• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تفسير قوله تعالى: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    محاسن الإرث في الإسلام (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    تفسير: (لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    علامات الساعة (2)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    ما جاء في فصل الصيف
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فضل من يسر على معسر أو أنظره
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    كونوا أنصار الله: دعوة خالدة للتمكين والنصرة
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    لا تعير من عيرك
    نورة سليمان عبدالله
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / النصائح والمواعظ
علامة باركود

عرض الأعمال ورفعها متى ولماذا؟

عرض الأعمال ورفعها متى ولماذا؟
د. محمد أحمد صبري النبتيتي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/3/2025 ميلادي - 18/9/1446 هجري

الزيارات: 514

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عرض الأعمال ورفعها متى؟ ولماذا؟

 

تكلم العلماء قديمًا وحديثًا عن توقيت رفع الأعمال، وعرضها على الله، وقالوا: إن الرفع يكون يوميًّا وأسبوعيًّا وسنويًّا.

 

وما أجمل وأوجز ما قاله الإمام ابن القيم رحمه الله؛ إذ قال في حاشيته على سنن أبي داود: "فإن عمل العام يُرفع في شعبان؛ كما أخبر به الصادق المصدوق: ((إنه شهر تُرفع فيه الأعمال، فأُحب أن يُرفع عملي وأنا صائم))، ويُعرض عمل الأسبوع يوم الاثنين والخميس؛ كما ثبت ذلك في صحيح مسلم، وعمل اليوم يُرفع في آخره قبل الليل، وعمل الليل في آخره قبل النهار، فهذا الرفع في اليوم والليلة أخص من الرفع في العام، وإذا انقضى الأجل، رُفع عمل العمر كله، وطُوِيت صحيفة العمل"؛ ا.هـ.

 

لكن عندي هنا سؤالان:

أولهما: لماذا هنالك عرض سنوي مع وجود العرض اليومي والأسبوعي؟

 

وثانيهما: لماذا هنالك رفع أصلًا، وعرض للأعمال على الله، وهو عليم بها سبحانه، قبل خلق أصحابها، بل قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة؟

 

‫‏أما السؤال الأول، فيجيب عنه السندي رحمه الله في حاشيته على سنن النسائي؛ حيث يقول: "فإن قيل: ما معنى قوله عليه الصلاة والسلام: ((وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين))، مع أنه ثبت في الصحيحين أن الله تعالى ((يُرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل))؟ قلت: يحتمل أمران؛ ‫أحدهما: أن أعمال العباد تُعرَض على الله تعالى كل يوم، ثم تُعرض عليه أعمال الجمعة، في كل اثنين وخميس، ثم تُعرض عليه أعمال السنة في شعبان، فتُعرض عرضًا بعد عرض، ولكل عرض حكمة يُطلع عليها من يشاء من خلقه، أو يستأثر بها عنده، مع أنه تعالى لا يخفى عليه من أعمالهم خافية... ثانيهما: أن المراد أنها تُعرض في اليوم تفصيلًا، ثم في الجمعة جملة، أو بالعكس".

 

وجاء في العقيدة الطحاوية وشرحها (1/231): "قوله: (ولا تثبت قدم الإسلام إلا على ظهر التسليم والاستسلام).

 

ش: هذا من باب الاستعارة، إذ القدم الحسي لا تثبت إلا على ظهر شيء؛ أي لا يثبت إسلام من لم يُسلِّم لنصوص الوحيين، وينقاد إليها، ولا يعترض عليها، ولا يعارضها برأيه ومعقوله وقياسه؛ روى البخاري عن الإمام محمد بن شهاب الزهري رحمه الله أنه قال: مِنَ الله الرسالة، ومن الرسول البلاغ، وعلينا التسليم؛ وهذا كلام جامع نافع"؛ [انتهى].

 

فعلى العبد وإن لم تظهر له الحكمة أن يُسلِّم، ويقول بقلبه قبل لسانه: سمعنا وأطعنا.

 

أما السؤال الثاني، فلم أجد من تكلم عن إجابته فيما أعلم إلا قليلًا من أهل العلم، فأحاول هنا أن أجمع كلام من تحدث عنه، ثم أجتهد في أن أدلو بدلوي بما منَّ الله عليَّ من فضله وحكمته.

 

فلعل من حِكم رفع الأعمال إلى الله وعرضها عليه، والله أعلم:

1- الترغيب في الازدياد من الطاعات في أوقات العرض؛ كما قال صلى الله عليه وسلم عن صيام الاثنين والخميس؛ كما في سنن الترمذي، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((فأُحِبُّ أن يُعرَض عملي وأنا صائم)).

 

2- أنها من مقتضيات أسمائه: الحسيب والحفيظ، والرقيب والشهيد، فيُحصي أعمال العباد، ولا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، وكفى بالله حسيبًا: ﴿ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ ﴾ [سبأ: 3]، وكما في الحديث القدسي: ((يا عبادي، إنما هي أعمالكم أُحصيها لكم، ثم أوفِّيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمَد الله، ومن وجد غير ذلك، فلا يلومَنَّ إلا نفسه))؛ [رواه مسلم].

 

3- أن يكون الإنسان حسيبًا على نفسه، وقد يردعه علمه بالعرض على الله، والعرض في الآخرة أمام الخلائق، حينما تُنشر الصحف، ويفتضح كثير من الناس، قد يردعه هذا عن فعل المعاصي؛ قال الله تعالى: ﴿ وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا ﴾ [الإسراء: 13]، فمن كمال عدله أن كلَّ إنسان يلزمه ما عمِل من خيرٍ وشرٍّ، يجعله الله ملازمًا له لا يتعدَّاه إلى غيره، فلا يحاسَب بعمل غيره، ولا يحاسَب غيره بعمله، ويُقال له: ﴿ اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ﴾ [الإسراء: 14]، وهذا من أعظم العدل والإنصاف أن يُقال للعبد: حاسِب نفسك؛ ليعرف ما عليه من الحق الموجِب للعقاب[1].

 

4- رفع العمل الصالح وعرضه على الله يُفيد المؤمن التَّقيَّ؛ لأن العمل الصالح يُرفع معه الكلم الطيب والذكر الخاشع، فيصعدان جميعًا لله رب العالمين؛ قال تعالى: ﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾ [فاطر: 10].

 

قال السعدي في تفسيره: "﴿ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ ﴾ [فاطر: 10] من أعمال القلوب وأعمال الجوارح، ﴿ يَرْفَعُهُ ﴾ [فاطر: 10] الله تعالى إليه أيضا، كالكلم الطيب.

 

وقيل: والعمل الصالح يرفع الكلم الطيب، فيكون رفْعُ الكلم الطيب بحسب أعمال العبد الصالحة، فهي التي ترفع كلِمه الطيب، فإذا لم يكن له عمل صالح، لم يُرفع له قول إلى الله تعالى، فهذه الأعمال التي تُرفع إلى الله تعالى، ويرفع الله صاحبها ويُعزه".

 

قال القرطبي رحمه الله في تفسيره: "والظاهر أن العمل الصالح شرط في قبول القول الطيب؛ وقد جاء في الآثار: أن العبد إذا قال: لا إله إلا الله بنية صادقة، نظرت الملائكة إلى عمله، فإن كان العمل موافقًا لقوله، صَعَدَا جميعًا، وإن كان عمله مخالفًا، وقف قوله حتى يتوب من عمله، فعلى هذا العمل الصالح يُرفع الكلم الطيب إلى الله".

 

5- صعود الكلم الطيب، ورفع العمل الصالح وعرضه، دليل من أدلة علو الله سبحانه وتعالى، وأنه في السماء على العرش استوى.

 

وممن استدل بهذه الآية على إثبات العلو والفوقية لله: أبو الحسن الأشعري في (الإبانة)، وفي (رسالة إلى أهل الثغر)، والبيهقي في (الاعتقاد)، وابن خزيمة في (التوحيد)، وأبو القاسم الأصفهاني في (الحجة في بيان المحجَّة)، وابن بطة في (الإبانة)، وعبدالقادر الجيلاني في (الغُنية)، والذهبي في (العرش)، وفي (العلو)، ونُقل عن جمع من الأئمة استدلالهم بهذه الآية[2].

 

قال ابن عثيمين رحمه الله في تفسيره: "ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات علو الله، من أين يُؤخذ؟ من قوله: ﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ ﴾ [فاطر: 10]؛ لأن الصعود هو العلو".

 

6- يعرض العمل ويرفعه إليه؛ ليُثني على صاحبه في الملأ الأعلى، ويباهي به الملائكة؛ قال السعدي رحمه الله في تفسيره: ﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ ﴾ [فاطر: 10] من قراءة وتسبيح، وتحميد وتهليل، وكل كلام حسن طيب، فيُرفع إلى الله ويُعرض عليه، ويُثني الله على صاحبه بين الملأ الأعلى.

 

7- لتعلم الملائكة عظمة قدرة الله على رفع العمل، وعظمة علمه سبحانه؛ فيزدادوا لربهم تعظيمًا وإجلالًا وخوفًا؛ قال تعالى: ﴿ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ [البقرة: 32]؛ قال السعدي رحمه الله: "﴿ قَالُوا سُبْحَانَكَ ﴾ [البقرة: 32]؛ أي: ننزهك من الاعتراض منا عليك، ومخالفة أمرك، ﴿ لَا عِلْمَ لَنَا ﴾ [البقرة: 32] بوجه من الوجوه، ﴿ إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ﴾ [البقرة: 32] إياه، فضلًا منك وجُودًا، ﴿ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ [البقرة: 32]؛ العليم الذي أحاط علمًا بكل شيء، فلا يغيب عنه، ولا يعزب مثقال ذرة في السماوات والأرض، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر، الحكيم: من له الحكمة التامة التي لا يخرج عنها مخلوق، ولا يشذ عنها مأمور، فما خلق شيئًا إلا لحكمة، ولا أمر بشيء إلا لحكمة، والحكمة: وضع الشيء في موضعه اللائق به، فأقروا، واعترفوا بعلم الله وحكمته، وقصورهم عن معرفة أدنى شيء، واعترافهم بفضل الله عليهم، وتعليمه إياهم ما لا يعلمون".

 

8- لتجديد تطييب العمل وتحسينه كل وقت، وزيادته وإحداث أعمال أخرى لم يكن يعملها العبد قبل ذلك، مما شرعه الله، وذلك حينما تعلم أن العمل يُرفع يوميًّا وأسبوعيًّا وسنويًّا.

 

9- حينما يعلم العبد أن العرض السنوي يكون في شعبان، يجتهد في أن يختم سنته بخيرٍ، والعِبرة بالخواتيم، ويبتدئ التي تليها من رمضان بخير، فيكون في ذلك أكبر استعداد في شعبان لرمضان، فيدخل رمضان بروح طيبة، ونفس مطمئنة، مستعدة لسباق المتقين في رمضان.

 

10- رفع العمل وعرضه يجعل العبد دائمًا روحه معلقة بالسماء والعرش، فيرفع يده إلى السماء سائلًا ربه القبول: ﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [البقرة: 127].

 

11- حينما يعلم العبد الذليل أن عمله سيُعرض على الرب الجليل، يُصيبه الخوف من أن يُرد العمل ولا يُقبل، والخوف من رد العمل عبادة واجبة، ومن صفات المتقين، بل تدفعهم إلى مزيد من العمل، والمسارعة في فعل الخيرات؛ قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ﴾ [المؤمنون: 60، 61].

 

قال ابن كثير رحمه الله: "أي: يُعطون العطاء وهم خائفون ألَّا يُتقبل منهم؛ لخوفهم أن يكونوا قد قصروا في القيام بشروط الإعطاء، وهذا من باب الإشفاق والاحتياط؛ كما قال الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا مالك بن مغول، حدثنا عبدالرحمن بن سعيد بن وهب، عن عائشة، أنها قالت: يا رسول الله، ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ﴾ [المؤمنون: 60]، هو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر، وهو يخاف الله عز وجل؟ قال: ((لا يا بنت أبي بكر، يا بنت الصِّدِّيق، ولكنه الذي يصلي ويصوم ويتصدق، وهو يخاف الله عز وجل))".

 

12- حينما يعلم العبد الذليل أن عمله سيُعرض على الرب الجليل، يُصيبه رجاء رحمة الله، والطمع في فضله، وهو عبادة واجبة أيضًا، ومن صفات المتقين؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 218]؛ قال السعدي رحمه الله: "وفي هذا دليل على أن الرجاء لا يكون إلا بعد القيام بأسباب السعادة، وأما الرجاء المقارن للكسل، وعدم القيام بالأسباب، فهذا عجز وتمنٍّ وغرور، وهو دالٌّ على ضعف همة صاحبه، ونقص عقله، بمنزلة من يرجو وجود ولد بلا نكاح، ووجود الغلة بلا بذر، وسقي، ونحو ذلك؛ وفي قوله: ﴿ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 218] إشارة إلى أن العبد ولو أتى من الأعمال بما أتى به، لا ينبغي له أن يعتمد عليها، ويعوِّل عليها، بل يرجو رحمة ربه، ويرجو قبول أعماله ومغفرة ذنوبه، وستر عيوبه؛ ولهذا قال: ﴿ وَاللَّهُ غَفُورٌ ﴾ [البقرة: 218]؛ أي: لمن تاب توبة نصوحًا ﴿ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 218]، وسعت رحمته كل شيء، وعم جوده وإحسانه كل حي، وفي هذا دليل على أن من قام بهذه الأعمال المذكورة، حصل له مغفرة الله؛ إذ الحسنات يذهبن السيئات، وحصلت له رحمة الله، وإذا حصلت له المغفرة، اندفعت عنه عقوبات الدنيا والآخرة، التي هي آثار الذنوب، التي قد غفرت واضمحلت آثارها، وإذا حصلت له الرحمة، حصل على كل خير في الدنيا والآخرة، بل أعمالهم المذكورة من رحمة الله بهم، فلولا توفيقه إياهم، لم يريدوها، ولولا إقدارهم عليها، لم يقدروا عليها، ولولا إحسانه لم يتمها ويقبلها منهم، فله الفضل أولًا وآخرًا، وهو الذي منَّ بالسبب والمسبب.

 

حتى نبينا صلى الله عليه يطمع في رحمته سبحانه؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((لن يدخل أحدًا عمله الجنة، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: لا، ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمة)).

 

هذا، فما كان من توفيق فمن الله، وما كان من خللٍ فمني ومن الشيطان، والله ورسوله منه بريئان.



[1] النقاط الثلاثة الأُوَل مستفادة من مقال: (الحكمة من عرض أعمال العباد على الله وهو العليم).

[2] هذه النقولات التي تثبت علو الله من هذه الآية مستفادة من موقع: الإسلام سؤال وجواب، من مقال: الجواب عن شبهة: كيف يصعد الكلام إلى الله والكلام عَرَضٌ؟





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • عودة الحكمة والحكيم.. زمان نرجوه
  • تذكير الخاشع الساجد ببعض أخطاء كبار السن في المساجد
  • أبو هريرة رضي الله عنه وقصة إسلام أمه: دروس وعبر وفوائد
  • اختلاف التضاد في التفسير وكيفية الترجيح
  • دلائل حفظ القرآن وتنزيهه عن التحريف

مختارات من الشبكة

  • عرض كتاب: رفع الارتياب في بيان أحكام إجازة القراءة والسماع عن بعد ومن وراء حجاب(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • نزول الأمانة ورفعها(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • رفع اليدين في الصلاة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • متى يستحب رفع اليدين في الصلاة؟(مادة مرئية - موقع موقع الأستاذ الدكتور سعد بن عبدالله الحميد)
  • عرض رسالة (التحفة العراقية في الأعمال القلبية) لشيخ الإسلام ابن تيمية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • محبطات الأعمال ( عرض تقديمي )(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • علامات الرفع في اللغة العربية(مقالة - حضارة الكلمة)
  • خطبة المسجد الحرام 22/7/1432هـ - الغيرة على الأعراض(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كتاب الزكاة (5/8)(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • خطبة: فضل شعبان ورفع الأعمال(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب