يحيى بن سعيد القطان وعبدالرحمن بن مهدي والرواية عن المحدثين الضعفاء (4/12)

يحيى بن سعيد القطان وعبدالرحمن بن مهدي

والرواية عن المحدثين الضعفاء (4/12)

3- 3- مَن تركه ابن القطان وروى عنه ابن مهدي:

1- أبان بن عبدالله أبو حازم بن صخر:

وثقه ابن معين، وقال أحمد: صدوق صالح الحديث، أما ابن عدي فقال: أرجو أنه لا بأس به، وقد حسَّن حديثَه الذهبيُّ[1].

2- إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي:

أحد الأئمة الأعلام الذين أثاروا صيحات دهشة واستغراب نقاد هذا الفن؛ لتضعيف يحيى بن القطان له، فقد عجب من حفظه أحمد بن حنبل، وقال: كان ثبتًا، واعتمده البخاري ومسلم في أصولهما، وقال عنه أبو حاتم: مِن أتقن أصحاب أبي إسحاق، وقال ابن مهدي عنه: إسرائيل في أبي إسحاق أثبت من شعبة والثوري.

بالمقابل نقل عن ابن المديني وابن حزم تضعيفه، وليَّن حديثَه يعقوبُ بن شيبة.

قال الذهبي: كان يحيى القطان يحمل عليه في حال أبي يحيى القتات، وكان لا يرضاه، وقال في موضع آخر: وأما يحيى بن القطان، فكان لا يحدث عنه، ولا عن شريك، وقد يروي عمَّن هو دونهما؛ فإنه روى عن مجالد[2].

قلت: قد تختلف المعايير النقدية التي يعتمدها هذا الناقد وذاك؛ فلكل ناقد قنطرة تحمل لبناتها مفردات منهجه النقدي، فمن جاز قنطرته، فهو ثقة بمعياره، ولا مشاحَّة في الاصطلاح، بيد أن معياره لا يكون حكمًا على بقية أئمة هذا الشأن، إلا إذا أنيط حكمه بشواهدَ تشهد بصحة ما ذهب إليه من تضعيف هذا الراوي، وتوثيق ذاك، وبدونه فإن الحكم النهائي يكون لما اجتمع عليه النقاد بدليل قاطع، والله أعلم.

3- الحجاج بن أرطاة أبو أرطاة النخعي:

روى عن الشعبي، وعطاء، وعمرو بن شعيب، ونافع، وطائفة، وتلقى عنه سفيان الثوري، وشعبة، وابن نمير، وغيرهم، قال شعبة: اكتبوا لحجاج بن أرطاة، وابن إسحاق؛ فإنهما حافظان، وقال أحمد: كان من الحفاظ، وقال الثوري: ما بقي أحد أعرف بما يخرج من رأسه منه، وقال ابن معين: ليس بالقوي، وهو صدوق يدلس، وكان الزهري سيئ الرأي فيه جدًّا، لا يراجع فيه، وقال الدارقطني: لا يحتج به.

قلت: لمصدر تهمة الضعف التي ألصقت بالحجاج موردان: الأول: يتعلق برواية الحديث؛ لكثرة تدليسه في رواياته، والثاني: حبه للشرف؛ فنتج عنه تيه لا يليق بأهل العلم والمروءة؛ إلا أنه كان علمًا من الأعلام، استُفتي وهو ابن ست عشرة سنة، وتزاحم على مجلسه طلبةُ العلم، أخرج له الإمام مسلم في "صحيحه" مقرونًا بآخر، والنسائي في "مجتباه" على تشدده[3].

4- حرب بن شداد أبو الخطاب القصاب البصري:

روى عن شهر بن حوشب، والحسن، ويحيى بن أبي كثير، وعنه عبدُالرحمن بن مهدي، وأبو داود، وطائفة، احتج بمروياته أصحابُ الكتب الستة، وهو من رجال الصحيحين، قال أحمد: أخبرنا حرب بن شداد وكان ثقة، وقال ابن معين: صالح، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، ووثقه ابن حبان البستي[4].

5- الربيع بن صبيح السعدي:

قال أحمد: لا بأس به، وقال ابن المديني: هو عندنا صالح وليس بالقوي، وذهب ابن معين والنسائي إلى تضعيفه، وضعفه ابن حبان وقال فيه: كان من عبَّاد أهل البصرة وزهادهم، إلا أن الحديث لم يكن من صناعته[5].

6- الربيع بن عبدالله بن خطاف البصري الأحدب:

وهاه ابن معين، وقال النسائي وغيره: ليس بالقوي، وروى أحمد عن عبدالرحمن بن مهدي أنه: ثقة، وقال عبدالله بن أحمد: سألت أبي عن الربيع، فقال: ثقة، وذكره ابن حبان في الثقاة، ووثقه ابن شاهين[6].

7- شريك بن عبدالله النخعي:

قال ابن المبارك: ليس حديث شريك بشيء، وقال الجوزجاني: سيئ الحفظ، مضطرب الحديث، مائل، وروى معاوية بن صالح عن ابن معين: صدوق ثقة، إلا أنه إذا خالف فغيره أحب إلينا منه، وقال أبو حاتم: شريك صدوق، وله أغاليط، وقال النسائي: ليس به بأس.

بالمقابل فقد أخرج له الإمام مسلم متابعة.

وقد نُقلت روايتان تشيران بوضوح إلى سبب ترك يحيى بن القطان الروايةَ عن شريك:

الأولى: رواها ابنه محمد بن يحيى عن أبيه، قال: رأيت تخليطًا في أصول شريك.

الثانية: نقلها عبدالجبار بن محمد، قال: قلت ليحيى بن سعيد: زعموا أن شريكًا إنما اختلط بآخرة، قال: ما زال مخلطًا[7].

8- شعبة بن عياش أبو بكر الكوفي:

قال عبدالله بن أحمد: قال أبي: أبو بكر بن عياش ثقة، وربما غلط، قال عمرو بن الفلاس: كان يحيى بن سعيد إذا ذكر عنده أبو بكر بن عياش، كلح وجهه وأعرض، وكان عبدالرحمن يحدث عنه، قال الذهبي: صدوق ربما يهم[8].

9- شهر بن حوشب الأشعري:

قال ابن معين: ثقة، وقال أبو زرعة: لا بأس به، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال أبو حاتم: لا يحتج به، وقد أسرف ابن عدي في تجريحه، فقال فيه: شهر ممن لا يحتج به، ولا يتدين بحديثه، فقد ذهب إلى الاحتجاج بحديثه طائفة، قال أحمد: ما أحسنَ حديثَه! ووثقه، وقال يعقوب الفسوي: شهر وإن تكلم فيه ابن عون، فهو ثقة[9].

10- صالح بن أبي الأخضر البصري:

ضعفه جمهرة من أئمة هذا الفن؛ كابن معين، والنسائي، والبخاري، وأبي زرعة، والترمذي، وابن عدي، وقال العجلي: يكتب حديثه، وليس بالقوي، وقال الجوزجاني: اتُّهم في حديثه، وقال أبو حاتم: لين الحديث، بينما قال أحمد بن حنبل: يستدل به، ويعتبر به[10].

11- عبدالله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب:

قال ابن معين: ليس به بأس، يكتب حديثه؛ وقال أحمد: صالح لا بأس به؛ وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال ابن عدي: هو في نفسه صدوق.

وقد ضعَّفه علي بن المديني، وألحقه ابن حبان في عداد المتروكين؛ لأنه كان ممن غلب عليه الصلاحُ والعبادة؛ فغفل عن حفظ الأخبار، مع تفاحش خطئه[11].

12- عبدالله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب الهاشمي:

قال ابن معين: ضعيف، وقال أبو حاتم: لين الحديث، وقال ابن خزيمة: لا أحتج به، وقال ابن المديني: كان ضعيفًا، وكان مالك إمام المدينة لا يروي عنه؛ بيد أنه برغم ما قيل فيه، فقد احتج به أحمد بن حنبل وإسحاق[12].

13- عمران بن داور أبو العوام القطان:

كان عمران من الحرورية الخوارج، أفتى في أيام إبراهيم بن عبدالله بن حسن بفتوى أباح فيها استخدام السيف، غير أنه لم يكن داعية إلى مذهبه، ضعَّفه النسائي، وأبو داود، وقال أحمد: أرجو أن يكون صالح الحديث، بينما روى عنه عبدالرحمن بن مهدي[13].

14- كثير بن شنظير أبو قرة:

قال أبو زرعة: لين، وقال أحمد: صالح الحديث، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال ابن عدي: أحاديثه أرجو أن تكون مستقيمة، وقد اختلفت أقوال ابن معين فيه لدى الناقلين عنه، فروى عثمان بن سعيد عن يحيى: ثقة، وروى عباس الدوري عنه: ليس بشيء[14].

15- ليث بن أبي سليم الكوفي الليثي:

كان من أوعية العلم، عابدًا ناسكًا، قال أحمد: مضطرب الحديث، ولكن حدَّث الناس عنه، وقال النسائي: ضعيف، وقال ابن معين: لا بأس به، وقال ابن حبان: اختلط في آخر عمره.

وقد نقل عبدالله بن أحمد بن حنبل رواية تشير بوضوح إلى تشدد يحيى بن القطان في تضعيفه، فقال: حدثنا أبي قال: ما رأيت يحيى بن سعيد أسوأ رأيًا في أحد منه في ليث، ومحمد بن إسحاق، وهمام، لا يستطيع أحد أن يراجعه فيهم[15].

16- محمد بن سليم أبو هلال العبدي الراسبي:

كان من علماء البصرة ممن يرَون القدر، وثَّقه أبو داود، وقال أبو حاتم: محله الصدق، ليس بذاك المتين، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال ابن معين: صدوق، أما ابن عدي، فذهب إلى أن أحاديثه عن قتادة عامتها غير محفوظة[16].

17- محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي:

ممن أخرج له الشيخان متابعة، قال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال الجوزجاني: ليس بالقوي، ويشتهى حديثه، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.

وقد اختلفت أقوال ابن معين فيه باختلاف النقلة من تلاميذه؛ فروى أحمد بن أبي مريم قوله في صاحبنا: ثقة، وقال عبدالله بن أحمد: سمعت يحيى بن معين يقول: ليس حديثه بحجة، ونقلت رواية أخرى قال فيها: كانوا يتَّقون حديثه.

قال علي بن المديني: سألت يحيى القطان عنه، فقال: تريد العفو أو تشدد؟ قلت: بل أشدد، قال: فليس هو ممن تريد[17].

18- همام بن يحيى العوذي البصري:

أحد علماء البصرة وثقاتها، ابتُلي بسوء الحفظ، غير أن كتابه كان يسعفه من هذا البلاء؛ بيد أنه كان يخالف في بعض الأوقات، فلا يرجع إلى كتابه، فأخطأ في غير موضع، قال أبو حاتم: ثقة، في حفظه شيء، وقال أحمد: همام ثبت في كل مشايخه، وقال أبو زرعة: لا بأس به، وقال يزيد بن زريع: كتابه صالح، وحفظه لا يساوي شيئًا.

قال عمرو بن الفلاس: كان يحيى لا يرضى حفظه ولا كتابه، ولا يحدث عنه، وكان عبدالرحمن يحدث عنه[18].

19- يزيد بن أبان الرقاشي البصري:

كان مِن قُصاص البصرة المرموقين، أعرض النقاد عن الرواية عنه؛ لضعفه، قال شعبة بن الحجاج: لأن أزني أحَبُّ إليَّ من أن أحدِّث عن يزيد الرقاشي، وقال أحمد: كان يزيد منكر الحديث، وقال النسائي: متروك، وضعفه الدارقطني، بينما قال ابن عدي عنه في "الكامل": أرجو أنه لا بأس به[19].