• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    التحذير من المغالاة في المهور والإسراف في حفلات ...
    سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
  •  
    اشتراط الحول والنصاب في الزكاة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    من فضائل الدعاء
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    لا أحد أحسن حكما من الله
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    دلالة السنة والنظر الصحيح على أن الأنبياء عليهم ...
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    تفسير: (فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    الدرس الثالث والعشرون: لماذا نكره الموت
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    الإنفاق على الأهل والأقارب بنية التقرب إلى الله ...
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الإسلام يدعو إلى المؤاخاة
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    خطبة عيد الأضحى: عيدنا طاعة وعبادة
    محمد بن عبدالله بن فياض العلي
  •  
    خطبة عيد الأضحى: الامتثال لأوامر الله
    محمد بن عبدالله بن فياض العلي
  •  
    أقسام المشهود عليه
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    الشهادتان - شهادة: أن لا إله إلا الله
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    تحريم النذر لغير الله تبارك وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    تخريج حديث: أن ابن مسعود جاء إلى النبي صلى الله ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    تفسير قوله تعالى: {وما محمد إلا رسول قد خلت من ...
    سعيد مصطفى دياب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

حيثيات قوانين سنن الرزق الإلهية في الأمم والجماعات والأفراد (2)

حيثيات قوانين سنن الرزق الإلهية في الأمم والجماعات والأفراد (2)
د. خالد النجار

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/3/2013 ميلادي - 29/4/1434 هجري

الزيارات: 9646

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حيثيات قوانين السنن الإلهية

في الأمم والجماعات والأفراد (2)

 

لله تعالى سننٌ في كونه لا تتغيَّر، وفي خلْقه لا تُحابي أحدًا، إنها المقياس الذي نَقيس به مقدار التزامِنا، والمعيار الذي نعرف به مدى تفريطنا، والميزان الذي نحكم به على كافة الأمور؛ ولذلك كان فَلاح البشرية معقودًا على مدى اهتدائها بهدي هذه السُّنن والامتثال بأحكامها، وألا نخرج على حيثياتها؛ لكي تسير لها الأمور سيرًا مُتَّزِنًا في طريق الله المستقيم، الذي لا اعوجاج فيه ولا التواء.

 

القانون الأول: "قانون التماثل والأضداد":

مادة1: لا يستوي الخبيث والطيب: قال تعالى: ﴿ قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [المائدة: 100]، وقال تعالى:﴿ أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ﴾ [ص: 28]، وقال تعالى: ﴿ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴾ [القلم: 35، 36].

 

مادة2: سنة الله لا تُفرِّق بين مُتماثِلين ولا تُسوِّي بين متضادين: فهو - سبحانه وتعالى - كما يُفرِّق بين الأمور المختلفة، فإنه يجمع ويُسوِّي بين الأمور المتماثِلة، فيَحكم في الشيء خلْقًا وأمرًا بحكم مثله، وقد بيَّن - سبحانه وتعالى - أن (السنة) لا تتبدَّل ولا تتحوَّل في غير موضِع، والسنة: هي العادة التي تتضمَّن أن يفعل في الثاني مِثل ما فعل بنظيره؛ ولهذا أمر - سبحانه وتعالى - بالاعتبار؛ فقال: ﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي ﴾ [يوسف: 111] والاعتبار أن يُقرَن الشيء بمثله، فيُعلَم أن حكمه مِثل حكمه[1].

 

مادة 3: عاقبة الظلم تصيب كل ظالم: قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ * وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ * وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴾ [هود: 100 - 102]، وقال تعالى: ﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا ﴾ [محمد: 10]، وقال تعالى: ﴿ أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ * ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ ﴾ [المرسلات: 16، 17].

 

مادة 4: لا مساواة بين المؤمن والكافر، وإن عمِل خيرًا: فأعمال الخير من الكافر لا تقوى على محوِ جريمة كُفْره وجحوده لله، فيبقى المؤمن ومعه حسنةُ الإيمان أرجحَ دائمًا من الكافر، قال تعالى: ﴿ أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [التوبة: 19].

 

مادة 5: أعمال البِرّ تتفاضَل: فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل: أي العمل أفضل؟ فقال: ((إيمان بالله ورسوله))، قيل: ثم ماذا؟ قال: ((الجهاد في سبيل الله))، قيل: ثم ماذا؟ قال: ((حَجٌّ مبرور))[2].

 

وعنه أيضًا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((الإيمان بِضْع وسبعون شعبة، أفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شُعْبة من الإيمان))[3].

 

وعلى هذا؛ فعند التزاحُم وتَعذُّر عملِ الاثنين، يُقدَّم الأفضل على المفضول، والراجح على المرجوح، والأهم على المهم، والأحب على المحبوب.

 

القانون الثاني: (قانون الترف والمترفين):

مادة 1: المُترَفون أسرع الناس في تكذيب الحق وردِّه: وهذا في المترَف الذي أبطرتْه النعمة وأطغتْه؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ * وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ * قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [سبأ: 34 - 36].

 

مادة 2: المترَفون أصحاب منهج فاسد في الحياة: فالمترَفون لا يَهتمون إلا بملاذِّ الدنيا وشهواتها وجمْع المال لذلك، ولو كان هذا على حساب الآخرة، ولا يُهِمهم ما يكون في الناس من مُنكَرات؛ فهي لا تُقلِقهم ولا يَنهَون عنها، قال تعالى: ﴿ فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ﴾ [هود: 116].

 

مادة 3: هلاك الأمم بفسق مُترفيها: قال تعالى: ﴿ وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ * فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ * لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ﴾ [الأنبياء: 11 - 13]، وقال - جَلَّ ذِكره: ﴿ وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ﴾ [الإسراء: 16].

 

القانون الثالث: (قانون الطغيان والطغاة):

مادة 1: الطغيان نوعان: طغيان النعمة، وطغيان السلطة: فعن طغيان النعمة قال تعالى: ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ [النحل: 112]، وقال تعالى: ﴿ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ ﴾ [القصص: 58]، وأما في طُغيان السلطة، فقد ضرب الله له مثلاً بفرعون (أعتى الطغاة)، فقال - جل ذكره -: ﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى * اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ﴾ [النازعات: 15، 17]، وعن طغيان فرعون قال - عز وجل -: ﴿ وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ﴾ [القصص: 39]، وأخبرنا تعالى عن طرف من أقواله وأفعاله الشنيعة؛ ﴿ فَحَشَرَ فَنَادَى * فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ﴾ [النازعات: 23، 24] وقال: ﴿ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ﴾ [غافر: 29].

 

مادة 2: سنة الله في إهلاك الطغاة لا تتخلَّف: قال - عز وجل -: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ * وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ * الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ﴾ [الفجر: 6 - 14]، وقال في فرعون: ﴿ فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى ﴾ [النازعات: 25، 26].

 

القانون الرابع: (قانون الذنوب والسيئات):

مادة1: مَن يعمل سوءًا يُجْز به: قال تعالى: ﴿ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ ﴾ [النساء: 123]، قال القرطبي: "وقال الجمهور لفظ الآية عامٌّ، والكافر والمؤمن مَجزيٌّ بعمله السوء"[4].

 

مادة 2: كل نفس بما كسبت رهينة: فلا يُؤاخَذ أحد بذنب أحد؛ قال تعالى: ﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾ [الأنعام: 164].

 

مادة 3: جزاء السيئة سيئة مثلها: فالجزاء بقدر السيئة؛ لأن الزيادة على مقدار ما تستحقه السيئة من جزاء ظُلْم، والظلم لا يجوز حتى مع الظالمين، قال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا ﴾ [غافر: 40]، وأما الزيادة على ما تستحقه الحسنة، فهي زيادة فَضْل محمودة.

 

مادة 4: الذنوب تُضعِف مقاومة المؤمن للشيطان: قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴾ [آل عمران: 155]؛ أي: بسبب ما كسبوا من السيئات حدَث ضَعْفٌ في النفوس، وفُتِحت ثغرةٌ فيها تَسلَّل منها الشيطان، فقَدَر على استذلالهم بالتولِّي عن القتال، وقال بعض السلف: إن من ثواب الحسنة الحسنةَ بعدها، وإن من جزاء السيئة السيئةَ بعدها، وفي الحديث: ((تُعرَض الفتن على القلوب عرْض الحصير عودًا عودًا، فأي قلب أُشْرِبَها نُكِتت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء، حتى يصير القلب على قلبين أبيض مِثل الصفا، لا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض، والآخر أسود مُرْبَدٍّ كالكوز مجَخِّيًا لا يعرف معروفًا ولا يُنكِر مُنكَرًا، إلا ما أُشْرِب من هواه))[5].

 

مادة 5: الذنوب سبب المصائب: قال تعالى: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [الشورى: 30]، وقال تعالى: ﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ ﴾ [آل عمران: 165].

 

مادة 6: إقرار المنكر يستوجِب عقابًا عامًّا: قال تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الأنفال: 25]، وجاء عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال في هذه الآية: "أمر الله المؤمنين ألاَّ يُقِروا المنكر بين أظهرهم فيَعُمّهم العذاب"[6]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الناس إذا رأوا المُنكرَ ولا يُغيِّرونه، أوشك أن يَعُمهم الله بعقابه))[7].

 

مادة 7: الذنوب مُهلِكة للأفراد والأمم: قال تعالى: ﴿ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ ﴾ [الأنعام: 6]، وقال - جل شأنه -: ﴿ أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ ﴾ [غافر: 21].

 

المصادر:

استلهمنا فكرة هذا المقال من كتاب "السنن الإلهية في الأمم والجماعات والأفراد في الشريعة الإسلامية"؛ للدكتور/ عبدالكريم زيدان - مؤسسة الرسالة - بيروت - الطبعة الثالثة 1998.

 


[1] مجموع فتاوى ابن تيمية، ج13 / ص 19.

[2] رواه البخاري، كتاب الإيمان، رقْم 25.

[3] رواه مسلم، كتاب الإيمان، رقم 51.

[4] تفسير القرطبي، ج5 ص 396.

[5] رواه أحمد عن حذيفة (صحيح)، حديث2960 في صحيح الجامع.‌

[6] تفسير ابن كثير ج2 ص229، تفسير القرطبي ج7 ص391.

[7] رواه أحمد عن أبي بكر (صحيح)، حديث 1974 في صحيح الجامع.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حيثيات قوانين سنن الرزق الإلهية في الأمم والجماعات والأفراد (1)
  • حيثيات قوانين سنن الرزق الإلهية في الأمم والجماعات والأفراد (3)
  • حيثيات قوانين سنن الرزق الإلهية في الأمم والجماعات والأفراد (4)
  • الإيمان بأن الله خلق الخلق وقدر أرزاقهم وآجالهم

مختارات من الشبكة

  • حيثيات قضية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • قراءة في كتاب "السنن الإلهية في الأمم والأفراد في القرآن الكريم"(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • من سنن الصلاة (سنن عامة في باب الصلاة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من سنن الصلاة (سنن الأذكار بعد الصلاة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من سنن الصلاة (سنن أدعية الاستفتاح)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من سنن الصلاة (سنن المواقيت)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة مرقاة الصعود إلى سنن أبي داود ( شرح سنن أبي داود )(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • أهل السنة والجماعة - المحاضرة الثامنة: أسماء وصفات وخصائص أهل السنة والجماعة(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • أهل السنة والجماعة - المحاضرة السابعة: (تعريف مصطلح أهل السنة والجماعة)(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • أهل السنة والجماعة - المحاضرة السادسة (التعريف بأهل السنة والجماعة)(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)

 


تعليقات الزوار
1- نحو نظرة أعمق للسنن الإلهية
محمد جابري - المغرب 11-03-2013 02:13 PM

الأستاذ الكريم؛
رغم أنك تناولت الموضوع بنظرة تجزيئية للسنن الإلهية في الرزق - وذلك لانعدام الإشارة لأسباب اكتساب الرزق، فضلا عن تعدد سبله بالوسائل والتقوى - أرى بأن واجب المسلمون اليوم أن ينكبوا على الدراسات السننية لكونها البديل اللائح في زماننا عن كل اجتهادات الأئمة السابقين.
كما ألمح على أن السنن الإلهية هي الركيزة التي تناساها الأصوليون وراحوا يتساءلون كيف لنصوص معدودة ومحدودة أن تحكم أفعال العباد التي لا حصر لها.
وكلمات الله وهي عهوده باطرادها تأبى إلا أن ترفع رأسها عاليا للإجابة عن مدلهمات الأمور نظرا لتعددها وتداخلها وثقة بمن وعد بها وكونه لا يخلف الميعاد
وبهذه المعطيات تدخل السنن الإلهية من أوسع أبواب العلم لتجيب عن أي تساؤل فقد أطلعنا ربنا بكونها لامتناهية، ومن هنا يحكم اللامتناهي (السنن الإلهية) أفعال المخلوقات والتي هي أيضا لامتناهية.
والسر في البحث يقتضي معرفة تداخل السنن فيما بينها وتآزر بعضها بعضا فلو افترضنا أن لدينا فقط 6 سنن تتداخل فيما بينها لأعطتنا عدد:
1*2*3*4*5*6=720 حالة مختلفة فكيف وتعدادها كبير جدا وممكن الحصر والضبط من خلال العهود الربانية.
بهذا نكون أفقه الأمم لشؤون تسيير الكون وإدراك سبل مجرى كل صغيرة وكبيرة

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/12/1446هـ - الساعة: 18:22
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب