• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير الربع الرابع من سورة المائدة بأسلوب بسيط

رامي حنفي محمود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/4/2015 ميلادي - 18/6/1436 هجري

الزيارات: 17195

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة كيف نفهم القرآن؟ [1]

تفسير الربع الرابع من سورة المائدة بأسلوب بسيط


الآية 41: ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ ﴾: أي يسارعون في جحود نُبُوَّتك ﴿ مِنَ ﴾ المنافقين ﴿ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ ﴾ فإني ناصرُكَ عليهم، ﴿ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا ﴾: يعني ولا يَحزُنك أيضاً تسرُّع اليهود إلى إنكار نبوتك، فإنهم قومٌ ﴿ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ ﴾: أي يستمعون للكذب، ويَقبلون ما يَفترِيه أحبارُهم، ﴿ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آَخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ ﴾: يعني ويَقبلون كلام قومٍ آخرين لا يحضرون مجلسك، وهؤلاء الآخرون ﴿ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ ﴾: أي يُبَدِّلون كلام الله مِن بعد ما عَقَلوه، و ﴿ يَقُولُونَ ﴾ لليهود الذين يحضرون مجلسك: ﴿ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ ﴾: يعني إن جاءكم مِن محمد ما يوافق الذي بدَّلناه وحرَّفناه من أحكام التوراة فاعملوا به، ﴿ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا ﴾: يعني وإن جاءكم منه ما يُخالفه فاحذروا أن تقبلوه أو تعملوا به، ﴿ وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ﴾: يعني ومَن يَشأ اللهُ ضلالته فلن تستطيع دَفْعَ ذلك عنه، ولن تقدر على هدايته، ﴿ أُولَئِكَ ﴾ أي المنافقون واليهود هم ﴿ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ ﴾ من دَنَس الكفر، ﴿ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ﴾: أي ذلُّ وفضيحة، ﴿ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾.


الآية 42: ﴿ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ ﴾: يعني: وهؤلاء اليهود يجمعون بين الاستماع إلى الكذب وقبوله وبين أكل الحرام، ﴿ فَإِنْ جَاءُوكَ ﴾ يتحاكمون إليك ﴿ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ ﴾: يعني فاقضِ بينهم، أو اتركهم، ﴿ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ ﴾ يقدروا على أن ﴿ يَضُرُّوكَ شَيْئًا ﴾ ﴿ وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ ﴾: أي بالعدل ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾.


الآية 43: ﴿ وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ ﴾: يعني: إنَّ صنيع هؤلاء اليهود عجيب، فهم يَحتكمون إليك - أيها الرسول - وهم لا يؤمنون بك، ولا بكتابك، مع أن التوراة التي يؤمنون بها ﴿ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ﴾ ﴿ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ ﴾: أي ثم يتولَّون مِن بعد حُكمك إذا لم يُرضهم، فجمعوا بذلك بين الكفر بشرعهم، وبين الإعراض عن حُكمك، ﴿ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ﴾.


الآية 44: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ﴾: يعني فيها إرشاد من الضلالة، ونورٌ مُبَيِّن لأحكام الحلال والحرام، مُخرِجٌ من ظلمات الجهل، ﴿ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا ﴾ يعني: وإنَّ النبيُّين - الذين انقادوا لحكم الله تعالى - قد حكموا بالتوراة ﴿ لِلَّذِينَ هَادُوا ﴾: أي قد حكموا بها بين اليهود، ولم يَخرجوا عن حُكمها ولم يُحَرِّفوها، ﴿ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ ﴾: يعني وكذلك قد حكم بها عُبَّاد اليهود وعلماؤهم (الذين يُرَبُّون الناس بشرع الله)، وذلك ﴿ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ ﴾: أي بما استأمنهم أنبياؤهم على تبليغ التوراة، والعمل بها، ﴿ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ﴾: يعني وكان الربانيون والأحبار شهداء على أن أنبياءهم قد حكموا بين اليهود بكتاب الله.

 

ثم يقول تعالى لعلماء اليهود: ﴿ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ ﴾ في تنفيذ حُكمي; فإنهم لا يقدرون على نفعكم ولا ضَرِّكم، ﴿ وَاخْشَوْنِ ﴾ وحدي، فإني أنا الذي أملك النفع والضر، ﴿ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا ﴾: يعني ولا تأخذوا عِوَضًا حقيرًا مِن الدنيا مقابل ترْك الحُكم بما أنزلتُ، ﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾: واعلم أنَّ العلماء قد اختلفوا بشأن هذه الجملة: هل هي في المسلمين، أو في اليهود (اتفاقاً مع سِياق الآية)؟، وقد ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في هذه الآية: (ليس الكُفر الذي تذهبون إليه) أي إنّ المراد بالكفر فيها: (كُفر دونَ كُفر)، يعني ليس الكُفر المُخرج من المِلَّة، وقال القرطبي في تفسيره: (فأما المسلم فلا يُكَفَّر وإن ارتكب كبيرة)، هذا مع الأخذ في الاعتبار دائماً أنَّ العُذر بالجهل قاعدة شرعية أصُولِيَّة، وأنه مِن صُلب هذا الدِين.

 

الآية 45: ﴿ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا ﴾: يعني وفَرَضنا عليهم في التوراة: العدل والمساواة في القِصاص، فشرعنا لهم ﴿ أَنَّ النَّفْسَ ﴾ تُقْتَل ﴿ بِالنَّفْسِ ﴾، (﴿ وَالْعَيْنَ ﴾) تُفْقَأ (﴿ بِالْعَيْنِ ﴾)، (﴿ وَالْأَنْفَ ﴾) يُقطَع (﴿ بِالْأَنْفِ ﴾)، (﴿ وَالْأُذُنَ ﴾) تُقْطع (﴿ بِالْأُذُنِ ﴾)، (﴿ وَالسِّنَّ ﴾) تُقْلَعُ (﴿ بِالسِّنِّ ﴾)، بمعنى أنه إذا قلع شخصٌ إحدى الأسنان لشخصٍ آخر (أو كَسَرها)، فإنّه يقتص منه بقلْع سِنِّهِ (أو كَسْرها)، (﴿ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ ﴾: يعني وشرعنا لهم أنَّه يُقْتَصُّ في الجِراحات أيضاً بالعدل والمساواة، ﴿ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ ﴾: أي فمن تجاوز عن حقه في الاقتصاص من المُعتدي ﴿ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ ﴾: يعني فإنّ ذلك العفو يكونُ تكفيراً لبعض ذنوبه وإزالةً لها، ﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ ﴾ في القصاص وغيره ﴿ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾.


الآية 46، والآية 47: ﴿ وَقَفَّيْنَا عَلَى آَثَارِهِمْ ﴾: يعني وأتْبَعنا أنبياء بني إسرائيل ﴿ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ﴾، فكانَ عليه السلام ﴿ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ﴾: أي مؤمنًا بالتوراة، فلم يُنكرها ولم يَتجاهلها، ﴿ وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ ﴾: يعني وأنزلنا إليه الإنجيل هادياً إلى الحق، ونوراً مُبَيِِّّنًا لِما جَهِلَهُ الناس مِن حُكم الله تعالى، ﴿ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ﴾: أي وكان الإنجيل شاهدًا على صِدق التوراة، مُقَرِّراً لأحكامها (إلا ما نسخه اللهُ منها بالإنجيل)، ﴿ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ ﴾: يعني وقد جعلناه بيانًا للذين يخافون الله، ورادعاً لهم عن ارتكاب المحرَّمات، فإن أهل التقوى هم الذين ينتفعون بهذا الهدى.

 

• واعلم أن هذه الهداية التي ذكرها تعالى في قوله: ﴿ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ ﴾: هي هداية خاصة للمتقين، غير الهداية التي ذُكِرَتْ في قوله تعالى: ﴿ وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ ﴾ فهذه هداية عامة لجميع الناس، ثم أخبر تعالى أنه أمرهم وقتها بالحكم بالإنجيل، فقال: ﴿ وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ ﴾ الذين أُرسِل إليهم عيسى - قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم - ﴿ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ ﴾: أي بما أنزل الله في الإنجيل من الأحكام، وأخبرهم أنَّه ﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾.


الآية 48: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ﴾: أي وأنزلنا إليك القرآن، وكل ما فيه حق، وجعلناه ﴿ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ ﴾: أي يَشهد على صِدق الكتب التي قبله، وأنها من عند الله، مُصدقًا لما فيها مِن صِحَّة، ومبيِّنًا لِما فيها من تحريف، ﴿ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ﴾: أي وناسخًا لبعض شرائع هذه الكتب، ﴿ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ ﴾ أي بين المحتكمين إليك من اليهود ﴿ بِمَا أَنْزَلَ اللَّه ﴾ إليك في هذا القرآن، ﴿ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ﴾: يعني ولا تنصرف عن الحق الذي أمرك الله به إلى أهوائهم وآرائهم، ﴿ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً ﴾: يعني: فقد جعلنا لكل أمة منكم شريعة، ﴿ وَمِنْهَاجًا ﴾: أي وجعلنا لكم طريقًا واضحًا مستنيرًا ناسخًا لما قبله، وهو الإسلام، وقد جعلنا شريعتك ناسخة لجميع الشرائع.

 

﴿ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً ﴾: أي لجعلكم جماعة متفقة - على دين واحد - يَؤم بعضها بعضًا، ولَجعل شرائعكم واحدة، ولم يجعل شيئًا من الكتب ناسخًا لشيءٍ من الشرائع، ﴿ وَلَكِنْ ﴾ لم يَشأ ذلك، بل شاء أن تكونوا على شرائع مختلفة، وذلك ﴿ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ ﴾: يعني ليختبركم ويَنظر كيف تعملونَ عند ظهور هذه الشريعة الناسخة: هل ستتبعونها وتنقادون إليها بمجرد قيام البراهين على صِدقها، ونهوض الأدلة البَيِّنة على صِحَّة نَسْخها لشرائعكم، وترجعون عن شريعتكم بعد أن أحببتموها واعتدتم عليها؟، أم سَتَمِيلون إلى شريعتكم، فتؤثرون الركون إليها والعكوف عليها لمجرد اتباع الهوى، وتزيغون عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، تكَبُّراً عن الانقياد لها (كما فعل أول المتكبرين إبليس)؟

 

• ولَمََّا كانَ في هذا الاختبار أعظم تهديد، قال لهم: ﴿ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ﴾: أي بادروا إلى هذه الشريعة الناسخة بغاية جهدكم، وسارعوا إلى ما هو خيرٌ لكم في الدارين (وذلك بالعمل بما في القرآن العظيم)، فـ ﴿ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴾ وسيَجزي كُلاًّ بعمله.


الآية 49: ﴿ وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ ﴾: واعلم أنَّ قوله تعالى: ﴿ وَأَنِ احْكُمْ ﴾ معطوف على قوله تعالى - في الآية التي قبلها -: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ﴾، فكأنّ المعنى: (﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ﴾، فلْتَحكمْ بينهم به)، أو: ﴿ (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ﴾، وللحُكم به).

 

﴿ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ ﴾: أي ولا تتبع أهواء الذين يَحتكمون إليك من اليهود، (وقد كَرَّرَ تعالى النهي عن اتباع أهوائهم لشدة التحذير من ذلك)، ﴿ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ﴾: يعني واحذرهم أن يُضِلوك عن بعض ما أنزل الله إليك فتترك العمل به، ﴿ فَإِنْ تَوَلَّوْا ﴾: يعني فإن أعرض هؤلاء عن قبول ما تَحكم به: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ﴾: أي فاعلم أن الله يريد أن يَصرفهم عن الهدى بسبب ذنوبٍ اكتسبوها مِن قبل، ﴿ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ﴾: أي: عُصاة خارجون عن طاعة ربهم ورسله، (فهَوَّن اللهُ على رسوله بهذه الجملة ما قد يجده من ألم تمرد اليهود والمنافقين، وإعراضهم عن الحق الذي جاءهم به ودعاهم إليه).



[1] وهي سلسلة تفسير للآيات التي يَصعُبُ فهمُها في القرآن الكريم (وليس كل الآيات)، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبو بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو شرحُ الكلمة الصعبة في الآية.

• واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير الربع الأول من سورة المائدة بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الثاني من سورة المائدة بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الثالث من سورة المائدة بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الخامس من سورة المائدة بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع السادس من سورة المائدة بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع السابع من سورة المائدة بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الأخير من سورة المائدة بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الأول من سورة الأنعام بأسلوب بسيط

مختارات من الشبكة

  • غرائب وعجائب التأليف في علوم القرآن (13)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير سورة المائدة كاملة بأسلوب بسيط (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تفسير سورة المائدة بأسلوب بسيط جدا (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (135 - 152) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (102 - 134) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (65 - 101) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (1 - 40) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (40 - 64) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تفسير سور المفصَّل ( 22 ) تفسير سورة الناس - أساليب وسوسة الشيطان(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • تفسير الربع الأخير من سورة يوسف كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
6- مشاركة أخرى
أبو عمر الرياض 11-04-2015 02:30 AM

قول الإمام القرطبي رحمه الله في تفسيره: (فأما المسلم فلا يُكَفَّر وإن ارتكب كبيرة)،مراده أنه لا يكفر بذلك إلا إذا استحل المعصية وقال: إنها حلال، حتى ولم يفعلها.
وفي ذلك يقول الإمام ابن باز رحمه الله في تعليقه على العقيدة الطحاوية:" قوله-الإمام الطحاوي-:(ولا نكفر أحدا من أهل القبلة بذنب، ما لم يستحله): مراده رحمه الله: أن أهل السنة والجماعة لا يكفرون المسلم الموحد المؤمن بالله واليوم الآخر بذنب يرتكبه؛ كالزنا، وشرب الخمر، والربا وعقوق الوالدين وأمثال ذلك ما لم يستحل ذلك. فإن استحله كفر؛ لكونه بذلك مكذبا لله ولرسوله، خارجا عن دينه. أما إذا لم يستحل ذلك؛ فإنه لا يكفر عند أهل السنة والجماعة، بل يكون ضعيف الإيمان، وله حكم ما تعاطاه من المعاصي في التفسيق وإقامة الحدود وغير ذلك، حسبما جاء في الشرع المطهر. وهذا هو قول أهل السنة والجماعة خلافا للخواج والمعتزلة ومن سلك مسلكهم الباطل. فإن الخوارج يكفرون بالذنوب، والمعتزلة يجعلونه في منزلة بين المنزلتين، يعني: بين الإسلام والكفر في الدنيا، وأما في الآخرة فيتفقون مع الخوارج بأنه مخلد في النار. وقول الطائفتين باطل بالكتاب والسنة وإجماعة سلف الأمة. وقد التبس أمرهما على بعض الناس لقلة علمه، ولكن أمرهما بحمد الله واضح عند أهل الحق كما بينا وبالله التوفيق". وقال أيضاً:"والذي عليه أهل السنة -وهو الحق- أن العاصي لا يكفر بمعصيته ما لم يستحلها، فإذا زنا لا يكفر، وإذا سرق لا يكفر، وإذا شرب الخمر يكفر، ولكن يكون عاصيا ضعيف الإيمان فاسقا تقام عليه الحدود، ولا يكفر بذلك إلا إذا استحل المعصية وقال: إنها حلال".
وقال أيضاً في "مجموع فتاوى ومقالات متنوعة" (1/ 23):"لا يجوز تكفير أحد من المسلمين بشيء من المعاصي التي دون الشرك والكفر كالزنا، والسرقة وأكل الربا وشرب المسكرات، وعقوق الوالدين، وغير ذلك من الكبائر ما لم يستحل ذلك؛ لقول الله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}
ولما ثبت في الأحاديث المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله يخرج من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان". والله أعلم.

5- مشاركة
أبو عمر الرياض 11-04-2015 01:54 AM

بمناسبة ذكر قوله تعالى:{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}وما يتعلق بالحكم بغير ما أنزل الله أحببت ذكر ما جاء في مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله (5/ 355-356)عندما سئل رحمه الله السؤال التالي:كثير من المسلمين يتساهلون في الحكم بغير شريعة الله، والبعض يعتقد أن ذلك التساهل لا يؤثر في تمسكه بالإسلام، والبعض الآخر يستحل الحكم بغير ما أنزل الله ولا يبالي بما يترتب على ذلك، فما هو الحق في ذلك؟
الجواب: هذا فيه تفصيل وهو أن يقال: من حكم بغير ما أنزل وهو يعلم أنه يجب عليه الحكم بما أنزل الله، وأنه خالف الشرع ولكن استباح هذا الأمر، ورأى أنه لا حرج عليه في ذلك، وأنه يجوز له أن يحكم بغير شريعة الله فهو كافر كفرا أكبر عند جميع العلماء؛ كالحكم بالقوانين الوضعية التي وضعها الرجال من النصارى أو اليهود أو غيرهم ممن زعم أنه يجوز الحكم بها، أو زعم أنها أفضل من حكم الله، أو زعم أنها تساوي حكم الله، وأن الإنسان مخير إن شاء حكم بالقرآن والسنة، وإن شاء حكم بالقوانين الوضعية ... من اعتقد هذا كفر بإجماع العلماء كما تقدم. أما من حكم بغير ما أنزل الله لهوى أو لحظ عاجل وهو يعلم أنه عاص لله ولرسوله، وأنه فعل منكرا عظيما، وأن الواجب عليه الحكم بشرع الله فإنه لا يكفر بذلك الكفر الأكبر، لكنه قد أتى منكرا عظيما ومعصية كبيرة وكفرا أصغر، كما قال ذلك ابن عباس ومجاهد وغيرهما من أهل العلم، وقد ارتكب بذلك كفرا دون كفر، وظلما دون ظلم، وفسقا دون فسق، وليس هو الكفر الأكبر، وهذا قول أهل السنة والجماعة، وقد قال الله سبحانه: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ} وقال تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} وقال عز وجل: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} وقال عز وجل: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} فحكم الله هو أحسن الأحكام وهو الواجب الاتباع وبه صلاح الأمة وسعادتها في العاجل والآجل وصلاح العالم كله، ولكن أكثر الخلق في غفلة عن هذا. والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

4- أعجبتني هذه الجملة
سمير حمدي - مصر 08-04-2015 03:00 PM

السلام عليكم أعجبتني هذه الجملة
(واعلم أنَّ قوله تعالى: ﴿ وَأَنِ احْكُمْ ﴾ معطوف على قوله تعالى - في الآية التي قبلها -: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ﴾، فكأنّ المعنى: (﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ﴾، فلْتَحكمْ بينهم به)، أو: ﴿ (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ﴾، وللحُكم به).

3- والله أول مرة أفهم هذه الآية
ashraf elmekawy - egypt 08-04-2015 01:43 PM

السلام عليكم
والله يا أخي الكريم أول مرة أفهم هذه الآية في حياتي: (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ)
وكنت أقول دائماً ما علاقة قوله تعالى: (وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ) بما قبلها؟
صدقتَ أخي الكريم في تسمية هذه السلسلة المباركة: (كيف نفهم القرآن)
أسأل الله أن ينفع بكم المسلمين

2- جزاك الله خيرا على هذا التأصيل
رمضان عبد المغنى - Egypt 08-04-2015 01:37 PM

جزاك الله خيرا على هذا التأصيل:
(واعلم أنَّ العلماء قد اختلفوا بشأن هذه الجملة: هل هي في المسلمين، أو في اليهود (اتفاقاً مع سِياق الآية)؟، وقد ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في هذه الآية: (ليس الكُفر الذي تذهبون إليه) أي إنّ المراد بالكفر فيها: (كُفر دونَ كُفر)، يعني ليس الكُفر المُخرج من المِلَّة، وقال القرطبي في تفسيره: (فأما المسلم فلا يُكَفَّر وإن ارتكب كبيرة)، هذا مع الأخذ في الاعتبار دائماً أنَّ العُذر بالجهل قاعدة شرعية أصُولِيَّة، وأنه مِن صُلب هذا الدِين).

1- أول مرة أفهم هذا الربع في حياتي
وئل العدوي - مصر 08-04-2015 01:29 PM

جزاك الله عنا خيرا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب