• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / النصائح والمواعظ
علامة باركود

ماذا تفعل في العشر الأواخر من رمضان؟

ماذا تفعل في العشر الأواخر من رمضان؟
الشيخ حسن حفني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/3/2025 ميلادي - 24/9/1446 هجري

الزيارات: 639

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ماذا تفعل في العشر الأواخر من رمضان؟

 

س: ماذا تفعل في العشر الأواخر؟

أيها الأحبة، إنكم في العشر الأواخر من رمضان الكريم، فاغتنموها بطاعة المولى العظيم، أحسنوا في أيامها الصيام، ونوروا لياليها بالقيام، واختموها بالتوبة والاستغفار، وسؤال الله العفو والعتق من النار، كم من أناس تمنوا إدراك هذه العشر، فأدركهم الموت، فأصبحوا في قبورهم مرتهنين، لا يستطيعون زيادة في صالح الأعمال، ولا توبة من التفريط والإهمال، وأنتم إن أدركتموها بنعمة الله في صحة وعافية، فاجتهدوا بالعمل الصالح والدعاء والتوبة والاستغفار وسؤال الله العفو والعتق من النيران، لعلكم تصيبون نفحة من رحمة الله تعالى فتسعدوا بها سعادة الأبد في الدنيا والآخرة.


وظائف وأعمال العشر (مستحبات الأعمال في العشر)

من وظائف وأعمال هذه الأيام العشر ما ثبت في الصحيحين عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ»[1].


وفي رواية لمسلم قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: «كَانَ رَسُولُ صلى الله عليه وسلم يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ»[2].


فكان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ويخصها بأعمال لا يعملها في بقية الشهر، وهذا لأن كل زمان فاضل من ليل أو نهار عمومًا؛ آخره أفضل من أوَّله، كيوم عرفة، ويوم الجمعة، وكذلك الليل والنهار عمومًا؛ آخره أفضل من أوَّله.


فالله عز وجل فضَّل بعض الأوقات على بعض، وأخَّر الوقت عمومًا أفضل من أوَّله.


فمن هذه الأعمال المستحبة في هذه الأيام العشر الأخيرة من رمضان:

أولًا: إحياء الليل بالتهجد والصلاة، وإيقاظ الأهل والأولاد إن أطاقوا ذلك؛ لما في ذلك من الخير والفضل.


قال الشيخ عبدالملك القاسم: فإن هذا الشهر شهر الصيام والقرآن، عبادة بالليل، وعبادة بالنهار، امتثالًا لأمر الله عز وجل الذي قال لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿ يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴾ [المزمل: 1 - 4]، وأثنى الله عز وجل على أهل الجنة بأنهم: ﴿ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات: 17، 18]، وقال عز وجل: ﴿ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 9]، وقد وصف الله عز وجل قيام الليل بقوله: ﴿ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا ﴾ [المزمل: 6]، وفسر ابن كثير قوله تعالى: ﴿ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا ﴾ بأنه أجمع للخاطر أداء القراءة وتفهمها من قيام النهار؛ لأنه وقت انتشار الناس ولغط الأصوات وأوقات المعاش.


أخي المسلم، إن قيام الليل عبادة تصل القلب بالله، وتجعله قادرًا على التغلب على مغريات الحياة وعلى مجاهدة النفس في وقت هدأت فيه الأصوات، ونامت العيون، وتقَلَّب النُّوَّام على الفُرش، لكن قُوَّام الليل يهبون من فرشهم الوثيرة وسررهم المريحة ويكابدون الليل والتعب؛ ولذا كان قيام الليل من مقاييس العزيمة، وسمات النفوس الكبيرة، الذين مدحهم الله عز وجل في آيات كثيرة. وقيام الليل سنة مؤكدة حَثَّ عليها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: «... وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الْفَرِيضَةِ، صَلَاةُ اللَّيْلِ»[3].


وصلاة الليل في رمضان لها فضيلة على غيرها، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»[4].


فإن قيام الليل مستحب عمومًا فى رمضان، بل في العشر الأواخر منه أشد استحبابًا، قال تعالى: ﴿ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات: 18]، فإنهم مدوا صلاتهم إلى وقت السحر فجلسوا يستغفرون الله تعالى خاتمة قيامهم بالليل، استغفار المذنب لذنبه، وللاستغفار بالأسحار فضيلة وحقيقة ليست لغيره.


قال الشيخ مصطفى العدوي ـ حفظه الله ـ في «التسهيل»، تفسير سورة آل عمران (ص68): س: لماذا قُيد الاستغفار في هذه الآية (بالأسحار) كما في قوله تعالى: ﴿ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات: 18]، وذلك لفضيلة وقت السحر، كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ينزل الله في كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى الثلث الأخير من الليل، فيقول: هل من سائل فأعطيه؟! هل من داعٍ فأجيبه؟! هل من مستغفر فأغفر له؟! حتى يطلع الفجر»؛ ا هـ.


وقال تعالى: ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 16، 17]،مما جاء في تفسيرها: أن المراد: صلاة الليل، قاله مجاهد والأوزاعي ومالك. قال ابن وهب: هو قيام الليل بعد النوم، وذلك أثقله على الناس، ومتى كان النوم حينئذٍ أحبَّ، فالصلاة حينئذٍ أحبُّ وأوْلَى.


وقوله تعالى: ﴿ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ دليل على أنها في جوف الليل الأخير؛ لأنه عمل يستتر الإنسان به، وهذه الآية فيها فضل قيام الليل وجزاؤه، فكما صلوا في الليل، ودعوا وأخفوا العمل، جازاهم الله من جنس عملهم، فأخفى أجرهم؛ ولهذا قال: ﴿ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾.


والآيات في هذا الباب كثيرة، وليس مقصدي الآن أن أُفصِّل في عبادة قيام الليل، فلها تفصيل آخر، ولكن أريد هنا أن أُنبِّه سريعًا على أعمال العشر الأواخر من رمضان من غير إخلال.

 

وهذه بعض الأحاديث:

1- ففي صحيح مسلمعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: سُئِلَ: أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ بَعْدَ الْمَكْتُوبَةِ؟... فَقَالَ: «أَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ، الصَّلَاةُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ...»[5].


2- وفي المسند وغيره عن معاذ رضي الله عنه لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن عمل يدخله الجنة ويباعده من النار، فكان مما قاله له: «وَصَلَاةُ الرَّجُلِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ» ثم قرأ: ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ ﴾ [السجدة: 16] حَتَّى بَلَغَ ﴿ يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 17][6].


3- وفي المسند وغيرهعَنْ بِلَالٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَإِنَّهُ دَأَبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَإِنَّ قِيَامَ اللَّيْلِ قُرْبَةٌ إِلَى اللَّهِ، وَمَنْهَاةٌ عَن الإِثْمِ، وَتَكْفِيرٌ لِلسَّيِّئَاتِ، وَمَطْرَدَةٌ لِلدَّاءِ عَنِ الجَسَدِ»»[7].


4- وفي المسند وغيره عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرْفَةً يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا، وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا أَعَدَّهَا اللهُ لِمَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَأَلَانَ الْكَلَامَ، وَأَدَامَ الصِّيَامَ، وَصَلَّى بِاللَّيْلِ، وَالنَّاسُ نِيَامٌ»[8].


5- وفي الصحيحين عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ قَالَ: «أَلا تُصَلِّيَانِ؟»[9]. طَرَقَهُ: أتاه ليلًا.


6- بل ورد الترغيب في إيقاظ أحد الزوجين للآخر للصلاة ولو بنضح الماء في وجهه إن لم يقم... ففي المسند وغيره عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّى، وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ، فَإِنْ أَبَتْ نَضَحَ فِي وَجْهِهَا الْمَاءَ، رَحِمَ اللَّهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّتْ، وَأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا، فَإِنْ أَبَى نَضَحَتْ فِي وَجْهِهِ الْمَاءَ».[10].

 

7- وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يوقظ أهله كما في حديث عائشة «وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ»[11]؛ أي: أيقظهم للصلاة في الليل إن أطاقوا ذلك.


قال سفيان الثوري: أحب إليَّ إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجَّد بالليل، ويجتهد فيه، ويُنهضُ أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك.

 

وكانت امرأة حبيب بن أبي محمد تقول له بالليل: قد ذهب الليل وبين أيدينا طريق بعيد، وزادنا قليل، وقوافل الصالحين قد سارت قدامنا، ونحن قد بقينا:

يا نائم الليل كم ترقد
قم يا حبيبي قد دنا الموعد
وخذ من الليل وأوقاته
وردًا إذا ما هَجَعَ الرُّقَّدُ
من نام حتى ينقضي ليلُهُ
لم يبلغ المنزلَ أو يُجْهَدُ
قل لذوي الألباب أهل التقى
قنطرةُ العرض لكم موعد


ثانيًا: ومن الأعمال في العشر «شد المئزر»:

اختلف العلماء في معنى شد المئزر: فقيل: هو الاجتهاد في العبادات زيادة على عادته صلى الله عليه وسلم في غيره، ومعناه التَّشمير في العبادات، يقال: شددت لهذا الأمر مئزري؛ أي: تشمرت له وتفرغت؛ فيكون المعنى: هو كناية عن شدة الجد والاجتهاد في العبادة، «وهذا قول الخطابي».


وقيل: هو كناية عن اعتزال النساء للاشتغال بالعبادات، وهو قول سفيان الثوري، واستشهد بقول الشاعر:

قوم إذا حاربوا شدوا مآزرهم
عن النساء ولو باتت بأطهار

وقال نحو ذلك أبو بكر بن عياش.


ويحتمل أن يُراد التشمير والاعتزال معًا[12].


المئزر: الإزار: أي تهيأ له وتَشَمَّر، وهو كناية عن الجد والتشمير في العبادة، وعن الثوري: إنه من ألطف الكنايات عن اعتزال النساء. كناية عن التشمير للعبادة، واعتزال النساء معًا. وهناك قاعدة عند علماء البيان: (أن الكناية لا تنافي إرادة الحقيقة)[13].


وحديث «شد المئزر» فيه فوائد منها:

فيه: الحرص على مداومة قيام الليل في العشر الأواخر، إشارة إلى الحث على تجويد الخاتمة. نسأل الله أن يختم لنا بخير.


وفيه: أنه يستحب أن يُزاد من العبادات في العشر الأواخر من رمضان واستحباب إحياء لياليه بالعبادات.


وقال الشيخ ابن عثيمين في شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام: «مئزره»: مكان الإزار يشده.


وأما المعنى: فقيل كناية عن الاجتهاد، فالإنسان إذا أراد أن يعمل أعمالًا شاقة شد المئزر لئلا يتفلت عند العمل.


وقيل: لم يجامع لأن الإنسان إذا أراد أهله فإنه يَحِلُّ المئزر. وقد يقال هذا وهذا.


فائدة:

قال السعدي في «تيسير اللطيف المنان»: في قوله تعالى: ﴿ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ﴾ [البقرة: 187]، فإياكم أن تشتغلوا بهذه اللذة «أي: لذة مباشرة النساء» وتوابعها وتضيعوا ليلة القدر، وهي مما كتبه الله لهذه الأمة، وفيها من الخير العظيم ما يُعَدُّ تفويته من أعظم الخسران، فاللذة مُدركة، وليلة القدر إذا فاتت لم تُدرَك، ولم يُعوّض عنها شيء.


ثالثًا: ومن الأعمال الوصال وتأخير الفطور إلى السحور: وهو من الأمور المباحة للصائم.


فالرسول أَذِنَ بالمواصلة إلى السحر، فيؤخر الفطور إلى السحر ويتسحر في آخر الليل، دل على ذلك حديث أبي سعيد الخُدْري عند البخاري وغيره أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تُوَاصِلُوا، فَأَيُّكُمْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُوَاصِلَ، فَلْيُوَاصِلْ حَتَّى السَّحَرِ»، قَالُوا: فَإِنَّكَ تُوَاصِلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «إِنِّي لَسْتُ كَهَيْئَتِكُمْ، إِنِّي أَبِيتُ لِي مُطْعِمٌ يُطْعِمُنِي، وَسَاقٍ يَسْقِينِ»[14].


وبوَّب البخاري في كتاب الصوم لهذا الحديث «باب الوصال إلى السحر»، قال ابن حجر: باب الوصال إلى السحر ـ أي جوازه ـ، وقد تقدم أنه قول أحمد وطائفة من أصحاب الحديث، وتقدم توجيهه، وأن من الشافعية من قال أنه ليس بوصال حقيقة؛ ا هـ.


فالنهي أن يواصل الصائم يومين أو أكثر ولا يأكل ولا يشرب بينهما.


فيجوز أن يتأخر الصائم ولا يفطر إلى السحر، وهذا جائز لكنه خلاف الأولى تحقيقًا لتعجيل الإفطار، ذهب إلى هذا التفصيل: الإمام أحمد وإسحاق وابن المنذر وابن خزيمة وجماعة من المالكية. فما دام المسلم راغبًا في الوصال، فمن وجد في نفسه قوة عليه، ورغبة فيه فليواصل إلى السحر؛ لأنه تأخير لِعَشَائه، فيكون طعامه في ليالي الصيام وجبة واحدة. فالحديث فيه جواز الوصال إلى السحر للقادر عليه، وتركه أولى[15].


ومع ذلك فالسنة والأفضل والأكمل أن يبادر المسلم بالإفطار بعد غروب الشمس.


رابعًا: ومن الأعمال: الاغتسال والتنظف والتزين والتطيب ولبس الثياب الحسنة في الليالي التي يرجى فيها ليلة القدر.

فينبغي على المسلم أن يتهيأ لاستقبال الأيام الفاضلة لعموم الأدلة، مثال ذلك التهيؤ لصلاة الجمعة، وصلاة العيد وغير ذلك.


وهذا وارد عن بعض السلف؛ كأيوب السختياني، وثابت البناني، وحميد الطويل، وتميم الداري[16].


خامسًا: ومن الأعمال الاعتكاف، قال تعالى: ﴿ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ﴾ [البقرة: 187].


قال الإمام السعدي: دلت الآية على مشروعية الاعتكاف؛ ا هـ.


وفي الصحيحين عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ»[17].


وفي الصحيحين عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ»[18].



[1] البخاري (2024)، مسلم (1174)، وغيرهما. واللفظ للبخاري.
[2] مسلم (1175)، وغيره.
[3] مسلم (1163)، وغيره، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
[4] البخاري (35، 37، 2009)، ومسلم (759، 760)، وغيرهما. واللفظ للبخاري.
[5] مسلم (1163)، وغيره، عن أبي هريرة.
[6] صححه الألباني، «صحيح الجامع» (5136).
[7] صححه الألباني، «صحيح الجامع» (4079)، وعن أبي أمامة، وأبي الدرداء، وسلمان، وجابر.
[8] حسنه الألباني، «صحيح الجامع» (2123)، ورواه الترمذي عن علي.
[9] البخاري (1127، 4724، 7347، 7465)، مسلم (775).
[10] صححه الألباني، «صحيح الجامع» (3494).
[11] تقَدَّم تخريجه.
[12] انظر: «فتح الباري» لابن حجر، شرح حديث (2024)، و«لطائف المعارف» لابن رجب (ص321:320).
[13] انظر: «توضيح الأحكام» للبسام (3/424).
[14] البخاري (1967)، وغيره.
[15] انظر: «تيسير العلام» للبسام (1/398).
[16] انظر: «لطائف المعارف» (ص325)، و«التبصرة» (ص 489).
[17] البخاري (2026)، مسلم (1172)، وغيرهما.
[18] البخاري (2025)، مسلم (1171)، وغيرهما.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أجوبة مختصرة حول أحكام الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان
  • الاعتكاف في العشر الأواخر
  • رسالة في العشر الأواخر
  • لماذا اجتهادنا في العشر الأول من ذي الحجة أقل منه في العشر الأواخر من رمضان؟
  • حال المؤمنين في العشر الأواخر (خطبة)
  • من أقوال السلف في العشر الأواخر من رمضان
  • برنامج يومي للعشر الأواخر من شهر رمضان وجدول للعبادات في العشر الأواخر

مختارات من الشبكة

  • ماذا تفعل في عشر دقائق على الفيسبوك؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ماذا تفعل ليلة البناء؟ (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • ماذا تفعل إذا غضبت على زوجك أو غضبت عليك؟(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • ماذا يمكنك أن تفعل في دقيقة واحدة؟ (مطوية)(كتاب - مجتمع وإصلاح)
  • ماذا يمكنك أن تفعل في دقيقة واحدة؟ ( مطوية )(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • ماذا تفعل في الظلام(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • يتحرش ببناته، ماذا تفعل الأم؟(استشارة - الاستشارات)
  • ماذا تفعلين لو شب حريق؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • كيف تستفيد من العشر الأواخر من رمضان(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب