هل يصح صيام يوم السابع والعشرين من رجب؟

هل يصحُّ صيام يوم السابع والعشرين من رجب؟

مقـــــــــــــــــــدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، وآله وسلم؛ أما بعد:

فقد قال الله عز وجل: ﴿ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الذاريات: 55].

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الدين النصيحةُ، قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم))[1].

من خلال ما تم ذكره من أدلة، أردت أن أذكِّر عموم المسلمين والمسلمات، هل يُصام ذلك اليوم؟ وجعلته في سؤال وجواب.

س1: هل معجزة الإسراء والمعراج أتى ذكرها في القرآن الكريم؟

ج: نعم، بل سورة كاملة تسمى سورة الإسراء.

س2: هل هناك أحاديثُ أيضًا أثبتت هذه المعجزة؟

ج: نعم، أحاديث كثيرة جدًّا عند الإمام البخاري في صحيحه، وكذا مسلم، وأصحاب السنن، وغيرهم كثير.

س3: هل كتب السِّيَر والتراجِم قالت بذلك؟

ج: نعم، أثبتوا ما أثبته القرآن وصحيح السنة، حتى إن هناك كتبًا مؤلَّفة في الإسراء والمعراج، ذكروا فيها كل ما يتعلق بهذه المعجزة، وما ورد فيها من أحاديث صحيحة، بل والأخبار الضعيفة والمكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم.

س4: متى حدثت هذه المعجزة؟

ج: قبل الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة.

س5: كم المدة التي قضاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة من الهجرة إلى أن مات؟

ج: انتقل صلى الله عليه وسلم في العام الحادي عشر من الهجرة (11).

س6: في هذه المدة، هل قال حديثًا واحدًا، قال فيه صلى الله عليه وسلم: (صوموا يوم السابع والعشرين)؟

ج: لا، ما قال ذلك، ولا ثبت عنه، وهناك أحاديث حثَّ عليها أُمَّته بالصيام؛ مثل: يوم عرفة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر، والست من شوال، وغير ذلك بأدلة صحيحة ثابتة.

س7: من أفضل الخَلق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

ج: الخلفاء الراشدون الأربعة.

س8: من بعدهم؟

ج: بقية العشرة المبشرين بالجنة، ثم سائر الصحابة رضي الله عنهم.

س9: هل ثبت عن أحدٍ من الصحابة أنه صام ذلك اليوم؟

ج: لا لم يثبُت.

س10: هل ورد عن أحدٍ من التابعين أو تابعي التابعين أنه صام ذلك اليوم؟

ج: لا، لم يثبت.

س11: فمن الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المشهورة؟

ج: أبو حنيفة ومالك، والشافعي وأحمد، رحمهم الله.

س12: هل ثبت عن أحدٍ منهم أنه صام ذلك اليوم؟

ج: لا، لم يثبت.

س13: هل نحن أحرص على الخير وأكثر طاعة لربنا سبحانه وتعالى من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، والتابعين وتابعي التابعين، والقرون الثلاثة الفاضلة؟

ج: لا، بل هم أفضل، لقد اختارهم الله واصطفاهم.

س14: مَن القرون الثلاثة الفاضلة؟

ج: عصر الصحابة، والتابعين، وتابعي التابعين، الذين هم في صدر الدعوة الإسلامية (300) عام من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم.

س15: يعني: تريد أن تقول: إن ثبت عنهم الصيام، فلنصُم، وإن لم يثبت فلا؟

ج: نعم، أحسنت.

س16: إذًا ما شروط أن يكون العمل أو العبادة صحيحة، ونسأل الله قبولها؟

ج: لشروط صحة العبادة شرطان:

الأول: أن يكون العمل خالصًا لله رب العالمين، وهذا الشرط لا خلاف فيه، يتبقى معنا الشرط الثاني؛ وهو متابعة النبي صلى الله عليه وسلم.

س17: ما معنى المتابعة؟

ج: هي أن يتعبد المسلم منا بعبادة مثل ما كان يتعبد بها سيد البشرية صلى الله عليه وسلم، من غير زيادة ولا نقصان.

س 18: ممكن أمثلة على ذلك من خلال ما تم ذكره؟

ج: مثل ليلة السابع والعشرين من رجب، ليلة النصف من شعبان، الزيادة في الطاعة مثل الزيادة على العدد في الصلوات المفروضة؛ كصلاة المغرب ركعتين أو خمس ركعات، أو جميع الصلوات رباعية.

س19: ألَا يدخل الصيام تحت حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((اطلبوا الخير دهرَكم، وتعرضوا لنفحات رحمة الله عز وجل؛ فإن لله عز وجل نفحاتٍ من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده، واسألوا الله أن يستر عوراتكم، ويؤمن روعاتكم))؟

ج: أولًا: الحديث ضعيف لا يثبت؛ لأنه لم تتوفر فيه شروط قبول الحديث[2].

ثانيًا: لم يُعلم متى كانت الليلة حتى نتعرض لها بالصيام؛ قال عنها العلماء: ليلة عظيمة الأجر مجهولة العين.

س20: هناك شيوخ يقولون بصيام ذلك اليوم؟

ج: نحن نتعبد ونتقرب إلى الله بالدليل وليس بالأشخاص.

س21: إن كان لأحد المسلمين عادة في الصيام ووافق يوم السابع والعشرين، يوم الاثنين أو الخميس، يصوم أم لا؟

ج: يصوم، فنحن نذكر من يُعيِّن أو يُخصِّص أو يحدِّد ذلك اليوم بالصوم، أو بأي عبادة أخرى.

س22: هل هناك أحدٌ من أهل العلم سبقك لِما ذكرته من توجيهات؟

ج: نعم، والحمد لله رب العالمين، فهناك أئمة كُثُر ذكروا ذلك في كتبهم.

س23: ممكن ذكر اسم كتاب واحد؟

ج: كتاب السنن والمبتدعات المتعلقة بالأذكار والصلوات.

س24: اذكر لي ثلاثة كتب غير الذي سبق لمعرفة البدع وخطورتها، ونكون على علم بها؟

ج: الإبداع في مضار الابتداع؛ للشيخ على محفوظ.

الحث على اتباع السنة والتحذير من البدع وبيان خطرها؛ للشيخ عبدالمحسن البدر.

اتباع لا ابتداع... قواعد وأسس في السنة والبدعة؛ للدكتور حسام الدين عفانة.

س25: ما الواجب على كل مسلم ومسلمة تجاه هذه المعجزة؟

1- أن يؤمنوا بكل ما حدث للنبي صلى الله عليه وسلم، وما رآه من مشاهدَ ثبتت وصحت نسبتها للنبي صلى الله عليه وسلم.

2- أن هذه الليلة ثابتة بالقرآن وصحيح السنة، وإجماع الأمة.

3- نتعلم الدروس والفوائد مما شاهده النبي صلى الله عليه وسلم، ونفعل الخير قدر المستطاع، ونتجنب المنهيات.

4- قدرة الله سبحانه وتعالى وعظمته، فهو على كل شيء قدير.

5- لا يصح ولم يثبت تحديد تلك المعجزة متى كانت.

6- ينبغي لكل مسلم ومسلمة أن يسأل عن كل صغيرة وكبيرة أهلَ العلم، خشيةَ أن يتعبَّد بعمل لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم.

7- العمل مردود على صاحبه إذا لم يوافق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لحديث أمِّنا عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو ردٌّ))[3].

قال أهل العربية: الرد هنا بمعنى المردود، ومعناه: فهو باطل غير معتدٍّ به، وهذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام، وهو من جوامع كلِمه صلى الله عليه وسلم، فإنه صريح في رد كل البدع[4].

وصلِّ اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه وذريته، وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين.

والحمد لله رب العالمين.