• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة عيد الأضحى لعام 1446 هــ
    أ. شائع محمد الغبيشي
  •  
    خطبة عيد الأضحى المبارك: تضحية وفداء، صبر وإخاء
    الشيخ الحسين أشقرا
  •  
    خطبة عيد الأضحى 1446هـ
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    خطبة عيد الأضحى 1446
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    حكم صلاة الجمعة لمن صلى العيد إذا وافق يوم الجمعة ...
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    المسائل المختصرة في أحكام الأضحية
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    الثامن من ذي الحجة
    د. سعد مردف
  •  
    خطبة عيد النحر 1446
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    التشويق لفضائل النحر والتشريق (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    ما الحكم إذا اجتمع يوم العيد ويوم الجمعة في يوم ...
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    وقفات مع عشر ذي الحجة (2)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    خطبة عيد الأضحى المبارك: لزوم الإيمان في الشدائد
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    خطبة عيد الأضحى 1446هـ
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    دروس وأسرار من دعاء سيد الاستغفار
    د. محمد أحمد صبري النبتيتي
  •  
    تفسير قوله تعالى: { وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    حكم الأضحية
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

من أركان العقيدة .. الإيمان بالملائكة

من أركان العقيدة : الإيمان بالملائكة
علي محمد مقبول الأهدل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 29/3/2014 ميلادي - 28/5/1435 هجري

الزيارات: 37713

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من أركان العقيدة .. الإيمان بالملائكة


الإيمان بما علمنا من صفاتهم الخَلْقِيَّة والخُلُقِيَّة:

لم يخبرنا الخالق - جل وعلا - عن صفات الملائكة الخَلْقية إلا النزر القليل، ومن ذلك:

1- أنهم خلقوا قبل آدم، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 30].

 

2- المادة التي خلقوا منها هي النور؛ فقد أخرج مسلم عن عائشة ل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج[1] من نار، وخلق آدم مما وصف لكم"[2]، يعني الطين.

 

3- لهم القدرة على التشكل في صورة البشر بإذن الله تعالى: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا * فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا ﴾ [مريم: 16-17].

 

وورد في الأحاديث أن جبريل جاء يعلم الصحابة دينهم وكان على هيئة رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر[3]؛ بل ورد أن جبريل كان يأتي على صورة الصحابي (دحية الكلبي).

 

4- ومن صفاتهم الخلقية التي أخبرنا عنها القرآن: أن لهم أجنحة مثنى وثلاث ورباع وقد تزيد ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [فاطر: 1]، وقد روى ابن مسعود ا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى جبريل عليه السلام له ستمائة جناح[4].

 

5- عظم خلق الملائكة، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله، من حملة العرش، إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام"[5].

 

6- لا يوصفون بالذكورة ولا بالأنوثة، قال تعالى: ﴿ فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ * أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ ﴾ [الصافات: 149، 150].

 

والعجب أن العرب يؤثرون البنين على البنات، ويعدون ولادة الأنثى محنة، ويعدون الأنثى مخلوقاً أقل رتبة من الذكر؛ ثم هم الذين يدعون أن الملائكة إناث؛ وأنهم بنات الله:
﴿ فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ ﴾ [الصافات: 149] أإذا كان الإناث أقل رتبة كما يدعون ويزعمون؛ فلم جعلوا لربهم البنات واستأثروا هم بالبنين؟! أو اختار الله البنات وترك لهم البنين! إن هذا أو ذاك لا يستقيم، فاسألهم عن هذا الزعم المتهافت السقيم.

 

ولذلك رد الله عليهم هذا الزعم: ﴿ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ * أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [الصافات: 154، 155] ومن أين تستمدون السند والدليل على الحكم المزعوم؟!: ﴿ أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ * فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [الصافات: 156، 157][6].

 

7- لا يأكلون ولا يشربون، قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ ﴾ [هود: 70]، فإبراهيم عليه السلام أوجس منهم خيفة؛ لأنهم لم يأكلوا فخاف منهم، ولو عرف أنهم ملائكة؛ لما فعل ذلك وأحضر الطعام لهم[7]، ونقل السيوطي عن الفخر الرازي: أن العلماء اتفقوا على أن الملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولا يتناكحون[8]. هذه بعض أهم الصفات الخَلْقية التي أخبرنا الله عن الملائكة في كتابه أو أخبرنا الرسول عنهم في سنته..

 

وخلاصة القول:

فالنصوص في مجموعها تدل على أن الملائكة مخلوقات نورانية، ليست أجساماً مادية تدرك بالحواس الإنسانية، وأنهم ليسوا كالبشر: فلا يأكلون ولا يشربون ولا ينامون ولا يتزاوجون، مطهرون من الشهوات الحيوانية، ومنزهون عن الآثام والخطايا، ولا يتصفون بشيء من الصفات المادية التي يتصف بها ابن آدم[9].

 

أما عن صفاتهم الخُلُقية: فهم كرام بررة، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، مطيعون لربهم على قدر كبير من الحياء، والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: "ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة"[10].

 

والآيات والأحاديث تزخر بصفات كثيرة لهم ليس هذا مجال تفصيلها..

 

الإيمان بما علمنا من أعمالهم وهو ما يعبر عنه بقولنا: علاقة الملائكة بالكون والإنسان:

علاقة الملائكة بالكون والإنسان علاقة وثيقة؛ وذلك أنهم يقومون بتنفيذ إرادة الله - جل وعلا - وتدبير أمور الكون ورعايته، بكل ما فيه من مخلوقات، وما فيه من حركة ونشاط، وما فيه من حياة وجماد، وما فيه من قوانين ونواميس، وإنفاذ قدره وفق قضائه في هذه المخلوقات كلها، وتنفيذ إرادته -سبحانه- في مراقبة وتسجيل كل ما يحدث في الكون من حركات إرادية وغير إرادية، فهم الموكلون بالسموات والأرض، وكل حركة في العالم تدخل في اختصاصهم كما أراد خالقهم تبارك وتعالى، كما قال -سبحانه-: ﴿ فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا ﴾ [النازعات: 5] ، وقال: ﴿ فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا ﴾ [الذاريات: 4]، قيل: هي الملائكة مدبرات كل ما يوكل إليها من الأمور.

 

وقال ابن كثير:

"هي الملائكة تدبر الأمر من السماء إلى الأرض، يعني: بأمر ربها سبحانه وتعالى ولم يختلفوا في هذا.. "[11].

 

إذن الملائكة لهم دور في تدبير الأمور بأمر من الله؛ ولذلك نجد أن علاقتهم بالكون والإنسان وما وكلهم به على أقسام:

1- فمنهم الموكل بالوحي من الله إلى رسله عليهم الصلاة والسلام وهو جبريل الأمين: ﴿ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴾ [النحل: 102] .

 

2- ومنهم الموكل بالقطر - المطر - وتصاريفه حيث أمره الله سبحانه وتعالى وهو ميكائيل عليه السلام ، وهو ذو مكانة عالية ومنزلة رفيعة وشرف عند ربه، وله أعوان يفعلون ما يأمرهم به بأمر ربه، ويصرفون الرياح والسحاب كما يشاء الله سبحانه وتعالى.

 

3- ومنهم الموكل بالصور والنفخ فيه وهو إسرافيل عليه السلام.

 

4- ومنهم الموكل بقبض الأرواح وهو ملك الموت وأعوانه، قال تعالى: ﴿ قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ﴾ [السجدة: 11]. وقال: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 60].

 

ومنهم الموكل بحفظ العبد في حله وترحاله، وفي نومه ويقظته، وفي كل حالاته، وهم المعقبات، قال تعالى: ﴿ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ ﴾ [الرعد: 11] ، وقال: ﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ ﴾ [الأنعام: 61]، قال ابن عباس ب: والمعقبات من الله هم الملائكة، يحفظونه من بين يديه ومن خلقه، فإذا جاء قدر الله تخلوا عنه. وقال مجاهد: ما من عبد إلا وله ملك موكل بحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس والهوام، فما منها شيء يأتيه إلا قال الملك وراءك إلا شيء أذن الله فيه فيصيبه[12].

 

5- ومنهم الموكل بحفظ عمل العبد من خير وشر، وهم الكرام الكاتبون، قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 16 - 18] ، وقال: ﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الانفطار: 10 - 12].

 

6- ومنهم الموكل بفتنة القبر...

 

7- ومنهم خزنة الجنة ومقدمهم رضوان عليه السلام ..

 

8- ومنهم خزنة جهنم ومقدمهم مالك: ﴿ وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ ﴾ [الزخرف: 77]

 

9- ومنهم الموكلون بالنطفة في الرحم، كما في حديث ابن مسعود ا قال: "حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق قال: إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد.."[13].

 

10- ومنهم حملة العرش الذين قال الله فيهم: ﴿ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴾ [غافر: 7]، ﴿ وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ﴾ [الحاقة: 17] .

 

11- ومنهم ملائكة سياحون يتبعون مجالس الذكر كما ورد في الأحاديث الصحيحة..[14].

 

12- ومنهم الموكل بالجبال، وقد ثبت ذكره في حديث خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف.. وما قاله له أهل الطائف، وفيه قول ملك الجبال: "إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين"[15] [16].

 

ثمرات الإيمان بالملائكة:

قبل ذكر ثمرات الإيمان بالملائكة أحب أن أذكر هذه اللطيفة التي ذكرها بعض المؤلفين، وهي أننا نلحظ في جميع النصوص الواردة في القرآن الكريم والسنة المطهرة، التي تخبر عن وجوب الإيمان بالملائكة نجد أن الإيمان بالملائكة مقدم في كل هذه النصوص على الإيمان بالكتب السماوية والرسل صلوات الله عليهم، فليس معنى هذا التقدم أنه نوع من التفضيل، فليس هناك من الملائكة على الإطلاق - بما فيهم جبريل عليه السلام - من هو أفضل من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو من الرسل.

 

ولكن التقديم ها هنا: في هذه النصوص للملائكة والرسل؛ لأنه لا يحدث ولا يقع إيمان بالكتب السماوية إلا بعد الإيمان بالملائكة؛ لأن الكتب تنزل عن طريقهم؛ فكان الإيمان بهم من البدهي قبل الإيمان بما يأتون به من عند الله تعالى.

 

وكذلك الرسل؛ فلا يؤمن أحد من البشر برسول إلا وهو يعلم أن الله بعث هذا الرسول، وكلفه عن طريق الملائكة؛ فكان الإيمان بالرسل يستلزم الإيمان بالملائكة؛ الذين هم الواسطة بين الرسل وبين الله تعالى؛ ولهذا كان تقديمهم وتقديم الإيمان بهم على الكتب والرسل[17].

 

إذن نستطيع أن نقول: الإيمان بالملائكة يثمر الآتي:

1- الإيمان بعظمة الله وقدرته الذي يخلق ملائكة من نور ذوي أجنحة مثنى وثلاث ورباع.

 

2- أن الإنسان ضعيف مسكين، ولكن الله وكل له ملائكة يحفظونه من بين يديه ومن خلفه؛ تغطية لضعفه وشداً من أزره..

 

3- أن الإنسان يتذكر عندما يريد أن يعصي الله أن على يمينه وشماله ملائكة يكتبون سيئاته وحسناته، فإذا تذكر ذلك استحى من الله ومن ملائكته؛ ويدل لذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : "ألا استحي من رجل تستحي منه الملائكة...".

 

4- الصبر على طاعة الله، والشعور بالأنس والطمأنينة عندما يوقن المؤمن أن معه في هذا الكون الفسيح ألوفاً من الملائكة تقوم بطاعة الله على أحسن حال وأكمل شأن.

 

5- الانتباه إلى أن هذه الحياة فانية لا تدوم حين يتذكر ملك الموت المأمور بقبض الأرواح حين يتوفاه الله؛ ومن ثم فلا تستحق هذه الحياة الدنيا أن يشغل بها الإنسان عن الآخرة، ويكفيه منها المتاع الطيب الحلال الذي أباحه الله[18].



[1] المارج: اللهب المختلط بسواد النار.

[2] أخرجه مسلم في كتاب الزهد باب (10) في أحاديث متفرقة (3/2294) حديث رقم (60).

[3] أخرجه مسلم في كتاب الإيمان باب (1) تعريف الإسلام (1/37)، حديث رقم (1).

[4] رواه البخاري في كتاب التفسير باب (1) سورة النجم (6/50).

[5] رواه أبو داود في كتاب السنة باب (19) في الجهمية، (5/96) حديث رقم (4727)، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (3/895) حديث رقم (3953).

[6] راجع: في ظلال القرآن، سيد قطب، (5/3000).

[7] انظر: التفسير الكبير للفخر الرازي (18/25).

[8] عالم الملائكة الأبرار، (ص:18).

[9] الإيمان، د. محمد نعيم ياسين، (ص:43).

[10] أخرجه مسلم في كتاب فضائل الصحابة باب (3) من فضائل عثمان (2/1866) حديث رقم (36).

[11] تفسير ابن كثير(4/551).

[12] راجع: تفسير ابن كثير: (2/620).

[13] رواه البخاري في كتاب القدر باب (1) في القدر، (7/210)، ومسلم في كتاب القدر باب (1) كيفية خلق الآدمي، (3/2036) حديث رقم (1).

[14] راجع: صحيح مسلم كتاب الذكر والدعاء باب (1) فضل الاجتماع..، (3/2074) حديث رقم (37).

[15] الأخشبان: جبلان بمكة يحيطان بها، والأخشب هو الجبل الغليظ.

[16] الحديث أخرجه البخاري في كتاب بدء الخلق باب (7) إذا قال أحدكم.. (4/83)، ومسلم في كتاب الجهاد والسير باب (39) ما لقي النبي -^- (2/1420)، حديث رقم (111).

[17] العقيدة الصافية للفرقة الناجية، سيد سعيد عبد الغني، (ص:69).

[18] راجع: ركائز الإيمان، محمد قطب، (ص:188)، مقرر التوحيد، د. عبد العزيز العبد اللطيف، (ص:70)، الإيمان، د. محمد نعيم ياسين، (ص:57).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الإيمان بالملائكة عليهم السلام
  • الإيمان بالملائكة
  • من أركان العقيدة .. الإيمان بالكتب التي أنزلها الله
  • من أركان العقيدة .. الإيمان بالقرآن الكريم (1)
  • من أركان العقيدة .. الإيمان بالرسل
  • من أركان العقيدة .. الإيمان باليوم الآخر
  • الإيمان بالملائكة
  • الإيمان بالملائكة عليهم السلام
  • الإيمان بالملائكة والكتب
  • عالم الملائكة عالم العجائب (خطبة)
  • وظائف وأعمال الملائكة مع الأدلة
  • من فوائد وثمرات الإيمان بالملائكة
  • وجوب الإيمان بالملائكة ومنزلته من الدين
  • من أركان الإيمان: الإيمان بالملائكة
  • خطبة مختصرة عن الإيمان بالملائكة
  • من أدلة الإيمان بالملائكة
  • الإيمان بالملائكة وأثره في القلب
  • منهج ابن كثير في الدعوة إلى الإيمان بالملائكة
  • الملائكة الموكلون ببني آدم
  • الإيمان بالملائكة (خطبة)
  • خطبة: الإيمان بالملائكة

مختارات من الشبكة

  • العقيدة للأطفال: (أركان الإسلام والإيمان، الإحسان، الملائكة، الأنبياء والرسل)(مقالة - موقع عرب القرآن)
  • تعليم العقيدة للصغار (2) أركان الإيمان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أركان العقيدة .. الإيمان بالقرآن الكريم (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإيمان بالرسل.. الركن الرابع من أركان الإيمان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الركن الثالث من أركان الإيمان: الإيمان بالكتب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أركان الإيمان: الإيمان بالملائكة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أركان العقيدة .. توحيد الأسماء والصفات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أركان العقيدة (4)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أركان العقيدة (3)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أركان العقيدة (2)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 8/12/1446هـ - الساعة: 14:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب