• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    محاسن الإرث في الإسلام (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    تفسير: (لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    علامات الساعة (2)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    ما جاء في فصل الصيف
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فضل من يسر على معسر أو أنظره
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    كونوا أنصار الله: دعوة خالدة للتمكين والنصرة
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    لا تعير من عيرك
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    من مائدة التفسير: سورة النصر
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / سيرة
علامة باركود

حقوق النبي المصطفى (3)

حقوق النبي المصطفى (3)
د. أمير بن محمد المدري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/2/2025 ميلادي - 9/8/1446 هجري

الزيارات: 482

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حقوق النبي المصطفى (3)

 

الحمد لله الجواد الكريم الشكور الحليم، أسبغ على عباده النعم ودفع عنهم شدائد النقم وهو البر الرحيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الفضل العظيم، والخير العميم، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المصطفى الكريم صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه إلى يوم الدين وسلم تسليما.

 

هذا هو اللقاء، الثالث مع حقوق النبي المصطفى والرسول المجتبى على امته، ووقفنا مع أربع منها في اللقاء الماضي:

الحق الأول: الإيمان بنبوته والتصديق برسالته، قال تعالى: ﴿ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [التغابن: 8].

 

الحق الثاني: طاعته واتباعه، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ ﴾ [محمد: 33].

 

الحق الثالث: الإيمان بأنه بلّغ الرسالة، وأدّى الأمانة، ونصح الأمة، وقد شهد له بذلك الصحابة الكرام في أكبر مجمع لهم في حجة الوداع أنه بلّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، ونحن بعد أربعة عشر قرن نشهد أنه بلغ وأدى ونصح فاللهم اشهد.

 

الحق الرابع: محبته وتقديم محبته على النفس، والمال والولد فهو القائل – بأبي هو وأمي-: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين».

 

الحق الخامس: الانْتِصَارُ لَهُ صلى الله وعليه وسلم: وَهُوَ مِنْ آكَدِ حُقُوقِهِ حَيًّا وَمَيِّتًا، فَأَمَّا فِي حَيَاتِه فَقَدْ قَامَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ- صلى الله وعليه وسلم -بِهَذِهِ المهِمَّةِ خَيرَ قِيامٍ.

 

وَأَمَّا بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَالذَّب والدفاع يَكُونُ عَنْ سُنَّتِه إِذَا تَعَرَّضَتْ لِطعنِ الطَّاعِنِينَ وَتحرِيفِ الجَاهِلِينَ وَانْتِحَالِ المبْطِلِينَ.

 

وَيَكُونُ الذَّبُّ كَذلِكَ عَنْ شَخْصِهِ الْكَرِيمِ إِذَا تَنَاوَلَهُ أَحَدٌ بِسُوءٍ أَوْ سُخْرِيَةٍ، أَوْ وَصَفَهُ بِأَوْصَافٍ لَا تَلِيقُ بِمَقَامِهِ الْكَرِيمِ - صلى الله وعليه وسلم -.

 

ولنعلم علم اليقين أن السخرية من رسول الله - صلى الله وعليه وسلم -لا تضيره في قليل ولا كثير، ولا قبيل ولا دبير، لأن الله رفع قدره وأعلى ذكره.

 

أيها المؤمنون: إن أمة يُطعن في نبيها ويُسخر من رسولها جهارا علانية في وقاحة وسفاهة وحماقة، ثم تصمت أو تدافع على استحياء وخورٍ وضعف أمة لا تستحق الحياة.

ماذا سيبقى من كرامة ديننا إن سكتنا وصمتنا حين يهان نبينا.

فيا موت زُر إن الحياة ذميمةٌ
ويا نفس جدى إن دهرك هازلُ

نقول لمن يتجرأ على نبينا إنا نعرفُ قدر نبينا، ونحنُ له فدا، ومعه علي الهدى ولو في سمِّ الخياط، أو على مثل حدِّ الصراط، كلماتٍ عبَّر عنها أولنا ويقولها أخرنا وماتَ عليها سلفنا، ويبقى عليها خلَفنا بإذن ربنا وحسان إمامنا:

فإن أبي ووالدَهُ وعرضي
لعرضِ محمدٍ منكم وقاء

 

يا خيرَ مختار وأكرمَ مرسلٍ
يامن رقى ثُمَّ ارتقى أعلى الذرا
يا خاتمًا للمرسلينَ ورحمةً
للعالمينَ وخيرَ من وطئَ الثرى
نالوكَ بالفعلِ المشينِ واكثروا
زورًا وبهتانًا وقولًا مفترى
بل أنت عند الله أشرفُ خلقهِ
خير ُالخلائق من قلاكَ تعثرا
يامن تمادى في مهانة أحمد
أنت الحقير وسيدي نور سرى
يا فاسقًا يبغي الرسول بشينةٍ
أنت الصغير وهو الكبير بلا مرا
يا نابحا يبغي السباب لأحمدٍ
إلا رسول الله يا كلب القرى
يا جاهلًا فضلَ النبي وآلهِ
اسمع لفصلِ القولِ ثمَّ تدبرا
هذا رسول الله هذا حبهُ
من أم كل المرسلينَ وكبرا

 

الحق السادس من حقوقه - صلى الله وعليه وسلم - على أمته الاقتداء به صلى الله عليه وسلم:

قال تعالى: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ﴾ [الأنعام: 90]، فقد أمر الله - جل وعلا- نبيه صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بمن سبقه من الأنبياء والرسل. وأمرنا نحن باتباع النبي صلى الله عليه وسلم والاقتداء به، فقال تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21]. أي إن لكم فيه صلى الله عليه وسلم قدوة صالحة في أفعاله وأقواله فاقتدوا به، فمن اقتدى به صلى الله عليه وسلم وتأسى به سلك الطريق الموصل إلى كرامة الله وهو الصراط المستقيم فهو - عليه الصلاة والسلام - الأسوة الحسنة التي يوفق للاقتداء بها من كان يرجو الله واليوم الآخر، لما يرجو من ثواب ربه، وما يخشاه من عقابه وعذابه.

 

كل ذلك حاث وحافز ودافع للاقتداء به صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله.

 

الحق السابع للنبي صلى الله وعليه وسلم نَشْرُ دَعْوَتِه وِ تبليغ رسالته وسنته؛ فإِنَّ مِنَ الوَفَاءِ لِرسُولِ اللهِ أَنْ نَقُومَ بِنَشْرِ الْإِسْلامِ، وَتَبْلِيغِ الدَّعْوةِ فِي كَافَّة أَصْقَاعِ الْأَرْضِ، فَقَدْ قَالَ النبيُّ - صلى الله وعليه وسلم -: "بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيةً"، [رواه البخاريُّ]، وَقَالَ عليه الصلاة والسلام: "لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا، خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمرِ النَّعَمِ" [متفق عليه] والدعوة إلى الله أشرف مقام وأعلى وسام، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [فصلت: 33].

 

وهِيَ وَظِيفَةُ الرُّسُلِ وَأَتْبَاعِهِمْ، قالَ تعالى ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ﴾ [يوسف: 108].وأبشروا فإن هناك دراسات علمية حديثة تثبت أن الإسلام في ازدياد مهول في أوروبا وأمريكا، وأنه سيكون منافسا على المرتبة الأولى بين الأديان هناك، وصدق الله القائل: ﴿ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ﴾ [الأنبياء: 105].

 

الحق الثامن للنبي - صلى الله وعليه وسلم - تعظيمه وتوقيره وإجلاله. فإن هذا من حقوق النبي - صلى الله وعليه وسلم - التي أوجبها الله في كتابه. قال تعالى: ﴿ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ ﴾ [الفتح: 9]. وقال تعالى: ﴿ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الأعراف: 157]. قال ابن عباس: " تعزروه: تجلوه. وتوقروه: تعظموه ". وقال قتادة: " تعزروه: تنصروه. ". وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ [الحجرات: 1]. وقال عزوجل: ﴿ لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ﴾ [النور: 63]. قال مجاهد: " أمرهم أن يدعوه يا رسول الله في لين وتواضع ولا يقولوا يا محمد في تجهم ". وقد ضرب أصحاب النبي - صلى الله وعليه وسلم - أروع الأمثال في تعظيم النبي - صلى الله وعليه وسلم -.

 

قال أسامة بن شريك: " أتيت النبي - صلى الله وعليه وسلم - وأصحابه حوله كأنما على رؤوسهم الطير ". وتعظيم النبي - صلى الله وعليه وسلم - واجب بعد موته كتعظيمه في حياته. قال القاضي عياض: " واعلم أن حرمة النبي - صلى الله وعليه وسلم - بعد موته، وتوقيره وتعظيمه، لازم كما كان حال حياته، وذلك عند ذكره - صلى الله وعليه وسلم -، وذكر حديثه وسنته، وسماع اسمه وسيرته، ومعاملة آله وعترته، وتعظيم أهل بيته وصحابته ".

 

الحق التاسع للنبي - صلى الله وعليه وسلم - الصلاة والسلام عليه والإكثار من ذلك كما أمر الله بذلك. قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]. قال المبرد: " أصل الصلاة: الترحم. فهي من الله رحمة. ومن الملائكة رقة واستدعاء للرحمة من الله ". وعن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله وعليه وسلم - أنه قال: «من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا» [رواه مسلم برقم (384)].

 

وهناك مواطن حثنا عليها النبي صلى الله عليه وسلم فيها بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم:

1- وهو أهمها وأكبرها وقد أجمع المسلمون على مشروعيته وذلك في التشهد الأخير في الصلاة، وهي ركن من أركان الصلاة الأربعة عشر، من تركها متعمدًا بطلت صلاته، فقد أخرج البيهقي بسند قوي عن الشعبي -وهو من كبار التابعين- قال: «من لم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد فليعد صلاته».

2- في صلاة الجنازة، بعد التكبيرة الثانية، ورد في السنة، أنه بعد التكبيرة الأولى: يقرأ الفاتحة، و بعد التكبيرة الثانية: يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، وبعد التكبيرة الثالثة: يدعو للميت، وبعد التكبيرة الرابعة: ينتظر قليلًا ثم يسلم تسليمة واحدة عن يمينه.

 

3- في الخطب: كخطبة الجمعة والعيدين والاستسقاء وغيرها.

 

4- بعد إجابة المؤذن، لما روى الإمام أحمد - / -عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا سمعتم مؤذنًا فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي، فإنه من صلى عليَّ صلى الله عليه بها عشرًا..» [رواه البخاري (1/93،121) ومسلم وأبو عوانة والنسائي والدارمي والبيهقي والسراج، إرواء الغليل (1/316)].

 

5- عند ذكره صلى الله عليه وسلم أو كتابته، لقوله صلى الله عليه وسلم: «البخيل من ذُكرت عنده فلم يصل علي» [الترمذي وهو حسن صحيح]، وذكر ابن حجر في فتح الباري، من حديث أبي هريرة مرفوعًا: «من ذُكرت عنده ولم يصل عليَّ فمات فدخل النار فأبعده الله» [الترمذي وصححه الحاكم وله شواهد].

 

6- يوم الجمعة وليلتها، فعن أوس بن أوس - رضي الله عنه -، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم عليه السلام وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليَّ من الصلاة، فإن صلاتكم معروضة عليَّ» قالوا: يا رسول الله: كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت -أي بليت- قال: «إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء عليهم السلام» [النسائي وصححه الألباني].

 

7- عند دخول المسجد والخروج منه، عن فاطمة قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد صلى على محمد وسلم، وقال: «رب اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك» وإذا خرج قال: «رب اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب فضلك» [رواه الترمذي وصححه الألباني].

 

8- قبل الدعاء وبعده، فالداعي يبدأ بحمد الله والثناء عليه، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو بما شاء من خيري الدنيا والآخرة، ثم يختم دعاءه بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، لما ورد: «الدعاء بين الصلاتين عليّ لا يرد» [أورده القاضي عياض بن موسى بن عياض في كتاب الشفا]. ولقول عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - إذا أراد أحدكم أن يسأل الله شيئًا فليبدأ بحمد الله والثناء عليه بما هو أهله، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، قال - صلى الله وعليه وسلم -: «إذا صلى أحدكم فليبدأ بتمجيد الله - عزوجل - والثناء عليه، ثم ليصل على النبي ثم ليدع بعد بما شاء» [حديث صحيح رواه الحاكم وغيره].

 

الحق العاشر للنبي - صلى الله وعليه وسلم - الإقرار له بما ثبت في حقه من المناقب الجليلة والخصائص السامية والدرجات العالية الرفيعة والمعجزات المباركة كتكثير الطعام بين يديه ونبع الماء من بين أصابعه وانشقاق القمر وغيرها من المعجزات النبوية، والتصديق بكل ذلك والثناء عليه به ونشره في الناس، وتعليمه للصغار وتنشئتهم على محبته وتعظيمه ومعرفة قدره الجليل عند ربه عزوجل.

 

الحق الحادي عشر من حقوقه - صلى الله وعليه وسلم - تجنب الغلو فيه والحذر من ذلك فإن في ذلك أعظم الأذية له - صلى الله وعليه وسلم -. قال تعالى آمرًا نبيه - صلى الله وعليه وسلم - أن يخاطب الأمة بقوله: ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110]. وبقوله: ﴿ قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إلّا مَا يُوحَى إِلَيَّ ﴾ [الأنعام: 50].

 

فأمر اللهّ نبيه - صلى الله وعليه وسلم - أن يقرر للأمة أنه مرسل من الله ليس له من مقام الربوبية شيء وليس هو بمَلَك إنما يتبع أمر ربه ووحيه. كما حذر النبي - صلى الله وعليه وسلم - أمته من الغلو فيه والتجاوز في إطرائه ومدحه. ففي صحيح البخاري من حديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -عن النبي - صلى الله وعليه وسلم - أنه قال: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده، فقولوا: عبد الله ورسوله» [صحيح البخاري]. والإطراء: هو المدح بالباطل ومجاوزة الحد في المدح ذكره ابن الأثير. وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله وعليه وسلم - فراجعه في بعض الكلام فقال: ما شاء الله وشئت! فقال رسول الله - صلى الله وعليه وسلم -: «أجعلتني لله ندًّا بل ما شاء الله وحده» [رواه الإمام أحمد في المسند]. فالغلو في النبي - صلى الله وعليه وسلم - محرم بشتى صوره وأشكاله.

 

ومن صور الغلو في النبي - صلى الله وعليه وسلم -التي تصل إلى حدّ الشرك، التوجه له بالدعاء فيقول القائل: يا رسول الله افعل لي كذا وكذا. فإن هذا دعاء والدعاء عبادة لا يصح صرفها لغير الله. ومن صور الغلو فيه - صلى الله وعليه وسلم - الذبح له أو النذر له أو الطواف بقبره أو استقبال قبره بصلاة أو عبادة فكل هذا محرم لأنه عبادة وقد نهى الله عن صرف شيء من أنواع العبادة لأحد من المخلوقين فقال عزوجل: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162، 163].

 

إذا كان الغلو في النبي المصطفى محرم فكيف بمن يغالي في علي - رضي الله عنه - أو الحسين - رضي الله عنه - ويرفعهم إلى منزلة فوق النبيين والمرسلين بل فوق الملائكة.

 

إذا كان دعاء النبي - صلى الله وعليه وسلم - حرام فكيف بمن يدعون الحسين - رضي الله عنه -من دون الله.

 

بل وصل الحال بأقوام يدعون محبة النبي - صلى الله وعليه وسلم - أن قالوا أن زيارة إلى قبر الحسين تعدل ثمانين حجة إلى بيت الله الحرام.

 

الحق الثاني عشر من حقوق النبي - صلى الله وعليه وسلم - محبة أصحابه وأهل بيته وأزواجه وموالاتهم جميعًا والحذر من تنقصهم أو سبهم أو الطعن فيهم بشيء فإن الله قد أوجب على هذه الأمة موالاة أصحاب نبيه وندب من جاء بعدهم إلى الاستغفار لهم وسؤال الله أن لا يجعل في قلوبهم غلا لهم. فقال بعد أن ذكر المهاجرين والأنصار: ﴿ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحشر: 10]. وقال تعالى في حق قرابة رسوله - صلى الله وعليه وسلم -وأهل بيته: ﴿ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إلّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ﴾ [الشورى: 23]. جاء في تفسير الآية: " قل لمن اتبعك من المؤمنين لا أسألكم على ما جئتكم به أجرًا إلا أن تودوا قرابتي ". وأخرج مسلم في صحيحه من حديث زيد بن أرقم - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله وعليه وسلم - قام خطيبًا في الناس فقال: «أما بعد ألا أيها الناس. فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب فيه الهدى والنور. فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به». فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: «وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي. أُذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي» [صحيح مسلم برقم (2408)]. فأمر النبي - صلى الله وعليه وسلم - بالإحسان إلى أهل بيته وأن يعرف لهم قدرهم وحقهم، لقربهم منه وشرفهم. كما أوصى النبي - صلى الله وعليه وسلم - بأصحابه خيرًا ونهى عن سبّهم وتنقصهم فعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -عن النبي - صلى الله وعليه وسلم - قال: «لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه» [صحيح البخاري]. وقد كان من أعظم أصول أهل السنة التي اجتمعت عليه كلمتهم محبة أصحاب رسول الله - صلى الله وعليه وسلم - وقرابته وأزواجه وما كانوا يعدون الطعن فيهم إلا علامة الزيغ والضلال. قال أبو زرعة: «إذا رأيت الرجل ينتقص أحدًا من أصحاب رسول الله فاعلم أنه زنديق». وقال الإمام أحمد: «إذا رأيت رجلًا يذكر أحدًا من أصحاب رسول الله - صلى الله وعليه وسلم - (أي بسوء) فاتهمه على الإسلام».


أسأل الله أن يوفقنا لطاعته، وأن يجنبنا معصيته،، إنه خير مسؤول، وصلى الله وسلم على الرسول وعلى آله وصحبه أجمعين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حقوق النبي المصطفى (1)
  • حقوق النبي المصطفى (2)

مختارات من الشبكة

  • حقوق زوجات النبي المصطفى(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مخطوطة الشفا بتعريف حقوق المصطفى (النسخة 23)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الشفا بتعريف حقوق المصطفى (النسخة 22)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الشفا بتعريف حقوق المصطفى (النسخة 21)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الشفا بتعريف حقوق المصطفى (النسخة 20)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الشفا في تعريف حقوق المصطفى (النسخة 17)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الشفا في تعريف حقوق المصطفى (ج2) (النسخة3)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الشفا بتعريف حقوق المصطفى (النسخة19)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الشفا بتعريف حقوق المصطفى (النسخة18)(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب