• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / علوم حديث
علامة باركود

دراسة حديث: الحقي بأهلك

دراسة حديث: الحقي بأهلك
الشيخ أحمد الزومان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 15/10/2019 ميلادي - 15/2/1441 هجري

الزيارات: 60160

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

دراسة حديث: (الحقي بأهلكِ)

 

قصة بنت الجون هي الأصل في دلالة السنة المرفوعة للنبي صلى الله عليه وسلم على وقوع الطلاق بالكناية؛ لأن حديثها في الصحيحين، بخلاف قصة الغفارية، فالمحدثون متفقون على ضعف حديثها.

 

قال الطحاوي: "هذا الحديث أصل في الكنايات عن الطلاق؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لابنة الجون حين طلقها: ((الحقي بأهلكِ))"[1].

 

وقال ابن عبدالبر: "أصل هذا الباب في كل كناية عن الطلاق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال للتي تزوجها فقالت: أعوذ بالله منك: ((قد عُذتِ بمعاذ، الحقي بأهلكِ))، فكان ذلك طلاقًا"[2].

 

فلفظة "الحقي بأهلكِ" في الصحيحين، لكن هل طلق النبي صلى الله عليه وسلم الجونية؟ وعلى القول بأنه طلقها، فهل وقع الطلاق بلفظ "الحقي بأهلكِ"، فيكون هذا أصل من صحيح السنة المرفوعة للنبي صلى الله عليه وسلم للطلاق بالكناية، أو طلقها بصريح الطلاق، فلا تدل لفظة "الحقي بأهلكِ" على وقوع الطلاق بالكناية، هذا ما بذلتُ وسعي في معرفته.

 

وقصة بنت الجون جاءت في:

1- حديث أبي أسيد الساعدي رضي الله عنه.

2- حديث سهل بن سعد رضي الله عنه.

3- حديث عائشة رضي الله عنها.

4- حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

5- مرسل سعيد بن عبدالرحمن بن أبزى.

6- مرسل عبدالواحد بن أبي عون الدوسي.

7- مرسل قتادة.

وقصة الغفارية جاءت عن جمع من الصحابة رضي الله عنهم.

 

تنبيه: ورد مرفوعًا من كناية الطلاق البتة ((واعتدِّي))، ولا تصح أحاديث الباب، وهي من مباحث كتابي (ألفاظ الطلاق وعدده) يسر الله إتمامه وطباعته.

 

الحديث الأول: حديث أبي أسيد رضي الله عنه قال: ((خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى انطلقنا إلى حائط يقال له: الشوط، حتى انتهينا إلى حائطين، فجلسنا بينهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اجلسوا ها هنا، ودخل، وقد أُتي بالجونية، فأنزلت في بيتٍ في نخلٍ في بيتٍ أميمة بنت النعمان بن شراحيل، ومعها دايتها حاضنة لها، فلما دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم قال: هبي نفسكِ لي، قالت: وهل تهب الملكة نفسها للسُّوقة؟ قال: فأهوى بيده يضع يده عليها لتسكن، فقالت: أعوذ بالله منك، فقال: قد عذتِ بمعاذٍ، ثم خرج علينا فقال: يا أبا أسيدٍ، اكسها رازقيَّتين، وألحقها بأهلها))[3].

 

الحديث الثاني: حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال: ((ذُكر للنبي صلى الله عليه وسلم امرأة من العرب، فأمر أبا أسيد الساعدي رضي الله عنه أن يرسل إليها، فأرسل إليها فقدمت، فنزلت في أُجُمِ بني ساعدة، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى جاءها، فدخل عليها فإذا امرأة منكسة رأسها، فلما كلمها النبي صلى الله عليه وسلم قالت: أعوذ بالله منك، فقال: قد أعذتكِ مني، فقالوا لها: أتدرين من هذا؟ قالت: لا، قالوا: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ليخطبك، قالت: كنت أنا أشقى من ذلك ...))[4].

 

الحديث الثالث: حديث عائشة رضي الله عنها: ((أن ابنة الجون لما أُدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودنا منها قالت: أعوذ بالله منك، فقال لها: لقد عذت بعظيمٍ، الحقي بأهلكِ))[5]


فالذي يظهر لي أن أصل القصة الوارد في حديث عائشة رضي الله عنها محفوظ، واختلف في بعض التفاصيل، ومن ذلك: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعقد عليها؛ فلا تصلح الأحاديث السابقة دليلًا من السنة على وقوع الطلاق بالكناية، ولا تصلح دليلًا على أن من كنايات الطلاق "الحقي بأهلكِ"، لكن "الحقي بأهلكِ" من الكنايات ويقع بها الطلاق في مذهب الأئمة الأربعة، ولم أقف على خلاف عند التابعين في عدم وقوع الطلاق بها إلا عن قتادة.

 

الحديث الرابع: حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أسماء بنت النعمان وكانت من أجمل أهل زمانها وأشبِّه قال: فلما جعل رسول الله يتزوج الغرائب قالت عائشة رضي الله عنها: قد وضع يده في الغرائب يوشكن أن يصرفن وجهه عنا، وكان خطبها حين وفدت كندة عليه إلى أبيها، فلما رآها نساء النبي صلى الله عليه وسلم حسدنها، فقلن لها: إن أردتِ أن تحظي عنده، فتعوذي بالله منه إذا دخل عليكِ، فلما دخل وألقى الستر مدَّ يده إليها فقالت: أعوذ بالله منك فقال: أمِنَ عائذ الله، الحقي بأهلكِ))[6].

 

الحديث الخامس: مرسل سعيد بن عبدالرحمن بن أبزى قال: ((الجونية استعاذت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل لها: هو أحظى لكِ عنده، ولم تستعذ منه امرأة غيرها، وإنما خُدعت لما رُئي من جمالها وهيئتها، ولقد ذُكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم من حملها على ما قالت لرسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنهن صواحب يوسف، وكيدهن عظيم))[7].

 

الحديث السادس: مرسل عبدالواحد بن أبي عون الدوسي: ((قدم النعمان بن أبي الجون الكندي رضي الله عنه، وكان ينزل وبني أبيه نجدًا مما يلي الشربة، فقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلمًا فقال: يا رسول الله، ألا أزوجك أجملَ أيِّمٍ في العرب؟ كانت تحت ابن عم لها فتوفي عنها، فتأيمت وقد رغبت فيك وحطت - خطبت - إليك، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فقالت: إنكِ من الملوك، فإن كنتِ تريدين أن تحظي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا جاءكِ فاستعيذي منه، فإنكِ تحظين عنده ويرغب فيكِ))[8].

 

الحديث السابع: مرسل قتادة: ((ثم تزوج من أهل اليمن أسماء بنت النعمان من بني الجون، فلما دخل عليها دعاها، فقالت: تعالَ أنت، فطلقها، قال: وزعم بعضهم أنه كان بها وضح كوضح العامرية، ففعل بها نحو ما فعل بالعامرية، قال: وزعم بعضهم أنها قالت: أعوذ بالله منك، قال: قد عذتِ بمعاذٍ، وقد أعاذكِ الله مني، فطلقها))[9].

 

الحديث الثامن: حديث الغفارية: ((تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من بني غفار، فلما دخلت عليه وضعت ثيابها، فرأى بكشحها بياضًا، فقال: البسي ثيابكِ والحقي بأهلكِ))[10].



[1] انظر: شرح البخاري لابن بطال (7/ 388).

[2] الاستذكار (6/ 23).

[3] الحديث رواه عن أبي أسيد رضي الله عنه:

1- حمزة بن أبي أسيد.

2- عباس بن سهل بن سعد الساعدي.

3- عمر بن الحكم.

الرواية الأولى: رواية حمزة بن أبي أسيد: ورواه عنه عبدالرحمن بن الغسيل ورواه عنه:

1- أبو نعيم الفضل بن دكين: رواه ابن أبي شيبة في مسنده [إتحاف الخيرة المهرة (4/ 118)]: قال حدثنا الفضل والبخاري (5255)، حدثنا أبو نعيم والطحاوي في شرح مشكل الآثار (641)، حدثنا فهد وعبدالرحمن بن عمرو الدمشقي قالا: حدثنا أبو نعيم وابن الجارود في المنتقى (758)، حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا أبو نعيم حدثنا عبدالرحمن بن غسيل عن حمزة بن أبي أسيد، عن أبي أسيد رضي الله عنه، قال: فذكره؛ وإسناده صحيح.

الشَّوْط: دون ذباب، فهو في شامي ذباب قرب منازل بني ساعدة؛ [انظر: وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى (4/ 102)].

وقال مؤلف معجم معالم الحجاز (5/ 105): "لا يعرف اليوم وقد أصبح المكان معمورًا"، وموضع ذباب انظر: حديث سهل بن سعد رضي الله عنه.

رازقيتين: ثياب كتان بيض؛ [انظر: لسان العرب (10/ 116)].

2- محمد بن عبدالله الزبيري، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وإبراهيم بن أبي الوزير: رواه أحمد (22362): حدثنا محمد بن عبدالله الزبيري قال: حدثنا عبدالرحمن بن الغسيل والبخاري (5257)، حدثنا عبدالله بن محمد، حدثنا إبراهيم بن أبي الوزير والطحاوي في شرح مشكل الآثار (642)، حدثنا عبدالله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، حدثني عبدالرحمن بن سليمان عن حمزة بن أبي أسيد عن أبيه رضي الله عنه، وعباس بن سهل عن أبيه رضي الله عنه، وهو المحفوظ.

وعبدالله بن محمد هو أبو جعفر الجعفي، وعبدالرحمن بن حنظلة نسب إلى جده سليمان.

3- يحيى بن عبدالحميد الحماني: رواه الطبراني في الكبير (19/ 262): حدثنا أبو زرعة عبدالرحمن بن عمرو الدمشقي قال: حدثنا أبو نعيم، حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، حدثنا يحيى الحماني قالا: حدثنا عبدالرحمن بن الغسيل، حدثني عباس بن سهل وحمزة بن أبي أسيد عن أبيه رضي الله عنه.

وتقدمت رواية الجماعة أبي زرعة عبدالرحمن بن عمرو وغيره عن أبي نعيم عن عبدالرحمن بن غسيل عن حمزة بن أبي أسيد عن أبيه رضي الله عنه.

4- الحسين بن الوليد النيسابوري: ذكره البخاري (5256) معلقًا قال: "وقال الحسين بن الوليد النيسابوري عن عبدالرحمن عن عباس بن سهل عن أبيه وأبي أسيد رضي الله عنهما".

قال ابن حجر في الفتح (9/ 360): "هذا التعليق وصله أبو نعيم في المستخرج من طريق أبي أحمد الفراء عن الحسين، ومراد البخاري منه أنَّ الحسين بن الوليد شارك أبا نعيم في روايته لهذا الحديث عن عبدالرحمن بن الغسيل، لكن اختلفا في شيخ عبدالرحمن؛ فقال أبو نعيم: حمزة، وقال الحسين: عباس بن سهل، ثم ساقه من طريق ثالثة عن عبدالرحمن، فبيَّن أنَّه عند عبدالرحمن بالإسنادين، لكن طريق أبي أسيد رضي الله عنه عن حمزة ابنه عنه، وطريق سهل بن سعد رضي الله عنه عن عباس ابنه عنه، وكأنَّ حمزة حُذف في رواية الحسين بن الوليد، فصار الحديث من رواية عباس بن سهل عن أبي أسيد رضي الله عنه وليس كذلك، والتحرير ما وقع في الرواية وهي رواية إبراهيم بن أبي الوزير، واسم أبي الوزير عمر بن مطرف، وهو حجازي نزل البصرة، وقد أدركه البخاري ولم يلقه؛ فحدث عنه بواسطة، وذكره في تاريخه فقال: مات بعد أبي عاصم سنة اثنتي عشرة، وليس له في البخاري سوى هذا الموضع، وقد وافقه على إقامة إسناده أبو أحمد الزبيري، أخرجه أحمد في مسنده عنه".

قال أبو عبدالرحمن: "تقدمت روايته قريبًا، وكذلك تابعه يحيى بن زكريا بن أبي زائدة".

5- هشام بن محمد بن السائب الكلبي: رواه هشام بن محمد عن عبدالرحمن بن الغسيل عن حمزة بن أسيد عن أبيه رضي الله عنه، وتأتي روايته في حديث ابن عباس رضي الله عنهما، وإسناده منكر ومضطرب أيضًا.

الرواية الثانية: رواية عباس بن سهل الساعدي: رواه ابن سعد (8/ 116): أخبرنا محمد بن عمر، حدثني سليمان بن الحارث عن عباس بن سهل قال: سمعت أبا أسيد الساعدي رضي الله عنه يقول: ((لما طلعت بها على الصرم تصايحوا وقالوا: إنكِ لغير مباركة، ما دهاكِ؟ فقالت: خُدعتُ فقيل لي: كيت وكيت للذي قيل لها، فقال أهلها: لقد جعلتِنا في العرب شهرة، فبادرت أبا أسيد الساعدي رضي الله عنه فقالت: قد كان ما كان، فالذي أصنع ما هو؟ فقال: أقيمي في بيتك، واحتجبي إلا من ذي محرم، ولا يطمع فيك طامع بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنكِ من أمهات المؤمنين، فأقامت لا يطمع فيها طامع ولا ترى إلا لذي محرم، حتى توفيت في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه عند أهلها بنجد))؛ وإسناده ضعيف جدًّا.

محمد بن عمر الواقدي متروك؛ فالحديث منكر، والمحفوظ رواية عباس بن سهل بن سعد عن أبيه رضي الله عنه.

الرواية الثالثة: رواية عمر بن الحكم بن ثوبان: رواه ابن سعد في الطبقات (8/ 114): أخبرنا محمد بن عمر قال: فحدثني موسى بن عبيدة [ح (8/ 115)]، أخبرنا الضحاك بن مخلد الشيباني، أخبرنا موسى بن عبيدة والطحاوي في شرح مشكل الآثار (643)، حدثنا ابن مرزوق، حدثنا أبو عاصم عن موسى بن عبيدة وأبو نعيم في معرفة الصحابة (7461)، حدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا محمد بن الفرج، ثنا محمد بن الزبرقان، ثنا موسى بن عبيدة، حدثني عمر بن الحكم قال: سمعت أبا أسيد رضي الله عنه يقول: ((تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من بَلْجَون، فأنزلها بالشوط من وراء ذباب في أجم، ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: قد جئت بها، فخرج يمشي حتى انتهى إليها فأَقْعى وأهوى ليقبِّلَها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تزوج أقعى وقبَّل، فقالت: أعوذ بالله منك، فقال لها: لَقَدْ عُذْتِ بمعاذٍ، وأمرني أن أردها إلى أهلها))؛ وإسناده ضعيف جدًّا.

محمد بن عمر الواقدي ضعفه شديد لكنَّه متابع، وكذلك موسى بن عبيدة الربذي ضعفه شديد؛ قال الإمام أحمد: "لم يكن به بأس، ولكنَّه حدَّث بأحاديث منكرة"، وقال ابن معين: "لا يحتج بحديثه"، وقال علي بن المديني: "ضعيف الحديث حدث بأحاديث مناكير"، وقال أبو زرعة: "ليس بقوي الأحاديث"، وقال أبو حاتم: "منكر الحديث"، وقال ابن عدي: "الضعف على رواياته بيِّنٌ"، وقال الساجي: "منكر الحديث، وكان رجلًا صالحًا"، وابن مرزوق هو إبراهيم بن مرزوق بن دينار البصري، وأبو عاصم هو الضحاك بن مخلد؛ فالحديث منكر.

تنبيه: في رواية أبي نعيم: ((ثم أمرني النبي صلى الله عليه وسلم فرددتها إلي أهلها، ثم طلقها)).

قال ياقوت الحموي في معجم البلدان (3/ 3): "ذِباب: ذكره الحازمي بكسر أوله وباءين، وقال: جبل بالمدينة له ذكر في المغازي والأخبار، وعن العمراني: ذُباب بوزن الذباب الطائر جبل بالمدينة"، وقال محمد: شراب في المعالم الأثيرة (ص: 120)، جبل ذباب: فهو في أول شارع عثمان بن عفان رضي الله عنه (العيون) المتفرع من سلطانة، وأكتب هذا الكلام وأنا ملاصق له، وهو مكسو بالعمائر ويقع في (حي النصر) بالمدينة.

[4] رواه عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه:

1- أبو حازم سلمة بن دينار. 2- ابنه عباس بن سهل.

الرواية الأولى: رواية أبي حازم سلمة بن دينار: رواه البخاري (5637): حدثنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا أبو غسان، ومسلم (2007): حدثني محمد بن سهل التميمي، وأبو بكر بن إسحاق، قال أبو بكر: أخبرنا، وقال ابن سهل: حدثنا ابن أبي مريم، أخبرنا محمد وهو ابن مطرف أبو غسان، وابن الجعد (2935): حدثنا إبراهيم بن هانئ، ثنا ابن أبي مريم، ثنا أبو غسان والطبراني في الكبير في (6/ 179): حدثنا يحيى بن عثمان، ثنا سعيد بن أبي مريم، ثنا أبو غسان، وعنه أبو نعيم في معرفة الصحابة (7460) به قال أبو غسان: حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه، قال: فذكره؛ وإسناده صحيح.

أُجُم بني ساعدة: قال الخطابي في أعلام الحديث (3/ 2096): "الأُجُم والأطم: واحد الآجام والآطام، وهي أبنية عالية شبه القصور".

وقال السمهودي في وفاء الوفاء (4/ 8): "أطم كان لهم قرب ذباب، وآجام المدينة وآطامها:حصونها"، وقال ابن السكيت: "أُجُم حصن بناه أهل المدينة، وكل بيت مربع مسطح أجم"، وتقدم قريبًا التعريف بجبل ذباب في حديث أبي أسيد رضي الله عنه.

الرواية الثانية: رواية عباس بن سهل عن أبيه رضي الله عنه تقدمت في حديث أبي أسيد رضي الله عنه.

[5] الحديث رواه الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها، ورواه عن الوليد بن مسلم جمع منهم: عبدالله بن الزبير الحميدي عند البخاري (5254)، والحسين بن حريث عند النسائي (3417)، ودحيم عبدالرحمن بن إبراهيم عند ابن ماجه (2050)، وابن الجارود في المنتقى (738)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (635)، وابن حبان (4266)، والبيهقي (7/ 560)، وسهل بن زنجلة الرازي عند سعيد بن منصور (1/ 248) (832)، وأبي يعلى (4903)، ومحمد بن أسد الخوشي ويقال: الخشي عند الطحاوي في شرح مشكل الآثار (636)، والحاكم (4/ 35)، والبيهقي (7/ 39)، ونوح بن الهيثم وصفوان بن صالح عند البيهقي (7/ 324)، ومحمد بن الصباح عند أبي نعيم في معرفة الصحابة (7457) يروونه عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي به، وإسناده صحيح.

الوليد بن مسلم من أعلم الناس بحديث عبدالرحمن بن عمرو الأوزاعي وصرح بالسماع.

تنبيهات:

1- في رواية الطحاوي (635): ((تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم الكلابية))، وهي رواية شاذة، والظاهر أنَّها رواية بالمعنى، والمحفوظ رواية الجماعة: ((أُدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم)).

2- في رواية ابن الجارود وابن حبان وأبي نعيم قال الزهري: ((الحقي بأهلكِ تطليقة)).

3- في رواية الطحاوي (635) قال الأوزاعي: ((نرى أنَّ قول الرجل لأهله: الحقي بأهلكِ تطليقة)).

والزهري وما دونه تُوبعوا:

متابعة الوليد بن مسلم: تابعه يحيى بن عبدالله الحراني فرواه تمام (583): أخبرنا خيثمة بن سليمان، ثنا محمد بن علي الطبري بصور، ثنا يحيى بن عبدالله الحراني، ثنا الأوزاعي، قال: سألت الزهري: "أي أزواج النبي صلى الله عليه وسلم استعاذت منه؟" قال: أخبرني عروة عن عائشة رضي الله عنها: ((أنَّ ابنة الجون الكلابية لما دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فدنا منها قالت: أعوذ بالله منك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عُذْتِ بِعَظِيمٍ، الْحَقِي بأهلكِ))؛ منقطع وإسناده ضعيف.

أبو الحسن خيثمة بن سليمان ثقة، وتلميذه يغلب على ظني أنَّه أبو جعفر محمد بن علي بن محمد الطبري المقرئ المعروف بالمشاط، ويحيى بن عبدالله بن الضحاك البابلتي الحراني ضعيف؛ قال أبو حاتم: "سمعت النفيلي يحمل عليه"، وقال ابن أبي حاتم: "يأتي عن الثقات بأشياء معضلة بهم فيها فهو ساقط الاحتجاج فيما انفرد به"، وقال يحيى بن معين: "لم يسمع من الأوزاعي شيئًا"، وقال ابن عدي: "ليحيى البابلتي عن الأوزاعي أحاديث صالحة وفيها إفرادات، وأثر الضعف على حديثه بيِّن"، وقال الخليلي: "شيخ مشهور أكثر عن الأوزاعي، وطعنوا في سماعه منه".

متابعة الأوزاعي: تابع الأوزاعي:

1- ابن أخي الزهري: رواه ابن سعد في الطبقات (8/ 112): أخبرنا محمد بن عمر حدثني محمد بن عبدالله، والحاكم (4/ 35): حدثنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، (ح) وأخبرنا أحمد بن جعفر الزاهد، حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل، حدثنا أبي، حدثنا يعقوب، حدثنا محمد بن عبدالله بن مسلم عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم الكلابية فلما دخلت عليه فدنا منها فقالت: إنِّي أعوذ بالله منك، فقال رسول الله: لَقَدْ عُذْتِ بِعَظِيمٍ، الْحَقِي بأهلكِ))؛ وإسناده حسن.

محمد بن عمر الواقدي الأسلمي متروك، لكنَّه متابع للثقة يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم حفيد عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه.

وابن أخي الزهري محمد بن عبدالله بن مسلم: قال أحمد: "لا بأس به"، وقال مرة: "صالح الحديث"، وقال يحيى بن معين: "ضعيف"، وقال مرة: "ليس بذاك القوي"، وقال مرة: "صالح"، وقال ابن حبان: "كان رديء الحفظ وكثير الوهم"، وقال الساجي: "صدوق تفرد عن عمه بأحاديث لم يتابع عليها"، وقال العقيلي عن ابن معين: "ضعيف لا يُحتج بحديثه وقال: وأما محمد بن يحيى فجعله من الطبقة الثانية من أصحاب الزهري مع أسامة بن زيد، وابن إسحاق، وابن أويس، وفليح، قال: وهؤلاء كلهم في حال الضعف والاضطراب، قال: وقال محمد بن يحيى: إذا اختلف أصحاب الطبقة الثانية كان المفزع إلى أصحاب الطبقة الأولى، وقال: أبو حاتم ليس بالقوي يكتب حديثه، وقال ابن عدي: لم أرَ بحديثه بأسًا، ولا رأيت له حديثًا منكرًا؛ فاذكره إذا روى عنه ثقة".

قال أبو عبدالرحمن: "ابن أخي الزهري وافق الأوزاعي ولم يتفرد بالحديث عن عمه، فالحديث حسن، لكن قوله: ((تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم الكلابية)) شاذ، والظاهر أنَّها رواية بالمعنى، وليس في الصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها وحديث أبي أسيد رضي الله عنه نص صريح في أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها، وفي حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أنَّه جاء ليخطبها.

2- عبيدالله بن أبي زياد الرصافي: رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ (3/ 269) حدثنا [تغليق التعليق (4/ 434)] حجاج بن أبي منيع عن جده عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها: ((... وتزوج أخت بني الجون الكندي، وهم حلفاء بني فزارة، فاستعاذت منه، فقال: لَقَدْ عُذْتِ بِعَظِيمٍ، الْحَقِي بأهلكِ فطلقها ولم يدخل بها))؛ وإسناده حسن.

وعلقه البخاري فقال بعد حديث عائشة رضي الله عنها (5254): رواه حجاج بن أبي منيع عن جده عن الزهري أنَّ عروة أخبره أنَّ عائشة رضي الله عنها قالت: ...

حجاج بن يوسف بن عبيدالله بن أبي زياد الرصافي: قال عنه تلميذه هلال بن العلاء: "كان من أعلم الناس بالأرض، وهو شيخ ثقة"، وذكره ابن حبان في ثقاته، ويأتي كلام الذهلي عنه، وقال محمد بن يحيى الذهلي عن جده: "إسحاق بن يحيى العوصي وهو مجهول من أصحاب الزهري، لم أعلم له راوية غير يحيى بن صالح الوحاظي من أهل حمص، وعبيدالله بن أبي زياد من أهل الرصافة، رصافة الشام، لم أعلم له راوية غير ابن ابنه يُقال له: الحجاج بن أبي منيع، أخرج إليَّ جزءًا من أحاديث الزهري، فنظرت فيها فوجدتها صحاحًا، فلم أكتب منها إلا يسيرًا، قال الذهلي: فهذان مجهولان - يعني: العوصي والرصافي - من أصحاب الزهري مقاربًا الحديث"، ووثقه الدارقطني، وذكره ابن حبان في ثقاته، ففي هذا الحديث موافقة عبيدالله بن أبي زياد للأوزاعي عن الزهري، لكن قوله: ((وتزوج أخت بني الجون الكندي ... فطلقها ولم يدخل بها)) شاذ، والله أعلم.

3- زكريا بن عيسى: رواه الطبراني في الأوسط (3329): حدثنا جعفر، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (637): حدثنا جعفر بن سليمان بن محمد الهاشمي ثم النوفلي، وابن منده في معرفة الصحابة (ص: 977): أخبرنا علي بن العباس المصري، حدثنا جعفر بن سليمان النوفلي، حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثنا عمر بن أبي بكر المؤملي، حدثنا زكريا بن عيسى الشعبي عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم الكلابية، فلما دخلت عليه دنا منها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: إنِّي أعوذ بالله منك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لَقَدْ عُذْتِ بِعَظِيمٍ، الْحَقِي بأهلكِ))؛ وإسناده ضعيف جدًّا.

قال الطبراني: لم يروِ هذا الحديث عن زكريا إلا عمر.

جعفر بن سليمان: لم أقف على من عدله، وإبراهيم بن المنذر الحزامي وثَّقه يحيى بن معين والدارقطني، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال النسائى: "ليس به بأس"، وقال أبو حاتم: "صدوق"، وقال زكريا بن يحيى الساجى: "بلغنى أنَّ أحمد بن حنبل كان يتكلم فيه ويذمه، وقصد إليه ببغداد ليسلم عليه، فلم يأذن له، وكان قدم إلى ابن أبى دؤاد قاصدًا من المدينة، عنده مناكير"، وقال الخطيب البغدادي: "أمَّا المناكير فقلَّما توجد فى حديثه إلا أن تكون عن المجهولين، ومَن ليس بمشهور عند المحدثين، قال أبو عبدالرحمن: وهذا منه".

وعمر بن أبي بكر المؤملي ضعفه شديد؛ قال أبو حاتم: "متروك ذاهب الحديث"، وقال سعيد بن عمرو البرذعي: "آفة من الآفات، وكذلك شيخه زكريا"، قال أبو حاتم: "منكر الحديث"؛ فالحديث منكر، والله أعلم.

متابعة الزهري: تابعه عبيد بن القاسم فرواه ابن ماجه (2037): حدثنا أحمد بن المقدام أبو الأشعث العجلي، والطبراني في الأوسط (7742): حدثنا محمد بن يعقوب، ثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (7462): حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا الحسين بن محمد بن حماد، ثنا أحمد بن المقدام، قال: حدثنا عبيد بن القاسم، قال: حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها: ((أنَّ عمرة بنت الجون رضي الله عنها تعوذت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أُدخلت عليه، فقال: لَقَدْ عُذْتِ بمعاذٍ، فطلقها، وأمر أسامة رضي الله عنه أو أنسًا رضي الله عنه فمتعها بثلاثة أثواب رازقية))؛ وإسناده ضعيف جدًّا.

قال الطبراني: لم يروِ هذا الحديث موصولًا عن هشام بن عروة إلا عبيد بن القاسم.

عبيد بن القاسم ضعفه شديد؛ قال البخاري: "ليس بشيء"، وقال يحيى بن معين: "ليس بثقة"، وقال مرة: "كذاب"، وقال أبو حاتم: "ذاهب الحديث"، وقال أبو زرعة: "لا ينبغي أن يحدث عنه"، وقال ابن حبان: "روى عن هشام نسخة موضوعة"، وقال الدارقطني: "ضعيف"، وقال صالح جزرة: "كذاب يضع الحديث"، وقال أبو داود: "كان يضع الحديث"، وقال النسائي: "متروك الحديث"؛ فالحديث منكر.

هل القصة واحدة أو متعددة؟

الأحاديث الثابتة في قصة بنت الجون: حديث سهل بن سعد، وحديث أبي أسيد الساعدي، وحديث عائشة رضي الله عنهم، وحديث عائشة رضي الله عنها مختصر ففيه ذكر الاستعاذة، أما التعارض الظاهر بين حديثي أبي أسيد وسهل بن سعد رضي الله عنهما، فسأذكر محل الاتفاق والاختلاف، ثم أذكر رأي أهل العلم في الجمع بين الأحاديث:

أولًا: مواضع الاتفاق في الأحاديث:

1- في حديث أبي أسيد رضي الله عنه: الجونية أميمةُ بنت النعمان بن شراحيل، وفي حديث عائشة رضي الله عنها: ابنة الجون، وفي حديث سهل بن سعد رضي الله عنه: امرأة من العرب.

ولم أقف على تسميتها في حديث صحيح إلا في حديث أبي أسيد رضي الله عنه.

2- في حديث أبي أسيد رضي الله عنه: نزلت المرأة بالشوط، وفي حديث سهل رضي الله عنه: في أُجُم بني ساعدة، والشوط قرب منازل بني ساعدة.

3- في حديث سهل بن سعد وأبي أسيد وعائشة رضي الله عنهم: أمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تلحق بأهلها، وهو المحفوظ؛ لأنَّها استعاذت منه.

وفي مرسل قتادة عند أبي نعيم (7458): ((ثم تزوج من أهل اليمن أسماء بنت النعمان من بني الجون، فلما دخل عليها دعاها، فقالت: تعالَ أنت، فطلقها، قال: وزعم بعضهم أنَّه كان بها وضح كوضح العامرية، ففعل بها نحو ما فعل بالعامرية))؛ ويأتي أنَّه حديث منكر.

ثانيًا: مواضع الاختلاف في الأحاديث:

1- في حديث أبي أسيد رضي الله عنه: ((فلما دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم))، وفي حديث سهل بن سعد رضي الله عنه: ((فدخل عليها))، وفي العادة أنَّ المرأة تزف لزوجها فتدخل عليه ولا يدخل عليها، وفي حديث عائشة رضي الله عنها: ((أُدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم))، وهذا اللفظ جارٍ على عادتهم، لكنَّه يخالف حديثي أبي أسيد وسهل بن سعد رضي الله عنهما.

قال ابن القيم في زاد المعاد (5/ 319): "حديث عائشة رضي الله عنها كالصريح في أنَّه صلى الله عليه وسلم كان عقد عليها، فإنَّها قالت: ((لما أدخلت عليه))؛ فهذا دخول الزوج بأهله، ويؤكده قولها: ((ودنا منها))".

لكن هذا اللفظ ليس صريحًا في أنَّه عقد عليها، ويأتي أنَّ ابن القيم رحمه الله يرى أنَّه يحتمل الدخول العام، ويخالف حديثي أبي أسيد وسهل بن سعد فيهما أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم هو الداخل عليها.

2- في حديث أبي أسيد رضي الله عنه قال لها النبي صلى الله عليه وسلم: ((هَبِي نَفْسَكِ لِي))، وفي حديث سهل بن سعد رضي الله عنه: ((جاء ليخطبكِ))، وحديث سهل رضي الله عنه نصٌّ في أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوجها.

قال ابن حزم في المحلَّى (10/ 187): "هذه كلها أخبار عن قصة واحدة في امرأة واحدة في مقام واحد، فلاح أنَّه صلى الله عليه وسلم لم يكن تزوجها بعد، وإنَّما دخل عليها ليخطبها".

وتعقب ذلك بقول:

1- ابن القيم في زاد المعاد (5/ 319): "قوله: ((هبي لي نفسك)): هذا لا يدل على أنَّه لم يتقدم نكاحه لها، وجاز أن يكون هذا استدعاءً منه صلى الله عليه وسلم للدخول لا للعقد".

ويشكل على ذلك حديث سهل رضي الله عنه.

2- ابن حجر في الفتح (9/ 360): "أنَّه صلى الله عليه وسلم كان له أن يزوج من نفسه بغير إذن المرأة وبغير إذن وليها، فكان مجرد إرساله إليها وإحضارها ورغبته فيها كافيًا في ذلك، ويكون قوله: ((هبي لي نفسك)) تطييبًا لخاطرها واستمالة لقلبها، ويؤيده قوله في رواية لابن سعد: ((إنَّه اتفق مع أبيها على مقدار صداقها وأنَّ أباها قال له: إنَّها رغبت فيك وخطبت إليك))".

ويأتي أنَّه لم يثبت لفظ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها صريحًا، وما أشار إليه الحافظ في رواية ابن سعد يأتي أنَّها رواية منكرة من مرسل عبدالواحد بن أبي عون الدوسي، فلو ورد نص صحيح صريح في زواجه صلى الله عليه وسلم منها، أو لم يرد ما يدل على أنَّه خاطب - لأمكن القول بهذا التوجيه، والله أعلم.

3- في حديث أبي أسيد رضي الله عنه: ((يا أبا أُسَيْدٍ، اكْسُهَا رَازِقِيَّتَيْنِ، وَأَلْحِقْهَا بِأَهْلِها))، وفي حديث عائشة رضي الله عنها: ((الحَقِي بأهلكِ))، ولفظ: ((أَلْحِقْهَا بِأَهْلِهَا)) ليس كناية طلاق.

قال ابن حجر (9/ 359) قال: "... ابن المنير ... يحمل على أنَّه قال لها: ((الحقي بأهلكِ))، ثم لما خرج إلى أبي أسيد رضي الله عنه قال له: ((ألحقها بأهلها))، فلا منافاة؛ فالأول قُصد به الطلاق، والثاني أراد به حقيقة اللفظ وهو أن يعيدها إلى أهلها؛ لأنَّ أبا أسيد رضي الله عنه هو الذي كان أحضرها".

تقدم أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يعقد عليها، ويأتي أنَّ الروايات الصريحة في أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها لا تصح، وفي حديث سهل بن سعد في الصحيحين: ((فأمر أبا أسيد الساعدي رضي الله عنه أن يرسل إليها، فأرسل إليها فقدمت))، وظاهره أنَّ أبا أسيد رضي الله عنه لم يحضرها، وجاء أنَّ أبا أسيد هو الذي أحضرها من مرسل عبدالواحد بن أبي عون الدوسي، ويأتي أنَّه حديث منكر.

ولم يقطع ابن حجر رحمه الله بالجمع السابق، فقال في الفتح (9/ 358): "إن كانت القصة واحدة، فلا يكون قوله في حديث الباب: ((ألحقها بأهلها))، ولا قوله في حديث عائشة رضي الله عنها: ((الحقي بأهلكِ)) تطليقًا، ويتعين أنَّها لم تعرفه".

4- في حديث أبي أسيد رضي الله عنه: أجابت النبي صلى الله عليه وسلم بقولها: ((وهل تهب الملكة نفسها للسوقة؟))، ولم ترد هذه اللفظة في حديثي سهل بن سعد وعائشة رضي الله عنهما، وفي حديث سهل رضي الله عنه: ((فدخل عليها فإذا امرأة مُنَكِّسَة رأسها ... كنت أنا أشقى من ذلك))، ويشعر ذلك بعدم اعتدادها بنفسها.

5- في حديث أبي أسيد رضي الله عنه: ((فأهوى بيده يضع يده عليها لتسكن))، ما يفهم منه اضطراب المرأة، وليس ذلك في حديثي سهل بن سعد وعائشة رضي الله عنهما.

6- في حديث سهل بن سعد رضي الله عنه: ((فقالوا لها: أتدرين من هذا؟ قالت: لا))، وفي حديث أبي أسيد رضي الله عنه: ((فأمر أبا أسيد الساعدي رضي الله عنه أن يرسل إليها، فأرسل إليها فقدمت))، وليس فيه ما يدل دلالة ظاهرة أنَّها كانت تعرفه حينما دخل عليها، لكن الإرسال لها وقدومها من بلدها لأجل النبي صلى الله عليه وسلم، يستبعد عدم معرفتها بالداخل فقولها: ((لا)) مشكل عندي، والله أعلم.

وتقدم قول ابن حجر: "ويتعين أنَّها لم تعرفه".

7- في حديث أبي أسيد رضي الله عنه: ((يا أبا أُسَيْدٍ، اكْسُهَا رَازِقِيَّتَيْن))، وهي من متعة المطلقة عند بعض أهل العلم، ولم يرد ذلك في حديثي سهل بن سعد وعائشة رضي الله عنهما.

وجه الجمع بين الأحاديث الصحيحة:

مع هذا الاختلاف هل هي قصة واحدة للجونية، فحفظ أصل القصة كما في حديث عائشة رضي الله عنها، واختلف في بعض التفاصيل أو القصة متعددة لأكثر من امرأة؟ رأيان لأهل العلم:

الأول: القصة واحدة: ذهب إلى أنَّها قصة واحدة ابن حزم فقال في المحلى (10/ 187): "فهذه كلها أخبار عن قصة واحدة في امرأة واحدة في مقام واحد"، ومال إلى ذلك ابن القيم فقال في زاد المعاد (5/ 319): "حديث سهل بن سعد رضي الله عنه فهو أصرحها في أنَّه لم يكن وُجد عقد، فإنَّ فيه أنَّه صلى الله عليه وسلم لما جاء إليها، قالوا: ((هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ليخطبك))، والظاهر أنَّها هي الجونية؛ لأنَّ سهلًا رضي الله عنه قال في حديثه: ((فأمر أبا أسيد رضي الله عنه أن يرسل إليها، فأرسل إليها))، فالقصة واحدة، دارت على عائشة وأبي أسيد وسهل رضي الله عنهم، وكل منهم رواها، وألفاظهم فيها متقاربة، ويبقى التعارض بين قوله: ((جاء ليخطبك))، وبين قوله: ((فلما دخل عليها ودنا منها))، فإمَّا أن يكون أحد اللفظين وهمًا، أو الدخول ليس دخول الرجل على امرأته، بل الدخول العام وهذا محتمل".

وتقدم الكلام على لفظ: ((دخل عليها)) وأنَّه ليس صريحًا في العقد؛ فلا تعارض بين الحديثين، والله أعلم.

وجاء النص على أنَّ القصة لم تتعدد في مرسل سعيد بن عبدالرحمن بن أبزى الآتي قال: "الجونية استعاذت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل لها: هو أحظى لكِ عنده، ولم تستعذ منه امرأة غيرها" عند ابن سعد، وهو حديث منكر.

الثاني: القصة متعددة: فذهب إلى تعدد القصة ابن حجر فقال في الفتح (9/ 359): "فهذه - القصة في مرسل سعيد بن عبدالرحمن بن أبزى الآتي وهو منكر - تتنزل قصتها على حديث أبي حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه، وأمَّا القصة التي في حديث الباب من رواية عائشة رضي الله عنها، فيمكن أن تنزل على هذه أيضًا، فإنَّه ليس فيها إلا الاستعاذة، والقصة التي في حديث أبي أسيد رضي الله عنه فيها أشياء مغايرة لهذه القصة؛ فيقوى التعدد، ويقوى أنَّ التي في حديث أبي أسيد رضي الله عنه اسمها أميمة، والتي في حديث سهل رضي الله عنه اسمها أسماء، والله أعلم، وأميمة كان قد عقد عليها ثم فارقها، وهذه لم يعقد عليها بل جاء ليخطبها فقط فقوله: ((فأهوى بيده))؛ أي: أمالها إليها، ووقع في رواية بن سعد: ((فأهوى إليها ليقبلها))".

قال أبو عبدالرحمن: "في حديث أبي أسيد الساعدي رضي الله عنه سماها أسماء بنت النعمان الجونية، ومداره على هشام بن محمد الكلبي، فبالإضافة إلى نكارة إسناده، اضطرب فيه؛ فتارة يجعله عن أبي أسيد، وتارة يجعله عن ابن عباس رضي الله عنهم، وكذلك في مرسل قتادة الآتي سماها أسماء بنت النعمان من بني الجون وهو مرسل منكر".

ورواية ابن سعد التي فيها ذكر التقبيل من حديث أبي أسيد رضي الله عنه وهي رواية منكرة.

ولم يقطع ابن حجر في أنَّ القصة واحدة ولم تتعدد، يُفهم ذلك من قوله في الفتح (9/ 358): "فإن كانت القصة واحدة، فلا يكون قوله في حديث الباب: ((ألحقها بأهلها))، ولا قوله في حديث عائشة رضي الله عنها: ((الحقي بأهلكِ)) تطليقًا، ويتعين أنَّها لم تعرفه، وإن كانت القصة متعددة ولا مانع من ذلك ...".

فالذي يظهر لي أنَّ أصل القصة الوارد في حديث عائشة رضي الله عنها محفوظ، واختلف في بعض التفاصيل، ومن ذلك: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يعقد عليها؛ فلا تصلح الأحاديث السابقة دليلًا من السنة على وقوع الطلاق بالكناية، ولا تصلح دليلًا على أنَّ من كنايات الطلاق: "الحقي بأهلكِ".

[6] رواه ابن سعد في الطبقات (8/ 115): أخبرنا هشام بن محمد بن السائب عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: فذكره؛ وإسناده ضعيف جدًّا.

هشام بن محمد بن السائب الكلبي وأبوه متروكان؛ فالحديث منكر، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.

وإضافة لضعف هشام بن محمد وأبيه فاضطرب في إسناده هشام فرواه:

ابن سعد (8/ 115): أخبرنا هشام بن محمد حدثني ابن الغسيل عن حمزة بن أبي أسيد الساعدي عن أبيه رضي الله عنه وكان بدريًّا قال: ((تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أسماء بنت النعمان الجونية فأرسلني فجئت بها، فقالت حفصة لعائشة أو عائشة لحفصة رضي الله عنهما: اخضبيها أنت وأنا أمشطها، ففعلن ثم قالت لها إحداهما: إنَّ النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه من المرأة إذا دخلت عليه أن تقول أعوذ بالله منك، فلما دخلت عليه وأغلق الباب، وأرخى الستر مد يده إليها، فقالت: أعوذ بالله منك، فقال بكمه على وجهه فاستتر به وقال: عُذْتِ مُعاذًا، ثلاث مرات، قال أبو أسيد رضي الله عنه: ثم خرج عليَّ فقال: يا أبا أُسَيْدٍ أَلْحِقْهَا بِأَهْلِهَا وَمَتِّعْهَا بِرَازِقِيَّتَيْنِ)).

ورواه الحاكم (4/ 37) معلقًا قال: "وذكر هشام بن محمد به".

فجعله هشام بن محمد من روايته عن عبدالرحمن بن الغسيل ولم يذكر أباه، وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما رواه هشام عن أبيه عن ابن الغسيل عن أبي صالح، والمشهور أنَّ الحديث عن أبي أسيد رضي الله عنه.

[7] رواه ابن سعد (8/ 114): أخبرنا محمد بن عمر، حدثني عبدالله بن جعفر عن عمرو بن صالح عن سعيد بن عبدالرحمن بن أبزى قال: فذكره؛ مرسل إسناده ضعيف جدًّا.

محمد بن عمر الواقدي متروك، وسعيد بن عبدالرحمن بن أبزى تابعي؛ فالحديث منكر، وعبدالله بن جعفر حفيد المسور بن مخرمة رضي الله عنه.

[8] رواه ابن سعد في الطبقات (8/ 113): أخبرنا محمد بن عمر، والحاكم (4/ 36): حدثنا أبو عبدالله الأنصاري، حدثنا الحسن بن الجهم، حدثنا الحسين بن الفرج، حدثنا محمد بن عمر، حدثنا محمد بن يعقوب بن عتبة عن عبدالواحد بن أبي عون الدوسي قال: ((قدم النعمان بن أبي الجون الكندي رضي الله عنه وكان ينزل وبني أبيه نجدًا مما يلي الشربة، فقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلمًا فقال: يا رسول الله، ألا أزوجك أجمل أيم في العرب، كانت تحت ابن عم لها فتوفي عنها، فتأيمت وقد رغبت فيك وحطت - عند الحاكم: "وخطبت" - إليك، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم على اثنتي عشرة أوقية ونش، فقال: يا رسول الله، لا تقصر بها في المهر، فقال رسول الله: ما أَصْدَقْتُ أَحَدًا مِنْ نِسَائِي فَوْقَ هَذَا، وَلَا أُصْدِق أَحَدًا مِنْ بَنَاتِي فَوْقَ هَذَا، فقال نعمان رضي الله عنه: ففيك الأسى، قال: فابعث يا رسول الله إلى أهلك من يحملهم إليك، فأنا خارج مع رسولك فمرسل أهلك معه، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معه أبا أسيد الساعدي رضي الله عنه، فلما قدما عليها جلست في بيتها وأذنت له أن يدخل، فقال أبو أسيد رضي الله عنه: إنَّ نساء رسول الله لا يراهن أحد من الرجال، فقال أبو أسيد رضي الله عنه: وذلك بعد أن نزل الحجاب، فأرسلت إليه فيسرني لأمري قال: حجاب بينك وبين مَن تكلمين من الرجال إلا ذا محرم منك ففعلت، قال أبو أسيد رضي الله عنه: فأقمت ثلاثة أيام ثم تحملت معي على جمل ظعينة في محفة، فأقبلت بها حتى قدمت المدينة فأنزلتها في بني ساعدة، فدخل عليها نساء الحي فرحبن بها وسهَّلن وخرجن من عندها، فذكرن من جمالها وشاع بالمدينة قدومها، قال أبو أسيد رضي الله عنه: ووجهت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بني عمرو بن عوف فأخبرته، ودخل عليها داخل من النساء فَدَأَيْنَ لها لما بلغهن من جمالها وكانت من أجمل النساء، فقالت: إنَّكِ من الملوك، فإن كنتِ تريدين أن تحظي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا جاءكِ فاستعيذي منه؛ فإنَّك تحظين عنده ويرغب فيكِ))؛ مرسل إسناده ضعيف جدًّا.

محمد بن عمر الواقدي متروك، ومحمد بن يعقوب بن عتبة ذكره البخاري في تاريخه وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في ثقاته وعبدالواحد بن أبي عون الدوسي من أتباع التابعين؛ فالحديث منكر السند، وكذلك في متنه نكارة، ومن ذلك إرسال أبي أسيد رضي الله عنه لإحضارها.

دأين لها: الدأي: الختل، يقال: دأيت أدأى دأيًا، والذئب يدأى: إذا ختل، وهو شبيه المخاتلة والمراوغة؛ [انظر: مقاييس اللغة (2/ 322)، ولسان العرب (14/ 248)].

النش: نصف أوقية عشرون درهمًا، ومقدار صُداق النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث محفوظ؛ [انظر: غاية المقتصدين شرح منهج السالكين (3/ 155)].

[9] رواه الحاكم (4/ 34): حدثنا أبو الحسين بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق، حدثنا أبو الأشعث، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (7458): حدثنا محمد بن علي، ثنا الحسين بن أبي معشر، ثنا أحمد بن المقدام، ثنا زهير بن العلاء، ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، بعد ذكر العامرية قال: ((ثم تزوج من أهل اليمن أسماء بنت النعمان من بني الجون، فلما دخل عليها دعاها، فقالت: تعال أنت، فطلقها، قال: وزعم بعضهم أنَّه كان بها وضح كوضح العامرية، ففعل بها نحو ما فعل بالعامرية، قال: وزعم بعضهم أنَّها قالت: أعوذ بالله منك، قال: قَدْ عُذْتِ بِمُعَاذٍ، وَقَدْ أَعَاذَكِ اللهُ مِنِّي، فطلقها، قال - يعني: قتادة - وهذا باطل، إنَّما قال هذا له امرأة من بلعنبر من سبي ذات الشقوق كانت جميلة؛ فخاف نساؤه أن تغلبهن على النبي صلى الله عليه وسلم، فقلن لها: إنَّه يعجبه أن تقولي: أعوذ بالله منك، فقالت لما أرادت أن يتخذها لنفسه: إنِّي أعوذ بالله منك، قال: قَدْ عُذْتِ بِمُعَاذٍ، وَقَدْ أَعَاذَكِ اللهُ مِنِّي، قال: وتزوج الكندية باليمن عكرمة بن أبي جهل، فأراد أبو بكر أن يرجمها، فأقام البينة أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يدخل بها))؛ مرسل إسناده ضعيف جدًّا.

زهير بن العلاء: ذكره ابن حبان في ثقاته، وترجم له الذهبي في الميزان فقال: "زهير بن العلاء عن عطاء بن أبي ميمونة وعنه أبو الأشعث أحمد بن المقدام، رُوي عن أبي حاتم الرازي أنَّه قال: أحاديثه موضوعة"، وسعيد بن أبي عروبة مختلط، والظاهر أنَّ رواية زهير بن العلاء عنه بعد الاختلاط والله أعلم؛ فالحديث منكر.

تنبيه: رواية الحاكم مختصرة.

الألفاظ التي لا تصح في قصة بنت الجون في الأحاديث السابقة:

قدوم أبيها مسلمًا وعرضه ابنته على النبي صلى الله عليه وسلم وإخباره برغبتها فيه:

عند ابن سعد في الطبقات (8/ 113) من مرسل عبدالواحد بن أبي عون الدوسي: ((قدم النعمان بن أبي الجون الكندي رضي الله عنه، وكان ينزل وبني أبيه نجدًا مما يلي الشربة، فقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلمًا فقال: يا رسول الله، ألا أزوجك أجمل أيم في العرب، كانت تحت ابن عم لها فتوفي عنها، فتأيمت وقد رغبت فيك وحطت - خطبت - إليك))؛ والحديث منكر.

طلب أبيها إرسال من يحضرها وبعث النبي صلى الله عليه وسلم أبا أسيد رضي الله عنه معه:

((فابعث يا رسول الله إلى أهلك من يحملهم إليك، فأنا خارج مع رسولك فمرسل أهلك معه، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معه أبا أسيد الساعدي رضي الله عنه، فلما قدما عليها جلست في بيتها وأذنت له أن يدخل))؛ كالذي قبله.

كونها من أمهات المؤمنين:

فقال أبو أسيد رضي الله عنه: ((إنَّ نساء رسول الله لا يراهنَّ أحد من الرجال، فقال أبو أسيد رضي الله عنه: وذلك بعد أن نزل الحجاب فأرسلت إليه فيسرني لأمري قال: حجاب بينك وبين مَن تكلمين من الرجال إلا ذا محرم منك، ففعلت))؛ كالذي قبله.

قدومها مع أبي أسيد:

قال أبو أسيد رضي الله عنه: ((فأقمت ثلاثة أيام ثم تحملت معي على جمل ظعينة في محفة، فأقبلت بها حتى قدمت المدينة، فأنزلتها في بني ساعدة فدخل عليها نساء الحي فرحبن بها وسهَّلن وخرجن من عندها، فذكرن من جمالها وشاع بالمدينة قدومها))؛ كالذي قبله.

كان فيها وضح كالعامرية:

في مرسل قتادة من رواية أبي نعيم في معرفة الصحابة (7458): ((وزعم بعضهم أنَّه كان بها وضح كوضح العامرية، ففعل بها نحو ما فعل بالعامرية))؛ وهو حديث منكر.

التصريح بأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها:

جاء التصريح بأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها من:

1- حديث عائشة رضي الله عنها: جاء ذلك في رواية:

1) الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها عند الطحاوي (635): ((تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم الكلابية))؛ وهي رواية شاذة.

2) محمد بن عبدالله بن مسلم عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها عند الحاكم (4/ 35): ((تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم الكلابية))؛ وهي رواية شاذة.

3) زكريا بن عيسى الشعبي عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها في رواية الطحاوي وغيره في شرح مشكل الآثار (637): ((تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم الكلابية))؛ وهي رواية منكرة.

4) يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ (3/ 269) عن حجاج بن أبي منيع عن جده عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها: ((تزوج أخت بني الجون الكندي))؛ وهي رواية شاذة.

2- حديث أبي أسيد رضي الله عنه: جاء ذلك في رواية:

1) موسى بن عبيدة: حدثني عمر بن الحكم عن أبي أسيد رضي الله عنه عند ابن سعد وغيره في الطبقات (8/ 114): ((تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من بلجون))؛ والحديث منكر.

2) ابن سعد (8/ 115) عن هشام بن محمد، حدثني ابن الغسيل عن حمزة بن أبي أسيد الساعدي عن أبيه رضي الله عنه: ((فلما دخلت عليه وأغلق الباب وأرخى الستر، مد يده إليها))؛ والحديث منكر السند ومضطرب.

3- مرسل عبدالواحد بن أبي عون الدوسي عند ابن سعد في الطبقات (8/ 113): ((فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم على اثنتي عشرة أوقية ونش فقال: يا رسول الله، لا تقصر بها في المهر، فقال رسول الله: مَا أَصْدَقْتُ أَحَدًا مِنْ نِسَائِي فَوْقَ هَذَا وَلَا أُصْدِق أَحَدًا مِنْ بَنَاتِي فَوْقَ هَذَا، فقال نعمان رضي الله عنه: ففيك الأسى))؛ والحديث منكر.

4- مرسل قتادة: رواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (7458): ((ثم تزوج من أهل اليمن أسماء بنت النعمان من بني الجون))؛ وهو حديث منكر.

سبب استعاذة الجونية من النبي صلى الله عليه وسلم:

الأول: ما روي من خديعة بعض نساء النبي صلى الله عليه وسلم: جاء في:

1- حديث ابن عباس رضي الله عنهما: عند ابن سعد في الطبقات (8/ 115): ((فلما رآها نساء النبي صلى الله عليه وسلم حسدنها، فقلن لها: إن أردتِ أن تحظي عنده، فتعوذي بالله منه إذا دخل عليكِ))؛ والحديث منكر السند وأيضًا مضطرب.

2- حديث أبي أسيد الساعدي: جاء ذلك في رواية:

1) عند ابن سعد (8/ 115): عن هشام بن محمد الكلبي عن ابن الغسيل عن حمزة بن أبي أسيد الساعدي عن أبيه رضي الله عنه: ((قالت لها إحداهما - حفصة أو عائشة رضي الله عنهما - إنَّ النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه من المرأة إذا دخلت عليه أن تقول: أعوذ بالله منك))؛ والحديث منكر السند ومضطرب.

2) عند ابن سعد (8/ 116) عن محمد بن عمر: حدثني سليمان بن الحارث عن عباس بن سهل عن أبي أسيد الساعدي رضي الله عنه فقالت: ((خُدِعت فقيل لي: كيت وكيت))؛ وهو حديث منكر.

3- مرسل سعيد بن عبدالرحمن بن أبزى عند ابن سعد (8/ 114): ((وقيل لها: هو أحظى لكِ عنده ... وإنَّما خُدِعت لما رُئِي من جمالها وهيئتها))؛ وهو مرسل منكر.

4- مرسل عبدالواحد بن أبي عون الدوسي عند ابن سعد في الطبقات (8/ 113): ((فإن كنتِ تريدين أن تحظي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا جاءكِ فاستعيذي منه؛ فإنَّكِ تحظين عنده ويرغب فيكِ))؛ وهو مرسل منكر.

قال ابن الملقن في البدر المنير (7/ 453): "قال ابن الصلاح في مشكله: هذه اللفظة يعني: أنَّ نساءه صلى الله عليه وسلم علمنها ذلك - لم أجد لها أصلًا ثابتًا ... وقال النووي [تهذيب الأسماء واللغات (2/ 372)]: هذه الزيادة باطلة ليست بصحيحة".

قال أبو عبدالرحمن: "هذه الروايات ضعفها شديد؛ فلا يقوي بعضها بعضًا والله أعلم".

الثاني: لم تعرف النبي صلى الله عليه وسلم:

في حديث سهل بن سعد رضي الله عنه: ((فقالوا لها: أتدرين من هذا؟ قالت: لا))؛ عند البخاري (5637)، ومسلم (2007).

الثالث: اعتدادها بنفسها:

في رواية عبدالرحمن بن غسيل عن حمزة بن أبي أسيد عن أبيه رضي الله عنه عند البخاري (5255) وغيره قال: ((هَبِي نَفْسَكِ لِي، قالت: وهل تهب الملكة نفسها للسوقة؟ قال: فأهوى بيده يضع يده عليها لتسكن، فقالت: أعوذ بالله منك)).

قال ابن حجر في الفتح (9/ 358): "لم يؤاخذها النبي صلى الله عليه وسلم بكلامها؛ معذرة لها لقرب عهدها بجاهليتها".

فروايتا أنَّها لم تعرف النبي صلى الله عليه وسلم واعتدادها بنفسها صحيحتان، والأولى أقوى من جهة السند، لكنَّها مشكلة عندي، ولا مانع من اجتماع الأمرين، والله أعلم.

قول النبي صلى الله عليه وسلم لمن خدعنها صواحب يوسف:

في مرسل سعيد بن عبدالرحمن بن أبزى عن ابن سعد (8/ 114): ((إِنَّهُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ وَكَيْدُهُنَّ عَظِيمٌ))؛ وهو حديث منكر، ولم أقف عليه في غير هذه الرواية، والله أعلم.

الطلاق هل كان صريحًا أو كناية؟

على القول بأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها: هل طلقها النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ الطلاق الصريح أو كناية الطلاق "الحقي بأهلكِ"؟

جاء أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم طلقها بلفظ الطلاق الصريح في رواية:

1- يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ (3/ 269) عن حجاج بن أبي منيع عن جده عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها: ((فطلقها ولم يدخل بها))، وذكر الطلاق شاذ.

2- أبي نعيم (7461) من رواية عمر بن الحكم عن أبي أسيد رضي الله عنه: ((ثم أمرني النبي صلى الله عليه وسلم فرددتها إلي أهلها، ثم طلقها))؛ وهي رواية منكرة.

3- مرسل قتادة عند أبي نعيم (7458): ((ثم تزوج من أهل اليمن أسماء بنت النعمان من بني الجون، فلما دخل عليها دعاها، فقالت: تعالَ أنت، فطلقها ... وزعم بعضهم أنَّها قالت: أعوذ بالله منك، قال: قَدْ عُذْتِ بِمُعَاذٍ، وَقَدْ أَعَاذَكِ اللهُ مِنِّي، فطلقها))؛ وهو حديث منكر.

ولم أقف على رواية صحيحة أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم طلقها بلفظ الطلاق الصريح، وتقدم أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوجها على الصحيح؛ فقوله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث السابقة: ((الحَقِي بأهلكِ)) ليس كناية في الطلاق، والله أعلم.

[10] القصة جاءت من حديث:

1- زيد بن كعب بن عجرة. 2- كعب بن عجرة. 3- كعب بن زيد. 4- عبدالله بن كعب. 5- سعد بن زيد. 6- ابن عمر رضي الله عنهم.

الحديث الأول: حديث زيد بن كعب بن عجرة: رواه سعيد بن منصور (1/ 247) (829) قال: ثنا أبو معاوية قال: ثنا جميل بن زيد الطائي عن زيد بن كعب بن عجرة قال: فذكره.

ورواه بإسناده ابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (854): حدثنا يحيى بن يوسف الزمي، قال: حدثنا أبو معاوية الضرير به والطحاوي في شرح مشكل الآثار (647): حدثنا عبدالملك بن مروان أبو بشر الرقي، حدثنا أبو معاوية به، وأحمد (15602): حدثنا القاسم بن مالك المزني أبو جعفر، قال: أخبرني جميل بن زيد به، والبغوي معجم الصحابة (2/ 490): حدثنا زياد بن أيوب، ثنا القاسم بن مالك به، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (648): قال: حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر القزويني أبو القاسم، حدثني أبو أسامة عبدالله بن أسامة الكلبي الكوفي، حدثنا عمر بن حفص عن أبيه عن جميل الطائي به [ح (649)] قال: كما أجاز لي أبو يزيد هارون بن محمد العسقلاني عن المفضل بن غسان الغلابي أنَّه حدثه، قال: حدثنا ابن الحماني، حدثنا محمد بن أبي حفص، حدثنا جميل بن زيد به، والبيهقي (7/ 256): أخبرنا على بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أحمد بن عبيد حدثنا إبراهيم بن إسحاق السراج، حدثنا يحيى بن يحيى، أخبرنا محمد بن جابر عن جميل بن زيد به؛ والحديث مرسل ومنكر.

هذه الرواية وما يأتي مدارها على جميل بن زيد الطائي، وضعفه شديد واضطرب فيه؛ قال يحيى بن معين: "ليس بثقة"، وقال البخاري: "لم يصح حديثه"، وقال النسائي: "ليس بالقوي"، وضعَّفه أبو حاتم والبغوي، وقال ابن حبان: "دخل المدينة بعد موت ابن عمر رضي الله عنهما، فجمع أحاديث ابن عمر رضي الله عنهما، ثم رجع إلى البصرة فرواها"، وأبو معاوية هو محمد بن خازم.

تنبيه: في رواية أحمد والبغوي كعب بن زيد أو زيد بن كعب.

قال ابن أبي خيثمة: "قال أبو معاوية: وحدثني رجل عن جميل بن زيد الطائي عن زيد بن كعب بن عجرة ... فأبو معاوية سمعه من جميل بن زيد وزاد فيه: عن رجل عن جميل بن زيد، ووافقه في الإسناد الرجل الذي حدثه عن جميل بن زيد على زيد بن كعب بن عجرة، خالفا محمد بن أبي حفص الأنصاري الذي روى عنه عفيفٌ الحديثَ، وقد سمعت يحيى بن معين يقول: جميل بن زيد ليس بثقة"، وقال الطحاوي في شرح مشكل الآثار (647): "قال أبو معاوية: عن رجل عن جميل بهذا الإسناد"، وقال الذهبي في تنقيح التحقيق (2/ 192): "هذا مرسل، وجميل غير ثقة".

الحديث الثاني: حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه: رواه الحاكم (4/ 34): حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، حدثنا الحسن بن علي بن شبيب المعمري، حدثنا يحيى بن يوسف الرقي، حدثنا أبو معاوية الضرير عن جميل بن زيد الطائي عن زيد بن كعب بن عجرة عن أبيه رضي الله عنه، فذكره؛ منكر.

الحديث الثالث: حديث كعب بن زيد رضي الله عنه: رواه البخاري في التاريخ الكبير (7/ 223): قال سليمان بن داود أبو الربيع، ثنا عباد بن العوام، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (646): حدثنا محمد بن علي بن داود، وإبراهيم بن أبي داود قالا: حدثنا سعيد بن سليمان الواسطي، عن عباد بن العوام، حدثنا جميل بن زيد الطائي قال: سمعت كعب بن زيد الأنصاري رضي الله عنه، فذكره؛ منكر.

قال الطحاوي في شرح مشكل الآثار (2/ 109): "ثم طلبنا الوقوف على كعب بن زيد، أو زيد بن كعب، أو سعد بن زيد؛ هل له صحبة أم لا؟ فوجدنا البخاري في تاريخه لما ذكر المسمين بكعب من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر منهم كعب بن عمرو أبا اليسر ... ثم قال: "وكل هؤلاء لهم صحبة ثم ذكر بعقب ذلك كعب بن زيد، فقال: ويقال زيد بن كعب ثم ذكر بعده كعب بن ماتع الذي يقال له: كعب الأحبار، وكان ذلك دليلًا على إدخاله إياه في الصحابة رضي الله عنهم، أو على قربه منهم كان عنده".

الحديث الرابع: حديث عبدالله بن كعب: رواه ابن أبي شيبة (4/ 176): حدثنا ابن فضيل، والبخاري في التاريخ الكبير (7/ 223): قال لي يحيى بن موسى: ثنا محمد بن فضيل عن جميل بن زيد عن عبدالله بن كعب.

تنبيه: في رواية ابن أبي شيبة عن عبدالله بن كعب، أو كعب بن عبدالله.

الحديث الخامس: حديث سعد بن زيد رضي الله عنه: رواه ابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (853): حدثنا عبيدالله بن عمر، قال: حدثنا عفيف بن سالم الموصلي، قال: حدثنا محمد بن أبي حفص الأنصاري، قال: حدثنا جميل بن زيد عن سعد بن زيد رضي الله عنه، فذكره.

وابن قانع في معجم الصحابة (1/ 257): حدثنا حامد بن محمد، ثنا عبيدالله بن عمر به، والبغوي في معجم الصحابة (936): حدثني أحمد بن زهير، ثنا عبيدالله بن عمر به، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (3194) (7463): حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا عمار بن أبي مالك الجنبي، ثنا أبي عن جميل بن زيد به [ح (3195)]، حدثناه محمد بن أحمد بن محمد، ثنا أحمد بن الحسن الداركي، ثنا أبو حاتم، ثنا عبدالله بن صالح بن مسلم، ثنا محمد بن عمر العطار عن جميل بن زيد الطائي به، والبيهقي (7/ 256): أخبرنا أبو عبدالله الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبدالجبار، حدثنا يونس بن بكير عن أبى يحيى به، وقال أبو نعيم: ورواه يونس بن بكير عن أبي يحيى عن جميل بن زيد عن سعد مثله، أبو يحيى هو محمد بن عمر العطار، ورواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (2/ 108): "وذكر لي محمد بن موسى الحضرمي أنَّ أبا حفص عمر بن حفص بن أسلم بن راشد السكوني قال: وهو عن محمد بن جعفر بن الإمام الذي كان عندنا ها هنا قال: وكان عمه هذا أحد الثقات ببغداد أنَّه حدثه قال: حدثنا عبدالله - يعني: ابن صالح العجلي - حدثنا محمد بن عمر العطار ...".

قال ابن أبي خيثمة: "كذا قال جميل بن زيد عن سعد بن زيد وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم".

تنبيهان:

الأول: في رواية ابن أبي خيثمة، وابن قانع، وأبي نعيم (3194) (7463) سعد بن زيد الطائي رضي الله عنه.

وفي رواية البغوي (936)، وأبي نعيم (3195)، والطحاوي، والبيهقي سعد بن زيد الأنصاري رضي الله عنه.

الثاني: في رواية ابن قانع: عفيف، ثنا جميل بن زيد ولم يذكر بينهما محمد بن أبي حفص، والظاهر أنَّه سقط، والله أعلم.

قال ابن عبدالبر في الاستيعاب بهامش الإصابة (2/ 53): "سعد بن زيد الطائي وقيل الأنصاري مختلف فيه، ولا يصح؛ لأنَّه انفرد بذكره جميل بن زيد، عن سعد بن زيد الطائي".

الحديث السادس: حديث ابن عمر رضي الله عنهما: رواه أبو يعلى (5699): حدثنا عبدالله بن عمر بن أبان، حدثنا أبو بكير، ابن عم حفص بن غياث النخعي عن جميل بن زيد الطائي، حدثنا عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، فذكره.

وقال البخاري في التاريخ الكبير (7/ 223): قال سليمان أبو الربيع: ثنا إسماعيل بن زكريا، سمع جميل بن زيد به، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (644): حدثنا هارون بن محمد العسقلاني أبو يزيد، حدثنا أبو الربيع الزهراني، حدثنا إسماعيل بن زكريا به، والبخاري في التاريخ الكبير (7/ 223): قال محمد بن عبدالعزيز، ثنا القاسم بن غصن سمع جميل بن زيد به، والبغوي في معجم الصحابة (881): حدثنا الوركاني، ثنا القاسم بن الغصن به، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (645): حدثنا أبو عمران موسى بن الحسن بن عبدالله المروزي المعروف بالسقلي، حدثنا محمد بن جعفر الوركاني، حدثنا القاسم بن غصن به؛ مرسل منكر.

تقدم أنَّ رواية جميل بن زيد عن ابن عمر رضي الله عنهما مرسلة.

قال الطحاوي: "خولف إسماعيل عنه في ذلك فرووه عنه عن غير ابن عمر رضي الله عنهما، ولم نعلم أحدًا وافق إسماعيل بن زكريا عنه في ذلك غير القاسم بن غصن، قال أبو عبدالرحمن: تقدم أيضًا عن أبي بكير عبدالله بن سعيد النخعي في رواية أبي يعلى".

وقال الداراقطني في علله (3030): "اختلف فيه على جميل بن زيد؛ فرواه القاسم بن غصن، وأبو بكر - الصواب أبو بكير - النخعي عبدالله بن سعيد عن جميل بن زيد عن ابن عمر رضي الله عنهما، وغيره يرويه عن جميل بن زيد عن كعب بن زيد الأنصاري، وجميل بن زيد متروك.

وقال أبو القاسم البغوي: "اختلف الرواة عن جميل بن زيد في اسم هذا الرجل، وجميل بن زيد ضعيف الحديث جدًّا"، وقال أبو نعيم: "والاضطراب فيه من جهة جميل بن زيد؛ لضعفه وسوء حفظه"، وقال ابن عدي في الكامل (2/ 171 - 172): "جميل بن زيد يعرف بهذا الحديث، واضطرب الرواة عنه بهذا الحديث حسب ما ذكره البخاري، وتلون فيه على ألوان واختلف عليه من روى عنه".

وأعلَّ الحديث بجميل بن زيد واضطرابه فيه: البيهقي (7/ 214)، وابن التركماني في الجوهر النقي، وابن حزم في المحلى (10/ 115)، وابن الملقن في البدر المنير (7/ 438)، وابن حجر في التلخيص (1565)، والهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 300)، والألباني في الإرواء (1912).

الكشح: ما بين الخاصرة إلى الضلع.

وجاءت القصة من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه وليس فيها موطن الشاهد، رواه الطبراني في الكبير (6/ 199): حدثنا إسحاق بن داود الصواف التستري، ثنا محمد بن سنان القزاز، والبيهقي في الخلافيات (6/ 129): أخبرنا أبو عبدالله الحافظ، وأبو بكر القاضي، وأبو سعيد بن أبي عمرو، قالوا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن سنان القزاز، ثنا إسحاق بن إدريس عن عبدالحميد بن سليمان عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه: ((أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم تزوج امرأة من أهل البادية، فرأى بها بياضًا، ففارقها قبل أن يدخل بها))؛ وإسناده ضعيف جدًّا.

شيخ الطبراني إسحاق بن داود الصواف التستري لم أقف عليه، لكنَّه متابع للثقة محمد بن يعقوب، وإسحاق بن إدريس ضعفه شديد ترجم له الذهبي في الميزان فقال: "إسحاق بن إدريس الأسواري البصري، أبو يعقوب، تركه ابن المديني، وقال أبو زرعة: واهٍ، وقال الدارقطني: منكر الحديث، وقال يحيى بن معين: كذاب يضع الحديث".

وعبدالحميد بن سليمان الخزاعي ضعيف؛ قال ابن معين: "ليس بشيء"، وقال ابن المديني وصالح بن محمد الأسدي: "ضعيف"، وقال النسائي: "ضعيف"، وقال في رواية: "ليس بثقة"، وكذلك قال الدارقطني وأبو داود، وقال يعقوب بن سفيان: "لم يكن بالقوي في الحديث"، وقال ابن عدي: "هو ممن يكتب حديثه"، وقال أبو أحمد الحاكم: "ليس بالقوي عندهم وكان أحمد ما يرى به بأسًا"، فتفرد عبدالحميد بن سليمان وإسحاق بن إدريس به يدل على نكارته، والله أعلم.

وأبو عبدالله الحافظ هو الحاكم، وأبو حازم هو سلمة بن دينار.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • دراسة حديث: اثنان فما فوقهما جماعة
  • دراسة حديث: ألا رجل يتصدق على هذا فيصلي معه
  • دراسة حديث: الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن، اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين
  • دراسة حديث: النهي عن قول ما شاء الله وشئت والأمر بثم شئت
  • حديث: إذا تبايع الرجلان فكل واحد منهما بالخيار
  • حديث: «كخ كخ، ارم بها، أما علمت أنا لا نأكل الصدقة؟»
  • حديث: إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها
  • حديث: اعرف عفاصها ووكاءها، ثم عرفها سنة، فإن جاء صاحبها، وإلا فشأنك بها

مختارات من الشبكة

  • شرح كتاب المنهج التأصيلي لدراسة التفسير التحليلي (المحاضرة الثانية: التعريف بالمنهج التأصيلي لدراسة التفسير التحليلي)(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • جهود الشيخ محمد عبد الخالق عضيمة في كتابه "دراسات لأسلوب القرآن" - دراسة وتحليل(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • الدراسة المصطلحية: المفهوم والمنهج لمحمد أزهري(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • دراسة الأسانيد إصدار مركز إحسان لدراسات السيرة النبوية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • ‏حكم الدراسة الأكاديمية ‏في أقسام التأمين لغرض الوظيفة : دراسة فقهية تأصيلية (PDF)(كتاب - موقع د. صغير بن محمد الصغير)
  • دراسة الجدوى من منظور اقتصادي(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • فتح مكة: دراسة دعوية (خاتمة الدراسة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أبحاث ودراسات الندوة التي أقامها المركز بالشراكة مع كلية اللغة العربية والدراسات الاجتماعية بجامعة القصيم (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • ملخص دراسة: التغرير في النكاح ( دراسة فقهية مقارنة )(مقالة - موقع أ. د. علي أبو البصل)
  • دراسة الجدوى وجدوى الدراسة!!(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب