• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    محاسن الإرث في الإسلام (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    تفسير: (لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    علامات الساعة (2)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    ما جاء في فصل الصيف
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فضل من يسر على معسر أو أنظره
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    كونوا أنصار الله: دعوة خالدة للتمكين والنصرة
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    لا تعير من عيرك
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    من مائدة التفسير: سورة النصر
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير آيات قرآنية عن قيام الليل (3)

تفسير آيات قرآنية عن قيام الليل (3)
فتحي حمادة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/4/2014 ميلادي - 30/5/1435 هجري

الزيارات: 292320

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تفسير آيات عن قيام الليل (3)


قال - تعالى - ﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ﴾ [الإسراء: 79].

 

وقوله - تعالى -: ﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ ﴾، أمر الله - تعالى - نبيه - صلى الله عليه وسلم - بقيام الليل بعد المكتوبة؛ كما ورد في صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه سئل: أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة؟ قال: ((صلاة الليل)).

 

قال بعض العلماء: إن التهجد ما كان بعد النوم، وهو المعروف في لغة العرب، وكذلك ثبتت الأحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يتهجَّدُ بعد نومه.

 

وقال الحسن البصري: هو ما كان بعد العشاء، ويحمل على ما كان بعد النوم، واختلف في معنى قوله - تعالى -: ﴿ نَافِلَةً لَكَ ﴾؛ فقيل: معناه: أنك مخصوص بوجوب ذلك وحدَك، فجعلوا قيام الليل واجبًا في حقه دون الأمة؛ لأنه قد غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر، وغيره من أمته إنما يكفِّر عنه صلواتُه النوافلُ الذنوبَ التي عليه.

 

وقوله: ﴿ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ﴾؛ أي: افعلْ هذا الذي أمرتُك به؛ لنقيمك يوم القيامة مقامًا محمودًا، يحمدك فيه الخلائقُ كلُّهم وخالقُهم - تبارك وتعالى.

 

والمقام يوم القيامة الشفاعة للناس؛ ليريحهم ربهم من عظيم ما هم فيه من شدة ذلك اليوم، وتشريفات لا يساويه فيها أحد؛ فهو أول مَن تنشق عنه الأرض، ويبعث راكبًا إلى المحشر، وله اللواء الذي آدم فمَن دونه تحت لوائه، وله الحوض الذي ليس في الموقف أكثر واردًا منه، وفي حديث الصُّور: ((إن المؤمنين كلَّهم لا يدخلون الجنة إلا بشفاعته))، وهو أول داخلٍ إليها، وأمَّتُه قبل الأمم كلهم، ويشفع في رفع درجات أقوام لا تبلغُها أعمالُهم، وهو صاحب الوسيلة التي هي أعلى منزلة في الجنة، لا تليق إلا له، وإذا أذن الله - تعالى - في الشفاعة للعصاة، شفع الملائكة والنبيون والمؤمنون، فيشفع هو في خلائق لا يعلم عدَّتهم إلا الله - تعالى - ولا يشفع أحدٌ مثله، ولا يساويه في ذلك.

 

قال البخاري: حدثنا إسماعيل بن أبان، حدثنا أبو الأحوص عن آدم بن علي، سمعت ابن عمر قال: إن الناس يصيرون يوم القيامة جثاءً، كل أمة تتبع نبيَّها، يقولون: يا فلان، اشفع، يا فلان، اشفع، حتى تنتهي الشفاعة إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - فذلك يوم يبعثه الله مقامًا محمودًا.

 

عن عبدالله بن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الشمس لتدنو حتى يبلغ العرَقُ نصف الأُذن، فبينما هم كذلك استغاثوا بآدم، فيقول: لستُ بصاحب ذلك، ثم بموسى، فيقول كذلك، ثم بمحمد - صلى الله عليه وسلم - فيشفع بين الخَلق، فيمشي حتى يأخذ بحلقة باب الجنة، فيومئذٍ يبعثه اللهُ مقامًا محمودًا)).

 

وعلى ذلك كله، فإن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصل لدرجة رفيعة - بإذن الله - بسبب قيام الليل؛ لذلك فإن قيام الليل يرفع المؤمن درجة عالية - بإذن الله تعالى - إذا استمرَّ على القيام بلا جزع أو فزع.

 

قال - تعالى -: ﴿ وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا ﴾ [الإنسان: 25 - 26].

 

قيل: إن هذا كان أوَّل شيء فريضة، بدليل قوله - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ ﴾ [المزمل: 1 - 3]؛ فهذا يجعل مِن قيام الليل قدوة لكل العبادات التالية، حتى لو أصبح قيام الليل نافلة بعد ذلك.

 

وقال - تعالى -: ﴿ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ * وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ ﴾ [الطور: 48 - 49].

 

قوله - تعالى -: ﴿ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ ﴾؛ أي: من نومك من فراشك، عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من تعارَّ من الليل، فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: رب اغفر لي - أو قال: ثم دعا - استُجِيب له، فإن عزم فتوضأ ثم صلَّى قُبِلت صلاته))؛ وأخرجه البخاري في صحيحه، وأهل السنن من حديث الوليد بن مسلم به.

 

قال - تعالى -: ﴿ إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ * تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [السجدة: 15، 16].

 

يقول - تعالى -: ﴿ إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا ﴾؛ أي إنما يصدِّق بها ﴿ الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا ﴾؛ أي استمعوا لها وأطاعوها قولاً وفعلاً، ﴿ وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ﴾؛ أي: عن اتِّباعِها والانقياد لها، كما يفعله الجهلة من الكفرة الفجرة؛ قال الله - تعالى -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60].

 

ثم قال - تعالى -: ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ ﴾؛ يعني بذلك: قيام الليل، وترك النوم والاضطجاع على الفُرُش الوطيئة.

 

﴿ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا ﴾؛ أي خوفًا من وبال عقابه، وطمعًا في جزيل ثوابه، ﴿ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾، فيجمعون بين فعل القربات اللازمة والمتعدية.

 

عن ابن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((عَجِب ربُّنا من رجلينِ: رجل ثار من وطائه ولحافه من بين حِبِّه وأهله إلى صلاته، فيقول ربنا: أَيَا ملائكتي، انظروا إلى عبدي، ثار من فراشه ووطائه ومن بين حيِّه وأهله إلى صلاته؛ رغبةً فيما عندي، وشفقة مما عندي، ورجل غزا في سبيل الله - تعالى - فانهزموا، فعَلِم ما عليه من الفرار، وما له في الرجوع، فرجع حتى أهريق دمه؛ رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي، فيقول الله - عز وجل - للملائكة: انظروا إلى عبدي، رجع رغبة فيما عندي ورهبة مما عندي حتى أهريق دمه)).

 

وعن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: كنتُ مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر فأصبحت يومًا قريبًا منه ونحن نسير، فقلت: يا نبي الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار، قال: ((لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على مَن يسره الله عليه: تعبد الله ولا تشرك به شيئًا، وتُقِيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت - ثم قال -: أَلا أدلُّك على أبواب الخير؟ الصوم جُنَّة، والصدقة تطفئ الخطيئة، وصلاة الرجل في جوف الليل، ثم قرأ: ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ ﴾، حتى بلغ: ﴿ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾))، ثم قال: ((ألا أخبرُك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟)) فقلت: بلى يا رسول الله، فقال: ((رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله))، ثم قال: ((ألا أخبرك بمِلاك ذلك كلِّه؟)) فقلت: بلى يا نبي الله، فأخذ بلسانه، ثم قال: ((كُفَّ عليك هذا))، فقلت: يا رسول الله، وإنا لمُؤاخَذون بما نتكلَّم به، فقال: ((ثَكِلتْك أمك يا معاذ، وهل يكبُّ الناسَ في النارِ على وجوههم - أو قال: على مناخرهم - إلا حصائدُ ألسنتهم))؛ ورواه الترمذي، والنسائي، وابن ماجه في سننهم، من طرق عن معمر به، وقال الترمذي: حسن صحيح؛ الشاهد في الحديث أن صلاة الرجل في جوف الليل تُدخِل المسلم الجنَّة، ودل الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك بآية: ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ ﴾.

 

قال - تعالى -: ﴿ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات: 17، 18].

 

﴿ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ﴾، اختلف المفسرون في ذلك على قولين:

أحدهما: أن ﴿ مَا ﴾ نافية، تقديره: كانوا قليلاً من الليل لا يهجعونه، قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: لم تكن تمضي عليهم ليلة إلا يأخذون منها ولو شيئًا، وقال قتادة عن مطرِّف بن عبدالله: قلَّ ليلة لا تأتي عليهم إلا يصلُّون فيها لله - عز وجل - إما من أولها وإما من أوسطها.

 

وقال مجاهد: قلَّ ما يرقدون ليلةً حتى الصباح لا يتهجدون، وكذا قال قتادة.

 

والقول الثاني: أن ﴿ مَا ﴾ مصدرية، تقديره: كانوا قليلاً من الليل هجوعهم ونومهم، قال الحسن البصري: ﴿ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ﴾، كَابَدوا قيام الليل، فلا ينامون من الليل إلا أقلَّه، ونشطوا فمدُّوا إلى السحر حتى كان الاستغفار بسَحَر، وقال قتادة: قال الأحنف بن قيس: ﴿ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ﴾، كانوا لا ينامون إلا قليلاً، ثم يقول: لستُ من أهل هذه الآية.

 

وقال الحسن البصري: كان الأحنف بن قيس يقول: عرضت عملي على عمل أهل الجنة، فإذا قوم قد باينونا بونًا بعيدًا، إذا قوم لا نبلغ أعمالَهم، كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون، وعرضتُ عملي على عمل أهل النار، فإذا قوم لا خير فيهم، مكذِّبون بكتاب الله وبرسل الله، مكذبون بالبعث بعد الموت، فقد وجدت من خيرنا منزلة قومًا خلطوا عملاً صالحًا وآخر سيئًا.

 

وقال عبدالرحمن بن زيد بن أسلم: قال رجل من بني تميم لأبي: يا أبا أسامة، صفة لا أجدُها فينا، ذكر الله - تعالى - قومًا، فقال: ﴿ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ﴾، ونحن والله قليلاً من الليل ما نقوم، فقال له أبي - رضي الله عنه -: طوبَى لمَن رقد إذا نعس، واتقى الله إذا استيقظ.

 

عن عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن في الجنة غرفًا يُرَى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها))، فقال أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: لمَن هي يا رسول الله؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((لمن أَلانَ الكلام، وأطعم الطعامَ، وبات لله قائمًا والناس نيام))؛ رواه أحمد.

 

وقوله - عز وجل -: ﴿ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾؛ يعني: يصلُّون.

 

وقال آخرون: قاموا الليل وأخَّروا الاستغفار إلى الأسحار؛ كما قال - تبارك وتعالى -: ﴿ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ ﴾ [آل عمران: 17]، فإن كان الاستغفار في صلاة فهو أحسن، وقد ثبت في الصحاح وغيرها عن جماعة من الصحابة - رضي الله عنهم - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((إن الله - تعالى - يَنْزِل كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يَبقَى ثُلُث الليل الأخير، فيقول: هل من تائب فأتوب عليه، هل من مستغفرٍ فأغفر له، هل من سائل فيعطى سؤله؟ حتى يطلع الفجر))، وقال كثير من المفسِّرين في قوله - تعالى - إخبارًا عن يعقوب - عليه السلام - أنه قال لبَنِيه: ﴿ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ﴾ [يوسف: 98]، قالوا: أخَّرهم إلى وقت السَّحر.

 

قال - تعالى -: ﴿ وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ﴾ [الفرقان: 63، 64].

 

قوله - تعالى -: ﴿ وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴾؛ أي: إذا سفه عليهم الجهَّال بالقول السيئ، لم يقابلوهم عليه بمثله، بل يعفون ويصفحون، ولا يقولون إلا خيرًا.

 

وقال مجاهد: ﴿ قَالُوا سَلَامًا ﴾؛ يعني: قالوا سدادًا.

 

وقال سعيد بن جبير: ردُّوا معروفًا من القول.

 

وقال الحسن البصري: ﴿ قَالُوا سَلَامًا ﴾، حلماء لا يجهلون، إن جُهِل عليهم حلموا، يصاحبون عباد الله نهارهم بما يسمعون، ثم ذكر أن ليلهم خير ليل، فقال - تعالى -: ﴿ وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ﴾؛ أي في طاعته وعبادته، وكل هذه الأوصاف عن عباد الرحمن، وهذا يعني أن قوَّام الليل هم عباد الرحمن، وعباد الرحمن من المقرَّبين إلى الله - تعالى.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير آيات قرآنية عن قيام الليل (1)
  • تفسير آيات قرآنية عن قيام الليل (2)

مختارات من الشبكة

  • تفسير: (وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل قيام الليل (قيام الليل يجعلك من الصالحين)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير آية: (ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • زبدة الأحكام من آيات الأحكام: تفسير آيات الأحكام (2) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • صلاة قيام الليل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح حديث: لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حديث: لا تكن مثل فلان كان يقوم من الليل فترك قيام الليل(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • تفسير آية: (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • القيام للثالثة ناسيا في قيام الليل(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • آيات وأحاديث عن قيام الساعة(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب