• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / علوم قرآن
علامة باركود

مقاصد السالكين في منازل الحمد لله رب العالمين

همام محمد الجرف

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/5/2010 ميلادي - 27/5/1431 هجري

الزيارات: 52241

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مقامات

﴿ هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [غافر: 65]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله على نعمه

هو الله المتفرِّد بالثناء والحمد، المستحقُّ للعظمة والمجد، خلقَنا في هذه الحياة لنكون له عبدًا، وكلُّنا لهُ عبد، جلَّت قُدْرته، وكَمُلَت صفاته، وتقدَّست أسماؤه، وحقَّ علينا ولاؤه، ففاتحة الكتاب استهلتْ بالحمد، وهي القصد الأسمى لكل قصد.

 

قال الله - تعالى -: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2].

 

فله المرجع والمآل، والثناء في كل الأحوال، نَعْمَاؤُهُ لا تُعَدُّ ولا تحصى، فهي أجلُّ وأعظم من أن تعد أو أن تُحْصَى.

 

قال الله - تعالى -: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل: 18].

 

والحمد لله على أجل النعم وأعظمها، وأشرفها وأعزها، فبها ينال المرء الدرجات العلى، وبها ساد الأنبياء مجدًا وعُلا.

 

إنها نِعْمَةُ الإيمان بالله الواحد الديَّان، نِعْمَةٌ أهلَّت أنوارها على كل النعم، وأشرقت بها الظلم، وأضاءت دروب العرب والعجم.

 

فلقد منَّ اللهُ على ابن آدم بفطرة الإيمان، فهي نعمة زيَّنت العقل ودونها الخيبة والخسران.

 

فعن الأسود بن سريع - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((كل مولود يولد على الفطرة، حتى يعرب عنه لسانه، فأبواه يهوِّدانه، أو ينصِّرانه، أو يمجِّسانه))[1].

 

ولولاها لكان المرء في دركات الجاهلية، ولفَقَدَ هناءة العيش الدنيوية والأخروية، ولماج في ظلمات المَعْصِيَة، و هلكات الخطيئة المُصْلِيَة.

 

قال الله - تعالى -: ﴿ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا ﴾ [الكهف: 17].

 

فإن كنت في ضيق من العيش فتذكَّر هذه النعمة، وأنَّ الله قد أراد بحالِك الحكمة، فلعلَّ الله يُكفِّر عنك من الذنب ما أنت عنه غافل، أو يجعل لك من الخير الكثير وعلى ذلك دلائل، وإن كنت في بلاءٍ أو همّ، فكن على يقين ولا تغتم، فالله مع الصابرين، وكيف إن كُنَّا من الشاكرين؟!

 

قال الله - تعالى -: ﴿ قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴾ [الأنعام: 63].

 

فيا رب نجِّنا من الظُّلَم، واجعلنا من أولي الهمم، و أنر دروبنا بالقرآن، وهدي نبيك العدنان، وأكرمنا بالتوبة والغفران، وبطاعتك أكرمنا، وعلى ذكرك وشكرك أعنا.

 

بيت الحمد

لقد زيَّن الله حياةَ بني آدم بالذريَّة، فهي استمرارية للحياة الدنيوية، فهذا وجه أمٍّ حملتْ بيديها رضيعها، بعدما عانتْ من آلام حملها ووضعها، والدمعة في عينيها مغرورقة، من السعادة الفائقة، إنها فلذة الأكباد، وإنها لهدية من رب العباد، فكم يسعد الأهلُ بمولودهم! فاليوم يوم سعدهم، فهي هبة انتُظِر استلامها، لشهور السنة وأسابيعها وأيامها، ولا تهنأ الأسرة إلا بحسن الخلق، ولا تخش أبدًا فمعه يأتي الرزق.

 

قال الله - تعالى -: ﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ﴾ [الكهف: 46].

 

فلو كنت ممن امتحنهم الله بانقطاع الذريَّة، فلا تعجز ولتكن حَسَنَ النية سليم الطوية، فاحمد الله على كل حال، يقينًا فإليه المرجع والمآل، ولا تعجز فنبي الله خير مثال، وبذلك يضرب الله لنا الأمثال.

 

قال الله - تعالى -: ﴿ وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ ﴾ [الأنبياء: 89].

 

ولله في هذه الدنيا مقادير، فلا نعلم ما يريد بها وهو اللطيف الخبير، فبعد ما فرح الأهلُ بهذا المولود، وملأ عليهم البيتَ رياحين وورود، وبدأ يكبر، والسعادة معه تكبر، فيأتي أمر الله لملائكته بقبض روحه، ولكن البشرى لمن صبر، والحمد لله على ما أمَر.

 

قال الله - تعالى -: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10].

 

وعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا مات ولد العبد، قال الله - تعالى - لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله - تعالى -: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة وسموه بيت الحمد))[2].

 

فلك السعادة فأنت من الفائزين؛ فقد نَزَلْت في بيت من بيوت حمد الله رب العالمين.

 

الحمد لله من غراس الجنة

إن كانت لك الدنيا "دار"، فنحن فيها زوار، فبادر ببناء دار القرار، ففيها السعادة والاستقرار، فدار الآخرة كل عامل أجره يُجْزَى، والصالح واللهِ لن يخزى، والخائب من غرَّته الدنيا وأمانيها، فأضاع الآخرة وما فيها، فاحمد الله وأكثر الحمد، فأهلٌ هو أن يحمد، وأهل هو أن يُعبد.

 

فعن جابر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من قال: سبحان الله العظيم وبحمده، غُرست له بها نخلة في الجنة))[3].

 

فلتبدأ نهارك بالعمل، فبالله أحسن الرجاء والأمل، ولكن أحسن النية والعمل، وكن حسن السرائر والطوية، واجعل لسانك رطبًا بذكر رب البرية، وأكثِر الغرس في الجنَّة، واستزد فيا لها من منَّة.

 

قال الله - تعالى -: ﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ﴾ [القصص: 77].

 

وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لقيتُ إبراهيمَ ليلة أُسري بي، فقال: يا محمد، أقرئ أمَّتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبةُ الماء، وأنها قيعان، وأن غراسها: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر))[4].

 

فيا رب ارزقنا الحمد، والهناء بهذا القصد، وبارك لنا في غرسنا، وتتم بالصالحات مقاصدنا، واجعل اللهمَّ الجنة موعدنا.

 

غفران الذنوب بالحمد

الحمد لله ذي المنن، وله الشكر والثناء الحسن، رزقنا بلا حول منَّا ولا قوة، فتعالى الله صاحب الكرم والقوة.

 

لقد أجزل الله على عباده العطاء، فهو رازقهم وكافيهم بلا استثناء، والفائز في هذه الدنيا من أحسن له الثناء.

 

فقد رزقنا أسباب السعادة في هذه الحياة، فيا رب أدمْ علينا نعمك بالمغفرة والنجاة.

 

فعن معاذ بن أنس عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من أكل طعامًا ثم قال: الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غُفر له ما تقدَّم من ذنبه، ومن لبس ثوبًا فقال: الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر))[5].

 

فمنك الرزق ومنا الحمد، فأنت عنا غني ولك المجد، فمالنا إلاَّك فاغفر لنا وتب علينا، وكن لنا ولا تكن علينا.

 

فعن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر بشجرة يابسة الورق، فضربها بعصاه فتناثر الورق، فقال: ((إن الحمد لله وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، لَتساقطُ من ذنوب العبد كما تساقط ورق هذه الشجرة))[6].

 

فهذه الدنيا وأحوالها، فالحمد من أجلِّ أعمالها، وما دامت النعم إلا فضلاً من الله، فيا مؤمن، أدمِ الحمد وصلِّ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا تضع باللهو دنياك، وأطب مأكلك وممشاك، حتى تفلح في مسعاك، و تتبوأ من الجنة منزلاً، واحمد الله قائلاً وعاملاً.

 

وعن عبدالله بن محصن عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافًى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حِيزتْ له الدنيا بحذافيرها))[7].

 

فلا تنم إلا حامدًا لله، وقف بالخضوع وناد: يا الله، فليس لنا كافل أو رازق أو راحم إلاَّه.

 

فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من قال إذا أوى إلى فراشه: الحمد لله الذي كفاني وآواني، والحمد لله الذي أطعمني وسقاني، والحمد لله الذي منَّ علي فأفضل، فقد حمد الله بجميع محامد الخلق كلهم))[8].

 

فالحمد لك يا إلهي ما حمدك الحامدون، وذكرك الذاكرون، وشكرك الشاكرون، حتى ترضى، وننال منك الرضا.

 

فعن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عند جويرية - وكان اسمها برة، فحوَّل اسمها - فخرج وهي في مصلاها ورجع وهي في مصلاها، فقال: ((لم تزالي في مصلاكِ هذا؟))، قالت: نعم، قال: ((قد قلتُ بعدك أربع كلمات ثلاث مرات، لو وزنتْ بما قلتِ لوزنتهن: سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته))[9].

 

الله يباهي بأهل الحمد

جعلنا الله من أهل الحمد، ممن اجتمعوا على ذكره والحمد، ممن أنعم الله عليهم فحمدوه، ولما رفع عنهم الضر ما نسوه.

 

قال الله - تعالى -: ﴿ قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴾ [الأنعام: 63].

 

ورب لا تجعلنا ممن يجحدون، وإذا رُفِعَ ما بهم من ضرٍّ لا يشكرون.

 

قال الله - تعالى -: ﴿ وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ ﴾ [فصلت: 51].

 

واجعلنا ربي ممن تباهي بهم ملائكتَك، فالحمد لك، والشكر لك، لبيك لا شريك لك.

 

فعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال معاوية - رضي الله عنه -: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج على حلقة - يعني من أصحابه - فقال: ((ما أجلسكم؟))، قالوا: جلسنا ندعو الله ونحمده على ما هدانا لدينه ومنَّ علينا بك، قال: ((آلله ما أجلسكم إلا ذلك؟))، قالوا: آلله ما أجلسنا إلا ذلك، قال: ((أما أني لم أستحلفكم تهمةً لكم؛ وإنما أتاني جبريل - عليه السلام - فأخبرني أن الله - عز وجل - يباهى بكم الملائكة))[10].

 

ولك يا إلهي الحمد الكثير، فأنت بالإجابة جدير، وعلى كل شيء قدير، فمنا الدعاء ومنك الإجابة، وإليك يا رب التوبة والإنابة.

 

فعن رفاعة بن رافع الزرقي قال: كنا يومًا نصلي وراء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما رفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسَه من الركوع، قال: ((سمع الله لمن حمده))، قال رجل وراء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اللهم ربنا ولك الحمد، حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، فلما انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من المتكلم بها آنفًا؟))، فقال الرجل: أنا يا رسول الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لقد رأيتُ بضعةً وثلاثين ملكًا يبتدرونها أيهم يكتبها أول))[11].

 

فاجعلنا يا رب ممن تبتدر الملائكة لتكتب لهم الأجر، ولك الحمد على كل أمر، وأنت على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير.

 

وكما قال الشاعر:

فَلَوْ أَنَّ لِي فِي كُلِّ مَنْبَتِ شَعْرَةٍ
لِسَانًا، لَمَا اسْتَوْفَيْتُ وَاجِبَ حَمْدِهِ

 

الحمد لله تملأ الميزان

نحمدك اللَّهم حمدًا يملأ الميزان، طمعًا برحمتك والغفران، وشربة ماء من يد نبيك العدنان - صلى الله عليه وسلم - ومنزلاً في الجنان.

 

فعن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن - أو تملأ - ما بين السموات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو، فبائعٌ نفسَه فمعتقها أو موبقها))[12].

 

فيا رب ثقِّل موازيننا بحمدك، ويسِّر لنا ما يرضيك، وأبعدْ عنا ما لا يرضيك، فمرجعنا إليك، وأمرنا بيديك.

 

عن ابن عباس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قال: ((سمع الله لمن حمده))، قال: ((اللهم ربنا لك الحمد، ملء السموات وملء الأرض، وملء ما شئتَ من شيء بعد))[13].

 

فالحمد لله رب العالمين، ويا رب اجعلنا من السالكين، وأنلنا رضاك والجنة، وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرَّب إليها من قول أو عمل.

 

قال الله - تعالى -: ﴿ وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [القصص: 70].

 

وعن صهيب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابتْه سراءُ شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرًا له))[14].

 

فالحمد لله على هذه البشارة، ويا رب لك الحمد في الأولى والآخرة، وألهمنا يا رب الصبر على المحن، وأدمْ علينا النعم والمنن، فنحن ضعفاء وأنت القوي، ونحن الفقراء وأنت الغني، فمن كان منَّا مريضًا فعافه، ومن كان مقصِّرًا فبهداك اهده، ومن كان منَّا فقيرًا فبفضلك أغنه، ومن كان به ضرٌّ فأزل الضرَّ وما به، واجعل من عاقبة أمرنا رشدًا، فما خاب من مدَّ لرب العرش يدًا.

 

قال الله - تعالى -: ﴿ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ﴾ [الأعراف: 43].

 

والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين، محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.



[1] أخرجه السيوطي (4559) وصححه الألباني في "صحيح الجامع".

[2] أخرجه السيوطي، انظر حديث رقم: 795 في "صحيح الجامع"، وقال الألباني: حديث حسن.

[3] أخرجه السيوطي، حديث (6429)، وصححه الألباني في "صحيح الجامع".

[4] أخرجه السيوطي، حديث (5152)، وحسنه الألباني في "صحيح الجامع".

[5] أخرجه السيوطي، حديث ( 6086) وحسنه الألباني في "صحيح الجامع".

[6] رواه الترمذي (3533) كتاب الدعوات، باب منه في جامع الترمذي، وقال: هذا حديث غريب، وحسنه الألباني.

[7] أخرجه السيوطي، حديث (6042) وحسنه الألباني في "صحيح الجامع".

[8] حديث رقم (609) كتاب النوافل، باب الترغيب في كلمات يقولهن حين يأوي إلى فراشه، وما جاء فيمن نام ولم يذكر الله تعالى، "صحيح الترغيب والترهيب"، وقال الألباني: حديث حسن.

[9] رواه أبو داود، حديث رقم (1503) كتاب الصلاة، باب التسبيح بالحصى، وصححه الألباني.

[10] رواه النسائي (5426) كتاب آداب القضاة، باب كيف يستحلف الحاكم، وصححه الألباني.

[11] رواه أبو داود، حديث (770) كتاب الصلاة، باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء، وصححه الألباني.

[12] رواه مسلم (354) في صحيحه، كتاب الطهارة، باب الوضوء.

[13] رواه النسائي (1066) كتاب التطبيق، باب ما يقول في قيامه، وصححه الألباني.

[14] أخرجه السيوطي، حديث رقم: (3980) وصححه الألباني في "صحيح الجامع".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • صوم نهار رمضان (مقامة رمضانية)
  • قيام ليل رمضان (مقامة رمضانية)
  • الفطور (مقامة رمضانية)
  • يوم العيد (مقامة رمضانية)
  • الحمد لله رب العالمين
  • تفسير: (الحمد لله رب العالمين)
  • نبذة مختصرة عن مؤلف كتاب منهج السالكين
  • تدبر: الحمد لله رب العالمين
  • قراءة تحليلية لقوله تعالى: الحمد لله رب العالمين

مختارات من الشبكة

  • مقاصد السالكين في منازل الحمد لله رب العالمين(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مقاصد الصيام (2) مقاصد التربية (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • مقاصد السيرة النبوية (1) مقاصد النسب الشريف للنبي صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بين (مقاصد الشريعة) و(مقاصد النفوس)!(مقالة - آفاق الشريعة)
  • روسيا: القرآن في كل منزل من منازل قازان(مقالة - المسلمون في العالم)
  • مقاصد الشريعة الإسلامية في أحكام الأسرة والنكاح(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مقاصد العبادات في الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أنواع المقاصد باعتبار مدى الحاجة إليها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فوائد مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين للإمام العلامة ابن قيم الجوزية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مدارج السالكين في منازل السائرين (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
2- الله
ايمن - مصر 02-02-2015 10:58 PM

الحمد لله رب العالمين ما حمدك الحامدون وذكرك الذاكرون وشكرك الشاكرون حتى ترضى وننال منك الرضى

1- الحمد لله الذي وفقكم لهذا المقال
سعدون - السعودية 16-05-2010 04:38 PM

الحمد لله الذي وفقكم لكتابة هذا المقال الذي يشحن القلوب بحمد ربها ويذكرها بأنعم الله عليها فلله الحمد من قبل ومن بعد

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب