• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير الربع الثالث من سورة الأنفال كاملا بأسلوب بسيط

تفسير الربع الثالث من سورة الأنفال كاملا بأسلوب بسيط
رامي حنفي محمود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 26/10/2015 ميلادي - 12/1/1437 هجري

الزيارات: 15012

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة كيف نفهم القرآن؟ [1]

تفسير الربع الثالث من سورة الأنفال كاملا بأسلوب بسيط


• الآية 41: ﴿ وَاعْلَمُوا ﴾ أيها المؤمنون ﴿ أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ ﴾: أي إنكم إذا فزتم بشيءٍ من الغنائم وأنتم تجاهدون في سبيل اللهِ: ﴿ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ﴾: يعني فإنّ خُمس هذه الغنيمة يُقسَّم كالآتي: (الجزء الأول لله وللرسول، فيُجعَل في مصالح المسلمين العامة ويُنفَق منه أيضاً على الكعبة وسائر المساجد، والجزء الثاني لأقرباء الرسول صلى الله عليه وسلم، وهم بنو هاشم وبنو عبد المُطَّلِب (فقد جُعِل لهم ذلك الجزء من الغنيمة مكان الصدقة لأن الصدقة لا تَحِلُّ لهم)، والجزء الثالث لليتامى، والرابع للمساكين، والخامس للمسافر المحتاج للنفقة).

 

• وأما الأربعة أخماس الباقين من الغنيمة: فإنها توَزَّع على المقاتلين الذين حضروا المعركة، بحيثُ يُعطَى الفارس (وهو الذي كان يقاتل راكباً على فرسه) ضعف ما يأخذ الراجل (وهو الذي كان يقاتل واقفاً على رجليه)، وذلك لِمَا للفارس مِن تأثير في الحرب، ولأنّ فرسه يحتاج إلى نفقة علف.

 

• فارْضوا بهذه القسمة التي شرعها اللهُ لكم ﴿ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا ﴾: يعني إن كنتم مقرِّين بتوحيد الله، مُطيعينَ له، مؤمنين بما أنزل على عبده محمد صلى الله عليه وسلم من الآيات والمَدَد والنصر ﴿ يَوْمَ الْفُرْقَانِ ﴾ أي يوم بدر (الذي فَرَق اللهُ فيه بين الحق والباطل) ﴿ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ﴾ أي جَمْعُ المؤمنين وجَمْعُ المشركين، ﴿ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ فكما قدَرَ سبحانه على نَصْركم رغمَ قِلَّتِكُم، وعلى هزيمة عدوكم رغمَ كثرتهم، فكذلك هو قادرٌ على كل شيءٍ يريده.

 

• الآية 42: ﴿ إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا ﴾ (هذا تذكيرٌ للمؤمنين بساحة المعركة، التي ظهر فيها لُطف اللهِ تعالى بهم، حيثُ كان المشركون - في بادئ الأمر - يتميزون عنهم بحُسن الموقع، ثم قلَبَ اللهُ تعالى الكِفَّة لتكون في صالح المؤمنين، فقال لهم: اذكروا نعمة اللهِ عليكم حينما كنتم على حافة الوادي الأقرب إلى "المدينة" (وقد كانت أرضاً رملية تغوص فيها الأقدام)، ﴿ وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى ﴾: يعني وكان عدوكم نازلاً بالحافة الأبعد عن "المدينة" (وكانت أرضاً صلبة)، فلمَّا سبقهم جيش المشركين إليها، اغتمَّ المسلمون، فلمَّا أرسل اللهُ المطر: أصبحت الأرض الرملية - التي نزل بها المسلمون - قويَّة متماسكة (فلم تَعُقْ المسلمين عن المَسير)، وأصبحت الأرض الصلبة - التي نزلتْ بها قريش - زَلقة (فعَطَّلتْهم عن المَسير) فلم يبلغوا بئر بدر إلا بعد أن وصل المسلمون إليه، فعندئذٍ اختار المسلمون أحسن موقع، واتخذوا حوضاً يكفيهم من الماء، فكان المسلمون يشربون، ولا يَجد المشركون ماءً.

 

﴿ وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ ﴾: أي واذكروا حينما كانت قافلة قريش التجارية - التي خرجتم مِن أجلها - في مكانٍ أسفلَ منكم (ناحية شاطئ "البحر الأحمر") بقيادة أبي سفيان، وبالتالي فقد كنتم مُحاصَرين بجماعتين من المشركين (جيش أبي جهل مِن ناحية، وأبي سفيان ومَن معه مِن ناحيةٍ أخرى)، فلو فَطِنَ العدو لهذا الوضع، لَطَوَّقَ جيش المسلمين من الناحيتين، ولكنَّ اللهَ صرفهم عن التَفَطُّن لذلك، وكذلك صَرَفَ المسلمين عن محاولة الهجوم على القافلة، حتى لا يقعوا بين جماعتين من العدو، فللهِ الحمدُ والمِنّة.

 

﴿ وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ ﴾: يعني ولو حاولتم أيها المسلمون أن تضعوا موعدًا لهذا اللقاء بهذه الصورة لَتأخرتم - بل ولَتخلفتم - عن الميعاد، لأسبابٍ تقتضي ذلك (منها أنكم قِلَّة وهم كَثرة)، ﴿ وَلَكِنْ ﴾ اللهُ جَمَعَكم في وادٍ واحد على غير ميعادٍ ﴿ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا ﴾ - أي لابد مِن وقوعه - وهو نَصْر أوليائه وخِذْلان أعدائه، وذلك ﴿ لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ ﴾ من المشركين ﴿ عَنْ بَيِّنَةٍ ﴾: أي عن حُجَّةٍ ظهرتْ له وقطعتْ عُذره أمامَ الله، إذ اتضَّحَ له - بعدما رأى الآيات يوم بدر - أنّ المشركين على باطلٍ وضلال، ثم رَضِيَ بذلك الباطل واستمر عليه، ﴿ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ ﴾: يعني ولِيحيا مَن نجا مِن المشركين عن حُجَّةٍ ظهرتْ له، فعَلِمَ ساعتَهَا أن الإسلامَ حق، وأن الرسولَ حق، وذلك بما أرَى اللّهُ الطائفتين من الأدلة والبراهين، ما يَتعظُ به المشركون، ويَزدادُ به الذين آمنوا إيماناً، ﴿ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ ﴾ لأقوال الفريقين، ﴿ عَلِيمٌ ﴾ بأفعالهم.


• الآية 43: ﴿ إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا ﴾: أي اذكر - أيها النبي - حينما أراكَ اللهُ قِلَّة عدد عدوك في منامك، فأخبرتَ المؤمنين بذلك، فقَوِيَتْ قلوبُهم، واجترؤوا على حَرْبهم، ﴿ وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ ﴾ أي لَتردد أصحابك في مُلاقاتهم، ولَخافوا مِن لقائهم، ﴿ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ ﴾: أي ولاَختلفتم في أمر القتال، ﴿ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ ﴾ من الفشل، ونجَّاكم مِن عاقبةِ ذلك، ﴿ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾: أي إنه سبحانه عليمٌ بخفايا القلوب وطبائع النفوس.

 

• الآية 44: ﴿ وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا ﴾: يعني واذكروا أيضًا حينما ظهر أعداؤكم في أرض المعركة، فرأيتموهم قليلين فاجترأتم عليهم، ﴿ وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ ﴾:يعني وقلَّلكم ربكم - أيها المؤمنون - في أعين المشركين، ليتركوا الاستعداد لِحَربكم (هذا قبل الالتحام، أما بعد الالتحام فقد رأى المشركونَ المؤمنين مِثلَيْهِم - أي يَزيدون عليهم في العدد زيادة كبيرة تبلغالضِعف -، وذلك حتى تتم هزيمتهم).

 

• وقد كان ذلك التدبير الإلهي ﴿ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا ﴾: أي ليتحقق وَعْدُ اللهِ لكم بالنصر، فإنه سبحانه إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون، ﴿ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴾: يعني وإلى اللهِ وحده تصير الأمور كلها، فما شاءَ منها كان، وما لم يَشأهُ لم يكن، فليس لأحدٍ فيها تأثير إلا بإذنهِ سبحانه.

 

• الآية 45: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً ﴾ أي إذا لقيتم جماعةً مِن أهل الكفر قد استعدوا لقتالكم ﴿ فَاثْبُتُوا ﴾ ولا تفِرُّوا منهم، وكونوا في صمودكم كالجبال الشامخة ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ مُكَبِّرين داعين مُتضَرِّعين لإنزال النصر عليكم؛ ﴿ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾: أي لكي تفوزوا بالنصر في الدنيا وبالجنة في الآخرة.

 

• الآية 46: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾ والتزموا هذه الطاعة في جميع أحوالكم، ﴿ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ﴾: أي ولا تختلفوا - وأنتم في مواجهة العدو - فتتفرق كلمتكم وتختلف قلوبكم، وتذهب قوتكم، ﴿ وَاصْبِرُوا ﴾ عند لقاء العدو ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ بِالعَوْن والنصر والتأييد.


•الآية 47: ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا ﴾: أي ولا تكونوا مِثل المشركين الذين خرجوا ﴿ مِنْ دِيَارِهِمْ ﴾ أي مِن بلدهم، وقد خرجوا ﴿ بَطَرًا ﴾: أي كِبرًا، مِن أجل العُلُوّ في الأرض، ﴿ وَرِئَاءَ النَّاسِ ﴾: يعني ولِيَراهم الناس ويَفتَخِروا بقوّتهم.

 

• ثم ذكر تعالى مقصودهم الأعظم من هذا الخروج فقال: ﴿ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾: أي إنهم خرجوا لإظهار قوتهم أمام الناس لِيُخَوّفوهم من الدخول في دين الله، ولِيُرغِموهم على عداوة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويُعذبوا مَن أجابَ دَعْوَته، ﴿ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴾ لا يَغيبُ عنه شيءٌ مِن أفعالهم وأقوالهم، وسيُعاقبهم على ذلك أشد العقوبة.


• الآية 48: ﴿ وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ ﴾: يعني واذكروا حين حَسَّن الشيطانُ للمشركين أمْرَ إنقاذ القافلة وقتال المسلمين، ﴿ وَقَالَ ﴾ لهم: ﴿ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ ﴾: يعني لن يَغلبكم اليوم أَحَد، فإني ناصركم عليهم، (وكان الشيطان في هذه الساعة في صورة رجل من أشراف القوم)، ﴿ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ ﴾: أي فلما تقابل الفريقان - المشركون ومعهم الشيطان، والمسلمون ومعهم الملائكة -: ﴿ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ ﴾: أي رجع الشيطان إلى الوراءِ هارباً من المعركة، ﴿ وَقَالَ ﴾ للمشركين: ﴿ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ ﴾ من الملائكة الذين جاؤوا مَددًا للمسلمين ﴿ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ﴾: أي أخافُ أن يُعاجلني بالعقوبة في الدنيا ﴿ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾، فكانَ خِذلانُ الشيطان للمشركين: تقديراً من اللهِ تعالى لِيُتِمّ النصرَ للمسلمين.


• الآية 49: ﴿ إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ﴾ - وهم ضِعاف الإيمان - عندما رأوا خروجَ الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى بدر: ﴿ غَرَّ هَؤُلَاء ﴾ المسلمين ﴿ دِينُهُمْ ﴾ فعَرَّضهم للمَهالك، وجَرَّأهم على الخروج لقتال قريش وهي تفوقهم عدداً وسلاحاً.

 

• ولم يُدرك هؤلاء المنافقون أنه ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ﴾ ويَثِقْ بنصْره، ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ ﴾ لن يَخذله، إنه سبحانه ﴿ عَزِيزٌ ﴾ لا يَغلبه أحد، ولا يمنعه أحد عن فِعل ما يريد ﴿ حَكِيمٌ ﴾ يَضع النصر لِمَن يَستحقه.

 

• الآية 50، والآية 51: ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ ﴾: يعني ولو أنك - أيها الرسول - أبْصَرتَ هؤلاء الكفار يوم بدر - وقتَ انتزاع الملائكةِ لأرواحهم - لَرأيتَ أمرًا فظيعاً، إذ ﴿ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ﴾ أي يَضربونهم مِن أمامهم ومِن خلفِهم، ﴿ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴾: أي ويقولون لهم: ذوقوا العذاب الشديد المُحرِق.

 

• وقد اختلف المفسرون في المُراد مِن قوْل الملائكة لهم - وهم في السَكَرات -: (وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ) فمنهم مَن قال: (كان مع الملائكة يوم بدر مقامع من حديد، كلما ضربوا المشركين بها، التهبتْ النار في جراحاتهم فتحرق أجسادهم)، ومنهم مَن قال بأنّ المُراد هو إخبارُهُم بأنهم سيذوقون عذاب الحريق عندما يدخلون جهنم في الآخرة، وهذا كقوله تعالى: ﴿ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ ﴾، فهو بِشارةٌ لهم من الملائكة بعذابٍ أدهَى وأمَرّ مما هم فيهِ لِيَزدادوا حسرةً، واللهُ أعلم (واعلم أن هذا السِياق، وإن كان قد حدث في غزوة "بدر"، إلاَّ إنه عامٌّ في حق كلِّ كافر وقت السَكَرات).

 

• ثم تقول الملائكة لهم: ﴿ ذَلِكَ ﴾ أي ذلك التعذيب هو ﴿ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ ﴾: أي بسبب كُفركم وأعمالكم السيئة في حياتكم الدنيا، وليس بظلمٍ مِن اللهِ لكم، لأنّ اللهَ تعالى هو الحَكَمُ العدل، ﴿ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ فلا يَظلم سبحانه أحدًا مِن خَلْقه مثقال ذرة، قال تعالى في الحديث القدسي - كما في صحيح مسلم -: "يا عبادي إني حرّمتُ الظلمَ على نفسي، وجعلتُهُ بينكم مُحَرَّماً فلا تَظَالَموا".

 

• الآية 52: ﴿ كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ ﴾: يعني:إنّ شأنَ كفار قريش في تكذيبهم وما نزل بهم من العذاب، هي سُنَّة الله في عقاب الطغاة من الأمم السابقة، كما حدث لآل فرعون ﴿ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾ فقد ﴿ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ ﴾ الواضحة ﴿ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ ﴾: أي فعاجَلهم اللهُ بالعقوبة بسبب تكذيبهم وعِنادهم ﴿ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾.


• الآية 53، والآية 54: ﴿ ذَلِكَ ﴾ العذاب الذي أصابَ الأمم الكافرة الظالمة، ﴿ بِأَنَّ ﴾ أي بسبب أنّ ﴿ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا ﴾ أي لم يَكُنْ مِن سُنَّتِهِ تعالى في خَلقه أن يكونَ مُغَيِّراً ﴿ نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ ﴾ ولا أن يَسلبها منهم ﴿ حَتَّى يُغَيِّرُوا ﴾ هم ﴿ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ ويكونوا هم البادئين بالتكذيب والظلم، أو الفسوق والفجور، ﴿ وَأَنَّ ﴾: أي وذلك العذاب كانَ أيضاً بسبب أنّ ﴿ اللَّهَ سَمِيعٌ ﴾ لأقوال عباده ﴿ عَلِيمٌ ﴾ بأفعالهم، فلذلك كان الجزاءُ عادلاً لا ظلمَ فيه.


• ثم يُخبرُ تعالى بأنّ شأنَ الظالمين في تغيير نعمة اللهِ عليهم واستحقاقهم للعذاب، هو ﴿ كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾ فقد ﴿ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ ﴾ بعدما تيَقنوا أنها من عند الله، وتكَبَّروا عن الانقياد لها ﴿ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ ﴾ ﴿ وَكُلٌّ ﴾ مِن المُهلَكين المُعذَّبين ﴿ كَانُوا ظَالِمِينَ ﴾ لعباد اللهِ تعالى، وظالمينَ لأنفسهم بتعريضها لِغضب اللهِ وعذابه.

 

• الآية 55، والآية 56: ﴿ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ ﴾: يعني إنَّ شر ما دَبَّ على الأرض ﴿ عِنْدَ اللَّهِ ﴾ - مَنزِلةً - هم ﴿ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ والسبب في ذلك: ﴿ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾: أي فهم لا يصَدِّقون رُسُلَ اللهِ تعالى، ولا يُقِرُّون بوحدانيته، بسبب عِنادهم واتِّباعهم لأهوائهم، مِن بعد ما تبين لهم الحق، فبذلك صاروا شرَّ الدوابّ.

 

• ومِن هؤلاء الكفار: اليهود ﴿ الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ﴾: أي الذين أخذتَ منهم عهداً بألاَّ يُحاربوك وألاَّ يُعينوا عليك أعدائك، ﴿ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ ﴾ ﴿ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ ﴾ أي لا يَخافون عاقبة نقض المعاهدات والتلاعُب بها.

 

• الآية 57: ﴿ فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ ﴾: يعني فإن واجهتَ هؤلاء الناقضين للعهود في المعركة، وتمكنتَ منهم: ﴿ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ ﴾: أي فأنزِلْ بهم مِن العذاب ما يُدْخِلُ الرعب في قلوب الآخرين ويُشتت جُموعهم؛ ﴿ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴾: أي لعلهم يتعظون، فلا يُفَكِّروا في حَربك وقتالك بعد ذلك.

 

• الآية 58: ﴿ وَإِمَّا تَخَافَنَّ ﴾: يعني وإن خِفتَ - أيها الرسول - ﴿ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً ﴾ ظهرتْ علاماتها واضحةً أمامك: ﴿ فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ ﴾: أي فاطرح تلك المعاهدة، مُلغِياً لها، مُعلِناً ذلك لهم، لِيَكون الطرفان - أنتم وهم - مُسْتوِيَيْن في العِلم بإلغاء المعاهدة، وذلك حتى لا يتهموك بالغدر والخيانة، ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ﴾.



[1] وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرةمن (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبو بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذيليس تحته خط فهو تفسير الآية الكريمة.

• واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍيَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذاالأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنىواضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلماتالتي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير الربع الأول من سورة الأنفال كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الثاني من سورة الأنفال كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الأخير من سورة الأنفال كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الأول من سورة التوبة كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الخامس من سورة التوبة كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الثالث من سورة يونس كاملا بأسلوب بسيط

مختارات من الشبكة

  • تفسير الربع الأخير من سورة يوسف كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الرابع من سورة يوسف كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الثالث من سورة يوسف كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الأول من سورة يوسف كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الأخير من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الخامس من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الرابع من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الثالث من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الثاني من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الأول من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
11- شكراً جزيلاً لكم على هذه الردود الجميلة
رامي حنفي - مصر 28-10-2015 07:00 PM

جزاكم الله خيراً، وجزى اللهُ الإخوة القائمين على الموقع خير الجزاء

10- والله أول مرة أفهم كيف تقسم الغنيمة
أبو اسراء - مصر 28-10-2015 04:27 PM

جزاك الله خيراً
والله هذه أول مرة أفهم كيف تقسم الغنيمة
أسلوبك سهل جداً وممتع

9- أول مرة أفهم هذه الآية
عبد الناصر صابر - مصر 26-10-2015 03:08 PM

جزاك الله خيراً
أول مرة أفهم هذه الآية:(إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ)
وكنت دائماً أقول: ما الفائدة من موقع كل فريق في المعركة؟، وما وجه النعمة في ذلك؟
والآن اتضح كل شيء
أحييك على تسمية هذه السلسلة المباركة: (كيف نفهم القرآن)

8- هذا هو سبب تسميتهم بشر الدواب
محمد العزي - اليمن 26-10-2015 03:02 PM

وصف الله تعالى من جحد نبوة محمد صلى الله عليه وسلم بأنهم شر الدواب لأن دعوة الإسلام أظهر من دعوة الأديان السابقة ، ومعجزة الرسول - صلى الله عليه وسلم - أسطع ، ولأن الدلالة على أحقية الإسلام دلالة عقلية بينة ، فمن يجحده فهو أشبه بما لا عقل له

7- فائدة لغوية هامة
أسامة محمد شوقي - Egypt 26-10-2015 02:58 PM

قوله تعالى: (فإما تثقفنّهم) أصلها: (إن ما تثقفنهم) و (ما) زائدة لتقوية الكلام، وأدغمت في (إن) الشرطية فصارت (إمَّا).

6- من هم آل فرعون؟ وما هو معنى الرَّكب؟
محمد اسماعيل - الامارات 26-10-2015 02:55 PM

آل فرعون هم كل من كان على دينه من الأقباط - أي المصريين - مشاركاً له في ظلمه وكفره.
ولفظ الركب لا يطلق إلاّ على الراكبين، والركب مبتدأ، وأسفل ظرف، والخبر محذوف، وتقدير الجملة: والركبُ كائنٌ أسفل منكم.

5- مشاركة
أم حسام - مصر الحبيبة 26-10-2015 02:53 PM

ذكر الله تعالى لفظي: (بطراً ورئاء الناس) بصيغة المصدر، للمبالغة في تمكن الصفتين منهم، لأن البطر والرياء خُلقان من خلقهم، أما لفظ: " يصدون عن سبيل الله " فذكره تعالى بصيغة الفعل المضارع: للدلالة على حدوث وتجدد صدهم الناس عن سبيل الله ، وأنهم حين خرجوا صادين عن سبيل الله ومكررين ذلك ومجددينه .

4- هذا هو الذكر المؤثر في القلب
محمود رضا - مصر 26-10-2015 02:51 PM

قوله تعالى: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًالَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
الذكر المطلوب هو: ما كان باللسان والقلب معاً، في الآية دليل على أنّ ذكر الله تعالى لا يترك في حال إلاّ في حال قضاء الحاجة، قال محمد القرطبي: لو رخّص لأحد في ترك الذكر لرخّص لزكريا إذ قال له تعالى: {ألاّ تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزاً واذكر ربك كثيراً} ولرخص لرجل في الحرب لقوله تعالى: {إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً} وحكم هذا الذكر أن يكون خفياً إلا أن يكون في بداية الحملة بصوت واحد: الله أكبر فإن ذلك محمود لأنه يرعب العدو ويفتّ في أعضاده.

3- أعجبني جداً شرح هذا الربع
ابراهيم زكريا - مصر 26-10-2015 01:59 PM

أعجبني جداً شرح هذا الربع
جزاك الله خيراً

2- طاعة الله ورسوله في أمرهما ونهيهما من أعظم أسباب النصر
وائل العدوي - مصر 26-10-2015 12:30 PM

طاعة الله ورسوله في أمرهما ونهيهما من أعظم أسباب النصر، ومن ذلك طاعة قائد المعركة ومديرها وهذا من أكبر عوامل النصر حسب سنة الله تعالى في الكون.

1 2 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب