• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل معاوية والرد على الروافض
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    ما جاء في فصل الشتاء
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرحمن، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    اختر لنفسك
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون (خطبة) - باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / سيرة
علامة باركود

رحمة النبي - صلى الله عليه وسلم - بالأسرى

محمد مسعد ياقوت

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 28/3/2007 ميلادي - 9/3/1428 هجري

الزيارات: 85570

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

رحمة النبي - صلى الله عليه وسلم - بالأسرى


في الوقت الذي كانت فيه الحروب الجاهلية لا تعرف أيسر قواعد أخلاقيات الحرب، ظهر النبي - صلى الله عليه وسلم - بمبادئه العسكرية؛ ليشرِّع للعالمين تصوراً شاملاً لحقوق الأسرى في الإسلام.


وفي هذا العصر الحديث، الذي نرى فيه المنظمات الدولية قد شرَّعت بنوداً نظرية - غير مفعَّلة ولا مطبَّقة - لحقوق الأسرى، كاتفاقية جنيف، بشأن معاملة أسرى الحرب، ورعايتهم جسدياً ونفسياً.

وخير دليل على عدم تطبيق هذه الاتفاقيات، ما فعله الصرب بمسلمي البوسنة والهرسك وكوسوفا، من مذابح يندى لها جبين البشرية، ولقد أنشأ الصرب معسكراتٍ أُعدت خصيصى لاغتصاب المسلمات.

وما يفعله الصهاينة في فلسطين، وما فعله الأمريكان في العراق وأفغانستان والسودان والصومال من فساد في الأرض، وإهلاك للحرث والنسل، ومذابح جماعية للأسرى والضعفاء، وهتكٍ للأعراض الطاهرة، في معتقلات - سرية أو علنية - لا تعرف أي معنى لكرامة الإنسان.

في حين نرى رسولنا - صلى الله عليه وسلم - يشرِّع قبل هذه المنظمات بمئات السنين حقوقاً شاملة وجامعة للأسرى، أضف إلى ذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يجعل هذه الحقوق بنوداً نظرية بعيدة عن واقع الحروب - كما هو الحال في عصرنا - بل جعلها منهجاً عملياً، وطبقها بنفسه في غزواته، وطبقها الصحابة والتابعون - من بعدهم - في السرايا والمعارك الإسلامية.


إن في إكرام النبي - صلى الله عليه وسلم - للأسرى، مظهراً فريداً من مظاهر الرحمة، في وقت كانت تُستَباح فيه الحرمات والأعراض.

"وكثيراً ما أطلق - صلى الله عليه وسلم - سراح الأسرى في سماحة بالغة، برغم أن عددهم بلغ في بعض الأحيان ستة آلاف أسير"[1].

يقول لويس سيديو: "والكل يعلم أنه - صلى الله عليه وسلم - رفض - بعد غزوة بدر- رأْيَ عمر بن الخطاب في قتل الأسرى، وأنه صفح عن قاتل عمِّه حمزة، وأنه لم يرفض - قط - ما طُلب إليه من اللطف والسماح"[2].


نماذج في معركة بدر (17 رمضان 2هـ)

لقد استشار النبي - صلى الله عليه وسلم - وزراءه من الصحابة في أُسارى بدر؛ فأشار عليه أبو بكر - رضي الله عنه - أن يأخذ منهم فدية؛ فهم بنو العم، والعفو عنهم أحسن، ولعل الله أن يهديهم إلى الإسلام، وقال عمر - رضي الله عنه -: "لا، والله ما أرى الذي رأى أبو بكر، ولكن أرى أن تمكننا فنضرب أعناقهم؛ فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها".

فهوى النبي - صلى الله عليه وسلم - ما قال أبو بكر، ولم يهوَ ما قال عمر، فلما كان من الغد أقبل عمر؛ فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبكى هو وأبو بكر؛ فقال عمر: "يا رسول الله، من أي شيء تبكي أنت وصاحبك؛ فإن وجدت بكاء، بكيت، وإن لم أجد بكاء، تباكيت؛ لبكائكما؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أبكي للذي عرض على أصحابك من أخذهم الفداء؛ لقد عرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة"، وأنزل الله - تعالى - قوله: ﴿ ‏مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ ﴾ [الأنفال: 67].


وقد تكلم العلماء في أي الرأيين كان أصوب؛ فرَجَّحَت طائفة قول عمر؛ لهذا الحديث، ورجحت طائفة قول أبي بكر؛ لاستقرار الأمر عليه، وموافقته الكتاب الذي سبق من الله بإحلال ذلك لهم، ولموافقته الرحمة التي غلبت الغضب، ولتشبيه النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر في ذلك بإبراهيم وعيسى، وتشبيهه لعمر بنوح وموسى، ولحصول الخير العظيم، الذي حصل بإسلام أكثر أولئك الأسرى، ولخروج من خرج من أصلابهم من المسلمين، ولحصول القوة التي حصلت للمسلمين بالفداء، ولموافقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر أولاً، ولموافقة الله له آخراً؛ حيث استقر الأمر على رأيه، ولكمال نظر الصديق؛ فإنه رأى ما يستقر عليه حكم الله آخراً، وغلَّب جانب الرحمة على جانب العقوبة[3].


وحين أُتي بالأسارى - بعد بدر - فرَّقهم النبي- صلى الله عليه وسلم - بين أصحابه وقال: ((استوصوا بهم خيراً))[4]، وبهذه الوصية النبوية الرفيعة، تحقق في هذا الجيل الإسلامي الفضيل قول الله تعالى: ﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً ﴾ [الإنسان: 8].


وهذا أبو عزيز بن عمير، أخو مصعب بن عمير، يحدثنا عما رأى، فيقول: "كنت في الأسرى يوم بدر[5]، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((استوصوا بالأسارى خيراً))[6]. وكنت في رهط من الأنصار حين أقبلوا بي من بدر؛ فكانوا إذا قدَّموا غداءهم وعشاءهم خصوني بالخبز وأكلوا التمر؛ لوصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إياهم بنا؛ ما تقع في يد رجل منهم كِسرة خبز إلا نفحني بها، قال: فأستحيي؛ فأردُّها على أحدهم؛ فيردها عليَّ ما يمسها"[7]. 

ويقول جابر بن عبدالله - رضي الله عنه -: "لما كان يوم بدر، أُتي بالعباس، ولم يكن عليه ثوبٌ؛ فنظر النبي - صلى الله عليه وسلم - له قميصاً؛ فوجدوا قميص عبدالله بن أُبي يقدر عليه فكساه النبي - صلى الله عليه وسلم - إياه"[8].

كان هذا الخُلق الكريم، الذي غرسه القائد الرحيم - صلى الله عليه وسلم - في أصحابه وجنده وشعبه، قد أثَّر في إسراع مجموعة من كبراء الأسرى وأشرافهم إلى الإسلام؛ فأسلم أبو عزيز عقب معركة بدر، بُعيد وصول الأسرى إلى المدينة، وتنفيذ وصية النبي - صلى الله عليه وسلم - وأسلم معه السائب بن عبيد.

وعاد الأسرى إلى بلادهم وأهليهم، يتحدثون عن محمد - صلى الله عليه وسلم - ومكارم أخلاقه، وعن محبته وسماحته، وعن دعوته، وما فيها من البر والتقوى والإصلاح والخير[9].


نموذج معركة بني المصطلق (شعبان 5هـ)

لقد أطلق المسلمون مَن في أيديهم، من أسرى بني المصطلق - بعد معركة معهم - وذلك أن جُوَيْرِيَة بنت الحارث - سيد بني المصطلق - وقعت في سهم ثابت بن قيس؛ فكاتبها؛ فأدى عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتزوجها؛ فأعتق المسلمون بسبب هذا الزواج مئة رجل من بني المصطلق، قد أسلموا، وقالوا‏:‏ "أصهار رسول الله، صلى الله عليه وسلم"[10].

فقد كره المسلمون أن يأسروا أصهار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت عائشة رضي الله عنها: "فما أعلم امرأة أعظم بركة على قومها منها"[11].


واستكثر الصحابة على أنفسهم أن يتملَّكوا أصهار نبيهم وقائدهم - صلى الله عليه وسلم - وحيال هذا العتق الجماعي، وإزاء هذه الأريحية الفذة؛ دخلت القبيلة كلها في دين الله.

إن مرد هذا الحدث التاريخي وسببه البعيد، هو حب الصحابة للنبي - صلى الله عليه وسلم - وتكريمهم إياه، وإكبارهم شخصه العظيم[12]، وتأسيهم بأخلاق قائدهم في معاملة الأسرى، التي عهدوها منه في حروب سابقة.


نموذج معركة حنين (10 شوال 8هـ)

يقول جان باغوت غلوب: "وكان انتصار المسلمين - على هوازن - في حُنين كاملاً، حتى أنهم كسبوا غنائم كثيرة، بين أعداد وفيرة من الإبل والغنم، كما أسروا عدداً ضخماً من الأسرى، معظمهم من نساء هوازن وأطفالها، وعندما عاد النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الطائف دون أن يتمكن من فتحها شرع يُقسِّم الغنائم والأسلاب بين رجاله، ووصل إليه وفدٌ من هوازن المهزومة، المغلوبة على أمرها؛ يرجوه إطلاق سراح النسوة والأطفال من الأسرى؛ وسرعان ما لبَّى النبي - صلى الله عليه وسلم - الطلب بما عُرف عنه من دماثة وتسامح، فلقد كان يَنشد من جديد في ذروة انتصاره، أن يكسب الناس، أكثر من نِشدانه عقابهم وقصاصهم"[13].


لقد تأثر مالك بن عوف - زعيم هوازن المهزومة - بهذا العفو الكريم، والخلق العظيم من سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - بعدما أطلق له كل الأسرى من قومه.

 

فجادتقريحته لمدح النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخذ يُنشد أبياتاًً من الشعر، يشكر فيها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قائلاً:

مَا إنْ رَأَيْتُ وَلاَ سَمِعْتُ بِمِثْلِهِ
فِي النَّاسِ كُلِّهِمُ بِمِثْلِ مُحَمَّدِ
أَوْفَى وَأَعْطَى لِلْجَزِيلِ إذَا اجْتُدِي
ومَتَى تَشَأْ يُخْبِرْكَ عَمَّا فِي غَدِ
إذَا الْكَتِيبَةُ عَرَّدَتْ[14] أَنْيَابَهَا
بِالسَّمْهَرِيِّ وضَرْبِ كُلِّ مُهَنَّدِ
فَكَأَنَّهُ لَيْثٌ عَلَى أَشْبَالِهِ
وَسْطَ[15]الْهَبَاءَةِِخَادِرٌ[16]فِي مَرْصَدِ.[17]

 

نماذج أخرى:

• هبط على النبي - صلى الله عليه وسلم - في صلح الحديبية (في ذي القعدة 6هـ)، ثمانون رجلاً متسلحين، من جبل التنعيم[18] يريدون قتله، فأسرهم، ثم منَّ عليهم[19].


• أُسر ثُمامة بن أَثال سيد بني حنيفة؛ فربطه الصحابة في سارية بالمسجد النبوي، ثم أطلقه النبي - صلى الله عليه وسلم - فأسلم[20].


• وأعطى رسول الله كسوة ونفقة لابنة حاتم الطائي عندما وقعت أسيرة في أيدي المسلمين، بل حملها حتى خرجت مع بعض أناس من قومها[22].


• ورأى الرسولُ أسارى بني قريظة، موقوفين في قيظ النهار تحت الشمس؛ فأمر مَن يقومون بحراستهم قائلاً: ((لا تجمعوا عليهم حرَّ هذا اليوم وحرَّ السلاح، قيلوهم حتى يبردوا))، وقد سُئل الإمام مالك - رحمه الله -: أيعذَّب الأسير إن رُجي أن يدل على عورة العدو؟ فأجاب قائلاً: ما سمعت بذلك[21]، وبذلك يحرم الإسلام تعذيب الأسرى، ويرفض إهانتهم، ويقرر عدم إهمالهم، كما لا يجوز تعذيب الأسير، ولا إهانته للحصول على معلومات عسكرية منه.


•
وأطلق يوم فتح مكة (رمضان 8هـ) جماعة من قريش فكان يقال لهم: الطلقاء[23].


وبعدُ، فهذه نماذج، تبين لنا مدى رحمة النبي - صلى الله عليه وسلم - بالأسرى، وهذه المواقف وغيرها تكشف الستار عن شخصية بلغت من السمو والرفعة مبلغاً بعيداً، شخصية تحرك الأفئدة نحوها، بفيض عارم من الرحمة والعفو والسماحة.


[1] مولانا محمد علي؛ حياة محمد وسيرته، ص 269.

[2] لويس سيديو؛ (نقلاً عن كتاب الإسلام بين الإنصاف والجحود، ص 134).

[3] ابن القيم؛ زاد المعاد 3/ 99.

[4] ابن كثير؛ البداية والنهاية 3/ 307.

[5] أيام كان على غير الإسلام، وكان في جيش المشركين.

[6] ابن هشام 1/ 644.

[7] ابن هشام 1/ 644، وابن سيد الناس؛ عيون الأثر 1/ 393.

[8] البخاري (2846) وانظر: ابن حجر العسقلاني- فتح الباري 6/ 144.

[9] انظر: علي محمد الصلابي؛ السيرة النبوية، 2/ 42.

[10] ابن كثير؛ البداية والنهاية، 4/ 159.

[11] ابن كثير؛ البداية والنهاية، 4/ 159.

[12] انظر: علي محمد الصلابي؛ السيرة النبوية 2/ 184.

[13] جان باغوت غلوب؛ الفتوحات العربية الكبرى ص 157- 158.

[14] عردت؛ اشتدت وضربت، القاموس المحيط 1/ 313.

[15] الهباءة؛ غبار الحرب، مختار الصحاح، ص689.

[16] الخادر؛ المقيم في عرينه، والخدر ستر يمد للجارية من ناحية البيت.

[17] انظر: ابن هشام؛ السيرة النبوية 4/ 144، والبيهقي؛ دلائل النبوة 5/ 270، برقم (5440)، وعلي محمد الصلابي؛ السيرة النبوية ص 405، 406.

[18] جبل التنعيم؛ موضع بمكة في الحِل، وهو الآن مدينة صناعية بالمملكة العربية السعودية. انظر:معجم البلدان 2/ 49، ومعجم معالم الحجاز 2/ 44.

[19] انظر: ابن القيم؛ زاد المعاد 3/ 99.

[20] انظر: ابن القيم؛ زاد المعاد 3/ 99.

[21] انظر: وهبة الزحيلي- آثار الحرب، ص 414.

[22] ممدوح إبراهيم الطنطاوي؛ أخلاقيات الحرب في الإسلام، مجلة الجندي المسلم؛ العسكرية الإسلامية العدد 112.

[23] انظر: صحيح مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب قوله تعالى؛ ﴿ وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ ﴾ [الفتح: 24]، برقم (1808)، وابن القيم؛ زاد المعاد 5/ 59.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • رسول الله صلى الله عليه وسلم الرحمة المهداة
  • ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء
  • جوانب من حيطته وحذره صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد
  • من مظاهر رحمته صلى الله عليه وسلم
  • أسرانا وأسرى اليهود
  • رحمة النبي في التعامل مع المخطئ
  • وإنك لعلى خلق عظيم (1)
  • الأسيرات المسلمات .. مسئولية من؟
  • رجولة الرسول - صلى الله عليه وسلم -
  • رحمته - صلى الله عليه وسلم - بغير المسلمين
  • أدب الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع ربه
  • نبي الإسلام ورسول السلام -صلى الله عليه وسلم-
  • رحمته .. صلى الله عليه وسلم .. معجزته
  • رحمة النبي (صلى الله عليه وسلم)
  • محمد صلى الله عليه وسلم .. هو الرؤوف الرحيم
  • النبي صلى الله عليه وسلم .. وثورة الإسلام
  • رحمة
  • اجتهاد النبي في عبادته وجهاده
  • نماذج لتعامل الرسول مع الأعداء
  • رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالحيوان
  • كيف ننصر نبينا صلى الله عليه وسلم؟
  • زيارات الأسرى: الواقع والآلام
  • الأسرى والمعتقلون: تعريف وحقوق في الشريعة الإسلامية
  • معاملة الأسرى في الإسلام
  • رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالمؤمنين
  • معرفة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم (1)
  • معاملة الإسلام للأسرى
  • رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأعدائه وحرصه على هدايتهم
  • هكذا كان حال الأسر في ذلك الزمان (خطبة)
  • رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالأعداء والمناوئين
  • رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالعالمين

مختارات من الشبكة

  • الرحمة المهداة: مظاهر الرحمة بالبشر في شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم (PDF)(كتاب - ملفات خاصة)
  • من فضائل النبي: أكرم الله جبريل بأن رآه النبي صلى الله عليه وسلم في صورته الحقيقية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من فضائل النبي: استأذن ملك القطر ربه ليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بركات الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام وقوله تعالى: ( إن الله وملائكته يصلون على النبي ) الآية(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • رحمة وشفقة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته(مقالة - ملفات خاصة)
  • رأفة النبي صلى الله عليه وسلم ورحمته بأمته (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مظاهر الرحمة في غزوات النبي صلى الله عليه وسلم (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • من مظاهر رحمة النبي صلى الله عليه وسلم(محاضرة - موقع الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الزومان)
  • رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالمخالفين (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • رحمة النبي صلى الله عليه وسلم(كتاب - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معلا اللويحق)

 


تعليقات الزوار
10- يمكنك البحث في المجلس عن هذا الموضع
محمد - السعودية 13-12-2009 05:59 PM
الأخت الكريمة/ هديل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعتقد أنه يمكنكم الحصول على بغيتك بزيارة منتديات ((المجلس العلمي))
التابع للموقع على الرابط التالي:
http://majles.alukah.net/
والتسجيل فيها، ثم زيارة ((منتدى مكتبة المجلس))؛
إذ فيه كثير من الأعضاء يستطيعون تلبية طلبك،
أو بإمكانهم أن يدلوك على مكان حاجتك!.
مع الشكر
9- بحث عن محاولة ثمامة قتل الرسول ص
هديل - الاردن 13-12-2009 04:28 PM
أريد معلومات عن هذا الموضوع
8- اراد حرق القرآن فحرق الله يديه
حسن محمد أحمد - مصر 04-04-2008 03:11 AM
اراد حرق القرآن فحرق الله يديه

نشرت جريدة "ترتيم" النيجرية الواسعة الانتشار يوم الاربعاء خبراً لايزال حديث الناس في نيجريا بأسرها فقد زلزل معقلاً من معاقل المسيحية في ولاية كنجولا النيجرية ، الخبر يقول بأنه وقف القس ولبرووس راعي كنيسة المدينة وبيده مصحف كان قد جذبه من بين يدي أحد الحاضرين ثم ألقى به على الارض وسكب عليه مقداراً من البنزين ، وهم بأشعال عود الثقاب على المصحف ، وأصيبت يده بحروق شديدة، ولم تمس النار المصحف الشريف ، وكان الحاضرون يتابعون هذا المشهد، وهم في ذهول حيث جرى ذلك أثناء قداس في الكنيسة، وعقب هذا الحادث مباشرة أعلن القس فروس دخوله في الاسلام ، وتبعه رئيس الكنيسة يعقوب موسى ، وتوالى دخول المبشرين المسيحين في الاسلام حتى بلغ
عددهم 200 مبشر، وقدم يعقوب موسى بعد22 سنة استقالته من منصبه كسكرتير عام للجمعية النيجريه للتنصير في كنجولا ، وفي حديث لرئيس تحرير الجريدة الحاج إبراهيم سليمان ينشر في اليوم التالي صرح يعقوب موسى بأنه يعكف في الوقت الراهن على نشر الدعوة الاسلامية في أواسط المسيحين في نيجيريا والقصة تدعو إلى العبرة والاعتبار0
وسبحان الله العظيم
7- معجزة تهز عرش أفلام أمريكا وأوروبا
حسن محمد أحمد - مصر 14-03-2008 01:04 AM
معجزة تهز عرش أفلام أمريكا وأوروبا .. الله أكبر والعزة للاسلام .. وبهذه المناسبة نزف إليكم البشرى وهي :
أسلم كامل طاقم الفيلم الأمريكي (محمد) والذي كان مؤسساً في الأصل لتشويه سمعة الرسول بصفة عامة
والدين الإسلامي بصفة خاصة، تم التجهيز لهذا الفيلم 3 سنوات تقريبا وكانت صاحبة البث هي قناة الـ
Bbc البريطانية، وعندما أعلن عن هذا الفيلم لاقى إهتماما كبيرا في أوساط الولايات المتحدة الأمريكية خصوصا بعد العرض الأول.
وكان الهدف الأول والأخير هو تشويه صورة الإسلام والمسلمين وربطها بأحداااث 11 سبتمبر، تبدأ القصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر في نيويورك حيث تم التجهيز لفيلم يربط الأحداث بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم وغزواته مع أصحابه وتشويه سمعة الإسلام لثني كثير من الأمريكيين عن الإسلام، حيث أسلم العشرات بعد المعركة في مدينتي نيويورك وواشنطن، الأمر الذي أرعب مجلس الشيوخ الأمريكية من ذلك.
ماذا حدث بعد ذلك ؟!
تطوعت هيئة الإذاعة البريطانية ببث الفيلم إذا إكتمل إخراجه، فعجل بإخراج الفيلم لكي لا تخسر بث الفيلم في أشهر قناة إخبارية عالمية.
كيف تم التجهيز للفيلم ؟!
كان من المفروض البحث الدقيق في حياة الرسول لإيجاد الأدلة التي تخدم أهداف الفيلم فعكفوا على دراسة حياة رسول العرب بحثوا لكنهم لم يجدوا مسلكا يرشدهم إلى ضالتهم، بعد ذلك أخذوا يتعمقون أكثر فأكثر في الدراسة مع العلم أنهم لم يكونوا منتبهين لهذا الأمر، أبدوا إعجابهم بهذا الرجل العظيم وبحكمه ومواعظه وتواضعه ولكن ومع ذلك لم يثني هذا الأمر عن عزمهم فأخذوا يحرفون في قصص حياة الرسول تحريفا صغيرا ولكن يضرب في الصميم.
تم إخراج الفيلم بكامل حلته وعرض على العالم أجمع ولكن حدث أمر غريب بعد ذلك، بدأت آثار حياة الرسول تتسرب تدريجياً إلى نفوس العاملين في الفيلم، أخذوا في الدراسة أكثر في حياة الرسول والبعض منهم أخذ يقلد تلك الأخلاق، حاول الكثير من الكاثوليكيين إرجاع العاملين إلى صوابهم بعد إعلانهم الإستقالة عن التمثيل، أحدث ذلك رعب في في نفوس مجلس الشيوخ، كانوا يريدون أن يكون الفيلم ذات تأثير إيجابي على الناس ولكن حدثت مشكلة لم تكن في الحسبان في العاملين على الفيلم، لقد أسلموا .. نعم أسلموا وتم الإعلان عن إسلامهم بعد أقل من سنتين من إنتاج الفيلم.
سبحان الله ..
(يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون)

.................لااله الا الله محمد رسول الله
6- العصر الاسلامي
علي - عراق 17-11-2007 02:11 AM
إن نشأة البحث العلمي قديمة قدم الإنسان على سطح الأرض، فمنذ أن خلق الله آدم، ونزوله الأرض، والإنسان يُعمل عقله وفكره ويبحث عن أفضل السبل لممارسة الحياة فوق سطح الأرض، ومن ثم لتحقيق وظيفة الاستخلاف التي خلق اللهُ الإنسانَ من أجلها ..
قال تعالى ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ) ( البقرة : 30)
ومنذ ذلك اليوم، والإنسان يمارس المحاولات الدائبة للمعرفة وفهم الكون الذي يعيش فيه..
وظلت البشرية على مدار قرون طويلة تكتسب المعرفة بطريقة تلقائية مباشرة عن طريق استخدام الحواس الأساسية للإنسان .. وبالطبع لم تمارس أي منهج علمي في التوصل إلى الحقائق أو محاولة فهم بعض الظواهر التي تحدث حول الإنسان ..
هذا، ولقد تطور البحث العلمي عبر العصور ببطء شديد واستغرق هذا التطور عدة قرون في التاريخ الإنساني ، ومن الصعب تتبع تاريخ البحث العلمي بالتفصيل في هذه الصفحات القليلة وغاية مايستطاع هو ذكر بعض معالم التطور في مجال البحث العلمي ونشاطاته .. .
البحث العلمي في العصور الوسيطة:
يقصد بالعصور الوسيطة الفترة الزمنية التي أزدهرت فيها الحضارة الاسلامية وفترة عصر النهضة في أوروبا وتمتد تلك الفترة من حوالي القرن الثامن حتى القرن السادس عشر الميلادي وقد أفاد المسلمون في هذه الفترة من العلوم السابقة للمصريين القدماء والاغريق والرومان واليونان وتعتبر الحضارة الاسلامية حلقة الاتصال بين الحضارات القديمة كحضارات المصريين والإغريق والرومان واليونان وبين من بعدهم في عصر النهضة الحديثة ولم يكتفوا بنقل حضارة من قبلهم فقط بل أضافوا إليها علوما وفنونا تميزت بالأصالة العلمية فالفكر الإسلامي تجاوز الحدود الصورية لمنطق أرسطو أي أن العرب عارضوا المنهج القياسي وخرجوا على حدوده إلى اعتبار الملاحظة والتجربة مصدرا للبحث العلمي (انظر : أحمد بدر، مرجع سابق ، ص77.)..
كما أن العرب قد أتبعوا في إنتاجيتهم العلمية أساليب مبتكرة في البحث فاعتمدوا على الاستقراء والملاحظة والتدريب العلمي والاستعانة بأدوات القياس للوصول إلى النتائج العلمية وقد نبغ الكثير من العلماء المسلمين في مجال البحث العلمي مثل الحسن بن الهيثم وجابر بن حيان والخوارزمي والبيروني وابن سينا وغيرهم وقد شهد على نبوغ العلماء العرب في هذا المجال الكثير من رواد النهضة الأوروبيين مثل (Sarton) العالم الأمريكي الذي قال ان العرب أعظم معلمين في العالم في القرون الوسطى ولو لم تنقل إلينا كنوز الحكمة اليونانية لتوقف سير المدنية لبضعة قرون فالعرب قد أسهموا بإنتاجهم العلمي في تقدم الحضارة وأسهموا باصطناع منهج الاستقراء و اتخذوا الملاحظة والتجربة أساسا للبحث العلمي (انظر : أحمد بدر، مرجع سابق ، ص78.)..
ولقد ساهم الفكر الإسلامي في تأصيل الحضارة الإنسانية تأصيلا سويا وصائبا ووضعها في مسارها الصحيح ونقلها من العشوائية والتخبط إلى المناهج العلمية الصائبة التي تعتمد على أسس وقواعد ومبادئ كما أرسى الفكر الإسلامي قواعد وأساليب التحصيل العلمي لشتى العلوم الإنسانية النظرية والتطبيقية وأرسى قواعد الموضوعية والشكلية في البحث والكتابة والاستقصاء ومن تلك القواعد والأسس التي وضعها العلماء المسلمون:
أ- قواعد منهج البحث العلمي التي يعتمد عليها في نقد مصادر الرواية..
ب- قواعد منهج البحث العلمي التي يستند إليها في التجريح والتعديل..
جـ- قواعد التصنيف للروايات والآثار .
وقد أفاد رواد النهضة الأوروبية مثل روجر بيكون 1214م وليونارد دي فينشي 1452م وغيرهم من العلوم العربية التي خلفوها لهم وأعتمدوا عليها في بناء أسس الحضارة الأوروبية الحديثة.
ويمكن القول باطمئنان أنه لا يوجد شيء من المعارف الإنسانية إلاوللمسلمين فيه بحث أو تطوير أو إضافة أو إحاطة ومعرفة، ولقد استخدم المسلمون فيأبحاثهم العلمية المنطق القديم والمنطق الحديث على حد سواء, فلم يظنوا كما ظن مفكروالعصور الوسطى من الأوربيين أن أرسطو قد وضع النظرية النهائية لقواعد الاستنتاج, ولكنهم اهتدوا إلى أسلوب هام من أساليب التفكير هو ما يطلق عليه الآن اسمالاستقراء، وعرفوا المنهج الرياضي الذي يعتمد على المسلّمات والبديهيات، وعنهم نقلبيكون منهجه العلمي لأنه تتلمذ على علماء المسلمين (انظر: محمود قاسم: المنطق الحديث ومناهج البحث، الطبعة الرابعة، ص22)
عندما حمل المسلمون شعلة الحضارة الفكرية للإنسان؛ ووضعوها في مكانها السليم؛ كان هذا إيذاناً ببدء العصر العلمي القائم على المنهج السليم في البحث؛ فقد تجاوز الفكر العربي الإسلامي الحدود التقليدية للتفكير اليوناني، وأضاف العلماء العرب المسلمون إلى الفكر الإنساني منهج البحث العلمي القائم على الملاحظة والتجريب، بجانب التأمل العقلي ،كما اهتموا بالتحديد الكمي واستعانوا بالأدوات العلمية في القياس . وفي العصور الوسطى بينما كانت أوربا غارقة في ظلام الجهل كان الفكر العربي الإسلامي يفجر – في نقلة تاريخية – كبرى ينابيع المعرفة ..
ثم نقل الغربُ التراثَ الإسلامي ، وأضاف إليه إضافات جديدة حتى اكتملت الصورة وظهرت معالم الأسلوب العلمي السليم، في إطار عام يشمل مناهج البحث المختلفة وطرائقه في مختلف العلوم ، التطبيقية والإنسانية .
فقد تمثل المسلمون المنهجية في بحوثهم ودراساتهم في مختلف جوانب المعرفة.. والمنهجية التي اختطوها لأنفسهم تلتقي كثيرا بمناهج البحث الموضوعي في عصرنا، وشهد بذلك بعض المستشرقين الذين كتبوا مؤلفات يشيدون فيها بما يتمتع به العلماء المسلمون من براعة فائقة في منهج البحث والتأليف، ويبدو ذلك واضحا في كتاب (مناهج العلماء المسلمين في البحث العلمي) للمستشرق "فرانتر روزنتال"
هذا، و الدراسات المقارنة للمنهج العلمي الحديث أثبتت أن المنهج العلمي الحديث وأسلوب التفكير المنطقي قد توفر لدى علماء المسلمين في دراساتهم وبحوثهم واكتشافاتهم في مجال الفلك والطب والكيمياء والصيدلة وبقية فروع العلم التطبيقي ..
وهكذا، على مدى ألف عام مضت، حقق العرب قفزات كبيرة في كافة مجالات العلوم. وأصبحت بغداد ودمشق والقاهرة وقرطبة مراكز للإشعاع الحضاري بينما كانت الحال في أوروبا على عكس ذلك حيث كانت أوروبا تعيش عصرها المظلم.
لقد أفاد العرب من علوم الإغريق والرومان وحضارة آسيا وحققوا تقدماً هائلاً ـ كما تقدم ـ في الرياضيات والميكانيكا والطبوالكيمياء والعلوم التطبيقية إضافة إلى البحث والتقنية النظريين.
بين القرنين الثامن والثالث عشر تم اكتشاف أهم الاختراعات العلمية وتم إرساء أسس الحضارة الحديثة. وقد قدم العالم الإسلامي العلماء والاكتشافات العلمية بأعداد كبيرة، كما قدم الكثير من الإبداعات الفنية و المعمارية الرائعة والمكتبات الضخمة والمستشفيات الكبيرة ومختلف التقنيات والجامعات والصناعات وخرائط العالم وطرق الملاحة باستخدام الأجرام السماوية والكثير من الإسهامات الأخرى. ثم تم نقل هذه المعرفة إلى الأوروبيين عن طريق مراكز الحضارة الإسلامية في إسبانيا قبل نهاية العصور الوسيطة حينما ألحقت الحروب الصليبية بالعالم الإسلامي التدمير والخراب.
5- رحمة النبي (ص)
علي - عراق 16-11-2007 08:04 AM
في الوقت الذي كانت فيه الحروب الجاهلية لا تعرف أيسر قواعد أخلاقيات الحرب، ظهر النبي – صلى الله عليه وسلم - بمبادئه العسكرية؛ ليشرِّع للعالمين تصوراً شاملاً لحقوق الأسرى في الإسلام.
وفي هذا العصر الحديث، الذي نرى فيه المنظمات الدولية قد شرَّعت بنوداً نظرية – غير مفعَّلة ولا مطبَّقة – لحقوق الأسرى، كاتفاقية جنيف، بشأن معاملة أسرى الحرب، ورعايتهم جسدياً ونفسياً. وخير دليل على عدم تطبيق هذه الاتفاقيات، ما فعله الصرب بمسلمي البوسنة والهرسك وكوسوفا، من مذابح يندى لها جبين البشرية، ولقد أنشأ الصرب معسكراتٍ أُعدت خصيصى لاغتصاب المسلمات. وما يفعله الصهاينة في فلسطين، وما فعله الأمريكان في العراق وأفغانستان والسودان والصومال من فساد في الأرض، وإهلاك للحرث والنسل، ومذابح جماعية للأسرى والضعفاء، وهتكٍ للأعراض الطاهرة، في معتقلات – سرية أو علنية - لا تعرف أي معنى لكرامة الإنسان. في حين نرى رسولنا – صلى الله عليه وسلم - يشرِّع قبل هذه المنظمات بمئات السنين حقوقاً شاملة وجامعة للأسرى، أضف إلى ذلك أن النبي – صلى الله عليه وسلم - لم يجعل هذه الحقوق بنوداً نظرية بعيدة عن واقع الحروب – كما هو الحال في عصرنا - بل جعلها منهجاً عملياً، وطبقها بنفسه في غزواته، وطبقها الصحابة والتابعون - من بعدهم - في السرايا والمعارك الإسلامية.
إن في إكرام النبي – صلى الله عليه وسلم - للأسرى، مظهراً فريداً من مظاهر الرحمة، في وقت كانت تُستَباح فيه الحرمات والأعراض. "وكثيراً ما أطلق - صلى الله عليه وسلم - سراح الأسرى في سماحة بالغة، برغم أن عددهم بلغ في بعض الأحيان ستة آلاف أسير"[1]. يقول لويس سيديو: "والكل يعلم أنه - صلى الله عليه وسلم - رفض - بعد غزوة بدر- رأْيَ عمر بن الخطاب في قتل الأسرى، وأنه صفح عن قاتل عمِّه حمزة، وأنه لم يرفض - قط - ما طُلب إليه من اللطف والسماح"[2].
نماذج في معركة بدر (17 رمضان 2هـ) لقد استشار النبي - صلى الله عليه وسلم – وزراءه من الصحابة في أُسارى بدر؛ فأشار عليه أبو بكر - رضي الله عنه - أن يأخذ منهم فدية؛ فهم بنو العم، والعفو عنهم أحسن، ولعل الله أن يهديهم إلى الإسلام، وقال عمر - رضي الله عنه -: "لا، والله ما أرى الذي رأى أبو بكر، ولكن أرى أن تمكننا فنضرب أعناقهم؛ فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها". فهوى النبي – صلى الله عليه وسلم - ما قال أبو بكر، ولم يهوَ ما قال عمر، فلما كان من الغد أقبل عمر؛ فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبكى هو وأبو بكر؛ فقال عمر: "يا رسول الله، من أي شيء تبكي أنت وصاحبك؛ فإن وجدت بكاء، بكيت، وإن لم أجد بكاء، تباكيت؛ لبكائكما؟ فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: "أبكي للذي عرض على أصحابك من أخذهم الفداء؛ لقد عرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة"، وأنزل الله – تعالى - قوله: {‏مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ} [الأنفال: 67].
وقد تكلم العلماء في أي الرأيين كان أصوب؛ فرَجَّحَت طائفة قول عمر؛ لهذا الحديث، ورجحت طائفة قول أبي بكر؛ لاستقرار الأمر عليه، وموافقته الكتاب الذي سبق من الله بإحلال ذلك لهم، ولموافقته الرحمة التي غلبت الغضب، ولتشبيه النبي – صلى الله عليه وسلم – لأبي بكر في ذلك بإبراهيم وعيسى، وتشبيهه لعمر بنوح وموسى، ولحصول الخير العظيم، الذي حصل بإسلام أكثر أولئك الأسرى، ولخروج من خرج من أصلابهم من المسلمين، ولحصول القوة التي حصلت للمسلمين بالفداء، ولموافقة رسول الله – صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر أولاً، ولموافقة الله له آخراً؛ حيث استقر الأمر على رأيه، ولكمال نظر الصديق؛ فإنه رأى ما يستقر عليه حكم الله آخراً، وغلَّب جانب الرحمة على جانب العقوبة[3].
وحين أُتي بالأسارى - بعد بدر - فرَّقهم النبي– صلى الله عليه وسلم - بين أصحابه وقال: ((استوصوا بهم خيراً))[4] ، وبهذه الوصية النبوية الرفيعة، تحقق في هذا الجيل الإسلامي الفضيل قول الله تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً} [الإنسان: 8].
وهذا أبو عزيز بن عمير، أخو مصعب بن عمير، يحدثنا عما رأى، فيقول: "كنت في الأسرى يوم بدر[5]، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((استوصوا بالأسارى خيراً))[6]. وكنت في رهط من الأنصار حين أقبلوا بي من بدر؛ فكانوا إذا قدَّموا غداءهم وعشاءهم خصوني بالخبز وأكلوا التمر؛ لوصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إياهم بنا؛ ما تقع في يد رجل منهم كِسرة خبز إلا نفحني بها، قال: فأستحيي؛ فأردُّها على أحدهم؛ فيردها عليَّ ما يمسها"[7]. ويقول جابر بن عبدالله - رضي الله عنه -: "لما كان يوم بدر، أُتي بالعباس، ولم يكن عليه ثوبٌ؛ فنظر النبي – صلى الله عليه وسلم - له قميصاً؛ فوجدوا قميص عبدالله بن أُبي يقدر عليه فكساه النبي – صلى الله عليه وسلم - إياه"[8]. كان هذا الخُلق الكريم، الذي غرسه القائد الرحيم – صلى الله عليه وسلم - في أصحابه وجنده وشعبه، قد أثَّر في إسراع مجموعة من كبراء الأسرى وأشرافهم إلى الإسلام؛ فأسلم أبو عزيز عقب معركة بدر، بُعيد وصول الأسرى إلى المدينة، وتنفيذ وصية النبي - صلى الله عليه وسلم - وأسلم معه السائب بن عبيد. وعاد الأسرى إلى بلادهم وأهليهم، يتحدثون عن محمد – صلى الله عليه وسلم - ومكارم أخلاقه، وعن محبته وسماحته، وعن دعوته، وما فيها من البر والتقوى والإصلاح والخير[9].
نموذج معركة بني المصطلق (شعبان 5هـ) لقد أطلق المسلمون مَن في أيديهم، من أسرى بني المصطلق – بعد معركة معهم - وذلك أن جُوَيْرِيَة بنت الحارث - سيد بني المصطلق - وقعت في سهم ثابت بن قيس؛ فكاتبها؛ فأدى عنها رسول الله – صلى الله عليه وسلم - وتزوجها؛ فأعتق المسلمون بسبب هذا الزواج مئة رجل من بني المصطلق، قد أسلموا، وقالوا‏:‏ "أصهار رسول الله، صلى الله عليه وسلم"[10]. فقد كره المسلمون أن يأسروا أصهار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت عائشة رضي الله عنها: "فما أعلم امرأة أعظم بركة على قومها منها"[11].
واستكثر الصحابة على أنفسهم أن يتملَّكوا أصهار نبيهم وقائدهم – صلى الله عليه وسلم - وحيال هذا العتق الجماعي، وإزاء هذه الأريحية الفذة؛ دخلت القبيلة كلها في دين الله. إن مرد هذا الحدث التاريخي وسببه البعيد، هو حب الصحابة للنبي – صلى الله عليه وسلم - وتكريمهم إياه، وإكبارهم شخصه العظيم[12]، وتأسيهم بأخلاق قائدهم في معاملة الأسرى، التي عهدوها منه في حروب سابقة.
نموذج معركة حنين (10 شوال 8هـ) يقول جان باغوت غلوب: "وكان انتصار المسلمين - على هوازن - في حُنين كاملاً، حتى أنهم كسبوا غنائم كثيرة، بين أعداد وفيرة من الإبل والغنم، كما أسروا عدداً ضخماً من الأسرى، معظمهم من نساء هوازن وأطفالها، وعندما عاد النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الطائف دون أن يتمكن من فتحها شرع يُقسِّم الغنائم والأسلاب بين رجاله، ووصل إليه وفدٌ من هوازن المهزومة، المغلوبة على أمرها؛ يرجوه إطلاق سراح النسوة والأطفال من الأسرى؛ وسرعان ما لبَّى النبي - صلى الله عليه وسلم - الطلب بما عُرف عنه من دماثة وتسامح، فلقد كان يَنشد من جديد في ذروة انتصاره، أن يكسب الناس، أكثر من نِشدانه عقابهم وقصاصهم"[13].
لقد تأثر مالك بن عوف - زعيم هوازن المهزومة - بهذا العفو الكريم، والخلق العظيم من سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم - بعدما أطلق له كل الأسرى من قومه. فجادتقريحته لمدح النبي – صلى الله عليه وسلم - فأخذ يُنشد أبياتاًً من الشعر، يشكر فيها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قائلاً:

مَا إنْ رَأَيْتُ وَلاَ سَمِعْتُ بِمِثْلِهِ فِي النَّاسِ كُلِّهِمُ بِمِثْلِ مُحَمَّدِ
أَوْفَى وَأَعْطَى لِلْجَزِيلِ إذَا اجْتُدِي ومَتَى تَشَأْ يُخْبِرْكَ عَمَّا فِي غَدِ
إذَا الْكَتِيبَةُ عَرَّدَتْ[14] أَنْيَابَهَا بِالسَّمْهَرِيِّ وضَرْبِ كُلِّ مُهَنَّدِ
فَكَأَنَّهُ لَيْثٌ عَلَى أَشْبَالِهِ وَسْطَ الْهَبَاءَةِِ[15] خَادِرٌ[16] فِي مَرْصَدِ[17].


هبط على النبي - صلى الله عليه وسلم - في صلح الحديبية (في ذي القعدة 6هـ)، ثمانون رجلاً متسلحين، من جبل التنعيم[18] يريدون قتله، فأسرهم، ثم منَّ عليهم[19].
* أُسر ثُمامة بن أَثال سيد بني حنيفة؛ فربطه الصحابة في سارية بالمسجد النبوي، ثم أطلقه النبي – صلى الله عليه وسلم - فأسلم[20].
* ورأى الرسولُ أسارى بني قريظة، موقوفين في قيظ النهار تحت الشمس؛ فأمر مَن يقومون بحراستهم قائلاً: ((لا تجمعوا عليهم حرَّ هذا اليوم وحرَّ السلاح، قيلوهم حتى يبردوا))، وقد سُئل الإمام مالك - رحمه الله -: أيعذَّب الأسير إن رُجي أن يدل على عورة العدو؟ فأجاب قائلاً: ما سمعت بذلك[21]، وبذلك يحرم الإسلام تعذيب الأسرى، ويرفض إهانتهم، ويقرر عدم إهمالهم، كما لا يجوز تعذيب الأسير، ولا إهانته للحصول على معلومات عسكرية منه.
* وأعطى رسول الله كسوة ونفقة لابنة حاتم الطائي عندما وقعت أسيرة في أيدي المسلمين، بل حملها حتى خرجت مع بعض أناس من قومها[22].
* وأطلق يوم فتح مكة (رمضان 8هـ) جماعة من قريش فكان يقال لهم: الطلقاء[23].
وبعدُ، فهذه نماذج، تبين لنا مدى رحمة النبي - صلى الله عليه وسلم - بالأسرى، وهذه المواقف وغيرها تكشف الستار عن شخصية بلغت من السمو والرفعة مبلغاً بعيداً، شخصية تحرك الأفئدة نحوها، بفيض عارم من الرحمة والعفو والسماحة
4- جزاك الله خيرا
محمد مسعد ياقوت - مصر 13-10-2007 07:01 PM
جزاك الله خيرا أخي Abdelmalek
وجزاكم الله خيرا أختي الكريمة ام مهدي
3- OUR PROFET Med
Abdelmalek - ALGERIE 08-08-2007 04:46 AM
و إنك لعلى خلق عظيم ، اللهم صلى وسلم على خير الانبياء و المرسلين
محمد صلى الله عليه و سلم .شكرا لصاحب المقال
بارك الله فيك و لك يا أخي العزيز
الله ينصرك .......آمين
2- لا احد مثل محمد صلى الله عليه و سلم
ام مهدي - المغرب 03-04-2007 02:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين
لن يمدحه احد بمثل ماقال الله فيه ؛وماأرسلناك الا رحمة للعلمين .وقال عز من قائل:
وانك لعلى خلق كريم .
1- رائع
امال - مصر 28-03-2007 11:51 PM
رائع يا سيد محمد .
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب