• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / علوم حديث
علامة باركود

من أمالي الحرم: أطيب عند الله من ريح المسك

من أمالي الحرم: أطيب عند الله من ريح المسك
أ. د. فهمي أحمد عبدالرحمن القزاز

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/6/2016 ميلادي - 29/8/1437 هجري

الزيارات: 32412

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من أمالي الحرم

"أطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ"


بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

الحمدُ لله، وأفضل الصَّلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبعدُ:

عبق الحرم المكي ولذته لا يعرف قدرها إلا من حباه الله بفضله، فكيف به وأنت تجلس بجوار الكعبة وقبالتها بمعية العلماء والصالحين وهم يتدارسون كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وتتعلم منهم العلم، وصدق الإمام أحمد إذ يقول: ( الْعِلْمُ لَا يَعْدِلُهُ شَيْءٌ) [1]؛ وبينما نحن على هذه الحال في مجلس " العشر الأواخر" إذ انقدح في ذهني سؤال كان قد طرحه عليّ بعض الخطباء النبلاء، وهو: أيهما أفضل وأعظم ثواباً عند الله الصيام أو الجهاد؟ منطلقا من قوله صلى الله عليه وسلم:" أطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ" وقوله - صلى الله عليه وسلم -: " وَالرِّيحُ رِيحُ المِسْكِ "، وكنت قد أجبت قبل رجوعي إلى المصادر في حينها: أن العبرة في الأفضلية بتغيير النجس إلى طاهر، فأجر الشهيد أعلى وأجل... فتدارسنا هذا الموضوع في مجلسنا المبارك وأخذ منا شوطا عشناه بأرواحنا في رحاب الحرم ولياليه، فكلفني شيخنا الشيخ نظام يعقوبي بتحرير الموضوع وعرضه في المجلس القادم فشددت العزم على دراسة الموضوع دراسة تحليلية ضمّت فوائد عدة ونفاس دقيقة، أسال الله القبول وعليه التكلان، فأقول:

• من أحاديث فضل الصيام وَثَوَابِ الصَّائِمِ:

جاء في حديث أبي هريرة المروي في الصحيحين وغيرهما: قَالَ: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"قَالَ اللهُ - عز وجل -: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَام، فَإنَّهُ لِي وَأنَا أجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، فَإذَا كَانَ يَومُ صَوْمِ أحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ فإنْ سَابَّهُ أحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُل: إنِّي صَائِمٌ، وَالذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إِذَا أفْطَرَ فَرِحَ بفطره، وَإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ"[2].

 

وورد في مسلم وغيره بلفظ: "كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يضاعَفُ، الحسنةُ بِعَشْرِ أمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِئَةِ ضِعْفٍ، قَالَ الله تَعَالَى: إِلاَّ الصَّوْمَ فَإنَّهُ لِي وَأنَا أجْزِي بِهِ؛ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أجْلِي، للصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ؛ وَلَخُلُوفُ فِيهِ أطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ"[3].


• من أحاديث فضل الجهاد وثواب المجاهد:

أخرج البخاري وغيره عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يُكْلَمُ أَحَدٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ إِلَّا جَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَاللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ، وَالرِّيحُ رِيحُ المِسْكِ"[4].

وأخرجه النسائي وغيره عنه رضي الله عنه بزيادة وهي:"وَجُرْحُهُ يَثْعَبُ دَمًا"[5].

 

وأخرج عبد الرزاق في مصنفه عنه رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كُلُّ كَلْمٍ يَكْلَمُهَا الْمُسْلِمُ فِي سِبِيلِ اللَّهِ يَكُونُ كَهَيْئَتِهَا إِذَا أُصِيبَتْ، يَفْجُرُ دَمًا قَالَ: اللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ، وَالرِّيحُ رِيحُ الْمِسْكِ"[6].

 

وأخرج أحمد من مسند عَبْدِ اللهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ، قَالَ: لَمَّا أَشْرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ، قَالَ: " أَشْهَدُ عَلَى هَؤُلَاءِ مَا مِنْ مَجْرُوحٍ جُرِحَ فِي اللهِ، إِلَّا بَعَثَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَجُرْحُهُ يَدْمَى، اللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ وَالرِّيحُ رِيحُ الْمِسْكِ، انْظُرُوا أَكْثَرَهُمْ جَمْعًا لِلْقُرْآنِ فَقَدِّمُوهُ أَمَامَهُمْ فِي الْقَبْرِ"[7].

 

وأخرج الترمذي من مسند مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ فُوَاقَ نَاقَةٍ وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ، وَمَنْ جُرِحَ جُرْحًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ نُكِبَ نَكْبَةً، فَإِنَّهَا تَجِيءُ يَوْمَ القِيَامَةِ كَأَغْزَرِ مَا كَانَتْ لَوْنُهَا الزَّعْفَرَانُ وَرِيحُهَا كَالمِسْكِ"[8].

وزاد أبو داود، والنسائي، وأحمد، وابن حبان وغيرهم:"وَمَنْ جُرِحَ جُرْحًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَعَلَيْهِ طَابَعُ الشُّهَدَاءِ"[9].


• بيان المعاني وضبط الألفاظ وغريبه:

"يَثْعَبُ": قال البغوي: قَوْلُهُ:"وَجُرْحُهُ يَثْعَبُ دَمًا"، يُقَالُ: ثَعَبْتُ الْمَاءَ، فَانْثَعَبَ: إِذَا فَجَّرْتَهُ[10].

"لَا يُكْلَمُ":بِضَمِّ أَوَّلِهِ وَسُكُونِ الْكَافِ وَفَتْحِ اللَّامِ ؛أَيْ: يُجْرَحُ[11].

"الْعَرْفُ": بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الرَّاءِ بَعْدَهَا فَاءٌ؛ وَهُوَ: الرَّائِحَةُ [12].

"لَخُلُوْفْ": هُوَ بِضَمِّ الْخَاءِ وَاللَّامِ وَسُكُونِ الْوَاوِ وَالْفَاءِ؛ وَهُوَ تَغَيُّرُ رَائِحَةِ الْفَمِ هَذَا هُوَ الصَّوَابُ فِيهِ، وَهُوَ ما ذَكَرَهُ الْخَطَّابِيُّ وَغَيْرُهُ مِن أَهْلِ الْغَرِيبِ وَهُوَ الْمَعْرُوفُ فِي كُتُبِ اللُّغَةِ.

وَقَالَ الْقَاضِي عياض الرِّوَايَةُ الصَّحِيحَةُ: بِضَمِّ الْخَاءِ، قَالَ: وَكَثِيرٌ مِنَ الشُّيُوخِ يَرْوِيهِ بِفَتْحِهَا، قَالَ الْخَطَّابِيُّ: وَهُوَ خَطَأٌ.

 

قَالَ الْقَاضِي وَحُكِيَ عَنِ الْفَارِسِيِّ فِيهِ الْفَتْحُ وَالضَّمُّ، وَقَالَ: أَهْلُ الْمَشْرِقِ يَقُولُونَهُ بِالْوَجْهَيْنِ، وَالصَّوَابُ الضَّمُّ، وَيُقَالُ خَلَفَ فُوهُ بِفَتْحِ الخاء واللام يخلف بضم اللام وأخلف يَخْلُفُ إِذَا تَغَيَّرَ[13].

 

قال السيوطي: وَبَالَغَ النَّوَوِيُّ فِي شَرْحِ الْمُهَذَّبِ فَقَالَ: لَا يَجُوزُ فَتْحُ الْخَاءِ، وَاحْتَجَّ غَيْرُهُ لِذَلِكَ بِأَنَّ الْمَصَادِرَ الَّتِي جَاءَتْ عَلَى فَعُولٍ بِفَتْح اللَّام قَلِيلَةٌ وَلَيْسَ هَذَا مِنْهَا[14].

 

"فَمِ": قال العراقي: فِيهِ رَدٌّ عَلَى أَبِي عَلِيٍّ الْفَارِسِيِّ فِي قَوْلِهِ: إنَّ ثُبُوتَ الْمِيمِ فِي الْفَمِ خَاصٌّ بِضَرُورَةِ الشِّعْرِ فَإِنَّهَا ثَبَتَتْ فِي قَوْلِهِ فَمُ الصَّائِمِ فِي الِاخْتِيَارِ، وَمِنْ ثُبُوتِهَا مَعَ الْإِضَافَةِ أَيْضًا قَوْلُ الشَّاعِرِ: يُصْبِحُ ظَمْآنَ وَفِي الْبَحْرِ فَمُهُ[15].


• لماذا مثل بالمسك دون غيره من أنواع الطِّيب؟

وذلك لأنّ المسك أطيب الطيب...لأنه لو كان في الطيب فوق المسك لضرب به المثل عند الله كما ضرب بالمسك[16].


• ما الغاية من هذا التمثيل؟ ولماذا خص بخلوف فم بالصائم دون غيره؟

وَإِنَّمَا هُوَ تَرْغِيبٌ فِي الِاسْتِكْثَارِ مِنْ الصَّوْمِ الَّذِي يَحْدُثُ بِهِ وَلِذَلِكَ خَصَّ بِخُلُوفِ فَمِ الصَّائِمِ دُونَ خُلُوفِ فَمِ غَيْرِهِ، وهو يَحُضُّهُمْ عَلَى الصيام وَيُرَغِّبُهُمْ فيه، وهذا في فضل الصيام وَثَوَابِ الصَّائِمِ[17].


• ما مَعْنَى كَوْنِ الْخُلُوفِ أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ ؟

اُخْتُلِفَ العلماء فِي مَعْنَى كَوْنِ هَذَا الْخُلُوفِ أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ بَعْدَ الِاتِّفَاقِ عَلَى أَنَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مُنَزَّهٌ عَنْ اسْتِطَابَةِ الرَّوَائِحِ الطَّيِّبَةِ وَاسْتِقْذَارِ الرَّوَائِحِ الْخَبِيثَةِ، فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ صِفَاتِ الْحَيَوَانِ الَّذِي لَهُ طَبَائِعُ تَمِيلُ إلَى شَيْءٍ فَتَسْتَطِيبُهُ وَتَنْفِرُ مِنْ شَيْءٍ فَتَتَقَذَّرُهُ[18]، عَلَى أَقْوَالٍ:

أَحَدُهَا: قَالَ الْمَازِرِيُّ: هُوَ مَجَازٌ وَاسْتِعَارَةٌ؛ لِأَنَّهُ جَرَتْ عَادَتْنَا بِتَقْرِيبِ الرَّوَائِحِ الطَّيِّبَةِ مِنَّا فَاسْتُعِيرَ ذَلِكَ مِنْ الصَّوْمِ لِتَقْرِيبِهِ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى، وعليه فَيَكُونُ الْمَعْنَى: أَنَّ خُلُوفَ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ عِنْدَكُمْ، أَيْ: إنَّهُ يُقَرِّبُ إلَيْهِ أَكْثَرَ مِنْ تَقْرِيبِ الْمِسْكِ إلَيْكُمْ، وَذَكَرَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ قريبا منه، فقال: يريد أزكى عند الله وأقرب إليه وأرفع عنده من ريح المسك.

 

الثَّانِي: أَنَّ مَعْنَاهُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُجْزِيهِ فِي الْآخِرَةِ حَتَّى تَكُونَ نَكْهَتُهُ أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ كَمَا قَالَ فِي الْمَكْلُومِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ "الرِّيحُ رِيحُ مِسْكٍ".

 

الثَّالِثُ: أَنَّ الْمَعْنَى أَنَّ صَاحِبَ الْخُلُوفِ يَنَالُ مِنْ الثَّوَابِ مَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ عِنْدَنَا لَا سِيَّمَا بِالْإِضَافَةِ إلَى الْخُلُوفِ وَهُمَا ضِدَّانِ.

 

الرَّابِعُ: أَنَّ الْمَعْنَى أَنَّهُ يُعْتَدُّ بِرَائِحَةِ الْخُلُوفِ وَتُدَّخَرُ عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ أَكْثَرَ مِمَّا يُعْتَدُّ بِرِيحِ الْمِسْكِ وَإِنْ كَانَتْ عِنْدَنَا نَحْنُ بِخِلَافِهِ.

 

الْخَامِسُ: أَنَّ الْمَعْنَى أَنَّ الْخُلُوفَ أَكْثَرُ ثَوَابًا مِنْ الْمِسْكِ حَيْثُ نَدَبَ إلَيْهِ فِي الْجُمَعِ وَالْأَعْيَادِ وَمَجَالِسِ الْحَدِيثِ وَالذِّكْرِ وَسَائِرِ مَجَامِعِ الْخَيْرِ قَالَهُ الدَّاوُدِيُّ وَابْنُ الْعَرَبِيِّ وَصَاحِبَا الْمُفْهِمِ وَبَعْضُ أَصْحَابِنَا، وقال النووي: ومعناه أنّ الْخُلُوفَ أَكْثَرُ ثَوَابًا مِنَ الْمِسْكِ حَيْثُ نُدِبَ إِلَيْهِ فِي الْجُمَعِ وَالْأَعْيَادِ وَمَجَالِسِ الْحَدِيثِ وَالذِّكْرِ وَسَائِرِ مَجَامِعِ الْخَيْرِ وذكر أنه الْأَصَحُّ.

 

السَّادِسُ: يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ فِي حَقِّ الْمَلَائِكَةِ يَسْتَطِيبُونَ رِيحَ الْخُلُوفِ أَكْثَرَ مِمَّا يَسْتَطِيبُونَ رِيحَ الْمِسْكِ[19].

 

وقال ابن القيم: في معنى طيبه وتأويلهم إياه بالثناء على الصائم والرضى بفعله، على عادة كثير منهم بالتأويل من غير ضرورة، حتى كأنه قد بورك فيه فهو موكل به، وأي ضرورة تدعو إلى تأويل كونه أطيب عند الله من ريح المسك بالثناء على فاعله والرضا بفعله، وإخراج اللفظ عن حقيقته؟ وكثير من هؤلاء ينشئ للفظ معنى ثم يدعي إرادة ذلك المعنى بلفظ النص من غير نظر منه إلى استعمال ذلك اللفظ في المعنى الذي عينه أو احتمال اللغة له. ومعلوم أن هذا يتضمن الشهادة على الله تعالى ورسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأن مراده من كلامه كيت وكيت، فإن لم يكن ذلك معلوماً بوضع اللفظ لذلك المعنى أو عرف الشارع صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعادته المطردة أو الغالبة باستعمال ذلك اللفظ في هذا المعنى أو تفسيره له به وإلا كانت شهادة باطلة[20].


• مَا الْحِكْمَة فِي تَحْرِيم إِزَالَة الدَّم مَعَ أَن رَائِحَته مُسَاوِيَة لرائحة الْمسك وَعدم تَحْرِيم إِزَالَة الخلوف مَعَ أَنه أطيب مِنْهُ؟

قال العيني: إِمَّا أَن تَحْصِيل مثل ذَلِك الدَّم محَال بِخِلَاف الخلوف، أَو أَن تَحْرِيمه مُسْتَلْزم للجرح، أَو رُبمَا يُؤَدِّي إِلَى ضَرَر كأدائه إِلَى النَّحْر، أَو أَن الدَّم لكَونه نجسا وَاجِب الْإِزَالَة شرعا[21].



• هَل طيب رَائِحَة الخلوف للصائم فِي الدُّنْيَا أَو فِي الْآخِرَة؟

اخْتلف الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن الصّلاح وَالشَّيْخ عز الدّين بن عبد السَّلَام فِي طيب رَائِحَة الخلوف، هَل هِيَ فِي الدُّنْيَا أَو فِي الْآخِرَة؟ فَذهب ابْن عبد السَّلَام إِلَى أَن ذَلِك فِي الْآخِرَة، كَمَا فِي دم الشَّهِيد، وَاسْتدلَّ بِمَا رَوَاهُ مُسلم وَأحمد وَالنَّسَائِيّ من طَرِيق عَطاء عَن أبي صَالح: (أطيب عِنْد الله يَوْم الْقِيَامَة)، وَذهب ابْن الصّلاح إِلَى أَنّ ذَلِك فِي الدُّنْيَا، فاستدل بِمَا رَوَاهُ ابْن حبَان: (فَم الصَّائِم حِين يخلف من الطَّعَام)، وَبِمَا رَوَاهُ الْحسن بن شعْبَان فِي (مُسْنده)، وَالْبَيْهَقِيّ فِي (الشّعب) من حَدِيث جَابر فِي فضل هَذِه الْأمة: (فَإِن خلوف أَفْوَاههم حِين يمسون أطيب عِنْد الله من ريح الْمسك). وَقَالَ الْمُنْذِرِيّ: إِسْنَاده مقارب، وَقَالَ ابْن بطال: معنى (عِنْد الله) أَي: فِي الْآخِرَة، كَقَوْلِه تَعَالَى: ) وَإِن يَوْمًا عِنْد رَبك((الْحَج: 74). يُرِيد أَيَّام الْآخِرَة.

 

فَإِن قلت: يُعَكر عَلَيْهِ بِحَدِيث الْبَيْهَقِيّ على مَا لَا يخفى؟

قلت: لَا مَانع من أَن يكون ذَلِك فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة[22].

قال ابن القيم معقبا على ذلك، ومبينا مذهبه: من العجب رده على أبي محمد بما لا ينكره أبو محمد وغيره، فإن الذي فسر به الاستطابة المذكورة في الدنيا بثناء الله تعالى على الصائمين ورضائه بفعلهم أمر لا ينكره مسلم، فإن الله تعالى قد أثنى عليهم في كتابه وفيما بلغه عنه رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورضي بفعله، فإن كانت هذه هي الاستطابة فيرى الشيخ أبو محمد لا ينكرها، والذي ذكره الشيخ أبو محمد أن هذه الرائحة إنما يظهر طيبها على طيب المسك في اليوم الذي يظهر فيه طيب دم الشهيد ويكون كرائحة المسك، ولا ريب أن ذلك يوم القيامة فإن الصائم في ذلك اليوم يجيء ورائحة فمه أطيب من رائحة المسك كما يجيء المكلوم في سبيل الله عز وجل ورائحة دمه كذلك، لا سيما والجهاد أفضل من الصيام، فإن كان طيب رائحته إنما يظهر يوم القيامة فكذلك الصائم. وأما حديث جابر فإنه يمسون وخلوف أفواههم أطيب من ريح المسك، فهذه جملة حالية لا خبرية، فإن خبر إمسائه لا يقترن بالواو لأنه خبر مبتدأ فلا يجوز اقترانه بالواو. وإذا كانت الجملة حالية فلأبي محمد أن يقول: هي حال مقدرة، والحال المقدرة يجوز تأخيرها عن زمن الفعل العامل فيها، ولهذا لو صرح بيوم القيامة في مثل هذا فقال: يمسون وخلوف أفواههم.

 

وفصل النزاع في المسألة أن يقال: حيث أخبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأن ذلك الطيب يكون يوم القيامة فلأنه الوقت الذي يظهر فيه ثواب الأعمال وموجباتها من الخير والشر، فيظهر للخلق طيب ذلك الخلوف على المسك، كما يظهر فيه رائحة دم المكلوم في سبيله كرائحة المسك، وكما تظهر فيه السرائر وتبدو على الوجوه وتصير علانية ويظهر فيه قبح رائحة الكفار وسواد وجوههم، وحيث أخبر بأن ذلك حين يخلف وحين يمسون فلأنه وقت ظهور أثر العبادة، ويكون حينئذ طيبها على ريح المسك عند الله تعالى وعند ملائكته، وإن كانت تلك الرائحة كريهة للعباد فرب مكروه عند الناس محبوب عند الله تعالى، وبالعكس، فإن الناس يكرهونه لمنافرته طباعهم، والله تعالى يستطيبه ويحبه لموافقته أمره ورضاه ومحبته فيكون عنده أطيب من ريح المسك عندنا، فإذا كان يوم القيامة ظهر هذا الطيب للعباد وصار علانية، وهكذا سائر آثار الأعمال من الخير والشر. وإنما يكمل ظهورها ويصير علانية في الآخرة، وقد يقوى العمل ويتزايد حتى يستلزم ظهور بعض أثره على العبد في الدنيا في الخير والشر كما هو مشاهد بالبصر والبصيرة[23].


• استشكال:

اسْتَشْكَلَ العلماء ما أورده البخاري من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ t عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:"كُلُّ كَلْمٍ يُكْلَمُهُ المُسْلِمُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، يَكُونُ يَوْمَ القِيَامَةِ كَهَيْئَتِهَا، إِذْ طُعِنَتْ، تَفَجَّرُ دَمًا، اللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ، وَالعَرْفُ عَرْفُ المِسْكِ" في باب: مَا يَقَعُ مِنَ النَّجَاسَاتِ فِي السَّمْنِ وَالمَاءِ([24])، فما هي وَجه الْمُنَاسبَة بينهما ؟ أختلف العلماء في ذلك على أقوال عدة، ومنها:

الأول: قَالَ الْقَاضِي عياض: وقد احتج به البخاري في ترجمة فِيمَا يَقَعُ مِنْ النَّجَاسَاتِ فِي الْمَاءِ وَالسَّمْنِ، وَقَدْ يُحْتَمَلُ أَنَّ حُجَّتَهُ فِيهِ الرُّخْصَةُ فِي الرَّائِحَةِ، أَوْ التَّغْلِيظُ بِعَكْسِ الِاسْتِدْلَالِ الْأَوَّلِ فَإِنَّ الدَّمَ لَمَّا انْتَقَلَ بِطِيبِ رَائِحَتِهِ مِنْ حُكْمِ النَّجَاسَةِ إلَى الطَّهَارَةِ، وَمَنْ حُكْمِ الْقَذَارَةِ إلَى التَّطْيِيبِ بِتَغَيُّرِ رَائِحَتِهِ، وَحُكِمَ لَهُ بِحُكْمِ الْمِسْكِ، وَالطِّيبِ لِلشَّهِيدِ فَكَذَلِكَ الْمَاءُ يَنْتَقِلُ إلَى الْعَكْسِ بِخُبْثِ الرَّائِحَةِ وَتَغَيُّرِ أَحَدِ أَوْصَافِهِ مِنْ الطَّهَارَةِ إلَى النَّجَاسَةِ[25]، وَقَالَ ابن دَقِيقِ الْعِيدِ: هَذَا ضَعِيف[26].

 

الثاني: مَا قَالَه الْكرْمَانِي: وَجه مُنَاسبَة هَذَا الحَدِيث للتَّرْجَمَة من جِهَة الْمسك: فَإِن أَصله دم انْعَقَد وفضلة نَجِسَة من الغزال، فَيَقْتَضِي أَن يكون نجسا كَسَائِر الدِّمَاء، وكسائر الفضلات، فَأَرَادَ البُخَارِيّ أَن يبين طَهَارَته بمدح الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَهُ، كَمَا بَين طَهَارَة عظم الْفِيل بالأثر، فظهرت الْمُنَاسبَة غَايَة الظُّهُور، وَإِن استشكله الْقَوْم غَايَة الاستشكال [27].

وأجاب العيني: لم تظهر الْمُنَاسبَة بِهَذَا الْوَجْه أصلا وظهورها غَايَة الظُّهُور بعيد جدا واستشكال الْقَوْم باقٍ.

 

الثالث: قَالَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ: هَذَا الْحَدِيثُ لَا يَدْخُلُ فِي طَهَارَةِ الدَّمِ وَلَا نَجَاسَتِهِ وَإِنَّمَا وَرَدَ فِي فَضْلِ الْمَطْعُونِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ[28].

قال ابن حجر: وأجيب بِأَنَّ مَقْصُودَ الْمُصَنِّفِ بِإِيرَادِهِ تَأْكِيدُ مَذْهَبِهِ فِي أَنَّ الْمَاءَ لَا يَتَنَجَّسُ بِمُجَرَّدِ الْمُلَاقَاةِ مَا لَمْ يَتَغَيَّرْ، فَاسْتَدَلَّ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَلَى أَنَّ تَبَدُّلَ الصِّفَةِ يُؤَثِّرُ فِي الْمَوْصُوفِ فَكَمَا أَنَّ تَغَيُّرَ صِفَةِ الدَّمِ بِالرَّائِحَةِ الطَّيِّبَةِ أَخْرَجَهُ مِنَ الذَّمِّ إِلَى الْمَدْحِ فَكَذَلِكَ تَغَيُّرُ صِفَةِ الْمَاءِ إِذَا تغير بِالنَّجَاسَةِ يُخرجهُ عَن صفة الطَّهَارَة الى النجاسة.

 

وَتُعُقِّبَ بِأَنَّ الْغَرَضَ إِثْبَاتُ انْحِصَارِ التَّنْجِيسِ بِالتَّغَيُّرِ وَمَا ذَكَرَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ التَّنْجِيسَ يَحْصُلُ بِالتَّغَيُّرِ وَهُوَ وِفَاقٌ لَا أَنَّهُ لَا يَحْصُلُ إِلَّا بِهِ وَهُوَ مَوْضِعُ النِّزَاعِ[29].

 

وتعقب العيني على ابن حجر قائلا: هَذَا الْقَائِل أَخذ هَذَا من كَلَام الْكرْمَانِي، فَإِنَّهُ نَقله فِي شَرحه عَن بَعضهم، ثمَّ قَالَ هَذَا الْقَائِل وَتعقب، بِأَن الْغَرَض إِثْبَات انحصار التنجس بالتغير، وَمَا ذكر يدلّ على أَن التنجس يحصل بالتغير وَهُوَ باقٍ إِلَّا أَنه لَا يحصل إلاَّ بِهِ، وَهُوَ مَوضِع النزاع انْتَهى. وهَذَا أَيْضا كَلَام الْكرْمَانِي، وَلكنه سبكه فِي صُورَة غير ظَاهِرَة، وَقَول الْكرْمَانِي هَكَذَا، فَنَقُول للْبُخَارِيّ: لَا يلْزم من وجود الشَّيْء عِنْد الشَّيْء أَن لَا يُوجد عِنْد عَدمه لجَوَاز مُقْتَضٍ آخر، وَلَا يلْزم من كَونه خرج بالتغير إِلَى النَّجَاسَة أَن لَا يخرج إلاَّ بِهِ لاحْتِمَال وصف آخر يخرج بِهِ عَن الطَّهَارَة بِمُجَرَّد الملاقاة، انتهى. حَاصِل هَذَا أَنه وَارِد على قَوْلهم: إِن مَقْصُود البُخَارِيّ من إِيرَاد هَذَا الحَدِيث تَأْكِيد مذْهبه فِي أَن المَاء لَا يَتَنَجَّس بِمُجَرَّد الملاقاة[30].

 

الرابع: قَالَ بن رَشِيدٍ: مُرَادُهُ أَنَّ انْتِقَالَ الدَّمِ إِلَى الرَّائِحَةِ الطَّيِّبَةِ هُوَ الَّذِي نَقَلَهُ مِنْ حَالَةِ الذَّمِّ إِلَى حَالَةِ الْمَدْحِ فَحَصَلَ مِنْ هَذَا تَغْلِيبُ وَصْفٍ وَاحِدٍ وَهُوَ الرَّائِحَةُ عَلَى وَصْفَيْنِ، وَهُمَا: الطَّعْمُ، وَاللَّوْنُ فَيُسْتَنْبَطُ مِنْهُ أَنَّهُ مَتَى تَغَيَّرَ أَحَدُ الْأَوْصَافِ الثَّلَاثَةِ بِصَلَاحٍ أَوْ فَسَادٍ تَبِعَهُ الْوَصْفَانِ الْبَاقِيَانِ وَكَأَنَّهُ أَشَارَ بِذَلِكَ إِلَى رَدِّ مَا نُقِلَ عَنْ رَبِيعَةَ وَغَيْرِهِ أَنَّ تَغَيُّرَ الْوَصْفِ الْوَاحِدِ لَا يُؤَثِّرُ حَتَّى يَجْتَمِعَ وَصْفَانِ، قَالَ: وَيُمْكِنُ أَنْ يُسْتَدَلَّ بِهِ عَلَى أَنَّ الْمَاءَ إِذَا تَغَيَّرَ رِيحُهُ بِشَيْءٍ طَيِّبٍ لَا يَسْلُبُهُ اسْمَ الْمَاءِ كَمَا أَنَّ الدَّمَ لَمْ يَنْتَقِلْ عَنِ اسْمِ الدَّمِ مَعَ تَغَيُّرِ رَائِحَتِهِ إِلَى رَائِحَةِ الْمِسْكِ لِأَنَّهُ قَدْ سَمَّاهُ دَمًا مَعَ تَغَيُّرِ الرِّيحِ فَمَا دَامَ الِاسْمُ وَاقِعًا على المسمى فَالْحُكْمُ تَابِعٌ لَهُ[31].

 

قال ابن حجر: وَيَرُدُّ عَلَى الْأَوَّلِ: أَنَّهُ يَلْزَمُ مِنْهُ أَنَّ الْمَاءَ إِذَا كَانَتْ أَوْصَافُهُ الثَّلَاثَةُ فَاسِدَةً ثُمَّ تَغَيَّرَتْ صِفَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْهَا إِلَى صَلَاحٍ أَنَّهُ يُحْكَمُ بِصَلَاحِهِ كُله، وَهُوَ ظَاهر الْفساد.

 

وعلى الثاني: أَنَّهُ لَا يَلْزَمُ مِنْ كَوْنِهِ لَمْ يُسْلَبِ اسْمَ الْمَاءِ أَنْ لَا يَكُونَ مَوْصُوفًا بِصِفَةٍ تَمْنَعُ مِنِ اسْتِعْمَالِهِ مَعَ بَقَاءِ اسْمِ الْمَاءِ عَلَيْهِ وَالله أعلم [32].

 

وقال العيني: هَذَا ظَاهر الْفساد لِأَنَّهُ يلْزم مِنْهُ أنَّه إِذا وصف وَاحِد بِالنَّجَاسَةِ أَن لَا يُؤثر حَتَّى يُوجد الوصفان الْآخرَانِ، وَلَيْسَ بِصَحِيح[33].

 

الخامس: وَمِنْهَا مَا قَالَه ابْن بطال: إنما ذكر البُخَارِيّ هَذَا الحَدِيث فِي بَاب نَجَاسَة المَاء لِأَنَّهُ لم يجد حَدِيثا صَحِيح السَّنَد فِي المَاء، فاستدل على حكم الْمَائِع بِحكم الدَّم الْمَائِع، وَهُوَ الْمَعْنى الْجَامِع بَينهمَا.

قال العيني: هَذَا أَيْضا وَجه غير حسن لَا يخفى[34].

 

السادس: وَمِنْهَا مَا قَالَه ابْن الْمُنِير: لما تَغَيَّرت صفته إِلَى صفة طَاهِرَة بَطل حكم النَّجَاسَة فِيهِ[35].

السابع: وَمِنْهَا مَا قَالَه الْقشيرِي: المراعاة فِي المَاء بِتَغَيُّر لَونه دون رَائِحَته، لِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سمى الْخَارِج من جرح الشَّهِيد دَمًا وَإِن كَانَ رِيحه ريح الْمسك، وَلم يقل مسكاً، وَغلب اسْم الْمسك لكَونه على رَائِحَته، فَكَذَلِك المَاء مَا لم يتَغَيَّر طعمه[36].

 

الثامن: قالت - أي: العيني - و ذكرُوا فِي مُطَابقَة هَذَا الحَدِيث للتَّرْجَمَة أوجهًا كلهَا بعيدَة، وكل هَؤُلَاءِ خارجون عَن الدائرة، وَلم يذكر أحد مِنْهُم وَجها صَحِيحا ظَاهرا لإيراد هَذَا الحَدِيث فِي هَذَا الْبَاب، لِأَن هَذَا الحَدِيث فِي بَيَان فضل الشَّهِيد: على أَنّ الحكم الْمَذْكُور فِيهِ من أُمُور الْآخِرَة، وَالْحكم فِي المَاء بِالطَّهَارَةِ والنجاسة من أُمُور الدُّنْيَا، وَكَيف يلتثم هَذَا بِذَاكَ؟ ورعاية الْمُنَاسبَة فِي مثل هَذِه الْأَشْيَاء بِأَدْنَى وَجه يلمح فِيهِ كَافِيَة، والتكلفات بالوجوه الْبَعِيدَة غير مستملحة.

 

التاسع: وَيُمكن أَن يُقَال: وَجه الْمُنَاسبَة فِي هَذَا أَنه لما كَانَ مبْنى الْأَمر فِي المَاء بالتغير بِوُقُوع النَّجَاسَة، وَأَنه يخرج عَن كَونه صَالحا للاستعمال لتغير صفته الَّتِي خلق عَلَيْهَا أَو أورد لَهُ نظيراً بِتَغَيُّر دم الشَّهِيد. فَإِن مُطلق الدَّم نجس، وَلكنه تغير بِوَاسِطَة الشَّهَادَة فِي سَبِيل الله، وَلِهَذَا لَا يغسل عَنهُ دَمه ليظْهر شرفه يَوْم الْقِيَامَة لأهل الْموقف بانتقال صفته المذمومة[37].



• نكتة:

قال ابن بطال: فإن قال قائل: لما حكم للدم من النجاسة إلى حكم الطهارة بطيب رائحته، وحكم له في الآخرة بحكم المسك الطاهر، إذ لا يوصف فيها بطيب الرائحة شيء نجس، وجب أن يحكم للماء إذا تغير ريحه، أو لونه، أو طعمه بنجس حل فيه بحكم النجاسة لانتقاله من الطهارة إلى النجاسة، وخروجه عن حكم الماء الذى أباح الله به الطهارة، وهو الماء الذى لا يخالطه شيء يغيره عن صفته[38].

 

وقال: فإن قال قائل: إنه لما حكم للدم بالطهارة بتغير ريحه إلى الطيب وبقى فيه اللون، والطعم، ولم يذكر تغيرهما إلى الطيب، وجب أن يكون الماء إذا تغير منه وصفان بالنجاسة، وبقى وصف واحد طاهر وجب أن يكون طاهرًا يجوز الوضوء به.

 

قيل: ليس كما توهمت، لأن ريح المسك حكم للدم بالطهارة، فكان اللون، والطعم تبعًا للطاهر، وهو الريح الذى انقلب ريح مسك، فكذلك الماء إذا تغير منه وصف واحد بنجاسة حلت فيه، كان الوصفان الباقيان تبعًا للنجاسة، وكان الماء بذلك خارجًا عن حد الطهارة لخروجه عن صفة الماء الذى جعله الله طهورًا، وهو الماء الذى لا يخالطه شيء[39].



• أيهما أفضل ثواباً عند الله الصائم أو المجاهد؟

بالنظر الظاهر الى قوله صلى الله عليه وسلم عن ثواب الصوم " وَالذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ "، وعن ثواب الجهاد: " اللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ، وَالرِّيحُ رِيحُ المِسْكِ "، يتبين فضل الصائم على المجاهد من قوله" أطيب" وهذا ما دفع العلماء لطرح هذا التساؤل والجواب عنه فقالوا:

فَإِن قلت: دم الشَّهِيد كريح الْمسك والخلوف أطيب مِنْهُ، فالصائم أفضل من الشَّهِيد؟

وهذا يُؤْخَذُ مِنْ قَوْلِهِ: " أَطْيَبُ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ" أي: أَنَّ الْخُلُوفَ أَعْظَمُ مِنْ دَمِ الشَّهَادَةِ لِأَنَّ دَمَ الشَّهِيدِ شُبِّهَ رِيحُهُ بِرِيحِ الْمِسْكِ وَالْخُلُوفُ وُصِفَ بِأَنَّهُ أَطْيَبُ.

 

الجواب: لَا يَلْزَمُ مِنْ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ الصِّيَامُ أَفْضَلَ مِنَ الشَّهَادَةِ لِمَا لَا يَخْفَى؛ لان منشأ الأطيبة رُبمَا تكون الطَّهَارَة لِأَنَّهُ طَاهِر، وَالدَّم نجس، فالعبرة بالنَّظَرُ إِلَى أَصْلِ كُلٍّ مِنْهُمَا فَإِنَّ أَصْلَ الْخُلُوفِ طَاهِرٌ وَأَصْلُ الدَّمِ بِخِلَافِهِ، فَكَانَ مَا أَصْلُهُ طَاهِرٌ أَطْيَبَ رِيحًا[40].

 

واستدلّ ابن حجر على ذلك بقوله أيضاً:

ولأصحاب السّنَن وَصَححهُ التِّرْمِذِيّ وابن حبان مِنْ حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: " مَنْ جُرِحَ جُرْحًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ نُكِبَ نَكْبَةً فَإِنَّهَا تَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَغْزَرِ مَا كَانَتْ لَوْنُهَا الزَّعْفَرَانُ وَرِيحُهَا الْمِسْكُ"، وَعُرِفَ بِهَذِهِ الزِّيَادَةِ أَنَّ الصِّفَةَ الْمَذْكُورَةَ لَا تَخْتَصُّ بِالشَّهِيدِ بَلْ هِيَ حَاصِلَةٌ لِكُلِّ مَنْ جُرِحَ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِهَذَا الْجُرْحِ هُوَ مَا يَمُوتُ صَاحِبُهُ بِسَبَبِهِ قَبْلَ انْدِمَالِهِ لَا مَا يَنْدَمِلُ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ أَثَرَ الْجِرَاحَةِ وَسَيَلَانَ الدَّمِ يَزُولُ وَلَا يَنْفِي ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ لَهُ فَضْلٌ فِي الْجُمْلَةِ لَكِنَّ الظَّاهِرَ أَنَّ الَّذِي يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَجُرْحُهُ يَثْعَبُ دَمًا مَنْ فَارَقَ الدُّنْيَا وَجُرْحُهُ كَذَلِكَ وَيُؤَيِّدُهُ مَا وَقع عِنْد بن حِبَّانَ فِي حَدِيثِ مُعَاذٍ الْمَذْكُورِ عَلَيْهِ طَابِعُ الشُّهَدَاءِ، وَقَوْلُهُ: " كَأَغْزَرِ مَا كَانَتْ" لَا يُنَافِي قَوْلَهُ: "كَهَيْئَتِهَا" ؛ لِأَنَّ الْمُرَادَ لَا يُنْقَصُ شَيْئًا بِطُولِ الْعَهْدِ قَالَ الْعُلَمَاءُ الْحِكْمَةُ فِي بَعْثِهِ كَذَلِكَ أَنْ يَكُونَ مَعَهُ شَاهِدٌ بِفَضِيلَتِهِ بِبَذْلِهِ نَفْسَهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى[41].

 

قلت: ومما ينبغي أن يعلم أنه يستدل لمن قال بفضل الصوم على الجهاد بقوله صلى الله عليه وسلم بصيغة المبالغة:" أطيب"، وهي تدل على الأفضلية، ويستدل لهم أيضاً بقوله " الصوم لي" والتخصيص به دون غيره من الأعمال[42]، وكذلك ورد الحديث بصيغة القدسي للإشعار بأهميته، وقوله صلى الله عليه وسلم فيه " والذي نفسي بيده"، وما ورد من أن جهاد النفس بالصوم أعلى من جهاد العدو بقوله: "رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، قالوا: وما الجهاد الأكبر؟ قال: "جهاد القلب"[43]، وكذلك ما ورد في الحديث الذي يرويه سيدنا طلحة وفيه المفاضلة بين المجاهد والصائم، وهو ما أخرجه أحمد، وابن ماجه وغيرهما من: أَنَّ رَجُلَيْنِ قَدِمَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ إِسْلامُهُمَا جَمِيعًا، وَكَانَ أَحَدُهُمَا أَشَدَّ اجْتِهَادًا مِنْ صَاحِبِهِ، فَغَزَا الْمُجْتَهِدُ مِنْهُمَا فَاسْتُشْهِدَ، ثُمَّ مَكَثَ الْآخَرُ بَعْدَهُ سَنَةً ثُمَّ تُوُفِّيَ، قَالَ طَلْحَةُ: فَرَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنِّي عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ، إِذَا أَنَا بِهِمَا وَقَدْ خَرَجَ خَارِجٌ مِنَ الجَنَّةِ، فَأَذِنَ لِلَّذِي تُوُفِّيَ الْآخِرَ مِنْهُمَا، ثُمَّ خَرَجَ فَأَذِنَ لِلَّذِي اسْتُشْهِدَ، ثُمَّ رَجَعَا إِلَيَّ فَقَالا لِي: ارْجِعْ فَإِنَّهُ لَمْ يَأْنِ لَكَ بَعْدُ، فَأَصْبَحَ طَلْحَةُ يُحَدِّثُ بِهِ النَّاسَ فَعَجِبُوا لِذَلِكَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " مِنْ أَيِّ ذَلِكَ تَعْجَبُونَ؟ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا كَانَ أَشَدَّ اجْتِهَادًا ثُمَّ اسْتُشْهِدَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَدَخَلَ هَذَا الْجَنَّةَ قَبْلَهُ، فَقَالَ: " أَلَيْسَ قَدْ مَكَثَ هَذَا بَعْدَهُ سَنَةً؟ " قَالُوا: بَلَى. قال: " وَأَدْرَكَ رَمَضَانَ فَصَامَهُ؟ " قَالُوا: بَلَى قال: " وَصَلَّى كَذَا وَكَذَا سَجْدَةً فِي السَّنَةِ؟ " قَالُوا: بَلَى، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَلَمَا بَيْنَهُمَا أَبْعَدُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ " [44].

 

ويقارب هذا الفهم ما بوَّب به ابن حبان عند إخراجه لهذا الحديث فقال: (ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مَنْ طَالَ عُمْرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ قَدْ يَفُوقُ الشَّهِيدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى)[45].

 

أقول: وعلى فرض أن الحديث ( حسن لغيره)، فهذا لا يعني الأفضلية مطلقا، بدليل ان ابن حبان عندما بوب له قال: "قد يفوق"، وهذه للتقليل كما يعلم بشرط ان يطول عمر الصائم على المجاهد.

 

وأحاديث فضل الجهاد وثواب المجاهد مستكثرة لا تحصى بباب، ويكفي في فضل الشهيد أنه معصوم من فتنة القبر، والحساب والميزان، وروحة معلقة بحواصل طير في الجنة، وهم أحياء عند ربهم يرزقون، وهو" رأس الأمر وذروة سنامه" ولا يتكلفه كل أفراد الأمة البالغين، بخلاف الصوم فهو بمقدور كل مكلف وإلا لما كان فرضا بخلاف الجهاد....الخ[46]، وهذا ما ألمح إليه البخاري في تراجمه فقال: بَابُ مَنِ اخْتَارَ الغَزْوَ عَلَى الصَّوْمِ، وذكر حديث أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:"كَانَ أَبُو طَلْحَةَ لاَ يَصُومُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَجْلِ الغَزْوِ، فَلَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ أَرَهُ مُفْطِرًا إِلَّا يَوْمَ فِطْرٍ أَوْ أَضْحَى"[47]

 

وعليه أقول: الفضل للمجاهد على الصائم وما استدل به من صيغة المبالغة لا تقوى في الاستدلال مع الفضل بتحول النجس وهو الدم إلى ريح المسك فهو أفضل من تحول الطاهر إلى أطيب من ريح المسك، وصيغة المبالغة" أطيب" بالنظر الى أصل كل منهما فَإِنَّ أَصْلَ الْخُلُوفِ طَاهِرٌ، وَأَصْلُ الدَّمِ بِخِلَافِهِ فَكَانَ مَا أَصْلُهُ طَاهِرٌ أَطْيَبَ رِيحًا، والله أعلم بالصواب.

 

قلت: علماً أن المسك يؤخذ أصلا من دم الغزال فاصله نجس كما يعلم ولكن حكم الشارع بطهارته لاستحالته الى ما صار اليه كما لا يخفى.


• ما يؤخذ من الأحاديث من فوائد:

1- قال الْقَاضِي حُسَيْنٌ: أَنَّ لِلطَّاعَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رِيحًا تَفُوحُ قَالَ فَرَائِحَةُ الصِّيَامِ فِيهَا بَيْنَ الْعِبَادَاتِ كَالْمِسْكِ[48].

 

2- أَن الشَّهِيد يبْعَث فِي حَالَته وهيئته الَّتِي قبض عَلَيْهَا، وَالْحكمَة فِيهِ أَن يكون مَعَه شَاهد فضيلته ببذله نَفسه فِي طَاعَة الله تَعَالَى[49].

 

3- وفيه التَّنْبِيه على شَرْطِيَّة الْإِخْلَاص فِي نيل هَذَا الثَّوَاب بقوله: (وَالله أعلم بِمن يكلم فِي سَبيله) [50].

 

4- قال ابن دقيق العيد " الْكَلْمُ " الْجُرْحُ، وَمَجِيئُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ سَيَلَانِ الْجُرْحِ فِيهِ أَمْرَانِ: أَحَدُهُمَا: الشَّهَادَةُ عَلَى ظَالِمِهِ بِالْقَتْلِ، الثَّانِي: إظْهَارُ شَرَفِهِ لِأَهْلِ الْمَشْهَدِ وَالْمَوْقِفِ بِمَا فِيهِ مِنْ رَائِحَةِ الْمِسْكِ الشَّاهِدَةِ بِالطِّيبِ[51].

 

5- قال ابن حجر: اسْتُدِلَّ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَلَى أَنَّ الشَّهِيدَ يُدْفَنُ بِدِمَائِهِ وَثِيَابِهِ وَلَا يُزَالُ عَنْهُ الدَّمُ بِغُسْلٍ وَلَا غَيْرِهِ لِيَجِيءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا وَصَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيهِ نَظَرٌ لِأَنَّهُ لَا يَلْزَمُ مِنْ غَسْلِ الدَّمِ فِي الدُّنْيَا أَنْ لَا يُبْعَثَ كَذَلِكَ وَيُغْنِي عَنْ الِاسْتِدْلَالِ لِتَرْكِ غُسْلِ الشَّهِيدِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ [52]. واجاب العيني قائلاً: فِي نظره نظر، لِأَن أحدا مَا ادّعى الْمُلَازمَة، بل المُرَاد أَن لَا تَتَغَيَّر هَيئته الَّتِي مَاتَ عَلَيْهَا[53].

 

6- قال النووي: وَاحْتَجَّ أَصْحَابُنَا بِهَذَا الْحَدِيثِ عَلَى كَرَاهَةِ السِّوَاكِ لِلصَّائِمِ بَعْدَ الزَّوَالِ لِأَنَّهُ يُزِيلُ الْخُلُوفَ الَّذِي هَذِهِ صِفَتُهُ وَفَضِيلَتُهُ وَإِنْ كَانَ السِّوَاكُ فِيهِ فَضْلٌ أَيْضًا لِأَنَّ فَضِيلَةَ الْخُلُوفِ أَعْظَمُ وَقَالُوا كَمَا أَنَّ دَمَ الشُّهَدَاءِ مَشْهُودٌ لَهُ بِالطِّيبِ وَيُتْرَكُ لَهُ غُسْلُ الشَّهِيدِ مَعَ أَنَّ غُسْلَ الْمَيِّتِ وَاجِبٌ فَإِذَا تُرِكَ الْوَاجِبُ لِلْمُحَافَظَةِ عَلَى بَقَاءِ الدَّمِ الْمَشْهُودِ لَهُ بِالطِّيبِ فَتَرْكُ السِّوَاكِ الَّذِي لَيْسَ هُوَ وَاجِبًا لِلْمُحَافَظَةِ عَلَى بَقَاءِ الْخُلُوفِ الْمَشْهُودِ لَهُ بِذَلِكَ أَوْلَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ[54].

 

7- وفيه: دلَالَة أَن الشَّيْء إِذا حَال عَن حَالَة إِلَى غَيرهَا كَانَ الحكم إِلَى الَّذِي حَال إِلَيْهِ، وَمِنْه المَاء تحل بِهِ نَجَاسَة، فغيرت أحد أَوْصَافه يُخرجهُ عَن المَاء الْمُطلق، وَمِنْه إِذا استحالت الْخمر إِلَى الْخلّ أَو بِالْعَكْسِ[55].

 

8- قال القاري: وَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّهُ لَا يَلْزَمُ مِنْ هَذِهِ الْعِبَارَةِ عَدَمُ إِزَالَةِ الْخُلُوفِ بِالسِّوَاكِ وَغَيْرِهِ، كَمَا اسْتَدَلَّ الشَّافِعِيُّ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَلَى أَنَّ السِّوَاكَ بَعْدَ الزَّوَالِ مَكْرُوهٌ[56].

 

9- قال الْقَاضِي عياض: وَيَحْتَجُّ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَبُو حَنِيفَةَ فِي جَوَازِ اسْتِعْمَالِ الْمَاءِ الْمُضَافِ، الْمُتَغَيِّرَةِ أَوْصَافُهُ بِإِطْلَاقِ اسْمِ الْمَاءِ عَلَيْهِ، كَمَا انْطَلَقَ عَلَى هَذَا اسْمُ الدَّمِ وَإِنْ تَغَيَّرَتْ أَوْصَافُهُ إلَى الطِّيبِ، قَالَ: وَحُجَّتُهُ بِذَلِكَ ضَعِيفَةٌ. وعقب عليه ان دقيق العيد قائلا: الْكُلُّ ضَعِيفٌ[57].

 

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



[1] قال ابن هانىء: قيل له (يعني لأبي عبد الله): يطلب الرجل الحديث بقدر ما يظن أنه قد انتفع به. قال: العلم لا يعدله شيء. ينظر سؤالات ابن هانئ للإمام احمد: (2/ 168) (1931)، بتحقيق زهير الشاويش.

[2] صحيح البخاري: (3/ 26)،: (1904)، وصحيح مسلم: (2/ 807)،: (1151)، وينظر سنن النسائي: (4/ 163)،: (2216)، ومسند أحمد ط الرسالة: (13/ 126)،: (7693).

[3] ينظر صحيح مسلم: (2/ 807)،: (1151)، ومسند أحمد ط الرسالة: (15/ 55)،: (9112).

[4] ينظر صحيح البخاري: (4 / 18): (2803)، وسنن الترمذي ت شاكر: (4 / 184): (1656)

[5] ينظر سنن النسائي: (6 / 28): (3147)، وموطأ مالك ت عبد الباقي: (2 / 461): (29).

[6] ينظر مصنف عبد الرزاق الصنعاني: (5 / 253): (9528).

[7] ينظر مسند أحمد ط الرسالة: (39 / 63): (23658).

[8] ينظر سنن الترمذي ت شاكر:: (4/ 185)،: (1657).

[9] ينظر سنن أبي داود: (3/ 21)،: (2541)، وسنن النسائي: (6/ 25)،: (3141)،و مسند أحمد ط الرسالة: (36/ 342)،: (22014)، صحيح ابن حبان: (7/ 464)، ذِكْرُ تَفَضُّلِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا عَلَى سَائِلِهِ الشَّهَادَةَ مِنْ قَلْبِهِ بِإِعْطَائِهِ أَجْرَ الشَّهِيدِ وَإِنَّ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ،: (3191).

[10] ينظر شرح السنة للبغوي: (10 / 350).

[11] ينظر فتح الباري لابن حجر: (6 / 20).

[12] ينظر فتح الباري لابن حجر: (6 / 20).

[13] ينظر إكمال المعلم بفوائد مسلم: (4/ 111)، والمعلم بفوائد مسلم: (2/ 62)، وشرح النووي على مسلم: (8 / 29)، وطرح التثريب في شرح التقريب: (4 / 95)، وشرح السنة للبغوي: (6/ 222)، وفتح الباري لابن حجر: (4 / 105)، وعمدة القاري شرح صحيح البخاري: (25 / 158)، حاشية السيوطي على سنن النسائي: (4 / 161).

[14] ينظر حاشية السيوطي على سنن النسائي: (4 / 161).

[15] ينظر طرح التثريب في شرح التقريب: (4 / 95).

[16] ينظر شرح النووي على مسلم: (8 / 29)، و شرح صحيح البخاري لابن بطال: (9 / 165).

[17] ينظر الاستذكار: (3 / 375)، و المنتقى شرح الموطأ: (2 / 74).

[18] قال العيني: (قَوْله: (أطيب) قيل: الأطيبة لَا تتَصَوَّر بِالنِّسْبَةِ إِلَى الله تَعَالَى إِذْ هُوَ منزه عَن أَمْثَاله. وَأجِيب: بِأَن الطّيب مُسْتَلْزم للقبول، أَي: خلوفه أقبل عِنْد الله من قبُول ريح الْمسك عنْدكُمْ، أَو وَهُوَ على سَبِيل الْفَرْض أَي: لَو تصور الطّيب عِنْده لَكَانَ الخلوف أطيب أَو الْمُضَاف مَحْذُوف أَي: عِنْد مَلَائِكَة الله). عمدة القاري شرح صحيح البخاري: (22/ 61).

[19] ينظر إكمال المعلم بفوائد مسلم: (4/ 111)، والمعلم بفوائد مسلم: (2/ 62)، وطرح التثريب في شرح التقريب: (4 / 95)، شرح النووي على مسلم: (8/ 29-30)، والتمهيد: (13/ 138)، والاستذكار: (3/ 375)، وشرح صحيح البخاري لابن بطال: (1 / 350)، و: (4 / 12): (9 / 165)، وشرح السنة للبغوي: (6/ 222)، وفتح الباري لابن حجر: (4 / 105)، وعمدة القاري شرح صحيح البخاري: (16/ 382)، والديباج على مسلم للسيوطي: (3/ 231)، و المنتقى شرح الموطأ: (2 / 74)، وتنوير الحوالك شرح موطأ مالك: (1 / 227)، وفيض القدير للمناوي: (4/ 618).

[20] ينظر الوابل الصيب من الكلم الطيب: (ص: 28).

[21] ينظر عمدة القاري شرح صحيح البخاري: (25 / 190).

[22] ينظر شرح صحيح البخاري لابن بطال: (4 / 12)، وفتح الباري لابن حجر: (4 / 105)، وعمدة القاري شرح صحيح البخاري: (10 / 259).

[23] ينظر الوابل الصيب من الكلم الطيب: (ص: 28)، وما بعدها.

[24] ينظر صحيح البخاري: (1/ 56)،: (237).

[25] ينظر إكمال المعلم بفوائد مسلم: (6/ 295).

[26] ينظر إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام: (2/ 306).

[27] ينظر فتح الباري لابن حجر: (1/ 345)، وعمدة القاري شرح صحيح البخاري: (3/ 164)تصرف.

[28] ينظر فتح الباري لابن حجر: (1/ 345).

[29] ينظر فتح الباري لابن حجر: (1/ 345).

[30] ينظر عمدة القاري شرح صحيح البخاري: (3/ 164).

[31] ينظر فتح الباري لابن حجر: (1/ 345)، وعمدة القاري شرح صحيح البخاري: (3/ 164)بتصرف.

[32] ينظر فتح الباري لابن حجر: (1/ 345).

[33] ينظر عمدة القاري شرح صحيح البخاري: (3/ 164).

[34] ينظر عمدة القاري شرح صحيح البخاري: (3/ 164).

[35] ينظر عمدة القاري شرح صحيح البخاري: (3/ 164).

[36] ينظر عمدة القاري شرح صحيح البخاري: (3/ 164).

[37] ينظر عمدة القاري شرح صحيح البخاري: (3/ 164).

[38] ينظر شرح صحيح البخاري لابن بطال: (1 / 350).

[39] ينظر شرح صحيح البخاري لابن بطال: (1 / 350).

[40] ينظر فتح الباري لابن حجر: (4 / 105)، و عمدة القاري شرح صحيح البخاري: (25 / 190).

[41] ينظر فتح الباري لابن حجر: (4 / 105).

[42] فصلت القول في ذلك في بحثي الموسوم: (الصوم لي وأنا اجزي به)، وقد نشر على شبكة الألوكة بتاريخ: 4/ 8/ 2012م.

[43] قال الحافظ ابن حجر في تسديد القوس: هو مشهور على الألسنة وهو من كلام إبراهيم بن عيلة، انتهى. وقال العجلوني: الحديث في الإحياء، قال العراقي: رواه بسند ضعيف عن جابر، ورواه الخطيب في تاريخه عن جابر بلفظ: قدم النبي -صلى الله عليه وسلم- من غزاة، فقال عليه الصلاة والسلام: "قدمتم خير مقدم، وقدمتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر" ، قالوا: وما الجهاد الأكبر؟ قال: "مجاهدة العبد هواه"، انتهى. والمشهور على الألسنة: رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، دون باقيه ففيه اقتصار، انتهى.. ينظر " كشف الخفاء ت هنداوي: (1/ 486)، (1362).

[44] ينظر سنن ابن ماجه: (2/ 1293)، 3925، مسند أحمد ط الرسالة: (3/ 21)، (1403)، وصحيح ابن حبان: (7 / 248): (2982). قال ابن حبان: مات أبو سلمة سنة أربع وَتِسْعِينَ وَقُتِلَ طَلْحَةُ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ يَوْمَ الجمل. وقال المزي: قال يحيى بن معين وعلي بن المديني: أبو سلمة لم يسمع من طلحة شيئًا. رواه سليمان بن أيوب الطلحي عن أبيه، عن جده، عن موسى بن طلحة، عن أبيه. وقال الهيثمي: رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ. رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.، وقال: لِطَلْحَةَ حَدِيثٌ رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ فِي التَّعْبِيرِ غَيْرَ هَذَا. رَوَاهُ أَحْمَدُ فَوَصَلَ بَعْضَهُ، وَأَرْسَلَ أَوَّلَهُ، وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَالْبَزَّارُ فَقَالَا: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ طَلْحَةَ، فَوَصَلَاهُ بِنَحْوِهِ، وَرِجَالُهُمْ رِجَالُ الصَّحِيحِ. وقال البوصيري: هَذَا إِسْنَاد رِجَاله ثِقَات وَهُوَ مُنْقَطع قَالَ عَليّ بن الْمَدِينِيّ وَابْن معِين وَأَبُو سَلمَة لم يسمع من طَلْحَة بن عبيد الله شَيْئا... وَله شَاهد من حَدِيث أبي هُرَيْرَة رَوَاهُ الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده وَرَوَاهُ مَالك وَأحمد وَالنَّسَائِيّ وَابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه من حَدِيث سعد بن أبي وَقاص رَضِي الله عَنهُ. وقال: رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ بِإِسْنَادٍ حَسَنٌ. وقال المقدسي: (إِسْنَاده مُنْقَطع). وقال شعيب: حديث حسن، وهذا الإسناد فيه انقطاع، أبو سلمة لم يدرك طلحةَ بنَ عبيد الله، لكن قد علِمت الواسطةُ بينهما وهو أبو هريرة كما في الإسناد السابق، فعندئذ يكون إسناده متصلًا، وهو إسناد حسن. وقال في موضع آخر: حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف... وأخرجه ابن ماجه، وابن حبان، والبيهقي من طرق عن ابن الهاد، بهذا الإسناد. وعندهم "أبعد مما"، وتُخرَّج رواية "المسند" على أن "ما" الموصولة منصوبة بنزع الخافض. ينظر تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف: (4 / 221)، ومجمع الزوائد ومنبع الفوائد: (10 / 204)، (17553)، (17554)، ومصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه: (4 / 158)، وإتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: (6 / 368)، والأحاديث المختارة:: (3 / 28-29- 30)،وينظر تعليق الأرنؤوط على مسند أحمد ط الرسالة: (3/ 22)، و (14 / 127).

[45] ينظر صحيح ابن حبان - محققا: (7 / 248)، (2982).

[46] ومنها على سبيل المثال لا الحصر ما اخرجه أحمد في مسنده من حديث أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَجْمَعُ اللهُ فِي جَوْفِ رَجُلٍ غُبَارًا فِي سَبِيلِ اللهِ وَدُخَانَ جَهَنَّمَ، وَمَنِ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، حَرَّمَ اللهُ سَائِرَ جَسَدِهِ عَلَى النَّارِ، وَمَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ، بَاعَدَ اللهُ عَنْهُ النَّارَ مَسِيرَةَ أَلْفِ سَنَةٍ لِلرَّاكِبِ الْمُسْتَعْجِلِ، وَمَنْ جُرِحَ جِرَاحَةً فِي سَبِيلِ اللهِ، خَتَمَ لَهُ بِخَاتَمِ الشُّهَدَاءِ، لَهُ نُورٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَوْنُهَا مِثْلُ لَوْنِ الزَّعْفَرَانِ، وَرِيحُهَا مِثْلُ رِيحِ الْمِسْكِ، يَعْرِفُهُ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ، يَقُولُونَ: فُلَانٌ عَلَيْهِ طَابَعُ الشُّهَدَاءِ، وَمَنْ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللهِ فُوَاقَ نَاقَةٍ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ". مسند أحمد ط الرسالة: (45 / 494): (27503)، قال شعيب حديث صحيح بشواهده.

[47] صحيح البخاري: (4/ 24)،: (2828).

[48] ينظر فتح الباري لابن حجر: (4 / 105).

[49] ينظر عمدة القاري شرح صحيح البخاري: (14 / 100).

[50] ينظر عمدة القاري شرح صحيح البخاري: (14 / 100).

[51] ينظر إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام: (2/ 305).

[52] ينظر فتح الباري لابن حجر: (4 / 105).

[53] ينظر عمدة القاري شرح صحيح البخاري: (14 / 100).

[54] ينظر شرح النووي على مسلم: (8 / 29).

[55] ينظر عمدة القاري شرح صحيح البخاري: (14 / 100).

[56] ينظر مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: (4 / 1363).

[57] ينظر إكمال المعلم بفوائد مسلم: (6/ 295)، وإحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام: (2 / 306).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • فضائل الصيام .. خلوف الصائ‍م قد يكون أطيب من ريح المسك
  • من أمالي الحرم: من غسل واغتسل
  • من أمالي الحرم: فهي صدقة من الصدقات
  • من أمالي الحرم: (إذ تلقونه بألسنتكم)
  • من أمالي الحرم: لو سكت

مختارات من الشبكة

  • مخطوطة الأمالي الحلبية ( أمالي ابن حجر )(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • من أمالي الحرم: ( وسلسلت الشياطين )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أمالي الحرم "كتب له قيام ليلة" تساؤلات مطروحة للنقاش(مقالة - ملفات خاصة)
  • من أمالي الحرم: واجعله الوارث منا(مقالة - حضارة الكلمة)
  • مخطوطة تسعة مجالس من أمالي طراد بن محمد الزينبي(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة أمالي ابن بشران (النسخة 4)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الجزء الأول من أمالي أبي إسحاق(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • المجلس المئة من أمالي الحافظ السيوطي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة أمالي ابن حجر (النسخة2)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة أمالي ابن بشران (ج2)(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
2- ثناء وتقدير
د.أحمد حميد 17-06-2017 11:31 PM

ما شاء الله بوركت جهودكم شيخنا فأنت كما عرفناك وعهدناك مصدر العلم والمنفعة. جعل الله تعالى هذا العمل في ميزان حسناتك شيخي الدكتور فهمي القزاز

1- شكر وثناء
د. صلاح ساير فرحان العبيدي - العراق 07-06-2016 12:26 AM

جزاكم الله تعالى خير الجزاء شيخنا المفضال وأستاذنا الكريم د. فهمي . فأنت كما عرفتك دائما" كالغيث أينما وقعت نفعت . حفظكم الله تعالى ووفقكم لطاعته ورضاه .

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب