق بقوله: "خدمتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين فما قال لي: أُفِّ، ولا: لمَ صنعت؟ ولا: أَلا صنعت؟"[35].

 

وحثّ - صلى الله عليه وسلم - أمته على التحلّي بحسن الخلق في أحاديث كثيرة وبيّن منزلته يوم القيامة، فمن ذلك: "ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خُلق حسن، فإن الله تعالى يبغض الفاحش البذيء"[36]، وقال: "إن من أحبكم إليّ أحسنكم أخلاقًا"[37]، فمن أراد أن يكون محبوبًا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فليكن حسن الخُلُق. "وحسن الخلق: اختيار الفضائل، وترك الرذائل"[38]، ومفهوم الحديث أن من ساء خُلُقه فهو ليس من خيار المسلمين.

 

قال ابن عمر - رضي الله عنهما -: حُسْنُ الخُلُق شيء هيّن، وجْهٌ طليق، وكلام ليّن. ولذا عُني السلف رحمهم الله بهذا الجانب، قال الحسن البصري: "إنْ كان الرجل ليخرج في أدب نفسه السنتين ثم السنتين"[39]، وقال مخلد بن الحسين: "نحن إلى كثير من الأدب أحوج منّا إلى كثير من الحديث"[40].

وقال ابن المبارك: "كاد الأدب أن يكون ثلثي الدين"[41].

لكن حسن الخُلق لا يغني عن القيام بالواجبات وترك المنهيات، بل مكمل لها ومزيّن لصاحبها.

 

ما يستفاد من الحديث:

1- كمال خُلقه - صلى الله عليه وسلم -.

2- الحثّ على التأسي برسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [الأحزاب:٢١].

3- حرص الإسلام على أنْ يتحلى أتباعه بالخُلق الحسن.

4- أنّ خير المسلمين أحسنهم خلقًا.

5- أنّ من كان سيء الخلُق لم يكن من خيار المسلمين.

• • • •

 

الحديث الرابع عشر

عن أبي هريرة - رضي الله عنه -عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "سَبْعَةٌ يُظِلُّهم الله في ظلّه يَوْمَ لا ظلّ إلّا ظلّه: إمَامٌ عَادِلٌ، وشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادةِ الله، ورجُلٌ قَلْبُه مُعَلّقٌ في المسَاجِدِ، ورَجُلانِ تحَابَّا في الله، اجْتمعَا عليه وتَفَرَّقَا عَلَيْه، ورجلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وجمَالٍ فقال: إنّي أخافُ الله، ورجلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فأخْفَاهَا حَتّى لا تَعْلمَ شِمالُه ما تُنْفِقُ يَمِينُه، ورجلٌ ذَكَرَ الله خَالِيًا ففَاضَتْ عَيْنَاه"، أخرجه البخاري ومسلم[42].


راوي الحديث:

حافظُ الأمّة عبد الرحمن بن صخر الدوسي. يكنى بأبي هريرة لأنه- قبل قدومه المدينة- كانت له هرّة صغيرة، فكنّوه بأبي هريرة[43]، وهو أكثر الصحابة رواية للحديث على الإطلاق، قدم المدينة مسْلمًا عام خيبر سنة 7 للهجرة، ولازم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ملازمة تامة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من يبسط رداءه حتى أقضي مقالتي ثم يقبضه فلن ينسى شيئًا سمعه مني" فبسطتُ بُرْدَةً كانت عليَّ، فو الذي بعثه بالحقّ ما نسيتُ شيئًا سمعته منه. متفقٌ عليه.

 

وجاء رجل إلى زيد بن ثابت يسأله فقال له زيد: عليك بأبي هريرة، فإني بينما أنا وأبو هريرة وفلان في المسجد ندعو الله ونذكره إذ خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى جلس إلينا فقال: "عودوا للذي كنتم فيه" قال زيد: فدعوتُ أنا وصاحبي فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يؤمّن على دعائنا، ودعا أبو هريرة فقال: إني أسألك ما سألك صاحباي، وأسألك علمًا لا ينسى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "آمين" فقلنا: يا رسول الله ونحن نسألك علمًا لا ينسى، فقال: "سبقكم بها الغلام الدوسي"[44].

 

وشهد له الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالحرص على طلب العلم,: "يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ فقال: "لقد ظننتُ يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحدٌ أول منك، لما رأيتُ من حرصك على الحديث" أخرجه البخاري. توفي- رضي الله عنه - سنة 57.

 

معاني الكلمات:

1- سبعة: أي سبعة أصناف.

2- ظله: قيل: ظلّ عرشه، كما في بعض روايات الحديث، وقيل: غير ذلك.

3- إمام: صاحب الولاية العظمى، ويلتحق به كل من ولي شيئًا من أمور المسلمين فعدل فيه.

4- معلق في المساجد: محب للصلاة، منتظر لها.

5- فاضت عيناه: بكى.

 

الشـرح:

يُخبر - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث عن سبعة أصناف من الناس لهم مكانة ومنزلة يوم القيامة مرتفعة، وذلك حين: "تُدنى الشمس يوم القيامة من الخلق، حتى تكون منهم كمقدار ميل.. فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق، فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حَقْويه، ومنهم من يُلجمه العرق إلجامًا" وأشار رسول - صلى الله عليه وسلم - بيده إلى فيه[45]. "فيظلهم الله في ظله، يوم لا ظلّ إلا ظله، جعلنا الله منهم، فأولهم: "إمام عادل" وبدأ به لأن نفعه يتعدّى للآخرين. "وأهم عدل في الإمام أن يحكم بين الناس بشريعة الله.. وأما من حكم بالقوانين الوضعية.. فهو من أشد الولاة جورًا.. وأبعد الناس من أن يظله الله في ظله.."[46].

 

"وشابّ نشأ في طاعة الله" أي: واستمر على ذلك خصّ الشاب لأنه مظنة غلبة الشهوة، وما أحسن حال هذا الشاب في الدنيا والآخرة، وخاصة مع تكاثر الشهوات والشبهات، كما في عصرنا هذا.

 

"ورجلٌ قلبُه.." وهذا صنف ثالث "شبهه بالشيء المعلق في المسجد كالقناديل مثلًا، إشارة إلى طول الملازمة بقلبه، وإن كان جسمه خارجًا عنه.."[47]. "وهذا يدل على قوة صلته بالله عز وجل، لأن الصلاة صلة بين العبد وبين ربه، فإذا أحبها الإنسان وألفاها فهذا يدل على أنه يحب الصلة التي بينه وبين الله.."[48].

وانظر إلى مثالٍ لرجلٍ تعلّق قلبُه بالمساجد. قال عديُّ بن حاتِمٍ رضي الله عنه: "ما أقيمت الصّلاة منذ أسلمتُ إلّا وأنا على وضوء"[49] وقال: "ما دخل وقت صلاة قط إلا وأنا أشتاق إليها"[50] .

"ورجلان تحابّا في الله..": أي: لم يربط بينهما شيء غير التحابّ في الله، كل منهما رأى من صاحبه من الاستقامة ما جعله يحبّه في الله، جمعهما هذا الحبّ المشروع واستمر عليه حتى الموت. و"عُدّتْ هذه الخصلة واحدة مع أن متعاطيها اثنان لأنّ المحبّة لا تتمّ إلاّ باثنين.."[51]، والمحبة في الله فضلها عظيم، وثوابها جزيل، وفي الحديث القدسي: "أين المتحابُّون بجلالي؟ اليوم أُظلّهم في ظلي، يوم لا ظلّ إلا ظلي"[52]، وهي من الأمور التي يجد المرء بها حلاوة الإيمان: "ثلاث من كنّ فيه وجد بهن حلاوة الإيمان..وأن يُحبًّ المرء لا يحبه إلا لله.."[53].

"ورجل دعته امرأة..": أي: إلى الفاحشة، وقد وُصفت هذه المرأة "بأكمل الأوصاف....وهو المنصب الذي يستلزمه الجاه والمال مع الجمال، وقلّ من يجتمع ذلك فيها من النساء"[54].

وبيّن المانع له من ارتكاب الفاحشة وهو: "إني أخاف الله" فلم يجعل خوفه من شيء آخر، لا من الفضيحة، ولا من إقامة حدّ، ولا إصابة بمرض، ولا ضعف شهوة، ولا غيرها، ولكن خوفه من الله جلّ وعلا.

"ورجل تصدق..فأخفاها.." فمن شدة إخفائه لتصدقه كأن شماله لا تعلم ما تنفق يمينه. "وهذا ما لم يكن إظهار الصدقة فيه مصلحة وخير، فإذا كان في إظهار الصدقة مصلحة وخير كان إظهارها أولى، لكن إذا لم يكن فيه مصلحة فالإسرار أولى"[55] .

 

والسابع: "رجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه" أي بالدموع، وقيّده بقوله: "خاليًا" فلا يطّلع عليه أحد. والخصال الثلاث الأخيرة تشترك في أنها في السرّ، بين العبد وربّه. وهذه الأصناف السبعة ليست على سبيل الحصر، بل هناك غيرهم، فمنهم: "من أنظر معسرًا أو وضع عنه أظله الله في ظله"[56].

 

تنبيه:

"ذِكْرُ الرجال في هذا الحديث لا مفهوم له، بل يشترك النساء معهم فيما ذُكر، إلا إذا كان المراد بالإمام العادل الإمامة العظمى، وإلا فيمكن دخول المرأة حيث تكون ذات عيال فتعدل فيهم، وتخرج خصلة ملازمة المسجد لأن صلاة المرأة في بيتها أفضل...وما عدا ذلك فالمشاركة حاصلة لهنّ، حتى الرجل الذي دعته المرأة فإنه يُتصوًّر في امرأة دعاها ملك جميل مثلًا فامتنعت خوفًا من الله تعالى مع حاجتها.."[57].

 

ما يستفاد من الحديث:

1- الحثّ على العدل، وفضيلة الإمام العادل.

2- فضل الشابّ- أو الفتاة- الذي ينشأ في طاعة الله.

3- فضل من أحبّ المساجد للعبادة، ولازم الجماعة.

4- فضل التحابّ في الله.

5- فضل العِفّة، واجتناب الفاحشة خوفًا من الله.

6- فضل صدقة السرّ، والمبالغة في إخفائها.

7- فضل البكاء عند ذكر الله خاليًا. ويشمل أيضًا الصلاة، وقراءة القرآن ونحوهما.

• • • •

 

الحديث الخامس عشر

عن أبي ذرٍّ- رضي الله عنه - أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا يَرْمِي رَجُلٌ رَجَلًا بالفُسُوقِ، ولَا يَرْمِيهِ بالكُفْرِ إلّا ارْتَدَّتْ عَليْه إنْ لمَْ يَكُنْ صَاحِبُه كَذَلِك" أخرجه البخاري[58].


راوي الحديث:

جُندب بن جُنادة الغفاري اشتهر بكنيته. من السابقين الأولين إلى الإسلام، وقصة إسلامه أخرجها البخاري ومسلم[59]، ثم رجع إلى بلاد قومه فأقام بها بأمر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما هاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة لحق به، وقد مضت بدر وأُحد. كان من علماء الصحابة.

 

أثنى عليه علي- رضي الله عنه -بقوله: "أبو ذر وعاء مُلئ علمًا ثم أُوكي عليه"[60] ، اشتهر بالزهد، والصدع بما يراه الحق، وله قصص في ذلك. خرج في آخر حياته إلى الرَّبذة فأقام بها حتى مات عام 32 ت.

 

معاني الكلمات:

1- لا يرمي: لا يتّهم، لا يصف.

2- ارتدّت: رجعت.

 

الشـرح:

في هذا الحديث تحذير شديد، ووعيد لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، من رمى الآخرين بالفسق، وأعظم منه الكفر، لأن الموصوف بذلك إن لم يكن محقًّا لهذه التهمة فإنها ترجع على قائلها. ومثله اتهامهم بالعلمنة، والفجور، والانحلال من الدين، أو البدعة، وغيرها من الأوصاف، دون إقامة حجة بيّنة، أو دليل واضح، بل لمجرد اختلاف في الرأي,أو كلام نُسب إليه,لا يُعلم صحته عنه، ولا مراده منه. وأعظم ذلك وأخطره، وأشدّه جُرمًا: رمي العلماء والدعاة بالتبديع والمداهنة، بل والتكفير أخيرًا.

 

وإذا كان هذا الوعيد فيمن رمى رجلًا واحدًا بذلك فكيف بمن رمى اثنين؟ فكيف بمن رمى ثلاثة؟ فكيف بمن رمى جماعات كثيرة بذلك؟ نسأل الله السلامة.

وينبغي أن يُعلم أن الإنسان أن يخطئ في العفو خير من أن يُخطئ في العقوبة، فإخراجُ رجلٍ مسلم من الإسلام بغير بيّنة قاطعة أعظم جرمًا من إدخال كافر في دائرة الإسلام.

لكن ذلك لا يعني عدم تكفير من استحق هذا الوصف إذا تحققت فيه أسباب الكفر بثبوت الشروط وانتفاء الموانع. كما أنه لا يعني التوقف في تكفير اليهود والنصارى وسائر المشركين؛ لأنّ الله جل وعلا قد حكم فيهم: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآَخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: ٨٥]. وبيّن ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله: "والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أُرسلت به إلا كان من أصحاب النار" أخرجه مسلم.

 

وإنك لتعجب من بعض من انشغل بتصنيف الناس، وترك طلب العلم النافع. وربما اغترّ به بعض الناشئة، فرأوا في إسراعه إلى التكفير والتفسيق والتبديع علمًا وصدعًا بالحق!! فالحذر الحذر من مثل هذا الصنف.

 

وأسوق هنا جُملًا للإمام ابن تيمية تتعلق بهذا الموضوع المهمّ:

1- "التكفير يختلف بحسب اختلاف حال الشخص، فليس كل مخطئ ولا مبتدع ولا جاهل ولا ضالّ يكون كافرًا، بل ولا فاسقًا، بل ولا عاصيًا". [الفتاوى12 / 180].

 

2- "ليس لأحد أن يكفِّر أحدًا من المسلمين وإن أخطأ وغلط حتى تقام عليه الحجة، وتبين له المحجة، ومن ثبت إسلامه بيقين لم يزل عنه بالشك، بل ولا يزول إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة".(12 / 466).

 

3- "بعض السلف أخطأ في بعض المسائل ولم يُكفَّر".(12 / 492).

 

4- "القول قد يكون كُفرًا.. لكن الشخص المعيّن الذي قاله لا يكفر حتى تقوم عليه الحجة.." (23 / 345).

 

5- "[الإمام أحمد] كان يكفر الجهمية المنكرين لأسماء الله وصفاته.. وتكفير الجهمية مشهور عن السلف والأئمة. لكن ما كان يكفّر أعيانهم... ومع هذا فالذين كانوا من ولاة الأمور يقولون بقول الجهمية.. ويَدْعون الناس إلى ذلك، ويمتحنونهم ويعاقبونهم إذا لم يجيبوهم، ويكفِّرون من لم يُجبهم..ومع هذا فالإمام أحمد رحمه الله تعالى ترحّم عليهم، واستغفر لهم، لعلمه بأنهم لم يبين لهم أنهم مكذِّبون للرسول، ولا جاحدون لما جاء به، لكن تأولوا فأخطأوا، وقلّدوا من قال لهم ذلك" (23 / 348 – 349).

 

6- "..فقد يُقتل [الداعية إلى البدع] لكفِّ ضرره عن الناس، كما يُقتل المحارب، وإن لم يكن في نفس الأمر كافرًا، فليس كل من أُمر بقتله يكون قتله لردّته" (23 / 349 – 350).

 

7- "قد يكفِّر الرجل أخاه بالتأويل، ولا يكون واحد منهما كافرًا" (منهاج السنة، 4 / 333).

 

ما يستفاد من الحديث:

1- التحذير من رمي الآخرين بالفسق أو الكفر، ما لم يكونوا مستحقين لذلك.

2- أن من رمى غيره بالفسق أو الكفر أو غيرهما فهي مردودة عليه، ما لم يكن صاحبه كذلك.

3- يفهم منه أن من ثبت كفره أو فسقه جاز وصفه بذلك، لكن لا يملك إطلاق الوصف إلا أهل العلم.

 

كما حرّم الإسلام الاقتتال بين المسلمين، فكذا حرّم تراميهم بالتهم والأوصاف بغير بيّنة.

 


[1] قال ابن حجر: أخرجه أبو داود بسند جيد (الإصابة 4 / 65).

[2] أخرجه البخاري (5048) ومسلم (793).

[3] سير أعلام النبلاء (2 / 392).

[4] أخرجه البخاري (4323) ومسلم (2498).

[5] في ظلال القرآن (5 / 3201).

[6] البداية والنهاية (9 / 236).

[7] الزهد لابن المبارك ص(102).

[8] بدائع الفوائد (3 / 235).

[9] أخرجه البخاري (4772) ومسلم (24).

[10] برقم (6412) كتاب الرقاق وهو أول حديث فيه.

[11] أخرجه البخاري (142) ومسلم (2477).

[12] أخرجه البخاري (75) و(3756) ولفظة: "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل" قال ابن حجر: "اشتهرت على الألسنة حتى نسبها بعضهم للصحيحين ولم يُصب والحديث عند أحمد بهذا اللفظ" (الفتح 7 / 100).

[13] الإصابة (2 / 324) وصححها في (1 / 543).

[14] صححه الحافظ في الفتح والإصابة، وعزاه إلى يعقوب بن سفيان في تاريخه. ومعنى: عاشره: أي ما جاء أحد عُشْرة. قال ابن كثير - لما ذكرها في تاريخه -: وقد تأخرت وفاة ابن عباس عن ابن مسعود بضعًا وثلاثين سنة فما ظنك بما حصّله في هذه المدة؟" (6 / 156).

[15] أخرجه ابن سعد (2 / 366) وصححه ابن تيمية الفتاوى (13 / 365) وحسّنه ابن حجر الإصابة (2 / 324).

[16] حسّنه الحافظ في الفتح (7 / 100).

[17] و





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الخمسون النبوية الشاملة (2 / 10)
  • الخمسون النبوية الشاملة (4 / 10)
  • الخمسون النبوية الشاملة (5/10)
  • الخمسون النبوية الشاملة (6 /10)
  • الخمسون النبوية الشاملة (7 /10)
  • الخمسون النبوية الشاملة (8 /10)
  • الخمسون النبوية الشاملة (9 /10)
  • الخمسون النبوية الشاملة (10/10)

مختارات من الشبكة

  • الخمسون النبوية الشاملة(كتاب - آفاق الشريعة)
  • المغرب: مؤتمر يدعو لإنجاز السيرة النبوية الشاملة(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • أثر استخدام المكتبة الشاملة في خدمة السنة النبوية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • السيرة النبوية الكاملة الشاملة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الأحاديث الخمسون المختارة فيما يتعلق بشهر رمضان وصيامه وقيامه (PDF)(كتاب - ملفات خاصة)
  • الفوائد الخمسون فيما يحتاجه الحجاج والمعتمرون(مقالة - ملفات خاصة)
  • الفوائد الخمسون فيما يحتاجه الحجاج والمعتمرون(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الخمسون الغراء في الأحاديث المتعلقة بفقه النساء (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة جزء من كتاب التاريخ (الجزء الخمسون) (نسخة ثانية)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • الأربعون النووية .. الحديث الخمسون - بلغة الإشارة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/12/1446هـ - الساعة: 15:27
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب