• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا والآخرة
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الكبر
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    الفرق بين إفساد الميزان وإخساره
    د. نبيه فرج الحصري
  •  
    مهمة النبي عند المستشرقين
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (3)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    ماذا سيخسر العالم بموتك؟ (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    ثمرة محبة الله للعبد (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    خطبة: القلق من المستقبل
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خطبة: المخدرات والمسكرات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير الربع الثاني من سورة يونس كاملا بأسلوب بسيط

تفسير الربع الثاني من سورة يونس كاملا بأسلوب بسيط
رامي حنفي محمود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 4/2/2016 ميلادي - 24/4/1437 هجري

الزيارات: 13057

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة كيف نفهم القرآن؟ [1]

تفسير الربع الثاني من سورة يونس كاملا بأسلوب بسيط


الآية 11: ﴿ وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ ﴾: يعني ولو يُعَجِّلُ اللهُ للناس إجابة دعائهم على أنفسهم بالشر كتعجيله لهم في إجابة دعائهم بالخير: ﴿ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ ﴾ أي لَهَلَكوا وماتوا، ولكنه سبحانه رؤوفٌ حليم، (واعلم أنه يَدخل في ذلك أيضاً: أفعال العباد التي تقتضي تعجيل العقوبة لهم في الدنيا قبل الآخرة، ولكنه سبحانه يُمهلهم ولا يُهملهم، ويَعفو عن كثيرٍ من حقوقه، فلو يُؤاخذهم سبحانه بما كسبوا، ما ترَكَ على الأرض مِن دابَّة).


ومِن ذلكَ أيضاً: استعجالُ بعض المشركين بالعذاب في الدنيا، كما قال تعالى: ﴿ وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلَا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ ﴾، فهو سبحانه لم يُعَجِّل للمشركين العذاب والشر في الدنيا استدراجاً لهم، لِيَزدادوا ضلالاً، فيَستحقوا بذلك عذاب الآخرة، ولذلك قال بعدها: ﴿ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ ﴾: أي فنترك الذين لا يؤمنون بلقائنا في تمرُّدهم وظلمهم وكُفرهم ﴿ يَعْمَهُونَ ﴾ أي يَترددون حائرين كالعُميان، لا يَجدون مَخرجاً مما هم فيه من الضلال والعَمَى.


واعلم أنّ لفظ (الناس) الموجود في الآية هو اسمٌ عام لجميع الناس، ولكنْ لَمَّا كان الكلام على المشركين في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آَيَاتِنَا غَافِلُونَ ﴾، ولَمَّا كانوا هم أول المستحقين للشر من الناس: قال تعالى بعدها: ﴿ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾.


الآية 12: ﴿ وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ ﴾ أي استغاثَ بنا - لِنَكشف عنه شِدَّتَه - سواء كانَ مُضطجعًا على جنبه ﴿ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا ﴾ وذلك على حسب الحال التي يكونُ بها عند نزول البلاء به، ﴿ فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ ﴾ أي استمرَّ على ما كانَ عليه من الغفلة والجحود قبل أن يُصيبه الضر، ونَسِيَ ما كان فيه من الشدة والبلاء، وترَكَ الشُكر لربه الذي فرَّج عنه كَرْبَه، كأنه لم يَكن هو ذاكَ الذي دعا بكَشْف ضُرِّه، ﴿ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾: يعني وكما زُيِّن لهذا الإنسان استمراره على جُحوده وعِناده بعد أن كَشَفَ اللهُ الضُرَّ عنه، فكذلك زُيِّنَتْ أعمال المُسرِفينَ على أنفسهم بالشِرك والمعاصي، فرأوها حسنة ﴿ فإنهم يَدعون اللهَ وحده وقت الشدة، ويُشركون به وقت الرخاء ﴾.


الآية 13: ﴿ وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ ﴾ أي الأمم التي كانت ﴿ مِنْ قَبْلِكُمْ ﴾ - أيها المشركون - ﴿ لَمَّا ظَلَمُوا ﴾ يعني لمَّا أشركوا، ﴿ وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ ﴾ أي بالمعجزات الواضحات من عند اللهِ تعالى، وبالحُجَج التي تبَيِّن صِدق مَن جاء بها ﴿ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا ﴾: أي فلم تكن هذه الأمم التي أهلكناها لِتُصَدِّقَ رُسُلها وتنقاد لها، فاستحقوا الهلاك، و ﴿ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ ﴾: يعني وبِمِثل ذلك الإهلاك نَجزي كل مُجرم مُتجاوز لحدود اللهِ تعالى.


الآية 14: ﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ ﴾ - أيها الناس - ﴿ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ ﴾ أي تَخلُفونهم بعد هَلاكهم ﴿ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ﴾ ثم نُجازيكم على أعمالكم.


الآية 15: ﴿ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا ﴾ القرآنية ﴿ بَيِّنَاتٍ ﴾ أي واضحات: ﴿ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ﴾: أي قال المُنكِرون للبعث: ﴿ ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا ﴾ ﴿ أَوْ بَدِّلْهُ ﴾ بأن تجعل الحلال حرامًا، والحرام حلالاً، وألاّ تَذكُر ما في القرآن مِن عيبٍ لآلهتنا واتِّهامٍ لنا بضَعف العقول، ﴿ قُلْ ﴾ لهم - أيها الرسول -: ﴿ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي ﴾ أي مِن عند نفسي ﴿ إِنْ أَتَّبِعُ ﴾ يعني وما أتَّبع في كل ما آمُرُكم به وأنهاكم عنه ﴿ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ ﴾ من ربي، ﴿ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي ﴾ بتبديل كلامه ﴿ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾ وهو عذابُ يوم القيامة.


الآية 16: ﴿ قُلْ ﴾ لهم - أيها الرسول -: ﴿ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ ﴾ أي لو شاء اللهُ ألاَّ أتلو عليكم هذا القرآن، لَمَا أرسلني به إليكم، ولَبَقِيتُ على الحالة التي كنتُ عليها مِن أول عمري ﴿ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ ﴾: أي فإنكم تعلمون أنني مَكثتُ فيكم مدة طويلة - وهي أربعون سنة - قبل أن يُوحيه إليَّ ربي، ويأمرني بإبلاغه.


وأنتم تعلمونَ أيضاً أنني عِشتُ بينكم أُمِّياً، لا أقرأ ولا أكتب، ولم أشتهر يوماً ما بالبلاغة أو الخطابة أو الحِكمة أو قوة البيان، فدَلّ ذلك على أنّ هذا القرآن الذي تلوتُهُ عليكم، والذي أعْجَزَ أهل اللغة كلهم - رغم براعتهم في الفصاحة والبلاغة - هو وَحْيٌ من عند الله.


﴿ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾: يعني أفلا تستعملون عقولكم لِتعلموا أنّ تلاوته صلى الله عليه وسلم للقرآن هي دليل رسالته؟، إذ لو كان قد اشتهر قبل الوحي بالعِلم والبلاغة، لكانت حالته بعد الوحي معتادة، ولم يكن فيها إعجاز، فدَلَّ عدم تشابه الحالين على أنّ هذا الحال الأخير هو حال رباني خالِص، وأنّ هذا القرآن هو كلامُ اللهِ تعالى.


الآية 17: ﴿ فَمَنْ أَظْلَمُ ﴾: يعني فلا أحد أشد ظلمًا ﴿ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ﴾ - بأنْ زَعَمَ أنّ له ولدٌ أو شركاء - ﴿ أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ ﴾ الواضحة، ﴿ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ ﴾: يعني إنّ الذين أجرموا على أنفسهم بالشِرك والمعاصي لا يَنالون الفوز والفلاح في الدنيا ولا في الآخرة.


الآية 18: ﴿ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ ﴾ إن لم يَعبدوه، ﴿ وَلَا يَنْفَعُهُمْ ﴾ في الدنيا والآخرةِ إنْ عَبَدوه، ﴿ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ﴾ يعني إنما نَعبدهم ليَشفعوا لنا عند الله، ﴿ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ﴾: يعني أتُخبِرون اللهَ تعالى - مِن أمر هؤلاء الشفعاء - بشيءٍ لا يَعلمه في السماوات أو في الأرض؟ فإنه لو كان فيهما شفعاء يَشفعون لكم عنده، لَكانَ أعلم بهم منكم، ولَأمَرَكم بعبادتهم ليُقرِّبوكم إليه، ﴿ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾.


الآية 19: ﴿ وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً ﴾ أي جماعة واحدة مُتفقين على التوحيد الذي فَطَرَهم اللهُ عليه، ﴿ فَاخْتَلَفُوا ﴾: أي فتفرَّقوا، بأنْ ثَبَتَ بعضهم على التوحيد، وأصَرّ بعضهم على الشِرك، ﴿ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ ﴾ بإمهال العاصين وعدم معاجلتهم بالعقوبة: ﴿ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ﴾ أي لَقَضى اللهُ بين الناس ﴿ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾ بأن يُهْلك أهل الباطل في الدنيا، ويُنَجِّي أهل الحق.


الآية 20: ﴿ وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ ﴾: يعني أفلا تنزِل على محمد معجزة حِسِّيَّة مِن عند ربه لِنَعلم بها صِدقه فيما يقول؟، ﴿ فَقُلْ ﴾ لهم - أيها الرسول -: ﴿ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ ﴾: أي لا يَعلم الغيب إلا الله، فلو شاءَ سبحانه أن يَفعل ما طلبتم لَفعَلَ، وإن لم يَشأ لم يَفعل، ﴿ فَانْتَظِرُوا ﴾ - أيها المُعانِدون - قضاءَ اللهِ تعالى بنَصْر مَن على الحق مِنّا ﴿ إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ ﴾ وعلى يقينٍ مِن أنّ اللهَ سينصرني عليكم.


الآية 21: ﴿ وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ ﴾: يعني وإذا أذقنا المشركين فرجًا ورخاءً بعد كربٍ وشدةٍ أصابتهم: ﴿ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آَيَاتِنَا ﴾: يعني إذا هم يُكَذِّبون، ويَستهزئون بآياتنا، ﴿ قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا ﴾ بكم وأسرع استدراجًا لكم، فـ ﴿ إِنَّ رُسُلَنَا ﴾ أي ملائكتنا الحافظين ﴿ يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ ﴾ أي يَكتبون عليكم تكذيبكم واستهزائكم وأنتم لا تشعرون ﴿ فكتابة الملائكة لِمَكْرهم: دليلٌ على مَكْر اللهِ تعالى بهم، إذ يُبَيِّتُ لهم المَكْر الذي يريد أن يُجازيهم به على مَكْرِهم ﴾.


الآية 22: ﴿ هُوَ ﴾ سبحانه ﴿ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ ﴾ - أيها الناس - ﴿ فِي الْبَرِّ ﴾ على الدَوَابّ وغيرها، ﴿ وَالْبَحْرِ ﴾ يعني ويُسَيِّرُكم في البحر في السُّفُن، ﴿ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ ﴾ أي في السُفن ﴿ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا ﴾: أي وجَرَتْ السُفن بريحٍ طيبة، وفرح رُكَّابها بهذه الريح الطيبة: ﴿ جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ ﴾ أي جاءت هذه السُفن ريحٌ شديدة ﴿ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ ﴾ ﴿ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ﴾: أي وأيقنوا أنّ الهلاك قد أحاط بهم: ﴿ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾: أي أخلصوا الدعاءَ للهِ وحده، ونَسوا ما كانوا يَعبدون من دونه، فقالوا: ﴿ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا ﴾ يارب ﴿ مِنْ هَذِهِ ﴾ الشدة التي نحن فيها ﴿ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴾: أي سنكونُ مِن الشاكرينَ لك على نِعَمك، فلا نُشرِك بك ولا نَعصيك.


الآية 23: ﴿ فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ ﴾ اللهُ من الأهوال والشدائد: ﴿ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ﴾ يعني إذا هم يُفسدون في الأرض بالظلم وبالمعاصي، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ ﴾ يعني إنما عاقبة ظُلمكم ومَعاصيكم راجعةٌ على أنفسكم، فإنكم تُمَتَّعون ﴿ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ الزائلة ﴿ ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ ﴾ ﴿ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾، ثم نحاسبكم على أعمالكم.


فالعبدُ لابد أن يَعلم أنه مهما طالَ عُمره، فإنه سيَرجع يوماً إلى ربه، ليَسأله على الصغير والكبير، على كل نعمةٍ وكل ذنب، ألاَ فلْيُعِدّ جواباً لسؤال الملك القهار، وذلك بكثرة الحمد والاستغفار، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ ﴾، وقال تعالى: ﴿ وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى ﴾، وقال تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ﴾.


الآية 24: ﴿ إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ وما فيها مِن زينةٍ وأموال وغير ذلك: ﴿ كَمَاءٍ ﴾ أي كَمَثَل مطر ﴿ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ ﴾ ﴿ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ ﴾ أي فنَبتتْ بهذا المطر أنواع كثيرة من النباتات التي نَمَتْ وازدهرتْ حتى اشتبك بعضها ببعض، وأثمرتْ الكثير مِن مُختلَف الحبوب والثمار ﴿ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ ﴾.


﴿ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ ﴾: أي حتى إذا ظهر حُسْنُ وبهاء هذه الأرض (المزروعة)، ونضجتْ ثمارها ﴿ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا ﴾: أي وظن أهل هذه الأرض أنهم قادرون على حصادها والانتفاع بها: ﴿ أَتَاهَا أَمْرُنَا ﴾: أي جاءها قضاؤنا بهلاك ما عليها من النبات والثمار ﴿ لَيْلًا أَوْ نَهَارًا ﴾ ﴿ فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا ﴾: أي فجعلنا هذه النباتات والأشجار محصودة مقطوعة لا شيءَ فيها ﴿ كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ﴾: أي كأنها لم تكن قائمة على وجه الأرض بالأمس ﴿ فكذلك يأتي الفناء على دُنياكم، فيُهلِكها اللهُ تعالى في لحظةٍ خاطفةٍ من ليلٍ أو نهار ﴾.


﴿ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ ﴾: يعني وَكَما بَيَّنا لكم - أيها الناس - مَثَل هذه الدنيا وعرَّفناكم بحقيقتها، فكذلك نُبيِّن أدلتنا ﴿ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ في آيات اللهِ تعالى، فيَجتهدوا في فِعل ما يَنفعهم في الدنيا والآخرة.


الآية 25: ﴿ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ ﴾: يعني واللهُ يَدعوكم إلى جناته التي أعَدَّها لأوليائه، ﴿ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ﴾ مِن خَلْقه فيُوفقه ﴿ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ أي إلى الطريق الواضح الذي لا عِوَجَ فيه، وهو الإسلام.



[1] وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبو بكر الجزائري ) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو التفسير.

واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير الربع الخامس من سورة التوبة كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع السادس من سورة التوبة كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع السابع من سورة التوبة كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الأخير من سورة التوبة كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الأول من سورة يونس كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الرابع من سورة يونس كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الخامس من سورة يونس كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الأخير من سورة يونس كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الأول من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط

مختارات من الشبكة

  • تفسير ربع: يسألونك عن الخمر والميسر (الربع الرابع عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: واذكروا الله في أيام معدودات (الربع الثالث عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: يسألونك عن الأهلة (الربع الثاني عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب (الربع الحادي عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: إن الصفا والمروة من شعائر الله (الربع العاشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: سيقول السفهاء من الناس (الربع التاسع من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم (الربع الثامن من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: ما ننسخ من آية أو ننسها (الربع السابع من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: ولقد جاءكم موسى بالبينات (الربع السادس من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: أفتطمعون أن يؤمنوا لكم (الربع الخامس من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
16- جزاكم الله خيراً
رامي حنفي - مصر 06-02-2016 05:20 PM

الشكر لكل مَن كَتَب
وجزاكم الله عني خيراً

15- شكراً جزيلا
ashraf elmekawy - egypt 06-02-2016 03:36 PM

جزاكم الله خيراً ونفع بكم

14- الأسلوب جميل جدا ورائع
مجدي الحلواني - مصر 04-02-2016 05:12 PM

جزاكم الله خيرا على هذا الأسلوب والتبسيط الرائع
والله لقد فهمت أشياء كثيرة بعد أن أدخلت التفسير في وسط الآية أفضل بكثير من قراءة الآية لوحدها ثم قراءة التفسير لوحده
أرجو الاستمرار بهذا الأسلوب الجميل
وجزاكم الله خيرا

13- جزاك الله خيراً أبي الحبيب على تبسيط كتاب الله
أحمد رامي - مصر 04-02-2016 05:05 PM

أسأل الله أن ينفع بك المسلمين وأن يرحمك كما ربيتني صغيراً
ابنك أحمد

12- أحبكم في الله
محمود اسماعيل - مصر 04-02-2016 03:30 PM

ما شاء الله لا قوة إلا بالله
بصراحة أسهل تفسير قرأته

11- وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ
محمد اسماعيل - الإمارات 04-02-2016 03:17 PM

ما أشد هذه الآيات على القلب الحي:
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ ﴾، وقال تعالى: ﴿ وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى ﴾، وقال تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ﴾.

10- رد واضح وصريح جزاك الله عنه خيراً
حازم - مكة المكرمة 04-02-2016 02:53 PM

وأنتم تعلمونَ أيضاً أنني عِشتُ بينكم أُمِّياً، لا أقرأ ولا أكتب، ولم أشتهر يوماً ما بالبلاغة أو الخطابة أو الحِكمة أو قوة البيان، فدَلّ ذلك على أنّ هذا القرآن الذي تلوتُهُ عليكم، والذي أعْجَزَ أهل اللغة كلهم - رغم براعتهم في الفصاحة والبلاغة - هو وَحْيٌ من عند الله.

9- أعجبتني جداً هذه الجملة
احمد ربيع - مصر 04-02-2016 02:48 PM

فالعبدُ لابد أن يَعلم أنه مهما طالَ عُمره، فإنه سيَرجع يوماً إلى ربه، ليَسأله على الصغير والكبير، على كل نعمةٍ وكل ذنب، ألاَ فلْيُعِدّ جواباً لسؤال الملك القهار، وذلك بكثرة الحمد والاستغفار

8- أسجل إعجابي
hany - Egypt 04-02-2016 02:47 PM

أعجبني الشرح جداً

7- هذه هي حقيقة الدنيا
زينب - الكويت 04-02-2016 02:30 PM

(يقول الشاعر: (ولو أن الدنيا تدوم لأهلها لكان رسول الله حياً وباقياً، ولكنها تفنى ويفنى نعيمها، وتبقى الذنوب والمعاصي كما هي)

1 2 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/11/1446هـ - الساعة: 9:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب