• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة عيد الأضحى المبارك: لزوم الإيمان في الشدائد
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    خطبة عيد الأضحى 1446هـ
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    دروس وأسرار من دعاء سيد الاستغفار
    د. محمد أحمد صبري النبتيتي
  •  
    تفسير قوله تعالى: { وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    حكم الأضحية
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    خطبة حجة الوداع والدروس المستفادة منها (خطبة)
    مطيع الظفاري
  •  
    خطبة عيد الأضحى 1446
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    خطبة عيد الأضحى المبارك (الإخلاص طريق الخلاص)
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة عيد الأضحى 1446هـ
    أحمد بن عبدالله الحزيمي
  •  
    خطبة عيد الأضحى 1446 هـ
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل يوم النحر
    محمد أنور محمد مرسال
  •  
    تخريج حديث: إذا أتى أحدكم البراز فلينزه قبلة ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    تحفة الرفيق بفضائل وأحكام أيام التشريق (خطبة)
    السيد مراد سلامة
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العزيز، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}: فوائد وعظات
    د. محمد أحمد صبري النبتيتي
  •  
    إمساك المضحي عن الأخذ من الشعر والظفر في عشر ذي ...
    د. عبدالله بن يوسف الأحمد
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

قيمة العلم في القرآن الكريم

قيمة العلم في القرآن الكريم
جابر حلمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/2/2016 ميلادي - 10/5/1437 هجري

الزيارات: 130042

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قيمة العلم في الإسلام

أولًا: قيمة العلم في القرآن الكريم


للعلم قيمةٌ ومَنزلةٌ كبيرةٌ في الإسلام، وهذا واضحٌ وظاهِرٌ كظُهور الشَّمس في كبد السَّماء في نصوص الوحيَينِ - القرآن والسُّنة - وفي آثار السَّلف الصالح أيضًا.

 

وصاحبُ القُرآن المُداوِم على قراءته ومُطالعته يجِد أنَّ العلم من أكثر المجالات ذِكرًا في القرآن الكريم؛ فقد ورد لفظُه ومشتقَّاته: (عليم، علمتم، عالم، علماء، نعلم... إلخ) ثمانمائة وستًّا وخمسين مرَّة[1]، ولا تكاد تَخلو سورة من سوَر القرآن الكريم من الحديث عن العلم، سواء بطريقة مباشرة أو غير مُباشرة.

 

وهذا يدلُّ دلالةً قاطعةً على حِرص الإسلام على أن يكون أتباعُه ومعتنقوه مُحبِّين للعلم؛ لِما له من ميزات وفضائلَ كثيرة.

 

قبسٌ من فضل العلم:

بالعلم يَعلو قدْر الإنسان بين النَّاس، ويُصبح ذا مكانةٍ مَرموقة بينهم، وإن كان أصغرهم سنًّا، أو أشدهم فقرًا.

 

وصدق الشَّافعيُّ إذ قال:

فلعلَّ يومًا إن حضرتَ بمجلسٍ ♦♦♦ كُنتَ الرَّئيس وفخرَ ذاك المجلسِ

 

قال ابن عبَّاسٍ رضي الله عنهما: "كان عُمر يُدخلُني مع أشياخ بدرٍ، فقال بعضُهم: لِمَ تُدخِل هذا الفتى معنا ولنا أبناءٌ مثله؟ فقال: إنَّه ممَّن قد علِمتُم، قال: فدعاهم ذات يومٍ ودعاني معهم، قال: وما رُئيتُه دعاني يومئذٍ إلَّا ليُريهم منِّي، فقال: ما تقولون في ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا ﴾ [النصر: 1، 2] حتى ختَم السُّورة، فقال بعضُهم: أُمِرنا أن نحمد اللهَ ونستغفره إذا نُصرنا وفُتح علينا، وقال بعضُهم: لا ندري، أو لم يقُل بعضُهم شيئًا، فقال لي: يا بن عبَّاسٍ، أكذاك تقولُ؟ قلتُ: لا، قال: فما تقولُ؟ قلتُ: هو أجَلُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلَمَه الله له؛ ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ﴾؛ فتحُ مكَّة، فذاك علامةُ أجَلِك، ﴿ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴾ [النصر: 3]، قال عُمر: ما أعلمُ منها إلَّا ما تعلمُ"؛ رواه البخاري.

 

وكان بعض جلَّة التابعين يُلازِم ابنَ عباس رضي الله عنهما وهو غلام دون كِبار الصَّحابة، وما ذاك إلَّا لعلمه، قيل لطاوسٍ: لزِمتَ هذا الغُلامَ - يعني: ابنَ عبَّاسٍ - وتركتَ الأكابِرَ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: "إنِّي رأيتُ سبعين من أصحاب رسول الله صلَّى الله عليه وسلم إذا تدارؤوا في شيءٍ صاروا إلى قول ابنِ عبَّاسٍ".

 

فعبدالله بن عباس رضي الله عنه علا قدْرُه وفضلُه بين كِبار الصَّحابة، وجلَس مجلسَهم بعلمِه الذى فُضِّل به عن غيره، وعلا به عليهم.

 

وبالعلم يَخرُجُ الإنسانُ من ظُلمات الجهل إلى النور؛ فيَستطيع الإنسان بعلمه السَّيرَ في دروب هذه الدنيا غير غافِل ولا مُغرَّر به، فيَعرف الصَّالح من الطَّالح، والخيرَ من الشرِّ، والصديق من العدو...

 

وبالعلم يتعرَّف الإنسانُ على علَّة خلق الله له؛ قال بعضُهم: تنقَّلتُ بين أرجاء الدنيا، ودياناتِها ومِلَلِها، وعقائدها ومذاهبها الفلسفية، وما علمتُ علَّةَ خلقي إلَّا بعدما قرأتُ قرآنَ المسلمين وأحاديثَ نبيِّ الإسلام.


وبالعلم يعرف العبدُ ما يحبه الله ويرضاه، وما يبغضه ويأباه؛ وهذه المعرفة لا تتأتَّى إلَّا بعد القراءة والاطِّلاع على مصدرَي الإسلام الأصليَّين: القرآن والسنَّة، فيُحصِّل الإنسان المعارفَ التي تجعله يفرِّق بين الأعمال المحبَّبة إلى الله، وبين الأعمال التي يبغضها المولى سبحانه وتعالى.

 

وبالعلم يسمو الإنسانُ ويرتفع من مَرتبة البهيميَّة إلى مرتبة العلماء؛ فُضِّل الإنسان عن الحيوانات بميزة العقل، هذا العقل الذي يُخلَق ليكون أداةً للفهم والتفكُّر والتدبُّر والتمييز بين الأشياء النَّافعة والأشياء الضارَّة، فإذا استغلَّ الإنسان عقلَه استغلالًا صحيحًا أقبل على المعارف والعلوم النَّافِعة، وابتعَد عن المهلِكات والضارَّات.

 

وكان لُقمانُ يوصي ابنَه: "يا بُني، جالِس العلماء وزاحِمهم بركبتَيك؛ فإنَّ الله يُحيي القلوبَ بنور الحكمة، كما يُحيي الأرض الميتة بوابل السَّماء".

 

قال الشاعر:

فخالِطْ رُواةَ العلمِ واصحبْ خيارَهم
فصُحبتُهم زَينٌ وخلطتُهم غُنْمُ
ولا تَعْدُوَنْ عيناك عنهم فإنَّهم
نُجومٌ إذا ما غاب نجمٌ بدا نجْمُ
فوالله لولا العلمُ ما اتَّضحَ الهُدى
ولا لَاح من غيب الأُمور لنا رسْمُ

 

وبالعلم يَرتقي الإنسان في درجات الجِنان ويعلو، ويبتعد عن دركات النيران؛ وذلك نَتيجة تعلُّمه للعلم الذي أرشده ودلَّه على أسباب دُخول الجنَّات، فأقبل عليها وازداد منها، وابتعَد عن دركات النِّيران بمعرفته بالأسباب التي تَقذفه فيها، فابتعد عنها وعن أسبابها.

 

وبالعلم تَرتقي الأمَم والشعوب وترتفِع، ويعلو مَجدها وشأنها بين الأمم؛ فلا تُحرِز أي أمَّة من الأمم الرِّفعةَ والمجد والتقدُّم إلَّا بالعلم النَّافع، المتمثل في العلم الشرعي قرآنًا وسنَّة، وفي العلم الدُّنيوي المتمثل في الطبِّ والهندسة، والكيماء والفيزياء... إلخ.

 

ولنا في أسلافنا من المسلمين العِبرة والعِظَة، فعندما كانوا معظِّمين للعلم والعلماء، وكانوا يَعرفون قدْرَه، وكانوا مقبِلين عليه بأفئدتهم وجوارحهم، وكانوا يُنفِقون فيه الغاليَ والنَّفيس، حِيزَت لهم الدنيا بأسرِها؛ باختراعاتهم ومعارفهم المتنوعة.

 

وكما قال الشاعر:

العلمُ يَبني بُيوتًا لا عِمادَ لها ♦♦♦ والجهلُ يُفني بُيوت العِزِّ والكرَمِ

 

آياتٌ قرآنيةٌ تحدَّثَت عن فضل العلم ومتعلِّمه؛ ويكفي تدليلًا على ذلك أنَّ أوَّل آية نزلَت من القرآن الكريم هي قوله سبحانه وتعالى: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ [العلق: 1]؛ لأنَّ القراءة هي أول وسائل التَّعليم والتحصيل؛ وهذا يَعني أنَّ هذه الآيات تشكِّل افتتاحيَّة وحْيِ السَّماء، وأنَّ أهمَّ ما جاء به الإسلام لتحقيقه هو نشْر العلم بكلِّ فروعه.

 

وبالنَّظر والتأمُّل في آيات القرآن الكريم، نجد أنَّ الله عزَّ وجلَّ قد تحدَّث في غير آية عن العلم وفضله.

 

فالقرآن الكريم قد نصَّ على أنَّ العلم بحرٌ لا نهاية له؛ فقال تعالى: ﴿ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴾ [يوسف: 76]؛ وذلك حتى يخفِّف العلماءُ من كبريائهم، ويَطلبوا المزيدَ من العلم؛ ليهديهم إلى القول الفَصل في كلِّ ما يَرجون معرفته من حقائق لا يدرِكون سرَّها أو كنْهَها.

 

وقد نصَّ الله تعالى على هذه الحقيقة في قوله: ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 85].

 

وتارة يتحدَّث القرآن الكريم عن العلم بالإخبار عنه بصيغة السؤال والاستِفهام بعدم المساواة بين مَن يعلم (المتعلِّم)، ومَن لا يعلم (الجاهل)؛ فيقول سبحانه وتعالى: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 9].

 

وتارة يكون حثه على العلم والتعلُّم بما أعدَّه من جزاء وفضل للمتعلم؛ كقوله تعالى: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ [المجادلة: 11].

 

وتارة يخبِر المولى جلَّ في علاه بأنَّ أكثر الناس خشية وخوفًا من الله وعذابِه هم العلماء، الذين عرَفوا حلالَه من حرامه، وما يرضاه وما لا يرضاه؛ فيقول سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28].

 

ومن أعظَم الآيات القرآنيَّة التي تحدَّثَت عن العلم الآية التي طلَب المولى جلَّ وعلا فيها من نبيِّه صلى الله عليه وآله وسلم الاستزادَةَ من العلم؛ قال تعالى: ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: 114].

 

ومن الآيات القرآنيَّة التي جاءت متحدِّثةً عن العلم ما قصَّه الله سبحانه وتعالى عن رِحلة موسى عليه السلام لطلَب العلم على يَد الخضر:

قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا * فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا * فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا * قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا * قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا * فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا * قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا * قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا * قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا * قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا * فَانْطَلَقَا ﴾ [الكهف: 60 - 71].

 

وأمَرنا الله عزَّ وجلَّ في قرآنه الكريم عند استِشكال أمرٍ من أمور الدِّين بالرجوع إلى أهل الاختصاص والمعرفة الدينية، وهم العلماء؛ فقال تعالى: ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 43].

 

وأمرنا الله عزَّ وجلَّ بطاعة وليِّ الأمر، وأولو الأمر هنا: هم العلماء والأمراء؛ كما قال المفسِّرون؛ قال المولى تبارك تعالى: ﴿ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ [النساء: 59].

 

ومن تَكريم الله تعالى للعلماء أنْ جعلهم من الشُّهود الذين شهِدوا على وحدانيَّته سبحانه وتعالى، وفي هذا الإشهاد تكريمٌ أيما تكريم للعلم والعلماء؛ قال تعالى: ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ﴾ [آل عمران: 18].

 

وأخبَرَنا الله في قرآنه بأنَّ العلم كان من الأسباب التي جعلَت طالوت ملكًا؛ فقال تعالى: ﴿ وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 247].

 

فحريٌّ بكلِّ ذي لُبٍّ عرَف مكانةَ العلم وحاملِه أن يحرِص عليه، وأن يداوِم عليه؛ ليرتفع قدرُه عند الله، ويَعلوَ شأنه بين الناس.

 

ولا يلتفتنَّ أحدٌ إلى المقولات المحبِطة للهِمَم، والكاسِرة للعزائم، أمثال:

• "العلم في الرَّاس، مش في الكرَّاس!".

• "بعد ما شاب، ودُّوه الكتَّاب!".

• "العلم علم الخرق، وليس علم الورق!"؛ كما يقول الصوفيُّون.

 

فينبغي على الإنسان أن يتعلَّم ما بقيَت روحُه في جسده، وأن يموت وهو عالِم خيرٌ من أن يموت وهو جاهِل.

 

وصدَق القائل:

كفى بالعلم شرَفًا أن يدَّعيه مَن ليس منه، وكفى بالجهل عارًا أن يتبرَّأ منه مَن هو فيه.

 

وللحديث بقية في: "قيمة العلم في السنَّة النبوية".

 

أسأل اللهَ أن يَجعلني وإيَّاكم من أهل العلم، اللهمَّ آمين.



[1] "المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم"، وضع: محمد فؤاد عبدالباقي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • فضيلة العلم
  • مقام أهل العلم في الناس
  • حقوق العلماء
  • قيمة العلم في السنة النبوية
  • قطب القرآن
  • حاجتنا للإقبال على القرآن الكريم والفوز ببركاته (خطبة)
  • شرح نصيحة المعلمي لأهل العلم (1)
  • حق القرآن الكريم (1)
  • القرآن الكريم (خطبة)
  • كلمة عن قيمة العلم
  • دلالة العصا في القرآن الكريم
  • تحديد "سبعين مرة" في القرآن الكريم (في ضوء كلام العرب الجاهلي والإسلامي)

مختارات من الشبكة

  • كلمات وصفت القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • واجبنا نحو القرآن الكريم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كتب علوم القرآن والتفسير (1)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • فوائد حديثية قيمة في شرح حديث: ((خيركم من تعلم القرآن الكريم))(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اختيارات ابن القيم وترجيحاته في التفسير دراسة وموازنة من أول القرآن الكريم إلى آخر سورة الإسراء(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • من درر العلامة ابن القيم عن القرآن الكريم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • القيم الإنسانية في القرآن الكريم(مقالة - موقع د. حسني حمدان الدسوقي حمامة)
  • تصنيف القيم: الواقع والمأمول "رؤية"(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • كتاب قيم عن مراحل جمع القرآن الكريم باللغة الانجليزية مع صور نادرة.(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • صدور طبعة جديدة من الكتاب القيم (النسخ في القرآن الكريم) للدكتور مصطفى زيد (ت1398هـ).(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)

 


تعليقات الزوار
2- جزاك الله خيراً
HAZEM - مصر 18-02-2016 09:13 PM

استفدت كثيرا بصراحة
شكرا للكاتب جابر حلمي وللموقع الرائع

1- موضوع غاية فى الروعة
مسلم موحد - ليبيا 18-02-2016 02:34 PM

جزا الله خيرا كاتب المقال على أسلوب الرائع السلس.
وموفق لكل خير.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 8/12/1446هـ - الساعة: 0:14
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب